سلسلة الهدى والنور-741
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
مقدمة بين يدي الشيخ من بعض طلبة العلم بين فيها أهمية التوحيد والدعوة إليه وأنه دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام .
الشيخ : ... عندك مبين يا أستاذ إبراهيم ... أسئلة بركة ... .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و أفضل الصلاة وأتم التسليم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، معاشر الإخوة نرحب أجمل ترحيب بشيخنا وبعالمنا وبأستاذنا الكبير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وبالإخوة مرافقيه وجزاهم الله عنا خيرا لما يتجشمونه من عناء السفر وبذل الجهد ابتغاء وجه الله تعالى إن شاء الله ، معاشر الإخوة الموضوع الذي طلبنا أن يكون موضوع حديث هذ اليوم العقيدة الإسلامية الموضوع الأم الأساس الذي إذا اتضح وسلم في معتقد الإنسان وفي قلبه وعلى جوارحه في حياته سلمت الأمور وَ صَفَت الأمور وكانت المسيرة محفوفة بعناية الله تعالى ورضوانه ، الأنبياء عليهم السلام واجهوا من الأمم والأقوام التي دعوها إلى الله واجهوا منها نفس القضية التي تكررت عبر الأجيال والسنين الشرك بالله فكان النبي يحمل توحيد الله ، ولذلك المرض واحد والعلاج واحد الشرك هو المرض وتوحيد الله تعالى الصافي النقي هو العلاج فكان الأنيياء عليهم السلام يقدمون هذا العلاج من منبعه الصافي والعلماء ورّثوا هذه المهمة في أن يقدموا هذا العلاج لمن أصابهم ذلك المرض ولا يمكن للإنسان أن يكون معافا صحيحا سليما إلا إذا حقق التوحيد في حياته ونفسه ولذلك يا إخوة كان العلماء يحملون هذه الأمانة وهذه المسؤولية وكان واجيا علينا أن نطلب العلم من أهله لأن السبيل إلى فهم العقيدة الصحيحة السليمة المعافاة أن نطلبها ممن ورثها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم وأقصد بذلك العلماء بالكتاب والسنة فأسأل الله تعالى أن يتخفنا وأن يعلمنا وأن يفيض علينا من هذا العلم الذي أعطاه الله تعالى ومنّ به على علماء هذه الأمة ومن بينهم شيخنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني فجزاه الله عنا جميعا كل خير .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و أفضل الصلاة وأتم التسليم على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ، معاشر الإخوة نرحب أجمل ترحيب بشيخنا وبعالمنا وبأستاذنا الكبير الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وبالإخوة مرافقيه وجزاهم الله عنا خيرا لما يتجشمونه من عناء السفر وبذل الجهد ابتغاء وجه الله تعالى إن شاء الله ، معاشر الإخوة الموضوع الذي طلبنا أن يكون موضوع حديث هذ اليوم العقيدة الإسلامية الموضوع الأم الأساس الذي إذا اتضح وسلم في معتقد الإنسان وفي قلبه وعلى جوارحه في حياته سلمت الأمور وَ صَفَت الأمور وكانت المسيرة محفوفة بعناية الله تعالى ورضوانه ، الأنبياء عليهم السلام واجهوا من الأمم والأقوام التي دعوها إلى الله واجهوا منها نفس القضية التي تكررت عبر الأجيال والسنين الشرك بالله فكان النبي يحمل توحيد الله ، ولذلك المرض واحد والعلاج واحد الشرك هو المرض وتوحيد الله تعالى الصافي النقي هو العلاج فكان الأنيياء عليهم السلام يقدمون هذا العلاج من منبعه الصافي والعلماء ورّثوا هذه المهمة في أن يقدموا هذا العلاج لمن أصابهم ذلك المرض ولا يمكن للإنسان أن يكون معافا صحيحا سليما إلا إذا حقق التوحيد في حياته ونفسه ولذلك يا إخوة كان العلماء يحملون هذه الأمانة وهذه المسؤولية وكان واجيا علينا أن نطلب العلم من أهله لأن السبيل إلى فهم العقيدة الصحيحة السليمة المعافاة أن نطلبها ممن ورثها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم وأقصد بذلك العلماء بالكتاب والسنة فأسأل الله تعالى أن يتخفنا وأن يعلمنا وأن يفيض علينا من هذا العلم الذي أعطاه الله تعالى ومنّ به على علماء هذه الأمة ومن بينهم شيخنا الفاضل محمد ناصر الدين الألباني فجزاه الله عنا جميعا كل خير .
1 - مقدمة بين يدي الشيخ من بعض طلبة العلم بين فيها أهمية التوحيد والدعوة إليه وأنه دعوة جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام . أستمع حفظ
معنى كلمة التوحيد " لا إله إلا الله" وبيان بعض نواقضها .
الشيخ : إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد :
أشكر الأخ إبراهيم على حسن ظنه بأخيكم الذي جاءكم ليتعلم ويعلم بعض أمور دينكم وثانيا وهو الأهم أن ما أشار من أنّ أصل دعوة كل الأنبياء والرسل إنما هي قائمة على عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له فكل نبي بعثه الله وكل رسول أرسله الله إلى قومه فإنما كان أول ما يدعوهم إليه (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) على هذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا الأساس وقع الخلاف بينه وبين قومه لأنهم كما تعلمون جميعا والمسألة لا تحتاج إلى كثير من البيان والتفصيل فقد كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى فلما دعاهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ودعاهم إلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله استكبروا عن ذلك وقالوا (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) .
كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أول ما بدأ بالدعوة هي دعوة قومه إلى هذا التوحيد كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أرسل رسولا من طرفه إلى قبيلة من قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام فلم تكن دعوة رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإيمان بإسلام غير واضح معالمه وإنما كان دعوة رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما كما كانت دعوته عليه السلام أن يعبدوا الله وحده لا شريك له على هذا أدّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه وعلمهم كذلك أن يدعوا غيرهم إلى دين الله عز وجل من ذلك ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما بعث معاذا إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام ولعلكم تعلمون أن اليمن يومئذ كان يجمع بين أقوام مشركين وأقوام آخرين من أهل الكتاب من الذين يدعون مع الله عيسى بن مريم لذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسوله معاذا حينما بعثه إلى اليمن قال له ( ليكن ) وهنا الشاهد ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهاة أه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوك فمرهم بالصلاة ... ) إلى آخر الحديث ، و الشاهد من هذا الحديث ومن الآية السابقة وما في معناها وهي آيات كثيرات طيبات في كتاب الله عزّ وجل أن دعوة الرسل ودعوة أتباع الرسل إنما يكون اهتمامهم بدعوة من حولهم إلى هذه الكلمة الطيبة إلى شهادة أن لا إله إلا الله ولكن المسلمين اليوم بسبب بعد عهدهم بإسلامهم وبدينهم الذي جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاهرا نقيا كما جاء في الحديث ( ليلها كنهارها ) بسبب هذه المسافة الشاسعة التي حالت بين المسلمين وبين تلقيهم الإسلام هكذا غضا طريا قد دخل في الإسلام في أصوله فضلا عن فروعه ما لم يكن من قبل له وجود أو له ذكر عند المسلمين الأولين يضاف إلى ذلك أن القرآن الكريم كما تعلمون جميعا أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلسان عربي مبين وإلى العرب الأقحاح الذين نزل القرآن بلسانهم فكان ميسرا لديهم أن يفهموه دون أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم بيان الكثير منه إلا ما كان له علاقة ببيان الأحكام التي تكون أصولها موجودة في كتاب الله عز وجل أما نحن اليوم فلدخول العجمة في ألستنا نحن معشر العرب أصبحنا لا نفهم من القرآن الكريم من حيث اللغة العربية على الأقل ما كان يفهمه العرب الأولون ومنهم المشركون الذين حاربوا دعوة التوحيد كأبي جهل وأمثاله فقد كانوا بسبب لغتهم يفهمون حينما يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... ) فهم يفهمون أن معنى هذه الشهادة الكفر بكل ما سوى الله تبارك وتعالى مما عبد من دونه في عهد المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة أو في من قبلهم فكل من هؤلاء وهؤلاء من المشركين كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى فكلمة الإله في اللغة العربية التي نزل بها القرآن كما ذكرنا وفهمها العرب الذين بعث إليهم الرسول عليه السلام مباشرة اليوم كثير من المسلمين لا يفهمون هذه اللفظة حق فهمها وإنما قد يفهمونها بمعنى آخر ليس مرادفا للفظة الإله وإنما هو جزء من المعنى الذي يدل عليه لفظ الإله نحن نعلم اليوم بما نسمع من بعض المسلمين حتى ممن قد يعدون أنفسهم من الدعاة فضلا عن عامة الناس أنهم يفهمون أن معنى الإله هو بمعنى الرب فيفسرون الكلمة الطيبة التي هي أصل الإسلام كما تعرفون وكما سمعتم الحديث السابق ذكره يفهمون لا إله أي لا رب إلا الله وهذا فهم قاصر ناقص من شهد أن لا إله إلا الله بمعنى أن لا رب إلا الله فقط وأرجوا أن تنتبهوا لقولي فقط لأنني أريد أن أقول لا إله تعنى لا رب وشيء آخر أي لا رب يعبد إلا الله عز وجل وبحق فلا إله إلا الله لا تعني لا رب إلا الله لا خالق إلا الله فقط لا . لا بد أمن أن يضم إلى ذلك في عقيدة المسلم الذي لا بد له أن يتشهد بهذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله أن يكون قد فهم أن معناها لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى . فإذا فهم المسلم هذا الفهم الصحيح فهو قد استقام على الجادة وأخذ الخيط الأول منها ثم عليه بعد ذلك أن يحقق هذا المعنى الذي فهمه وآمن به وصدقه أن يحققه في حياته التي يزعم بأنه يعبد الله عز وجل فيها وحده لا شريك له كثير من الناس يتوهمون أن العبادة فقط إنما هي أن تصلي لله وحده لا شريك له وأنك إذا ركعت أو سجدت أو استغثت أواستعنت في الشدائد بغير الله عز وجل لا تكون أخللت بشهادتك بقولك لا إله إلا الله كثير من الناس يتوهمون أن من استعان بغير الله في الشدائد هذا لا يناقض شهادة التوحيد هذا خطأ فاضح واضح جدا لأن هذه الشهادة تعني أن لا معبود بحق في الوجود إلا الله وأنت إذا استعنت الله عز وجل في حالة الشدة حيث لا يمكن لأحد من البشر أن يغيثك سواء كان من الأحياء أو من الأموات فقد جعلت هذا المستغاث به شريكا مع الله تبارك وتعالى وحينذاك تكون قد أخللت بهذه الشهادة ولم تؤمن بها حق الإيمان كل مسلم اليوم ممن يصلي لا تصح صلاته إلا إذا قرأ فاتحة الكتاب كما تعلمون فهو في أوله يخاطب الله فهو في أولها يخاطب ربه عز وجل بقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كثير من الناس يفهمون أنه لا يجوز عبادة غير الله وهذا هو الأصل الأول من هذه الكلمة الطيبة التي يجب على المسلم أن يفهمه ولكن لا ينتبهون إلى أن تمام الآية (( وإياك نستعين )) أنها تعني أن الإستعانة بغير الله عز وجل تناقض عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فحينما نسمع بعض الناس أو نراهم يستعينون في الشدائد ببعض الصالحين أو الأولياء أو الأنبياء وهم يعلمون أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا حينئذ لا يكونون قد فهموا معنى لا إله إلا الله . بينما المشركون الأولون فهموا معنى هذه الكلمة لذلك ما خضعوا لها ولا آمنوا بها بل أنكروها على رسول الله وقالوا (( أجعل الألهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) الفرق بين المسلمين اليوم والمشركين قديما وحديثا أن المشركين أعني بهم العرب خاصة كانوا يفهمون معنى هذه الشهادة ولكن لا يؤمنون بها أما المسلمون اليوم فالقليل منهم من يفهمها ويؤمن بها حقا . كثيرون منهم يشهدون بها بألسنتهم ولكن كما قال تعالى في بعض الأعراب (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) والإيمان لا يتسرب إلى قلب المؤمن إلا بشيئين اثننين الأول الفهم الصحيح الثاني الإيمان الصحيح لذلك نعى ربنا عز وجل على أقوام يقرؤون القرآن لكن لا يفهمونه قال تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) فمن الأسس التي جاء بها الإسلام في القرآن (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) لذلك المسلمون اليوم مسلمون ولا شك لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهم من هذه الحيثية فارقوا المشركين الذين لم ينطقوا بهذه الشهادة لأنهم كانوا يعلمون أن النطق بها يلزمهم القيام بحقائقها ولوازمها ومقتضياتها من ذلك أن لا يعبدوا إلا الله تبارك وتعالى وهذا ما كانوا يصرحون به أنهم لا يؤمنون به لذلك قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فقد صرحوا بأنهم يعبدون مع الله آلهة أخرى فما هي عبادتهم هل كانوا يصلون وهم لا يعرفون الصلاة ؟ هل كانوا يصلون لتلك الآلهة تلك الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ؟ الجواب لا . إذًا ما هي عبادة المشركين لتلك الأصنام التي صرح القرآن على لسانهم بأنهم عبدوها من دون الله وأنهم ما عبدوها لخصوصها وإنما لتقربهم إلى الله زلفى ماذا كان هؤلاء الجاهليون هؤلاء المشركون ماذا كانوا يفعلون مع أولئك المعبودات من دون الله عز وجل ؟ كانوا يذبحون لهم وأنتم تعلمون هذه الحقيقة كانوا يذبحون لهم ، كانوا ينذرون لهم نذروا كانوا في الشدائد يستغيثون بهم لكن إذا جاءت شدة يعلمون أنه لا مغيث لهم منها إلا الله حينئذ ذكروا الله عز وجل ولجؤوا إليه كما هو مصرح في عديد من الآيات الكريمة إذا المسلم يجب أن يتعلم الأشياء التي تنافي التوحيد حتى يكون منزها من الوقوع فيها من حيث لا يدري ولا يشعر لذلك جاء في بعض الأحاديث ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما سوى الله دخل الجنة ) فلا بد من الجمع بين إثبات العبادة لله عز وجل ونفي العبادة عن غير الله عز و جل ، العبادات كثيرة وكثيرة جدا فكلما تعبّدنا الله عز وجل به من العبادات سواء كانت من الفرائض أو الواجبات أو المستحبات فلا يجوز للمسلم أن يتوجه بشيء منها إلى غير الله تبارك وتعالى . في القرآن الكريم كما تعلمون (( قل إن صلاتي ونسكي ... )) ونسكي أي وأضحيتي وذبيحتي لله رب العالمين لا شريك له فمن ذبح لغير الله معنى ذلك أنه عبد غير الله ليس من الضروري أن يصلي لهذا الغير يكفيه شركا أن يذبح لغير الله يكفيه شركا أن ينذر نذرا لغير الله ، يكفيه شركا أن يحلف بغير الله كل هذه الأشياء جاء النص في السنن الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعن فاعلها ، من ذبح لغير الله فهو ملعون مطرود من رحمة الله لماذا ؟ لأنه تقرب إلى لغير الله بما لا يجوز له أن يتقرب به إلا إلى الله تبارك وتعالى لذلك بارك الله فيكم لا ينبغي لكن أن تكتفوا بأن تتكلموا سواء في الصلاة أو خارج الصلاة تسبحون الله وتكبرونه و تهللونه فتقولون لا إله إلا الله ثم لا تفهمون معناها جيدا ولئن فهمتم معناها جيدا نقضتم شيئا من معناها الحق ببعض التصرفات التي تناقض التوحيد وها أنا قد ذكّرتكم ببعض الأمثلة التي هي من واقع كثير من المسلمين اليوم نحن لا نتكلم عن أمور خيالية وإنما هي مع الأسف أمور مشهودة و واقعة في صفوف كثير من المسلمين لا أقول من عامتهم بل ومن بعض خاصتهم الذين على الأقل إن لم يفعلوا فعل عامتهم أيدوا فعل عامتهم وقالوا دعوهم وشأنهم نيتهم طيبة هذا هو الضلال المبين ، هذا إقرار للشرك الذي يقع فيه بعض الجهلة من المسلمين بديل أن يحذروهم وأن ينبهوهم ولا بأس أن يتلطفوا معهم أن يقولوا مثلا أنت يا أخي لما تنذر نذرا للولي الفلاني تريد تحترم وأن تقد س هذا الولي لصلاحه وتقواه ولكن كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
ما يكون تعظيم ألأولياء والصالحين بمخالفة الأولياء والصالحين فيما كانوا عليه من عبادة وصلاح وعقيدة الصالحون لا يعبدون إلا الله ومن ذلك أنهم لا يذبحون إلا لله ولا ينذرون إلا لله ولا يحلفون إلا بالله ، فإذًا أنت أيها الأخ المسلم لا تذبح للقبر الفلاني للولي الفلاني اذبح لله عز وجل وقل بلسانك وبقلبك (( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) انظروا كيف أن الله عز وجل قرن مع الصلاة النسك (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) فلا يجوز للمسلم أن يفرق بين صلاته فيقول أنا لا أصلي إلا لله وهذا حق فينبغي أيضا أن يقول ويلتزم ما يقول أن لا يذبح إلا لله لأن من ذبح لغير الله فهو ملعون كما جاء في صحيح مسلم بالسند الذي لا غبار عليه من حيث الصحة ( ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير تخوم الأرض ) الحديث له تتمة حسبنا الآن هذا الشاهد منه ( ملعون من ذبح لغير الله ) ، ( لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) اليوم الحلف بغير الله أمر منتشر بين العرب وهذا أمر عجيب جدا الحلف بغير الله منتشر بين العرب أكثر من كثير من العجم ، فالعرب هم الذين حملوا الدعوة الأولى وهم الذين يليق بهم وهو أولى أن يحملوها في هذا الزمن لأنهم هم الذين باستطاعتهم أن يفهموا كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهما صحيحا ، والشاهد أن كلمة لا إله إلا الله التي ينجو بها المسلم في الدنيا من أن يقاتل أو يفرض عليه الجزية ويدفعها عن يد وهو صاغر وينجو يوم القيامة من الخلود في النار هذه الكلمة الطيبة لا تفيده إلا إذا فهمها فهما صحيحا وآمن بهذا إيمانا صادقا ثم طبقه في حياته في منطلقه في حياته لذلك تذكروا في نهاية هذه الكلمة كلمة حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه الذي كان يقول كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وأسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ، فإذًا عليكم أن تسألوا عن الشركيات وعن الوثنيات التي تنافي كلمة التوحيد حتى يكون توحيدكم واضحا في أذهانكم و مستقرا في قلوبكم و ظاهرا انطلاقكم على هذا الفهم الصحيح و الإيمان الصحيح فلا بد إذًا من الجمع بين الإيمان بعبادة الله وحده لا شريك وبين معرفة ما يناقض هذا التوحيد الصحيح من الشركيات والوثنيات .
(( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) ، (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) ، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) .
أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وبعد :
أشكر الأخ إبراهيم على حسن ظنه بأخيكم الذي جاءكم ليتعلم ويعلم بعض أمور دينكم وثانيا وهو الأهم أن ما أشار من أنّ أصل دعوة كل الأنبياء والرسل إنما هي قائمة على عبادة الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له فكل نبي بعثه الله وكل رسول أرسله الله إلى قومه فإنما كان أول ما يدعوهم إليه (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) على هذا جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى هذا الأساس وقع الخلاف بينه وبين قومه لأنهم كما تعلمون جميعا والمسألة لا تحتاج إلى كثير من البيان والتفصيل فقد كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى فلما دعاهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له ودعاهم إلى أن يقولوا معه لا إله إلا الله استكبروا عن ذلك وقالوا (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) .
