تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: واجمعــــهما بأفعل إن تبعــــا *** ما ليس واحــــــد تكن متـــــبعا.
الطالب : هذا في المثنى فقط .
الشيخ : فهمتم ؟ الأفصح الجمع ، ثم الإفراد ، ثم التثنية ، تقول : جاء الرجلان أنفُسُهما ، ثانيا ؟
الطالب : جاء الرجلان نفسُهُما .
الشيخ : نفسُهُما ، الثالث : نفساهما ، نعم ، طيب إذا قال قائل : كيف يصح أن نقول نفسهما مع أنهما اثنان ؟ النفس واحدة ؟! نقول : لأنه مفرد مضاف ، والمفرد المضاف يكون للعموم ، قال :
" واجمعهما بأفعُلٍ إنْ تَبِعا *** ما ليس واحدًا " ،
نعم : " إنْ تكُن مُتَّبِعا " :
وجه الجمع هو أن المثنى يفيد التعدد ، أليس كذلك ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : فإن قلنا : إن أقل الجمع ، إن أقل الجمع اثنان ، أنَّ أقلَّ الجمع اثنان ، فلا إشكال .
وإن قلنا : إن أقل الجمع ثلاثة ، فإنها تجمع ، لئلا يجتمع علامتا تثنية فيما هو كالكلمة الواحدة ، لئلا يجتمع علامتا تثنية فيما هو كالكلمة الواحدة ، ولهذا الآن إذا قلت : جاء الرجلان أنفسُهُما ، أيها أخف على اللسان : جاء الرجلان أنفسُهُما ، أو جاء الرجلان نفساهما ؟!
الطالب : نفسُهما .
الشيخ : أخف على اللسان الأول ، نعم ، الجمع .
" إنْ تَبعا *** ما ليس واحدًا تكنْ مُتبعًا " :
متبعا لمن ؟ للعرب ، تكن متبعا للعرب ، ويجوز تكون متبعا للنحويين الذين أصدروا هذه الأحكام بمقتضى اللغة العربية ، نعم .
1 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: واجمعــــهما بأفعل إن تبعــــا *** ما ليس واحــــــد تكن متـــــبعا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وكلا اذكر في الشــــمول و كــــلا *** كلتا جميعا بالضمـــير موصـــــلا.
" وكُلاً اذكر في الشمول وكِلا " :
" وكُلًا اذكر في الشمول " : يؤكد بكل إذا أريد الشمول ، وطبعا ما دمنا نقول الشمول معناه لا يؤكد إلا ما له أفراد متباينة ، مثل القوم : جاء القوم كلهم ، فما له أفراد متباينة فإنه يقال : كل ، ولهذا قال : " في الشمول " .طيب ، إذا كان لا يتجزأ فإنه لا يؤكد بكل ، الذي لا يتجزأ لا يؤكد بكل ، لماذا لا يؤكد ؟! لأن احتمال المجاز فيه غير وارد ، احتمال المجاز فيه غير وارد ، أنتم فاهمين ؟!
إذن الشمول لا يكون إلا فيما تعددت أجزاؤه أو أفراده ، فيما تعددت أجزاؤه أو أفراده ، أما ما لا يمكن فيه التعدد فلا يؤكد بكل ، لو قلت : جاء زيد كلُّه ؟
الطالب : لا يصلح .
الشيخ : يصلح ؟!
الطالب : لا .
الشيخ : وراه ؟!
الطالب : ليس له أجزاء .
الشيخ : إي ، لأن أجزاءه ما يمكن يفرق بعضها عن بعض في المجيء ، معلوم أنه ما يمكن يجي رأسه لحاله ولا يده لحالها ، نعم ، إذن ما يمكن نؤكد بكل ، لأن احتمال المجاز هنا غير وارد . أَعتقتُ العبد كلَّه ، يمكن ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : يصلح ، ليش ؟ لأن له أجزاء ، لكن المشاعة يمكن أن تعتق ، وأجزاء لا تعتق ، طيب إذا قلت : أكلتُ الخروف كلَّه ، يصلح ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : وراه ؟
الطالب : يمكن يُجزأ .
