سؤال عن النمص ؟
الطالب : حتى من ناحية النظر يا شيخ معروف إنه محرم النمص .
الشيخ : النمص عند الفقهاء يقولون : هو نتف شعر الوجه ، نتف شعر الوجه ، فخصوه بالنتف ، فعلى رأيهم إذا كان قصا لا يسمى نمصا ، وقال بعض العلماء : إن النمص هو تعديل شعر الحواجب ، سواء كان بنتف أو بغيره ، وهذا أحسن وأحوط .
الطالب : شيخ يقول الجميع ...
الشيخ : إي .
الطالب : شامل الظاهر والباطن قطعا ؟
الشيخ : نعم نعم ، لكن قد يكون في الإنسان عيب .
الطالب : عيب عيب ممكن ، عيبا نعم ، لكن الظاهر إذا كان من جهة العادة .
الشيخ : إي .
الطالب : هل يرد إنه يكون جميلا ؟
الشيخ : والله على كل حال هذا الجمال يختلف باختلاف الناس ، باختلاف الناس .
الطالب : هذا الجمال هذا ؟
الشيخ : لا ، هذا يا محب هذا الشيء عند العرب معروف إنه التحسين ، أما عاد كون الشرع يرضاه أو لا يرضاه هذا شيء آخر ، وكون إنه يكون جميل أو غير جميل هذا شيء آخر .
الطالب : لكن لو كان جميل ما حُرم شرعا .
الشيخ : لا لا ، ممكن يحرم شرعا لئلا يفتتن الناس بهذا الشيء ، يفتتن الناس بهذا الشيء يصير ما هم الإنسان إلا بس هندام نفسه وإصلاحها ، طيب على كل حال
تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: بعطف عامل مزال قـــد بقي *** معموله دفعـــــا لـــوهم اتقــــي
" وزجَّجنا الحواجبَ والعيونا " .
نعم قال :
" وحذفُ متبوعٍ بَدا " .
وقوله :
" دفعاً لوهمٍ اتُّقي " :
هذا تعليل لتقدير المحذوف ، ما هو بمعناه إنه قد بقي معموله دفعا ، لا ، هذا تعليل للتقدير ، يعني إنما قدرنا لدفع الوهم ، دفع الوهم المستفاد من جعله معطوفا على الموجود ، " زججنا الحواجب والعيونا " : إذا لم نقدر وكحلنا العيون ، توهم الواهم أن العيون تزجج ، وليس كذلك .
" وعلَّفتُها تِبناً وماءً باردًا " : إذا لم نقل وسقيتها ، توهم السامع أن الماء يُعَلَّف ، وليس كذلك ، فقول المؤلف : " دفعا لوهمٍ اتُّقي " : ليس تعليلا لحذفه ، وإنما هو تعليل لتقديره ، يعني أنه يُقَدّر هذا العامل المحذوف لأجل دفع الوهم ، حتى لا يتوهم السامع بأنه معطوف على الفعل الموجود فيفسد المعنى .
2 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله: بعطف عامل مزال قـــد بقي *** معموله دفعـــــا لـــوهم اتقــــي أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف متبوع بدا هنا استبح *** وعطــــفك الفعل على الفعل يصـــــح.
" وحذف مبتوع بدا " : في باب العطف عندنا تابع ومتبوع ، وش المتبوع ؟
الطالب : المعطوف عليه .
الشيخ : المعطوف عليه ، والتابع المعطوف ، ابن مالك يقول : المتبوع إذا كان ظاهر يقول : " استبح " : يعني اجعله مباحًا ، يعني أنه يجوز حذف المتبوع إذا كان ظاهرا بينا ، ومثلوا لذلك بقوله تعالى : (( أولم يسيروا في الأرض فينظروا )) ، وقالوا : إن التقدير : فغفلوا ولم يسيروا في الأرض ، فهنا حذف إيش ؟
الطالب : المتبوع .
الشيخ : المتبوع ، حذف المتبوع وأبقى التابع ، نعم وقد سبق لنا أن لعلماء النحو في مثل هذا التركيب وجهين :
أحدهما ما ذكر ، أن الهمزة داخلة على محذوف مقدر بحسب السياق .
