شرح ألفية ابن مالك-55a
قراءة قول ابن مالك رحمه الله :" .... العطف إما ذو بيان أو نسق *** و الغرض الآن بيان ما سبق فذو البيان تابع شبه الصفه *** حقيقة القصد به منكشفة فأولينه من وفاق الأول *** ما من وفاق الأول النعت ولي فقد يكونان منكرين *** كما يكونان معرفين وصالحا لبدلية يرى *** في غير نحو يا غلام يعمرا ونحو بشر تابع البكري *** وليس أن يبدل بالمرضي ...".
القارئ : قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " العطف " :
" العطفُ إما ذو بيانٍ أو نَسَقْ *** والغرضُ الآن بيانُ ما سَبَقْ
فذو البيانِ تابعٌ شِبهَ الصِفَه *** حقيقةٌ للرفع " .
الشيخ : ها ؟
القارئ : حقيقة لقصد .
الشيخ : حقيقة القصد .
القارئ : " حقيقة القصد به مُنكَشِفَة
فأولِيَنهُ مِن وِفاقِ الأَوَلِ *** ما مِن وِفاق الأول النعتُ وَلِي
فقد يكونانِ مُنكَّرينِ *** كما يكونان مُعرَّفينِ
وصالحاً لِبدَلِيَّةٍ يُرى *** في غيرِ نحوِ يا غلامِ يَعمُرا " .
الشيخ : نحو يا غلامِ ؟!
القارئ : يا غلامُ .
" يا غلامُ يَعمُرا
ونحو بشرٍ تابعِ البَكرِي *** وليس أن يُبدَلَ بِالمرضِي " .
" العطفُ إما ذو بيانٍ أو نَسَقْ *** والغرضُ الآن بيانُ ما سَبَقْ
فذو البيانِ تابعٌ شِبهَ الصِفَه *** حقيقةٌ للرفع " .
الشيخ : ها ؟
القارئ : حقيقة لقصد .
الشيخ : حقيقة القصد .
القارئ : " حقيقة القصد به مُنكَشِفَة
فأولِيَنهُ مِن وِفاقِ الأَوَلِ *** ما مِن وِفاق الأول النعتُ وَلِي
فقد يكونانِ مُنكَّرينِ *** كما يكونان مُعرَّفينِ
وصالحاً لِبدَلِيَّةٍ يُرى *** في غيرِ نحوِ يا غلامِ يَعمُرا " .
الشيخ : نحو يا غلامِ ؟!
القارئ : يا غلامُ .
" يا غلامُ يَعمُرا
ونحو بشرٍ تابعِ البَكرِي *** وليس أن يُبدَلَ بِالمرضِي " .
1 - قراءة قول ابن مالك رحمه الله :" .... العطف إما ذو بيان أو نسق *** و الغرض الآن بيان ما سبق فذو البيان تابع شبه الصفه *** حقيقة القصد به منكشفة فأولينه من وفاق الأول *** ما من وفاق الأول النعت ولي فقد يكونان منكرين *** كما يكونان معرفين وصالحا لبدلية يرى *** في غير نحو يا غلام يعمرا ونحو بشر تابع البكري *** وليس أن يبدل بالمرضي ...". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: العطف.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
: قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " العطف " :
تقدم أن العطف معناه : الثني ، ثني الشيء على الشيء يسمى عطفا ـ ومنه عطف الحبل طرفه بعضهما إلى بعض .
: قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " العطف " :
تقدم أن العطف معناه : الثني ، ثني الشيء على الشيء يسمى عطفا ـ ومنه عطف الحبل طرفه بعضهما إلى بعض .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: إما ذو بيان أو نســـــق *** و الغرض الآن بيان ما سبـــق.
الشيخ : أما هنا فإن العطف بينه المؤلف بقوله :
" إما ذو بيانٍ أو نسق " :
العطف ينقسم إلى قسمين : عطف بيان ، وعطف نسق ، فما كان بواسطة الحرف فهو عطف نسق ، مثل : جاء زيد وعمرو ، فقولنا : عمرو هذا عطف نسق ، وما كان بغير واسطة الحرف فهو عطف بيان ، وسيأتي تعريفه ، قال :
" والغرضُ الآن " :
الآن هذه تقدم أنها ظرف للإشارة إلى الزمان الحاضر ، كما أنَّ : هنا ، ظرف للإشارة إلى المكان الحاضر ، الآن هي ظرف ، وهي مبنية على الفتح في محل نصب .
" الغرض الآن " : أي في هذا الباب ، " بيان ما سبق " : وش الذي سبق ؟
الطالب : عطف البيان .
الشيخ : عطف البيان ، الغرض الآن عطف البيان ، فقدم المؤلف الكلام على عطف البيان لأنه أقل ، ولأنه أشبه بالنعت ، فكان أولى أن يكون أقرب منه ، والنعت سبق ، بينه وبين النعت إيش ؟
الطالب : التوكيد .
الشيخ : التوكيد ، وإنما فصل بينها وبينها بالتوكيد ، لأن التوكيد في الحقيقة مؤكد لذات الشيء .
" إما ذو بيانٍ أو نسق " :
العطف ينقسم إلى قسمين : عطف بيان ، وعطف نسق ، فما كان بواسطة الحرف فهو عطف نسق ، مثل : جاء زيد وعمرو ، فقولنا : عمرو هذا عطف نسق ، وما كان بغير واسطة الحرف فهو عطف بيان ، وسيأتي تعريفه ، قال :
" والغرضُ الآن " :
الآن هذه تقدم أنها ظرف للإشارة إلى الزمان الحاضر ، كما أنَّ : هنا ، ظرف للإشارة إلى المكان الحاضر ، الآن هي ظرف ، وهي مبنية على الفتح في محل نصب .
" الغرض الآن " : أي في هذا الباب ، " بيان ما سبق " : وش الذي سبق ؟
الطالب : عطف البيان .
الشيخ : عطف البيان ، الغرض الآن عطف البيان ، فقدم المؤلف الكلام على عطف البيان لأنه أقل ، ولأنه أشبه بالنعت ، فكان أولى أن يكون أقرب منه ، والنعت سبق ، بينه وبين النعت إيش ؟
الطالب : التوكيد .
الشيخ : التوكيد ، وإنما فصل بينها وبينها بالتوكيد ، لأن التوكيد في الحقيقة مؤكد لذات الشيء .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: فذو البيان تابع شبه الصفه *** حقيقة القصد به منكشـــفة.
