تتمة الكلام على صفة الكلام لله عز وجل وقول أهل البدع في ذلك والرد عليهم.
وهذا الذي قبله مذهب المعتزلة والجهمية، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهبهم هو الحق، لأن الأدلة تدل عليه قال الله في موسى: ((و ناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا)) فلما كان بعيدا قال: ((ناديناه)) لأن النداء يكون للبعيد، ولما قرب يعني لما قرّبه الله قال: ((وقربناه نجيا)) أي بصوت ليس نداء، وفي الحديث الصحيح: ( أن الله ينادي يوم القيامة يا آدم فيقول: لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا من النار)، وهذا أمر لا يشك فيه إنسان ولولا أن الخلاف وقع فيه ما كنا نتكلم فيه لكن وقع ولا بد من بيان الحق.
المعتزلة يقولون: القرآن مخلوق من المخلوقات أصوات يخلقها الله ،والحروف تكتب فهو كسائر المخلوقات، ولا شك أننا إذا قلنا بهذا أبطلنا الأمر والنهي، لأن الأمر يكون صوتا سمع على هذا الوجه، قولوا صوت سمع على هذا الوجه يعني كأنه صدا، أرأيت الآن الشمس والقمر والجبال مخلوقة على هذا الوجه، هم يقولون هذا صوت خلق على هذا الوجه كصوت الرعد .
الأشعرية يقولون: الكلام معنى قائم بنفسه ،لكن خلق أصواته فإذا قلنا: إن الأوامر والنواهي مخلوقة بطل الأمر والنهي، لأن قل خلق الله كلمة على صورة قل ولا تفيد أمرا (( لا تقربوا الزنا )) خلق الله تعالى حروفا على هذا الشكل فلا تفيد نهيا، ولهذا صدق من قال : إن القائلين بخلق القرآن سواء جعلوه عبارة عن كلام الله أو هو كلام الله، إنهم أبطلوا الأمر والنهي والشرائع كلها .
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة
مراجعة ما سبق حول البسملة وبداية سورة البقرة
تتمة تفسير قوله تعالى : (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين )) مع إعراب الآية.
تعريف التقوى، وبيان تفسير التقوى إذا اقترنت مع الإيمان والبر وإذا لم تقترن.
تفسير قوله تعالى : (( الذين يؤمنون بالغيب ))
تفسير قوله تعالى : (( ويقيمون الصلاة ))
تفسير قوله تعالى : (( ومما رزقناهم ينفقون ))
((على هدى من ربهم)) على هدى أي على طريق مستقيم من الله عزوجل هداهم الله تعالى علما وهداهم الله عملا.
تفسير قوله تعالى : (( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ))
(( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون)) الآية هنا معطوفة على ما سبق عطف صفات لا ذوات، والأصل في المعطوفات أن تكون ذواتا، لكن هنا العطف عطف صفات، لأن الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة، وعطف الصفات بعضها على بعض أمر لا يستغرب لا في القرآن ولا في لغة العرب قال الله تعالى: (( سبح اسم بك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى فجعله غثاء أحوى)) فهذا عطف صفات بعضها على بعض .
((والذين يؤمنون بما أنزل إليك )) وهو القرآن وربما نقول إنه أشمل من القرآن لقوله تعالى: ((وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة)) وهو القرآن والسنة.(( وما أنزل من قبلك )) من الكتب كالتوراة والإنجيل.
