فوائد الآية (( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )) وذكر أقسام الحكم إلى شرعي وكوني والفرق بينهما.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: العليم والثاني الحكيم .
طيب العليم من الأسماء اللازمة أو المتعدية ؟ متعدية (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم)) فهي من أسماء المتعدية، يقول العلماء : الاسم المتعدي لا يتم الإيمان به إلا بأمور ثلاثة: إثباته اسما لله، واثبات ما دل عليه من صفة، والرابع إثبات الحكم أو الأثر الذي يترتب علي ذلك، فمثلا العليم نثبت العليم اسما من أسماء الله ولابد نثبت العلم الذي دل عليه العليم وهي الصفة، نثبت الأثر المترتب على ذلك والمتعدي إلى الغير وهو أنه يعلم عزوجل، قال الله تعالى: (( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما ))، الحكيم كذلك، الحكيم كذلك يعني لابد من أن نؤمن بالحكيم اسما من أسماء الله، ونؤمن بما دل عليه من الصفة، والحكيم دل على صفتين: الحكم، والحكمة، فهو من الحكم والحكمة.
الحكم قال العلماء إنه ينقسم إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي، فقول الله تبارك وتعالى: (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) ما المراد به؟ الشرع وقوله تعالى في سورة الممتحنة: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم )) هذا أيضا شرعي، وقوله تبارك وتعالى عن أخي يوسف: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي )) هذا حكم كوني، وقوله تبارك وتعالى: (( قال رب احكم بالحق )) كوني، لأن الله قد حكم بالشرع فلا يحتاج إلى دعاء لكن ((احكم بالحق)) يعني بيننا وبين أعدائنا، طيب الحكم إذا ينقسم إلى قسمين: شرعي وكوني، فالكوني يا إخواننا الكوني لابد من وقوعه، إذا حكم الله بشيء كونا فلا بد أن يقع، فإذا حكم على شخص بالمرض صار مريضا بالفقر صار فقيرا شاء أم أبى، الحكم الشرعي هل هو نافذ على كل أحد؟ لا، إنما يلتزم به المؤمنون أما الكفار فلا يلتزمون به.
الحكمة هي كما قال العلماء: وضع الشيء في موضعه اللائق به، فخرج بذلك السفه وهو أن يضع الفاعل الشيء في غير محله، إذا كانت الحكمة وضع الشيء في محله اللائق به فلننظر الحكمة لها متعلقات: متعلق بالحكم الكوني، ومتعلق بالحكم الشرعي، فإذا تأملت أحكام الله الشرعية وجدتها في غاية الحكمة والإتقان، وأنها صالحة لكل زمان ومكان وأمة خصوصا الأحكام التي جاءت بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، أما الأحكام الأخرى فقد تكون غير مناسبة لكل زمان ومكان، كذلك الحكم الكوني إذا تأملت أفعال الله عزوجل في خلقه وجدت أنها في غاية الحكمة وأنها على حال تبهر العقول (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )) ولو أنك ذهبت إلى علماء التشريح حتى يبينوا لك ما في هذا الجسم من الأشياء التي تبهر العقول لعرفت بذلك حكمة الله عزوجل.
ثم إن الحكمة في الحكم الكوني والشرعي لها حالان: حالة في وضع الشيء على ما هو عليه، وحال في الغاية المقصودة منه، انتبه وضع الشيء على ما هو عليه هذا يسمى الغاية الصورية، والغاية المترقبة تسمى العلة أو الحكمة الغائية، فأنت مثلا إذا نظرت إلى أحكام الله الشرعية ولنقل أنظر إلى الصلاة، الصلاة كونها على هذا الوضع قيام ثم انحناء قم قيام ثم سجود لاشك أنها على هذا الوضع أحسن ما تكون، والغاية من ذلك أيضا حميدة محمودة، وانظر إلى الحج أيضا كونه على هذه الصورة لا شك أنه موافق للحكمة والغاية منه موافقة للحكمة أيضا.
