شرح ألفية ابن مالك-58b
تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : غير مندوب و مضمر وما *** جا مستغاثا قــد يعرى فاعلمـــا
الشيخ : وش معنى قلت يُعرى ؟
الطالب : أي يتعرى عن حرف النداء .
الشيخ : فاعلما ، قوله : " فاعلما " : بشوف مين منكم يستطيع إعرابها ، من الذي يعرف إعرابها ؟ " فاعلما " ؟
الطالب : الفاء حرف عطف .
الشيخ : نعم .
الطالب : وأصلها فاعلمن .
الشيخ : إي .
الطالب : الألف ضمير رفع مبني على السكون .
الشيخ : نعم .
الطالب : ففرّق بالفتح للروي .
الشيخ : لضرورة الشعر .
الطالب : إي نعم .
الشيخ : توافقونه ؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : المهم أن الهدف من مناسبة الألف لصلف الشعر .
الطالب : لا لا .
الشيخ : ها ؟
الطالب : فاعلمن .
الشيخ : إي فاعلمن زين ، إذن الألف هذه عوض عن نون التوكيد الخفيفة ، ولهذا بني الفعل معها بالفتح ، وأصل فاعلما فاعلمن .
الطالب : لكن يا شيخ ...
الشيخ : لا ما يصح .
الطالب : كيف ما يصح ؟
الشيخ : ما يصلح ، النون هذه للتوكيد .
الطالب : لكن لو كانت في غير هذه !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : كيف كان إعرابها ؟
الشيخ : ألف الإطلاق إذا كان منصوبا أو ما أشبه ذلك ، يمكن تكون للإطلاق ، ولكن هذه ما تصلح للإطلاق ، ما تبي المثال نشوف غيره .
الطالب : ...
الشيخ : إي هذه للإطلاق ، هذه صح للإطلاق ، نعم .
الطالب : ...
الشيخ : يعني بالعمل ؟
الطالب : لا أقصد هي بالفتح ؟
الشيخ : والأصل عدم تقدير النون ، لأن كوننا نقدر أن الفعل هنا مبني يحتاج إلى إخراجه عن القاعدة ، وهو خلاف الأصل ، وهو على تقدير نون التوكيد ، حتى ابن مالك المسألة ذي بالإعراب : " اسم وفعل نحو لن أهابا " ، نعم .
الطالب : أي يتعرى عن حرف النداء .
الشيخ : فاعلما ، قوله : " فاعلما " : بشوف مين منكم يستطيع إعرابها ، من الذي يعرف إعرابها ؟ " فاعلما " ؟
الطالب : الفاء حرف عطف .
الشيخ : نعم .
الطالب : وأصلها فاعلمن .
الشيخ : إي .
الطالب : الألف ضمير رفع مبني على السكون .
الشيخ : نعم .
الطالب : ففرّق بالفتح للروي .
الشيخ : لضرورة الشعر .
الطالب : إي نعم .
الشيخ : توافقونه ؟
الطالب : ممكن .
الشيخ : المهم أن الهدف من مناسبة الألف لصلف الشعر .
الطالب : لا لا .
الشيخ : ها ؟
الطالب : فاعلمن .
الشيخ : إي فاعلمن زين ، إذن الألف هذه عوض عن نون التوكيد الخفيفة ، ولهذا بني الفعل معها بالفتح ، وأصل فاعلما فاعلمن .
الطالب : لكن يا شيخ ...
الشيخ : لا ما يصح .
الطالب : كيف ما يصح ؟
الشيخ : ما يصلح ، النون هذه للتوكيد .
الطالب : لكن لو كانت في غير هذه !
الشيخ : نعم ؟
الطالب : كيف كان إعرابها ؟
الشيخ : ألف الإطلاق إذا كان منصوبا أو ما أشبه ذلك ، يمكن تكون للإطلاق ، ولكن هذه ما تصلح للإطلاق ، ما تبي المثال نشوف غيره .
الطالب : ...
الشيخ : إي هذه للإطلاق ، هذه صح للإطلاق ، نعم .
الطالب : ...
الشيخ : يعني بالعمل ؟
الطالب : لا أقصد هي بالفتح ؟
الشيخ : والأصل عدم تقدير النون ، لأن كوننا نقدر أن الفعل هنا مبني يحتاج إلى إخراجه عن القاعدة ، وهو خلاف الأصل ، وهو على تقدير نون التوكيد ، حتى ابن مالك المسألة ذي بالإعراب : " اسم وفعل نحو لن أهابا " ، نعم .
1 - تتمة شرح قول ابن مالك رحمه الله : غير مندوب و مضمر وما *** جا مستغاثا قــد يعرى فاعلمـــا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذاك في اسم الجنس و المشار له *** قل ومن يمنعه فانصر عاذله.
الشيخ : قال :
"وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ له *** قَلَّ ومن يمنعه فانْصُر عاذِلَه " :
وذاك : المشار إليه التعرية ، يعني حذف حرف النداء اسم الجنس ، وفي المشار له : أي باسم الإشارة قَلّ ، مثال ذلك باسم الجنس تقول : يا نهارُ ما أطولك ، يا ليل ما أطولك ، يا جمل ما أحرنك ، وما أشبه ذلك ، هذا اسم جنس ، ما تحذف منه الياء قليل ، حذف الياء منه قليل ، ما تقول : جملٌ ما أحردك ، ولا تقول مثلا : سيارة ما أخربك ، وما أشبهه ، يعني ما يصلح هنا اسم جنس ليس كالعلم الذي يوجه له الخطاب ، فلذلك لا تحذف منه الياء ، وكذلك في المشار له في اسم الإشارة ، تقول : يا هذا ما أغفلك ، يصح في النداء ما أغفلك ؟ ها ؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل ، قليل ومنه قول الشاعر : " ذا ارعِواءً " : يعني يا هذا ارعوي ،
" فليسَ بعدَ اشتعالِ الرأسِ *** شَيباً إلى الصِّبا مِن سَبيلِ " ،
نعم ، طيب ، الشاهد قوله : " ذا ارعواء " : يعني يا هذا ، فحذف الياء في اسم الإشارة قليل ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ممنوع ، إلى أنه ما يجوز أن تحذف ياء من اسم الجنس ومن اسم الإشارة ، ولكن ابن مالك يقول :
" من يمنعه فانصر عاذِلَه " :
من يمنعه فانصر عاذله : عاذله : أي لائمه ، يعني انصر الذي يلومه ، وش يصير ملوم ولا غير ملوم الذي يمنعه ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ملوم ، يكون ملوما ، يعني الذي ... سموه الذي يلومه ، يقول : وراك تمنعه ، ما لك حق إنك تمنعه ، تصير ملوم ولا لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تصير ملوم ، إذن من يمنعه : يعني من يقول : إنه لا يجوز حذف ياء النداء في اسم الجنس وفي اسم الإشارة ، من قال إنه لا يجوز ، وجاء أحد يلومه يقول : ليش تمنعه ، فأنت هاه انصره ، إذن يقتضي هذا الكلام أن ابن مالك يرجح جواز الحذف ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكنه قليل ، يرجح الجواز لكنه قليل ، ولهذا قال :
" وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ لَه *** قَلَّ ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الحقيقة أن الشعر مثل ما قال صاحب المـُلحة : الشعر صلف ، أن ذكر مثل هذا التركيب يعتبر في البلاغة تعقيداً ، لأنه ما تكاد تفهم المعنى منه :
" قَلَّ ومَن يمنعه فانصر عاذله " !!