الشيخ : يمكن يُجزأ ، يمكن يجزأ .
الطالب : دخل زيد كلُّه ؟!
الشيخ : هذه ممكن يتجزأ ، يمكن ، نعم ، والله ما أدري على كل حال يمكن في بعض الأشياء يصلح ، نعم مثل لو كان المكان ضيقا فقلت : فلان دخل في هذه الماصورة ، نعم ، فقال : دخل كلُّه ، المعنى : أنها وسعته ، هذا يمكن فالقاعدة : " أن ما تتعدد أجزاؤه يمكن أن يؤكد بكل " ، ولهذا قال : " في الشمول " ، " وأما ما لا يمكن أن يتعدد فيه الأجزاء فإنه لا يمكن " ، نعم .
الطالب : شيخ انتهى الدرس .
الشيخ : إي انتهى .
2 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وكلا اذكر في الشــــمول و كــــلا *** كلتا جميعا بالضمـــير موصـــــلا. أستمع حفظ
سؤال عن قوله تعالى (( وإياي فاتقون )) ؟
الشيخ : الفاء بعضهم يقول : إنه لتحسين اللفظ فقط ، بعضهم يقول إنها عاطفة ، نعم ؟
الطالب : عاطفة على ماذا ؟
الشيخ : عاطفة على ما سبق .
الطالب : بس باللفظ !
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : وإياي !
طالب آخر : قال : فارهبوني .
الشيخ : إي إي ما يخالف ، يعني : وإياي اتقوا فارهبون .
الطالب : شيخ العائد على محذوفه ؟
الشيخ : على محذوفه إي .
الطالب : يا شيخ ورد الوعيد على أنواع ، هل الواحد يشمله الوعيد يعني ؟
الشيخ : لا ما يشمله ، ما رتب على أجزاء ما يشمله ، لكن يدل على أن لها تأثيرا في هذه العقوبة .
الطالب : فقط تأثير ؟
الشيخ : إي ، ولا ما تنفرد به ، إذا عُلّق على أمور معناه إنه لابد هذه الأوصاف تكون موجودة .
الطالب : ...
الشيخ : إي ، نعم .
الطالب : إلا إذا تجمع أجمعين .
الشيخ : نعم .
الطالب : هل لو فعله مرة واحد من هالذنوب ؟
الشيخ : إي ، ما تستحق هذا العقاب ، لكنه له تأثير ، يعلق به ، مثل : (( قالوا لم نكُ من المصلين ولم نكُ نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين )) ، لما سئلوا : (( ما سلككم في سقر )) ؟ قالوا : إننا ما نفعل هذه الأشياء ، فلا نقول : إن الواحدة توجب دخول النار ، لكن نقول : لها أثر في إدخال النار ، ثم عاد إذا كانت الواحدة المستقلة تستوجب الدخول في النار مِن جهة أخرى حكم به .
الطالب : ... يوم القيامة ، فهل يكون له وجه ؟
الشيخ : لا ، ما له وجه ، لأنها واضحة ، 27 و25 بينهم فرق .
الطالب : لا شيخ ، اختلاف العدد !
الشيخ : طيب ، إذا قلنا : العدد المطلوب .
تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: ............................... و كــــلا *** كلتا جميعا بالضمـــير موصـــــلا.
" وكِلا *** كِلتَا " :
يؤكد أيضا بكلا وكلتا ، لكن لا يؤكد بهما إلا المثنى ، فتقول : قام الرجلان كلاهما ، ورأيت المرأتين ، هاه ؟
الطالب : كلتاهما .
الشيخ : كلتاهما ؟
الطالب : كلتيهما .
الشيخ : كلتيهما ، نعم ، ورأيت المرأتين كلتيهما ، نعم ، طيب ، إذن : كلا وكلتا للشمول ، لكن خاصتان بالمثنى ، وكل : لإيش ؟
الطالب : للجمع .
