سلسلة الهدى والنور-740
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
مقدمة وتعريف بحزب التحرير .
الشيخ : ... روح أعطوا تنبيها للأولاد ما يصيحوا ما يعملوا شيئا لأنه أبو ليلى يضايقه جاهز ؟
أبو ليلى : نعم شيخنا .
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أمامي سؤالان يلتقيان في نقطة واحدة وهي السؤال عن حزب التحرير ، السؤال الأول يقول قرأت كثيرا عن حزب التحرير وقد أعجبني كثير من أفكارهم فأريد منك أن تشرح أو أن تفيدنا نبذة عن حزب التحرير ؟
السؤال الثاني يدندن حول الموضوع ولكنه يريد شرحا فيقول نريد منك شرحا موسعا عن حزب التحرير و أهدافه وأفكاره وأخطاءهم وهل تغلغلت في العقيدة ؟
جوابي عن هذين السؤالين أن أقول أن أي حزب وليس فقط أعني حزب التحرير من دون الأحزاب الإسلامية أو التكتلات الإسلامية أو التجمعات الإسلامية أي جماعة من هذه الجماعات لم تقم جماعتها ولم تقم أحزابها على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيادة على المصدرين المذكورين أقول وعلى منهج السلف الصالح أي حزب لا يقوم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح فهو بلا شك ستكون عاقبة أمره خسرا وأنه مهما كان مخلصا في دعوته وبحثي أو جوابي هذا إنما هو عن هذه الجماعات الإسلامية التي يفترض أن تكون مخلصة لله عز وجل وناصحة للأمة كما جاء في الحديث الصحيح ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة قالو لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ، فإذا لم تكن دعوة أي حزب من هذه الأحزاب قائمة على الكتاب والسنة و على منهج السلف الصالح فسوف لا يجنون من دعوتهم إلا خسارة ذلك لأن الأمر كما قال ربنا عز وجل في القرآن الكريم .
أبو ليلى : نعم شيخنا .
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أمامي سؤالان يلتقيان في نقطة واحدة وهي السؤال عن حزب التحرير ، السؤال الأول يقول قرأت كثيرا عن حزب التحرير وقد أعجبني كثير من أفكارهم فأريد منك أن تشرح أو أن تفيدنا نبذة عن حزب التحرير ؟
السؤال الثاني يدندن حول الموضوع ولكنه يريد شرحا فيقول نريد منك شرحا موسعا عن حزب التحرير و أهدافه وأفكاره وأخطاءهم وهل تغلغلت في العقيدة ؟
جوابي عن هذين السؤالين أن أقول أن أي حزب وليس فقط أعني حزب التحرير من دون الأحزاب الإسلامية أو التكتلات الإسلامية أو التجمعات الإسلامية أي جماعة من هذه الجماعات لم تقم جماعتها ولم تقم أحزابها على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيادة على المصدرين المذكورين أقول وعلى منهج السلف الصالح أي حزب لا يقوم على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح فهو بلا شك ستكون عاقبة أمره خسرا وأنه مهما كان مخلصا في دعوته وبحثي أو جوابي هذا إنما هو عن هذه الجماعات الإسلامية التي يفترض أن تكون مخلصة لله عز وجل وناصحة للأمة كما جاء في الحديث الصحيح ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة قالو لمن يا رسول الله ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) ، فإذا لم تكن دعوة أي حزب من هذه الأحزاب قائمة على الكتاب والسنة و على منهج السلف الصالح فسوف لا يجنون من دعوتهم إلا خسارة ذلك لأن الأمر كما قال ربنا عز وجل في القرآن الكريم .
بيان منهج أهل السنة والجماعة .
الشيخ : ... (( و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) فمن كان جهاده لله وعلى كتاب الله وعلى سنة رسول الله وعلى منهج السلف الصالح فهؤلاء هم الذين ينطبق عليهم قول الله عز وجل (( إن تنصروا الله ينصركم )) أكرر على مسامعكن هذا الأصل العظيم الذي لا بد لكل جماعة مسلمة أن تقوم دعوتها عليه الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح إذا كان الأمر كذلك فأنا أقول بناء على معرفتي بكل الجماعات والأحزاب القائمة اليوم على الأرض الإسلامية أنهم جميعا إلا جماعة واحدة ولا أقول إلا حزبا واحدا لأن هذه الجماعة لا تتحزب ولا تتكتل ولا تتعصب إلا للأصل المذكور آنفا ألا وهو كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح فأنا أعرف جيدا أنه سوى هذه الجماعة لا تدعو إلى هذا الأصل الذي وضحته آنفا وكررته مرارا وتكرارا على مسامعكن وإنما يدعون إلى الكتاب والسنة فقط ولا يقرنون إلى الكتاب والسنة قولنا السابق ذكره وعلى منهج السلف الصالح وحينئذ سيتبين لكنّ أهمية هذا القيد الثالث وعلى منهج السلف الصالح سيتين لكنّ أهميته من حيث النصوص الشرعية المنقولة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابا وسنة ومن حيث واقع الجماعات الإسلامية بل الفرق الإسلامية من يوم بدأ الخلاف يمد رقبته أو يظهر قرنه بين الجماعات الإسلامية الأولى أي من يوم خرجت الخوارج على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن يوم الجعد الذي دعا بدعوة المعتزلة والذين جاؤوا من بعده مقلدين له في الاعتزال إلى غير ذلك من الفرق المعروفة أسماءها قديما والتي تتجدد مسمياتها حديثا بأسماء حديثة هذه الفرق كلها سواء ما كان منها قديما أو حديثا لا يوجد فيها فرقة تقول وتعلن إننا لسنا على الكتاب والسنة كل هذه الفرق على ما بينها من اختلاف سواء كان هذا الاختلاف في العقائد والأصول أو كان هذا الاختلاف في الأحكام والفروع هؤلاء المتفرقون في دينهم كلهم يقولون كما نقول نحن الكتاب ولكنهم يفترقون عنا فلا يقولون قولتنا الذي هي تمام دعوتنا وعلى منهج السلف الصالح .
