أحيانا يسأل الإنسان في منطقة ليس فيها علماء فهل له أن يفتي بما يعلم ؟
فالظاهر لي أن هذا للوجوب أقرب، أن هذا للوجوب أقرب لأجل أن ينتشر الحق، لأنه إذا بقي في معترك بين الناس ما تبين الحق .
السائل :أحسن الله إليك، أحيانا إنسان يسأل وهو في منطقة ليس فيها علماء وإذا أراد أن يتصل العلماء يصعب عليهم اتصالهم فهل لهذا الطالب أن يفتي بما هو يعلم أم ماذا يفعل ؟
الشيخ : نعم لهم أن يفتوهم بما يعرفون ، يجب عليه (بلغوا عني ولو آية) فمثلا هذا الطالب الذي لم يصل إلى حد ما في العلم يعرف مثلا من كلام العالم الفلاني الذي هو عالم فيفتي به .
إذا لم يتأكد المفتي من الجواب هل له أن يقول اسأل غيري وهل يعتبر هذا من كتمان العلم ؟
الشيخ :علي كل حال يقول اسأل غيري هو في عافية مادام ما تأكد ما يجب عليه ؟
السائل :ما يجب عليه؟
الشيخ : ما يجب عليه يجب عليه أن يفتي بما لا يعلم ؟
إذا خشي المفتي من السؤال أن يكون للإمتحان فهل له يجيب بخلاف الحق ؟
الشيخ :بخلاف الحق لا لا سبحان الله! يعني يكون شيء حلال هو يقول حرام؟
السائل : .......
الشيخ :خلاف الحق هذا هو ، الحق أن هذا حلال يقول هذا حرام، الحق أن يكون هذا غير واجب ويقول هذا واجب . انتهي الوقت.
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة.
تتمة تفسير قوله تعالى : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ))
(( واركعوا مع الراكعين )) أي صلوا مع المصلين، وإنما قلنا ذلك، لأنه لا يتعبد لله بركوع مجرد يعني لو أن إنسانا أراد أن يتعبد لله بركوع مجرد قلنا هذا بدعة، فالمراد إذا صلوا مع المصلين، واعلم أن التعبير عن العبادة بجزء منها يدل على أن هذا الجزء من أركانها ومن بنيتها ولا يمكن أن تصح بدونه، والتعبير بالجزء عن الكل معروف في اللغة العربية في القرآن الكريم ((فتحرير رقبة )) والمراد؟ عبد، المراد العبد التام ، لكن كما رأيتم الرقبة لا يمكن أن يبقى البدن بدونه، فهل يصح أن نقول تحرير أصبع ؟ لا، لأن الأصبع قد يفقد ويبقى البدن، هنا نقول: ((اركعوا مع الراكعين)) أي صلوا مع المصلين، ولا يمكن أن يعبر بالركوع عن الصلاة إلا والركوع جزء لا يتجزأ منها ولابد منها .
فوائد الأية (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ))
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأمم السابقة أيضا عليهم زكاة، لأنه لابد من الامتحان بالزكاة، فإن من الناس من يكون بخيلا بذل الدرهم عليه أشد من شيء كثير، فيمتحن العباد بإيتاء الزكاة وبذل شيء من أموالهم حتى يعلم بذلك حقيقة إيمانهم، ولهذا سميت الزكاة صدقة لماذا ؟ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : وجوب صلاة الجماعة، لقوله: (( اركعوا مع الراكعين )) هكذا استدل بها بعض العلماء لكن هذا الاستدلال قد يكون فيه مناقشة، وأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل، ولهذا قيل لمريم: (( اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) والنساء ليس عليهن جماعة وعلى هذا فنقول: الاستدلال بهذه الآية على وجوب صلاة الجماعة فيه شيء من النظر، ثم نردف هذا القول بأنه لا ينبغي عند المناظرة أن تأتي بدليل يمكن أن يمنع الاستدلال به خصمك، لأن هذا يدل على ضعفك، وربما تضعف عن دليل قوي لا يستطيع دفعه، لأنك ضعفت في هذا الدليل فتنكسر قوتك، وانظر إلى محاجج إبراهيم حين قال له الرجل: أنا أحيي وأميت، ما جادله لم يقل أنت تحيي وتميت لكن ما تستطيع أن تحيي الميت أو تميت الحي إنما تفعل الأسباب، عدل عن ذلك وقال أيش؟ (( إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر )) فالمهم أنا أقول لكم في باب المناظرة لا تأتوا بدليل هش فيستنصر به خصمكم ربما تجادلون أحدا في باب الصفات في باب الصفات في العقيدة فتأتون بدليل الهش فيستطيل به عليكم خصمكم لا تأتوا إلا بدليل لا يمكن الخصم أن يفك عقدته، إذا لا نسلم أن الآية هذه تدل على وجوب صلاة الجماعة لكن الحمد لله وجوب صلاة الجماعة بأدلة أخرى ظاهر.