الشيخ : للجمع ، قال :
" جميعا " : أيضا جميع يؤكد بها ، ويحتمل أن قوله : " جميعا " ، يعود على كل وكلا وكلتا ، يعني كل هذه الثلاثة لابد أن توصل بالضمير ، فيه احتمال كلام المؤلف ، ولا شك أن جميع يؤكد بها ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : فتقول : جاء القومُ جميعُهُم ، لكنها إذا لم تضف صارت حالا لا توكيدا ، (( قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا )) : ما تقولون : هذه توكيد ، لأنها لم توصل بالضمير ، فإذا وصلت بضمير المؤكَّد ، صارت توكيدا ، تقول : جاء القومُ جميعُهم ، ورأيتُ القومَ جميعَهم ، ومررتُ بالقومِ جميعِهم .
وقوله : " بالضمير مُوصَلا " :
يعود على كل الأربعة الكلمات : كل ، هاه وش بعد ؟
الطالب : وكلا .
الشيخ : وكلا ، وكلتا ، وجميع ، فإن لم يوصل بالضمير لم يقع توكيدا ، كما قال الله تعالى : (( وإن كلاً لمـَّا جميعٌ لدينا محضرون )) ، (( وإن كلاً لمـَّا جميعٌ لدينا محضرون )) ، فهنا ما في توكيد ، هاه ؟
الطالب : (( وإنَّ كلاً لمـَّا لَيُوفِيَنَّهُم ربك )) .
الشيخ : إي : (( وإنَّ كلاً لمـَّا لَيُوفِيَنَّهُم ربكَ أعمالهم )) ، قال : (( إنَّ كُلًا )) هاه ، هنا ما صارت توكيد ، لماذا ؟ لأنها لم تضف إلى ضمير ، (( إن كلُ نفس لما عليها )) : كل الآن مبتدأ ما هي توكيد ، لأنها ما أضيفت إلى ضمير ، لكن لابد تضاف إلى ضمير ويسبقها ما يؤكَّد ، إنَّ القوم كلّهم فاهمون ، مثلاً .
طيب الجميع مثل ؟ ها ، نعم مثل !
الطالب : نفسها .
الشيخ : نفسها ، إذا أضيفت إلى ضمير مؤكد صارت تأكيدا ، وإلا فهي على حسب العوامل .
" واستعملوا أيضًا " :
استعملوا : الضمير يعود على العرب .
الطالب : لم نأخذ الإعراب يا شيخ .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لم نأخذ إعراب البيت .
الشيخ : بدينا ؟!
الطالب : نأخذ إعراب البيت .
الشيخ : لو تحبون نعربه ؟
الطالب : لكن ، جزاك الله خير .
الشيخ : طيب ، توافقون على إعرابه ؟ " كلاً اذكرْ في الشُمول " :
كلاً : هذه مفعول مقدم لاذكر ، كلاً مفعول مقدم لاذكر ، وقوله : وكِلا معطوفة على كلاً ، يعني واذكر أيضا كلا ، وكلتا معطوفة على كلاً ، وجميعا معطوفة عليها ، لكن بإسقاط حرف العطف ، من أجل إيش ؟ ها ؟
الطالب : الضرورة .
الشيخ : ضرورة الشعر .
" بالضمير مُوصَلا " :
بالضمير متعلق بقوله : اذكر ، وموصلا : حال ، حال مما سبقه ، يعني حال كونه موصلا بالضمير ، ويجوز أن نقول : بالضمير متعلق بقوله موصلا ، وتقدير البيت : واذكر كلاً وكِلا وكلتا وجميعا في الشمول موصَلا بالضمير ، هذا هو إعراب البيت ، والقاعدة منه -حتى أيضا نسينا القاعدة ، لأنه هو مبتغى القاعدة من البيت- ، القاعدة من البيت : " أنه يؤكد بكلٍ وكِلا وكلتا وجميع ، مضافة إلى ضمير المؤكد " ، كذا يا محمد ؟ فاهم ؟ ها ؟
الطالب : أحاول أن أفهم .
الشيخ : نعم ؟
الطالب : أُحاول .