قد يكون بعض الناس ما يفهم وش معنى العذل ، نعم ، لكن ضرورة الشعر تلجئه -رحمه الله- إلى أن يقول مثل هذا الكلام ، ثم هو يريد منا أيضا أن نكون فطاحل في النحو ، في العربية ، يجيب لنا مثل هذا الكلام الذي فيه نوع من التعقيد علشان نتعلم ، علشان نتعلم ونفكر ، أما لو جبنا شيء مطبوخ ما يبي إلا أكل ، ما يكون هذا جيدا .
الطالب : شيخ ... " ومن يمنعه فانصر عاذله " ؟
الشيخ : إي .
الطالب : " ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الشيخ : إي : " ومن يمنعه فانصر عاذله " : أي عاذل من يمنعه .
"وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ له *** قَلَّ ومن يمنعه فانْصُر عاذِلَه " :
وذاك : المشار إليه التعرية ، يعني حذف حرف النداء اسم الجنس ، وفي المشار له : أي باسم الإشارة قَلّ ، مثال ذلك باسم الجنس تقول : يا نهارُ ما أطولك ، يا ليل ما أطولك ، يا جمل ما أحرنك ، وما أشبه ذلك ، هذا اسم جنس ، ما تحذف منه الياء قليل ، حذف الياء منه قليل ، ما تقول : جملٌ ما أحردك ، ولا تقول مثلا : سيارة ما أخربك ، وما أشبهه ، يعني ما يصلح هنا اسم جنس ليس كالعلم الذي يوجه له الخطاب ، فلذلك لا تحذف منه الياء ، وكذلك في المشار له في اسم الإشارة ، تقول : يا هذا ما أغفلك ، يصح في النداء ما أغفلك ؟ ها ؟
الطالب : قليل .
الشيخ : قليل ، قليل ومنه قول الشاعر : " ذا ارعِواءً " : يعني يا هذا ارعوي ،
" فليسَ بعدَ اشتعالِ الرأسِ *** شَيباً إلى الصِّبا مِن سَبيلِ " ،
نعم ، طيب ، الشاهد قوله : " ذا ارعواء " : يعني يا هذا ، فحذف الياء في اسم الإشارة قليل ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه ممنوع ، إلى أنه ما يجوز أن تحذف ياء من اسم الجنس ومن اسم الإشارة ، ولكن ابن مالك يقول :
" من يمنعه فانصر عاذِلَه " :
من يمنعه فانصر عاذله : عاذله : أي لائمه ، يعني انصر الذي يلومه ، وش يصير ملوم ولا غير ملوم الذي يمنعه ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ها ؟
الطالب : ملوم .
الشيخ : ملوم ، يكون ملوما ، يعني الذي ... سموه الذي يلومه ، يقول : وراك تمنعه ، ما لك حق إنك تمنعه ، تصير ملوم ولا لا ؟
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تصير ملوم ، إذن من يمنعه : يعني من يقول : إنه لا يجوز حذف ياء النداء في اسم الجنس وفي اسم الإشارة ، من قال إنه لا يجوز ، وجاء أحد يلومه يقول : ليش تمنعه ، فأنت هاه انصره ، إذن يقتضي هذا الكلام أن ابن مالك يرجح جواز الحذف ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : لكنه قليل ، يرجح الجواز لكنه قليل ، ولهذا قال :
" وذاك في اسم الجنسِ والمشارِ لَه *** قَلَّ ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الحقيقة أن الشعر مثل ما قال صاحب المـُلحة : الشعر صلف ، أن ذكر مثل هذا التركيب يعتبر في البلاغة تعقيداً ، لأنه ما تكاد تفهم المعنى منه :
" قَلَّ ومَن يمنعه فانصر عاذله " !!
قد يكون بعض الناس ما يفهم وش معنى العذل ، نعم ، لكن ضرورة الشعر تلجئه -رحمه الله- إلى أن يقول مثل هذا الكلام ، ثم هو يريد منا أيضا أن نكون فطاحل في النحو ، في العربية ، يجيب لنا مثل هذا الكلام الذي فيه نوع من التعقيد علشان نتعلم ، علشان نتعلم ونفكر ، أما لو جبنا شيء مطبوخ ما يبي إلا أكل ، ما يكون هذا جيدا .
الطالب : شيخ ... " ومن يمنعه فانصر عاذله " ؟
الشيخ : إي .
الطالب : " ومن يمنعه فانصر عاذله " .
الشيخ : إي : " ومن يمنعه فانصر عاذله " : أي عاذل من يمنعه .
2 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وذاك في اسم الجنس و المشار له *** قل ومن يمنعه فانصر عاذله. أستمع حفظ
قول ابن مالك " ومن يمنعه فانصر عاذله " على من يعود الضمير ؟
هل ابن مالك رحمه الله يرجح حذف حرف النداء من المشار إليه ؟
الشيخ : كأنك سويت ؟
الطالب : إي .