الشيخ : ما هو عطف البيان ؟ قال :
" فذو البيان " :
أي : فعطف البيان تعريفه :
" تابعٌ شِبهُ الصِّفَة " :
تابع هذا جنس ، أو لا ؟
الطالب : جنس .
الشيخ : لأنه تقدم لنا في العقيدة السَّفارينية أن الحد لابد فيه مِن جنس وفصل ، فقولنا : تابع جنس ، يدخل فيه جميع التوابع ، يدخل فيه النعت فإنه تابع ، والتوكيد تابع ، وعطف النسق تابع ، والبدل تابع .
وقولنا : " شبه الصفة " : خرج به النعت ، لأن مشابه الشيء ليس هو الشيء ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : مشابه الشيء ليس هو الشيء ، فهو يشبه النعت في بيان متبوعه ، لكنه يخالف النعت في أنه جامد والنعت مشتق أو مؤول به ، أما هذا فإنه جامد ، يظهر بالمثال ، تقول : جاء أبو حفص الفاروق ، جاء أبو حفص الفاروق ، فالفاروق صفة لأبي حفص ، وتقول : جاء أبو حفص عمر ، فعمر عطف بيان وليس بصفة ، لأن عمر علم اسم جامد ، لكن الفاروق مشتق فهو صفة ، ولهذا قال المؤلف :
" تابعٌ شبه الصفة " ، وليس بصفة ، لأنه يختلف عنها في أنه جامد وهي مشتقة أو مؤولة بالمشتق .
" حقيقةُ القصدِ به مُنكشفَة " :
بهذا خرج بقية التوابع ، لأن التوابع ما تنكشف فيها حقيقة القصد ، كل تابع مستقل ، النعت قد تتبين به حقيقة القصد ، لكنه مشتق كما سبق ، أما بقية التوابع فليست كذلك .
" حقيقة القصد به منكشفة " : إذن الحقيقة أن عطف البيان من حيث المعنى مثل النعت ، إلا أن النعت مشتق أو مؤول بالمشتق ، وهذا اسم جامد ، هذا جامد وليس بمشتق .
" فذو البيان " :
أي : فعطف البيان تعريفه :
" تابعٌ شِبهُ الصِّفَة " :
تابع هذا جنس ، أو لا ؟
الطالب : جنس .
الشيخ : لأنه تقدم لنا في العقيدة السَّفارينية أن الحد لابد فيه مِن جنس وفصل ، فقولنا : تابع جنس ، يدخل فيه جميع التوابع ، يدخل فيه النعت فإنه تابع ، والتوكيد تابع ، وعطف النسق تابع ، والبدل تابع .
وقولنا : " شبه الصفة " : خرج به النعت ، لأن مشابه الشيء ليس هو الشيء ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : مشابه الشيء ليس هو الشيء ، فهو يشبه النعت في بيان متبوعه ، لكنه يخالف النعت في أنه جامد والنعت مشتق أو مؤول به ، أما هذا فإنه جامد ، يظهر بالمثال ، تقول : جاء أبو حفص الفاروق ، جاء أبو حفص الفاروق ، فالفاروق صفة لأبي حفص ، وتقول : جاء أبو حفص عمر ، فعمر عطف بيان وليس بصفة ، لأن عمر علم اسم جامد ، لكن الفاروق مشتق فهو صفة ، ولهذا قال المؤلف :
" تابعٌ شبه الصفة " ، وليس بصفة ، لأنه يختلف عنها في أنه جامد وهي مشتقة أو مؤولة بالمشتق .
" حقيقةُ القصدِ به مُنكشفَة " :
بهذا خرج بقية التوابع ، لأن التوابع ما تنكشف فيها حقيقة القصد ، كل تابع مستقل ، النعت قد تتبين به حقيقة القصد ، لكنه مشتق كما سبق ، أما بقية التوابع فليست كذلك .
" حقيقة القصد به منكشفة " : إذن الحقيقة أن عطف البيان من حيث المعنى مثل النعت ، إلا أن النعت مشتق أو مؤول بالمشتق ، وهذا اسم جامد ، هذا جامد وليس بمشتق .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: فأولينه من وفاق الأول *** ما من وفاق الأول النعــــت ولي.
الشيخ : ولهذا قال :
" فأولينْهُ مِن وِفاقِ الأَولِ *** ما مِن وِفاقِ الأولِ النَّعتُ وَلي " :
" أولينه " : يعني أعطه ، أعطه .
" مِن وفاق الأول " : الأول ما هو ؟
الطالب : النعت .
الشيخ : لا المتبوع ، الأول المتبوع .
" ما مِن وفاق الأول النعتُ وَلي " :
يعني ما يليه النعت من وفاق الأول ، أي ما أعطي النعت من وفاق الأول ، نشوف إعراب البيت لأنه مشكل : " أولينه " : هذه فيها فعل أمر ، ومفعول أول ، وين المفعول الأول ؟
الطالب : الهاء .
الشيخ : الهاء في أولينه ، الضمير ، وقوله : " ما من وفاق " : ما هذا هو المفعول الثاني ، يعني أعطه لموافقة الأول ما النعتُ ولي من وفاق الأول ، وقد سبق أن النعت يتبع المنعوت في أربعة من عشرة ، بواحد من أوجه الإعراب ، وفي واحد من التعريف أو التنكير ، وفي واحد من الإفراد وفرعيه ، وفي واحد من التذكير والتأنيث ، يتبعه في أربعة من عشرة ، هذا أيضا يتبع أربعة من عشرة ، مثلا : إذا كان المتبوع مرفوعا صار عطف البيان ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : مرفوعا ، إذا كان المتبوع منصوبا صار عطف البيان منصوبا ، إذا كان مفردا صار عطف البيان مفردا ، إذا كان مؤنثا صار عطف البيان مؤنثا ، والعكس بالعكس .
طيب ، فهمنا من كلام المؤلف من هذه القاعدة : أنه يعطى أحكام النعت بالتبعية ، فهمنا منه أنه يجوز أن يكون عطف البيان بين نكرتين ، كذا ؟! بين نكرتين .
" فأولينْهُ مِن وِفاقِ الأَولِ *** ما مِن وِفاقِ الأولِ النَّعتُ وَلي " :
" أولينه " : يعني أعطه ، أعطه .
" مِن وفاق الأول " : الأول ما هو ؟
الطالب : النعت .
الشيخ : لا المتبوع ، الأول المتبوع .
" ما مِن وفاق الأول النعتُ وَلي " :
يعني ما يليه النعت من وفاق الأول ، أي ما أعطي النعت من وفاق الأول ، نشوف إعراب البيت لأنه مشكل : " أولينه " : هذه فيها فعل أمر ، ومفعول أول ، وين المفعول الأول ؟
الطالب : الهاء .