والقول الثاني : أن الهمزة مقدمة ، وأن محلها بعد العاطف لكن قدمت لأن لها الصدارة ، وأن هذه الجملة استفهامية معطوفة على ما سبق ، وأن أصل : (( أولم يسيروا )) : وألم يسيروا ، فيكون هنا ليس هناك شيء محذوف ، وقلنا فيما سبق أن هذا الرأي أرجح ، لأننا نسلم به من التقدير ، ولأنه في بعض الآيات ما تستطيع أن تقدر شيئا ، يصعب عليك أن تقدر، وهذا الشيء المقدر الذي يقدره من يقول : إن الأصل فيه التقدير ، إنه على تقدير شيء محذوف ، هذا المقدر إنما يقدر مما يفهم من السياق ، وإذا كان السياق سيفهمنا إياه ، فلا حاجة إلى تقديره ، لا حاجة إلى تقديره ، فقوله : (( أولم يسيروا )) : الاستفهام هنا للتوبيخ ، ولا توبيخ إلا على غفلة ، فتكون الغفلة مستفادة من مجرد الاستفهام ، وحينئذ لا نحتاج إلى تقدير ، وأهم شيء عندي في هذا الموضوع هو : أنه أحيانا يعييك التقدير ما تستطيع أن تقدر الكلام ، وحينئذ فنقول : الأرجح أن تكون الهمزة من بعد الواو ، لكنها قُدمت عليها ، لأن الاستفهام ، همزة الاستفهام لها الصدارة ، نعم لكن على رأي المؤلف -رحمه الله- يرى أنها من هذا النوع ، هم مثلوا لذلك بهذه الآية .
" وعطفكَ الفعلَ على الفعلِ يَصِح " :
عطف مبتدأ ، والفعلَ : مفعول للمصدر ، وعطفك الفعل : يعني وأن تعطف الفعل على الفعل فهو صحيح ، لكن هل العطف على الجملة ولا العطف على الفعل ؟
الطالب : على الجملة .
الشيخ : لا ، يقال : العطف على الفعل ، والدليل على ذلك أنك إذا عطفت فعلا مجزوم على فعل مجزوم جزمت ، وهذا دليل على أن الفعل هو الذي يعطف ، فتقول مثلا : إن تجتهدْ وتعرفِ الإعرابَ تنجحْ في النحو ، نعم ، صح ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وتعرف الإعراب ، هذه معطوفة على تجتهد ، والدليل على ذلك أنها مجزومة ، قال الله تعالى : (( ومن يفعلْ ذلك يلْقَ أثاماً يضاعف له العذابُ يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً )) ، ويخلد : فعطف يخلد على مضاعف .
3 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وحذف متبوع بدا هنا استبح *** وعطــــفك الفعل على الفعل يصـــــح. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: واعطف على اسم شبه فعل فعلا *** وعكسا استعمـــــل تجده سهلا.
" واعطِفْ على اسمٍ شِبهِ فِعلٍ فِعلا *** وعكسًا اسْتعمِلْ تجدهُ سَهلا " :
الاسم الذي يشبه الفعل ، اسم الفاعل مثلا واسم المفعول وما أشبهه ، يقول ابن مالك : أنه يجوز أن تعطف الفعل على اسم شبه فعل فعلا ، يجوز أن تعطف على اسم يشبه الفعل تعطف عليه فعلا ، قلنا : مثل اسم الفاعل ، مثاله عندكم ؟
الطالب : (( إن المصدقين والمصدقات )) .
الشيخ : (( إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا )) ، إن الراكبَ واستوى على بعيره زيدٌ ، إن الراكب : يعني إن الذي ركب ، واستوى على بعيره زيد ، كذا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب : إن المركوب ويؤكل البعير ، ها ؟ التقدير : إن الذي يُركب ويؤكل البعير.
(( إن المصدقين والمصدقات )) : يعني إن الذين تصدقوا ، واللاتي تصدقن إلى آخره (( وأقرضوا الله قرضًا حسنًا )) .