((وبالآخرة هم يوقنون)) قوله: ((بالآخرة)) جار مجرور متعلق بيوقنون وأتى بكلمة ((هم)) للتوكيد وإلا لو حذفت وقيل ((وبالآخرة يوقنون)) استقام الكلام لكن من أجل التوكيد أتي بالضمير هم، وقوله: ((يوقنون)) أي يؤمنون إيمانا لا شك فيه ولا يتطرق إليه الاحتمال لأن اليقين هو العلم القطعي هذه من صفاتهم
9 - تفسير قوله تعالى : (( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( أولـئك على هدًى من ربهم وأولـئك هم المفلحون ))
((وأولئك هم المفلحون)) كرر أولئك للتنويه بفضلهم وعلو مرتبتهم وقوله: ((هم المفلحون)) يقول العلماء إن هم هنا ضمير الفصل وهو ضمير لا محل له من الإعراب لأنه إنما أتي به للتوكيد قالوا: وفوائده ثلاثة، الفائدة الأولى: التوكيد، والثانية: الحصر الذي هو التخصيص، الثالثة: إفادة أن ما بعده خبر وليس صفة، ولهذا سمي ضمير فصل يعني أن الفلاح محصور فيه والفلاح هو الفوز بالمطلوب والنجاة من المرهوب.
فوائد الآية (( الم ))
فوائد الآية (( ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتقين ))
ومن فوائد هذه الآيات: أنه لا يجوز لأحد أن يرتاب في هذا القرآن ،وأن القرآن ليس محلا للريبة، المعني الأول لا يجوز لأحد أن يرتاب في هذا القرآن على تقدير أن النفي هنا بمعنى النهي.
والثاني: أن هذا القرآن ليس محلا للريبة على تقدير أن لا نافية، وقد بيننا لكم في التفسير أن قوله: ((لا ريب فيه)) فيها قولان للعلماء: القول الأول: أن النفي هنا بمعنى النهي وأن المعنى لا ترتابوا فيه.
والقول الثاني: أن النهي هنا على بابه والمعنى أن القرآن لا ريب فيه ولا إشكال فيه واضح يا جماعة. إذا من الفوائد تحريم الارتياب في القرآن وبيان أنه ليس محلا للريبة
ومن فوائد هذه الآيات: أن القرآن هدى للمتقين وهو واضح في الآية ((هدى للمتقين))
ويترتب على هذه الفائدة: أنك إذا رأيت الله قد من عليك بفهم كتابه والعمل به، فاعلم أنك من من؟ من من يا جماعة؟ من المتقين، لأن الله قال: ((هدى للمتقين)) فإذا رأيت من نفسك أن الله من عليك بالعلم والعمل بكتابه فأبشر فانك من المتقين.
ويتفرع أيضا على هذا فائدة أخرى: إذا رأيت الغفلة وعدم الانتفاع بالقرآن فاحذر فان هذا يدل على نقص تقواك، لأنه لو كان تقواك كاملة لكان هذا القرآن هدى لك. ويتفرع علي هذا أيضا: الحث على التقوى وأنها سبب للاهتداء بالقرآن، وأنك كلما اتقيت الله ازددت انتفاعا بالقرآن واهتداء به.
فوائد الأية (( الذين يؤمنون بالغيب )) وبيان المقصود بالغيب.
طيب هل هذا الإيمان الذي جرى من فرعون في تلك الساعة هل هو إيمان نافع ؟ لا، ولهذا قيل له: آلآن ؟ ما في فائدة((آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين)) وهذا حق الإيمان بالشيء الشاهد شف هذا الباب، تقول هذا الباب أومن بأن هذا باب نعم؟ هذا إيمان؟ ليس إيمان، لو قلت أنا أؤمن بأن حولي رجالا يطلبون العلم هذا إيمان؟ هو إيمان ؟ ليس إيمان، أما حولي رجالا صحيح ليس إيمان، لأنهم مشاهد، أما يطلبون العلم فهو إيمان لأنه مبني على ظني فيما يريدون بطلب العلم ،وهل هم حريصون أو يحضرون بالأبدان دون القلوب أو ما أشبه ذلك، على كل حال اجعلوها إن شاء الله إيمانا لا تجعلوها إيمانا بالغيب اجعلوها إيمانا بالمحسوس.
فوائد الآية (( ويقيمون الصلاة )) وبيان أنه من إقامة الصلاة الخشوع فيها، والطمأنينة فيها.