تفسير قوله تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ))
7 - تفسير قوله تعالى : (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )) أستمع حفظ
بيان المراد بالعقل في قوله تعالى: (( أفلا تعقلون )) وأقسام العقل إلى عقل رشد وعقل تكليف. مع إعراب هذه الجملة.
8 - بيان المراد بالعقل في قوله تعالى: (( أفلا تعقلون )) وأقسام العقل إلى عقل رشد وعقل تكليف. مع إعراب هذه الجملة. أستمع حفظ
فوائد الآية (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )) وذكر مسألة: إذا لم يأتمر الشخص بالمعروف وينتهي عن المنكر فهل له أن يأمر غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؟
فإن قال قائل: بناء على أن هذا مخالف للعقل وبناء على شدة عقوبته، أنقول لمن لا يفعل ما أمر به و من لا يترك ما نهى عنه لا تأمر ولا تنهى؟ نعم ؟
نقول: لا، بل نقول: مر وافعل ما تأمر به، لأنه لو ترك الأمر مع تركه ا فعله ارتكب جنايتين : الأولى: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثانية: عدم قيامه بما أمر به، وكذلك لو أنه ارتكب ما ينهى عنه ولم ينه عنه فقد ارتكب مفسدتين: الأولى: ترك النهي عن المنكر، والثانية: ارتكابه للمنكر، ثم نقول أينا الذي لم يسلم من منكر؟ لو قلنا لا ينهى عن المنكر إلا من لم يأت منكرا نعم؟ لم ينه أحد عن منكر، ولو قلنا لا أحد يأمر بالمعروف إلا من أتى المعروف لم يأمر أحد بالمعروف، أينا الذي يسلم ؟ لهذا نقول: مر بالمعروف وجاهد نفسك على فعله، إنه عن منكر وجاهد نفسك على تركه .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : توبيخ العالم المخالف، وأن العالم إذا خالف فهو أسوأ حالا من الجاهل، من أين تؤخذ ؟ من قوله :(( وأنتم تتلون الكتاب)) وهذا أمر فطر الناس عليه أن العالم إذا خالف صار أشد لوما من الجاهل، حتى العامة تجدهم إذا فعل العالم منكرا قالوا كيف تفعل هذا وأنت رجل عالم؟ أو إذا ترك واجبا قالوا كيف تترك هذا الواجب وأنت عالم؟ والآية الكريمة واضحة في هذا (( وأنتم تتلون الكتاب )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكتاب يطلق وهو مفرد على جميع الكتب، لأن هؤلاء اليهود يتلون كتاب الله القرآن ويتلون أيضا التوراة فهم يتلون هذا وهذا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: توبيخ بني إسرائيل وأنهم أمة جهلة حمقى ذووا غي لقوله: (( أفلا تعقلون )).
ومن فوائدها : أن من أمر بمعروف ولم يفعله أو نهى عن منكر وفعله من هذه الأمة ففيه شبه بمن ؟ باليهود، لأن هذا دأبهم والعياذ بالله.
9 - فوائد الآية (( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )) وذكر مسألة: إذا لم يأتمر الشخص بالمعروف وينتهي عن المنكر فهل له أن يأمر غيره بالمعروف وينهاه عن المنكر ؟ أستمع حفظ
سؤال حول قوله تعالى: (( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم...)) ؟
في جدال إبراهيم عليه السلام مع نمرود وانتقاله إلى دليل آخر فهل يسمى هذا حيدة ؟
الشيخ : لا لا، هذا ليس حيدة بل هذا إقامة للدليل الأظهر.
السائل :الحيدة فقط في مقام الذم؟
الشيخ : الحيدة الإنسان يحيد وينتقل إلى شيء آخر لكن الآن الموضوع واحد.