" وعكسًا استعملْ تجدهُ سهلًا " :
وش هو العكس ؟ أن تعطف ما يشبه الفعل على الفعل ، وش مثاله ؟ طيب إن الذي قام !
الطالب : واستوى على بعيره .
الشيخ : لا !
الطالب : والمستوي .
الشيخ : والمستوي على بعيره زيد ، كذا عندكم ؟! ما يستقيم .
الطالب : أنا عندي ...
الشيخ : ما يخالف .
الطالب : البيت يا شيخ ؟
الشيخ : إي .
الطالب : " فألفيتُه يومًا يَبيرُ عدوه *** ومجرٍ عطاء يستحق المعابرا "
الشيخ : زين .
" فألفيته يوما يَبير عدوَّه " :
يعني يهلك عدوه ، ومجرٍ وأصله ومجريا عطاء ، مجريا : لكنها حذفت الياء لضرورة الشعر ، ولا هو منصوب يجب أن ينصب بالفتحة ، فقوله : " ومجرٍ " معطوفة على يدير ، ولا لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب ويدير محلها النصب مفعول ثاني لألفتيه ، لأن ألفيته بمعنى وجدته ، وعلى هذا فيكون مجرٍ معطوفة على الفعل الذي هو يَبير ، ومحله النصب ، لأنه مفعول ثاني ، وهذا يكون منصوباً ، والحاصل أن ابن مالك -رحمه الله- يقول : إن الأفعال يعطف بعضها على بعض ، هذه واحدة ، وأن الفعل يعطف على اسم مشبه للفعل ، وأن الاسم المشبه للفعل يعطف على الفعل ، طيب والأسماء بعضها مع بعض ؟
الطالب : هو الأصل .
الشيخ : آه معروفة ، هي الأصل ، يعطف الاسم على الاسم معروف .
4 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: واعطف على اسم شبه فعل فعلا *** وعكسا استعمـــــل تجده سهلا. أستمع حفظ
هل يعطف اسم التفضيل بعضه على بعض ؟
الشيخ : إي نعم .
الطالب : الأسماء الجامدة يا شيخ ؟
الشيخ : الجامدة ما تعطف ، لأنها لا تشبه الفعل .
الطالب : المراجعة يا شيخ .
الشيخ : إي نعم ، كملنا الآن تمرين ، مراجعة إن استمررنا على الدراسة .
الطالب : الدرس القادم عندنا ؟
الشيخ : لا الظاهر إنه نستمر .
الطالب : الآن ؟
الشيخ : إي نعم ، نستمر .
الطالب : طيب يروحوا !
الشيخ : حتى فيه ، نعم ؟
الطالب : نستمر .
الشيخ : نستمر ، لأن فيه ناس بعد يرغبون يجيون .
الطالب : من الرياض يجون .
الشيخ : اتصلوا علينا قالوا ودنا نجي .
الطالب : إي .
الشيخ : قلنا : أهلا بيكم .
الطالب : شيخ الباب كله ؟
الشيخ : نبي نختم الباب كله ، كم الباب ؟
الطالب : خمسة وعشرين بيت بس .
الشيخ : بس ؟!
الطالب : لا هو سهل ترى يا شيخي .
طالب آخر : ممكن ناخذ أبيات أربعة .
قول ابن مالك رحمه الله " .... البدل . التابع المقصود بالحكم بلا *** واسطة هو المسمى بدلا مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل *** عليه يلفى أو كمعطوف ببل وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب *** ودون قصد غلط به سلب كزره خالدا وقبله اليدا *** واعرفه حقه وخذ نبلا مدى ومن ضمير الحاضر الظاهر لا *** تبدله إلا ما إحاطة جلا أو اقتضى بعضا أو اشتمالا *** كأنك ابتهاجك استمالا ... ".
قال -رحمه الله تعالى- : " البدل :
التابعُ المقصودُ بالحكمِ بِلا *** واسِطةٍ هوُ المسمى بَدَلا
مطابقًا أو بعضًا أو ما يشتَمِل *** عليهِ يُلفَى أو كَمعطوفٍ لِبَلْ
وذا للاضرابِ اعزُ إنْ قَصدًا صُحب *** ودونَ قصدٍ غَلَطٌ بهِ سُلِب
كزرهُ خالدًا وقَبِّلهُ اليَدَا *** واعرفْهُ حَقَّهُ وخُذْ نَبلًا مُدى
ومِن ضميرِ الحاضِرِ الظاهرِ لا " .