الشيخ : الهاء في أولينه ، الضمير ، وقوله : " ما من وفاق " : ما هذا هو المفعول الثاني ، يعني أعطه لموافقة الأول ما النعتُ ولي من وفاق الأول ، وقد سبق أن النعت يتبع المنعوت في أربعة من عشرة ، بواحد من أوجه الإعراب ، وفي واحد من التعريف أو التنكير ، وفي واحد من الإفراد وفرعيه ، وفي واحد من التذكير والتأنيث ، يتبعه في أربعة من عشرة ، هذا أيضا يتبع أربعة من عشرة ، مثلا : إذا كان المتبوع مرفوعا صار عطف البيان ؟
الطالب : كذلك .
الشيخ : مرفوعا ، إذا كان المتبوع منصوبا صار عطف البيان منصوبا ، إذا كان مفردا صار عطف البيان مفردا ، إذا كان مؤنثا صار عطف البيان مؤنثا ، والعكس بالعكس .
طيب ، فهمنا من كلام المؤلف من هذه القاعدة : أنه يعطى أحكام النعت بالتبعية ، فهمنا منه أنه يجوز أن يكون عطف البيان بين نكرتين ، كذا ؟! بين نكرتين .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: فقد يكونان منكــــــرين *** كمـــا يكونـــــان معرفيــــــن.
الشيخ : وإلى هذا أشار بقوله :
" فقد يكونانِ مُنكَّرينِ *** كما يكونان مُعرَّفين " :
قاس المختَلَف فيه على المتفق عليه ، النحويون بصريّهم وكوفيّهم اتفقوا على أنَّ عطف البيان يكون بين معرفتين ، يكون بين معرفتين ، لأنه يجوز تخصيصه فتقول مثلا : جاء أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة ، عبد هذه وش هي ؟
الطالب : نكرة .
الشيخ : لا يا إخوان !!
الطالب : لا معرفة .
طالب آخر : عطف بيان .
الشيخ : عطف بيان ، عطف بيان ، والآن بين معرفتين ولا بين نكرتين ؟
الطالب : بين نكرتين !
الشيخ : ها ؟ جاء أبو بكر عبد الله ؟!
الطالب : بين معرفتين .
الشيخ : بين معرفتين ، أبو بكر هو المتبوع معرفة ، وعبد الله هو التابع معرفة ، هذا شيء متفق عليه .
الطالب : ما معنى بين معرفتين ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : وش معنى بين معرفتين ؟
الشيخ : يعني معناه أنهما هما معرفتين .
الطالب : هذا متبوع !
الشيخ : التابع والمتبوع معرفتين ، نعم ، طيب هل يكون بين نكرتين ؟
الجواب : نعم ، هذا ما ذهب إليه ابن مالك ، مع أن ابن مالك يعد من البصريين ، لكنه بصري مجتهد ، يميل إلى ما يراه هو الصواب ، ولهذا مذهب الكوفيون ومنهم ابن جروم : أنه يقع عطف البيان بين نكرتين ، نعم .
الطالب : فوافقهم على هذا .
الشيخ : فوافقهم على هذا ، واستشهدوا لذلك من القرآن ، قالوا إن الله سبحانه وتعالى يقول : (( ويُسقى مِن ماء صديد )) من ماءٍ هذه ماءٍ نكرة ، وش نوع هذا الماء ؟
الطالب : صديد .
الشيخ : صديدٍ ، صديدٍ هذا اسم جامد ، اسم جامد ، ومع ذلك صار عطف بيان ، نعم ، تابع جامد فصار عطف بيان .
البصريون ماذا يجيبون عن الآية ؟ يقولون : هذا بدل ، نجعله بدلا ، والبدل سيأتينا إن ضابط البدل هو الذي لو حذف المبدَل منه قام مقامه ، قالوا : لو قال سبحانه وتعالى : ويسقى من صديد ، استقام الكلام ، فهو إذن بدل وليس عطف بيان ، أما هؤلاء فيقولون : نعم نحن نقول : إنه يجوز بدل ، يجوز أن يكون بدلا ، لكن يجوز أيضا أن يكون عطف بيان وما المانع أن الله بيّن نوع هذا الماء أنه صديد ، نعم ، وكذلك أيضا : (( يوقد مِن شجرة مباركة زيتونة )) : زيتونة ، شجرة مباركة زيتونة ، مباركة وش هي ؟
الطالب : صفة .
الشيخ : صفة نعت ، زيتونة ؟
الطالب : عطف بيان .
الشيخ : عطف بيان ، لأن زيتونة ما هي مشتق ، فهي عطف بيان ، وأولئك يقولون إنها بدل ، لأنه لو قال : يوقد من زيتونة مباركة صح ، لكن نقول : هي أيضا ما في مانع من أن تكون عطف بيان .
يقولون : إن المانع أن المراد في عطف البيان أنه يبين متبوعه ويخصصه ويميزه من غيره ، والنكرة لا تبين النكرة ، والرد عليهم بسيط جدا : وهو أن النكرة الموصوفة أو المبينة تخصصها ، بدل ما أننا نقول : من ماء ونطلق ، أي صالح لكل ماء ، ميز هذا الماء بقوله : (( صديد )) .
(( من شجرة مباركة )) : بدل ما أنها عامة لكل شجرة مباركة ، خصصها بقوله : (( زيتونة )) فالتخصيص حتى في النكرات موجود ، فإذن دليلهم ليس بصحيح ، ولهذا مشى ابن مالك على هذا القول : إنه يجوز أن يكون عطف البيان ومتبوعه نكرتين .
" فقد يكونانِ مُنكَّرينِ *** كما يكونان مُعرَّفين " :
قاس المختَلَف فيه على المتفق عليه ، النحويون بصريّهم وكوفيّهم اتفقوا على أنَّ عطف البيان يكون بين معرفتين ، يكون بين معرفتين ، لأنه يجوز تخصيصه فتقول مثلا : جاء أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة ، عبد هذه وش هي ؟
الطالب : نكرة .
الشيخ : لا يا إخوان !!
الطالب : لا معرفة .
طالب آخر : عطف بيان .
الشيخ : عطف بيان ، عطف بيان ، والآن بين معرفتين ولا بين نكرتين ؟
الطالب : بين نكرتين !
الشيخ : ها ؟ جاء أبو بكر عبد الله ؟!
الطالب : بين معرفتين .
الشيخ : بين معرفتين ، أبو بكر هو المتبوع معرفة ، وعبد الله هو التابع معرفة ، هذا شيء متفق عليه .