ما الفرق بين دعوة الأحزاب السياسية ودعوة أهل السنة والجماعة ؟
الشيخ : إذًا ما الذي يحكم بين هذه الفرق وكلها تنتمي وعلى الأقل كلاما ودعوة إلى الكتاب والسنة ما هو الحكم الفصل بين هؤلاء وكلهم يقولون كلمة واحدة الجواب على منهج السلف الصالح هنا كما يقال في العصر الحاضر سؤال يطرح نفسه بالنسبة لبعض الناس وهو من أين جئنا بهذه الضميمة وعلى منهج السلف الصالح جئنا من كتاب الله ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومما جرى عليه أئمة السلف المتبعين من جماهير أهل السنة والجماعة كما يقولون اليوم أول ذلك قوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) فأنتن تسمعن قوله عز و جل في هذه الآية (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) فقد عطف هذه الجملة على قوله عز وجل (( ... ومن يشاقق الرسول ... )) فلو أن الله عز و جل لم يذكر (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لو أن الآية كانت ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ، على دعوة أولئك الفرق القديمة والحديثة لا يخسرون شيئا لو لم تكن هذه الجملة الطيبية في الآية الكريمة ألا وهي قوله تعالى (( ... ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لأنهم يقولون نحن على الكتاب والسنة هذه القولة يجب تحقيقها باتباع الكتاب والسنة تحقيقا شاملا أولا ومطبقا عمليا ثانيا مثلا قوله عز وجل المعروف لدى علماء المسلمين (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسين تأويلا )) المقلدة من العالم الإسلامي كله إذا دعوا إلى الله و رسوله إلى كتاب الله وحديث رسوله قالوا لا نحن نتبع مذهبنا هذا يقول أنا مذهبي حنفي وهذا شافعي إلى آخره فهل هؤلاء الذين أقاموا تقليدهم للأئمة مقام اتباعهم لكتاب الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد طبقوا هذه الآية الكريمة التي ذكرتها أخيرا (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول )) ؟ الجواب لم يفعلوا شيئا من ذلك إذا لم يفدهم قولهم نحن على الكتاب والسنة لأنهم لا يطبقون عمليا الكتاب والسنة هذا مثال أريد به تقريب الموضوع الأول لأن هذ المثال أقصد به المقلدة أما البحث الأول فإنما أقصد به الدعاة الإسلاميين الذين يفترض فيهم أن لا يكونوا من المقلدين من الذين يؤثرون أقوال الأئمة غير المعصومين على أقوال الله ورسوله المعصوم فإذا كان الأمر إذًا يعود إلى العقيدة فالعقيدة تؤخذ من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف لأن هذا السلف هو المقصود بالآية الأولى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) لم يذكر الله عزّ وجل هذه الجملة في منتصف هذه الآية عبثا وإنما ليؤصل بها أصلا ويقعد بها قاعدة وهي أنه لا يجوز لنا أن نتكل في فهم كتاب ربنا وسنة نبينا على عقولنا المتأخرة زمنا والمتخلفة فهما وإنما يكون المسلمون متبعين للكتاب والسنة تأصيلا وتقعيدا إذا أضافوا إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح لأن هذه الآية تضمنت النص أنه يجب علينا أن لا نخالف الرسول وألا نشاقق الرسول كما أنها تضمنت أن لا نخالف وأن لا نتبع غير سبيل المؤمنين ومعنى كل من القيد الأول في هذه الآية والقيد الثاني الآخر أنه يجب علينا اتباع الرسول عليه السلام وترك مشاققته كما يجب علينا اتباع سبيل المؤمنين و عدم مخالفته .
بيان أن الإخوان المسلمين وأصحاب حزب التحرير وغيرهم لايتبنون اتباع السلف الصالح في فهم الإسلام .
الشيخ : ... من هنا أولا نقول بأن على كل حزب أو جماعة إسلامية أن تصحح أصل منطلقها وهو أن يعتمد على الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه السلف الصالح هذا القيد لا يتبناه حزب التحرير فكرا ولا الإخوان المسلمين ولا أمثالهمم من الأحزاب الكثيرة وإنما نعني نحن الأحزاب الإسلامية أما الأحزاب التي أعلنت محاربة اإلإسلام كالبعثية والشيوعية فليس لنا معهم الكلام الآن ، فالشاهد هذا الأصل الثالث اتباع سبيل المؤمنين حزب التحرير لا يتبناه وكذلك كل الأحزاب الأخرى إذا كان الأمر كذلك فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعلم أن الخط إذا اعوج من رأسه فكلما مضى قدما يمشي فإنما يزداد انحرافا وابتعادا عن الخط المستقيم ... .
4 - بيان أن الإخوان المسلمين وأصحاب حزب التحرير وغيرهم لايتبنون اتباع السلف الصالح في فهم الإسلام . أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى ( وأن هذا صراطي مستقيماً........)الآية .
الشيخ : ... الذي قال عنه رب العالمين في القرآن الكريم (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، هذه الآية الكريمة صريحة الدلالة قطعية الدلالة كما يحب وكما يلهج حزب التحرير من بين الأحزاب الإسلامية الأخرى في دعوتهم و في رسائلهم و محاضراتهم هذه الآية قطعية الدلالة لأنها تقول أن السبيل الموصل إلى الله هو واحد وأن السبل الأخرى هي التي تبعد المسلمين عن سبيل الله (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، وقد زاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الآية بيانا وتوضيحا كما هو سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم دائما وأبدا كما ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم .
القرآن دستور الإسلام ، والسنة هي القانون الموضح للدستور (هذا باعتبار ما عليه الناس البوم ).