كما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان أول ما بدأ بالدعوة هي دعوة قومه إلى هذا التوحيد كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا أرسل رسولا من طرفه إلى قبيلة من قبائل العرب يدعوهم إلى الإسلام فلم تكن دعوة رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الإيمان بإسلام غير واضح معالمه وإنما كان دعوة رسول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما كما كانت دعوته عليه السلام أن يعبدوا الله وحده لا شريك له على هذا أدّب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه وعلمهم كذلك أن يدعوا غيرهم إلى دين الله عز وجل من ذلك ما جاء في صحيح البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما بعث معاذا إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام ولعلكم تعلمون أن اليمن يومئذ كان يجمع بين أقوام مشركين وأقوام آخرين من أهل الكتاب من الذين يدعون مع الله عيسى بن مريم لذلك أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسوله معاذا حينما بعثه إلى اليمن قال له ( ليكن ) وهنا الشاهد ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهاة أه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوك فمرهم بالصلاة ... ) إلى آخر الحديث ، و الشاهد من هذا الحديث ومن الآية السابقة وما في معناها وهي آيات كثيرات طيبات في كتاب الله عزّ وجل أن دعوة الرسل ودعوة أتباع الرسل إنما يكون اهتمامهم بدعوة من حولهم إلى هذه الكلمة الطيبة إلى شهادة أن لا إله إلا الله ولكن المسلمين اليوم بسبب بعد عهدهم بإسلامهم وبدينهم الذي جاءهم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طاهرا نقيا كما جاء في الحديث ( ليلها كنهارها ) بسبب هذه المسافة الشاسعة التي حالت بين المسلمين وبين تلقيهم الإسلام هكذا غضا طريا قد دخل في الإسلام في أصوله فضلا عن فروعه ما لم يكن من قبل له وجود أو له ذكر عند المسلمين الأولين يضاف إلى ذلك أن القرآن الكريم كما تعلمون جميعا أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم بلسان عربي مبين وإلى العرب الأقحاح الذين نزل القرآن بلسانهم فكان ميسرا لديهم أن يفهموه دون أن يتولى الرسول صلى الله عليه وسلم بيان الكثير منه إلا ما كان له علاقة ببيان الأحكام التي تكون أصولها موجودة في كتاب الله عز وجل أما نحن اليوم فلدخول العجمة في ألستنا نحن معشر العرب أصبحنا لا نفهم من القرآن الكريم من حيث اللغة العربية على الأقل ما كان يفهمه العرب الأولون ومنهم المشركون الذين حاربوا دعوة التوحيد كأبي جهل وأمثاله فقد كانوا بسبب لغتهم يفهمون حينما يقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ... ) فهم يفهمون أن معنى هذه الشهادة الكفر بكل ما سوى الله تبارك وتعالى مما عبد من دونه في عهد المشركين الذين بُعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة أو في من قبلهم فكل من هؤلاء وهؤلاء من المشركين كانوا يعبدون مع الله آلهة أخرى فكلمة الإله في اللغة العربية التي نزل بها القرآن كما ذكرنا وفهمها العرب الذين بعث إليهم الرسول عليه السلام مباشرة اليوم كثير من المسلمين لا يفهمون هذه اللفظة حق فهمها وإنما قد يفهمونها بمعنى آخر ليس مرادفا للفظة الإله وإنما هو جزء من المعنى الذي يدل عليه لفظ الإله نحن نعلم اليوم بما نسمع من بعض المسلمين حتى ممن قد يعدون أنفسهم من الدعاة فضلا عن عامة الناس أنهم يفهمون أن معنى الإله هو بمعنى الرب فيفسرون الكلمة الطيبة التي هي أصل الإسلام كما تعرفون وكما سمعتم الحديث السابق ذكره يفهمون لا إله أي لا رب إلا الله وهذا فهم قاصر ناقص من شهد أن لا إله إلا الله بمعنى أن لا رب إلا الله فقط وأرجوا أن تنتبهوا لقولي فقط لأنني أريد أن أقول لا إله تعنى لا رب وشيء آخر أي لا رب يعبد إلا الله عز وجل وبحق فلا إله إلا الله لا تعني لا رب إلا الله لا خالق إلا الله فقط لا . لا بد أمن أن يضم إلى ذلك في عقيدة المسلم الذي لا بد له أن يتشهد بهذه الكلمة الطيبة لا إله إلا الله أن يكون قد فهم أن معناها لا معبود بحق في الوجود إلا الله تبارك وتعالى . فإذا فهم المسلم هذا الفهم الصحيح فهو قد استقام على الجادة وأخذ الخيط الأول منها ثم عليه بعد ذلك أن يحقق هذا المعنى الذي فهمه وآمن به وصدقه أن يحققه في حياته التي يزعم بأنه يعبد الله عز وجل فيها وحده لا شريك له كثير من الناس يتوهمون أن العبادة فقط إنما هي أن تصلي لله وحده لا شريك له وأنك إذا ركعت أو سجدت أو استغثت أواستعنت في الشدائد بغير الله عز وجل لا تكون أخللت بشهادتك بقولك لا إله إلا الله كثير من الناس يتوهمون أن من استعان بغير الله في الشدائد هذا لا يناقض شهادة التوحيد هذا خطأ فاضح واضح جدا لأن هذه الشهادة تعني أن لا معبود بحق في الوجود إلا الله وأنت إذا استعنت الله عز وجل في حالة الشدة حيث لا يمكن لأحد من البشر أن يغيثك سواء كان من الأحياء أو من الأموات فقد جعلت هذا المستغاث به شريكا مع الله تبارك وتعالى وحينذاك تكون قد أخللت بهذه الشهادة ولم تؤمن بها حق الإيمان كل مسلم اليوم ممن يصلي لا تصح صلاته إلا إذا قرأ فاتحة الكتاب كما تعلمون فهو في أوله يخاطب الله فهو في أولها يخاطب ربه عز وجل بقوله (( إياك نعبد وإياك نستعين )) كثير من الناس يفهمون أنه لا يجوز عبادة غير الله وهذا هو الأصل الأول من هذه الكلمة الطيبة التي يجب على المسلم أن يفهمه ولكن لا ينتبهون إلى أن تمام الآية (( وإياك نستعين )) أنها تعني أن الإستعانة بغير الله عز وجل تناقض عبادة الله وحده لا شريك له ولذلك فحينما نسمع بعض الناس أو نراهم يستعينون في الشدائد ببعض الصالحين أو الأولياء أو الأنبياء وهم يعلمون أنهم لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا حينئذ لا يكونون قد فهموا معنى لا إله إلا الله . بينما المشركون الأولون فهموا معنى هذه الكلمة لذلك ما خضعوا لها ولا آمنوا بها بل أنكروها على رسول الله وقالوا (( أجعل الألهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) الفرق بين المسلمين اليوم والمشركين قديما وحديثا أن المشركين أعني بهم العرب خاصة كانوا يفهمون معنى هذه الشهادة ولكن لا يؤمنون بها أما المسلمون اليوم فالقليل منهم من يفهمها ويؤمن بها حقا . كثيرون منهم يشهدون بها بألسنتهم ولكن كما قال تعالى في بعض الأعراب (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم )) والإيمان لا يتسرب إلى قلب المؤمن إلا بشيئين اثننين الأول الفهم الصحيح الثاني الإيمان الصحيح لذلك نعى ربنا عز وجل على أقوام يقرؤون القرآن لكن لا يفهمونه قال تعالى (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) فمن الأسس التي جاء بها الإسلام في القرآن (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) لذلك المسلمون اليوم مسلمون ولا شك لأنهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهم من هذه الحيثية فارقوا المشركين الذين لم ينطقوا بهذه الشهادة لأنهم كانوا يعلمون أن النطق بها يلزمهم القيام بحقائقها ولوازمها ومقتضياتها من ذلك أن لا يعبدوا إلا الله تبارك وتعالى وهذا ما كانوا يصرحون به أنهم لا يؤمنون به لذلك قال الله عز وجل في القرآن الكريم (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فقد صرحوا بأنهم يعبدون مع الله آلهة أخرى فما هي عبادتهم هل كانوا يصلون وهم لا يعرفون الصلاة ؟ هل كانوا يصلون لتلك الآلهة تلك الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله ؟ الجواب لا . إذًا ما هي عبادة المشركين لتلك الأصنام التي صرح القرآن على لسانهم بأنهم عبدوها من دون الله وأنهم ما عبدوها لخصوصها وإنما لتقربهم إلى الله زلفى ماذا كان هؤلاء الجاهليون هؤلاء المشركون ماذا كانوا يفعلون مع أولئك المعبودات من دون الله عز وجل ؟ كانوا يذبحون لهم وأنتم تعلمون هذه الحقيقة كانوا يذبحون لهم ، كانوا ينذرون لهم نذروا كانوا في الشدائد يستغيثون بهم لكن إذا جاءت شدة يعلمون أنه لا مغيث لهم منها إلا الله حينئذ ذكروا الله عز وجل ولجؤوا إليه كما هو مصرح في عديد من الآيات الكريمة إذا المسلم يجب أن يتعلم الأشياء التي تنافي التوحيد حتى يكون منزها من الوقوع فيها من حيث لا يدري ولا يشعر لذلك جاء في بعض الأحاديث ( من قال لا إله إلا الله وكفر بما سوى الله دخل الجنة ) فلا بد من الجمع بين إثبات العبادة لله عز وجل ونفي العبادة عن غير الله عز و جل ، العبادات كثيرة وكثيرة جدا فكلما تعبّدنا الله عز وجل به من العبادات سواء كانت من الفرائض أو الواجبات أو المستحبات فلا يجوز للمسلم أن يتوجه بشيء منها إلى غير الله تبارك وتعالى . في القرآن الكريم كما تعلمون (( قل إن صلاتي ونسكي ... )) ونسكي أي وأضحيتي وذبيحتي لله رب العالمين لا شريك له فمن ذبح لغير الله معنى ذلك أنه عبد غير الله ليس من الضروري أن يصلي لهذا الغير يكفيه شركا أن يذبح لغير الله يكفيه شركا أن ينذر نذرا لغير الله ، يكفيه شركا أن يحلف بغير الله كل هذه الأشياء جاء النص في السنن الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لعن فاعلها ، من ذبح لغير الله فهو ملعون مطرود من رحمة الله لماذا ؟ لأنه تقرب إلى لغير الله بما لا يجوز له أن يتقرب به إلا إلى الله تبارك وتعالى لذلك بارك الله فيكم لا ينبغي لكن أن تكتفوا بأن تتكلموا سواء في الصلاة أو خارج الصلاة تسبحون الله وتكبرونه و تهللونه فتقولون لا إله إلا الله ثم لا تفهمون معناها جيدا ولئن فهمتم معناها جيدا نقضتم شيئا من معناها الحق ببعض التصرفات التي تناقض التوحيد وها أنا قد ذكّرتكم ببعض الأمثلة التي هي من واقع كثير من المسلمين اليوم نحن لا نتكلم عن أمور خيالية وإنما هي مع الأسف أمور مشهودة و واقعة في صفوف كثير من المسلمين لا أقول من عامتهم بل ومن بعض خاصتهم الذين على الأقل إن لم يفعلوا فعل عامتهم أيدوا فعل عامتهم وقالوا دعوهم وشأنهم نيتهم طيبة هذا هو الضلال المبين ، هذا إقرار للشرك الذي يقع فيه بعض الجهلة من المسلمين بديل أن يحذروهم وأن ينبهوهم ولا بأس أن يتلطفوا معهم أن يقولوا مثلا أنت يا أخي لما تنذر نذرا للولي الفلاني تريد تحترم وأن تقد س هذا الولي لصلاحه وتقواه ولكن كما قيل :
" أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل "
ما يكون تعظيم ألأولياء والصالحين بمخالفة الأولياء والصالحين فيما كانوا عليه من عبادة وصلاح وعقيدة الصالحون لا يعبدون إلا الله ومن ذلك أنهم لا يذبحون إلا لله ولا ينذرون إلا لله ولا يحلفون إلا بالله ، فإذًا أنت أيها الأخ المسلم لا تذبح للقبر الفلاني للولي الفلاني اذبح لله عز وجل وقل بلسانك وبقلبك (( إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) انظروا كيف أن الله عز وجل قرن مع الصلاة النسك (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )) فلا يجوز للمسلم أن يفرق بين صلاته فيقول أنا لا أصلي إلا لله وهذا حق فينبغي أيضا أن يقول ويلتزم ما يقول أن لا يذبح إلا لله لأن من ذبح لغير الله فهو ملعون كما جاء في صحيح مسلم بالسند الذي لا غبار عليه من حيث الصحة ( ملعون من ذبح لغير الله ملعون من غير تخوم الأرض ) الحديث له تتمة حسبنا الآن هذا الشاهد منه ( ملعون من ذبح لغير الله ) ، ( لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت ) ( من حلف بغير الله فقد أشرك ) اليوم الحلف بغير الله أمر منتشر بين العرب وهذا أمر عجيب جدا الحلف بغير الله منتشر بين العرب أكثر من كثير من العجم ، فالعرب هم الذين حملوا الدعوة الأولى وهم الذين يليق بهم وهو أولى أن يحملوها في هذا الزمن لأنهم هم الذين باستطاعتهم أن يفهموا كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهما صحيحا ، والشاهد أن كلمة لا إله إلا الله التي ينجو بها المسلم في الدنيا من أن يقاتل أو يفرض عليه الجزية ويدفعها عن يد وهو صاغر وينجو يوم القيامة من الخلود في النار هذه الكلمة الطيبة لا تفيده إلا إذا فهمها فهما صحيحا وآمن بهذا إيمانا صادقا ثم طبقه في حياته في منطلقه في حياته لذلك تذكروا في نهاية هذه الكلمة كلمة حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه الذي كان يقول كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وأسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه ، فإذًا عليكم أن تسألوا عن الشركيات وعن الوثنيات التي تنافي كلمة التوحيد حتى يكون توحيدكم واضحا في أذهانكم و مستقرا في قلوبكم و ظاهرا انطلاقكم على هذا الفهم الصحيح و الإيمان الصحيح فلا بد إذًا من الجمع بين الإيمان بعبادة الله وحده لا شريك وبين معرفة ما يناقض هذا التوحيد الصحيح من الشركيات والوثنيات .
الكلام على أقسام التوحيد الثلاثة .
الشيخ : أقول كلمة أخيرة إن المسلمين اليوم وأعني بهم الخاصة منهم والدعاة منهم لا يدندنون مطلقا حول تفهيم المسلمين شهادة لا إله إلا الله وما يلزمها وما يعارضها وينافيها يتوهمون أن المسلمين كلهم والحمد لله موحدون ولا يتذكرون أن التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام عند العلماء المحققين الذين فهموا الكتاب والسنة فهمًا صحيحًا بعدما دخلت العجمة إلى لسان العرب ودخل فيهم من الشركيات والوثنيات مالم يكن للسلف الأول عهد بذلك هؤلاء العلماء جعلوا التوحيد ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية وأذكر بأن توحيد الربوبية وهو التوحيد الأول وهو الذي هو أساس ما سيأتي من التوحيد الثاني والثالث هذا التوحيد كان المشركون الأولون يؤمنون به فهل نفعهم شيء من ذلك ؟ الجواب لا . لماذا ؟ لأنهم كفروا بالتوحيد الثاني وهوتوحيد العبادة وقد شرحت لكم آنفا كيف كانوا يقولون ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى أما أنهم كانوا يؤمنون بتوحيد الربوبية فذلك مذكور في نصوص من الكتاب والسنة ونصوص كثيرة وكثيرة جدا قال تعالى مثلا في بعض تلك النصوص (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولنّ الله )) إذًا هم يعترفون بأن خالق السموات والأرض إنما هو الرب واحد لا شريك له .