الشيخ : الأصل الجواز .
الطالب : ...
الشيخ : فأنا مثلا لو قلت يا هذا ، أو قلت : هذا اتق الله ، مثلا : لو قلت لك : هذا اتق الله ، يعني ؟
الطالب : يا هذا .
الشيخ : يا هذا ، واضح .
الطالب : لكن جملة
الشيخ : ثم أن : " ذا ارعواء " فهذا يبين أيضا أنه منادى هاه ، لأنه نصب ارعواء ، لو قال : ذا ارعواءٍ ، فهو يقول : أعني ذا ارعواءٍ مثلا .
الطالب : إي .
الشيخ : الأصل الجواز .
الطالب : ...
الشيخ : فأنا مثلا لو قلت يا هذا ، أو قلت : هذا اتق الله ، مثلا : لو قلت لك : هذا اتق الله ، يعني ؟
الطالب : يا هذا .
الشيخ : يا هذا ، واضح .
الطالب : لكن جملة
الشيخ : ثم أن : " ذا ارعواء " فهذا يبين أيضا أنه منادى هاه ، لأنه نصب ارعواء ، لو قال : ذا ارعواءٍ ، فهو يقول : أعني ذا ارعواءٍ مثلا .
هل حروف النداء ينوب بعضها عن بعض في القرب والبعد ؟
السائل : بأي وأخواتها الست يعني للقريب ؟
الشيخ : إي إي ، نعم قد ينادى للقريب ينزل منزلة البعيد .
الطالب : هل هناك شاهد مثلا من كلام ؟
الشيخ : إي نعم الشواهد كثير ، عندنا مثلا إنسان بعيد لكني أستحضره كأنه قريب عندي فأقول : أزيد ، ومثلنا بقول الشاعر :
" أفاطمٌ ، مهلا بعض هذا التذلل *** " .
الطالب : لا هذا بالنسبة للهمز !
الشيخ : إي .
الطالب : لا بس غير الهمزة .
الشيخ : غير الهمزة أيضا ينزل منزلتها ، لو أقولك : يا زيد ، قريب منه .
الشيخ : إي إي ، نعم قد ينادى للقريب ينزل منزلة البعيد .
الطالب : هل هناك شاهد مثلا من كلام ؟
الشيخ : إي نعم الشواهد كثير ، عندنا مثلا إنسان بعيد لكني أستحضره كأنه قريب عندي فأقول : أزيد ، ومثلنا بقول الشاعر :
" أفاطمٌ ، مهلا بعض هذا التذلل *** " .
الطالب : لا هذا بالنسبة للهمز !
الشيخ : إي .
الطالب : لا بس غير الهمزة .
الشيخ : غير الهمزة أيضا ينزل منزلتها ، لو أقولك : يا زيد ، قريب منه .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: و ابن المعرف المنادى المفردا *** على الذي في رفعه قد عـــهدا
الشيخ : قال : " وذاك " نعم .
" وابن المعرَّفَ المنادى المفردَا *** على الذي في رَفعهِ قد عُهِدا " :
بدأ المؤلف -رحمه الله- بأحكام المنادى الآن ، وهذا هو المهم ، يعني الأحكام أهم من الأدوات ، الأدوات يأتي عفوًا ويجده الإنسان في ما كتبه غيره ، لكن الكلام على حكم المنادى .
بدأ المؤلف بحكم المبني فقال : " وابن المعرَّف " هذا واحد .
الثاني " المنادى " : أو هذا تبين الواقع ، " المفردا " ، " وابن المعرف المنادى المفردا " : يعني يقول : إذا ناديت اسما معرفًا مفردًا هاه فابنه .
" على الذي في رفعه قد عُهدا " :
يعني قد علم ، والمراد بالمفرد هنا ليس مقابل الجمع والتثنية ، المراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف ، هذا هو المفرد ، يُبنى على ما يرفع به ، ولهذا قال : " على الذي في رفعه قد عُهدا " : يعني على الذي قد عهد في رفعه ، فما دل على واحد يبنى على الضم ، وما دل على اثنين يبنى على الألف ، وما دل على جمع يبنى على الواو ، عرفتم يا جماعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب : " ابن المعرف " .
الطالب : الجمع ، بعض الجموع ما يضبط بالواو .
الشيخ : طيب :
" وابن المعرَّفَ المنادى المفردَا *** على الذي في رَفعهِ قد عُهِدا " :
إذن : إذا كان المنادى معرفة مفردا ، هذه القاعدة : " إذا كان المنادى معرفة مفردا وجب بناؤه على ما يرفع به " ، مثل زيد ، إذا ناديناه نقول : يا زيد ، يا زيد ، وعلم من قول المؤلف : " وابن " : أنه لا ينوّن ، لأن الضمة ضمة بناء لا إعراب ، فتقول : يا زيد ، طيب بكر ؟ ها ؟
يا بكر ، علي ؟! يا علي ، جعفر ؟ يا جعفرُ ، كذا !
رجل لرجل معين ، تقول : يا رجلُ ، طيب إذن نبنيه على الضم ، بدون تنوين ، لأن المبني ما ينون إلا تنوين عوض كما مر ، تنادي اثنين تقول : يا زيدان ، يا بكران ، يا عمران ، يا خالدان ، كذا ؟!
يا رجلان ، إذا قصدت رجلين معينين ، ويسمى هذا النكرة المقصودة ، رجل نكرة لكنه هنا لما كان مقصودا صار كالمعرفة ، ها ، طيب تنادي الجمع ، جمع المذكر السالم فتقول : يا مسلمون ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وتقول : يا قانتون ، يا صالحون ، يا متعلمون ، وما أشبه ذلك .
" على الذي في رفعه قد عهدا " .
إذن الخلاصة : " إذا كان المنادى اسما معرفة مفردا وجب بناؤه على ما يرفع به " ، طيب ما رأيكم في رجل قال : يا زيدا ؟
الطالب : خطأ .
الشيخ : ها ؟ خطأ ؟!! يا زيدا ؟!
الطالب : خطأ .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنه مبني على الضم .