الشيخ : ... حينما خاطب نبيه بقوله (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) فسنة النبي صلى الله عليه وآله و سلم هي البيان الكامل للقرآن والقرآن هو الأصل والدستور للإسلام وأما السنة فهي المبينة والمفصلة للقرآن أي بلا تشبيه وإنما من باب التقريب القرآن بالنسبة للنظم الأرضية كالدستور فيها والسنة بالنسبة لهذه القوانين الأرضية كالقانون الموضح للدستور لذلك كان من المتفق عليه بين المسلمين قاطبة أنه لا يمكن فهم القرآن إلا ببيان الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا أمر مجمع عليه لكن الشيء الذي اختلف المسلمون عليه واختلفت آثارهم من بعد ذلك هو أن كل الفرق الضالة القديمة لم ترفع رأسها إلى هذا القيد الثالث وهو اتباع السلف الصالح فخالفوا بذلك الآية التي ذكرتها آنفا مرارا وتكرارا ثم خالفوا سبيل الله لأن سبيل الله واحد وهو ما جاء ذكره في الآية السابقة (( وأن هذا صرطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) قلت إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زاد هذه الآية بيانا ... .
6 - القرآن دستور الإسلام ، والسنة هي القانون الموضح للدستور (هذا باعتبار ما عليه الناس البوم ). أستمع حفظ
شرح حديث ابن مسعود "خط لنا ....."وحديث العرباض بن سارية في افقتراق الأمة ..
الشيخ : ... حينما روى عنه أحد أصحابه عليه السلام المشهروين بالفقه ألا وهو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه حيث قال خط لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطا مستقيما على الأرض ثم خطط حول هذا الخط خطوطا قصيرة ثم مد أصبعه الكريمة على الخط المستقيم وقرأ الآية السابقة (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فترق بكم عن سبيله )) قال عليه السلام وهو يمر بأصبعه على الخط المستقيم ( هذا صراط الله ) ثم أشار إلى الخطوط القصير من حوله وقال ( وهذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) إذًا هذا الحديث يفسره حديث آخر وهذا الحديث الآخر وحديث الخط يعتبر من الموضحات لآية سبيل المؤمنين ذلك الحديث هو الذي رواه أهل السنن كأبي داود والترمذي وأمثالهما من أئمة الحديث من طرق عديدة عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم كأبي هريرة ومعاوية وأنس بن مالك وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( افترقت اليهود على إحدى سبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا " من هي يا رسول الله ؟ " قال ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) هذا الحديث يوضح لنا سبيل المؤمنين المذكور في الآية من هم المؤمنون فيها هم الذين ذكرهم الرسول عليه السلام في حديث الفرق حينما سئل عن الفرقة الناجية عن منهجها ، عن صفتها ، عن منطلقها فقال عليه السلام ( ما أنا عليه وأصحابي ) فأرجوا الانتباه لأن جواب الرسول عليه الصلاة و السلام إن لم يكن وحيا من الله فهو تفسير من رسول الله لسبيل المؤمنين المذكور في قول الله عز وجل الذي رويته مرارا آنفا حيث أن الله عز وجل ذكر الرسول في الآية وذكر سبيل المؤمينن هكذا الرسول عليه السلام جعل علامة الفرقة الناجية التي ليست من تلك الفرق الاثنتين والسبعين من الفرق الضالة جعل علامتها أنها تكون على ما عليه الرسول وأصحابه فنجد في هذا الحديث ما وجدنا في الآية كما أن الآية لم تقتصر على ذكر الرسول فقط كذلك الحديث لم يقتصر على ذكر الرسول فقط وإنما ذكرت الآية سبيل المؤمنين كذلك ذكر الحديث أصحاب النبي الكريم فالتقى الحديث مع القرآن ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ) كثير من الفرق القديمة والحديثية ولا تنتبه لهذا القيد المذكور في الآية وفي هذا الحديث حديث الفرق الضالة حيث جعل من صفة الفرقة الناجية بل علامة الفرقة الناجية أنها تكون على ما كان عليه الرسول وأصحابه أيضا مثل هذا الحديث تقريبا حديث العرباض بن سارية وهو من أصحاب النبي من أهل الصفة الذين كانوا فقراء يلزمون المسجد ويلزمون حلقات الرسول عليه السلام وتلقي العلم من كتاب الله ومن فم رسول الله غضا طريا قال العرباض هذا ووعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يارسول الله قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولي عيكم عبد حبشي وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلفا كثيرا فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشديين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) الشاهد من هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتصر في حض المسلمين حينما يختلفون قال عليه السلام ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) لقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم كما هو أسلوبه الحكيم ومن أحكم منه من بعد أحكم الحاكمين ؟ لا أحد في البشر أحكم من رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ولذلك فحينما قال ( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) أجاب عن سؤال مفروض فماذا نفعل يا رسول الله ؟ قال ( فعليكم بستني ) لم يكتف عليه السلام بأمر الذين يعيشون في وقت الاختلاف كوقتنا هذا لم يكتف بقوله عليكم سنتي فقط وإنما عطف على ذلك فقال وسنة الخلفاء الراشدين إذًا ليضم المسلم الناصح لنفسه في عقيدته أنه يجب الرجوع إلى الكتاب والسنة وإلى سبيل المؤمنين بدلالة الآية وحديث الفرق وحديث العرباض بن سارية ... .
شؤم تحكيم العقل في النصوص الشرعية (تبني حزب التحرير لهذا المنهج).