السائل : هو انتقل عن جواب إلى جواب آخر؟
الشيخ : لا انتقل عن دليل إلى دليل آخر وإلا الموضوع هو واحد حاج ابراهيم في ربه وأراد ابراهيم أن يثبت.
السائل : الحيدة ما معناها ؟
الشيخ : الحيدة معناها مثلا أنا أكلمك في موضوع أقول مثلا اشتر لي مثلا الكتاب المغني ثم تقول أنت والله كتاب المهذب طيب زين ويش هذه ؟ ويش هذه؟ هذه حيدة أن تنتقل من موضوع إلى آخر ، أما من دليل إلى أقوى منه فليس هذا حيدة.
ما اتضح لي وجه الدلالة من الآية (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )) على مشروعية الصلاة والزكاة على بني إسرائيل ؟
الشيخ : معناها: أقيموا صلاة و زكاة يعني ؟ نعم .هذا فيه احتمال لاشك لأن سياق الآية قد يقال دل على هذا لكن إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة موجود في التوراة، اقرأ الآية التي فيها التوراة تجدها .
السائل :جمع هذه الآية مع غيرها؟.
الشيخ : مع غيرها نعم .
السائل :.................
الشيخ : لا لا، غلام ما هو معناه صغير غلام كان هذا يخدم النبي عليه الصلاة والسلام .
12 - ما اتضح لي وجه الدلالة من الآية (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )) على مشروعية الصلاة والزكاة على بني إسرائيل ؟ أستمع حفظ
هل موعظة الناس وهم مجتمعون في العزى بدعة ؟
الشيخ : هو لاشك أنه لابد أن الإنسان أتى إلى قوم مجتمعين في العزاء ، قال لهم يا إخواني هذا أمر مكتوب ولابد منه ولله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء عنده بأجل مسمى، ونصحهم لأجل أن يتفرقوا هذا طيب لكن بقي الذي يخطب كأنه يقول أثبتوا على ما أنتم عليه .
السائل : لا ما أقر عليهم الجلوس أنكر الجلوس لكن هو يجلس يذكرهم ؟
الشيخ : ما يخالف جلوس عادي بدون خطب .
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة.
تفسير قوله تعالى : (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ))
قال الله عزوجل :(( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) استعينوا على أمورهم ((بالصبر)) يعني عليها ((والصلاة) وهي العبادة المعروفة، ((وإنها )) أي الصلاة أو الاستعانة لكبيرة أي شاقة ((إلا على الخاشعين)) أي الذليلين لأمر الله، الاستعانة هي طلب العون والاستعانة بالصبر أن يصبر الإنسان على المكروه، سواء كان مكروها خلقة أو مكروها خلقا، أو من غير ذلك المهم أن يصبر ويحبس نفسه ويحملها المشقة حتى يحصل المطلوب، وهذا مجرب أن الإنسان إذا صبر على الشيء أدرك مناله وإذا مل كسب فاته خير كثير، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) كثير من الناس يرى أنه بدأيته بهذا العمل مفيدة له فيبدأ ثم لا يحصل له مقصوده بسرعة فيعجز ويكل ويترك، إذا ضاع عليه وقته الأول أليس كذلك ؟ ضاع عليه زمن ربما يكون زمنا كثيرا، ولا يأمن أنه إذا عدل عن الأول ثم شرع في ثان أن يصيبه مثل ما أصابه الأول ويتركه، ثم تمضي عليه حياته بلا فائدة، لكن إذا صبر مع كونه يعرف أنه ليس بينه وبين مرامه إلا امتداد الأيام فقط وليس هناك موجب لقطعه فليصبر، لنفرض أن إنسان إنسان من طلبة العلم همّ أن يحفظ بلوغ المرام وشرع فيه واستمر لكن لحقه الملل فعجز، المدة التي مضت نعم؟ خسارة عليه إلا ما يبقى في ذهنه أو في ذاكرته مما حفظ فقط وإلا راح، لكن لو استمر وأكمل حصل المقصود وعلى هذا فقس، الصلاة قد يقول الإنسان كيف تكون معينة للإنسان؟ نعم تكون معينة لكنها ليست صلاة بل الصلاة الحقيقية التي يكون فيها صلاة القلب قبل صلاة الجوارح، أما صلاتنا غالبا اليوم فهي صلاة الجوارح لا صلاة القلب، ولهذا تجد الإنسان من حين أن يكبر ينفتح عليه أيش أكوام وأبواب واسعة عظيمة من الهواجيس التي لا فائدة منها، ولذلك من حين أن يسلم تنجلي عنه تذهب، لكن الصلاة الحقيقية التي يشعر الإنسان فيها أنه قائم بين يدي الله وأنها روضة فيها من كل ثمرات العبادة لابد أن يسلو بها عن كل الدنيا لابد، لابد أن يسلو عنها عن كل الدنيا بهذه الصلاة، لأنه اتصل بمن ؟ بالله عزوجل الذي هو محبوبه وأحب شيء إليه فنسي ما سواه، أما الإنسان الذي يستعين بالصلاة ليتسلى بها لكن قلبه مشغول بغيرها فهذا لم تنفعه الصلاة من هذه الناحية أبدا، ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا حزبه أمر أي اشتد عليه فزع إلى الصلاة ) ويدل لذلك اشتغاله صلوات الله وسلامه عليه في العريش يوم بدر بماذا ؟ بالصلاة ومناشدة ربه النصر.