الشيخ : لأنه يبنى على الضم ، لو قال : يا مسلمين ؟!
الطالب : خطأ .
الشيخ : ها ؟
الطالب : خطأ .
الشيخ : خطأ ليش ؟
الطالب : لأنه معرفة .
الشيخ : يبنى على الواو ، ها !
الطالب : معنى مرادف .
الشيخ : وش هو ؟
الطالب : بمرادف نفس المعنى .
الشيخ : كيف مرادف ؟
الطالب : من ناحية المعنى .
الشيخ : إي ، المهم الكلام على إنه ما يصلح ، لابد أن نقول : يا مسلمون .
" وابن المعرَّفَ المنادى المفردَا *** على الذي في رَفعهِ قد عُهِدا " :
بدأ المؤلف -رحمه الله- بأحكام المنادى الآن ، وهذا هو المهم ، يعني الأحكام أهم من الأدوات ، الأدوات يأتي عفوًا ويجده الإنسان في ما كتبه غيره ، لكن الكلام على حكم المنادى .
بدأ المؤلف بحكم المبني فقال : " وابن المعرَّف " هذا واحد .
الثاني " المنادى " : أو هذا تبين الواقع ، " المفردا " ، " وابن المعرف المنادى المفردا " : يعني يقول : إذا ناديت اسما معرفًا مفردًا هاه فابنه .
" على الذي في رفعه قد عُهدا " :
يعني قد علم ، والمراد بالمفرد هنا ليس مقابل الجمع والتثنية ، المراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف ، هذا هو المفرد ، يُبنى على ما يرفع به ، ولهذا قال : " على الذي في رفعه قد عُهدا " : يعني على الذي قد عهد في رفعه ، فما دل على واحد يبنى على الضم ، وما دل على اثنين يبنى على الألف ، وما دل على جمع يبنى على الواو ، عرفتم يا جماعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب : " ابن المعرف " .
الطالب : الجمع ، بعض الجموع ما يضبط بالواو .
الشيخ : طيب :
" وابن المعرَّفَ المنادى المفردَا *** على الذي في رَفعهِ قد عُهِدا " :
إذن : إذا كان المنادى معرفة مفردا ، هذه القاعدة : " إذا كان المنادى معرفة مفردا وجب بناؤه على ما يرفع به " ، مثل زيد ، إذا ناديناه نقول : يا زيد ، يا زيد ، وعلم من قول المؤلف : " وابن " : أنه لا ينوّن ، لأن الضمة ضمة بناء لا إعراب ، فتقول : يا زيد ، طيب بكر ؟ ها ؟
يا بكر ، علي ؟! يا علي ، جعفر ؟ يا جعفرُ ، كذا !
رجل لرجل معين ، تقول : يا رجلُ ، طيب إذن نبنيه على الضم ، بدون تنوين ، لأن المبني ما ينون إلا تنوين عوض كما مر ، تنادي اثنين تقول : يا زيدان ، يا بكران ، يا عمران ، يا خالدان ، كذا ؟!
يا رجلان ، إذا قصدت رجلين معينين ، ويسمى هذا النكرة المقصودة ، رجل نكرة لكنه هنا لما كان مقصودا صار كالمعرفة ، ها ، طيب تنادي الجمع ، جمع المذكر السالم فتقول : يا مسلمون ، أو لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : وتقول : يا قانتون ، يا صالحون ، يا متعلمون ، وما أشبه ذلك .
" على الذي في رفعه قد عهدا " .
إذن الخلاصة : " إذا كان المنادى اسما معرفة مفردا وجب بناؤه على ما يرفع به " ، طيب ما رأيكم في رجل قال : يا زيدا ؟
الطالب : خطأ .
الشيخ : ها ؟ خطأ ؟!! يا زيدا ؟!
الطالب : خطأ .
الشيخ : ليش ؟
الطالب : لأنه مبني على الضم .
الشيخ : لأنه يبنى على الضم ، لو قال : يا مسلمين ؟!
الطالب : خطأ .
الشيخ : ها ؟
الطالب : خطأ .
الشيخ : خطأ ليش ؟
الطالب : لأنه معرفة .
الشيخ : يبنى على الواو ، ها !
الطالب : معنى مرادف .
الشيخ : وش هو ؟
الطالب : بمرادف نفس المعنى .
الشيخ : كيف مرادف ؟
الطالب : من ناحية المعنى .
الشيخ : إي ، المهم الكلام على إنه ما يصلح ، لابد أن نقول : يا مسلمون .
6 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: و ابن المعرف المنادى المفردا *** على الذي في رفعه قد عـــهدا أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: وانو انضمام ما بنو قبل الندا *** وليجــــر مجرى ذي بناء جـــددا.
الشيخ : ثم قال المؤلف -رحمه الله- :
" وانوِ انضمامَ ما بَنَو قبل النِّدا *** وليُجرَ مُجرى ذِي بِناءٍ جُدِّدا " :
إذا كان المنادى مبنيا على الضم مِن قَبل أن ينادى فماذا نعمل ، ننوي ضمة جديدة ، غير الضمة الأولى ، إذا كان الاسم مبنيا على الضم وناديناه ، فإننا ننوي ضمة جديدة غير الأولى ، وش مثاله ؟
الطالب : لا ما ...
الشيخ : لا هذا مبني على السكون نعم .
الطالب : يعمم ، يا هذا .
الشيخ : العام ما يخالف ، انضمام ما بنو :
" وانو انضمام ما بنو قبل الندا " :
يعني معناه لا تبنيه على الضم ، فيعم ، يصلح هذا المثال الذي قاله زيد : يا هذا ، نقول : هذا ما نضمه ، يا من يقول للشيء كن فيكون ، يا منْ ، لا نقول : يا منُ ، ولا نقول : يا هذو ، بل نبقيه على ما كانت عليه ، طيب لو ناديت واحد سميته : حيثُ ، حيث ماهي مبنية على الضم !
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تقول : يا حيثُ ، ما تقول إذا بغيت تعربه ، تقول : يا حرف نداء ، وحيثُ منادى مبني على ضم مقدر على آخره هاه منع من ظهوره إيش ؟ اشتغال المحل بحركة البناء ، واضح ، طيب : يا هذا ، نقول : مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل ؟
الطالب : هو .
