تفسير سورة البقرة-08b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير قوله تعالى : (( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ))
((وآتينا موسى الكتاب)) أعطيناه، وأل في ((الكتاب)) للعهد، أي العهود؟ الذهني، يعني الكتاب المعروف عندكم وهو التوراة، وسمي كتابا لأنه مكتوب، لقد كتب الله التوراة بيده جل وعلا، ((والفرقان)) الواو حرف عطف والفرقان معطوف على الكتاب، وهل هو غيره أو هو ولكنه من باب عطف الصفة على الموصوف؟ الجواب الثاني، الفرقان هو نفس الكتاب، فإن التوراة فرقان فرق الله بها بين الحق والباطل، وبين العدل والجور، وبين أولياء الله وأعداء الله، إلى آخر ما يكون به التمييز والفرق، فعلى هذا يكون عطفها من باب العطف أيش؟ الصفة على الموصوف، أرأيت قول الله تعالى: (( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى)) والذي قدر فهدى هو الله عز وجل لكن هذا من باب عطف الصفة على الصفة.
يقول جل وعلا : ((لعلكم تهتدون)) لعل هذه للتعليل كما سبق ((وتهتدون)) أي تسلكون مسلك الهداية، والمراد بالهداية هنا التي ذكرها الله عز وجل: هداية الإرشاد وهداية التوفيق، وذلك لأن ما أوتيه موسى علم، فمن اهتدى به فقد علم، وكذلك علم يثمر عملا لمن وفق، فنفسر الهداية هنا بأيش؟ بهداية العلم وهداية التوفيق العلمية والعملية.
يقول جل وعلا : ((لعلكم تهتدون)) لعل هذه للتعليل كما سبق ((وتهتدون)) أي تسلكون مسلك الهداية، والمراد بالهداية هنا التي ذكرها الله عز وجل: هداية الإرشاد وهداية التوفيق، وذلك لأن ما أوتيه موسى علم، فمن اهتدى به فقد علم، وكذلك علم يثمر عملا لمن وفق، فنفسر الهداية هنا بأيش؟ بهداية العلم وهداية التوفيق العلمية والعملية.
فوائد الآية (( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ))
في الآية الكريمة دليل على فوائد، أولا: على أن موسى نبي بل رسول، لأن الله آتاه كتاب، وكل من آتاه الله كتاب فهو رسول كما قال تعالى: (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان )).
ومنها: الثناء على التوراة حيث سماها الله تعالى فرقانا.
ومنها: الحكمة في إيتاء الكتاب والفرقان لموسى وهو الهداية.
ومنها: أن العلم سبب للهداية، لأجل التعليل في قوله : ((لعلكم تهتدون)) لكن هل السبب لابد أن يكون مسببه أو قد يوجد مانع؟ قد يوجد مانع، وعلى هذا فلا يرد علينا أن نقول أن يقول قائل: إننا نجد في العلماء من لم يهتد؟ نقول لوجود مانع وإلا فالأصل أن العلم سبب للهداية وأن الهداية تقع بالعلم، لكن قد يكون هناك عوارض و صوارف توجب أن لا ينتفع الإنسان بما أعطاه الله تعالى من العلم كما هو معروف، ثم قال تعالى نقف على هذه
و((تهتدون)) المراد بها هنا هداية العلم أو العلم والتوفيق؟ العلم في كل حال، والتوفيق لمن شاء الله والتوفيق لمن شاء الله، لكن من الناس من يهتدي ومنهم من لا يهتدي.
ومنها: الثناء على التوراة حيث سماها الله تعالى فرقانا.
ومنها: الحكمة في إيتاء الكتاب والفرقان لموسى وهو الهداية.
