تفسير سورة البقرة-09b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير قوله تعالى : (( وما ظلمونا ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون ))
ولكنها مفعول ((يظلمون)) ولكن كانوا يظلمون أنفسهم، لكنها قدمها لإفادة الحصر، يعني لا يظلمون بهذا إلا أنفسهم، لا يظلمون بها إلا أنفسهم، أما الله تعالى فإنه لا يظلمونه، لأنه سبحانه بحمده لا يتضرر بمعصيتهم كما لا ينتصر أيضا بطاعتهم .
تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلنا ادخلوا هـذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً ))
ثم قال تعالى: (( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية)) يعني واذكروا يبني إسرائيل إذ قلنا: ((ادخلوا هذه القرية)) ((ادخلوا)) أمر كوني وإلا شرعي؟ شرعي، أي نعم كوني وشرعي، لأنهم أمروا بأن يدخلوها سجدا وأمروا بأن يدخلوا القرية في القتال وأبيحت لهم أيضا، دخلوها فعلا .
وقوله: ((هذه القرية)) اختلف المفسرون في تعيين هذه القرية، والصواب أن المراد بها بيت المقدس، الصواب أن المراد بها بيت المقدس،لأن موسى قال لهم: ((ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )).
وقوله: ((هذه القرية)) القرية مأخوذة من القري وهو التجمع وسميت القرية قرية لتجمع الناس بها، ومفهوم القرية في اللغة العربية يا غانم غير مفهومها في العرف، لأن مفهوم القرية في العرف البلد الصغير والكبير يسمى مدينة، ولكنه في اللغة العربية وهي لغة القرآن لا فرق، فالله تعالى سمى مكة أم القرى، القرى مع أن غير مكة فيه مدن عظيمة، مدن عظيمة جدا فسماها أم القرى وكذلك قال الله تعالى: (( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك )) والمراد بالتي بالقرية التي أخرجتك؟ مكة ، يقول: ((وكأين من قرية هي أشد قوة)) هذه معناها أنها كبيرة وعظيمة ومع ذلك سماها الله تعالى قرية، هذه القرية.
(( فكلوا منها حيث شئتم رغدا )) ((فكلوا منها حيث شئتم رغدا)) قوله: ((فكلوا منها))، ادخلوا فكلوا منها، الأمر هنا في قوله: ((ادخلوا)) هذا أمر كوني يصير ((فكلوا)) الأمر للإباحة يعني فأبحنا لكم أن تأكلوا منها ((حيث شئتم رغدا)) قوله : ((حيث شئتم)) يعني في أي مكان كنتم من البلد في وسطها أو أطرافها تأكلون ما تشاءون.
وقوله: ((رغدا)) أي طمأنينة وهنيئا لا أحد يعارضكم في ذلك ولا يمانعكم، ولا يقال إن هذا مثلا يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ) نقول لهذا أنهم ما هي غنائم هذه ،ولكنه أبيح لهم أن يأكلوا من هذه الأرض سواء كان بطريق الشراء أو بطريق المعاملة المزارعة أو ما أشبه ذلك.
(( وادخلوا الباب سجدا)) ((أدخلوا الباب)) أي باب؟ باب القرية ، ((ادخلوا الباب)) يعني باب القرية، لأن القرى يجعل لها أبواب تحميها من الداخل والخارج وقوله: ((الباب)) هذه أل للعهد، أي عهد هو؟
الطالب : ذهني.
الشيخ : ذهني، لأنه ما سبق ذكره وليس حضوريا، لأنه ليس بحاضر فيكون ذهنيا ويكون مفهوما من قوله: (( القرية)) لأنه قرية لها باب.
وقوله: ((سجدا)) منصوب على أنه حال من؟ من الواو في ((ادخلوا)) .
ما المراد بهذه السجود؟ قيل: المراد به الخضوع كقوله تعالى: ((ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب)) إلى آخره ، فالمراد به الخضوع.
وقيل: المراد به الركوع كقوله تعالى: ((ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا )).
