تفسير سورة البقرة-08a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد الآية (( وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون ))
و لهذا ذكرهم الله هذه النعمة وهي: أن عدوهم أغرق وهم ينظرون.
وفي هذه الآية الكريمة أيضا من فوائدها: تذكير بني إسرائيل بما أنعم الله عليهم حين فرق بهم البحر . ووجه توجيه الخطاب إلى من كانوا موجودين في عهد الرسول أن إنعام الله على الأمة في أولها إنعام عليها في آخرها هذا وجه، وجه آخر يذكرني الآن وهو ينسحب على ما سبق أن هؤلاء الموجودين ذرية السابقين، ولو هلك السابقون ما وجد الآخرون، فيكون إنجاء الأولين إنجاء لهم في الواقع لكنه غير مباشر، فصار هؤلاء من النعم السابقة من الإنجاء من الغرق أو من قتل فرعون له وجهان: الوجه الأول: أن ما حصل لأول الأمة امشوا؟ فهو لآخرهم، الوجه الثاني: أن هؤلاء ذرية السابقين ولو هلك السابقون ما بقي هؤلاء فيكون في بقائهم بقاء هؤلاء المتأخرين.
من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان قدرة الله عزوجل، وجه ذلك: أن هذا الجوهر السيال وهو الماء بمجرد أن ضرب موسى عصاه به تمزق، وأنتم تعلمون البحر الأحمر، كم طوله؟ يعني طوله طبعا طويل لكن عرضه مثلا من أفريقيا إلى آسيا عرضه طويل أنا لا أعد لكنه لاشك تجري فيه السفن لكن وبلحظة واحدة ضربة واحدة انفلق كل البحر وصار طريقا يبسا، ففيه دليل على كمال قدرة الله عزوجل.
ومن فوائدها: الرد على علماء الطبيعة، وقولهم: بأن الأشياء تجري على طبائعها، وأن الماء سيال هو سيال يجمد عند البرودة يجمد ، نقول لهم: الله سبحانه خلق للماء طبائع وهو سبحانه وتعالى قادر على أن يغير هذه الطبائع.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشيء المعلوم يصح أن يؤتى به مبهما، لقوله: ((البحر)) لأن أل في البحر للعهد الذهني وإلا معلوم لو أننا لو قلنا أنها للعموم لكان الذهن يذهب كل مذهب أي بحر هو؟ لكن لما كان معلوما لم يحتج إلى تخصيص اكتفاء بأيش؟ بأل التي للعهد الذهني. طيب وبناء يتفرع هذه القاعدة: أنه لو قال شخص: والله لأكلمن القاضي اليوم بما جرى بالبلد، لأكلمن القاضي اليوم بما جرى في البلد، ثم ذهب إلى رجل من القضاة ما هو من القضاة الشرعيين من القبيلة التي تعرف بالقاضي، وذهب وأخبر أحدهم بما جرى، هل يكون بارا بالحلف باليمين أو حانثا؟ حانثا يكون حانثا، لأن ظاهر اللفظ أن أل للعهد الذهني.
وفي هذه الآية الكريمة أيضا من فوائدها: تذكير بني إسرائيل بما أنعم الله عليهم حين فرق بهم البحر . ووجه توجيه الخطاب إلى من كانوا موجودين في عهد الرسول أن إنعام الله على الأمة في أولها إنعام عليها في آخرها هذا وجه، وجه آخر يذكرني الآن وهو ينسحب على ما سبق أن هؤلاء الموجودين ذرية السابقين، ولو هلك السابقون ما وجد الآخرون، فيكون إنجاء الأولين إنجاء لهم في الواقع لكنه غير مباشر، فصار هؤلاء من النعم السابقة من الإنجاء من الغرق أو من قتل فرعون له وجهان: الوجه الأول: أن ما حصل لأول الأمة امشوا؟ فهو لآخرهم، الوجه الثاني: أن هؤلاء ذرية السابقين ولو هلك السابقون ما بقي هؤلاء فيكون في بقائهم بقاء هؤلاء المتأخرين.