ومنها: أن العلم سبب للهداية، لأجل التعليل في قوله : ((لعلكم تهتدون)) لكن هل السبب لابد أن يكون مسببه أو قد يوجد مانع؟ قد يوجد مانع، وعلى هذا فلا يرد علينا أن نقول أن يقول قائل: إننا نجد في العلماء من لم يهتد؟ نقول لوجود مانع وإلا فالأصل أن العلم سبب للهداية وأن الهداية تقع بالعلم، لكن قد يكون هناك عوارض و صوارف توجب أن لا ينتفع الإنسان بما أعطاه الله تعالى من العلم كما هو معروف، ثم قال تعالى نقف على هذه
و((تهتدون)) المراد بها هنا هداية العلم أو العلم والتوفيق؟ العلم في كل حال، والتوفيق لمن شاء الله والتوفيق لمن شاء الله، لكن من الناس من يهتدي ومنهم من لا يهتدي.
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ))
ثم ذكر نعمة أخرى أيضا فقال: ((وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم)) ((وإذ قال)) يعني واذكروا إذ قال موسى لقومه ، والقوم بمعنى الرهط والقبيلة، بمعنى القبيلة، والفقهاء يقولون: إن القوم من الجد الرابع فما دون، هؤلاء القوم في اللغة العربية، ((قال لقومه يا قوم)) ناداهم تحببا بوصف القومية تحببا وتوددا وإظهارا بأنه ناصح لهم لأن الإنسان ينصح لقومه ((ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم )) أكد الجملة لبيان حقيقة ما هم عليه و((ظلمتم )) بمعني نقصتم أنفسكم حقها، لأن الظلم في الأصل بمعنى النقص قال الله تعالى: (( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا )) يعني تنقص، تنقص، هذا هو الأصل، ولكن قد يراد به أكثر من نقص، قد يراد به أكثر من نقص، إنما هنا ((ظلمتم أنفسكم)) نقصتموها حقها وذلك لمخالفة التوحيد، فقال: ((باتخاذكم العجل)) الباء هنا للسببية أي بسبب اتخاذكم العجل، واتخاذ مصدر وفعلها اتخذ، وهو مضاف إلى فاعله الكاف فاعل و((العجل)) مفعول أول، والمفعول الثاني محذوف، تقديره: إلها، ظلمتم أنفسكم بسبب اتخاذكم العجل إلها تعبدونه من دون الله، والعجل هذا سبق أنه عجل من ذهب صورة، وأن الذي فتن الناس بها رجل يقال له السامري، نعم؟ اتخذوه إلها والعياذ بالله فأرشدهم موسى صلى الله عليه وسلم إلى الخلاص من هذا الظلم العظيم قال: ((فتوبوا إلى بارئكم)) (( فتوبوا)) أمر بمعنى ارجعوا، لأن التوبة والأوبة معناها الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والتوبة تكون بالإقبال على الله، بالإقبال على الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه، إذا كان الظلم بترك واجب التوبة بفعله، وإذا كان الظلم بفعل معصية فالتوبة بتركها والإقلاع منها.