وقيل: المراد به السجود حقيقة، لأنه ظاهر اللفظ، وعلى هذا القول لا يسلم بأن معنى الآية : (( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض)) معناها مطلق الخضوع بل هو سجود ولكل أحد سجود يناسبه، وكذلك لا يسلم بأن قوله: ((خروا له سجدا)) أي ركعوا له بل إنما هم سجدوا حقيقة لأن قوله: ((خروا)) يدل على ذلك، وعليه إذا قلنا بأن المراد بقوله: ((سجدا)) أي سجود حقيقة على الأرض يكون فيه إشكال، لأن دخولهم في هذه الحال متعذر إذ أن الإنسان إذا كان ساجدا ما يستطيع يدخل، هو ثابت في مكان اليس كذلك؟ ((ادخلوا الباب سجدا)) كيف يدخلون سجدا؟ فيقال الجواب على ذلك بسيط: هذه الحال ليست حال المقارنة بل هي حال في المستقبل، لأن الحال تارة تكون مقارنة للفعل وتارة تكون متأخرة عنه، فالمراد: إذا دخلتم الباب فاسجدوا لله تعالى شكرا على هذه النعمة، ولهذا لما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة صلى ثماني ركعات ضحى، من العلماء من قال: إنها سنة الضحى ومنهم من قال: إنها سنة الفتح وجعل هذا الفتح له سنة وإن الإنسان إذا دخل يصلي، وهذا أقرب بأننا إذا قلنا بأن المراد بالسجود حقيقته لم نخرج عن ظاهر اللفظ، والواجب علينا في التفسير القرآن وفي شرح الحديث أن نأخذ بأيش؟ بظاهر اللفظ ما لم يمنع منه مانع، إن منع منه مانع وإلا فالواجب الأخذ بظاهره إذا ((ادخلوا الباب سجدا)) يعني فإذا دخلتموه فاسجدوا حالا... .
وقوله: ((هذه القرية)) اختلف المفسرون في تعيين هذه القرية، والصواب أن المراد بها بيت المقدس، الصواب أن المراد بها بيت المقدس،لأن موسى قال لهم: ((ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم )).
وقوله: ((هذه القرية)) القرية مأخوذة من القري وهو التجمع وسميت القرية قرية لتجمع الناس بها، ومفهوم القرية في اللغة العربية يا غانم غير مفهومها في العرف، لأن مفهوم القرية في العرف البلد الصغير والكبير يسمى مدينة، ولكنه في اللغة العربية وهي لغة القرآن لا فرق، فالله تعالى سمى مكة أم القرى، القرى مع أن غير مكة فيه مدن عظيمة، مدن عظيمة جدا فسماها أم القرى وكذلك قال الله تعالى: (( وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك )) والمراد بالتي بالقرية التي أخرجتك؟ مكة ، يقول: ((وكأين من قرية هي أشد قوة)) هذه معناها أنها كبيرة وعظيمة ومع ذلك سماها الله تعالى قرية، هذه القرية.
(( فكلوا منها حيث شئتم رغدا )) ((فكلوا منها حيث شئتم رغدا)) قوله: ((فكلوا منها))، ادخلوا فكلوا منها، الأمر هنا في قوله: ((ادخلوا)) هذا أمر كوني يصير ((فكلوا)) الأمر للإباحة يعني فأبحنا لكم أن تأكلوا منها ((حيث شئتم رغدا)) قوله : ((حيث شئتم)) يعني في أي مكان كنتم من البلد في وسطها أو أطرافها تأكلون ما تشاءون.
وقوله: ((رغدا)) أي طمأنينة وهنيئا لا أحد يعارضكم في ذلك ولا يمانعكم، ولا يقال إن هذا مثلا يخالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ) نقول لهذا أنهم ما هي غنائم هذه ،ولكنه أبيح لهم أن يأكلوا من هذه الأرض سواء كان بطريق الشراء أو بطريق المعاملة المزارعة أو ما أشبه ذلك.
(( وادخلوا الباب سجدا)) ((أدخلوا الباب)) أي باب؟ باب القرية ، ((ادخلوا الباب)) يعني باب القرية، لأن القرى يجعل لها أبواب تحميها من الداخل والخارج وقوله: ((الباب)) هذه أل للعهد، أي عهد هو؟
الطالب : ذهني.
الشيخ : ذهني، لأنه ما سبق ذكره وليس حضوريا، لأنه ليس بحاضر فيكون ذهنيا ويكون مفهوما من قوله: (( القرية)) لأنه قرية لها باب.
وقوله: ((سجدا)) منصوب على أنه حال من؟ من الواو في ((ادخلوا)) .
ما المراد بهذه السجود؟ قيل: المراد به الخضوع كقوله تعالى: ((ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب)) إلى آخره ، فالمراد به الخضوع.
