تتمة تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ))
الطالب : أعد .
الشيخ :القول الأول يقولون: إن موسى عليه الصلاة والسلام اختار من قومه سبعين رجلا لميقات الله لموعده، وذهب بهم ولما صار يكلم الله ويكلمه الله قالوا: ((لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)) يقولون هذا القول حينما كان موسى خارجا لميقات الله، وقال بعض العلماء: بل إنه لما جاء بالتوراة لما رجع من ميقات الله وأنزل عليه التوراة وجاء بها قالوا: لا، ((لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة))
الطالب : السياق يؤيد الثاني.
الشيخ : أيهم؟ .
الطالب : الأخير؟
الشيخ : الأخير يعني هم قالوا: ((وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان)) ثم ذكر قصة العجل وهذه كانت بعد مجيء موسى بالتوراة، ثم بعد ذلك ذكر: (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)) فظاهر السياق يدل على أن هذا القول كان حينما جاء بالتوراة وقال: هذه من عند الله فقالوا: ((لن نؤمن لك)) بعد الأذان إن شاء الله ...
((اخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ))
هذا ما يدل على القول الأول؟ هذا كان عندنا كان يناجي الله؟ أي بعضهم أيده بها بهذه الآية القول الأول، ولكن الحقيقة ما فيه تأييد له، لأن هذه : ((وأخذتهم الرجفة)) رجف بهم وعليهم صاعقة، صاعقوا وماتوا وأحيوا، ولكن موسى خاف أن يموت وأن يصيبه وأن يحصل ما حصل بالأول، أو خاف أن يموت وإن كان الثاني بعده، فالظاهر لي أن هذا لا يترجح ، لا يترجح القول الأول بهذه الآية لاختلاف العقوبتين، العقوبة هذه أيش؟ الصاعقة، وتلك: الرجفة الله اعلم. الطالب : ....... الشيخ : (( فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )) لما قالوا هذا أخذتهم الصاعقة، الصاعقة يعني الموت الذي صعقوا به.
وقوله: ((وأنتم تنظرون)) أي ينظر بعضكم إلى بعض، ينظر بعضكم إلى بعض حتى تساقطوا، والجملة في قوله: ((وأنتم تنظرون)) حال، حال من أين ؟ من الكاف في قوله: ((فأخذتكم)) الصاعقة، يعني والحال أنكم تنظرون ينظر بعضكم إلى بعض حتى هلكتم جميعا.
1 - تتمة تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ))
في قوله تعالى: (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين )) نفس الجواب يقال هنا في قوله تعالى: (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )) ؟
الشيخ : أي نفس الجواب أن ما يقع من بعض الناس الذي أميتوا مرتين أو ثلاثا وأحيوا ثلاثا هذا يكون خلاف العام نرجع إلي الفوائد، نأخذ فوائد الدرس هذا ... إذا نرجع إلي الفوائد.
3 - في قوله تعالى: (( قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين )) نفس الجواب يقال هنا في قوله تعالى: (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون )) ؟ أستمع حفظ
فوائد الآية (( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ))، وبيان أن أفضل كتاب بعد القرآن هي التوراة.
يستفاد منها أيضا: أن موسى عليه الصلاة والسلام نبي، لأن الله آتاه الكتاب.
يستفاد منه فضيلة التوراة، لأنه أطلق عليها اسم الكتاب، وأل هذه للعهد أيش؟ الذهني لما سبق لها ذكر، فدل هذا على أنها معروفة بين بني إسرائيل وأنه إذا أطلق الكتاب فهو للتوراة، ومن وجه آخر أيضا أن الله تعالى سماها الفرقان كما سمى القرآن الفرقان، لأن كلا الكتابين من أعظم الكتب، يعني أفضل الكتب بعد القرآن التوراة، ولهذا قال الله تعالى في سورة القصص: (( قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما )) يعني من التوراة والقرآن (( أتبعه إن كنتم صادقين)) فدل على أن التوراة أنها مشاركة للقرآن في كونها فرقانا، ولذلك كانت عمدة الأنبياء من بني إسرائيل ((يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء)).