الشيخ : هذه حقيقة مع الأسف الشديد يغفل عنها كل الأحزاب الإسلامية ويخاصة منها حزب التحرير الذي يتميز عن أي حزب إسلامي آخر أنه يقيم للعقل البشري وزنا أكثر مما أقامه الإسلام له نحن نعلم يقينا أن الله عز وجل حينما يكلم الناس بكلامه إنما يخاطب العقلاء ويخاطب العلماء ويخاطب الذين يتفكرون ولكننا نعلم أن العقل البشري مختلف فالعقل عقلان عقل مسلم وعقل كافر هذا العقل الكافر ليس عقلا قد يكون ذكاء ولكنه لا يكون عقلا لأن العقل في أصل اللغة العربية هو الذي يعقل صاحبه ويربطه ويقيده أن ينفلت يمينا وشمالا ولا يمكن العاقل ألا ينفلت يمينا وشمالا إلا إذا اتبع كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك حكى الله عز وجل عن الكفار والمشركين حينما يعترفون بحقيقة أمرهم أنهم حينما كانوا كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا و هم عن الآخرة غافلون )) يعترفون أنهم حينما كاناوا عارفين بأمور الدنيا أنهم لم يكونوا عقلاء ذلك هو قولهم فيما حكاه ربنا عنهم (( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير )) إذًا هناك عقلان عقل حقيقي وعقل مجازي ، العقل الحقيقي هو العقل المسلم الذي آمن بالله ورسوله أما العقل المجازي فهو عقل الكفار لذلك قال تعالى في القرآن كما سمعتن آنفا عنهم (( وقالوا لو كنا نسمع أونعقل ما كنا في أصحاب السعير )) وقال بصورة عامة عن الكفار (( أم لهم قلوب لا يعقلون بها )) فإذًا هم لهم قلوب ولكنهم لا يعقلون بها لا يفهمون بها الحق ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وهي حقيقة ما أظن أنه يختلف فيها اثنان وينتطح فيها عنزان لأنها صريحة في القرآن وفي أحاديث الرسول عليه السلام لكني أريد أن أتوصل من هذه الحقيقة إلى حقيقة أخرى التي هي نقطة البحث في هذه اللحظة مني إذا كان عقل الكافر ليس عقلا فعقل المسلم ينقسم أيضا إلى قسمين عقل عالم وعقل جاهل فعقل المسلم الجاهل لا يمكن أن يكون مساويا في عقله وفي فهمه لعقل العالم لا يستويان مثلا أبدا لذلك قال تعالى (( وما يعقلها إلا العالمون )) ولذلك قال تعالى (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون )) إذًا لا يجوز للمسلم الحق المؤمن بالله ورسوله حقا أن يحكم عقله وإنما يخضع عقله لما قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هنا نضع نقطة في دعوة حزب التحرير أنهم تأثروا بالمعتزلة في منطلقهم في طريق الإيمان وطريق الإيمان هو عنوان لهم في بعض كتبهم التي ألفها رئيسهم تقي الدين النبهاني رحمه الله وأنا لقيته أكثر من مرة وأنا عارف به تماما وعارف بما عليه حزب التحرير كأحسن ما تكون المعرفة ولذلك فأنا أتكلم إن شاء الله عن علم بما عليه تقوم عليه دعوتهم فهذه أول نقطة تؤخذ عليهم أنهم جعلوا للعقل مزية أكثر مما ينبغي أكرر على مسامعكن ما قلته آنفا أنا لا أنفي أن العقل له قيمته لما سبق ذكره لكن ليس للعقل أن يحكم على الكتاب والسنة و إنما العقل يخضع لحكم الكتاب والسنة وما عليه إلا أن يفهم ما جاء في الكتاب وفي السنة من هنا انحرف المعتزلة قديما فأنكروا حقائق شرعية كثيرة وكثيرة جدا بسبب أنهم سلطوا عقولهم على نصوص الكتاب والسنة فحرفوها وبدلوا فيها و غيروا وبتعبير علماء السلف عطلوا نصوص الكتاب والسنة هذه نقطة أريد أن ألفت نظركن إليها وهي أنه ينبغي إخضاع المسلم لنص الكتاب والسنة بعد فهم الكتاب والسنة فالحاكم هو الله ورسول الله وليس الحاكم عقل البشر لما ذكرنا أن عقل البشر يختلف من عقل مسلم وعقل كافر ثم عقل المسلم يختلف من عقل مسلم جاهل ومن عقل مسلم عاقل فليس فهم المسلم العالم كفهم المسلم الجاهل لذلك قال تعالى ولا بأس من التكرار لأنني أعلم أن هذا الموضوع قليلا ما يطرق مسامع الملايين المملينة من المسلمين من الرجال فضلا عن المخدرات من النساء ولذلك فأنا مضطر إلى أن أكرر هذه النقاط وهذه الأدلة ما يعقلها إلا العالمون هنا نحن نقف قليلا من هم العالمون ؟ أهم العلماء الكفار ؟ لا ، لا نقيم لهم وزنا لما ذكرناه آنفا أنهم ليسوا عقلاء والحقيقة أنهم أذكياء لأنهم اخترعوا وابتدعوا و و و إلى آخره وارتقوا في الحضارة المادية المعروفة لدى الجميع كذلك عقل المسلمين هذا العقل في كل أفاردهم ليسوا سواء فلا يستوي عقل العالم مع عقل الجاهل و سأقول شيئا آخر لا يستوي عقل العالم العامل بعلمه مع عقل العالم اللاعامل بعلمه لا يستوون مثلا إطلاقا لذلك فانحرفت المعتزلة في كثير من الأصول التي وضعوها مخالفين فيها طريقة الشرع كتابا وسنة ومنهج السلف الصالح هذه هي النقطة الأولى اعتماد حزب التحرير على العقل أكثر مما ينبغي .