وقيل: المراد به الركوع كقوله تعالى: ((ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا )).
وقيل: المراد به السجود حقيقة، لأنه ظاهر اللفظ، وعلى هذا القول لا يسلم بأن معنى الآية : (( ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض)) معناها مطلق الخضوع بل هو سجود ولكل أحد سجود يناسبه، وكذلك لا يسلم بأن قوله: ((خروا له سجدا)) أي ركعوا له بل إنما هم سجدوا حقيقة لأن قوله: ((خروا)) يدل على ذلك، وعليه إذا قلنا بأن المراد بقوله: ((سجدا)) أي سجود حقيقة على الأرض يكون فيه إشكال، لأن دخولهم في هذه الحال متعذر إذ أن الإنسان إذا كان ساجدا ما يستطيع يدخل، هو ثابت في مكان اليس كذلك؟ ((ادخلوا الباب سجدا)) كيف يدخلون سجدا؟ فيقال الجواب على ذلك بسيط: هذه الحال ليست حال المقارنة بل هي حال في المستقبل، لأن الحال تارة تكون مقارنة للفعل وتارة تكون متأخرة عنه، فالمراد: إذا دخلتم الباب فاسجدوا لله تعالى شكرا على هذه النعمة، ولهذا لما فتح الرسول صلى الله عليه وسلم مكة صلى ثماني ركعات ضحى، من العلماء من قال: إنها سنة الضحى ومنهم من قال: إنها سنة الفتح وجعل هذا الفتح له سنة وإن الإنسان إذا دخل يصلي، وهذا أقرب بأننا إذا قلنا بأن المراد بالسجود حقيقته لم نخرج عن ظاهر اللفظ، والواجب علينا في التفسير القرآن وفي شرح الحديث أن نأخذ بأيش؟ بظاهر اللفظ ما لم يمنع منه مانع، إن منع منه مانع وإلا فالواجب الأخذ بظاهره إذا ((ادخلوا الباب سجدا)) يعني فإذا دخلتموه فاسجدوا حالا... .
2 - تفسير قوله تعالى : (( وإذ قلنا ادخلوا هـذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وقولوا حطةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ))
(( وقولوا حطة )) ((وقولوا حطة))، يعني قولوا هذه الكلمة ، قولوا هذه الكلمة، يعني حطة، وحطة اسم هيئة من الحط وهو التنزيل ومنه قولكم: حط رحله أو حط رحله أي أنزله، ومنه ما ورد في حديث الدعاء في سجود التلاوة واحطط عني بها وزرا فهم قيل لهم حطة أي فعلا من الحط وهو التنزيل والمراد: احطط عنا ذنوبنا فهي بمعنى: قولوا ربنا اغفر لنا يعني اطلبوا المغفرة من الله سبحانه وتعالى إذا دخلتم وسجدتم فهمتم ولا لا؟ إذا معنى حطة: احطط عنا ذنوبنا .
السائل : شيخ سجود الشكر هل في صلاة وإلا ؟
الشيخ : لا ، مستقل.
السائل : سجدة أو سجدتين؟
الشيخ : لا، سجدة واحدة.نعم قولوا حطة أي احطط عنا ذنوبنا وهو عبارة عن الاستغفار، ويش إعراب حطة ؟
الطالب : مفعول به.
الشيخ : طيب مفعول كان تكون منصوبا؟ يقولون خبر مبتدأ محذوف، التقدير: سؤالنا حطة، أو مسألتنا حطة أي مسألتنا أن تحط ذنوبنا والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب أيش؟ مقول قول.
((نغفر لكم)) وفي قراءة: (تغفر لكم)) وفي قراءة ثالثة: ((يغفر لكم)) ففيها ثلاث قراءات: ((نغفر لكم خطاياكم)) فيها: ((تغفر لكم خطاياكم)) ، فيها: ((يغفر لكم خطاياكم)) وكلها قراءات صحيحة بأيها قرأت أجزأك.