الشيخ : الظاهرَ !
القارئ : نعم !
" ومِن ضميرِ الحاضِرِ الظاهرَ لا *** تُبدِلهُ إِلا ما إِحاطَةً جَلا
أو اقتَضى بعضًا أو اشتمالًا *** كأنَّكَ ابتهاجَكَ استِمالا " .
الشيخ : استَمالَا .
القارئ : " كأنكَ ابتهاجَكَ استَمالا " .
الشيخ : بس .
القارئ : نعم .
6 - قول ابن مالك رحمه الله " .... البدل . التابع المقصود بالحكم بلا *** واسطة هو المسمى بدلا مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل *** عليه يلفى أو كمعطوف ببل وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب *** ودون قصد غلط به سلب كزره خالدا وقبله اليدا *** واعرفه حقه وخذ نبلا مدى ومن ضمير الحاضر الظاهر لا *** تبدله إلا ما إحاطة جلا أو اقتضى بعضا أو اشتمالا *** كأنك ابتهاجك استمالا ... ". أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: البدل .
قال -رحمه الله تعالى- : " البدل " : البدل معناه أن يوضع شيء بدل شيء ، هذا في الأصل ، نعم فإذا قلت : أبدلت كذا بكذا ، فالباء هنا دخلت على المأخوذ ولا على المطرود ؟
الطالب : نعم يا شيخ ؟
الشيخ : أبدلت كذا بكذا ؟
الطالب : المطرود .
الشيخ : هاه ، أبدلت كذا بكذا ؟!
الطالب : الباء دخلت على البدل .
الشيخ : إي ، لكن دخلت على المأخوذ ولا المطرود ؟
الطالب : المطرود .
طالب آخر : المطرود .
الشيخ : تأملوها .
الطالب : المطرود .
الشيخ : طيب ، أبدلت هذا بهذا ؟
الطالب : المأخوذ .
طالب آخر : المأخوذ .
الشيخ : ها ؟
الطالب : المأخوذ .
الشيخ : المأخوذ .
الطالب : أصله ...
الشيخ : لا لا ، على المأخوذ ، إذا قلت : استبدلت هذا بهذا ؟
الطالب : هذه طلبت غيره .
الشيخ : لا لا ، فالباء دخلت على إيش ؟
الطالب : على المأخوذ .
الشيخ : لا .
الطالب : المأخوذ .
الشيخ : لا ، على المطرود ، استبدلت هذا : أخذته بدلا ، بهذا يعني تركته ، يعني المتروك .
الطالب : (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) .
الشيخ : إي ، كما قال تعالى : (( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير )) ، (( بالذي هو خير )) الآن دخلت الباء على المتروك ولا على المأخوذ ؟
الطالب : المتروك .
الشيخ : ها ؟
الطالب : على المتروك .
الشيخ : المتروك أو المطرود كله واحد ، على المتروك ، فيجب أن نعرف الفرق بين : أبدلت كذا بكذا ، واستبدلت كذا بكذا .
أبدلت كذا بكذا الباء داخلة على المأخوذ ، نعم ، واستبدلت كذا بكذا ، الباء داخلة على المتروك ، وكثيرا ما يغلط الإنسان بينها ، في التفريق بين هذا وهذا .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: التابع المقصود بالحكـــــم بـــلا *** واسطة هو المسمى بـــدلا.
" التابعُ المقصودُ بِالحكمِ بِلا *** واسطةٍ هُو المسمَّى بَدَلا " :
هذا البدل ، " التابع " : شف ترى نحن ذكرنا في شرح العقيدة السفارينية أن الحد لابد أن يكون جامعًا مانعًا ، التابع جامع ولا لا ؟
الطالب : جامع .
الشيخ : جامع ، لكن مانع ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ها ، غير مانع ، غير مانع ، لأننا لو اقتصرنا وقلنا : البدل هو التابع دخل فيه جميع التوابع ، كل التوابع الماضية تدخل في هذا .