(( فتوبوا إلي بارئكم )) ما قال إلى الله، ولا قال إلى ربكم، لإظهار لومهم وتوبيخهم، لأن البارئ بمعنى الخالق المعتني، خالق المعتني، فكأنه يقول: كيف تتخذون العجل إلها وتذرون خالقكم الذي يعتني بكم وهذا كقول إلياس لقومه: (( أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين))، ((إلى بارئكم)) أي خالقكم أيش بعد؟ المعتني بكم، (( فاقتلوا)) الفاء هنا تفسيرية، لأن قوله: ((اقتلوا)) تفسير للمجمل في قوله: ((فتوبوا)) وعلى هذا فالفاء للتفسير، أي فتوبوا بهذا الوصف، (( اقتلوا أنفسكم )) أي ليقتل بعضكم بعضا، وليس المعنى أن كل واحد يقتل نفسه بالإجماع .ما أحد من المفسرين قال إن معنى قوله تعالى: ((اقتلوا أنفسكم)) أي كل واحد يقتل نفسه، وإنما المعنى: يقتل بعضكم بعضا، يقتل الإنسان ولده والده أخاه، المهم إنكم تستعدون وتتخذون سلاحا خناجر وسكاكين وسيوف وكل واحد منكم يهجم على الآخر ويقتله نعم فهمتم؟
(( فتوبوا إلي بارئكم )) ما قال إلى الله، ولا قال إلى ربكم، لإظهار لومهم وتوبيخهم، لأن البارئ بمعنى الخالق المعتني، خالق المعتني، فكأنه يقول: كيف تتخذون العجل إلها وتذرون خالقكم الذي يعتني بكم وهذا كقول إلياس لقومه: (( أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين))، ((إلى بارئكم)) أي خالقكم أيش بعد؟ المعتني بكم، (( فاقتلوا)) الفاء هنا تفسيرية، لأن قوله: ((اقتلوا)) تفسير للمجمل في قوله: ((فتوبوا)) وعلى هذا فالفاء للتفسير، أي فتوبوا بهذا الوصف، (( اقتلوا أنفسكم )) أي ليقتل بعضكم بعضا، وليس المعنى أن كل واحد يقتل نفسه بالإجماع .ما أحد من المفسرين قال إن معنى قوله تعالى: ((اقتلوا أنفسكم)) أي كل واحد يقتل نفسه، وإنما المعنى: يقتل بعضكم بعضا، يقتل الإنسان ولده والده أخاه، المهم إنكم تستعدون وتتخذون سلاحا خناجر وسكاكين وسيوف وكل واحد منكم يهجم على الآخر ويقتله نعم فهمتم؟
3 - تفسير قوله تعالى : (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم )) أستمع حفظ
كيف وقع قتل بني إسرائيل لبعضهم البعض ؟
طيب اختلف المفسرون هل هذا القتل وقع في ظلمة أو وقع جهارا بدون ظلمة؟ فقيل: إنه لما أمروا بذلك قالوا لا نستطيع أن يقتل بعضنا بعضا فينظر الإنسان إلى ابنه فيقتله وإلى أبيه فيقتله وإلى أخيه وإلى صديقه هذا شيء ما يمكن فألقى الله عليهم ظلمة فصار يقتل بعضهم بعضا ولا يدري من قتل.
وقيل: بل إنهم قتلوا جهرا بدون ظلمة، وإن هذا أبلغ في الدلالة على صحة توبتهم، أبلغ في الدلالة على صحة توبتهم، الإنسان يقتل أي واحد أمامه، وأنهم لما رأى موسى صلى الله عليه وسلم أنهم سينتهون لأنهم إذا كان بعضهم يقتل بعضا من يبقى ؟ يبقي واحد، فلما رأى أنهم سينتهون ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنهم القتل، فأمروا بالكف وقيل بل سقطت منهم أسلحتهم، سقطت من أيديهم والله أعلم، المهم أن ظاهر القرآن إنه ما حصل شيء يعني ما حصل ظلمة ولا شيء وأنهم أمروا أن يقتل بعضهم بعضا، وهذا أبلغ بالدلالة على صدق توبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى.
وذهب بعضهم إلى أن المراد يقتل البريء منكم المجرم، يقتل البريء المجرم، يعني الذين دعوا إلى عبادة العجل وعكفوا عليه يقتلون، والذين تبرؤا منه يقتلون، والله أعلم لكن الظاهر الأول، لأن قتل البريء للمجرم ما فيه دلالة على صدق التوبة من المجرمين، لأن الإنسان قد يقتل وهو مصر على الذنب ولا يدل ذلك على توبته، قال عليه الصلاة والسلام: (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )) نعم؟ قلت: قال عليه الصلاة والسلام؟. أي نعم
وقيل: بل إنهم قتلوا جهرا بدون ظلمة، وإن هذا أبلغ في الدلالة على صحة توبتهم، أبلغ في الدلالة على صحة توبتهم، الإنسان يقتل أي واحد أمامه، وأنهم لما رأى موسى صلى الله عليه وسلم أنهم سينتهون لأنهم إذا كان بعضهم يقتل بعضا من يبقى ؟ يبقي واحد، فلما رأى أنهم سينتهون ابتهل إلى الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنهم القتل، فأمروا بالكف وقيل بل سقطت منهم أسلحتهم، سقطت من أيديهم والله أعلم، المهم أن ظاهر القرآن إنه ما حصل شيء يعني ما حصل ظلمة ولا شيء وأنهم أمروا أن يقتل بعضهم بعضا، وهذا أبلغ بالدلالة على صدق توبتهم ورجوعهم إلى الله سبحانه وتعالى.