والآيات في هذا المعنى كثيرة ومعروفة لكني أذكر لكم حديثا كيف كانوا يصرحون بعبادة غير الله عز وجل مع أنهم يوحدونه توحيد الربوبية كان أحدهم إذا طاف حول الكعبة يلبي كما كان سيدنا إبراهيم وإسماعيل ومن سار على مسيرتهم يلبون فيقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلى هنا هذه تلبية الموحدين لكن ماذا كانوا يقولون من هم من عند أنفسهم وشركهم وضلالهم كانوا يقولون بعد لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، إلا شريكا لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، فكان عليه الصلاة والسلام وهو لا يزال في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة حينما يسمعهم وهو يدعوهم دائما وأبدا ليلا نهارا إلى أن لا يعبدوا إلا الله لا شريك له كان عليه السلام إذا سمعهم يقولون لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك قبل أن يقولوا هذه الجملة الاستثنائية يقول ( قط قط ) يعني حسبكم لا تزيدوا قفوا عند قوله لا شريك لك قط قط لكنهم لا يبالون لأنهم مشركون فيقولون إلا شريكا تملكه أنت و ما ملك انظروا ضلالهم ما قيمة هذا الشريك الذي هو عبد مملوك لله الذي بحق لا شريك له ذلك هو الضلال البعيد لذلك فالعلماء يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وهذا ما كان المشركون يؤمنون به كما ذكرت ، توحيد العبادة وقد يسمى بتوحيد الألوهية أي لا إله أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله كان يفكرون بهذا التوحيد وقد سمتعم ما فيه كفاية آنفا .
التوحيد الثالث توحيد الأسماء والصفات أي كما أن الله عز وجل واحد في ذاته فهو واحد في ألوهيته وعبادته لا يعبد معه سواه كذلك هو واحد في أسماءه وصفاته (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
والآيات في هذا المعنى كثيرة ومعروفة لكني أذكر لكم حديثا كيف كانوا يصرحون بعبادة غير الله عز وجل مع أنهم يوحدونه توحيد الربوبية كان أحدهم إذا طاف حول الكعبة يلبي كما كان سيدنا إبراهيم وإسماعيل ومن سار على مسيرتهم يلبون فيقولون لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلى هنا هذه تلبية الموحدين لكن ماذا كانوا يقولون من هم من عند أنفسهم وشركهم وضلالهم كانوا يقولون بعد لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، إلا شريكا لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك ، فكان عليه الصلاة والسلام وهو لا يزال في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة حينما يسمعهم وهو يدعوهم دائما وأبدا ليلا نهارا إلى أن لا يعبدوا إلا الله لا شريك له كان عليه السلام إذا سمعهم يقولون لا شريك لك إلا شريكا تملكه وما ملك قبل أن يقولوا هذه الجملة الاستثنائية يقول ( قط قط ) يعني حسبكم لا تزيدوا قفوا عند قوله لا شريك لك قط قط لكنهم لا يبالون لأنهم مشركون فيقولون إلا شريكا تملكه أنت و ما ملك انظروا ضلالهم ما قيمة هذا الشريك الذي هو عبد مملوك لله الذي بحق لا شريك له ذلك هو الضلال البعيد لذلك فالعلماء يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وهذا ما كان المشركون يؤمنون به كما ذكرت ، توحيد العبادة وقد يسمى بتوحيد الألوهية أي لا إله أي لا معبود بحق في الوجود إلا الله كان يفكرون بهذا التوحيد وقد سمتعم ما فيه كفاية آنفا .
التوحيد الثالث توحيد الأسماء والصفات أي كما أن الله عز وجل واحد في ذاته فهو واحد في ألوهيته وعبادته لا يعبد معه سواه كذلك هو واحد في أسماءه وصفاته (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) .
الكلام على الصوفية .
الشيخ : هنا لا بد لي أيضا من وقفة والأمر كما يقال ولو طال " الحديث ذو شجون " إن كثيرا من المسلمين اليوم يقعون في شرك الأسماء والصفات ، كثير من الناس وبخاصة أولئك الذين يميلون إلى ما يسمونهم بالتصوف أولئك الصوفيون الذين يعتقدون في بعض الأولياء والصالحين أنهم يطّلعون على ما في القلب وأنهم يعلمون الغيب حتى إنهم لم يقتصروا على هذه الضلالة بل إنهم يتقربون إلى الله عز وجل حينما يصفون عبدا من عباد الله بما لا يليق إلا لله عز وجل أعني بذلك قولة البوصيري التي يخاطب في قصيدته في بردته النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله :
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .
ماذا ترك هذا الواصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من علمه من هذه كما يقول اللغويون تبعيضية أي من بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم ! ماذا ترك هذا الواصف في شعره هذا لله تبارك وتعالى وهو القائل (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) ، إذًا رسول الله المصطفى الذي هو سيد الرسل والأنبياء هو لا يعلم الغيب بشهادة هذا القرآن الكريم لذلك جاء في حديث في صحيح البخاري ومسلم حديث طويل والشاهد منه قول السيدة عائشة رضي الله تبارك و تعالى " ومن حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله " ثم تلت الآية السابقة (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) .
وجاء أيضا في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بجارية من جواري الأنصار وهي تغني وتقول " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال عليه الصلاة والسلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا و قولي مثل كنت تقولين ) في وصف الرسول عليه السلام بما وصفه الله في القرآن الكريم كمثل قوله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم )) لذلك فاحفظوا هذا وتفقهوا فيه التوحيد ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وهذا لا بد منه لكنّ المشركين لما آمنوا به ما أفادهم شيئا لا يتم التوحيد إلا بالثاني والثالث ، الثاني توحيد العبادة أن لا تعبدوا غير الله إطلاقا بأي شيء ولو بالحلف بغير الله وما أكثر ما يقع الحلف بغير الله .
التوحيد الثالث هو أن توحدوا الله في أسماءه وفي صفاته فلا تصفون بشرا من البشر بصفة من صفات الله منها أن تظنوا بأن أحدا من المصطفين الأخيار يعلم الغيب ، لا يعلم الغيب إلا الله ولعل في هذا القدر كفاية حتى نفسح المجال لبعض الأسئلة لإخواننا الذين جئناهم قاصدين إليهم والاستماع لأسئلتهم ولعل الأخ إبراهيم يوحدها فلعله يكون فيه بعض المكررات .
" فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم " .
ماذا ترك هذا الواصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأن من علمه من هذه كما يقول اللغويون تبعيضية أي من بعض علومك يا رسول الله علم اللوح والقلم ! ماذا ترك هذا الواصف في شعره هذا لله تبارك وتعالى وهو القائل (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) ، إذًا رسول الله المصطفى الذي هو سيد الرسل والأنبياء هو لا يعلم الغيب بشهادة هذا القرآن الكريم لذلك جاء في حديث في صحيح البخاري ومسلم حديث طويل والشاهد منه قول السيدة عائشة رضي الله تبارك و تعالى " ومن حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان بعلم ما في غد فقد أعظم الفرية على الله " ثم تلت الآية السابقة (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) .
وجاء أيضا في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بجارية من جواري الأنصار وهي تغني وتقول " وفينا نبي يعلم ما في غد " فقال عليه الصلاة والسلام ( لا يعلم الغيب إلا الله دعي هذا و قولي مثل كنت تقولين ) في وصف الرسول عليه السلام بما وصفه الله في القرآن الكريم كمثل قوله عز وجل (( وإنك لعلى خلق عظيم )) لذلك فاحفظوا هذا وتفقهوا فيه التوحيد ثلاثة أقسام توحيد الربوبية وهذا لا بد منه لكنّ المشركين لما آمنوا به ما أفادهم شيئا لا يتم التوحيد إلا بالثاني والثالث ، الثاني توحيد العبادة أن لا تعبدوا غير الله إطلاقا بأي شيء ولو بالحلف بغير الله وما أكثر ما يقع الحلف بغير الله .