" المقصود بالحكم " : هذا أيضا فصل ، لكن هل هو جامع ولا غير جامع ؟ المقصود بالحكم ؟
الطالب : هو جامع .
الشيخ : جامع ، لكنه غير مانع ، غير مانع .
الطالب : كيف ؟ لو سمحت ممكن تعيد ؟
الشيخ : نعم ، المقصود بالحكم يعني أن المتكلم قصد هذا البدل ، لكن يدخل فيه بقية التوابع ، حتى مثلا إذا قلت : قام زيد الفاضل ، فالفاضل مقصودة بالحكم ، مقصودة بالحكم أنا أبين فضله ، أو أبين وصفه بالفضل .
وقوله : " بلا واسطة " : وكذلك أيضا المقصود بالحكم ، إذا قلت : قام زيد بل عمرٌو ، بل عمرٌو ، المقصود بالحكم الآن ؟
الطالب : عمرو .
الشيخ : عمرو ، ومع ذلك ما نقول : إن : بل عمرو : هذه من باب البدل ، ولهذا أخرجها بقوله : " بلا واسطة " ، بلا واسطة يعني : أنه لا يكون بواسطة احترازا مما عطف بـ بل ، مما عطف بـ بل فإنه مقصود بالحكم ، تابع مقصود بالحكم وحده ، لكن بواسطة وهي حرف العطف ، هي حرف العطف ، نعم يا ؟
الطالب : المقصود يعني أنه حتى الشطر الأول يعني بقية التوابع تدخل فيه يعني ؟
الشيخ : إي .
الطالب : خرجت بس بـ بل يعني ؟
الشيخ : بل خرجت بقوله : " بلا واسطة " .
الطالب : إي .
الشيخ : إذن التابع ، إذا أردت أن تعرف البدل فتقول : " هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة " ، التابع المقصود بالحكم بلا واسطة ، فصار التابع جنس يشمل جميع التوابع ، المقصود بالحكم : فصل يدخل فيه المعطوف بـ بل ، لأنه المقصود بالحكم ، وبلا واسطة يخرج به ؟
الطالب : المعطوف ببل .
الشيخ : المعطوف ببل .
الطالب : الحكم بالإعراب ؟
الشيخ : ها ؟
الطالب : الحكم ؟
الشيخ : والمعنى ، الحكم الإعراب والمعنى : " وأتبعت لفظا فحسب بل ولا لكن " : الحكم معناه في الأصل ما هو بالإعراب ، الحكم المعنى .
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: التابع المقصود بالحكـــــم بـــلا *** واسطة هو المسمى بـــدلا. أستمع حفظ
هل يدخل عطف البيان في تعريف البدل وما الذي يخرج من التوابع من خلال التعريف ؟
الشيخ : وش هو ؟
السائل : يدخل عطف البيان .
الشيخ : كلها تدخل ما عدا العطف بـ بل ، أخرجه بقوله : " بلا واسطة " .
السائل : فيه فروقات ؟
الشيخ : لا يا أخي ، لأن بلا واسطة ما يخرج إلا العطف بـ بل ، أما المقصود بالحكم فيدخل فيه جميع حروف العطف ، صحيح هي تدخل فيه ، يدخل فيه جميع حروف العطف ، ويدخل فيه أيضا النعت وعطف البيان .
لكن قوله : " بلا واسطة " : ما يخرج فيه إلا المعطوف بـ بل ، طيب إذا قلت : قام زيد بل عمرٌو ، فالمقصود الآن الإخبار بقيام عمرو ، لكن بواسطة ، وهي : بل ، فلا يكون ذلك بدلا لأنه بواسطة .
تتمة شرح البيت : التابع المقصود بالحكـــــم بـــلا *** واسطة هو المسمى بـــدلا.
يعني هو المسمى عند من ؟
الطالب : عند النحويين .
الشيخ : عند النحويين ، هو المسمى بدلا ، فالبدل عند النحويين إذن : هو التابع المقصود بالحكم بلا واسطة ، مثال ذلك تقول : رأيتُ زيدا عمروً ، المقصود الآن ؟
الطالب : عمروً .