من فوائد هذه الآية الكريمة: بيان قدرة الله عزوجل، وجه ذلك: أن هذا الجوهر السيال وهو الماء بمجرد أن ضرب موسى عصاه به تمزق، وأنتم تعلمون البحر الأحمر، كم طوله؟ يعني طوله طبعا طويل لكن عرضه مثلا من أفريقيا إلى آسيا عرضه طويل أنا لا أعد لكنه لاشك تجري فيه السفن لكن وبلحظة واحدة ضربة واحدة انفلق كل البحر وصار طريقا يبسا، ففيه دليل على كمال قدرة الله عزوجل.
ومن فوائدها: الرد على علماء الطبيعة، وقولهم: بأن الأشياء تجري على طبائعها، وأن الماء سيال هو سيال يجمد عند البرودة يجمد ، نقول لهم: الله سبحانه خلق للماء طبائع وهو سبحانه وتعالى قادر على أن يغير هذه الطبائع.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الشيء المعلوم يصح أن يؤتى به مبهما، لقوله: ((البحر)) لأن أل في البحر للعهد الذهني وإلا معلوم لو أننا لو قلنا أنها للعموم لكان الذهن يذهب كل مذهب أي بحر هو؟ لكن لما كان معلوما لم يحتج إلى تخصيص اكتفاء بأيش؟ بأل التي للعهد الذهني. طيب وبناء يتفرع هذه القاعدة: أنه لو قال شخص: والله لأكلمن القاضي اليوم بما جرى بالبلد، لأكلمن القاضي اليوم بما جرى في البلد، ثم ذهب إلى رجل من القضاة ما هو من القضاة الشرعيين من القبيلة التي تعرف بالقاضي، وذهب وأخبر أحدهم بما جرى، هل يكون بارا بالحلف باليمين أو حانثا؟ حانثا يكون حانثا، لأن ظاهر اللفظ أن أل للعهد الذهني.
مسألة: الأيمان يرجع فيها إلى أربعة مراتب: النية ثم السبب ثم التعيين ثم احتمال اللفظ .
لكن اعلموا أن اليمين تقيد بالنية، ويحسن هنا أن نستطرد في هذا الموضوع، يرجع في الأيمان إلى نية الحالف إذا احتملها اللفظ، ثم إلى سبب اليمين وما هيجه، ثم بعد ذلك إلى التعيين، ثم إلى ما يحتمله اللفظ، أربع مراتب، الأيمان يرجع فيها قبل كل شيء إلى النية، ثم التعيين، ثم ما يحتمله اللفظ، وإنما قدمت النية، لأن الله نص عليها (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان)) فجعل المرجع إلى ما اعتقده الإنسان، وفي الآية الثانية قال: (( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم))
فلو أن رجلا قال: والله لا أبيتن الليل إلا على وتد، والله لا أنام الليلة إلا على وتد، ويش الكلام هذا؟ لا ينام على الأوتاد إلا الطيور، تعرفون الوتد؟ عبارة عن أي نعم، عن خشبة تدق بالجدار تثبت في الجدار ليعلق عليها الثياب، هو قال والله لا أنام الليلة إلا على وتد، إذا هذا يا ولد كيف تنام على وتد أنت طير من الطيور؟ فذهب إلى جبل حوله ونام عليه بر بيمينه أو لا؟ نعم، لأيش؟ لأنه هذا الذي هو نوى، وإن كان ظاهر اللفظ خلافه لكن هذا هو الذي نوى واضح؟. وقال: والله لا أنام الليلة إلا على فراش ثم خرج إلى خارج البلد ونام على الأرض، طيب لأيش ما فرشت؟ يقول أنا نويت أن الأرض فراش، لأن الله يقول: (( جعلنا لكم الأرض فراشا)) المهم إذا احتملها اللفظ يرجع إلى النية.
طيب لو قال: والله لأشترين اليوم خبزا، فذهب واشترى السيارة وانتهى اليوم ولم يشتر خبزة واحدة، قلنا: الآن عليك كفارة عليك كفارة حنث، قال أنا نويت بالخبز السيارة يصلح؟ ما يصلح لأيش؟ لا يحتمله اللفظ هذا لا يحتمله اللفظ إطلاقا فلا يقبل.
بعد ذلك السبب وهذه أيضا مهمة، هذه مهمة وتقع كثير من بعض الناس في مسألة الطلاق، يقول مثلا لزوجته: إن كلمت أخاك فأنت طالق بناء على أنه قيل له إن أخا زوجتك هو الذي يفسدها عليك فقال بناء على هذا: إن كلمت أخاك فأنت طالق، ثم تبين أن أخاها بريء من ذلك فلا تطلق لو كلمته لا تطلق، لماذا؟ لأن السبب تبين خلاف ما بني عليه الطلاق.