وذهب بعضهم إلى أن المراد يقتل البريء منكم المجرم، يقتل البريء المجرم، يعني الذين دعوا إلى عبادة العجل وعكفوا عليه يقتلون، والذين تبرؤا منه يقتلون، والله أعلم لكن الظاهر الأول، لأن قتل البريء للمجرم ما فيه دلالة على صدق التوبة من المجرمين، لأن الإنسان قد يقتل وهو مصر على الذنب ولا يدل ذلك على توبته، قال عليه الصلاة والسلام: (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )) نعم؟ قلت: قال عليه الصلاة والسلام؟. أي نعم
تفسير قوله تعالى : (( ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ))
قال موسى: (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )) ((ذلكم خير لكم)) ، ذلكم، المشار إليه القتل وهنا قال: ((ذلكم))، ولم يقل: ذلك ؟ لماذا؟
الطالب : لأنه شبه جماعة.
الشيخ : لا، خطأ خطأ انتبه قال ((ذلكم)) ولم يقل ذلك، ولا يشير إلى جماعة؟
الطالب : يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد.
الشيخ : صحيح يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد وهو القتل، المشار إليه واحد، مفرد مذكر وهو القتل، والمخاطب جماعة وهم قومه، وهم قومه ((ذلكم خير لكم عند بارئكم)) قوله: ((خير لكم)) يعني من عدم التوبة أو من عدم القتل، وهذا من التفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء، فهمتم؟ والتفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء هذا وارد في اللغة العربية ، لكن بعضهم يقول إنه يحذف منه اسم التفضيل هنا ويكون دليلا على وجود الخير في هذا الأمر بدون تقدير المفضل عليه، نعم؟ فمثلا هنا يقول قائل: لو لم يقتلوا أنفسهم هل في ذلك خير؟ ما فيه خير، فلماذا قال: ((ذلكم خير لكم)) ؟ نقول فيها جوابان، أحدهما: أن هذا من باب التفضيل بما ليس للطرف المفضل عليه منه شيء، كقوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) خير مستقرا من أهل النار مع أن أهل النار ليس في مستقرهم خير، وبعضهم يقول: إنه هنا ليست اسم تفضيل لمثل هذا، بل فيه وصف هذا الشيء في الخيرية فقط وليس من باب المفضل والمفضل عليه في شيء (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )).
ثم قال الله تعالى: ما نقول قال صلى الله عليه وسلم ، نقول: قال الله تعالى: ((فتاب عليكم)) هذا محط ذكر النعمة ولا لا؟ لأن الأول: ((وإذ قال موسى لقومه)) ذكر الذنب والتوبة منه، لكن النعمة بأي شيء؟ بتوبة الله عليهم، ولهذا قال: ((فتاب عليكم)) و توبة الله على عبده معناه أنه يرضى عنه بعد الغضب ويقبل إليه بعد التولي عنه والإعراض عنه، نعم؟ أو أيه ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله، لا لا لا، أذكر نعمة الله إذ قال: ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله .
وقوله: ((فتاب عليكم)) أيش معني تاب؟ أقبل إليكم بعد أن كان معرضا عنكم، أو أن المعنى تاب أي قبل التوبة، قبل التوبة منكم، ومن لازم قبول التوبة منهم يقبل الله إليهم .