الشيخ : عمروً ، بواسطة ولا بغير واسطة ؟
الطالب : بدون واسطة .
الشيخ : بدون واسطة ، تقول : نفعني زيدٌ مالُهُ ، ماله وش المقصود ؟
الطالب : المال .
الشيخ : المقصود المال ، الإخبار بأن ماله نفعك ، بواسطة ولا بغير واسطة ؟
الطالب : بغير .
الشيخ : بغير واسطة .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل *** عليه يلفى أو كمعطوف ببل.
" مطابقًا أو بعضاً أو ما يَشتَمِلُ *** عليهِ يُلفَى أو كمعطوفٍ بـ بل " :
هنا لابد أن نُعرب البيت عشان يتضح المعنى ، مطابقا مفعول ثاني ليلفى ، ويلفى بمعنى يوجد ، ومنه قوله تعالى : (( وألفيا سيدها لدى الباب )) أي : وجدا .
وقوله : " أو بعضا " : معطوف على مطابقا ، أو ما اسم موصول معطوف على بعضا .
الطالب : على مطابقا .
الشيخ : على مطابقا نعم ، على مطابقا أحسنت .
" يُلفى " : يوجد ، ونائب الفاعل هو المفعول الأول ، ومطابقا هو المفعول الثاني ، يعني : أنه يُلفى مطابقا أو بعضا أو ما يشتمل .
" أو كمعطوف بـ بل " : يعني ويلفى أحيانا كمعطوف بـ بل ، والمعطوف ببل سبق : أن بل تفيد أن الحكم ثابت لما بعدها ، وساكتة عن ما قبلها .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذا للاضراب اعز إن قصدا صحب *** ودون قصد غلــط به سلب
" وذا للاضرابِ اعزُ إِن قَصداً صَحِب " :
وذا : المشار إليه آخر قسم وهو المعطوف بـ بل ، ينقسم إلى قسمين : تارة يكون للإضراب ، وتارة يكون لإيش ؟ للغلط والنسيان ، يكون غلطا ونسيانا .
تبين لنا الآن أن أقسام البدل خمسة أو أربعة ؟
أولًا : أنه مطابق ، ويسمى بدل الكل من الكل ، مثل أن تقول -يبي يجينا في مثال المؤلف ، نؤخره إلى أن يجي المثال- ، ثانياً : أو بعضاً بأن يكون البدل بعضا من المبدل منه ، بعضا منه كيده ورجله وعينه ورأسه وما أشبه ذلك ، ويمكن أن نحمل كلام المؤلف : أن يكون البدل بعضا من المبدل منه أو بالعكس ، وهو ما يسمى ببدل الكل من البعض، لكنه خلاف ظاهر كلامه ، الثالث : بدل الاشتمال ، بدل الاشتمال بأن يكون بين البدل والمبدل منه علاقة غير البعضية ، نعم ، لأنه إن كانت للبعضية فهي بدل بعض من كل ، لكن يكون هناك تعلق أو علاقة ليست للبعضية ، وإنما هي أمر آخر ، كالعلم والمال والفرس وما أشبهها .
الطالب : ...
الشيخ : أدنى ملابسة ، أدنى ملابسة يكون علاقة ، والرابع : بدل الإضراب هذه خمسة ، والخامس بدل الغلط ، هذه خمسة أشياء ، فالبدل إذن على تفصيل ابن مالك خمسة أنواع ، وعلى تفسير ابن جروم أربعة أنواع ، نعم والمعنى متقارب نشوف الآن .
الطالب : بدل -يا شيخ- بدل الإضراب ما هو داخل في بدل الغلط ؟
الشيخ : لا ما هو بداخل ولهذا قال :
" وذا للإضراب اعزُ إن قصدًا صَحب *** ودون قصدٍ غلطٌ به سُلِب " :
ذا الأخير اعزه للإضراب إن قصدت أن الأول مشارك للثاني في الحكم ، إن قصدت إنهم كلهم متشاركين في الحكم فهذا سمه إضرابا ، وبهذا عرفنا أنه يخالف المعطوف ببل ، لأن المعطوف ببل كما سبق ، ها ؟
تثبت الحكم فيما بعدها ، وتسكت عما قبلها ، ومع هذا هنا يقول : " اعزه للإضراب إن قصدا صحب " .