الشيخ : لا ، لو فاهم ، يعني تؤكِّد بكل ، تقول : جاء القوم كلهم ، توكيد للقوم ، وتؤكد بكلا وكلتا في المثنى : جاء الرجلان كلاهما ، ورأيت المرأتين كلتيهما ، وبجميع : جاء القوم جميعهم ، نعم .
4 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: ............................... و كــــلا *** كلتا جميعا بالضمـــير موصـــــلا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: واستعملوا أيضا كـــــكل فــــاعله *** من عم في التوكيد مثل النـــافلة.
استعملوا : أي العرب ، أيضا : هذه مصدر آض يئيض ، بمعنى : رجع ، وهي دائما محذوفة العامل ، ما يُذكر ، ما يقال : أئيض أيضا ، أي : أرجع رجوعًا ، وإنما تستعمل دائما على المفعولية المطلقة ، أو على المصدرية ، وعاملها محذوف دائما ، أيضا تستعمل أيضا :
" ككلٍ فَاعِلَةً *** مِنْ عَمَّ في التوكيد " :
الطالب : تحتاج ... !
الشيخ : ما يخالف ، ولا غالب بيذكر -إن شاء الله- .
" واستعملوا أيضًا كَكُلٍ فاعلةً *** مِن عَم " :
فاعلة يعني اسم فاعل على وزن فاعلة ، اسم فاعل على وزن فاعلة ، من أين ؟ مِن عمّ ، عمّ يعمُّ ، عم : فعل ماضي ، وليس حرف جر واستفهام ، عم فعل ماضي ، مضارعه ؟
الطالب : يعم .
الشيخ : يعم ، واسم الفاعل منه ؟
الطالب : عام .
الشيخ : عامٌّ ، لكن يقول فاعلة ، دخّل التاء على عام ، عامة تكون ، يعني استعملوا عامة في مكان كل ، استعملوا عامة في مكان كل ، نعم تقول : جاء القوم عامتهم ، وهو بإزاء قولك : جاء القوم كلهم ، جاء القوم عامتهم كقولك : جاء القوم كلهم .
الطالب : والمعنى واحد يا شيخ ؟
الشيخ : المعنى واحد ، وكثيرا ما يستعمل شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : " عامة العلماء على هذا القول " ، وغيره أيضا ممن يذكر الخلاف ، يقول عليه : عامة العلماء ، أي : كل العلماء ، نعم ؟
الطالب : يعني أكثره شيخ ؟
الشيخ : لا ، ما هو المعنى أكثرهم ، هذه عامتهم تكون كلهم ، وإن كان إن الإنسان قد يشعر بأن فيه خلاف قليل : إذا قيل عامتهم ، فيه خلاف قليل ، لكن ما هي بمثل إذا قيل : أكثر العلماء ، فهو واضح الخلاف ، طيب ، إذن قال المؤلف : " استعملوا أيضًا " :
جملة استعملوا فعل وفاعل ، وأيضا مصدر لعامل محذوف تقديره آض ، وقوله : " فاعلة " : مفعول إيش ؟ استعملوا ، مفعول استعملوا ، وقوله :
" مِن عم " :
متعلقة بفاعلة ، حال أو صفة ، فاعلة : من عم ، أي : من فعل عم ، فيكون عامة ، هاه واضح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب وعامة مثل جميع تأتي غير مؤكدة إذا لم تتصل بالضمير ، تكون غير مؤكدة ، كما في قول الرسول -عليه الصلاة والسلام- : ( وبعثت إلى الناس عامة ) : حال ، من حاله .
" مِن عم في التوكيد" : قوله في التوكيد : متعلق باستعملوا ، يعني استعملوا في التوكيد أيضا عامة استعمال كلٍ ، هذه القاعدة : " تستعمل عامة في التوكيد -يعني يستعملوا هذا اللفظ في التوكيد- كما يستعمل لفظ كل " .
الطالب : كل .
الشيخ : وعلى هذا فيكون مضافا إلى ضمير مؤكَّد ، يكون مضافا إلى ضمير مؤكَّد .