بيان تقسيم حزب التحرير للنصوص الشرعية من حيث الرواية والدراية
الشيخ : النقطة الثانية وهي تتفرع في ظني من النقطة الأولى لقد قسموا نصوص الكتاب والسنة إلى قسمين من حيث روايتها ومن حيث دلالتها أما من حيث روايتها فقالوا الرواية قد تكون قطعية الثبوت وقد تكون ظنية الثبوت أما الدلالة فكذلك قد تكون قطعية الدلالة وقد تكون ظنية الدلالة لا نناقش في هذا الاصطلاح فإن الأمر كما قيل لكل قوم أن يصطلحوا على ما شاؤوا لكننا نناقش فيما إذا رتبوا على هذا الاصطلاح مفارقات تخالف ما كان عليه المسملون الأولون ومن هنا يظهر لكنّ أهمية سبيل المؤمنين لأنها قيد من أن ينفلت العالم المسلم فضلا عن الجاهل المسلم أن ينفلت من نص الكتاب والسنة برجوعه إلى مثل هذا الاصطلاح الذي لا يجوز أن يكون له الثمرة التالية وهي إنهم قد رتبوا من ذلك الاصطلاح القطعي والظني الذي يشمل الرواية والدراية رتبوا على ذلك ما يلي فقالوا إذا جاء النص في القرآن الكريم وهو بلا شك في الاصطلاح السابق ذكره قطعي الثبوت إذا جاء ليس قطعي الدلالة فليس يجب على المسلم أن يأخذ بما فيه من المعنى لأنه ظني الثبوت فلا يجوز له أن يبني عقيدته على نص قطعي الثبوت لكنه ظني الدلالة وكذلك العكس عندهم تماما إذا جاء الدليل قطعي الدلالة لكن ليس قطعي الثبوت فأيضا لا يأخذون منه عقيدة ومن هنا جاؤوا بعقيدة لا يعرفها السلف الصالح و وضعوا اصطلاحا لهم وكتبهم معروفة وأعني الآن بكتبهم القديمة لأنهم قد أجروا فيها تعديلا وأنا من أعرف الناس بهذا التعديل لكنه في الواقع تعديل شكلي وهو لو سلم به فإنه يدل أن القوم كانوا حتى في عقيدتهم مضطربين .
العقيدة عندهم لا تثبت إلا بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة .
الشيخ : ... حيث قالوا العقيدة لا تثبت إلا بدليل قطعي الثبوت قطعي الدلالة فأقاموا عليها عقيدتهم وهي : أن الحديث الصحيح رواية والقطعي الدلالة لا يؤخذ منه العقيدة فقلنا لهم فيما ناقشناهم و جادلناهم من أين لكم هذه القاعدة وهي قاعدة تتضمن عقيدة فمن أين جئتم بهذه العقيدة ؟ ما الدليل على أنه لا يجوز للمسلم أن يبني عقيدته على حديث صحيح لكن ليس بطريق التواتر الذي يفيد القطع لكنه قطعي الدلالة من أين جئتم بهذا ؟ فاضطربوا هنا في الجواب والبحث هنا طويل وطويل جدا واستدلوا بمثل قوله تعالى (( إن يتبعون إلا الظن وماتهوى الأنفس )) (( إن الظن لا يغني من الحق شيئا )) هنا البحث يخرجنا عما نحن في صدده من بيان ما نعرفه عن حزب التحرير لأن مناقشة هذه القاعدة وبيان ما عليها من اعتراضات وأنها أقيمت على دليل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء ولذلك فنكتفي الآن ببيان أن هذه العقيدة أي أن المسلم لا يجوز له أن يتبنى عقيدة من حديث صحيح لكن لم تصدق عليها فلسفة قطعية الثبوت هو ليس قطعي الثبوت لكنه قطعي الدلالة من أين جاؤوا بهذا ؟ لا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا مما كان عليه السلف ... .
حزب التحرير أتباع المعتزلة في هذه العقيدة . !!؟
الشيخ : بل ما كان عليه السلف ينقض هذا الذي تبناه بعض الخلف منهم المعتزلة قديما وأتباعهم اليوم في هذه العقيدة على الأقل وهم حزب التحرير أقول الآن شيئا ولعله نمر مرا سريعا حتى نتابع الحديث .
بيان حجية الخبر الواحد .
الشيخ : ... كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسله الله عز وجل بشيرا ونذيرا وقال له (( يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليكم من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) ، كان تبليغ ه عليه الصلاةو السلام رسالته إلى الناس تارة بشخثه حينما كان يحضر ندوتهم ومجتمعاتهم فيخاطبهم مباشرة يرسل رسولا من طرفه يدعو المشركين إلى اتباع دعوة النبي الكريم وتارة يرسل خطابا كما هو معلوم من السيرة إلى هرقل ملك الروم وإلى كسرى ملك فارس وإلى المقوقس و و إلى آخر إلى أمراء العرب كما هو مشروح في كتب السيرة النبوية ومن ذلك أنه أرسل إلى اليمن معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري وعلي بن أبي طالب وأرسل إلى الروم دحية الكلبي إلى آخره هؤلاء كانوا أفرادا لا يمثل خبرهم الخبر القطعي لأنهم أفراد فمعاذ في مكان وأبو موسى في مكان وعلي في مكان وقد يختلف أيضا الزمان كما اختلف المكان وهناك حديث في الصحيحين أخرجاه بالسند الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ) فمن من المسلمين يشك بأن هذه الشهادة هي الأصل الأول من الإسلام أي هو العقيدة الأولى الذي ينبني عليها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسوله فإذًا معاذا رضي الله تعالى عنه ذهب وحده مبلغا وداعيا المشركين أن يؤمنوا بدين الإسلام ترى هل قامت الحجة بمعاذ بن جبل حينما دعاهم إلى الإسلام ويقول لهم أن الرسول يأمركم أن تصلوا خمس صلوات في كل يوم وليلة وهذه الصلاة ركعتان وتلك ثلاث والبقية أربع أربع إلى آخر ما هنالك من تفصيلات معروفة لدينا والحمد لله ويأمرهم بالزكاة وذكر لهم تفاصيل أحكام الزكاة ما يتعلق بالفضة ، ما يتعلق بالذهب ، ما يتعلق بالثمار ، ما يتعلق بالخضار ، ما يتعلق بالبقار والجمال و و إلى آخره ، هل قامت حجة الإسلام على أولئك المشركين بمعاذ وحده ؟ على مذهب حزب التحرير مع الأسف لا لم تقم الحجة لأنه فرد يجوز عليه الكذب وإذا قلنا لا الكذب بعيد عنهم فلا أقل أن يقال يجوز عليهم الخطأ والنسيان فإذًا جاؤوا بفلسفة أن الحديث الصحيح لا يجوز أن نأخذ منه عقيدة إسلامية إذًا اليمانيون حينما دعاهم معاذ إلى الإسلام و بلا شك أول ما دعاهم دعاهم إلى العقيدة إذا لم تقم حجة الله على اليمانيين الذين كان منهم وثنيون وكان منهم صلبيون وكان منهم من المجوس لم تقم حجة الله عليهم في العقائد أما في الأحكام يقولون حزب التحرير كما يقول عامة المسلمين نعم حديث الآحاد تثبت بالأحكام الشرعية أما العقائد الإسلامية فلا تثبت بحديث الآحاد .