وكذلك أحكام القدرية، تجد أن الله عزوجل يحكم بالأحكام القدرية على وقت الحكمة فمثلا ينزل المطر حيث كان في إنزاله مصلحة، ولكن قد يعاقب بالمطر قد يكون المطر عقوبة إذا زاد وكثر، وكونه عقوبة حكمة أولا ؟ حكمة، لأن الله قال: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) فقوله: ((ليذيقهم)) هذا تعليل لفعله عزوجل وقوله: ((لعلهم يرجعون)) تعليل للمفعول يعني صار هذا المكروه من أجل أن يرجع هؤلاء. (( قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم ))
1 - فوائد الآية (( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )) وذكر أقسام الحكم إلى شرعي وكوني والفرق بينهما. أستمع حفظ
ماذا على الشخص إذا أشكل عليه الحكمة من الشرع والقدر ؟
الشيخ : نقول: إذا أشكل على الإنسان حكمة شيء من الشرع والقدر فعليه أن يستسلم (( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم )) وقالت عائشة للتي سألتها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قالت: (كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ) وليعلم أنه لابد لكل حكم من حكمة لكن مجهولة ولا بأس أن يبحث عن الحكمة استرشادا لا انتقادا .
هل هناك من حكمة معلومة ومعروفة من موت صبي بحالة خطيرة مروعة ؟
الشيخ : حكمة عظيمة أعظم حكمة ابتلاء المصاب بهذا السبب ابتلاؤه به هل يصبر أو لا يصبر وهذه من أحسن ما يكون، ولهذا إذا نزلت المصائب الكبيرة بالإنسان المؤمن ازداد إيمانا بالله عزوجل إذا صبر واحتسب قال الله تعالى:(( ومن يؤمن بالله يهدي قلبه )) لكن من كان على طرف فهذا خطر عليه جدا قال الله تعالى: (( ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه)) وأنا يحكي لنا بعض الناس أن فلانا كان على جانب كبير من السفه والفسق فمات أبوه وأصيب به وحزن فعاد مستقيما عاد مستقيما، بينما لو يصاب أحد مثل هذه المصيبة فقد يرتد عن الإسلام والعياذ بالله ويرى أن الله قد ظلمه وما أشبه ذلك من الأشياء التي تخرجه من الإسلام .
هل أفعل التفضيل إذا أضيفت إلى الله عز وجل هي دائما على بابها كما في قوله تعالى: (( وهو أهون عليه )) ؟
الشيخ :نعم.
السائل :طيب قوله تعالى: ((وهو أهون عليه)) على بابها ؟
الشيخ : نعم صحيح على بابها.
السائل :كيف ؟
الشيخ : لأن بدأ الخلق إعادة الخلق أهون.
السائل :لكن الشيخ هو لنا يعني بالنسبة للمخلوقين لأن الله عزوجل كل شيء (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )) فهل يستوي . . ؟
الشيخ : نعم هو كله عليه هين لا شك لكن بعضه أهون، وليس معنى أهون أنه يكون شديد بالثاني المفضل عليه لا، لأنه عند الله كله هين .
السائل :شيخ هل لنا أن نرد بأن كل شيء على الله هين لأننا تلقينا غير هذا ؟
الشيخ :نعم. نرد عليهم؟ أي نعم أليس الله تعالى قادرا على أن يقول وهو هين عليه ؟ بلى، طيب لماذا قال أهون؟ حتى يتبين كل إنسان عاقل يعرف أن إعادة الخلق أهون من ابتداءه والله تعالى يخاطب الناس بما يعقلون (( آلله خير أما يشركون ))؟ معلوم أن هذه الأصنام ما فيها خير لكن إتباعا للخصلة.
السائل :لأن عدم المخاطبة شيخ سيتوهم أن هذا قد . .دفعا للوهم ؟.
الشيخ : نعم، نعم، دفعا للوهم ومخاطبة للعقل حتى العقل يعرف أن الشيء المعاد أهون من الابتداء.