ويستفاد من هذا رابعا: بيان عتو بني إسرائيل ،بيان عتو بني إسرائيل وطغيانهم، لأنه إذا كانت التوراة التي نزلت عليهم فرقانا ثم هم يكفرون هذا الكفر يدل على زيادة عتوهم وطغيانهم، إذ من نزل عليه كتاب يكون فرقانا كان يجب عليه بمقتضى ذلك أيش؟ أن يكون مؤمنا مذعنا خلافا لهم.
وفيها أيضا دليل: على أن الله تبارك وتعالى ينزل الكتب ويجعلها فرقانا لغاية حميدة جدا وهي الفائدة الخامسة وهي: الهداية لقوله: ((لعلكم تهتدون)) .
الفائدة السادسة: أن من أراد الهداية فليطلبها من الكتب المنزلة من السماء، ما يطلبها من الأساطير وقصص الرهبان وقصص الجهال والعباد وما أشبه ذلك بل إنها من الكتب المنزلة من السماء، فعلى هذا ما يوجد في كتب الوعظ من القصص عن بعض الزهاد والعباد وما أشبه ذلك نقول لكاتبيها وقارئيها: خير لكم أن تبدوا للناس كتاب الله وتبسطوه وتشرحوه وتفسروه بما ينبغي أن يفهم حتى يكون ذلك نافعا للخلق، لأنه ما فيه طريق للهداية إلى الله إلا الكتب المنزلة من عنده.
وفيها أيضا من الفوائد اللغوية: جواز عطف الصفة على الموصوف، لقوله: ((الكتاب والفرقان)) وقد مر علينا هذا ذكرنا له مثالا آخر في القرآن بل فيه أمثلة مثل: (( سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى)) وهذا جائز بشرط أن لا يوهم خلاف المقصود، فإن أوهم خلاف المقصود بحيث يتوهم المخاطب أن الثاني غير الأول، فإنه يمتنع وتحذف حرف العطف، لئلا يظن أن الثاني هو الأول، كما أنه يجب أحيانا أن يكون بالعطف إذا أوهم أن هذه الصفة لغير الأول، إذا أوهم أن الصفة هذه لغير الأول وجب حرف العطف نعم؟ مثلا تقول: مررت بزيد الضارب عمروا والكريم وإلا تقول الكريم؟ مررت بزيد الضارب عمرا أي مررت بزيد الضارب المجرم الكريم ويش تقول ؟ تقول والكريم تأتي بالواو، لأنك إذا تقول الضارب المجرم الكريم أوهم أن الكريم وصف للمجرم، فتقول: الضارب المجرم والكريم، يعني وهو أيضا الكريم، لا ما هو ضارب كريم هو كريم ما هو ضارب المجرم الكريم،لا ، فالمهم صار الآن عطف الصفة على الموصوف جائز وقد يجب أحيانا وقد يمتنع أحيانا، متى يمتنع؟ إذا أوهم التعدد بحيث يظن أن الثاني لا يعود للأول، ويجب العطف إذا أوهم خلاف المقصود فإنه يجب العطف، لئلا يظن أن هذا الوصف تابع للثاني لا للأول . كم فائدة؟
الفائدة الثامنة: إثبات الأسباب، من أين نأخذه ؟ من قوله: ((لعلكم تهتدون)) آتاه الكتاب لأجل أن يهتدوا، فإذا الهداية لها سبب، الأسباب لاشك في ثبوتها ولا أحد ينكر الأسباب أبدا.
ويستفاد من هذا أيضا: أن الإتيان المضاف إلى الله سبحانه وتعالى يكون كونيا ويكون شرعيا، فإيتاء الكتب نعم؟ شرعي ولا كوني؟ شرعي، وإيتاء المال كوني (( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة )) فالإتيان كوني. السائل :شيخ الإيتاء أو إتيان؟
الشيخ : نعم الإيتاء كوني الإيتاء نوعان: شرعي وكوني، لقوله: ((وآتينا موسى الكتاب)) وفيها أيضا: ذكر فضل موسى الذي تقدم وأنه نبي فضله وأنه نبي.