معاذ بن جبل رضي الله عنه يمثل عقيدة الآحاد في الإسلام كله .
الشيخ : هذا معاذ يمثل عقيدة الآحاد في الإسلام كله أصولا وفروعا عقائد وأحكاما فمن أين جاؤوا بهذ التفصيل (( إن هي إلا أسماء سميتومها أنتم و آباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان )) . وأنهي الكلمة المتعلقة بحديث الآحاد التي ضرب حزب التحرير عشرات الأحاديث الصحيحة بحجة أنه والله هذا حديث آحاد لا تقم به حجة في العقيدة فذكر بعضهم النكتة التالية زعموا أن أحد الدعاة من حزب التحرير ذهب إلى اليابان فألقى عليهم بعض المحاضرات ومنها طريق الإيمان وفي هذا الطريق أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة وكان هناك في المحاضرين شاب عاقل حقا كيس فطن قال له يا أستاذ أنت جئت داعية هنا في بلاد اليابان بلاد الكفر والشرك كما تقول تدعوهم إلى الإسلام و تقول إن الإسلام يقول إن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد وأنت تقول لنا أن من العقيدة أن لا تأخذ العقيدة من الفرد الواحد وأنت الآن تدعونا إلى الإسلام وأنت وحدك فينغي عليك بناء على فلسفتك هذه أن تعود أدراجك إلى بلدك وأن تأتي بالعشرات من أمثالك من المسلمين الذين يقولون بقولك فيصبح خبرك حينئذ خبرا متواتر فأسقط في يدي المحاضر وهذا مثال من الأمثلة الكثيرة التي تدل على سوء عاقبة مخالفة منهج السلف الصالح .
أصحاب حزب التحرير يصدقون بعذاب القبر و لايؤمنون به !!.
الشيخ : ... من ذلك أن المسلمين يعملون وأعني منهم طلاب العلم وأرجوا أن تكون السامعات لهذا الكلام منهن ، لقد جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا جلس أحدكم في التشهد الأخير فليستعذ بالله من أربع يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ) ، هذا الحديث حديث آحاد لكنه من الأحاديث العجيبة الغريبة بالنسبة لفلسفة حزب التحرير أنه من جهة يتضمن حكما شرعيا والحكم الشرعي عندهم يثبت بحديث الآحاد فإذًا بالنظر إلى هذا الجانب من الحديث يجب الأخذ به لأنه حكم شرعي قال عليه السلام ( فليستعذ بالله من أربع في التشهد الأخير ) ومن جهة أخرى يتضمن عقيدة وهي أن هناك في القبر عذاب وأن هناك فتنة الدجال فهم لا يؤمنون بعذاب القبر ولا يؤمنون بفتنة الدجال الأكبر الذي حدث عنه الرسول عليه السلام بأحاديث كثيرة منها قوله عليه السلام ( ما بين خلق آدم والساعة فتنة أضر على أمتي من فتنة المسيح الدجال ) هم لا يؤمنون بهذا الدجال لأنهم بزعمهم حديثه غير متواتر فنحن نقول لهم الآن ماذا تفعلون بحديث أبي هريرة إنه من جهة يتضمن حكما شرعيا فعليكم أن تقولوا في آخر الصلاة وأعوذ بك من عذاب القبر لكن هل تستعيذ من عذاب القبر وأنت لا تؤمن بعذاب القبر نقيضان لا يجتمعان فجاؤونا بمخلص حيلة من الحيل التي ينهى الله المسلمين عنها ماذا قالوا نحن نصدق بعذاب القبر ولا نؤمن به فلسفة عجيبة غريبة ما الذي يحملهم جاؤوا بفلسفة أولى فتسلسلت معهم إلى فلسفات أخيرة كثيرة خرجوا بها عن الصراط السّوي الذي كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الآن أمضي والحديث كما قلت طويل الذيل لأبين أن من دعوة حزب التحرير التي يدندون حولها أنهم يريدون أن يقيموا حكم الله في الأرض نحن أولا نلفت النظر إلى أنهم ليسوا منفردين بهذه الدعوة فكل الجماعات الإسلامية والأحزاب الإسلامية تنتهي كلها إلى هذه الغاية أي يريدون أن يقيموا حكم الله في الأرض فهم ليسوا منفردين .
ما هي الجماعة التي عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث "لاتزال طائفة من أمتي على الحق ...."الحديث ؟
الشيخ : جاءني سؤال الآن وإن كنت أحب أن أأجل الأسئلة إلى ما بعد لأن هذا السؤال قد يقطع عليّ سلسلة أفكاري ومع ذلك فأنا لا أخيب السائل فأجيب عن السؤال هو ، السؤال يقولون إن هناك رواية تقول لما سئل الرسول عن الفرقة الناجية أجاب الرسول بأنها الجماعة نعم هذه الرواية صحيحة ونؤمن بها ولكن هذه الرواية الجماعة مفسرة بالرواية التي ذكرناها لأننا لو ذكرنا لفظة الجماعة أي هذه الرواية التي جاء السؤال عنها أخيرا لوجب علينا أن نشرحها بالشرح الذي سبق ذكره آنفا .