4 - هل أفعل التفضيل إذا أضيفت إلى الله عز وجل هي دائما على بابها كما في قوله تعالى: (( وهو أهون عليه )) ؟ أستمع حفظ
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة
مراجعة تفسير قوله تعالى : (( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هـؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ))
6 - مراجعة تفسير قوله تعالى : (( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هـؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ))
7 - تفسير قوله تعالى : (( قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ))
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن آدم عليه الصلاة والسلام امتثل وأطاع ولم يتوقف لقوله: (( فلما أنبأهم )) ولهذا طوى ذكر قوله: ((فأنبأهم)) إشارة إلى أنه بادر فأنبأ الملائكة فيستفاد منه سرعة امتثال آدم لأمر الله عزوجل.
ومن فوائد الآية الكريمة: جواز تقرير المخاطب بما لا يمكنه دفعه، والتقرير لا يكون إلا هكذا أي بأمر لا يمكن دفعه وذلك لقوله: (( ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض)).
ومن فوائد الآية: بيان عموم علم الله عزوجل، وأنه يتعلق بالمشاهد والغائب، لقوله : ((أعلم غيب السموات والأرض )).
ومن الفوائد: أن السموات ذات عدد، لقوله: ((السموات)) والأرض جاءت مفردة والمراد بها الجنس، لأن الله تعالى قال: (( هو الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الملائكة لها إرادات تبدي وتكتم، لقوله:((أعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )).
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله تعالى عالم بما في القلوب سواء أبدي أم لم يبد لقوله : ((ما تبدون وما تكتمون )).
انتبهوا لكلمة: عالم لما في القلوب، لو قال قائل ما دليلك على أن الملائكة لها قلوب؟ قلنا قوله تعالى: (( حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير )).
8 - فوائد الآية (( قال يا آدم أنبئهم بأسمآئهم فلما أنبأهم بأسمآئهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) والفرق بين الإباء والاستكبار.
لابد للجار من التعلق بفعل أو معناه نحو مرتقب
ومثله الظرف وعلى هذا فنقدر اذكر إذ (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم )) و سبق الكلام على ذكر الملائكة ومن أين اشتق هذا اللفظ أليس كذلك؟ نعم، ((اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس)) ((اسجدوا)) هو السجود على الأرض بأن يضع الإنسان أعلى جسمه على الأرض خضوعا وخشوعا، وليس المراد مجرد الركوع، لأن الله فرق بين الركوع وبين السجود ((تراهم ركعا سجدا)) (( اسجدوا لآدم فسجدوا)) من غير تأخير فالفاء هنا للترتيب و للتعقيب (( إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)) والعياذ بالله،. إبليس هو الشيطان وسمي إبليسا لأنه أبلس من رحمة الله أي أيس منها يأسا لا رجاء بعده .
وقوله: ((إلا إبليس)) قد يقول قائل هذه الآية تدل على أن إبليس من الملائكة ؟ وقد تقرر أن الملائكة خلقوا من أيش ؟ من النور وإبليس؟ من نار ، والجواب عن هذا الإشكال أن يقال: إن إبليس كان من الملائكة ظاهرا، لأنه يأتي ويجتمع ويعبد الله كما تعبده الملائكة حتى ظهر الدفين والعياذ بالله في قلبه وتبين أنه كافر، يقول: ((إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) هذه الجملة ترد في القرآن على ثلاثة أوجه: تارة يذكر الإباء دون استكبار، وتارة يذكر الاستكبار دون الإباء، وتارة يذكر الإباء والاستكبار، ففي أي سورة ذكر الإباء والاستكبار؟ هنا في سورة البقرة، وفي أي سورة ذكر الإباء دون الاستكبار ؟
الطالب : في الكهف
الشيخ :في الكهف لا في الحجر (( أبي أن يكون مع الساجدين )) وفي أي سورة ذكر الاستكبار دون الإباء ؟
الطالب : ....