الشيخ : بالسكون ، بسكون البناء ، لأن هذا البناء الذي حصل بالنداء بناء جديد متجدد ، عارض طارئ ، طيب قال :
" وليُجرَ مُجرى ذِي بِناءٍ جُدِّدا " :
يعني هذا الذي كان مبنيا إذا ناديناه ، حكمنا عليه بحكمه لو كان مبنيا من أجل النداء ، وهو البناء المجدد ، وهذا الشطر إنما يتبين مع نفي ما يأتي ، أما الآن ما يتبين معناه ، لكن يتبين لنا مِن الكلام الأول أن هذا المبني على سكون أو ضم أو كسر هاه ، ينوى ضمه ، تنادى امرأة ، امرأة يسمونها : حذام ، مشهور وش هو به مشهورة ؟
الطالب : بقوة البصر .
الشيخ : بقوة البصر ، مشهورة بقوة البصر ، ويقال إنها ترى من مسيرة ثلاثة أيام ، وأنها قالت لقومها ذات يوم : يا قوم جاءكم القوم ، فنظروا فإذا ما في أحد ، فإذا القوم الأعداء قد قطعوا شجرا ، وجعلوا مع كل واحد شجرة ، وحملوها وخلوا هم يمشون ورى الشجر .
" وانوِ انضمامَ ما بَنَو قبل النِّدا *** وليُجرَ مُجرى ذِي بِناءٍ جُدِّدا " :
إذا كان المنادى مبنيا على الضم مِن قَبل أن ينادى فماذا نعمل ، ننوي ضمة جديدة ، غير الضمة الأولى ، إذا كان الاسم مبنيا على الضم وناديناه ، فإننا ننوي ضمة جديدة غير الأولى ، وش مثاله ؟
الطالب : لا ما ...
الشيخ : لا هذا مبني على السكون نعم .
الطالب : يعمم ، يا هذا .
الشيخ : العام ما يخالف ، انضمام ما بنو :
" وانو انضمام ما بنو قبل الندا " :
يعني معناه لا تبنيه على الضم ، فيعم ، يصلح هذا المثال الذي قاله زيد : يا هذا ، نقول : هذا ما نضمه ، يا من يقول للشيء كن فيكون ، يا منْ ، لا نقول : يا منُ ، ولا نقول : يا هذو ، بل نبقيه على ما كانت عليه ، طيب لو ناديت واحد سميته : حيثُ ، حيث ماهي مبنية على الضم !
الطالب : إي نعم .
الشيخ : تقول : يا حيثُ ، ما تقول إذا بغيت تعربه ، تقول : يا حرف نداء ، وحيثُ منادى مبني على ضم مقدر على آخره هاه منع من ظهوره إيش ؟ اشتغال المحل بحركة البناء ، واضح ، طيب : يا هذا ، نقول : مبني على ضم مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل ؟
الطالب : هو .
الشيخ : بالسكون ، بسكون البناء ، لأن هذا البناء الذي حصل بالنداء بناء جديد متجدد ، عارض طارئ ، طيب قال :
" وليُجرَ مُجرى ذِي بِناءٍ جُدِّدا " :
يعني هذا الذي كان مبنيا إذا ناديناه ، حكمنا عليه بحكمه لو كان مبنيا من أجل النداء ، وهو البناء المجدد ، وهذا الشطر إنما يتبين مع نفي ما يأتي ، أما الآن ما يتبين معناه ، لكن يتبين لنا مِن الكلام الأول أن هذا المبني على سكون أو ضم أو كسر هاه ، ينوى ضمه ، تنادى امرأة ، امرأة يسمونها : حذام ، مشهور وش هو به مشهورة ؟
الطالب : بقوة البصر .
الشيخ : بقوة البصر ، مشهورة بقوة البصر ، ويقال إنها ترى من مسيرة ثلاثة أيام ، وأنها قالت لقومها ذات يوم : يا قوم جاءكم القوم ، فنظروا فإذا ما في أحد ، فإذا القوم الأعداء قد قطعوا شجرا ، وجعلوا مع كل واحد شجرة ، وحملوها وخلوا هم يمشون ورى الشجر .
7 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: وانو انضمام ما بنو قبل الندا *** وليجــــر مجرى ذي بناء جـــددا. أستمع حفظ
شرح قول ابن مالك رحمه الله: و المفرد المنكور و المضافــــا *** وشبهه انصــــب عادما خـــلافا.
الشيخ : " والمفرد المنكورَ والمضافَ *** وشِبهَهُ انصِف عادِمًا خِلافا " :
يعني وانصب المفرد المنكور ، المنكور : يعني النكرة ، والمراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبهه ، فالمفرد النكرة يُنصب ، ولهذا قال : " انصب " ، فتقول مثلا : يا رجلاً أنقذ فلانا ، وقالوا مثل قول الأعمى : يا رجلاً خذ بيدي ، ما قصد رجل معينًا ، قصد أي رجل من الرجال ، هذا يصير نكرة ولا لا ؟
يكون نكرة فينصب بالفتح ، فتقول : يا رجلاً افعل كذا وكذا ، ما تخاطب رجل واحد ، رجل معين ، تخاطب أي رجل ، وتقول أيضا : يا طالبا كن مجدا ، يا طالبا : تخاطب من ؟
الطالب : أي طالب .
الشيخ : أي طالب ، فيكون منصوبا ، وتقول : يا مسلمين ، ما تخاطب مسلمين معينين ، يا مسلمينَ بالنصب ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم بالنصب ، والسبب لأنه منكّر ، المفرد المنكور ، الثاني : " والمضافا " : هذا الثاني ، المضاف أيضا ينصب عند النداء مثل : يا عبد الله ، تقول : يا حرف نداء ، وعبد منادى منصوب بياء النداء وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وعبد مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه ، لو قلت : يا عبدُ الله ، يصلح ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يصلح ، لازم : يا عبدَ الله ، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : ( يا عبدَ الله لا تكن مثل فلان ، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ) ، طيب ومثله أيضا : يا عبادي ها : (( يا عبادي فاتقون )) كذا ؟!