(( بالصبر والصلاة )) الصلاة هنا تعم الفرض والنفل (( وإنها)) قيل: ((إنها)) أي الصلاة وعللوا ذلك بأنها يا مسعود اقرب عن الجدار بارك الله فيك اقرب عن الجدار ما هو إلى الجدار نعم؟، قالوا إنها أقرب مذكور والقاعدة في اللغة العربية أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور.
ثانيا: أن الصلاة إيجاد، إيجاد لشيء لم يكن موجودا لأنها عمل، والصبر إمساك، والإيجاد أفضل من الإمساك، ولهذا كان الإسلام كله إيجاد يعني إيجاد شيء ليس عدم شيء، والصبر كما قلنا إمساك، والإيجاد أشرف وأبلغ فاستحقت الصلاة أن يكون الضمير عائدا إليه.
ثالثا أن قوله :(( إلا على الخاشعين )) يمتنع أن يراد به الصبر على وجه الإطلاق، لأن من الكفار من يصبر على إلهه أكثر من صبر المؤمن على ربه، أو على شريعة ربه، وعلى عمله أكثر مما يصبر المؤمن (( وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم )) يصبرونهم على آلهتهم، وهذا القول أقرب وأصح .
وقيل إن قوله : ((وإنها)) يعود إلى الاستعانة المفهومة من قوله: ((استعينوا)) لأن فعل استعينوا يدل على زمن وحدث أي على زمن ومصدر، فيجوز أن يعود الضمير على المصدر المفهوم من الفعل أنتم معي؟ كما في قوله تعالى: ((اعدلوا)) أيش ؟ هو أي العدل المفهوم من قوله: ((اعدلوا هو أقرب للتقوى)) لكن المعنى الأول أوضح ((وإنها)) أي الصلاة ((لكبيرة)) أي شاقة ((إلا على الخاشعين)) أهل الخشوع لله عزوجل والذل له، ولهذا تجد الصلاة ثقيلة على من ؟ على المنافقين، لأنه ليس عندهم إيمان، لكنها خفيفة على المؤمن، بل قال النبي عليه الصلاة والسلام :( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ) صلوات الله وسلامه عليه ـ فإذا جعل الله قرة عينك في الصلاة فأبشر بالخير فإنها علامة خير وعلامة على أنك من الخاشعين .
فوائد الآية (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين )) وبيان حكم الاستعانة بغير الله.
من فوائد الآية الكريمة : جواز الاستعانة بغير الله، لكن فيما يثبت أن به العون ، جواز الاستعانة بغير الله فيما يثبت أن به العون، فمثلا إذا استعنت إنسانا يحمل معك المتاع إلى البيت جائز؟ نعم، طيب إذا استعنت واحد يملي عليك المذكرة يا فلان عاوني على الإملاء جائز، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقه)، أما الاستعانة بما لا عون فيه فهي سفه في العقل وضلال في الدين وقد يكون شركا، كأن يستعين بميت أو بغائب لا يستطيع أن يعينه لبعده عنه وعدم تمكنه من الوصول إليه فهذا سفه وضلال وقد يكون شركا بالله عزوجل.
16 - فوائد الآية (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين )) وبيان حكم الاستعانة بغير الله. أستمع حفظ
بيان فضيلة الصبر، وذكر أنواع الصبر.