4 - فوائد الآية (( وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون ))، وبيان أن أفضل كتاب بعد القرآن هي التوراة. أستمع حفظ
فوائد الآية (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ))، وبيان أساليب الدعوة إلى الله.
يستفاد من هذا: أنه ينبغي للداعية أن يستعمل الأسلوب الذي يجلب إليه ويعتني الناس عليه، لقوله: ((يا قوم))، فإن هذا لاشك أن فيه من التلطف والتودد والتحبب ما هو ظاهر.
وفيه أيضا دليل على أن اتخاذ الأصنام مع الله أنه ظلم، لقوله: ((إنكم ظلمتم أنفسكم)) .
الفائدة الثالثة: أن المعاصي ظلم للنفوس، ووجه ذلك أن النفس أمانة عندك إن رعيتها بأحسن الرعاية فقد أديت حقها وإن رعيتها بأسوأ الرعاية فقد ظلمتها، ولهذا قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو بن العاص: ( إن لنفسك عليك حقا ).
وفيها الفائدة الرابعة: أنه ينبغي التعبير بما يناسب المقام، لقوله : ((فتوبوا إلي بارئكم)) لم يقل: إلى الله، لأن ذكر البارئ هنا كإقامة الحجة عليهم في أن العجل لا يكون إلها، فإن الذي يستحق أن يكون الإله من ؟ البارئ، لأنه الخالق.
وفيه دليل على الفائدة الخامسة أظن؟ الفائدة الخامسة وجوب التوبة، لقوله: ((فتوبوا)).
والفائدة السابعة: أن التوبة على الفور.
الطالب : السادسة .
الشيخ : السادسة؟ نعم أن التوبة علي الفور، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((فتوبوا)) لأن الفاء للترتيب والتعقيب.
وفيه دليل أيضا على إثبات الأسباب، لقوله: ((باتخاذكم )) فإن الباء هنا للسببية.
وفيه دليل على أنه ينبغي للداعية كشف الأمور وبيانها، لأنه ما قال: ((ظلمتم أنفسكم)) وأجمل بل بين في قوله: ((باتخاذكم العجل)) وهو ما يسمى عندنا بالعرف : وضع النقط على الحروف، لأنه قال: ((ظلمتم أنفسكم)) صحيح ظلم لكن إذا نص وبين وكشف المبهم فهو أولى وأحسن.
السائل : إذا كان ينفر البيان؟
الشيخ : إذا كان ينفر فإنه قد يعرض للمفاضل ما يجعل المفضول أفضل منه .
وفيه أيضا دليل على سفاهة بني إسرائيل، من أي وجه؟ من اتخاذهم العجل إلها، العجل هم الذين صنعوه بأنفسهم ويعرفون أن العجل المخلوق الذي أفضل منه ما يصح إلها، وهم جعلوا هذا الجسد جعلوه إلها ، عجلا جسدا ما فيه روح ومع ذلك اتخذوه إلها فهذا دليل على سفاهتهم، سفاهة عقولهم.
وفيه دليل على ما وضع الله تعالى على بني إسرائيل من الأغلال والآصار حيث كانت توبتهم بأن يقتل بعضهم بعضا، لقوله: ((فاقتلوا أنفسكم)) لو وقعت هذه في أمة محمد فما هو الطريق للتخلص منها؟ أن يتوبوا إلى الله ويرجعوا من هذا الذنب ويقبلوا على توحيده وعبادته ويتخلصوا منه نهائيا ولا يشرع لهم أن يقتلوا أنفسهم في هذه الأمة .
وفيه أيضا دليل على أن القتل قد يكون خيرا للإنسان إذا أدى إلى ما هو أفضل منه، لقوله: ((ذلكم خير لكم عند بارئكم)) وتعلمون أن القصاص إضافة قتل نفس أخرى إلى المقتول، ولكن عاقبته حميدة، ولهذا صار جائزا وسائغا و قال الله فيه: (( ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون)) .