ثم قال الله تعالى: (( إنه هو التواب الرحيم)) ((إن الله هو التواب الرحيم)) هو، ضمير فصل، ويسميه بعض النحويين ضمير عماد لاعتماد الخبر عليه، وضمير فصل، لأنه فصل بين الصفة والخبر.
وقد ذكرنا أن فيه ثلاث فوائد من يذكرها؟ ضمير الفصل فيه ثلاث فوائد ذكرناها سابقا ويش يا صالح ؟ يعني الفصل والحصر والثالث التوكيد نعم. وقوله: ((التواب)) صيغة مبالغة، ولم يقل التائب نعم؟ لأن التائب تدل على مطلق الفعل، لكن التواب تدل على كثرته، والله سبحانه وتعالى كثير التوبة لكثرة توبته على عبده، وكثير التوبة لكثرة من يتوب عليهم من الناس، فهو يتوب بالمرات المتعددة على عبده، ويتوب للأشخاص الكثيرين الذين يكثر توبتهم، لهذا جاءت الصفة التواب.
وقوله: ((الرحيم)) أي ذوا الرحمة الواصلة للمرحوم، ذو الرحمة الواصلة للمرحوم، لأنها هنا صفة مشبهة لكن تدل على الفعل يعني أن الله تعالى رحيم، يعني راحم بالفعل.
طيب توبة الله سبحانه وتعالى وصف الله بالتوبة، ينبغي أن يعلم لأن توبة الله على العبد نوعان: توبة سابقة على توبة العبد، وتوبة لاحقة، أما توبته على السابقة على توبة العبد فهي توفيقه للتوبة، وأما توبته اللاحقة بعد توبة العبد فهي قبول التوبة، قال الله تعالى: (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار )) إلى أن قال: ((وعلى الثلاثة الذين خلفوا)) نعم قبله: (( ثم تاب الله عليه ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) ((تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) نعم؟ ((وإذ قلتم يا موسى. . ))
السائل : : شيخ نعم ؟
الطالب : لأنه شبه جماعة.
الشيخ : لا، خطأ خطأ انتبه قال ((ذلكم)) ولم يقل ذلك، ولا يشير إلى جماعة؟
الطالب : يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد.
الشيخ : صحيح يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد وهو القتل، المشار إليه واحد، مفرد مذكر وهو القتل، والمخاطب جماعة وهم قومه، وهم قومه ((ذلكم خير لكم عند بارئكم)) قوله: ((خير لكم)) يعني من عدم التوبة أو من عدم القتل، وهذا من التفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء، فهمتم؟ والتفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء هذا وارد في اللغة العربية ، لكن بعضهم يقول إنه يحذف منه اسم التفضيل هنا ويكون دليلا على وجود الخير في هذا الأمر بدون تقدير المفضل عليه، نعم؟ فمثلا هنا يقول قائل: لو لم يقتلوا أنفسهم هل في ذلك خير؟ ما فيه خير، فلماذا قال: ((ذلكم خير لكم)) ؟ نقول فيها جوابان، أحدهما: أن هذا من باب التفضيل بما ليس للطرف المفضل عليه منه شيء، كقوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) خير مستقرا من أهل النار مع أن أهل النار ليس في مستقرهم خير، وبعضهم يقول: إنه هنا ليست اسم تفضيل لمثل هذا، بل فيه وصف هذا الشيء في الخيرية فقط وليس من باب المفضل والمفضل عليه في شيء (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )).