قال أهل العلم: والصبر ثلاثة أنواع، وأخذوا هذا التقسيم من الاستقراء، الأول: الصبر على طاعة الله، والثاني: الصبر عن معصية الله، والثالث: الصبر على أقدار الله، الصبر على الطاعة هو أشقها وأفضلها، لأن الصبر على الطاعة يتضمن فعلا وكفا، يتضمن فعلا وكفا اختياريا، فعلا أيش عبيد الله؟ فعل الطاعة، كفا كف النفس عن التهاون بها وعدم إقامتها واضح؟ فهو إيجادي إيجابي، الصبر عن المعصية ليس فيه إلا كف فقط لكنه أحيانا يكون شديدا، يكون شديدا على النفس، ولهذا جعل النبي عليه الصلاة والسلام الشاب الذي دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله جعله في رتبة الإمام العادل من حيث إن الله يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وإن كان الإمام العادل أفضل لكن في المرتبة من هذه الحيثية هما سواء، لأن قوة الداعي في الشباب وانتفاع المانع فيما إذا كان خاليا بها يوجب أيش؟ الوقوع في المحظور، لكن قال إني أخاف الله، هذا ربما يكون هذا الصبر أشق من أن يصلي الإنسان عشرين صلاة، الصبر على هذا ربما يكون الصبر عن هذه المعصية في مثل هذه الحال أشق على الإنسان من عشرين صلاة، لكن نحن لا نتكلم عن العوارض التي تعرض لبعض الناس، إنما نتكلم عن الشيء من حيث هو، فأيهما أفضل؟ الصبر على الطاعة يا خالد بن حامد أو عن المعصية ؟ الصبر على الطاعة ،الصبر على الطاعة، وانتبهوا لماذا أخص بعض الناس في السؤال لماذا ؟ واضح؟ أيش ؟ نعم يكون مشتغلا قلبا أو قالبا، طيب الصبر على أقدار الله هو أدناها لكن مع ذلك قد يجد الإنسان فيه مشقة عظيمة، ولكننا نتكلم ليس عن صبر معين في شخص معين قد يكون بعض الناس يفقد حبيبه أو ابنه أو زوجته أو ما أشبه ذلك ويكون هذا أشق عليه من ألف صلاة من حيث الانفعال النفسي وإلا لا؟ لكن لا نتكلم عن هذا، الصبر على أقدار الله ليس منك عمل في الحقيقة، لأن ما وقع لابد أن يقع صبرت أم لم تصبر، هل إذا جزعت وندمت واشتد حزنك وطار صراخك بالبكاء أيرفع المقدور؟ لا، إذا كما قال بعض السلف( إما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلوا سلو البهائم ) أينا لم نصب بمصيبة قبل عشرة سنوات مثلا أو أ قل أو أكثر وهل نسيناها الآن ؟ نسيناها ما كأنها جاءت ، لأنه كما قال السلفي رحمه الله قال :(أو تسلو سلو البهائم) . نعم .إذا أنواع الصبر كم؟ ثلاثة: بالترتيب أولا: على طاعة الله، ثانيا: عن معصية الله، ثالثا: على أقدار الله، طيب، لكن خذ الصبر منهجا ومسلكا لك، صابر الأمور واصبر عليها ولا تيئس فإن الإنسان إذا استولى عليه اليأس فاته خير كثير.
تتمة فوائد الآية (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين ))
فإذا قال قائل: أنا دائما أصلي ولا أجد معونة؟
فنقول: إنك لم تصل ،إنك لم تصل، أقمت الصلاة صورة لكن لم تقمها حقيقة، ولهذا يقول الله عزوجل: (( أتل ما أوحي إليك وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) وكثير من الناس يدخل في الصلاة ويخرج منها لا يجد أن قلبه تغير من حيث الفحشاء والمنكر هو ما هو عليه، لا لان قلبه لذكر ولا تحول إلى محبة العبادة ولا شيء ـ ونحن نسأل الله أن يعيننا وإياكم ـ الخلل كثير، ولهذا وعد الله حق لاشك ، الصلاة تعين وتنهى عن الفحشاء والمنكر لكن صلاة أكثر الناس اليوم صلاة أيش؟ صورة لا حقيقة .