وفيه أيضا دليل على أن الله سبحانه وتعالى يتوب على التائبين مهما عظم ذنبهم، لقوله: ((فتاب عليكم)) ففيها إثبات اسمين من أسماء الله وهما: التواب والرحيم. وإثبات ما تضمناه من صفة وهي: التوبة والرحمة، وإثبات ما تضمناه من صفة باقترانهما لا كل على انفراد، باقترانهما، لأنه لما اقترنا تولدت أو نتج من اجتماعهما صفة ثالثة وهي: دفع المضار وجلب المنافع، من أين؟ لأن التواب به دفع المضار والرحيم به جلب المنافع.
وفيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يتعرض لما يقتضيه هذان الاسمان من أسماء الله، فيتعرض لتوبة الله ورحمته فيتوب إلى ربه سبحانه وتعالى ويرجوه الرحمة وهذا هو أحد المعاني التي قال عنها رسول صلي الله عليه وسلم: ( من أحصاها دخل الجنة) فإن من إحصائها أن يتعبد الإنسان لله بمقتضاه .
5 - فوائد الآية (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ))، وبيان أساليب الدعوة إلى الله. أستمع حفظ
في قوله تعالى في وصف العجل: (( جسدا له خوار )) فكيف قلتم أنه لا روح فيه ؟
الشيخ :جسد ، يعني جسد بمعنى ما فيه روح، الجسد معناه كل شيء له جثة هو جسد.
تتمة فوائد الآية (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم ))
وفيه أيضا دليل على تفاضل الأعمال لقوله: ((ذلكم خير لكم عند بارئكم)) وأن الأعمال تتفاضل عند الله تعالى فبعضها خير من بعض.
7 - تتمة فوائد الآية (( وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )) أستمع حفظ
ذكر أوجه القرآئية في (( باتخذتم )) و (( بارئكم ))
السائل :أقول فيها قراءتان ((اتخذتم)) و ((بارئكم)) ؟
الشيخ :عندي فيها قراءات: ((باريكم)) هذه قراءة و((اتخذتم)). ((بارئكم)) أي ((بارئكم فيها)) قراءة: ((باريكم)) وفيها قراءة: ((بارئكم)) إسكان الياء أو الهمزة نعم، أما ((اتخذتم)) ما فيها قراءة .
السائل :عندي في هذا قراءة.
الشيخ :وين هذا؟ ويش الكتاب الذي عندك؟ ويش هو؟ ((ثم اتخذتم)) تقرأ الإظهار والإدغام ، الإدغام ((اتخذتم)) الذال بالتاء، تقول :((اتخذتم)) و((اتختم)) يعني تظهر الذال ((اتخذتم)) أو تدغم الذال تقول: ((اتختم)) الحجة لمن أظهر أنه أتى بالكلمة على أصلها ...وعلى كل حرف منها، والحجة على أن الباء والتاء والذال مخرجهن من طرف اللسان وأطراف اللسان .... ، الإدغام بالذال ما هو بالهمزة.
السائل :الحرف المدغم يظهر في وقت ؟
الشيخ : لا ما يظهر، لأنه مشدد الحرفين.
السائل :و همزة الوصل ؟
الشيخ : الظاهر أن همزة الوصل تروح.........
فوائد الآية (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ))
ففيه: أنه عند تذكير النعم ينبغي استيعاب الأمر استيعاب الموضوع لتتبين النعم وما يوقرها.
وفيه أيضا دليل على سفاهة هؤلاء، أي سفاهة بني إسرائيل، وما أكثر ما يدل على سفاهتهم، فهم المؤمنون بموسى ومع ذلك قالوا: (( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)) فسبق لنا أن العلماء اختلفوا متى قالوا هذا .
وفيه أيضا دليل على أن من سأل ما لا يمكن فهو حري بالعقوبة، لقوله: ((فأخذتكم الصاعقة)) لأن الفاء تدل على السببية.