ومثل ذلك لو قال: والله لا أدخل هذا البلد بناء على أن أمير البلد يطلبه يبحث عنه نعم؟ قال: والله ما أدخله، ثم تبين أن أمير البلد لا يطلبه يدخل البلد أولا؟ يدخل، السبب؟ لأنه مبني على أيش؟ على سبب لم يكن.
التعيين، التعيين مثل أن يقول: عنده طلي صغير، أيش الطلي؟
الطلاب :خروف معروف.
الشيخ : لا، ما هو خروف ، صغار الخرفان، قال: والله لا آكل لحم هذا الحمل، كبر الطلي صار خروفا صار كبشا وأكله يحنث أو لا يحنث؟ لا يحنث، التعيين يا إخوان؟ عين قال هذا فيحنث إلا إذا نوى ما دام علي هذه الصفة.
مثال آخر قال: والله لا ألبس هذا القميص ويعين، ثم حوله وجعله سراويل، يلبسه أو لا؟ لو لبسه كفر، لو لبسه كفر، لأنه عين قال هذا القميص إلا إذا نوى ما دام قميصا فلا واضح؟ نعم.
بعد هذا نرجع إلى ما يحتمله اللفظ، طيب اللفظ له معنى في اللغة ومعنى في الشرع ومعنى في العرف، أحيانا تتطابق الثلاثة أحيانا تختلف، إذا تطابقت الثلاثة واضح السماء، الأرض، الصلاة لا الصلاة تختلف اللغة والشرع، إذا تطابقت .... الأمر واضح، لكن إذا اختلفت في الأيمان فماذا نقدم؟ هل نقدم العرف أو نقدم اللغة أو نقدم الشرع؟
الطلاب :نقدم الشرع.
الشيخ : لا، نقدم العرف، فإذا قال: والله لأهبن لفلان شاة ثم وهبه عنزا يكون بر بيمينه أو لم يبر؟نعم ؟ العرف عندنا أنه لم يبر، لأن الشاة عندنا أنثى الضأن وهذه أنثى معز فلا يبر، إلا إذا قال: أنا قصدت بالشاة مدلولها اللغوي فحينئذ يكون قد بر، لأنه أراد المدلول اللغوي.
فكذلك أيضا قال: والله لا أصلي على فلان، فذهب وصلى عليه، يحنث أو لا يحنث؟ يحنث، لكن لو قال الرجل أنا أردت الدعاء، لا أدعوا له، وأردت أيضا لا أدعوا له في غير الصلاة عليه، نقول: النية مقدمة على كل شيء، المهم أن مراتب الأيمان خمس، أربع توافق على هذا؟ أنت؟ أربع؟ طيب الأول: النية، ثم: السبب سبب اليمين، ثم: التعيين، ثم: ما يحتمله اللفظ.
فلو أن رجلا قال: والله لا أبيتن الليل إلا على وتد، والله لا أنام الليلة إلا على وتد، ويش الكلام هذا؟ لا ينام على الأوتاد إلا الطيور، تعرفون الوتد؟ عبارة عن أي نعم، عن خشبة تدق بالجدار تثبت في الجدار ليعلق عليها الثياب، هو قال والله لا أنام الليلة إلا على وتد، إذا هذا يا ولد كيف تنام على وتد أنت طير من الطيور؟ فذهب إلى جبل حوله ونام عليه بر بيمينه أو لا؟ نعم، لأيش؟ لأنه هذا الذي هو نوى، وإن كان ظاهر اللفظ خلافه لكن هذا هو الذي نوى واضح؟. وقال: والله لا أنام الليلة إلا على فراش ثم خرج إلى خارج البلد ونام على الأرض، طيب لأيش ما فرشت؟ يقول أنا نويت أن الأرض فراش، لأن الله يقول: (( جعلنا لكم الأرض فراشا)) المهم إذا احتملها اللفظ يرجع إلى النية.