التوحيد الثالث هو أن توحدوا الله في أسماءه وفي صفاته فلا تصفون بشرا من البشر بصفة من صفات الله منها أن تظنوا بأن أحدا من المصطفين الأخيار يعلم الغيب ، لا يعلم الغيب إلا الله ولعل في هذا القدر كفاية حتى نفسح المجال لبعض الأسئلة لإخواننا الذين جئناهم قاصدين إليهم والاستماع لأسئلتهم ولعل الأخ إبراهيم يوحدها فلعله يكون فيه بعض المكررات .
الكلام على الصحوة الإسلامية .
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم السؤال الأول من الإخوة السائلين يبدأ بسم الله ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يقول نسمع البعض يقولون أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان ونسمع البعض يقول أنه فوق عرشه في السموات أو في السماء السبعة - والأصح أن يقول فوق السماء السابعة - أفيدونا جزاكم الله كل خير ؟
الشيخ : عفوا أعد عليّ السؤال دعك والأصح
السائل : يقول تسمع البعض يقولون إن الله سبحانه وتعالى في كل مكان ونسمع البعض يقولون أيضا إنه فوق عرشه في السموات السابعة أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : نعم هذا السؤال في الواقع سؤال مهم ويتعلق بواقع الأمة في العصر الحاضر حيث إن مما يفرح القلب أن هنا ما يسمى بالصحوة الإسلامية وأنا أعتقد بأن هناك صحوة فعلا ولكنها في أوائلها من ذلك أننا وكما ترون كدنا أن نبلغ الثمانين منذ أربعين سنة ما كنا نسمع قال الله قال رسول الله في ألسنة الخطباء والوعاظ والمرشدين إلا ما ندر جدا جدا ،وإذا تحدث أحدهم بآية فهو لا يحسن تفسيرها لأنه لا يعرف الأصول التي ينبغي أن تفسر الآية الكريمة على أساسها وإذا روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو يرويه دون أن يتثبت من صحته و هكذا ، أما الآن فأظنكم جميعا تشهدون معي أنكم كثيرا ما تسمعون أن هذا حديث صحيح وهذا رواه البخاري وهذا رواه مسلم وهذه الآية فسرها ابن جرير الطبري بكذا وابن كثير الدمشقي بكذا إلى آخره فهذه بلا شك من علامات الصحوة ولكن كما قلت آنفا لا نزال نحن في أول الصحوة .
الشيخ : عفوا أعد عليّ السؤال دعك والأصح
السائل : يقول تسمع البعض يقولون إن الله سبحانه وتعالى في كل مكان ونسمع البعض يقولون أيضا إنه فوق عرشه في السموات السابعة أفيدونا جزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : نعم هذا السؤال في الواقع سؤال مهم ويتعلق بواقع الأمة في العصر الحاضر حيث إن مما يفرح القلب أن هنا ما يسمى بالصحوة الإسلامية وأنا أعتقد بأن هناك صحوة فعلا ولكنها في أوائلها من ذلك أننا وكما ترون كدنا أن نبلغ الثمانين منذ أربعين سنة ما كنا نسمع قال الله قال رسول الله في ألسنة الخطباء والوعاظ والمرشدين إلا ما ندر جدا جدا ،وإذا تحدث أحدهم بآية فهو لا يحسن تفسيرها لأنه لا يعرف الأصول التي ينبغي أن تفسر الآية الكريمة على أساسها وإذا روى حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهو يرويه دون أن يتثبت من صحته و هكذا ، أما الآن فأظنكم جميعا تشهدون معي أنكم كثيرا ما تسمعون أن هذا حديث صحيح وهذا رواه البخاري وهذا رواه مسلم وهذه الآية فسرها ابن جرير الطبري بكذا وابن كثير الدمشقي بكذا إلى آخره فهذه بلا شك من علامات الصحوة ولكن كما قلت آنفا لا نزال نحن في أول الصحوة .
الكلام على باب الأسماء والصفات مع بيان مسألة علوه تعالى .
الشيخ : فالآن أثيرت مسألة الأسماء والصفات كما سمعتم آنفا وأن المسلم يجب أن يوحد الله في أسماءه وصفاته فهل من صفات الله عز وجل ما يدندن به بعضهم بل كافة العامة من المسلمين اليوم وبعض الخاصة منهم ومن أولئك الذين ينتمون إلى بعض المذاهب الكلامية أو التوحيدية كالأشاعرة والماتوردية فضلا عن المعتزلة الذين ليس لهم ذكر في هذه الأيام إلا من أفراد ضلوا ضلالهم ففي عقيدة الأشاعرة والماتوردية تبعا للمعتزلة أن الله عز وجل في كل مكان ، فهل هذا من صفات الله تبارك وتعالى هل من صفات الله عز وجل أن له مكانا ، نحن البشر لنا مكان فنحن الآن في بيت من بيوت الله نحن في مكان ، لكن الله عز وجل هل هو في مكان ؟ الجواب الله عز وجل منزه أن يكون في مكان لأن الله عز وجل باتفاق جميع المسلمين على ما بينهم من اختلاف في مثل هذه المسألة وغيرها ( كان الله ولا شيء معه ) كما في حديث عمران بن حصين في صحيح البخاري إذن كان الله و لا شيء معه أي لا كون معه أي لا مكان معه فضلا عن أن يكون هو في المكان الذي خلقه ولذلك فهذه العقيدة أي أن يقال إن الله عز وجل في كل مكان هو من الشرك الذي ينافي توحيد الله في أسماءه وصفاته ، لماذا ؟ لننظر الآن بماذا وصف الله عز وجل به نفسه هل وصف نفسه في آية أو في حديث صحيح أنه في كل مكان ؟ هذا الكلام لا أقول إنه لم يرد فيه حديث بل هو كلام ما أنزل الله به من سلطان ذلك لأنه مخالف لما وصف الله عز وجل به نفسه أما الآيات التي فيها وصف الله عز وجل لنفسه بأن له صفة العلو المطلق على كل مخلوقاته وأنه ليس في شيء من مخلوقاته بل هو فوق مخلوقاته كلها فالآيات في ذلك لا تعد ولا تحصى مثل آية التي جاء في الاستدراك فيما أظن (( الرحمن على العرش استوى )) ، الآن نقف قليلا هنا لنذكر بأصل من أصول التفسير الصحيح الذي إذا تمسك به المسلم كان على هدى من ربه وإذا حادى عنه عاش في ضلال بعيد .
القرآن يجب تفسيره بالقرآن هذا هو الأصل الأول القرآن يفسر بالقرآن وبحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، ثم بالآثار الصحيحة الواردة عن سلفنا الصالح هذا النظام لا بد من التزامه في تفسير القرآن الكريم وبخاصة ما كان من القرآن متعلقا بغيب الغيوب وهو الله تبارك وتعالى متعلقا بعبادته أو بصفة من صفاته فتفسير هذه الآيات لا بد أن تفسر على هذا المنهاج يفسر القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بالآثار الواردة عن السلف الصالح .