الشيخ : لا سورة ص ، ذكر الاستكبار دون الإباء. فهل المعنى أن الشيطان يوصف مرة بهذا ومرة بهذا ومرة بهذا؟ أو نقول هو موصوف بالاثنين جميعا لكن لا مانع من أن يوصف الموصوف بإحدى الصفتين في موضع وبالصفتين جميعا في موضع آخر لأنه لا منافاة؟ ((أبى)) يعني امتنع، ((واستكبر)) أي صار ذا كبر
9 - تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) والفرق بين الإباء والاستكبار. أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى: (( وكان من الكافرين ))
فوائد الآية (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) والجواب على إشكال وهو كيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وهذا شرك بالله ؟
الطالب : شيخ بارك الله فيكم السجدة هنا يقال المراد منها سجود تحية كما سجد إخوة يوسف ليوسف،
الشيخ :نعم. وليس سجودا حقيقيا ما الدليل على صرفه؟
الطالب :أخذنا من دين الإسلام بأنه لا يجوز السجود لغير الله؟
الشيخ : من دين الإسلام؟
الطالب :إقرار يوسف عليه السلام لإخوته..
الشيخ :لا تنقلونا إلى مكان آخر أجيبوا عن هذا المكان؟
الطالب :ليس شركا
الشيخ :إذا تقول كما قال أخ كمال إن السجود تحية خضوع بالرأس هكذا؟ لا، سجود ،حقيقي؟ حقيقي وتحية.
الطالب :لكنها امتنع الآن على أن يكون شركا حتى معاذ بن جبل سجد . .؟
الشيخ :لا حول ولا قوة إلا بالله.
الطالب :شيخ نقول هذا وقع بأمر الله .
الشيخ : نعم وإذا وقع بأمر الله صار عبادة ولو كان لغير الله، السجود حق الله عزوجل فإذا أمر به أن يسجد لغيره فمن الذي يمنعه؟ أليس قتل النفس المعصومة من أكبر الكبائر ؟ ومع ذلك صار قتل إبراهيم الذي أمر أن يقتل ولده صار من الطاعات الجليلة، فقتل النفس حرام لاشك ومعصية لاسيما إذا كان يقتل الإنسان ولده أو يقتل أباه أو قريبه، لكن لما كان بأمر الله صار طاعة لله، ولهذا تفسر العبادة بأنها التذلل لله عزوجل بماذا؟ بفعل أوامره واجتناب نواهيه فالصواب أن نأخذ القرآن بظاهره ونقول هو سجود حقيقي لكن لما أمر الله به صار ذلك من حقه وصار امتثاله عبادة .
11 - فوائد الآية (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) والجواب على إشكال وهو كيف أمر الله الملائكة بالسجود لآدم وهذا شرك بالله ؟ أستمع حفظ
تتمة فوائد الآية (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ))
لأنها الخطاب الموجه إليهم صار شاملا له، ولذلك عامل النبي صلى الله عليه وسلم المنافقين معاملة المسلمين واستؤذن أن يقتلهم مع أنه يعرف بعضهم بأعيانهم فقال: (لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مولى القوم منهم ) مع أنه ليس من نسبهم.
ومن فوائد هذه الآية: أن المتظاهر بالخير إذا كان قلبه منطويا على الشر فلابد أن يتضح أمره.
الطالب :أن الله قال في إبليس أنه ((أبى واستكبر)) هذا يدل على أنه ..
الشيخ :على أن في قلبه مرض خبيث، هذا ننطلق منه إلى تربية الإنسان نفسه وأن ينظر الإنسان في قلبه هل فيه سر خبيث فليحذر منه، لأن الإنسان قد يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار، طهر قلبك، تطهير القلب أهم من تطهير البدن، والخضوع لله بالقلب أهم من الخضوع بالرأس، وسجود القلب لله أهم من سجود البدن ـ نسأل الله أن يعيننا علي ذلك ـ احرصوا على هذا احرصوا على إصلاح القلب، لا تحملوا رياء ولا شركا ولا غلا للمؤمنين ولا حقدا ولا حسدا، طهروا القلوب حتى لا يختم لكم بسوء الخاتمة، (إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدوا للناس وهو من أهل النار) اللهم إنا نعوذ بعظمتك من ذلك، آمين.
من فوائد الآية الكريمة أن إبليس والعياذ بالله جمع صفات الذم كلها، الإباء عن الأمر والاستكبار على الحق وعلى الخلق والثالث الكفر، إبليس استكبر عن الحق لأنه لم يمتثل أمر الله، واستكبر على الخلق، لأنه قال أنا خير منه، فاستكبر بنفسه وأذل غيره والكبر بطر الحق وغمط الناس، انتهى الوقت نعم.