الطالب : ما معنى بين معرفتين ؟
الشيخ : نعم ؟
الطالب : وش معنى بين معرفتين ؟
الشيخ : يعني معناه أنهما هما معرفتين .
الطالب : هذا متبوع !
الشيخ : التابع والمتبوع معرفتين ، نعم ، طيب هل يكون بين نكرتين ؟
الجواب : نعم ، هذا ما ذهب إليه ابن مالك ، مع أن ابن مالك يعد من البصريين ، لكنه بصري مجتهد ، يميل إلى ما يراه هو الصواب ، ولهذا مذهب الكوفيون ومنهم ابن جروم : أنه يقع عطف البيان بين نكرتين ، نعم .
الطالب : فوافقهم على هذا .
الشيخ : فوافقهم على هذا ، واستشهدوا لذلك من القرآن ، قالوا إن الله سبحانه وتعالى يقول : (( ويُسقى مِن ماء صديد )) من ماءٍ هذه ماءٍ نكرة ، وش نوع هذا الماء ؟
الطالب : صديد .
الشيخ : صديدٍ ، صديدٍ هذا اسم جامد ، اسم جامد ، ومع ذلك صار عطف بيان ، نعم ، تابع جامد فصار عطف بيان .
البصريون ماذا يجيبون عن الآية ؟ يقولون : هذا بدل ، نجعله بدلا ، والبدل سيأتينا إن ضابط البدل هو الذي لو حذف المبدَل منه قام مقامه ، قالوا : لو قال سبحانه وتعالى : ويسقى من صديد ، استقام الكلام ، فهو إذن بدل وليس عطف بيان ، أما هؤلاء فيقولون : نعم نحن نقول : إنه يجوز بدل ، يجوز أن يكون بدلا ، لكن يجوز أيضا أن يكون عطف بيان وما المانع أن الله بيّن نوع هذا الماء أنه صديد ، نعم ، وكذلك أيضا : (( يوقد مِن شجرة مباركة زيتونة )) : زيتونة ، شجرة مباركة زيتونة ، مباركة وش هي ؟
الطالب : صفة .
الشيخ : صفة نعت ، زيتونة ؟
الطالب : عطف بيان .
الشيخ : عطف بيان ، لأن زيتونة ما هي مشتق ، فهي عطف بيان ، وأولئك يقولون إنها بدل ، لأنه لو قال : يوقد من زيتونة مباركة صح ، لكن نقول : هي أيضا ما في مانع من أن تكون عطف بيان .
يقولون : إن المانع أن المراد في عطف البيان أنه يبين متبوعه ويخصصه ويميزه من غيره ، والنكرة لا تبين النكرة ، والرد عليهم بسيط جدا : وهو أن النكرة الموصوفة أو المبينة تخصصها ، بدل ما أننا نقول : من ماء ونطلق ، أي صالح لكل ماء ، ميز هذا الماء بقوله : (( صديد )) .
(( من شجرة مباركة )) : بدل ما أنها عامة لكل شجرة مباركة ، خصصها بقوله : (( زيتونة )) فالتخصيص حتى في النكرات موجود ، فإذن دليلهم ليس بصحيح ، ولهذا مشى ابن مالك على هذا القول : إنه يجوز أن يكون عطف البيان ومتبوعه نكرتين .
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: فقد يكونان منكــــــرين *** كمـــا يكونـــــان معرفيــــــن. أستمع حفظ
ما الفرق بين عطف البيان والبدل ؟
الطالب : يا شيخ ألا يمكن نفرّق بين كون عطف البيان على حسب الحد الذي حديناه لعطف البيان .
الشيخ : نعم .
الطالب : بين عطف البيان وبين البدل .
الشيخ : البدل .
الطالب : إي ، البدل ... ويجوز الأمران .
الشيخ : نعم .
الطالب : فكيف نفرق الآن ، نحن حدينا لعطف البيان تحديدا !
الشيخ : نعم .
الطالب : تحديدا حدا يخرجنا شيخ .
الشيخ : نعم .
الطالب : بين عطف البيان وبين البدل .
الشيخ : البدل .
الطالب : إي ، البدل ... ويجوز الأمران .
الشيخ : نعم .
الطالب : فكيف نفرق الآن ، نحن حدينا لعطف البيان تحديدا !
الشيخ : نعم .
الطالب : تحديدا حدا يخرجنا شيخ .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وصالحا لبدلية يـــــــرى *** في غير نحو يا غلام يعــــمرا.
الشيخ : قال : " وصالحاً لِبَدليةٍ يُرى " :
وصالحاً لِبدليةٍ يُرَى : " كلُّ ما جاز أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدلا " ، هذه القاعدة ، كل ما جاز أن يكون عطف بيان صح أن يكون بدلا والعكس بالعكس ، والعكس بالعكس إلا في بعض أنواع البدل كما سيأتينا -إن شاء الله- مثل بدل الغلط ما يمكن ، بدل البعض ما يمكن ، وبدل الشمول ما يمكن ، إنما على كل حال بدل الكل من الكل ، ولهذا قال : " صالحاً لِبدليّة " : ليس على إطلاقه .
" لبدلية " : أي بدليةِ كُل مِن كُل ، نعم فيجب أن يقيد بهذا ، إنه صالح لبدلية ، وش إعراب صالحا ؟
الطالب : إعراب صالحًا أنه مفعول فاعل .
الشيخ : مفعول مقدم ليُرى ، يعني أنه -أي عطف البيان- صالحا لأن يكون بدلا ، أي أنواع البدل ؟
الطالب : كل من كل .
الشيخ : بدل كل من كل ، إلا في مسائل ، قال :
" في غيرِ نحوِ يا غُلامُ يَعمُرا " :
" يا غلامُ يعمرا " : قد تظنون إن غلام مضافة إلى يعمر ، ها ؟ وليس الأمر كذلك ، لو كانت مضافة ما صار عندنا عطف بيان ، لكن غلام وحدها ، ويعمر وحدها ، لأن يعمر هذه علم ، علم مأخوذ من الفعل المضارع ، مثل يزيد ويشكر ، ما عندنا اسم يزيد ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : ويشكر ، نعم ، يعمر هذه علم ، وغلام نكرة مقصودة ، شف غلام الآن مصدَّرة بحرف النداء : " يا غلام " ، مبنية على إيش ؟
الطالب : على الضم .
الشيخ : على الضم ، " يعمر " : عطف بيان لغلام ، منصوب ولا مبني على الضم ؟
اطالب : منصوب .