كنا ذكرنا لكم في بعض الجلسات السابقة أنه لا يكفي للمسلم اليوم أن يكون على هدى من ربه وأن يكون سالكا سويا على صراط مستقيم أن يقول أنا آخذ بالكتاب والسنة هذا لا بد منه ولكن هذا وحده لا يكفي لا بد من الكتاب والسنة و شيء ثالث وهو ما كان عليه السلف الصالح وأتيت لكم ببعض النصوص ولا أريد إعادة الموضوع و إنما الآن أذكر بقوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، كان يكفي أن يقال في الآية الكريمة ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ، لكن الله عز وجل أضاف إلى ما ذكر جملة أخرى فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هذه الجملة مهمة جدا لأنها تعني أن فهم الكتاب وفهم السنة لا سبيل لنا إليه إلا من طريق سلفنا الصالح .
الآن وكما قلت لا أعيد الكلام الماضي خشية التكرار و الملل قول بعض المعاصرين اليوم تبعا لبعض لأهل الكلام أو علماء الكلام إن الله في كل مكان هل نجد هذه الكلمة هذه الجملة هذه العقيدة في كلمات السلف الصالح ؟ حاشا لله وإنما في كلمات السلف الصالح ما يتجاوب مع الآيات والأحاديث التي تثبت لله عز وجل صفة العلو على المخلوقات كلها (( ثم استوى على العرش )) (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) (( تعرج الملائكة والروح وإليه )) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) (( أأمنتم من في السماء )) آيات وأحاديث كثيرة فضلا عن أقوال السلف الصالح التي تجمع كلها على إنكار هذه الضلالة إن الله عز وجل في كل مكان وإثبات أن الله عز وجل ليس له مكان وإنما هو كما قال (( على العرش استوى )) وفسروا استوى بمعنى استعلى أما أولئك الذين جعلوا الله في كل مكان فتأولوا الآية وعطلوها خلاف المنهج في تفسير القرآن الذي ذكرته لكم آنفا حيث قالوا استوى أي استولى هذا مع أنه تفسير خلفي ليس له أصل في أي كلمة من الكلمات السلف الصالح فبالإضافة هو مخالف لتفسير السلف الصالح لهذه الآية (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى هكذا فسره السلف ، و جملة الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة حينما جاءه ذلك السائل " يا مالك (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى ؟ " قال " الاستواء معلوم - أي هو العلو و الارتفاع - والكيف - أي الذي أنت تسأل عنه - مجهول والسؤال عنه بدعة أخرجوا الرجل فإنه مبتدع " خلاصة الكلام في إبطال هذه الضلالة إن الله في كل مكان البحث فيها طويل وننصح بهذه المناسبة قراءة كتاب العلو للعلي الغفار أو للعلي العظيم للحافظ الذهبي والأولى مختصر العلو لأنه أقرب تناولا بعد تهذيب الأصل وهو بقلمي وبتأليفي مختصر العلو للعلي الغفار فقد ذكر فيه الآيات التي تثبت لله عز وجل صفة أنه على المخلوقات كلها وأنه ليس في مكان والأحاديث الكثيرة والكثيرة الطيبة التي جاءت تتجاوب مع النصوص القرآنية بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ثم الآثار السلفية من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى زمن الإمام الذهبي إلى ما بعد القرن السابع من الهجرة عشرات إن لم نقل مئات العلماء الذين يبطلون هذه الضلالة وهي قولهم إن الله في كل مكان ويثبتون أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ومن أوضح ... .
القرآن يجب تفسيره بالقرآن هذا هو الأصل الأول القرآن يفسر بالقرآن وبحديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، ثم بالآثار الصحيحة الواردة عن سلفنا الصالح هذا النظام لا بد من التزامه في تفسير القرآن الكريم وبخاصة ما كان من القرآن متعلقا بغيب الغيوب وهو الله تبارك وتعالى متعلقا بعبادته أو بصفة من صفاته فتفسير هذه الآيات لا بد أن تفسر على هذا المنهاج يفسر القرآن بالقرآن ثم بالسنة ثم بالآثار الواردة عن السلف الصالح .
كنا ذكرنا لكم في بعض الجلسات السابقة أنه لا يكفي للمسلم اليوم أن يكون على هدى من ربه وأن يكون سالكا سويا على صراط مستقيم أن يقول أنا آخذ بالكتاب والسنة هذا لا بد منه ولكن هذا وحده لا يكفي لا بد من الكتاب والسنة و شيء ثالث وهو ما كان عليه السلف الصالح وأتيت لكم ببعض النصوص ولا أريد إعادة الموضوع و إنما الآن أذكر بقوله تبارك وتعالى (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، كان يكفي أن يقال في الآية الكريمة ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نوله ما تولى ، لكن الله عز وجل أضاف إلى ما ذكر جملة أخرى فقال (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) هذه الجملة مهمة جدا لأنها تعني أن فهم الكتاب وفهم السنة لا سبيل لنا إليه إلا من طريق سلفنا الصالح .
الآن وكما قلت لا أعيد الكلام الماضي خشية التكرار و الملل قول بعض المعاصرين اليوم تبعا لبعض لأهل الكلام أو علماء الكلام إن الله في كل مكان هل نجد هذه الكلمة هذه الجملة هذه العقيدة في كلمات السلف الصالح ؟ حاشا لله وإنما في كلمات السلف الصالح ما يتجاوب مع الآيات والأحاديث التي تثبت لله عز وجل صفة العلو على المخلوقات كلها (( ثم استوى على العرش )) (( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه )) (( تعرج الملائكة والروح وإليه )) ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) (( أأمنتم من في السماء )) آيات وأحاديث كثيرة فضلا عن أقوال السلف الصالح التي تجمع كلها على إنكار هذه الضلالة إن الله عز وجل في كل مكان وإثبات أن الله عز وجل ليس له مكان وإنما هو كما قال (( على العرش استوى )) وفسروا استوى بمعنى استعلى أما أولئك الذين جعلوا الله في كل مكان فتأولوا الآية وعطلوها خلاف المنهج في تفسير القرآن الذي ذكرته لكم آنفا حيث قالوا استوى أي استولى هذا مع أنه تفسير خلفي ليس له أصل في أي كلمة من الكلمات السلف الصالح فبالإضافة هو مخالف لتفسير السلف الصالح لهذه الآية (( الرحمن على العرش استوى )) أي استعلى هكذا فسره السلف ، و جملة الإمام مالك رحمه الله إمام دار الهجرة حينما جاءه ذلك السائل " يا مالك (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى ؟ " قال " الاستواء معلوم - أي هو العلو و الارتفاع - والكيف - أي الذي أنت تسأل عنه - مجهول والسؤال عنه بدعة أخرجوا الرجل فإنه مبتدع " خلاصة الكلام في إبطال هذه الضلالة إن الله في كل مكان البحث فيها طويل وننصح بهذه المناسبة قراءة كتاب العلو للعلي الغفار أو للعلي العظيم للحافظ الذهبي والأولى مختصر العلو لأنه أقرب تناولا بعد تهذيب الأصل وهو بقلمي وبتأليفي مختصر العلو للعلي الغفار فقد ذكر فيه الآيات التي تثبت لله عز وجل صفة أنه على المخلوقات كلها وأنه ليس في مكان والأحاديث الكثيرة والكثيرة الطيبة التي جاءت تتجاوب مع النصوص القرآنية بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ثم الآثار السلفية من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى زمن الإمام الذهبي إلى ما بعد القرن السابع من الهجرة عشرات إن لم نقل مئات العلماء الذين يبطلون هذه الضلالة وهي قولهم إن الله في كل مكان ويثبتون أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ومن أوضح ... .
اضيفت في - 2004-08-16