هنا جاءني تذكير بأنني على موعد مع الطبيب وفعلا أنا كنت مع الطبيب على كل حال نحن ننهي إذا هذه الجلسة بالإجابة عن السؤال الأخير فأقول هما روايتان اثنتان لما سئل الرسول عليه السلام عن الفرقة الناجية أجاب بروايتين اثنتين الأولى هي التي ذكرتها آنفا ( ما أنا عليه وأصحابي ) والأخرى هي التي جاء السؤال عنها قال ( هي الجماعة ) لكني أشعر بأن السائلة كأنها تتوهم بناء على ما قرأت من كتابات حزب التحرير أن هذه الرواية رواية الجماعة تخالف الرواية التي أدرت الحديث حولها فأقول لا ولتقريب هذا الجواب النافي أنه لا اختلاف بين الروايتين أفترض الآن أن الرواية الأولى وهي (ما أنا عليه وأصحابي ) لا أصل لها إطلاقا وإنما الرواية هي ( الجماعة )فسنقول من هي الجماعة من هي الجماعة اليوم يا أم المؤمنين أهم حزب التحرير أم الأخوان المسلمون أهم جماعة التبليغ الجواب :
" وكلا يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " . الجماعة كما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من كان الحق معه ولو كان فردا واحدا حينما بعث الله عز وجل الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين كانوا أفرادا وكانوا هم الجماعة ، كان إبراهيم أمة واحدة فمن اتبع هذا الأمة أي الجماعة أي في الحقيقة واحد في ذاته لكن هو الجماعة في دعوته من سار على وتيرته وسار مثل مسيرته فهو الجماعة ولو كان فردا واحدا ، فالآن على افتراض أن الرواية الأولى في وصف الفرقة الناجية لا وجود لها إطلاقا الجماعة هذه هي سبيل المؤمنين الجماعة هذه هي جماعة الخلفاء الراشدين فحديث العرباض بن سارية ما فيها روايتان حتى يقال أو يشكك فيها كما قد يمكن أن يراد التشكيك في رواية ( ما أنا عليه وأصحابي ) فالجماعة إذا هي سبيل المؤمنين التي شرحتها آنفا كتابا وحديثا فماذا يضرنا إذا فسرنا الجماعة هنا بالرواية الأولى ( ما أنا عليه وأصحابي ) لأنه أصحابه عليه السلام هم المؤمنون الذي أوعد المخالفون لهم بأن لهم جهنم في الآية التي بدأت الاستدلال بها أنه لا يجوز الاعتماد فقط على الكتاب والسنة بل ولا بد من إضافة سبيل المؤمنين المذكور في الآية الكريمة فمن فسر الجماعة في حديث الفرقة الناجية بأنه طائفته فقط دون أن يأتي بالأدلة من الكتاب والسنة و من ذلك أنه على ما كان عليه المؤمنون الأولون فيكون قد حمل الحديث حديث الجماعة على غير المحمل الصحيح وحينئذ يكون تأويل هذا الحديث يكون تأويلا غير صحيح .
هنا جاءني تذكير بأنني على موعد مع الطبيب وفعلا أنا كنت مع الطبيب على كل حال نحن ننهي إذا هذه الجلسة بالإجابة عن السؤال الأخير فأقول هما روايتان اثنتان لما سئل الرسول عليه السلام عن الفرقة الناجية أجاب بروايتين اثنتين الأولى هي التي ذكرتها آنفا ( ما أنا عليه وأصحابي ) والأخرى هي التي جاء السؤال عنها قال ( هي الجماعة ) لكني أشعر بأن السائلة كأنها تتوهم بناء على ما قرأت من كتابات حزب التحرير أن هذه الرواية رواية الجماعة تخالف الرواية التي أدرت الحديث حولها فأقول لا ولتقريب هذا الجواب النافي أنه لا اختلاف بين الروايتين أفترض الآن أن الرواية الأولى وهي (ما أنا عليه وأصحابي ) لا أصل لها إطلاقا وإنما الرواية هي ( الجماعة )فسنقول من هي الجماعة من هي الجماعة اليوم يا أم المؤمنين أهم حزب التحرير أم الأخوان المسلمون أهم جماعة التبليغ الجواب :
" وكلا يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " . الجماعة كما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من كان الحق معه ولو كان فردا واحدا حينما بعث الله عز وجل الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين كانوا أفرادا وكانوا هم الجماعة ، كان إبراهيم أمة واحدة فمن اتبع هذا الأمة أي الجماعة أي في الحقيقة واحد في ذاته لكن هو الجماعة في دعوته من سار على وتيرته وسار مثل مسيرته فهو الجماعة ولو كان فردا واحدا ، فالآن على افتراض أن الرواية الأولى في وصف الفرقة الناجية لا وجود لها إطلاقا الجماعة هذه هي سبيل المؤمنين الجماعة هذه هي جماعة الخلفاء الراشدين فحديث العرباض بن سارية ما فيها روايتان حتى يقال أو يشكك فيها كما قد يمكن أن يراد التشكيك في رواية ( ما أنا عليه وأصحابي ) فالجماعة إذا هي سبيل المؤمنين التي شرحتها آنفا كتابا وحديثا فماذا يضرنا إذا فسرنا الجماعة هنا بالرواية الأولى ( ما أنا عليه وأصحابي ) لأنه أصحابه عليه السلام هم المؤمنون الذي أوعد المخالفون لهم بأن لهم جهنم في الآية التي بدأت الاستدلال بها أنه لا يجوز الاعتماد فقط على الكتاب والسنة بل ولا بد من إضافة سبيل المؤمنين المذكور في الآية الكريمة فمن فسر الجماعة في حديث الفرقة الناجية بأنه طائفته فقط دون أن يأتي بالأدلة من الكتاب والسنة و من ذلك أنه على ما كان عليه المؤمنون الأولون فيكون قد حمل الحديث حديث الجماعة على غير المحمل الصحيح وحينئذ يكون تأويل هذا الحديث يكون تأويلا غير صحيح .