الشيخ : يعمرَ منصوب ، بالفتحة الظاهرة ، منصوب بالفتحة الظاهرة نعم ، هنا يعمر ما يصلح أن نخليه بدلا من غلام ، لأن البدل هو الذي يصح أن يحل محل المبدل منه ، هنا ما يصلح أن يحل يعمُر محل غلام ، كذا ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : ما يصلح ، لماذا ؟ لأنه منصوب ، فلو قلت : يا يعمرَ يا يعمرَ ما صح ، هذا لحن ، لو حطيت يعمر محل رجل لقلت : يا يعمرُ ، لأن المنادى إذا كان علما وجب بناؤه على الضم ، أرجو الانتباه يا إخوان ؟ ها ؟
زين ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، هنا يعمُر على إنه منصوب لو وخّرت غلام وحطيته محله على نصبه ، يصلح ولا ما يصلح ؟
الطالب : لا يصلح .
الشيخ : ما يصلح ، لأنه إذا كان منادى وجب بناؤه على الضم وهنا هو منصوب فلا يصح ، طيب لو كانت العبارة : يا غلامُ يعمرُ ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : صح أن يكون بدلا كما يصح أن يكون عطف بيان ، لأنه حينئذ يحل محل المبدل منه .
الطالب : يجوز نرفع يعني يعمر ؟
الشيخ : يجوز .
الطالب : هي ممنوعة من الصرف ؟
الشيخ : إي ، الممنوع من الصرف بس ما ينون ولا يجر إلا بالفتحة ، ولا يرفع .
الطالب : شيخ : نصبها ، وخبرها يأتي جملة !
الشيخ : طيب الآن ، ما يخالف ، عرفتم الآن يا جماعة ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : صارت إذا وجد منادى مبني على الضم ، وبعده عطف بيان منصوب فإنه لا يصح أن يعرب بدلا ، هذه القاعدة : منادى مبني على الضم وبعده ها ؟
الطالب : عطف بيان مبني على الرفع .
الشيخ : وبعده ؟
الطالب : علم .
الشيخ : علم .
الطالب : منصوب .
الشيخ : لا ، أو عطف بيان منصوب عام ، عطف بيان منصوب ، فإنه لا يصح أن يكون بدلا ، العلة : لأنه لو حل محله ما نُصب ، والبدل على اعتبار أنه يحل محل المبدل منه ، فإذا قلنا : يا غلامُ يعمرا ، قلنا : يعمر لا تصح أن تكون عطف بيان ، ولا يصح أن تكون بدلا .
ولو قلنا : يا غلام يعمرُ ، صح أن تكون بدلا كما هي أيضا عطف بيان ، طيب إذا قيل : ما وجه نصبها إذا كانت عطف بيان ؟
نقول : لأنها كالصفة في الإعراب ، وصفة المنادى يجوز أن تنعت على محله لا على لفظه ، ومحل المنادى إيش ؟
الطالب : النصب .
الشيخ : النصب ، فنقول : يعمر بدل للغلام ، تابع للفظه أو لمحله ؟
الطالب : لمحله .
الشيخ : تابع لمحله ، تابع لمحله ، هذا السبب أنه يجوز فيها النصب .
وصالحاً لِبدليةٍ يُرَى : " كلُّ ما جاز أن يكون عطف بيان جاز أن يكون بدلا " ، هذه القاعدة ، كل ما جاز أن يكون عطف بيان صح أن يكون بدلا والعكس بالعكس ، والعكس بالعكس إلا في بعض أنواع البدل كما سيأتينا -إن شاء الله- مثل بدل الغلط ما يمكن ، بدل البعض ما يمكن ، وبدل الشمول ما يمكن ، إنما على كل حال بدل الكل من الكل ، ولهذا قال : " صالحاً لِبدليّة " : ليس على إطلاقه .
" لبدلية " : أي بدليةِ كُل مِن كُل ، نعم فيجب أن يقيد بهذا ، إنه صالح لبدلية ، وش إعراب صالحا ؟
الطالب : إعراب صالحًا أنه مفعول فاعل .
الشيخ : مفعول مقدم ليُرى ، يعني أنه -أي عطف البيان- صالحا لأن يكون بدلا ، أي أنواع البدل ؟
الطالب : كل من كل .
الشيخ : بدل كل من كل ، إلا في مسائل ، قال :
" في غيرِ نحوِ يا غُلامُ يَعمُرا " :
" يا غلامُ يعمرا " : قد تظنون إن غلام مضافة إلى يعمر ، ها ؟ وليس الأمر كذلك ، لو كانت مضافة ما صار عندنا عطف بيان ، لكن غلام وحدها ، ويعمر وحدها ، لأن يعمر هذه علم ، علم مأخوذ من الفعل المضارع ، مثل يزيد ويشكر ، ما عندنا اسم يزيد ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : ويشكر ، نعم ، يعمر هذه علم ، وغلام نكرة مقصودة ، شف غلام الآن مصدَّرة بحرف النداء : " يا غلام " ، مبنية على إيش ؟
الطالب : على الضم .
الشيخ : على الضم ، " يعمر " : عطف بيان لغلام ، منصوب ولا مبني على الضم ؟
اطالب : منصوب .
الشيخ : يعمرَ منصوب ، بالفتحة الظاهرة ، منصوب بالفتحة الظاهرة نعم ، هنا يعمر ما يصلح أن نخليه بدلا من غلام ، لأن البدل هو الذي يصح أن يحل محل المبدل منه ، هنا ما يصلح أن يحل يعمُر محل غلام ، كذا ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : ما يصلح ، لماذا ؟ لأنه منصوب ، فلو قلت : يا يعمرَ يا يعمرَ ما صح ، هذا لحن ، لو حطيت يعمر محل رجل لقلت : يا يعمرُ ، لأن المنادى إذا كان علما وجب بناؤه على الضم ، أرجو الانتباه يا إخوان ؟ ها ؟
زين ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، هنا يعمُر على إنه منصوب لو وخّرت غلام وحطيته محله على نصبه ، يصلح ولا ما يصلح ؟
الطالب : لا يصلح .
الشيخ : ما يصلح ، لأنه إذا كان منادى وجب بناؤه على الضم وهنا هو منصوب فلا يصح ، طيب لو كانت العبارة : يا غلامُ يعمرُ ؟
الطالب : يصح .
الشيخ : صح أن يكون بدلا كما يصح أن يكون عطف بيان ، لأنه حينئذ يحل محل المبدل منه .
الطالب : يجوز نرفع يعني يعمر ؟
الشيخ : يجوز .