الطالب : من عم ... متعلق بمحذوف ، تقديره :
الشيخ : نعم نعم ، هم يقولون هكذا دائما ، الجار والمجرور صفة ولا يخصون ، وقوله :
" مثلَ النافِلَة " :
مثل النافلة : يحتمل أنه مفعول مطلق ، أي استعمالا مثل النافلة ، ويحتمل أن يكون حالا ، أي : مُشبها للنافلة ، النافلة معناها الزيادة ، النافلة الزيادة كما قال الله تعالى : (( ومن الليل فتهجد به نافلة لك )) : يعني زائدة ، زائدا لك ، فإذن ما معنى زائدة ؟ قال الشارح : " معنى زائدة ، لأن كثيرا من النحويين لم يذكروها ، فيكون الذي ذكرها زائدا على غيره في ذكرها " ، هكذا قال ، وقال بعض المحشّين : " بل معنى قوله : مثل النافلة ، أي مثل هذا الوزن ، على وزن فاعلة ، ولو كان المؤكَّدُ مذكرًا " ، ولو كان المؤكَّد مذكرًا ، وهذا الذي ذكره المحشي أحسن مما ذكره الشارح ، يعني أحسن من قولنا : إنها نافلة ، لأن بعض النحويين ما ذكرها ، فالأحسن نقول : مثل النافلة : أي أنها تلزمها التاء وإن كان المؤكَّد بها مذكرًا ، فتقول : جاء الرجال عامَّتُهم ، ولا تقول : عامهم ، تجيب التاء ولو كان المؤكَّد مذكرًا ، مثل النافلة : يؤتى بها -التاء- ولو كان الموصوف بها مذكرًا : (( ومِن الليل فتهجد به نافلة لك )) : حال مِن ؟ من التهجد ، حال كونه نافلة لك ، والتهجد مذكر ، والحاصل أنّ ما قاله بعض المحشّين أصح مما قاله الشارح ، أن معنى قوله : " مثل النافلة " أي : مثل النافلة بلزوم التاء حتى مع المذكر ، فتقول : جاء القوم عامَّتُهم ، ورأيتُ القومَ عامتُهم ، ومررتُ بالقوم عامتِهم .
وأظن كونها مؤكِّدة للشمول واضح من معناها ، لأن العموم معناه ؟ ها ؟ ما هو العموم ؟
الطالب : الشمول .
الشيخ : الشمول ، وهذه مأخوذة : من عمّ يعمّ أي شمل يشمل فهو شامل ، طيب ، والله أعلم .
الطالب : شيخ شيخ
الشيخ : انتهى الوقت .
الطالب : طيب تعارض إبراهيم على إعراب البيت !
الشيخ : تعارضه ؟!
الطالب : لأنه ما رد .
الشيخ : نعوذ بالله من المعارضات والموافقات إلا بخير ، إلا بخير ، نعم ؟
الطالب : أقول : على ما نعرف البيت الذي هو في الشرح .
الشيخ : زين ، هذان رأيان ، ماذا ترجحون ؟
الطالب : الإعراب يا شيخ .
طالب آخر : لا مكرر ، موجود ، لو ما هو موجود صار لنا ، لكنه موجود .
الشيخ : إذن والشرح موجود ، ما حاجة للشرح .
الطالب : لا ، رحت ، لا الشرح ما هو مثل شرحكم .
طالب آخر : ما حاجة لقراءة الشرح .
الشيخ : هاه ؟
الطالب : ما حاجة لقراءة الشرح .
الشيخ : ها ؟ ورد الشرح ، ما دام إنه موجود بالشرح .
الطالب : قولهم الإعراب يا شيخ .
الشيخ : طيب الآن !
الطالب : والله أنا أقترح ...
الشيخ : ها ، تكلمت عنه أنت الآن ، تكلمت عنه بلهجة قوية ، نعارض إبراهيم !! ها !؟
الطالب : شيخ ما يؤكد بكافة ؟
الشيخ : هاه ؟
الطالب : كافة ؟
الشيخ : كافتهم ؟! ما ذكروها لكن هي يبدو أن تكون في العامة .
5 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: واستعملوا أيضا كـــــكل فــــاعله *** من عم في التوكيد مثل النـــافلة. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبعـــــد كــل أكــــدوا بأجمعـــــا *** جمعــــاء أجمعيــــن ثم جمـــــعا.