وفيه: أقول إنه من سأل ما لا يمكن فهو حري بالعقوبة لا سيما مثل حال هؤلاء الذين قالوا ذلك عن تشكك، ففرق بين قول موسى: (( رب أرني أنظر إليك )) وبين قول هؤلاء: (( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)) فموسى قال ذلك شوقا إلى الله عزوجل، وليتلذذ بالرؤية إليه، أما هؤلاء فقالوه تشككا يعني ما نحن مؤمنين إلا إذا رأيناه جهرة، ففرق بين الطلبين.
وفيه أيضا دليل على قدرة الله في أخذ الصاعقة لهؤلاء في آن واحد.
وفيه دليل على أن ألم العقوبة وقعها عند النظر أشد، لقوله: ((وأنتم تنظرون)) فإن الإنسان إذا رأى أن الناس يتساقطون في العقوبة ـ والعياذ بالله ـ يكون ذلك أشد وقعا عليه.
9 - فوائد الآية (( وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون ))
وفيه دليل على وجوب الشكر على من أنعم الله عليه بنعمة، لقوله : ((لعلكم تشكرون)) وقد مر علينا كثيرا بأن الشكر هو القيام بأي شيء؟ بطاعة المنعم، إقرارا بالقلب واعترافا باللسان وعملا بالأركان، فيعترف بقلبه أنها من الله، لا يقول إنما أوتيته على علم عندي نعم؟ كذلك أيضا يتحدث بها بلسانه افتخارا ولا اعتبارا؟ اعتبارا لا افتخارا، كذلك أيضا يكون في طاعة الله سبحانه وتعالى في جوارحه، وبهذه الأركان الثلاثة تكون الشكر، وعليه قول الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.
تفسير قوله تعالى : (( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ))
(( وأنزلنا عليكم المن والسلوى )) ((أنزلنا عليكم المن)) المن يقولون: إنه شيء يشبه العسل ينزل عليهم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس فإذا قاموا أكلوا منه، وأما السلوى فإنه طائر، طائر ناعم يسمى السمانى أو هو شبيه به، وقال لنا مشايخنا إنه هو الصفّارة، صفارا معروفة طائر معروف من أحسن ما يكون من الطيور وألذها وهو صغير تعترب. الله أكبر .
مناقشة ومراجعة ما سبق تفسيره من الآيات.
الطالب : حقيقي .
الشيخ :نعم حقيقي.
الطالب : لأن النوم يسمى وفاة.
الشيخ : يسمى الوفاة نعم.ما هي القصص التي فيها إحياء الموتى في غير هذه القصة ؟
الطالب : قصة صاحب البقرة هذه واحدة، نعم قصة إبراهيم مع الطير، ((رب أرني كيف تحيي الموتى)) نعم، وقصة ((الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها))
الشيخ (( أماته الله مائة عام ثم بعثه)) نعم،... طيب نعم صالح ؟
الطالب : (( الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم))
الشيخ : أحسنت. صالح؟
الطالب : صاحب البقرة يعني قصة صاحب البقرة.
الشيخ :خمس قصص في هذه السورة فيها إحياء الله تعالى الموتى في هذه الدنيا.
قوله تعالى: ((وظللنا عليكم الغمام)) أيش معناها يا خليفة ؟
الطالب : ((ظللنا عليكم الغمام)) الغمام قيل سحاب أبيض يكون على يظل عنهم الشمس يبرد الجو.
الشيخ : أي نعم، ويش معني (( ظللنا عليكم الغمام))؟
الطالب : هذا منة من الله.
الشيخ : أي ويش معناها ؟
الطالب : جعل الغمام يظلهم،
الشيخ : جعل الغمام يظلهم تمام، ولهذا بعضهم يقول: إن تقدير الآية: وظللنا عليكم في الغمام، ولكن الصحيح إنه على ما هو عليه إن الغمام مفعول ظللنا، المعنى جعلناه ظلا عليهم هذا المعنى . قوله: ((المن والسلوى)) ما هو المن غانم ؟
الطالب : ما أعرف.