طيب لو قال: والله لأشترين اليوم خبزا، فذهب واشترى السيارة وانتهى اليوم ولم يشتر خبزة واحدة، قلنا: الآن عليك كفارة عليك كفارة حنث، قال أنا نويت بالخبز السيارة يصلح؟ ما يصلح لأيش؟ لا يحتمله اللفظ هذا لا يحتمله اللفظ إطلاقا فلا يقبل.
بعد ذلك السبب وهذه أيضا مهمة، هذه مهمة وتقع كثير من بعض الناس في مسألة الطلاق، يقول مثلا لزوجته: إن كلمت أخاك فأنت طالق بناء على أنه قيل له إن أخا زوجتك هو الذي يفسدها عليك فقال بناء على هذا: إن كلمت أخاك فأنت طالق، ثم تبين أن أخاها بريء من ذلك فلا تطلق لو كلمته لا تطلق، لماذا؟ لأن السبب تبين خلاف ما بني عليه الطلاق.
ومثل ذلك لو قال: والله لا أدخل هذا البلد بناء على أن أمير البلد يطلبه يبحث عنه نعم؟ قال: والله ما أدخله، ثم تبين أن أمير البلد لا يطلبه يدخل البلد أولا؟ يدخل، السبب؟ لأنه مبني على أيش؟ على سبب لم يكن.
التعيين، التعيين مثل أن يقول: عنده طلي صغير، أيش الطلي؟
الطلاب :خروف معروف.
الشيخ : لا، ما هو خروف ، صغار الخرفان، قال: والله لا آكل لحم هذا الحمل، كبر الطلي صار خروفا صار كبشا وأكله يحنث أو لا يحنث؟ لا يحنث، التعيين يا إخوان؟ عين قال هذا فيحنث إلا إذا نوى ما دام علي هذه الصفة.
مثال آخر قال: والله لا ألبس هذا القميص ويعين، ثم حوله وجعله سراويل، يلبسه أو لا؟ لو لبسه كفر، لو لبسه كفر، لأنه عين قال هذا القميص إلا إذا نوى ما دام قميصا فلا واضح؟ نعم.
بعد هذا نرجع إلى ما يحتمله اللفظ، طيب اللفظ له معنى في اللغة ومعنى في الشرع ومعنى في العرف، أحيانا تتطابق الثلاثة أحيانا تختلف، إذا تطابقت الثلاثة واضح السماء، الأرض، الصلاة لا الصلاة تختلف اللغة والشرع، إذا تطابقت .... الأمر واضح، لكن إذا اختلفت في الأيمان فماذا نقدم؟ هل نقدم العرف أو نقدم اللغة أو نقدم الشرع؟
الطلاب :نقدم الشرع.
الشيخ : لا، نقدم العرف، فإذا قال: والله لأهبن لفلان شاة ثم وهبه عنزا يكون بر بيمينه أو لم يبر؟نعم ؟ العرف عندنا أنه لم يبر، لأن الشاة عندنا أنثى الضأن وهذه أنثى معز فلا يبر، إلا إذا قال: أنا قصدت بالشاة مدلولها اللغوي فحينئذ يكون قد بر، لأنه أراد المدلول اللغوي.
فكذلك أيضا قال: والله لا أصلي على فلان، فذهب وصلى عليه، يحنث أو لا يحنث؟ يحنث، لكن لو قال الرجل أنا أردت الدعاء، لا أدعوا له، وأردت أيضا لا أدعوا له في غير الصلاة عليه، نقول: النية مقدمة على كل شيء، المهم أن مراتب الأيمان خمس، أربع توافق على هذا؟ أنت؟ أربع؟ طيب الأول: النية، ثم: السبب سبب اليمين، ثم: التعيين، ثم: ما يحتمله اللفظ.
تلاوة الطالب لآيات من سورة البقرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ((وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)).