ومن فوائده: الحث على إقامة الصلاة وأن الإنسان يأتي بها كاملا على الوجه الذي يرضي الرب عزوجل الذي فرضها على عباده، أما أن يصلي صلاة لا روح فيها، أو صلاة لا تجزئ رسميا، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بمقيم بالصلاة أفهمتم؟ يعني ربما يجيء إنسان يصلي صلاة من أتقن ما يكون ظاهريا، فهذا باعتبار الرسم أقامها، قائم يقوم بخشوع في الرأس في الركوع يطمئن وفي السجود يطمئن، لكن قلبه في واد وجسمه في واد هل أقامها ؟ لا، ما أقامها هي قشر، قشر منتفخ لكن تطلع ما فيه لب لعدم الخشوع، ولهذا تجد الناس كثيرا منهم يخرج من الصلاة لا يحس بنفسه أنه كره المنكر ولا كره الفحشاء مع أن الله يقول: (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) لكن لا يحس بذلك لأنها قشور الصلاة، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على الخشوع في الصلاة، لأنه الآن أشد ما نجاهد عليه هو هذا، يعني قضية الرسم بأن الإنسان يأتي بالصلاة باطمئنان ظاهري هذا شيء سهل، لكن الكلام على اللب هو الخشوع هذا أمر صعب، لكن حاول مرة بعد أخرى، كل ما جذب الشيطان قلبك رده وثق إنه من حينما تجذبه إلى الصلاة تبدوا إلى الصلاة سوف يرده، سوف يجد هناك تجاذب ،لكن استمر وإن شاء الله في النهاية يزول. طيب من إقامة الصلاة الطمأنينة فيها التي قد افتقدها بعض الناس ولا سيما في الركنين ما بين الركوع والسجود وما بين السجودين هذان الركنان مظلومان عند بعض الناس تجده يقول سمع الله لمن حمده الله اكبر أيش قلت؟ اطمئن؟ ما اطمئن، هذا لا صلاة له لو يصلي إلى يوم الدين ما في صلاة، لأن الرسول قال للرجل: ثم ارفع يعني من الركوع حتى تعتدل قائما، وفي لفظ حتى تطمئن قائما، لابد من الطمأنينة، وعلى كل حال لا حاجة إلى أن نأتي على الصلاة بجميع ما يخل فيها بعض الناس لأنها معروفة .
14 - فوائد الآية (( ويقيمون الصلاة )) وبيان أنه من إقامة الصلاة الخشوع فيها، والطمأنينة فيها. أستمع حفظ
فوائد الآية (( ومما رزقناهم ينفقون )) بيان فضيلة التصدق وذم البخل.
ومن فوائدها: أن صدقة الغاصب باطلة، من أين تؤخذ؟(( مما رزقنهم)) لأن الغاصب لا يملك المال الذي تصدق به فلا تقبل صدقته.
ومن فوائدها: الإشارة إلي ذم البخل لقوله: ((مما رزقنهم)) هل أنت حصلت المال بكسبك؟ لا، الذي أعطاك المال هو الله ((مما رزقنهم)) ولم يقل: مما كسبوا، بل قال: ((مما رزقنهم)) وحتى ما كسبه الإنسان هو بتيسير الله ، وكم من إنسان ضرب أبواب الرزق من كل جانب ولكن لم يوفق، إذا من فوائد هذه الآية الكريمة: فضيلة الإنفاق، لكن هنا أطلق بل هنا أجمل المنفق فيه قال: ((مما رزقنهم ينفقون)) يعني بيّن المنفق منه ولم يبيّن المنفق فيه، نقول نعم لكنها بيّنت في آيات كثيرة (( يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين)) الجواب: ((يسألونك ماذا ينفقون)) أي شيء ينفقون؟ ((قل ما أنفقتم من خير فللوالدين)) كأنه قال: اسألوا عن ماذا تنفقون؟ نعم اسألوا فيم تنفقون؟ ((قل ما أنفقتم من خير فللوالدين)) ((يسألونك ماذا ينفقون)) عن أيش؟ قولوا يا جماعة ويش ينفقون ؟ ماذا ينفقون فقال الله عزوجل: ((قل ما أنفقتم من خير فللوالدين)) فبيّن ما ينفق فيه، لأنه هو المهم، كثير من الناس ربما يخرج نصف ماله لكن في سبيل الطاغوت، والشيء النافع في سبيل الله أي فيما يرضي الله عزوجل.