الشيخ : ما تعرفه؟
الطالب : قيل أنه شراب يشبه العسل.
الشيخ : نعم.
الطالب : والسلوى قيل: إنه طائر هو طائر
الشيخ : نعم، من أحسن الطيور وألذها ويسمى عندنا يسمى صفارا، سمانة أيه سمانة عندنا يسمى صفارة يعني طائر أصفر لطيف اللحم وطيب .
تتمة تفسير قوله تعالى: (( وأنزلنا عليكم المن والسلوى )) وشرح حديث ( الكمأة من المن )
الطالب : موجود الآن الحمد لله .
الشيخ : وجد نعم أي وجد هذه السنة بكثرة، أحسن أنتم تشفونها حتى ما يتفهم أحد إنها فئران
الطالب : هذا معروف يا شيخ.
الطالب : ما اعرفها ...
الشيخ : العرجيل هذا شيء نبات أبيض ذي ...إذا طبخ مع الطعام من أحسن شيء ... .كبر اليد ...عظام يعني وجده في مكان يحسبونه معظمي يحسبونه عظام .
الطالب : لكن العرجون الذي في تفسير الآية ؟
الشيخ : لا ،لا العرجون الذي في القرآن المراد به العرجوت اسمه العرجوت حق النخل . إن شاء الله إذا كثر الآن قل الظاهر إذا كثرت شوي نشوفها إن شاء الله ونفرجه عليها.
في قوله تعالى: (( فاقتلوا أنفسكم )) هل من الحكمة في تشريع قتل الأمة نفسها ؟
الشيخ : نقول نعم، أما بنسبة لهذه الأمة فلا، بالنسبة لملة الإسلام لا ليس بمشروع، وأما بالنسبة للأمم السابقة فإنهم قد يعذبون بناء من هذا، لأن تكليف الله من أن يقتلوا أنفسهم مثل تكليف الله لإبراهيم أن يذبح ابنه، المقصود الاختبار وإلا كما فعل يشاء أن يهلكهم بفعله بزلازل أو صواعق أو غيره فأراد أن يهلكهم بأفعالهم ليكون هذا أشد للاختبار.
الطالب : يكون بعيدا أن العاقبة أن يدركها شيئا يقر به.؟
الشيخ : لا، يقر به جدا، يقر به جدا حتى مثلا بعض الأحيان السيد يقول لعبده افعل كذا يريد أن يعذبه ليمتحن صدقه في طاعته هذا ليس ببعيد.
الطالب : في بعض الناس أنكروا يعني غير مقبول شرعا ولا عقلا أن يأمره بقتل أنفسهم؟
الشيخ : هذا من الذين قال فيهم الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ليتبوءوا مقعدهم من النار) لأنهم فسروا القرآن بآرائهم ، هم يفسرون القرآن بآرائهم فيقبلون ما وافق رأيهم الفاسد وينكرون ما لم يقبلوا.
تفسير قوله تعالى : (( كلوا من طيبات ما رزقناكم ))
وقوله: ((من طيبات)) هذه من لبيان الجنس وليست للتبعيض، لأنهم أبيح لهم أن يأكلوا جميع الطيبات والطيب ضد الخبيث، والخبيث قد يكون خبيثا لذاته وقد يكون خبيثا لكسبه، فالخبيث لذاته كالميتة والخنزير والخمر وما أشبه ذلك هذا خبيث لذاته كما قال الله تعالى: (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس)) أي نجس خبيث، هذا محرم لذاته محرم على جميع الناس، على كل الناس على مالكيه وغيره، والنوع الثاني: محرم لكسبه كالمأخوذ عن طريق الغش أو عن طريق الربا أو عن طريق الكذب أو ما أشبه ذلك، فهذا محرم على مكتسبه وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح، خلوا بالكم يا جماعة، المحرم لكسبه يكون محرما على كاسبه وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت فدل ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب، المحرم على كسبه لا يحرم على غير الكاسب .