الطالب : هي ممنوعة من الصرف ؟
الشيخ : إي ، الممنوع من الصرف بس ما ينون ولا يجر إلا بالفتحة ، ولا يرفع .
الطالب : شيخ : نصبها ، وخبرها يأتي جملة !
الشيخ : طيب الآن ، ما يخالف ، عرفتم الآن يا جماعة ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : صارت إذا وجد منادى مبني على الضم ، وبعده عطف بيان منصوب فإنه لا يصح أن يعرب بدلا ، هذه القاعدة : منادى مبني على الضم وبعده ها ؟
الطالب : عطف بيان مبني على الرفع .
الشيخ : وبعده ؟
الطالب : علم .
الشيخ : علم .
الطالب : منصوب .
الشيخ : لا ، أو عطف بيان منصوب عام ، عطف بيان منصوب ، فإنه لا يصح أن يكون بدلا ، العلة : لأنه لو حل محله ما نُصب ، والبدل على اعتبار أنه يحل محل المبدل منه ، فإذا قلنا : يا غلامُ يعمرا ، قلنا : يعمر لا تصح أن تكون عطف بيان ، ولا يصح أن تكون بدلا .
ولو قلنا : يا غلام يعمرُ ، صح أن تكون بدلا كما هي أيضا عطف بيان ، طيب إذا قيل : ما وجه نصبها إذا كانت عطف بيان ؟
نقول : لأنها كالصفة في الإعراب ، وصفة المنادى يجوز أن تنعت على محله لا على لفظه ، ومحل المنادى إيش ؟
الطالب : النصب .
الشيخ : النصب ، فنقول : يعمر بدل للغلام ، تابع للفظه أو لمحله ؟
الطالب : لمحله .
الشيخ : تابع لمحله ، تابع لمحله ، هذا السبب أنه يجوز فيها النصب .
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وصالحا لبدلية يـــــــرى *** في غير نحو يا غلام يعــــمرا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ونحو بشر تابع البكـــري *** وليس أن يــــبدل بالمرضــــي.
الشيخ : المسألة الثانية ، قال :
" ونحو بشرٍ تابعِ البكري " :
مثل قول الشاعر، يشير إلى قول الشاعر ، ما هو بمثل ، يشير إلى قول الشاعر :
" أنا ابن التَّاركِ البَكريِ بشرٍ *** عليه الطيرُ ترقُبُهُ وُقوعاً " :
عندنا الآن : " التارك البكري " : تقدم لنا في باب الإضافة أنه لا يضاف اسم محلى بأل إلا لما فيه ، إلا إذا شابه اسم ، إلا إذا كان اسم فاعل ، نعم ، إذا كان اسم فاعل ، وأضيف إلى محلى بأل ، أو مضاف إلى ما فيه أل ، تقدم لنا هذا ، ما فيه أل لا يضاف ، إلا إذا كان وصفا مضافا لما فيه أل ، أو مضافا إلى مضاف إلى ما فيه أل ، الظاهر إنه هذه .
الطالب : إلا إذا كان مسمى مجموعا .
الشيخ : نعم ، زين هذا صرف أسلوب عند بعضهم .
الطالب : ...
الشيخ : زين ، الآن عندنا : التارك : اسم فاعل محلى بأل مضافا إلى ، مضاف إلى البكري محلى بأل ، الإضافة صحيحة ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : بشر : هذه علم ، هل يصح أن يضاف إليها ما فيه أل ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : ما يصح الإضافة إليها ما فيه أل ، لأن ما فيه أل لا يضاف إلا إلى ما فيه أل ، " التارك البكري " : التارك محلى بأل ، مضاف إلى ما فيه أل البكري .
" بشر " : هذا ما فيه أل ، نعربه عطف بيان ، عطف بيان لإيش ؟
الطالب : للبكري .
الشيخ : للبكري ، عطف بيان للبكري ، التارك البكري بشر ، فبشر عطف بيان للبكري ، لا يصح أن نجعله بدلا، ما يصح أن نجعله بدلا ، لأننا لو أحللناه محل البكري لم يصح ، لو أردت أن تقول : أنا ابن التارك بشر ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ما يجوز ، لأنه لا يضاف إلا إلى ما فيه أل ، فهنا لا يصح أن يكون بدلا ، لأنه لو أزيل المتبوع وأجعل التابع مكانه ما صح ، واضح يا إخوان ؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب ، فإذن نقول : هو عطف بيان ، وليس ببدل .
ثم أشار المؤلف إلى رد قول بعض النحويين الذين يجوزون أن يضاف اسم الفاعل المحلى بأل إلى العلم ، وإن لم يكن فيه أل ، فقال :
" وليسَ أنْ يُبدَلَ بِالمرضِي " :
يعني لا يسع أن يجوّز كونه بدلا ليس بالمرضي ، والعبارة ما تعطي هكذا لكن يعني ظاهر العبارة : " وليس أن يبدل بالمرضي " : يعني وليس أن يبدل بالقول المرضي ، ولكن العبارة ليس هذا معناها ، المعنى : وليس أن يجعل بدلا في القول المرضي ، يعني : المقبول ، يعني ما نقبل أن يكون بدلا ، وهو إشارة إلى قول بعض النحويين الذين يقولون : إن بشرٍ يصح أن يكون بدلا ، كما هو عطف بيان .
خلاصة القول في البيتين : أن كل عطف بيان يصح أن يكون بدلا ، إلا إذا كان هذا الذي عطف بيان لا يصح أن يحل محل التابع لأي سبب من الأسباب ، سواء هذا الذي ذكره المؤلف ، أو لغيره ، المهم إذا كان لا يصح أن يحل محله ، فهو عطف بيان وليس ببدل ، هذا الظاهر .
" ونحو بشرٍ تابعِ البكري " :
مثل قول الشاعر، يشير إلى قول الشاعر ، ما هو بمثل ، يشير إلى قول الشاعر :
" أنا ابن التَّاركِ البَكريِ بشرٍ *** عليه الطيرُ ترقُبُهُ وُقوعاً " :
عندنا الآن : " التارك البكري " : تقدم لنا في باب الإضافة أنه لا يضاف اسم محلى بأل إلا لما فيه ، إلا إذا شابه اسم ، إلا إذا كان اسم فاعل ، نعم ، إذا كان اسم فاعل ، وأضيف إلى محلى بأل ، أو مضاف إلى ما فيه أل ، تقدم لنا هذا ، ما فيه أل لا يضاف ، إلا إذا كان وصفا مضافا لما فيه أل ، أو مضافا إلى مضاف إلى ما فيه أل ، الظاهر إنه هذه .