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )) ، وهذا أمثلته كثيرة ، وتقول أيضا : يا غلامَ زيدٍ أقبل ، مضاف ولا لا ؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : يا غلامَ زيد : فياء حرف نداء ، وغلاما منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغلام مضاف ، وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة ، وعلامة جره كسرة ظاهرة على آخره ، لو قلت : يا غلامُ زيد ، كان هذا ممنوعًا ، وإنما تقول : يا غلامَ بالنصب ، هذا معنى قول ابن مالك هاه ؟ " والمضافا " .
قال " وشبهه انصب عادماً خلافًا " :
شبه المضاف يقولون : ما تعلق به شيء من تمام معناه ، وما تعلق به شيء من تمام معناه إما فاعلا به ، أو مفعولا به ، أو مجرورا ، هذا شبه المضاف ، ما يتعلق به شيء من تمام معناه : إما فاعلا به ، نعم ، وإما مفعولا به ، وإما مجرورا به ، تقول : يا كريما أبوه أقبل ، كريم هنا منادى معيّن لكنه شبيه بالمضاف ، لأنه تعلق به شيء من تمام معناه ، فاعلا به ، ولا مفعولا به ؟
الطالب : فاعل
الشيخ : يا كريما أبوه ، فاعلا به ، كذا ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : والمفعول به تقول : يا بائعًا ثوبه عندي لك ثوبٌ ، ها ؟ هذا تعلق به شيء من تام معناه مفعولا به ، ومثله الذي مثلوا به : يا طالعًا جبلًا : طالعا هذه نكرة مرادة ، يعني معينة ، المقصود هذا الشخص المعين ، لكنه تعلق به شيء من تمام معناه ، فصار شبيها بالمضاف ، أما المجرور فتقول : يا لطيفًا بالعباد كن بي لطيفا ، يا لطيفا بالعباد : لطيفا هذه نكرة مقصودة ولا غير مقصودة ؟
الطالب : مقصودة .
الشيخ : مقصودة موجه إلى الله عز وجل ، لكن بالعباد تعلق بها ، ليتمم معناها ، وهو مجرور بحرف الجر ، يا لطيفا الطف بالعباد ، عرفتم يا جماعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، إذن ماهو الشبيه بالمضاف ؟
ما تعلق به شيء من تمام معناه ، إما فاعلا به ، أو مفعولا به ، أو مجرورا به ، طيب تقول : يا قارئا كتابه تأمله ، أو : يا قارئا الكتاب تأمله !
الطالب : تعلق بالمفعول .
الشيخ : هذا مفعول ؟
الطالب : إي .
الشيخ : طيب لو قلت : يا قارئٌ الكتاب ، يا قارئٌ ؟!
الطالب : ما يصح .
الشيخ : ما يجوز ، ليش ؟
الطالب : لأنه شبيه بالمضاف .
الشيخ : لأنه شبيه بالمضاف ، فإن قولك : يا قارئا الكتاب ، مثل قولك : يا قارئ الكتاب ، وأنت لو قلت : يا قارئ الكتاب ، وش صار ؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : صار مضاف ، فلهذا يقولون : إن هذا شبيه بالمضاف ، يا كريما أبوه ، مثل قولك : يا كريم الأب ، فهو شبيه بالمضاف تماما ، نعم وعلى هذا فقس ، فصار ثلاثة أشياء تنصب ، وش هي ؟
الطالب : النكرة غير المقصودة .
الشيخ : النكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والشبيه بالمضاف ، إذا نوديت هذه لابد أن تنصب ، وش بقي لنا ؟ بقينا بشيئين يبنيان على ما يرفعان به ، وهما : العلم ، والنكرة المقصودة ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب العلم والنكرة المقصودة ، فصارت الأقسام الآن خمسة : علم أو اسم إشارة ، أو الذي هو ، المهم إنه معرفة ، أحسن أن نقول : معرفة ، المعرفة والنكرة المقصودة ، ماذا يفعل بهما ؟
الطالب : يبنيان على ما يرفعان به .
الشيخ : يبنيان على ما يرفعان به ، طيب النكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والمشبه بالمضاف ؟
الطالب : ينصبان .
الشيخ : تنصب ما هي ينصبان ، لأنها ثلاثة ، هذه الثلاثة تنصب ، والاثنان السابقان يبنيان على ما يرفعان به ، نعم قال :
" وشِبههُ انصِب عادمًا خِلافًا " : وش إعراب عادما ؟
الطالب : حال .
الشيخ : حال من فاعل انصب ، وخلافا ؟
الطالب : مفعول .
الشيخ : مفعول لعادم ، يعني كأن ابن مالك -رحمه الله- يقول : إن النحويين أجمعوا على ذلك ، أو العرب أجمعوا على ذلك ، على أن هذه الثلاثة تنصب .
يعني وانصب المفرد المنكور ، المنكور : يعني النكرة ، والمراد بالمفرد هنا ما ليس مضافا ولا شبهه ، فالمفرد النكرة يُنصب ، ولهذا قال : " انصب " ، فتقول مثلا : يا رجلاً أنقذ فلانا ، وقالوا مثل قول الأعمى : يا رجلاً خذ بيدي ، ما قصد رجل معينًا ، قصد أي رجل من الرجال ، هذا يصير نكرة ولا لا ؟
يكون نكرة فينصب بالفتح ، فتقول : يا رجلاً افعل كذا وكذا ، ما تخاطب رجل واحد ، رجل معين ، تخاطب أي رجل ، وتقول أيضا : يا طالبا كن مجدا ، يا طالبا : تخاطب من ؟
الطالب : أي طالب .
الشيخ : أي طالب ، فيكون منصوبا ، وتقول : يا مسلمين ، ما تخاطب مسلمين معينين ، يا مسلمينَ بالنصب ولا لا ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : نعم بالنصب ، والسبب لأنه منكّر ، المفرد المنكور ، الثاني : " والمضافا " : هذا الثاني ، المضاف أيضا ينصب عند النداء مثل : يا عبد الله ، تقول : يا حرف نداء ، وعبد منادى منصوب بياء النداء وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، وعبد مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه ، لو قلت : يا عبدُ الله ، يصلح ؟
الطالب : لا .