ومن فوائد الآية الكريمة :أنه إذا طالت أحزانك فعليك بالصبر وأيش؟ والصلاة، بالصبر والصلاة، وأما قول العامة: إذا عظمت همومك فخذ من الأرض طولك، تعرفون المعنى ؟ يعني نم، يعني ذي إذا نام أخذ من الأرض طوله لكن إذا كان قائما كم يأخذ من الأرض ؟ محل القدمين، محل قدمين فقط فهذا ليس بصحيح، بل نقول إذا كثرت همومك وأحزانك فعليك بالصبر والصلاة كما قال الله عزوجل: (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) طيب نأخذ الأسئلة ولا نمشي ؟ نأخذ الأسئلة .
الصبر على أقدار الله أحيانا
الشيخ : علي كل حال هذا كل إنسان لابد بأن يصاب (( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله )) لكن هل إن هذه المصيبة تجعله يفعل أو يقول أو يضمر في قلبه ؟ الجواب لا، يقول كل هذا منتفي إن شاء الله لمؤمن ما يفعل هذا، لكن ينبغي أن يضبط نفسها عن التضايق مثلا قد يكون إنسان مصاب بمصيبة ولا ينبسط إلى الناس كما ينبسط في العادة هذا شيء طبيعي، الرسول عليه الصلاة والسلام لما جاءه نعي جعفر جلس لمكان في المسجد يرى عليه أثر الحزن و غلب عليه الصلاة والسلام هذا شيء طبيعي، الذي بمقتضى الطبيعة لا يؤاخذ الإنسان به ولا ينزله من مرتبته اللهم إلا أن يسترسل معه. نعم.
فهما أو حفظا أو ممارسة
الشيخ : فهما أو حفظا أو ممارسة والأخيرة هي البلاء ...؟
السائل : ......
الشيخ : إذا أعنته لأنه إذا أعنت سوف يسأل الله عزوجل أن يسهل أمرك .
السائل :ما معنى إذا أعانه الله؟
الشيخ : كيف؟
السائل : إذا أعانه الله؟
الشيخ : يعينه الله لأن نفس المصلي الآن مادام مهموما ومحزونا من هذا الشيء سوف يجعل كل دعائه لهذا الشيء وأقرب ما يكون من ربه وهو ساجد.
السائل :إذا وجد شيئا من هذا يذهب يصلي ؟
الشيخ : سمعت الكلام (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة) .
هل يدخل في قوله تعالى: (( واستعينوا بالصبر والصلاة )) الصلاة المفروضة والنافلة.
الشيخ : أي نعم، لأن المفروضة هي مفروضة لابد أن يصليها منذر اسمك؟ مدثر في واحد اسمه منذر شبهك ما في أحد اسمه منذر؟
سئلت هل يجوز الدعاء باللهم اجعلني من الصابرين فذكرت أن الصواب أن تقول: اللهم أعني على الصبر فما الفرق بينهما ؟
الشيخ : ما أذكر كأنك فهمت خطأ إما أنك سألت سؤال وأجبتك عليه وفهمت هذا .
اللهم اجعلني من الصابرين القانطين الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، اصبروا أن الله مع الصابرين،
السائل : .....
الشيخ : لا يا مدثر فهمنا الجواب أول يوم .
22 - سئلت هل يجوز الدعاء باللهم اجعلني من الصابرين فذكرت أن الصواب أن تقول: اللهم أعني على الصبر فما الفرق بينهما ؟ أستمع حفظ
من تاب من بعض الذنوب دون بعض هل يطلق عليه أنه تائب مطلقا ؟
السائل :شيخ ! شخص كان صابرا على طاعة الله لكن غير صابر في بعض هل يطلق عليه اسم الصابر ؟
الشيخ : لا على سبيل الإطلاق لا، كما أن من تاب من ذنب دون غيره لا يطلق عليه اسم تائب على الإطلاق لكن يقال تائب من كذا، وهذه النكتة ينبغي الإنسان أن يعرفها (( إن الله يحب التوابين ويحب المطهرين )) هل نقول مثلا إنسان إذا أصر على معصية مع توبته منها يدخل في ذلك ؟ لا، لأن الوصف المطلق إنما هو بالعمل المطلق .نعم صالح.
في قوله تعالى: (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرةٌ إلا على الخاشعين )) هل يفهم من هذه الآية أن لفظ الكبير يخرج من أصله
الشيخ :نعم: يا صابر أنت من المحدثين، قال النبي عليه الصلاة والسلام :( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ) أي شاقا عليهما