وبعد كُلٍ أَكَّدوا بِأَجمَعَا ، وبجمعاء وبأجمعين وبجُمَع يقول : جاء القوم كلهم ، إيش ؟
الطالب : أجمعين .
الشيخ : أجمع ، " أكدوا بأجمعا " .
جمعاء : جاءت القبيلة كلها جمعاءُ .
أجمعين : جاء القوم كلهم أجمعون .
جُمع : جاءت النساء كلهن جُمع ، نعم ، لكن أكدوا بعد كل ، بعد كل .
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وبعـــــد كــل أكــــدوا بأجمعـــــا *** جمعــــاء أجمعيــــن ثم جمـــــعا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ودون كـــــل قد يجيء أجمــــــــع *** جمعاء أجمـــــعون ثم جمــــــــع.
" ودون كلٍ قد يجيءُ أجمَع *** جَمعاءُ أَجمعونَ ثم جُمَع " :
كم الكلمات في البيت الأخير ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : وفي الأول ؟
الطالب : أربعة .
الشيخ : أربعة ، الحقيقة أن هذا غريب من ابن مالك ، كونه يكرر هذا التكرير ، يعني معناه : أنهم أكدوا بعد كلٍ ودون كلٍ ، لكن دون كلٍ قد يجيء وليس كثيرا ، قد يجيء ، فتقول : جاء الرجال أجمع ، وجاءت القبيلة جمعاء ، وجاء القومُ أجمعون ، وجاءت النساء جُمع ، بدون كل .
الطالب : يا شيخ !
الشيخ : نعم ؟
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: ودون كـــــل قد يجيء أجمــــــــع *** جمعاء أجمـــــعون ثم جمــــــــع. أستمع حفظ
في قول الشاعر " جاء الركب أجمعون " لماذا أكده بالجمع ؟
السائل : المؤلف يذكر المفرد دون الجمع !
الشيخ : ها ؟
السائل : كالجيش والركب .
الشيخ : نعم !
السائل : جاء الركب أجمعون !
الشيخ : نعم .
السائل : ولم يذكر العام .
الشيخ : ولم يذكر إيش ؟
السائل : جمعا يعني .
الشيخ : لأن الركب اسم جمع ، مثل الصحب اسم جمع ، فمعناه : فأصحاب
الطالب : فيجوز : جاء القوم أجمعون ؟
الشيخ : إي نعم يجوز .
تتمة شرح البيت " ودون كـــــل قـــــد يجــــــيء أجمــــــــع *** جمعاء أجمـــــعون ثـــــم جمــــــــع.
قال الشاعر :
" يا ليتني كنتُ صَبيًا مُرضَعَا *** تحمِلُني الذَّلفاءُ حَولًا أَكتَعَا
إذا بكيتُ قَبَّلتني أَربَعا *** إذنْ ظَلَلْتُ الدَّهرَ أَبكِي أَجمَعَا " ،
ها ؟ وش علشانه ؟ عشان تقبّله ، نعم ، الذلفاء : قيل إنها اسم امرأة ، وقيل إن الذلفاء هي المرأة الحسنة ، فيها شاهد لكلام ابن مالك ؟ إي فيها شاهد وهو قوله :
" إذنْ ظَلَلْتُ الدَّهرَ أَبكِي أَجمَعَا " .
أجمعا : الدهر أجمع ، يعني بدون كله ، ما قال : إذن ظللت الدهر كله أجمع ، نعم ، وفي البيت أيضا شاهد لجواز الفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد وهو قوله : " الدهرَ أبكي " : أبكي هذه جملة معترضة ، نظيرها في القرآن : (( ولا يحزن ويرضين بما آتيتَهُن )) اقرأ !
الطالب : (( كلُّهن )) .