12 - تتمة فوائد الآية (( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )) أستمع حفظ
قلتم لابد لمن كانت طويته سيئة أن يظهر ذلك ؟
الشيخ : نعم، قال الحسن رحمه الله :"ما أسر رجل سريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه وصفحات وجهه".
يقول الله عز وجل لنبيه أن بعض المنافقين لا تعرفهم فماتوا على أساس أنهم مؤمنين ولم يعلم به النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : الله قال( ولتعرفنهم )
السائل :لا قال إنهم من المنافقين لكن.
الشيخ :(( ولتعرفنهم في لحن القول)).
السائل :والآية هذه ؟
الشيخ : أي آية؟
السائل : لا أذكرها التي قال فيها إن بعض من المنافقين لا يعرفهم النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ :لكن لابد أن يبين نفاقهم لابد أن يبين. انتهى الوقت.
14 - يقول الله عز وجل لنبيه أن بعض المنافقين لا تعرفهم فماتوا على أساس أنهم مؤمنين ولم يعلم به النبي صلى الله عليه وسلم ؟ أستمع حفظ
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة.
تفسير قوله تعالى : (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين ))
وهل المراد بالجنة جنة الخلد؟ أم هي جنة سوى جنة الخلد؟ ظاهر القرآن والسنة أنها جنة الخلد وليست جنة يعني ليست بستانا كثيرة الأشجار طيب المياه عذب المياه طيب الهواء لا، ولكنها جنة الخلد، لأن أل هنا للعهد الذهني، وقوله: (( وكلا منها رغدا حيث شئتما)) ((كلا منها)) أي من هذه الجنة ((رغدا)) أي أكلا هنيا ليس فيه تنغيص. ((حيث شئتما )) أي في أي مكان من هذه الجنة، ونقول أيضا وفي أي زمان لأن ((كلا منها)) فعل مطلق لم يقيد بزمان فهما يأكلان من أي مكان كان وفي أي زمن كان (( ولا تقربا هذه الشجرة)) فالشجرة أشار الله إليها ((هذه الشجرة)) ولم يقل شجرة كذا أو كذا بل أشار إليها بعينها، وأل في الشجرة للعهد الحضوري، لأن كل ما جاء بأل بعد اسم الإشارة فهو للعهد الحضوري إذ أن اسم الإشارة يعني الإشارة إلى شيء قريب، ((هذه الشجرة)) هل لنا أهمية في بيان نوعها ؟ لا، ولهذا لم يبين الله في القرآن ولا النبي صلى الله عليه وسلم في السنة، ((فتكونا من الظالمين )) ((تكونا)) ولم يقل: فتكونان، لأنها وقعت جوابا للطلب وهو قوله: ((لا تقربا)) فالفاء هنا للسببية والفعل بعدها منصوب بأن مضمرة بعد فاء السببية، وقيل: إن الفعل منصوب بنفس الفاء، والأول للبصريين والثاني للكوفيين، والثاني هو المختار عندنا بناء على القاعدة أنه متى اختلف علماء النحو في إعراب كلمة أو جملة فإننا نأخذ بالأسهل مادام المعنى يحتمله.
(( فتكونا من الظالمين)) والظالم هو المعتدي، لأن أصل الظلم هو النقص، قال الله تعالى: (( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا)) والظلم يكون بواحد من أمرين: إما بتفريط في واجب أو غلو فيه، أو انتهاك لمحرم، والمراد به هنا الانتهاك للمحرم يعني إن فعلتما فأنتما ظالمان لأنكما عصيتما الله.
16 - تفسير قوله تعالى : (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين ))
الطالب :((وقلنا يا آدم)).
الشيخ : وفيها أيضا دليل على أن قول الله بصوت مسموع وحرف مرتب من أين يؤخذ؟ من قوله: ((يا آدم اسكن )) ولولا أن آدم يسمعه لم يكن في ذلك فائدة.