ثم قال الله تعالى: ما نقول قال صلى الله عليه وسلم ، نقول: قال الله تعالى: ((فتاب عليكم)) هذا محط ذكر النعمة ولا لا؟ لأن الأول: ((وإذ قال موسى لقومه)) ذكر الذنب والتوبة منه، لكن النعمة بأي شيء؟ بتوبة الله عليهم، ولهذا قال: ((فتاب عليكم)) و توبة الله على عبده معناه أنه يرضى عنه بعد الغضب ويقبل إليه بعد التولي عنه والإعراض عنه، نعم؟ أو أيه ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله، لا لا لا، أذكر نعمة الله إذ قال: ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله .
وقوله: ((فتاب عليكم)) أيش معني تاب؟ أقبل إليكم بعد أن كان معرضا عنكم، أو أن المعنى تاب أي قبل التوبة، قبل التوبة منكم، ومن لازم قبول التوبة منهم يقبل الله إليهم .
ثم قال الله تعالى: (( إنه هو التواب الرحيم)) ((إن الله هو التواب الرحيم)) هو، ضمير فصل، ويسميه بعض النحويين ضمير عماد لاعتماد الخبر عليه، وضمير فصل، لأنه فصل بين الصفة والخبر.
وقد ذكرنا أن فيه ثلاث فوائد من يذكرها؟ ضمير الفصل فيه ثلاث فوائد ذكرناها سابقا ويش يا صالح ؟ يعني الفصل والحصر والثالث التوكيد نعم. وقوله: ((التواب)) صيغة مبالغة، ولم يقل التائب نعم؟ لأن التائب تدل على مطلق الفعل، لكن التواب تدل على كثرته، والله سبحانه وتعالى كثير التوبة لكثرة توبته على عبده، وكثير التوبة لكثرة من يتوب عليهم من الناس، فهو يتوب بالمرات المتعددة على عبده، ويتوب للأشخاص الكثيرين الذين يكثر توبتهم، لهذا جاءت الصفة التواب.
وقوله: ((الرحيم)) أي ذوا الرحمة الواصلة للمرحوم، ذو الرحمة الواصلة للمرحوم، لأنها هنا صفة مشبهة لكن تدل على الفعل يعني أن الله تعالى رحيم، يعني راحم بالفعل.
طيب توبة الله سبحانه وتعالى وصف الله بالتوبة، ينبغي أن يعلم لأن توبة الله على العبد نوعان: توبة سابقة على توبة العبد، وتوبة لاحقة، أما توبته على السابقة على توبة العبد فهي توفيقه للتوبة، وأما توبته اللاحقة بعد توبة العبد فهي قبول التوبة، قال الله تعالى: (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار )) إلى أن قال: ((وعلى الثلاثة الذين خلفوا)) نعم قبله: (( ثم تاب الله عليه ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) ((تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) نعم؟ ((وإذ قلتم يا موسى. . ))
السائل : : شيخ نعم ؟
العجل الذي عبدته بنو إسرائيل هل كانت له روح ؟
السائل :العجل الذي عبدته بنو إسرائيل هل كانت له روح ؟
الشيخ :لا، الله بين: ((له خوار)) والحياة ما فيه حياة، لأن الله قال: ((عجلا جسدا)) ما في روح.
السائل : .......؟
الشيخ :الله أعلم من الإسرائيليات ما نصدق ولا نكذب لكن ظاهر القرآن أنه ما فيه إلا مجرد صوت فقط، أو صوت كصوت العجل، أما أن يكون فيه روح فلا ، لأنه وصفه بالجسد يدل على أنه لا روح فيه، لأنه لو أطلق وقيل عجلا لظن الظان أن فيه الروح فخرج دفع هذا الوهم بقوله: ((جسدا))
السائل : هذه القبضة؟
الشيخ : القبضة ما لها تأثير أثرت فيه هل أثرت حكما بأن جملته وطلته مثلا أو أن هذه القبضة صار فيها تأثير بالصوت صوت هذا العجل، الإسرائيليون يقولون إن هذا الصوت ما هو طبيعي في هذا الشيء وأن الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فيكون لها صوت نعم.