تفسير قوله تعالى : (( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلةً ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ))
قال الله تبارك وتعالى: (( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة)) وكان الله تعالى وعده قبل ذلك ثلاثين ليلة وأتمها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة، وعده الله تعالى لمناجاته هذه المدة وأناب أخاه هارون في قومه وقال:((اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين)) فكان هارون خليفة موسى في قومه حين ذهب لميعاد الله عزوجل، ثم إن بني إسرائيل لعتوهم وعنادهم اتخذوا عجلا من الذهب، اتخذوه إلها، وكان صاحب هذه الفكرة رجلا يقال له السامري، صنعوا من الحلي الذي قيل: إنهم أخذوه من حلي آل فرعون صنعوا منه ثورا عجلا وجعلوا له جوفا تدخل منه الريح تدخل من الدبر وتخرج من الفم فإذا دخلت الريح سمعوا له صوتا كخوار الثور، فقال السامري: هذا إلهكم وإله موسي، موسي ذهب يطلب إلهه فضل، ولهذا مضت ثلاثون شهرا ثلاثون ليلة وزائد يطلب هذا الإله ولكنه نسي وضل وتاه، وهذا إلهكم وإله موسى، فجعل هارون يذكرهم بذلك ويقول: ((إن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري )) وهو نبي، ولكنهم أصروا استكبارا و قالوا ((لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)) وأصروا على عبادة العجل، رجع موسى عليه الصلاة والسلام ووجدهم على حال ليست مرضية على خلاف ما تركهم عليه وغضب ألقى الألواح، وهي التوراة التي كتبها الله عزوجل بيده، ألقاها من شدة الغضب وأخذ برأس أخيه ولحيته يجره إليه بشدة ويقول: (( ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن )) وكان هذا من شدة الغضب وإلا في حال الرضا لابد أن يسأل أولا كيف ضلوا قبل أن يقول ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعن، لكن الإنسان بشر يعتريه ما يعتريه من الحال لبشرية ((قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي)) شف هو خشي من موسى عليه الصلاة والسلام أن يقول فرقت بين بني إسرائيل، لأنه لو قال أو زاد في وعظهم لانقسموا قسمين، قسما يكون مع هارون وقسما آخر مع السامري، فكأنه عليه الصلاة والسلام ترك ذلك خوفا من هذا، وكذلك هم أيضا مصرون على ما هم عليه اتخذوه إلها حتى عبدوه، والقصة مبسوطة في سورة طه.
اتخذوه إلها ولهذا قال: (( ثم اتخذتم العجل من بعده)) ((العجل)) مفعول اتخذتم الأول، والمفعول الثاني محذوف والتقدير: ثم اتخذتم العجل إلها، وقوله: ((من بعده)) تفيد أنهم لم يتخذوه من أول وهلة، بل هناك مسافة وهي كما قلت لكم أنه لما مضت المدة التي حددها موسى عليه الصلاة والسلام ثم زاد الله تعالى فيها قالوا هذا الإله ولكنه نسي، وقوله: ((وأنتم ظالمون)) الواو هنا للحال، حال من فاعل ((اتخذتم)) يعني والحال أنكم ظالمون، ليس لكم عذر وكيف يكون لهم عذر ونبيهم هارون يقول: ((يقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري))
اتخذوه إلها ولهذا قال: (( ثم اتخذتم العجل من بعده)) ((العجل)) مفعول اتخذتم الأول، والمفعول الثاني محذوف والتقدير: ثم اتخذتم العجل إلها، وقوله: ((من بعده)) تفيد أنهم لم يتخذوه من أول وهلة، بل هناك مسافة وهي كما قلت لكم أنه لما مضت المدة التي حددها موسى عليه الصلاة والسلام ثم زاد الله تعالى فيها قالوا هذا الإله ولكنه نسي، وقوله: ((وأنتم ظالمون)) الواو هنا للحال، حال من فاعل ((اتخذتم)) يعني والحال أنكم ظالمون، ليس لكم عذر وكيف يكون لهم عذر ونبيهم هارون يقول: ((يقوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري))
4 - تفسير قوله تعالى : (( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلةً ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ))
وبعد هذه الفعلة القبيحة الشنيعة قال الله عزوجل: (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك )) وانظر إلى قوله : ((وأنتم ظالمون)) هل هم ظالمون لأنفسهم؟ أو ظالمون لغيرهم ؟ ظالمون لأنفسهم فإن كل عاص ظالم لنفسه، فإن تعدت مضرة معصيته إلى غيره صار ظالما لنفسه ولغيره.
((ثم عفونا عنكم)) أي تجاوزنا عن هذا الفعل، ورفعنا عنكم العقوبة ((لعلكم تشكرون)) أي لأجل أن تشكروا، ولعل هنا للتعليل وكما أسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني منها: التعليل وذلك كثير في القرآن الكريم، ومنها: الرجاء، ومنها التمني، ومنها: الإشفاق والخوف، ومنها: التوقع وكل هذا يعرف بالسياق.