الشيخ : ما يصلح ، لازم : يا عبدَ الله ، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : ( يا عبدَ الله لا تكن مثل فلان ، كان يقوم من الليل فترك قيام الليل ) ، طيب ومثله أيضا : يا عبادي ها : (( يا عبادي فاتقون )) كذا ؟!
(( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله )) ، وهذا أمثلته كثيرة ، وتقول أيضا : يا غلامَ زيدٍ أقبل ، مضاف ولا لا ؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : يا غلامَ زيد : فياء حرف نداء ، وغلاما منادى منصوب بالفتحة الظاهرة ، وغلام مضاف ، وزيد مضاف إليه مجرور بالإضافة ، وعلامة جره كسرة ظاهرة على آخره ، لو قلت : يا غلامُ زيد ، كان هذا ممنوعًا ، وإنما تقول : يا غلامَ بالنصب ، هذا معنى قول ابن مالك هاه ؟ " والمضافا " .
قال " وشبهه انصب عادماً خلافًا " :
شبه المضاف يقولون : ما تعلق به شيء من تمام معناه ، وما تعلق به شيء من تمام معناه إما فاعلا به ، أو مفعولا به ، أو مجرورا ، هذا شبه المضاف ، ما يتعلق به شيء من تمام معناه : إما فاعلا به ، نعم ، وإما مفعولا به ، وإما مجرورا به ، تقول : يا كريما أبوه أقبل ، كريم هنا منادى معيّن لكنه شبيه بالمضاف ، لأنه تعلق به شيء من تمام معناه ، فاعلا به ، ولا مفعولا به ؟
الطالب : فاعل
الشيخ : يا كريما أبوه ، فاعلا به ، كذا ؟!
الطالب : نعم .
الشيخ : والمفعول به تقول : يا بائعًا ثوبه عندي لك ثوبٌ ، ها ؟ هذا تعلق به شيء من تام معناه مفعولا به ، ومثله الذي مثلوا به : يا طالعًا جبلًا : طالعا هذه نكرة مرادة ، يعني معينة ، المقصود هذا الشخص المعين ، لكنه تعلق به شيء من تمام معناه ، فصار شبيها بالمضاف ، أما المجرور فتقول : يا لطيفًا بالعباد كن بي لطيفا ، يا لطيفا بالعباد : لطيفا هذه نكرة مقصودة ولا غير مقصودة ؟
الطالب : مقصودة .
الشيخ : مقصودة موجه إلى الله عز وجل ، لكن بالعباد تعلق بها ، ليتمم معناها ، وهو مجرور بحرف الجر ، يا لطيفا الطف بالعباد ، عرفتم يا جماعة ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب ، إذن ماهو الشبيه بالمضاف ؟
ما تعلق به شيء من تمام معناه ، إما فاعلا به ، أو مفعولا به ، أو مجرورا به ، طيب تقول : يا قارئا كتابه تأمله ، أو : يا قارئا الكتاب تأمله !
الطالب : تعلق بالمفعول .
الشيخ : هذا مفعول ؟
الطالب : إي .
الشيخ : طيب لو قلت : يا قارئٌ الكتاب ، يا قارئٌ ؟!
الطالب : ما يصح .
الشيخ : ما يجوز ، ليش ؟
الطالب : لأنه شبيه بالمضاف .
الشيخ : لأنه شبيه بالمضاف ، فإن قولك : يا قارئا الكتاب ، مثل قولك : يا قارئ الكتاب ، وأنت لو قلت : يا قارئ الكتاب ، وش صار ؟
الطالب : مضاف .
الشيخ : صار مضاف ، فلهذا يقولون : إن هذا شبيه بالمضاف ، يا كريما أبوه ، مثل قولك : يا كريم الأب ، فهو شبيه بالمضاف تماما ، نعم وعلى هذا فقس ، فصار ثلاثة أشياء تنصب ، وش هي ؟
الطالب : النكرة غير المقصودة .
الشيخ : النكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والشبيه بالمضاف ، إذا نوديت هذه لابد أن تنصب ، وش بقي لنا ؟ بقينا بشيئين يبنيان على ما يرفعان به ، وهما : العلم ، والنكرة المقصودة ، أو لا ؟
الطالب : بلى .
الشيخ : طيب العلم والنكرة المقصودة ، فصارت الأقسام الآن خمسة : علم أو اسم إشارة ، أو الذي هو ، المهم إنه معرفة ، أحسن أن نقول : معرفة ، المعرفة والنكرة المقصودة ، ماذا يفعل بهما ؟
الطالب : يبنيان على ما يرفعان به .
الشيخ : يبنيان على ما يرفعان به ، طيب النكرة غير المقصودة ، والمضاف ، والمشبه بالمضاف ؟
الطالب : ينصبان .
الشيخ : تنصب ما هي ينصبان ، لأنها ثلاثة ، هذه الثلاثة تنصب ، والاثنان السابقان يبنيان على ما يرفعان به ، نعم قال :
" وشِبههُ انصِب عادمًا خِلافًا " : وش إعراب عادما ؟
الطالب : حال .
الشيخ : حال من فاعل انصب ، وخلافا ؟
الطالب : مفعول .
الشيخ : مفعول لعادم ، يعني كأن ابن مالك -رحمه الله- يقول : إن النحويين أجمعوا على ذلك ، أو العرب أجمعوا على ذلك ، على أن هذه الثلاثة تنصب .
8 - شرح قول ابن مالك رحمه الله: و المفرد المنكور و المضافــــا *** وشبهه انصــــب عادما خـــلافا. أستمع حفظ
هل قول ابن مالك " خلافا " مفعول لأجله تعرب ؟
السائل : المفعول لأجله يا شيخ ؟
الشيخ : أيهن ؟
السائل : الثلاثة ؟
الشيخ : لا مفعول به .
السائل : ما تصير لأجل الخلاف ؟
الشيخ : لا لا ، يعني معناه : " عادما الخلافا " : يعني لن تجد خلافا ، نعم .
السائل : مفروض فاعل يا شيخ !
الشيخ : لا فاعلا به ، يعني معناه إنه هو الذي أراد .