وأيضا: هو مرتب لأنه قال: ((يا آدم اسكن أنت وزوجك)) وهذا ترتيب للحروف ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة)) وإنما قلنا ذلك لأن بعض أهل البدع يقول: إن كلام الله تعالى ليس مرتبا وأن قوله تعالى: (( بسم الله الرحمن الرحيم)) خرجت دفعة واحدة يعني السين والباء والميم خرجت دفعة واحدة غير مرتب، وهؤلاء يسمون الاقترانية الذين يقولون إن كلام الله مقترن بعضه ببعض، لأنهم يزعمون لو قلنا بترتبه وأن بعضه سابق على بعض لزم من ذلك أن يكون حادثا وكما تعرفون أن القاعدة عندهم أن الحادث لا يقوم إلا بحادث وقد بيننا مرارا أن هذه قاعدة باطلة .
ومن فوائد هذه الآية: منة الله عزوجل على آدم وحواء حيث أسكنهما الجنة من أول ما خلقهما.
ومن فوائد الآية الكريمة: مشروعية النكاح لبني آدم، لقوله: ((اسكن أنت وزوجك )) فهذه سنة أبينا آدم. فإن قال قائل: زوجته بنت من ؟ قلنا: إنها خلقت من ضلعه خلقها الله من ضلعه. فإن قال قائل: إذا تكون بنتا له فكيف يتزوج ابنته؟
فالجواب: أن لله تعالى أن يحكم ما يشاء لله أن يحكم ما شاء، فكما جاز أن يتزوج الأخ أخته من بني آدم الأول فكذلك جاز أن يتزوج آدم من خلقها الله تعالى من ضلعه والله تعالى يحكم ما يشاء .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الأمر يأتي للإباحة لقوله: ((وكلا منها )) فإن هذا للإباحة بدليل قوله: ((حيث شئتما)) خيرهما أن يأكلا من أي مكان ولاشك أن الأمر يأتي للإباحة ولكن الأصل فيه أنه للطلب حتى يقوم الدليل على أنه للإباحة.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن ظاهر النص أن ثمار الجنة ليس له وقت محدود بل هو موجود في كل وقت، من أين تؤخذ؟ ((حيث شئتما )) فالتعميم في المكان يقتضي التعميم في الزمان، وقد قال الله تعالى في فاكهة الجنة: ((وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة )).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى قد يمتحن العبد فينهاه عن شيء قد تتعلق به نفسه لقوله: (( فلا تقربا هذه الشجرة)) ووجه ذلك: أنه لو لا أن النفس تتعلق بها ما احتيج إلى النهي عن قربانها.
ومنها: أنه قد ينهى عن قربان الشيء والمراد فعل الشيء مباشرة للمبالغة في التحذير منه، فإن قوله تعالى: (( فلا تقربا هذه الشجرة )) المراد ((لا تقربا)) أي لا تأكلا منها لكن لما كان القرب منها قد يؤدي إلى الأكل نهي عن قربها .
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان أن يفهم ما أفهمه الله، ووجه الدلالة: أنه لو كان الله تعالى أراد منا أن نعتقد شجرة معينة لعينها، فالأدب مع الله أن تبهم ما أبهم وتعين ما عين.
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الأسباب من أين تؤخذ؟ من قوله: (( ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)).
ومن فوائد الآية الكريمة: أن معصية الله تعالى ظلم، ظلم للنفس وعدوان عليها، لقوله: (( ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)).
17 - فوائد الآية (( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هـذه الشجرة فتكونا من الظالمين )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعضٍ عدوٌ ولكم في الأرض مستقرٌ ومتاعٌ إلى حينٍ ))
(( أزلهما الشيطان )) أي شيطان هو ؟ الظاهر أنه الشيطان الذي أبى أن يسجد لآدم أراد أن يغويهما حتى يكونا مثله في معصية الله ((أزلهما الشيطان عنها)) أي عن الجنة أو عن الشجرة ؟ عن الجنة، ولهذا قال: (( فأخرجهما مما كانا فيه )) أخرجهما مما كانا فيه من النعيم، لأنهما كانا في أحسن ما يكون من الأماكن.