وقوله: ((لعلكم تشكرون)) الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن، دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)) وقال في المؤمنين: (( كلوا من طيبات ما رزقنكم واشكروا لله)) وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح وهو كذالك لاشك فيه.
واعلم أن الشكر لا يكون إلا في مقابلة إحسان بخلاف الحمد، الحمد يكون لكمال المحمود ولأفضال المحمود، فسببه أعم من الشكر، ولكن الشكر أعم من الحمد من حيث تعلقه باللقب واللسان والجوارح كما قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.
((ثم عفونا عنكم)) أي تجاوزنا عن هذا الفعل، ورفعنا عنكم العقوبة ((لعلكم تشكرون)) أي لأجل أن تشكروا، ولعل هنا للتعليل وكما أسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني منها: التعليل وذلك كثير في القرآن الكريم، ومنها: الرجاء، ومنها التمني، ومنها: الإشفاق والخوف، ومنها: التوقع وكل هذا يعرف بالسياق.
وقوله: ((لعلكم تشكرون)) الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن، دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)) وقال في المؤمنين: (( كلوا من طيبات ما رزقنكم واشكروا لله)) وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح وهو كذالك لاشك فيه.
واعلم أن الشكر لا يكون إلا في مقابلة إحسان بخلاف الحمد، الحمد يكون لكمال المحمود ولأفضال المحمود، فسببه أعم من الشكر، ولكن الشكر أعم من الحمد من حيث تعلقه باللقب واللسان والجوارح كما قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.
فوائد الآية (( وإذ واعدنا موسى أربعين ليلةً ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ))
في هاتين الآيتين فوائد منها: بيان عيوب بني إسرائيل وذلك بأنهم اتخذوا العجل إلها حين غاب نبيهم.
ومن فوائدها: إثبات كلام الله عزوجل، لقوله: ((وإذ واعدنا موسى ثلاثين ليلا)) والوعد يكون بين المتواعدين في الغالب بالقول، ثم إن هذه الميعاد الذي حصل كلمه الله عزوجل، حتى إن موسى عليه السلام من شدة شفقته على رؤية الله قال: ((رب أرني أنظر إليك).
ومنها: بيان سفه الأمة الغضبية اليهود حين اتخذوا العجل إلها، والعجيب أنهم هم الذين صنعوا العجل بأيديهم ثم اتخذوه إلها، ولكن لا تستغرب فإن من يضلل الله فلا هادي له، والجاهليون من العرب يفعلون مثل هذا أو أشد، يقال إنهم يصنعون من التمر إلها وإذا جاعوا؟ إذا جاعوا أكلوه، ما يدعونه أنه يأتيهم بالرزق يعرفون أنه لن يملك ذلك، لكن يأكلونه ويقولون إنهم إذا نزلوا أرضا أخذوا أربعة أحجار واختاروا أحسنها أن يكون إلها والثلاثة الباقية يجعلونها أثافي للقدر ينصبون القدر عليها.
ومن فوائدها: إثبات كلام الله عزوجل، لقوله: ((وإذ واعدنا موسى ثلاثين ليلا)) والوعد يكون بين المتواعدين في الغالب بالقول، ثم إن هذه الميعاد الذي حصل كلمه الله عزوجل، حتى إن موسى عليه السلام من شدة شفقته على رؤية الله قال: ((رب أرني أنظر إليك).
ومنها: بيان سفه الأمة الغضبية اليهود حين اتخذوا العجل إلها، والعجيب أنهم هم الذين صنعوا العجل بأيديهم ثم اتخذوه إلها، ولكن لا تستغرب فإن من يضلل الله فلا هادي له، والجاهليون من العرب يفعلون مثل هذا أو أشد، يقال إنهم يصنعون من التمر إلها وإذا جاعوا؟ إذا جاعوا أكلوه، ما يدعونه أنه يأتيهم بالرزق يعرفون أنه لن يملك ذلك، لكن يأكلونه ويقولون إنهم إذا نزلوا أرضا أخذوا أربعة أحجار واختاروا أحسنها أن يكون إلها والثلاثة الباقية يجعلونها أثافي للقدر ينصبون القدر عليها.