وقوله : ((نغفر لكم خطاياكم)) المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه، ستر الذنب معناه إن الله يستر ذنبك ويتجاوز عنك فلا يعاقبك عليه، هذه هي المغفرة، لأنها مأخوذة من المغفر ويش هو المغفر؟ ما يوقى به الرأس في الحرب كذا يا سيد؟ فهذا المغفر،
الطالب : خوذة تسمى يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم تسمى خوذة، هذا المغفر لأنه يستر ويقي، ومن فسر المغفرة بمجرد الستر فليس بصحيح، لأن الله تعالى إذا خلا بعبده المؤمن يوم القيامة وقرره بذنوبه قال: (قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) يعني أتجاوز وأسترها أيضا.
وقوله: ((خطاياكم)) أي جمع خطيئة نعم؟ الخطايا جمع الخطية كمطايا جمع مطية، والخطية ما يرتكبه الإنسان من المعاصي عن عمد، هذه الخطيئة، ما يرتكبه من المعاصي عن عمد، وأما ما ارتكبه عن غير عمد فيسمى إخطاء ولهذا فرق بين مخطئ وخاطئ، الخاطئ ملوم، والمخطئ معذور قال الله تعالى: ((لنسعفن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة)) وقال: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) أخطأنا فهو مخطئ، أخطأ فهو مخطئ وخطئ فهو خاطئ، فالخطية والخطيئة ما يرتكبه الإنسان من مخالفة عن عمد، فإن كان عن جهل فهو إخطاء وليس خطيئة، شف الآن لو فعلوا ذلك غفرت لهم خطاياهم زيادة على ذلك : ((وسنزيد المحسنين)) هذا فوق مغفرة الخطايا، فضل، وقوله : ((المحسنين)) الذين يقومون بالإحسان، والإحسان فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فمن عبد الله على هذا الوجه فهو محسن ولا شك أنهم لو قاموا بما أمروا به لكانوا من المحسنين ولكن
السائل : شيخ سجود الشكر هل في صلاة وإلا ؟
الشيخ : لا ، مستقل.
السائل : سجدة أو سجدتين؟
الشيخ : لا، سجدة واحدة.نعم قولوا حطة أي احطط عنا ذنوبنا وهو عبارة عن الاستغفار، ويش إعراب حطة ؟
الطالب : مفعول به.
الشيخ : طيب مفعول كان تكون منصوبا؟ يقولون خبر مبتدأ محذوف، التقدير: سؤالنا حطة، أو مسألتنا حطة أي مسألتنا أن تحط ذنوبنا والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب أيش؟ مقول قول.
((نغفر لكم)) وفي قراءة: (تغفر لكم)) وفي قراءة ثالثة: ((يغفر لكم)) ففيها ثلاث قراءات: ((نغفر لكم خطاياكم)) فيها: ((تغفر لكم خطاياكم)) ، فيها: ((يغفر لكم خطاياكم)) وكلها قراءات صحيحة بأيها قرأت أجزأك.
وقوله : ((نغفر لكم خطاياكم)) المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه، ستر الذنب معناه إن الله يستر ذنبك ويتجاوز عنك فلا يعاقبك عليه، هذه هي المغفرة، لأنها مأخوذة من المغفر ويش هو المغفر؟ ما يوقى به الرأس في الحرب كذا يا سيد؟ فهذا المغفر،
الطالب : خوذة تسمى يا شيخ؟
الشيخ : أي نعم تسمى خوذة، هذا المغفر لأنه يستر ويقي، ومن فسر المغفرة بمجرد الستر فليس بصحيح، لأن الله تعالى إذا خلا بعبده المؤمن يوم القيامة وقرره بذنوبه قال: (قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم) يعني أتجاوز وأسترها أيضا.
وقوله: ((خطاياكم)) أي جمع خطيئة نعم؟ الخطايا جمع الخطية كمطايا جمع مطية، والخطية ما يرتكبه الإنسان من المعاصي عن عمد، هذه الخطيئة، ما يرتكبه من المعاصي عن عمد، وأما ما ارتكبه عن غير عمد فيسمى إخطاء ولهذا فرق بين مخطئ وخاطئ، الخاطئ ملوم، والمخطئ معذور قال الله تعالى: ((لنسعفن بالناصية ناصية كاذبة خاطئة)) وقال: (( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا )) أخطأنا فهو مخطئ، أخطأ فهو مخطئ وخطئ فهو خاطئ، فالخطية والخطيئة ما يرتكبه الإنسان من مخالفة عن عمد، فإن كان عن جهل فهو إخطاء وليس خطيئة، شف الآن لو فعلوا ذلك غفرت لهم خطاياهم زيادة على ذلك : ((وسنزيد المحسنين)) هذا فوق مغفرة الخطايا، فضل، وقوله : ((المحسنين)) الذين يقومون بالإحسان، والإحسان فسره رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بأن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) فمن عبد الله على هذا الوجه فهو محسن ولا شك أنهم لو قاموا بما أمروا به لكانوا من المحسنين ولكن
تفسير قوله تعالى : (( فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ))
(( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) شف ما قالوا حطة بدلوه ((بدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) يعني قوله: ((بدل الذين ظلموا قولا)) هذا في الحقيقة فيه إشكال يعني هم بدلوا القول غير الذي قيل لهم وإلا بدلوا القول الذي قيل لهم ؟ بدلوا القول الذي قيل لهم؟ وإلا بدلوا قولا غير الذي قيل لهم ؟
الطالب : قولا غير الذي قيل لهم، قالوا غير الذي قيل لهم .