الشيخ :لا، الله بين: ((له خوار)) والحياة ما فيه حياة، لأن الله قال: ((عجلا جسدا)) ما في روح.
السائل : .......؟
الشيخ :الله أعلم من الإسرائيليات ما نصدق ولا نكذب لكن ظاهر القرآن أنه ما فيه إلا مجرد صوت فقط، أو صوت كصوت العجل، أما أن يكون فيه روح فلا ، لأنه وصفه بالجسد يدل على أنه لا روح فيه، لأنه لو أطلق وقيل عجلا لظن الظان أن فيه الروح فخرج دفع هذا الوهم بقوله: ((جسدا))
السائل : هذه القبضة؟
الشيخ : القبضة ما لها تأثير أثرت فيه هل أثرت حكما بأن جملته وطلته مثلا أو أن هذه القبضة صار فيها تأثير بالصوت صوت هذا العجل، الإسرائيليون يقولون إن هذا الصوت ما هو طبيعي في هذا الشيء وأن الريح تدخل من دبره وتخرج من فيه فيكون لها صوت نعم.
سؤال حول قوله تعالى: (( فتوبوا إلى بارئكم ....فتاب عليكم ..)) ؟
السائل :لفظ التوبة هل فيها خاص. . . ؟
الشيخ : لا فرق فيها، كلها رجوع إلا إذا قلنا إن التوبة من الله بمعنى قبول توبة العبد أي نعم يكون معناها غير الرجوع، أما إذا قلنا إن الله تاب عليه بمعنى رجع عن إعراضه عنه بالإقبال عليه فيكون معناها واحد.
الشيخ : لا فرق فيها، كلها رجوع إلا إذا قلنا إن التوبة من الله بمعنى قبول توبة العبد أي نعم يكون معناها غير الرجوع، أما إذا قلنا إن الله تاب عليه بمعنى رجع عن إعراضه عنه بالإقبال عليه فيكون معناها واحد.
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة )) مع ذكر معاني " لن " وهل تفيد التأبيد أم لا.
قال: ((وإذ قلتم يا موسى)) يعني واذكروا أيضا يا بني إسرائيل، والخطاب لمن كان في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم لكن إنعامه على الأمة في أولها إنعام على آخرها (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى )) لن تفيد النفي، تفيد النفي لكنها تقتضي التأبيد وإلا ما تقتضي ؟
الطالب :ما تقتضي.
الشيخ : ما تقتضي التأبيد إلا إذا قيدت به، ولكنها لها ثلاث حالات: تارة تقيد بما يدل على الغاية كقوله: (( لن نؤمن لك حتى نرى الله)) (( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)) هذه واضحة إذا قيد بما يدل على الغاية إنها لا تدل على التأبيد ولا تحتمل التأبيد، وتارة تقيد بما يدل على التأبيد كقوله تعالى: (( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم )) والثالث: أن تأتي مطلقا مثل لن يقوم فلان.
فهذه إن دلت القرينة على أنها تقتضي التأبيد فهي للتأبيد، وإن دلت القرينة على أنها لا تقتضي فهي محتملته، فمثلا : ((فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)) هذا أيش يشيره ؟ تأبيد ما فيه أبدا، لكن القرينة تقتضي ذلك، القرينة تقتضي ذلك نعم؟ إذا هذا حكم لن، ولهذا قال ابن مالك في الكافية:
ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعضدا.