الطالب : إلا إذا كان مسمى مجموعا .
الشيخ : نعم ، زين هذا صرف أسلوب عند بعضهم .
الطالب : ...
الشيخ : زين ، الآن عندنا : التارك : اسم فاعل محلى بأل مضافا إلى ، مضاف إلى البكري محلى بأل ، الإضافة صحيحة ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : بشر : هذه علم ، هل يصح أن يضاف إليها ما فيه أل ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : ها ؟
الطالب : لا يصح .
الشيخ : ما يصح الإضافة إليها ما فيه أل ، لأن ما فيه أل لا يضاف إلا إلى ما فيه أل ، " التارك البكري " : التارك محلى بأل ، مضاف إلى ما فيه أل البكري .
" بشر " : هذا ما فيه أل ، نعربه عطف بيان ، عطف بيان لإيش ؟
الطالب : للبكري .
الشيخ : للبكري ، عطف بيان للبكري ، التارك البكري بشر ، فبشر عطف بيان للبكري ، لا يصح أن نجعله بدلا، ما يصح أن نجعله بدلا ، لأننا لو أحللناه محل البكري لم يصح ، لو أردت أن تقول : أنا ابن التارك بشر ؟
الطالب : ما يصلح .
الشيخ : ما يجوز ، لأنه لا يضاف إلا إلى ما فيه أل ، فهنا لا يصح أن يكون بدلا ، لأنه لو أزيل المتبوع وأجعل التابع مكانه ما صح ، واضح يا إخوان ؟
الطالب : واضح .
الشيخ : طيب ، فإذن نقول : هو عطف بيان ، وليس ببدل .
ثم أشار المؤلف إلى رد قول بعض النحويين الذين يجوزون أن يضاف اسم الفاعل المحلى بأل إلى العلم ، وإن لم يكن فيه أل ، فقال :
" وليسَ أنْ يُبدَلَ بِالمرضِي " :
يعني لا يسع أن يجوّز كونه بدلا ليس بالمرضي ، والعبارة ما تعطي هكذا لكن يعني ظاهر العبارة : " وليس أن يبدل بالمرضي " : يعني وليس أن يبدل بالقول المرضي ، ولكن العبارة ليس هذا معناها ، المعنى : وليس أن يجعل بدلا في القول المرضي ، يعني : المقبول ، يعني ما نقبل أن يكون بدلا ، وهو إشارة إلى قول بعض النحويين الذين يقولون : إن بشرٍ يصح أن يكون بدلا ، كما هو عطف بيان .
خلاصة القول في البيتين : أن كل عطف بيان يصح أن يكون بدلا ، إلا إذا كان هذا الذي عطف بيان لا يصح أن يحل محل التابع لأي سبب من الأسباب ، سواء هذا الذي ذكره المؤلف ، أو لغيره ، المهم إذا كان لا يصح أن يحل محله ، فهو عطف بيان وليس ببدل ، هذا الظاهر .
سؤال عن التفرقة بين عطف البيان والبدل ؟
الطالب : شيخ التعريف ما يكون فيه !
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : في عطف البيان يكون عليه شيء ؟
الشيخ : لا ما عليه شيء .
الطالب : يجب أن يكون بدل ، عطف بيان .
الشيخ : إي .
الطالب : إلا إذا احتاج إلى !
الشيح : إي ، لا ما هو هذا ، لأنه أصلا كل ما صح أن يكون بدلا صح أن يكون عطف بيان ، وكل ما صح أن يكون عطف بيان صح أن يكون بدلا .
الطالب : ... يصح خبرا ؟
الشيخ : ما في مانع ، ما في مانع لكن عطف البيان باقٍ على حده وتعليقه .
الطالب : طيب يا شيخ صديد ؟
الشيخ : لا لا
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ، صديد اسم لهذه المادة الخبيثة .
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ، لا لا ، الصديد اسم لماء الجروح هذا ، تعرف ماء الجروح ؟
الطالب : إي .
الشيخ : صديد ما هو معناه إن الصديد مصدر ، ما هو مصدر نفس الماء نفس المادة هذه يسمى الصديد .
الطالب : شيخ
الشيخ : فيه أسئلة يا إخوانا قبل نبدأ ؟! أنتم قلتم العصر أن لديكم أسئلة أنتم يا أهل جدة ؟!
الطالب : زيارة فقط .
الشيخ : بس زيارة فقط ؟
الطالب : لا زيارة ، ونستفيد من علمكم .
الشيخ : إي .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم .
الشيخ : أيهن ؟
الطالب : في عطف البيان يكون عليه شيء ؟
الشيخ : لا ما عليه شيء .
الطالب : يجب أن يكون بدل ، عطف بيان .
الشيخ : إي .
الطالب : إلا إذا احتاج إلى !
الشيح : إي ، لا ما هو هذا ، لأنه أصلا كل ما صح أن يكون بدلا صح أن يكون عطف بيان ، وكل ما صح أن يكون عطف بيان صح أن يكون بدلا .
الطالب : ... يصح خبرا ؟
الشيخ : ما في مانع ، ما في مانع لكن عطف البيان باقٍ على حده وتعليقه .
الطالب : طيب يا شيخ صديد ؟
الشيخ : لا لا
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ، صديد اسم لهذه المادة الخبيثة .
الطالب : ...
الشيخ : لا لا ، لا لا ، الصديد اسم لماء الجروح هذا ، تعرف ماء الجروح ؟
الطالب : إي .
الشيخ : صديد ما هو معناه إن الصديد مصدر ، ما هو مصدر نفس الماء نفس المادة هذه يسمى الصديد .
الطالب : شيخ
الشيخ : فيه أسئلة يا إخوانا قبل نبدأ ؟! أنتم قلتم العصر أن لديكم أسئلة أنتم يا أهل جدة ؟!
الطالب : زيارة فقط .
الشيخ : بس زيارة فقط ؟
الطالب : لا زيارة ، ونستفيد من علمكم .
الشيخ : إي .
الطالب : شيخ !
الشيخ : نعم .
سؤال عن قوله تعالى (( النار يعرضون عليها غدوا وعشيا .. )) ؟
السائل : ذكرتم أن يوم القيامة ما في نهار ولا ليل !
الشيخ : نعم .
السائل : طيب قوله تعالى : (( النهار يعرضون عليها غدوا وعشيا )) ؟
الشيخ : نعم ، الآن ، ولهذا قال : (( ويوم تقول الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) .
السائل : بس بالنسبة لقوم فرعون هل يحسون بالعشي والغداة ؟
الشيخ : لا ما هو بلازم يحسون ، ليس بلازم ، لكنه يعرضون عليها في هذين الوقتين حسوا ولا ما أحسوا .