15 - ما هي الجماعة التي عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث "لاتزال طائفة من أمتي على الحق ...."الحديث ؟ أستمع حفظ
الكلام على مناظرة حصلت بين الشيخ وبعض الإسلاميين
الشيخ : ... وأختم كلمتي هذه بمناقشة جرت بين أحد السلفيين وآخر من الإسلاميين ممن يدعو إلى الكتاب والسنة ولكن لم يكن متنبها إلى هذه الضميمة التي لا تستقيم دعوة الأحزاب الإسلامية إلا بتبنيها فكرا أولا وتطبيقها عمليا ثانيا وهي اتباع سبيل المؤمنين قلت له إذا سئلت ما مذهبك ؟ ما هو جوابك ؟ قال أقول مذهبي مسلم قلت له هذا جواب قاصر قال لم ؟ قلت لأن كل مسلم مهما كان منحرفا أو مستقيما يقول أنا مسلم مثلا نبدأ بالأهون فالأهون إذا سئل الحنفي ما مذهبك ولا يريد أن يحشر نفسه في مناقشة يقول أنا مذهبي مسلم والشافعي كمان يقول أنا مسلم و و و إلى آخره لكن الحنفي يقول الإيمان لا يزيد ولا ينقص الشافعي يقول الإيمان يزيد وينقص إلى آخره إذا جوابك بأنك مسلم وجواب ذلك بأنه مسلم لا يحدد مذهبك تماما ففهمها فقال أقول حينئذ أنا مسلم على الكتاب والسنة قلت له كذلك كل مسلم حتى الأمثلة التي ضربتها لك آنفا هل هناك حنفي يقول أنا مسلم لست على الكتاب والسنة هل هناك شافعي يقول لست على الكتاب والسنة سأقول لك هل هناك إباضي من الخوارج الموجودون اليوم في الأرض الإسلامية يقول أنا لست على الكتاب والسنة بل هناك شيعي هل هناك رافضي يقول أنا لست على الكتاب و السنة كلهم يقولون نحن على الكتاب والسنة وهذا ما سبق بيانه آنفا كل المسلمين مهما كان الخلاف بينهم شديدا وكبيرا كلهم يقولون على الكتاب والسنة ولكن لا أحد منهم يقول وعلى منهج السلف الصالح إلا الذين ينتمون إلى منهج السلف الصالح أي نحن الذين ما أدري أقول نفخر أو لا يجوز لنا أن نفخر أننا ننتمي إلى السلف الصالح ونقول إذا ما سئلنا أنا سلفي وانتهى الأمر لأنه معنى سلفي على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فلما بينت له هذا فقلت له لا يكفي أن تقول أنا مسلم على الكتاب والسنة لأن كل الطوائف والجماعات يقولون على الكتاب والسنة قال أقول إذا أنا على الكتاب و السنة لأنه آمن معي بعد مثل هذه المحاضرة بل محاضرات قال إذا أنا أقول على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح قلت وأنا أعرف أنه أديب من الأدباء وكاتب من الكتاب ألا تجد في لغتك العربية التي تأدبت بها وتكلمت بها وتكتب بها ألا تجد لك لفظة تختصر جوابك هذا أنا مسلم على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح فصمت قلت له يعني إذا قلنا أنا سلفي ألا يؤدي عبارتك الطويلة أنا على الكتاب والسنة ؟ فأجاب بالإيجاب هذه هي حقيقة الدعوة السلفية وتلك هي المخالفات لحزب التحرير وكل الجماعات القائمة اليوم على وجه الأرض ونحن حينما نقول هذا لا نعادي حزبا ولا نعادي جماعة أو طائفة وإنما نحن دائرتنا أوسع من أي دائرة يتبناها أي حزب على وجه الأرض أنا أعرف من حزب التحرير أنه من نظامه إذا تبنى فرد من أفراده رأيا يخالف رأيه أي الرأي الذي يتبناه الحزب يفصل ويقال له لست منا نحن لا نقول هكذا أنا أعرف مثلا أن من أفكار حزب التحرير أن المرأة لها حق أن تنتَخِب وأن تُنتَخَب فلن تجد تحريريا فهم من الكتاب والسنة أن المرأة ليس لها مجال التدخل في هذه الأمور التي تسمى اليوم بالسياسة لها أن تتعلم ما يناسب أنوثتها ما يناسب رقتها ولطفها إلى آخره أما أن تنتخب و تنتخب لو تبنى شخص من حزب التحرير هذا الرأي يخالف فيه حزب التحرير فسوف يفصل أما نحن فنقبل حزب التحرير والإخوان المسلمين وجماعة التبليغ ولكن على أساس (( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) فنحن ندعو كل مسلم إلى أن يتبني هذا الأصل ثم يتفرع عليه فروع كثيرة وكثيرة جدا حينئذ يصبحون معنا قد يختلفون معنا في التطبيق لأن التطبيق يحتاج إلى علم ونحن نقول إن العلم بالكتاب والسنة مع الأسف الشديد لا يعتني الجماعات الإسلامية بها ومع ذلك فهم يريدون أن يقيموا دولة الإسلام على الجهل بالإسلام فنقول (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )) فرسول الله صلى الله عليه و سلم بدأ بتعليم الناس وبدعوتهم إلى العقيدة أولا ثم إلى العبادات وتحسين السلوك ثانيا وهكذا ينبغي أن يعيد التاريخ نفيسه وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .
هل عندك استعداد لمناظرة بعض رؤوس حزب البعث .؟
أبو ليلى : شيخنا لو سمحت هل يعني يكون عندك استعداد لقاء مع بعض الرؤوس من حزب التحرير ؟
الشيخ : نعم عندي استعداد لكن الآن بس الوقت ... .
الشيخ : نعم عندي استعداد لكن الآن بس الوقت ... .
تلاوة الشيخ ما تيسر من القرآن الكريم .
الشيخ : تلاوة الشيخ لما تيسر من القرآن " من سورة غافر (( من الآية 37 إلى الآية 44 ))
ومن سورة سورة الفرقان (( من الآية 62 إلى الآية 77 ))
و من سورة القلم (( من الآية 1 إلى الآية 33 ))
و من سورة آل عمران (( من الآية 102 إلى الآية 106 )) "
ومن سورة سورة الفرقان (( من الآية 62 إلى الآية 77 ))
و من سورة القلم (( من الآية 1 إلى الآية 33 ))
و من سورة آل عمران (( من الآية 102 إلى الآية 106 )) "
اضيفت في - 2004-08-16