نعم ، " ودون قصد " : يعني وإن لم تقصد الأول .
" غلط به سلب " : يعني إذا ما قصدت الأول لكن جرى على لسانك بدون قصد سمه بدل ، بدل غلط .
ولكن الأول أنت قصدت إسناد الحكم إليه ثم أضربت وأسندته إلى الثاني ، وعلى هذا فنعود في شرحنا نقول : إنه قصده أولًا ثم عدل عنه أخيرًا ، فصار الحكم للأخير فقط ، لكن الفرق بينه وبين الغلط : أن الغلط ما قصد الأول إطلاقا ، ما قصده إطلاقا لكن سبق لسانه إلى هذه الكلمة فقالها ، فالأقسام الآن خمسة : مطابقة ، وبدل بعض ، وبدل اشتمال ، وبدل إضراب ، وبدل غلط .
والفرق بين بدل الإضراب وبدل الغلط : أن بدل الإضراب قَصَد المضْرِب وش قصد ؟ الأول الذي هو المبدل منه ، ثم عدل إلى الثاني ، وأما بدل الغلط فإنه لم يقصده إطلاقا ، إذن في الحقيقة أن الحكم للأخير ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : الحكم للأخير فيهما جميعا ، لكن هل قصد الأول ثم عدل ، أو ما قصده ولكن سبق لسانه أو غلط ، نعم .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: كزره خالدا وقبـــــله الـــيدا *** واعرفه حقه وخذ نبـــلا مدى.
زره خالدا : هذه ما هي بخالدا حال ، ما هي باسم فاعل ، لكنها علم، علم واحد اسمه خالد ، فتكون بدلا من الضمير ، كأنه قال : زر خالداً ، واضح ؟ طيب وكذلك مثلا لو قلت : زر زيداً ، وله اسمان مثلا ، زر زيدًا عبد الله ، يصير بدل من زيد ، اسم ظاهر من اسم ظاهر ، اركب الجملَ البعيرَ ، ها ، هذا إيش ؟ بدل ؟
الطالب : غلط .
الشيخ : لا لا ، مطابقة ، الجمل هو البعير ، اركب السيارة الموتر ، هاه نفس الشيء ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب : اشتري هاتفا تلفونا ؟
الطالب : مطابقة .
الشيخ : مطابقة ، والأمثلة كثيرة .
" وقبله اليدا *** " :
وقبله : شف الضمير يعود على الإنسان كله ، فقلت : اليدا ، اليد بعض من الإنسان ، فتكون اليد هنا بدل بعض من كل ، ومثله : قبله الرأس ، أو لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : ها ، قبله الجبهة ، ها ، داوه العين ، أو ما يصلح ؟
الطالب : يصلح .
الشيخ : يصلح ؟ داوِ زيدًا عينَهُ ؟
الطالب : لا ما يمكن يكون فيها لبس .
الشيخ : إي فيها لبس ، إلا إن كان عينه توجعه نشوفه ، ولا يحتمل أن تكون توكيدا .
الطالب : عينه اليسرى .
الشيخ : إي نعم عينه اليسرى يزول اللبس ، نعم طيب ، إذن : هذا نسميه إيش ؟ بدل بعض من كل ، وقلت لكم : إن بعض النحويين أثبت بدل الكل من البعض ، واستشهد له بقول الشاعر ها ؟
الطالب : " رحِم اللهُ أَعظُماً دفنوها " .
الشيخ : " رحِم اللهُ أَعظُماً دفنوها *** في سِجستانَ طَلحةَ الطَّلَحاتِ " ،
فقال : أعظما ، والعظام بعض الإنسان ، نعم ، " في سجستان طلحة الطلحات " ، طيب هذه البعض .
" واعرِفهُ حَقَّهُ " :
اعرفه : نخلي الضمير اعرف زيدًا ، اعرف زيدًا حقَّه ، هذا بدل إيش ؟
الطالب : اشتمال .
الشيخ : لأن للحق .