مسألة: العذر بالجهل.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أنه ليس لبني إسرائيل عذر في اتخاذهم العجل إلها، لأن الحجة قد قامت عليهم بقوله تعالى: ((وأنتم ظالمون)) .
هل يستفاد من هذه الآية أنهم لو اتخذوا العجل إلها بدون ظلم لم يلاموا؟ أو يقال إن هذا بيان لحالهم فقط؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أن هذا بيان لحالهم وأنهم اتخذوا إلها من غير عذر، ويحتمل أن يكون دليلا على أنه إذا كان الإنسان معذورا فإنه لا يؤاخذ، ويدل لهذا قوله تعالى: (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلك القرى إلا وأهلها ظالمون )) وعلى هذا فيكون في الآية دليل على أن من عمل عملا سيئا الشرك فما دونه وهو معذور فإنه لا عقوبة له، ثم إن كان منتسبا إلى الإسلام حكم له بظاهره، بأنه مسلم، وإن كان منتسبا إلى دين آخر ولم يبلغه دين الإسلام فيقال فيعامل في الدنيا حسب دينه الذي هو عليه وأمره في الآخرة إلى من؟ إلى الله عزوجل، فصار هذا هو التفصيل في مسألة العذر بالجهل .
إذا كان يتسمى بالإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج ويعتمر ويقول إنه مسلم لكن فيه شيء من الشرك بغير علم عاش في هذا البلد التي فيها هذا الشرك ولا علم أن هذا شرك فهذا يعامل معاملة أيش؟ المسلمين على ظاهر حاله، وكذلك أيضا في الآخرة لا يؤاخذه الله، لأنه معذور، وأما من كان معذورا لكنه لا ينتسب إلى الإسلام، على دين معين فهذا يعامل في الدنيا معاملة الكافرين يعني أهل ذلك الدين وفي الآخرة يقال أمره إلى الله عزوجل.
هل يستفاد من هذه الآية أنهم لو اتخذوا العجل إلها بدون ظلم لم يلاموا؟ أو يقال إن هذا بيان لحالهم فقط؟ يحتمل هذا وهذا، يحتمل أن هذا بيان لحالهم وأنهم اتخذوا إلها من غير عذر، ويحتمل أن يكون دليلا على أنه إذا كان الإنسان معذورا فإنه لا يؤاخذ، ويدل لهذا قوله تعالى: (( وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلوا عليهم آياتنا وما كنا مهلك القرى إلا وأهلها ظالمون )) وعلى هذا فيكون في الآية دليل على أن من عمل عملا سيئا الشرك فما دونه وهو معذور فإنه لا عقوبة له، ثم إن كان منتسبا إلى الإسلام حكم له بظاهره، بأنه مسلم، وإن كان منتسبا إلى دين آخر ولم يبلغه دين الإسلام فيقال فيعامل في الدنيا حسب دينه الذي هو عليه وأمره في الآخرة إلى من؟ إلى الله عزوجل، فصار هذا هو التفصيل في مسألة العذر بالجهل .
إذا كان يتسمى بالإسلام ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج ويعتمر ويقول إنه مسلم لكن فيه شيء من الشرك بغير علم عاش في هذا البلد التي فيها هذا الشرك ولا علم أن هذا شرك فهذا يعامل معاملة أيش؟ المسلمين على ظاهر حاله، وكذلك أيضا في الآخرة لا يؤاخذه الله، لأنه معذور، وأما من كان معذورا لكنه لا ينتسب إلى الإسلام، على دين معين فهذا يعامل في الدنيا معاملة الكافرين يعني أهل ذلك الدين وفي الآخرة يقال أمره إلى الله عزوجل.
فوائد الآية (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ))
ومن فوائد الآية الثانية: بيان تفضل الله تعالى على بني إسرائيل، أنه بعد أن فعلوا ما فعلوا من هذا الشرك المبني على الضلال في الدين والسفه في العقل عفا الله عنهم، (( ثم عفونا عنهم)) .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى يعفوا عن الذنوب جميعا بدون استثناء، لكن بعد التوبة كما قال الله تعالى: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)) .