لكن قد يقال إن قوله: ((قل ما أنفقتم من خير )) قد يقول قائل فيه إشارة إلى المنفق منه وهو أن يكون الإنفاق خيرا، على كل حال الآية هنا أجملت أجمل الله فيها الإنفاق: ((مما رزقنهم ينفقون )) فأجمل فيقال: إن هذا المجمل مبين في نصوص أخرى من القرآن والسنة .انتهي الوقت؟ نعم.
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة
فوائد الآية (( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون ))
قال الله تعالى: ((والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون )) هذه عطف على ما سبق في قوله: ((هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب)) يعني ((والذين يؤمنون بما أنزل)) وقد سبق أن قلنا إنه يجوز عطف الصفات بعضها على بعض كما في قوله تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى)) مع أن الأصل في الصفات أن لا تكون معطوفا.
من فوائد الآية: الثناء على الذين يؤمنون بما أنزل على الرسول عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبله، وأن هذا من خصال المتقين، لقوله: (( والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك)).
ومن فوائد الآية أيضا: الثناء على الموقنين بالآخرة، وقد سبق في التفسير أنه ليس المراد بالإيقان بالآخرة أن تؤمن بأن هناك يوما يبعث الناس فيه بل تؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة مما يقع في ذلك اليوم بل إن شيخ الإسلام رحمه الله قال: يدخل في الإيمان باليوم الآخر الإيمان بكل ما أخبر به النبي صلي الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت.
فوائد الآية (( أولـئك على هدًى من ربهم وأولـئك هم المفلحون )) وبيان أن ربوبية الله خاصة وعامة.
ومن فوائدها أيضا: أن ربوبية الله عزوجل تكون خاصة وعامة لأن قوله: ((من ربهم)) إضافته إلى هؤلاء فقط لكنها ربوبية خاصة اقتضت العناية التامة بهم.
ومن فوائدها أيضا: أن مآل هؤلاء هو الفلاح لقوله: (( وأولئك هم المفلحون)).
18 - فوائد الآية (( أولـئك على هدًى من ربهم وأولـئك هم المفلحون )) وبيان أن ربوبية الله خاصة وعامة. أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) مع إعراب الآية.
((إن الذين كفروا)) كفروا بمن ؟ كفروا بكل ما يجب الإيمان به: كفروا بالله، كفروا برسله، كفروا بملائكته، كفروا بكتبه، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر خيره وشره، أو ما أشبه ذلك، المهم أنه عام بكل ما يجب الإيمان به، فإذا كفروا به فهؤلاء كفار.
طيب وإن كفروا ببعضه؟ فكذلك، لقول الله تعالى: ((إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ))......
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )) هذه جملة مسبوكة بمصدر دون أن يوجد حرف مصدري، لأن الجملة التي تسبك في المصدر يعني تحول إلى مصدر لابد أن تقترن بحرف مصدري ،مثل أنّ وأنْ وما المصدرية ولو المصدرية، لكن هذه سبكت بمصدر مع أنها ليس فيها شيء من أدوات المصدر، لكن إذا جاء السواء ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) فهذه تسبك بمصدر، فالتقدير: سواء عليهم إنذارك أم عدمه، والمراد بهؤلاء الكفار الذين حقت عليهم كلمة العذاب، فهؤلاء لا يؤمنون سواء أنذرهم أم لم ينذرهم، لأنه قد ختم على قلوبهم ـ والعياذ بالله ـ وليس المراد بهذا أن لا يدعوهم الرسول عليه الصلاة والسلام بل المراد أن يتسلى إذا لم يؤمنوا، فيقال هؤلاء قد طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنون .
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم)) ((سواء)) بمعنى مستوي عليهم إنذارك وعدمك، وقوله: ((أأنذرتهم)) الإنذار هو الإعلام بتخويف وترهيب. (( أم لم تنذرهم)) هذا القسم الثاني.
هذه أم هنا متصلة أو منفصلة منقطعة ؟ هذه متصلة، لأن المتصلة هي التي تأتي بين شيئين متعادلين كما هنا، والمنقطعة التي تأتي بين شيئين منفصلين هذا فرق معنوي، والفرق اللفظي: المتصلة يصح أن يحل محلها أو، والمنقطعة لا يصح أن يحل محلها أو بل يحل محلها بل، ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)) الجملة هذه خبر ثاني، أين الخبر الأول ؟ ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) هذه هي الخبر الأول وقوله: ((لا يؤمنون)) الخبر الثاني .
19 - تفسير قوله تعالى : (( إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) مع إعراب الآية. أستمع حفظ
فوائد الآية (( إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ))
وفيه أيضا: أن من حقت عليه كلمة العذاب فإنه لا يؤمن مهما كان المنذر والداعي، لأنه لا يستفيد قد ختم على قلبه (( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار)) يعني هؤلاء لهم النار انتهى أمرهم ولا يمكن أن تنقذهم.
من فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالإقبال على الله فإن فيه شبها من ؟ مِن مَن؟ الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله .
تفسير قوله تعالى : (( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيمٌ ))
قال: ((وعلى أبصارهم غشاوة)) هذه جملة مستأنفة، والغشاوة الغطاء فإذا كانت على الأبصار غشاوة صارت لا تبصر، فختمت الطرق الثلاثة للهدى وهي: القلب، والثاني: السمع بما يقال، والثالث: البصر فيما يرى، فالأبواب الثلاثة كلها سددت، قال الله تعالى: (( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله)) لا أحد .
فان قال قائل: هذا الختم هل له سبب أو هو ابتلاء وامتحان من الله؟
فالجواب: أن له سببا بين الله في قوله: (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة )) وبقوله تعالى: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الظالمين )) فإذا رأيت أحدا قد ضل فاعلم أنه سبب في ضلال نفسه.
((ولهم عذاب عظيم)) ولهم أي لهؤلاء الكفار الذين بقوا على كفرهم لهم عذاب عظيم وهو عذاب النار، وعظمه الله تعالى لأنه لا يوجد أشد من عذاب النار أعاذنا الله وإياكم منها بكرمه وجوده. انتهى الكلام على الصنف الثاني من أصناف الخلق وهم الكفار الخلص الصرحاء.
21 - تفسير قوله تعالى : (( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيمٌ )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيمٌ ))
وفيه أيضا من فوائدها :أن طرق الهدى إما بالسمع وإما بالبصر، لأن الهدى قد يكون بالسمع وقد يكون بالبصر، بالسمع فيما يقال، وبالبصر فيما يشاهد، وهكذا آيات الله عزوجل تكون مقروءة مسموعة وتكون بينة مشهودة .
ومن فوائد هذه الآية: وعيد هؤلاء الكفار بالعذاب العظيم، لقوله: (( ولهم عذاب عظيم )).
22 - فوائد الآية (( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوةٌ ولهم عذابٌ عظيمٌ )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ))
فوائد الآية (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) والحكمة في اقتران الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر في القرآن كثيرا
قال: (( وما هم بمؤمنين)) هذا تكذيب لهم في قولهم: (( آمنا بالله وباليوم الآخر)) كقول الله تعالى مكذبا لهم: (( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون )) .
24 - فوائد الآية (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) والحكمة في اقتران الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر في القرآن كثيرا أستمع حفظ