السائل : شيخ بعض الناس يقول يعني : زوجة الإنسان في الدنيا الصالحة تكون زوجته !
الشيخ : سيدته ؟!
السائل : سيدة الحور العين يوم القيامة ؟
الشيخ : الله أعلم ما ندري .
السائل : تكون زوجته .
الشيخ : تكون زوجته لكن عاد تقول سيدة زوجاته العين .
السائل : ولكن تكون زوجته ؟
الشيخ : إي إي ، نعم ، إذا كانت صالحة كانت زوجته ، وإذا كان لها عدة أزواج تخير .
بجواز إضافة الوصف المحلى بأل إلى العلم ، إذن يجوز بذلك ، وعلى رأيه الضمير يكون بدلا ، (( إن كنتم للرؤيا تعبرون ، قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ، وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون )) .
الشيخ : نعم .
السائل : طيب قوله تعالى : (( النهار يعرضون عليها غدوا وعشيا )) ؟
الشيخ : نعم ، الآن ، ولهذا قال : (( ويوم تقول الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )) .
السائل : بس بالنسبة لقوم فرعون هل يحسون بالعشي والغداة ؟
الشيخ : لا ما هو بلازم يحسون ، ليس بلازم ، لكنه يعرضون عليها في هذين الوقتين حسوا ولا ما أحسوا .
السائل : شيخ بعض الناس يقول يعني : زوجة الإنسان في الدنيا الصالحة تكون زوجته !
الشيخ : سيدته ؟!
السائل : سيدة الحور العين يوم القيامة ؟
الشيخ : الله أعلم ما ندري .
السائل : تكون زوجته .
الشيخ : تكون زوجته لكن عاد تقول سيدة زوجاته العين .
السائل : ولكن تكون زوجته ؟
الشيخ : إي إي ، نعم ، إذا كانت صالحة كانت زوجته ، وإذا كان لها عدة أزواج تخير .
بجواز إضافة الوصف المحلى بأل إلى العلم ، إذن يجوز بذلك ، وعلى رأيه الضمير يكون بدلا ، (( إن كنتم للرؤيا تعبرون ، قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين ، وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون )) .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: عطف النسق .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عطف النسق " : العطف تقدم لنا أنه الثني ، نعم ومنه ثني الرداء بعضه إلى بعض .
وأما النسق فإنه في اللغة : التتابع ، النسق : التتابع ، تقول : جاؤوا على نسق واحد ، أي متتابعين .
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عطف النسق " : العطف تقدم لنا أنه الثني ، نعم ومنه ثني الرداء بعضه إلى بعض .
وأما النسق فإنه في اللغة : التتابع ، النسق : التتابع ، تقول : جاؤوا على نسق واحد ، أي متتابعين .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: تال بحرف متبع عطف النسق *** كاخصص بود وثناء من صدق.
الشيخ : وأما عطف النسق في الاصطلاح فقال فيه المؤلف :
" تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ عطفُ النسق " :
هذا تفسيره ، هو التالي يعني التابع ، بواسطة حرف مُتبِع ، يعني : " هو التابع بواسطة الحرف " ، هذا عطف النسق .
ما تبع غيره بواسطة الحرف فهذا هو عطف النسق ، ولكن المؤلف اشترط قال : " بحرفٍ مُتبع " :
احترازا من الحروف غير المتبعة ، لأنه قد يتلو مثلاً ما يتلو فاء السببية ، هل هو معطوف ؟! ما يتلو حرف الجر هل هو معطوف ؟!
فإذا قلت مثلا : نظرت إلى فلان : هذا سببية حرف ، لكن هذا حرف غير متبع ، ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب ما هي حروف الإتباع ؟
حروف الإتباع معروفة عند العلماء ، وبأي وسيلة عرفوها ؟
بالتتبع والاستقراء ، تتبعوا كلام العرب فوجدوا أن هذه الحروف إذا جاءت بين كلمتين أتبعت الثانية الأولى ، جعلت الثانية تابعة للأولى ، إذن فهو أي العطف ، لابد فيه من واسطة بين التابع والمتبوع ، ما هذه الواسطة ؟ هي حرف العطف .
" تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ عطفُ النسق " :
إعراب البيت هذا فيه إشكال ، لأنه قال : " تالٍ " بالكسرة .
الطالب : خبر مقدم .
الشيخ : تالٍ ؟
الطالب : مكسور .
الشيخ : بالكسرة .
الطالب : ضمة مقدرة على الياء المحذوفة .
الشيخ : على الياء المحذوفة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إي ، وأصله : تالي ، بالياء ، لكن حذفت الياء وبقي الكسر تال ، وهو خبر ولا مبتدأ ؟
" تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ عطفُ النسق " :
هذا تفسيره ، هو التالي يعني التابع ، بواسطة حرف مُتبِع ، يعني : " هو التابع بواسطة الحرف " ، هذا عطف النسق .
ما تبع غيره بواسطة الحرف فهذا هو عطف النسق ، ولكن المؤلف اشترط قال : " بحرفٍ مُتبع " :
احترازا من الحروف غير المتبعة ، لأنه قد يتلو مثلاً ما يتلو فاء السببية ، هل هو معطوف ؟! ما يتلو حرف الجر هل هو معطوف ؟!
فإذا قلت مثلا : نظرت إلى فلان : هذا سببية حرف ، لكن هذا حرف غير متبع ، ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب ما هي حروف الإتباع ؟
حروف الإتباع معروفة عند العلماء ، وبأي وسيلة عرفوها ؟
بالتتبع والاستقراء ، تتبعوا كلام العرب فوجدوا أن هذه الحروف إذا جاءت بين كلمتين أتبعت الثانية الأولى ، جعلت الثانية تابعة للأولى ، إذن فهو أي العطف ، لابد فيه من واسطة بين التابع والمتبوع ، ما هذه الواسطة ؟ هي حرف العطف .
" تالٍ بحرفٍ مُتبعٍ عطفُ النسق " :
إعراب البيت هذا فيه إشكال ، لأنه قال : " تالٍ " بالكسرة .
الطالب : خبر مقدم .
الشيخ : تالٍ ؟
الطالب : مكسور .
الشيخ : بالكسرة .
الطالب : ضمة مقدرة على الياء المحذوفة .
الشيخ : على الياء المحذوفة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : إي ، وأصله : تالي ، بالياء ، لكن حذفت الياء وبقي الكسر تال ، وهو خبر ولا مبتدأ ؟
اضيفت في - 2006-04-10