الشيخ : (( كلُّهن )) ، فكلهُن ما هي بتوكيد للضمير الذي في آتيتهم ، ولكنها توكيد للضمير في قوله : (( يرضين )) ، وفصل بين المؤكِّد والمؤكَّد ، طيب ، يقول : انتهى الكلام على أجمع وأجمعين ، وعلمنا من كلام المؤلف أن الأكثر أنه لا يؤكد بها إلا بعد كل ، وأنه قد يجاء بها بدون كل ، نعم .
9 - تتمة شرح البيت " ودون كـــــل قـــــد يجــــــيء أجمــــــــع *** جمعاء أجمـــــعون ثـــــم جمــــــــع. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن يفد توكيد منكور قبـــل *** وعن نحـــــاة البصرة المــــنع شـــــمل.
" وإنْ يُفِد توكيدُ مَنكُورٍ قُبِلْ " :
نعم ، " وإنْ يُفِد توكيدُ مَنكُورٍ قُبِلْ " : يعني أنه يجوز ، القاعدة : أنه يجوز أن تؤكد النكرة إذا كان فيها فائدة ، نعم ، وأما إذا لم يكن فيها فائدة فإنها لا تؤكد ، ومنه قول الشاعر :
" يا ليتَ عِدَّة حَولٍ كُلِّهِ رَجَبُ " :
" يا ليتَ عِدَّة حَولٍ كُلِّهِ رَجَبُ " : شف حولٍ كُله ، أفاد فيجوز أن تؤكد ، ولم يقل : يا ليت عدة الحول كله رجب ، قال : " يا ليتَ عِدَّة حَولٍ كُلِّهِ رَجَبُ "
ومنه البيت الذي ذكرنا سابقا :
" يا ليتني كنتُ صَبيًا مُرضَعا *** تحملني الذَّلفاءُ حَولاً أَكتَعَا " :
حولا هذه نكرة ، وأكتع مؤكِّد له ، ولكن يقول ابن مالك :
" وعن نُحاة البصرةُ المنعُ شَمَل " :
وش معنى : " المنع شمل " ؟ يعني أنه لا تؤكد النكرة سواء أفادت أم لم تفد ، وعلى هذا فيُمنع عندهم أن تقول : جلستُ عندك شهرًا كُلَّه ، ممنوع عند البصريين ، وما جاء به السماع فهو عندهم إما شاذ ، وإما نادر قليل ، والشاذ لا يقاس عليه ، أما على رأي ابن مالك وهو الصحيح : إذا وجدت الفائدة من التوكيد فلا مانع ، تقول : جلست عندك شهرًا كلَّه ، أكدته لئلا يظن ظان أني جلست عندك أكثر الشهر ، فيكون في هذا فائدة ، فإذا كان فيها فائدة فلا حرج ، نعم .
10 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وإن يفد توكيد منكور قبـــل *** وعن نحـــــاة البصرة المــــنع شـــــمل. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: واغن بكلتا في مثنى وكــــلا *** عـــــن وزن فعـــــلاء ووزن أفـــــعلا.
" واغنى بِكلتا في مثنىً وكِلا *** عن وزن فعلاءَ ووزنِ أَفعلا " :
لاحظ كِلا وكلتا ما الذي يؤكد بهما ؟
الطالب : المثنى .
الشيخ : المثنى ، أو ما دل على اثنين أحسن ، لأجل يشمل المثنى والمفرد إذا عطف عليه مفرد ، فتقول : جاء زيد وعمرو كلاهما ، أكرمتُ زيدًا وعمرو كليهما ، وأكرمت الزيدين كليهما ، وكلتا : يؤكد بها المثنى المؤنث ، يقول ابن مالك : كلا وكلتا يغنيان عن إيش ؟
" وزن فعلاء " : وهي جمعاء .
" ووزن أفعلا " : وهي أجمع ، فبدل من أن تقول : جاء الزيدان أجمعهما ، ما حاجة تقول : أجمعهما ، ولا أجمعان ، ما حاجة ، فتقول : كلاهما ، وكذلك في النساء : رأيت المرأتين كلتيهما ، ولا تقول : جمعاويهما مثلا ، ما لها داعي ، " عن وزن فعلاء " التي هي جمعاء ، " ووزن أفعلا " ، وما قاله المؤلف صحيح ، مِن حتى .