لكن لو قال قائل: إنه ليس في الآية الكريمة ما يدل على أنهم تابوا؟
فيقال: دلت الآية الأخرى على أنهم تابوا إلى الله عزوجل، وأنابوا إلى الله، وأنه أخذتهم ظلة، وأمروا أن يقتلوا بعضهم بعضا، فلما علم الله منهم صدق الرجوع إليه وأنهم امتثلوا حتى القتل عفا الله عنهم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من أنعم الله عليه نعمة دينية وجب عليه شكرها كالنعمة الدنيوية لقوله: (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون)) وأيهما أعظم منة ؟ الدينية لاشك أنها أعظم منة، فإذا من الله عليك بنعمة دينية فاعتبرها من أكبر النعم وقم بشكرها، وشكر النعم الدينية من جنسها، فمثلا من منّ الله عليه بعلم فإن من شكر نعمة الله عليه أن ؟ أن يعلم، وينشر العلم، وكذلك من من الله عليه بمال فإنه من شكر نعمة الله عليه بهذا المال أن يتصدق منه وينفع الفقراء ويصل الرحم ويبر الوالدين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات العلل لأفعال الله، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((لعلكم تشكرون)) ولاشك عندنا في هذا أن جميع أفعال الله وأحكام الله كلها مبنية على علل ومصالح لكن منها ما يعلم ومنها ما لا يعلم، وأما من قال: إن أفعال الله وأحكامه ليست مبنية على الحكمة ولا تعلل بعلة فلاشك أنه ضال في دينه سفيه في عقله.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى يعفوا عن الذنوب جميعا بدون استثناء، لكن بعد التوبة كما قال الله تعالى: (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)) .
لكن لو قال قائل: إنه ليس في الآية الكريمة ما يدل على أنهم تابوا؟
فيقال: دلت الآية الأخرى على أنهم تابوا إلى الله عزوجل، وأنابوا إلى الله، وأنه أخذتهم ظلة، وأمروا أن يقتلوا بعضهم بعضا، فلما علم الله منهم صدق الرجوع إليه وأنهم امتثلوا حتى القتل عفا الله عنهم.
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من أنعم الله عليه نعمة دينية وجب عليه شكرها كالنعمة الدنيوية لقوله: (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون)) وأيهما أعظم منة ؟ الدينية لاشك أنها أعظم منة، فإذا من الله عليك بنعمة دينية فاعتبرها من أكبر النعم وقم بشكرها، وشكر النعم الدينية من جنسها، فمثلا من منّ الله عليه بعلم فإن من شكر نعمة الله عليه أن ؟ أن يعلم، وينشر العلم، وكذلك من من الله عليه بمال فإنه من شكر نعمة الله عليه بهذا المال أن يتصدق منه وينفع الفقراء ويصل الرحم ويبر الوالدين
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات العلل لأفعال الله، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((لعلكم تشكرون)) ولاشك عندنا في هذا أن جميع أفعال الله وأحكام الله كلها مبنية على علل ومصالح لكن منها ما يعلم ومنها ما لا يعلم، وأما من قال: إن أفعال الله وأحكامه ليست مبنية على الحكمة ولا تعلل بعلة فلاشك أنه ضال في دينه سفيه في عقله.
تفسير قوله تعالى : (( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ))
ثم قال عزوجل مبينا نعمة أخرى من أكبر النعم: (( وإذ آتينا موسى الكتاب و الفرقان)) ((آتينا موسى)) أي أعطيناهم، ((وآتينا)) بالمد تنصب مفعولين بخلاف أتينا فإنها لا تنصب إلا مفعولا واحدا، لأن آتى بالمد بمعنى أعطى، وأتى بمعنى جاء نعم، يقول: ((آتينا موسى الكتاب)) أعطيناه، وأل في الكتاب للعهد، أي عهود؟ الذهني يعني الكتاب المعروف عندكم وهو التوراة، وسمي كتابا لأنه مكتوب، فقد كتب الله التوراة بيده جل وعلا، (( والفرقان)) الواو حرف عطف ، والفرقان معطوف على الكتاب، وهل هو غيره؟ أو هو ولكنه من باب عطف الصفة على الموصوف؟ الجواب الثاني، الفرقان هو نفس الكتاب ، فإن التوراة فرقان فرق الله بها بين الحق والباطل، وبين العدل والجور، وبين أولياء الله وأعداء الله، إلى آخر ما يكون به التمييز والفرق، فعلى هذا يكون عطفها من باب العطف الصفة على الموصوف، أرأيت قول الله تعالى
اضيفت في - 2006-04-10