الشيخ : أي لكن كلمة بدل تقول: بدلت الشاة بالخروف؟
الطالب : بدلوا القول الذي قيل لهم.
الشيخ : أي وهم يقول بدلوا قولا غير الذي قيل لهم نعم؟
الطالب: نفسه .
الشيخ : لا ما هو نفسه فيه فرق، ((بدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) قولا معروفا لكن الذي نأخذ المعنى من اللفظ أيش هو الآن هل في الآية قلب؟ ولا فيها تضمين؟ إذا أخذنا بظاهر اللفظ يصير: بدلوا قولا غير الذي قيل لهم مع أنهم بدلوا القول الذي قيل لهم، بدلوه بقول آخر نعم؟ طيب إذا اختلف الناس في تخريج هذه الآية فقيل: إن معنى بدل أي: قالوا، فقال الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم تبديلا يعني معناه قصدهم التبديل والمخالفة لا أنهم أخطئوا أو نسوا أو ما أشبه ذلك، يصير هنا التبديل من أحسن ما يكون، لأنه تضمن أنهم قالوا قولا غير الذي قيل لهم ولا لا؟ وقالوه بقصد أيش ؟ التبديل والمخالفة، وهذا أشد من مما لو قالوه نسيانا أو ما أشبه ذلك وإنما قالوه تبديلا، يصير هنا ضمن بدل معنى قال، ولكنه عبر بالتبديل عن القول لأجل أن يتبين أن هؤلاء الذين قالوا غير الذين قيل لهم غلبهم بذلك التبديل أي المخالفة واضح؟ أي نعم.
وقال بعضهم إن الآية فيها حذف والتقدير: فبدل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم، فيكون في الآية حذف، تقدير: فبدل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم، ولكن ما دام يمكن تخريج الآية بدون حذف فهو أولى من تخريجها على أمر فيه حذف. يكون معنى بدل قال ولكنه عبر عن القول بالتبديل إشارة إلى أي شيء؟ إلى المخالفة، إلى أنهم قالوا ذلك من أجل المخالفة والتبديل والتغيير.
وقوله: ((الذين ظلموا قولا)) ما قال: فبدلوا نعم؟ أو فبدلتم بل أظهر في موضع الإضمار، وللإظهار في موضع الإظهار فوائد، أما فهمتم؟ نعم، ما قال فبدلتم أو قال فبدلوا بل قال: ((فبدل الذين ظلموا)) أظهر في موضع الإضمار وللإظهار في موضع الإضمار فوائد من يعرفها؟ مرت علينا .
الطالب : التشنيع.
الشيخ : كيف التشنيع؟ يعني صدق اتصاف هؤلاء بهذا الوصف؟ يعني معناه أن هؤلاء أي مكان في موضع الإظهار فإن له فوائد: الفائدة الأولى: تحقق أو تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف، يعني معنى ذلك أن هؤلاء يكون ظالمين معناه الحكم على هؤلاء بالظلم هذه فائدة، إذا فائدتها الحكم على مرجع الضمير بهذا الوصف الذي أظهر واضح؟.
ثانيا: أن هذا مقياس لغيرهم أيضا فكل من بدل قولا غير الذي قيل له فهو ظالم فيؤخذ منه تعميم الحكم بعموم علة الوصف ، تعميم الحكم بعموم علة الوصف واضح هذا لفائدتين، قد يكون هناك فوائد أخرى يمكن تأتي في آخر الآية .