قوله: اردد، لأن المعتزلة بل الأشعرية يقولون: لن للتأبيد، ولأجل ذلك استدلوا بقول الله لموسى: ((لن تراني)) أن الله لن يرى، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكن قولهم بلا شك مردود، طيب إذا (( لن نؤمن لك)) أي لن ننقاد ولن نصدق و لن نعترف لك لما جئت به ((حتى نرى الله جهرة)) نرى بمعنى نبصر، ولهذا ما تنصب إلا مفعولا واحدا، لأنها رؤية بصرية فاعلها وين؟ مستتر؟ مستتر جوازا تقديره: نحن، الله مفعول به نعم؟ سبحان الله وين الآن النحو؟ ((نرى)) بفعل مضارع فاعله مستتر ؟ وجوبا تقديره: نحن، نحن قلنا لكم إذا كان الضمير تقديره أنا أو أنت أو نحن فهو واجب، وإذا كان هو أوهي؟ فهو مستتر جوازا نعم؟ لكن ...هذه مسائل بدهية ما هي صعبة ،من المسائل النحوية الصعبة ، هذه يمكن الذي في أولى ابتدائي يعرفها نعم ، ما يرضى منكم هذا كل ما كان الضمير تقديره أنا أو نحن أو أنا فهو ؟ مستتر وجوبا، وإذا كان تقديره هو أو هي فهو مستتر جوازا، طيب هذا تقديره نحن فيكون مستترا وجوبا.
وقوله: ((جهرة ))هذه حال أو هي مفعول مطلق أي رؤية جهرا، متى قالوا ذلك ؟ قيل: إنهم قالوا ذلك حينما اختار منهم موسى صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا .
الطالب :ما تقتضي.
الشيخ : ما تقتضي التأبيد إلا إذا قيدت به، ولكنها لها ثلاث حالات: تارة تقيد بما يدل على الغاية كقوله: (( لن نؤمن لك حتى نرى الله)) (( لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى)) هذه واضحة إذا قيد بما يدل على الغاية إنها لا تدل على التأبيد ولا تحتمل التأبيد، وتارة تقيد بما يدل على التأبيد كقوله تعالى: (( ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم )) والثالث: أن تأتي مطلقا مثل لن يقوم فلان.
فهذه إن دلت القرينة على أنها تقتضي التأبيد فهي للتأبيد، وإن دلت القرينة على أنها لا تقتضي فهي محتملته، فمثلا : ((فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا)) هذا أيش يشيره ؟ تأبيد ما فيه أبدا، لكن القرينة تقتضي ذلك، القرينة تقتضي ذلك نعم؟ إذا هذا حكم لن، ولهذا قال ابن مالك في الكافية:
ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعضدا.
قوله: اردد، لأن المعتزلة بل الأشعرية يقولون: لن للتأبيد، ولأجل ذلك استدلوا بقول الله لموسى: ((لن تراني)) أن الله لن يرى، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولكن قولهم بلا شك مردود، طيب إذا (( لن نؤمن لك)) أي لن ننقاد ولن نصدق و لن نعترف لك لما جئت به ((حتى نرى الله جهرة)) نرى بمعنى نبصر، ولهذا ما تنصب إلا مفعولا واحدا، لأنها رؤية بصرية فاعلها وين؟ مستتر؟ مستتر جوازا تقديره: نحن، الله مفعول به نعم؟ سبحان الله وين الآن النحو؟ ((نرى)) بفعل مضارع فاعله مستتر ؟ وجوبا تقديره: نحن، نحن قلنا لكم إذا كان الضمير تقديره أنا أو أنت أو نحن فهو واجب، وإذا كان هو أوهي؟ فهو مستتر جوازا نعم؟ لكن ...هذه مسائل بدهية ما هي صعبة ،من المسائل النحوية الصعبة ، هذه يمكن الذي في أولى ابتدائي يعرفها نعم ، ما يرضى منكم هذا كل ما كان الضمير تقديره أنا أو نحن أو أنا فهو ؟ مستتر وجوبا، وإذا كان تقديره هو أو هي فهو مستتر جوازا، طيب هذا تقديره نحن فيكون مستترا وجوبا.
وقوله: ((جهرة ))هذه حال أو هي مفعول مطلق أي رؤية جهرا، متى قالوا ذلك ؟ قيل: إنهم قالوا ذلك حينما اختار منهم موسى صلى الله عليه وسلم سبعين رجلا .
اضيفت في - 2006-04-10