الشيخ : أيهن ؟
السائل : الثلاثة ؟
الشيخ : لا مفعول به .
السائل : ما تصير لأجل الخلاف ؟
الشيخ : لا لا ، يعني معناه : " عادما الخلافا " : يعني لن تجد خلافا ، نعم .
السائل : مفروض فاعل يا شيخ !
الشيخ : لا فاعلا به ، يعني معناه إنه هو الذي أراد .
شرح قول ابن مالك رحمه الله: ونحو زيد ضم و افتحــــــن من *** نحو أزيد بن سعيــــد لا تهـــــن.
الشيخ : قال المؤلف :
" ونحوَ زيدٍ ضُمَّ وافتحنْ مِنْ *** نحوِ أَزَيدُ بنَ سعيدٍ لا تَهِنْ " :
نعم ، حطوا بالكم يا جماعة ، " نحو زيد " : زيد علم ، أو لا ؟! فهو معرف ماذا يستحق ؟ -صل ركعتين يا علي- يستحق البناء على الضم ، فتقول : يا زيدُ ، لكن إذا كان بعده ابن ، وبعد ابن علم ، إذا كان بعده كلمة ابن ، أو مثلًا أنثى وبعده ابنة ، والذي بعده علم يقول المؤلف : يجوز في زيد الضم والفتح : " ضم وافتحن " ، طيب مثاله : " أَزيدُ بن سعيد " وين النداء ؟
الطالب : أزيدُ .
الشيخ : هاه ، الهمزة هذه من حروف النداء ، ما مرت علينا من حروف النداء ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب نقول : الهمزة حرف نداء ، زيد منادى مبني على الضم في محل نصب ، ويجوز أن نقول الهمزة حرف نداء ، وزيد منادى منصوب على النداء وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، ولهذا قال : " ضُمَّ " ، على أنه مبني ،
" وافتَحَنْ " : على أنه منصوب ، طيب .
" زيد بن سعيد " : بعده ابن ولا لا ؟ ها ؟ بعده ابن ، وسعيد ؟
الطالب : سعيد علم .
الشيخ : علم ، نعم إذن : إذا وجد علم وبعده ابن ، وبعده علم ، فإن العلم الأول يجوز فيه البناء على الضم ، والنصب ، طيب وابن ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ابن منصوب على كل حال ، لأنه مضاف ، ابن منصوب لأنه مضاف ، والعلم الثاني وش محله ؟
الطالب : مجرور بالإضافة .
الشيخ : مجرور بالإضافة ، نعم ؟
الطالب : قوله : ابن ...
الشيخ : إيه نعم ، وتنصب لأنه على المحل ما تبنى ، لأنها لو نوديت نفسها لوجب نصبها ، فهي إذن تكون منصوبة على كل حال ، طيب الآن المؤلف يقول : " نحو زيد " فقط .
أما ابن ، إذا قال قائل : ليش ما تكلم على حكم ابن ؟ نقول : قد تكلم لدخولها في عموم قوله : " والمضاف " ، داخلة في هذا ، ابن : مضاف فيكون منصوبا بالفتحة ، طيب ، لو فرضنا أن الاسم الأول ليس علمًا ، فما حكمه ؟ يجب فيه البناء ، مثل : يا غلامُ ابن زيد ، غلام اسم نوع ، ما هي علم ، يا غلامُ ابن زيد .
" ونحوَ زيدٍ ضُمَّ وافتحنْ مِنْ *** نحوِ أَزَيدُ بنَ سعيدٍ لا تَهِنْ " :
نعم ، حطوا بالكم يا جماعة ، " نحو زيد " : زيد علم ، أو لا ؟! فهو معرف ماذا يستحق ؟ -صل ركعتين يا علي- يستحق البناء على الضم ، فتقول : يا زيدُ ، لكن إذا كان بعده ابن ، وبعد ابن علم ، إذا كان بعده كلمة ابن ، أو مثلًا أنثى وبعده ابنة ، والذي بعده علم يقول المؤلف : يجوز في زيد الضم والفتح : " ضم وافتحن " ، طيب مثاله : " أَزيدُ بن سعيد " وين النداء ؟
الطالب : أزيدُ .
الشيخ : هاه ، الهمزة هذه من حروف النداء ، ما مرت علينا من حروف النداء ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : طيب نقول : الهمزة حرف نداء ، زيد منادى مبني على الضم في محل نصب ، ويجوز أن نقول الهمزة حرف نداء ، وزيد منادى منصوب على النداء وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره ، ولهذا قال : " ضُمَّ " ، على أنه مبني ،
" وافتَحَنْ " : على أنه منصوب ، طيب .
" زيد بن سعيد " : بعده ابن ولا لا ؟ ها ؟ بعده ابن ، وسعيد ؟
الطالب : سعيد علم .
الشيخ : علم ، نعم إذن : إذا وجد علم وبعده ابن ، وبعده علم ، فإن العلم الأول يجوز فيه البناء على الضم ، والنصب ، طيب وابن ؟
الطالب : نعم .
الشيخ : ابن منصوب على كل حال ، لأنه مضاف ، ابن منصوب لأنه مضاف ، والعلم الثاني وش محله ؟
الطالب : مجرور بالإضافة .
الشيخ : مجرور بالإضافة ، نعم ؟
الطالب : قوله : ابن ...
الشيخ : إيه نعم ، وتنصب لأنه على المحل ما تبنى ، لأنها لو نوديت نفسها لوجب نصبها ، فهي إذن تكون منصوبة على كل حال ، طيب الآن المؤلف يقول : " نحو زيد " فقط .
أما ابن ، إذا قال قائل : ليش ما تكلم على حكم ابن ؟ نقول : قد تكلم لدخولها في عموم قوله : " والمضاف " ، داخلة في هذا ، ابن : مضاف فيكون منصوبا بالفتحة ، طيب ، لو فرضنا أن الاسم الأول ليس علمًا ، فما حكمه ؟ يجب فيه البناء ، مثل : يا غلامُ ابن زيد ، غلام اسم نوع ، ما هي علم ، يا غلامُ ابن زيد .
اضيفت في - 2006-04-10