الطالب : تبديل ما هو تبديل هل المعني نحن مأمورين بالإسلام طبعا أو مأمورون بالصلاة وهل يترك الصلاة يكون يعني وكل شيء يكون على طريق غير طريق الإسلام هذا التبديل؟
الشيخ : هذا التبديل نعم.طيب من الذي قالوا بدل أمر الله لهم بأن يقولوا حطة؟
قالوا كما ثبت في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام (حنطة في شعيرة) بدلا من أن يطلب منهم أن يسألوا الله مغفرة الذنوب قالوا نبغي طعام نبغي أكل حنطة في شعيرة نعم؟ إذا فرق بين هذا وهذا، الله أمرهم أن يستغفروا من ذنوبهم التي ارتكبوها، وهؤلاء طلبوا أمرا يملئون به بطونهم، دخول الباب سجدا يقول ابن عباس وغيره: إنهم دخلوا زحفا على أدبارهم ـ أعوذ بالله ـ استهزاء بالله سبحانه وتعالى الذي أمرهم أن يدخلوا سجدا شكرا لله على نعمة الفتح قالوا لا ولا ندخل ولا نمشي نعم؟ نمشي على أدبارنا ـ أعوذ بالله ـ يعني يزحفون زحفا. وبعضهم ذكر إنهم رجعوا على الوراء أيضا ما مشوا مستقبلين، وأما القول فبدلوه أيضا فبدلوا القول والفعل، بدلوا القول والفعل، وقد حصل هذا لبعض هذه الأمة كان صوت العرب إبان حرب الأيام الستة كما تقول اليهود كان يقول: غدا تغني أم كلثوم في تل أبيب نعم؟ يعني شكرا لله على هذه النعمة إن المغنية تروح تغني البلاد المفتوحة، لكن في الحقيقة غنت طائرات اليهود على طائرات هذا الطائر فصار الأمر بالعكس والحقيقة أنها مثل سوء، لأن هذا يشبه قول أبي جهل لا نرجع حتى نبلغ بدرا ونسقي الخمور وتضرب علينا الخيام، شف أهداف العرب الآن من هذه الحرب مع اليهود كيف هي؟ مجرد أمر دنيوي فقط أن يغلبوا ويستولوا، لكن لإقامة دين الله لا، لأن الذي يقيم دين الله إذا فتح بلاد الله يخلي المغنيات يغنن؟ في يوم فتح؟ الرسول عليه الصلاة والسلام دخل عام الفتح وهو مطأطئ الرأس حتى إن عليه الصلاة والسلام إن هذه العنفقة تكاد تمس الرحل من شدة خفض رأسه عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ القرآن: (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )) فيه فرق بين هذا وهذا أي نعم، فأقول إن من هذه الأمة من فعل مثل هؤلاء اليهود ما دخلوا خاضعين ساجدين ولا قائلين: (( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا )) ولكنهم قالوا ندخل مغنين أصحاب القيان يغنين علينا، وهذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
الطالب : قولا غير الذي قيل لهم، قالوا غير الذي قيل لهم .
الشيخ : أي لكن كلمة بدل تقول: بدلت الشاة بالخروف؟
الطالب : بدلوا القول الذي قيل لهم.
الشيخ : أي وهم يقول بدلوا قولا غير الذي قيل لهم نعم؟
الطالب: نفسه .
الشيخ : لا ما هو نفسه فيه فرق، ((بدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) قولا معروفا لكن الذي نأخذ المعنى من اللفظ أيش هو الآن هل في الآية قلب؟ ولا فيها تضمين؟ إذا أخذنا بظاهر اللفظ يصير: بدلوا قولا غير الذي قيل لهم مع أنهم بدلوا القول الذي قيل لهم، بدلوه بقول آخر نعم؟ طيب إذا اختلف الناس في تخريج هذه الآية فقيل: إن معنى بدل أي: قالوا، فقال الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم تبديلا يعني معناه قصدهم التبديل والمخالفة لا أنهم أخطئوا أو نسوا أو ما أشبه ذلك، يصير هنا التبديل من أحسن ما يكون، لأنه تضمن أنهم قالوا قولا غير الذي قيل لهم ولا لا؟ وقالوه بقصد أيش ؟ التبديل والمخالفة، وهذا أشد من مما لو قالوه نسيانا أو ما أشبه ذلك وإنما قالوه تبديلا، يصير هنا ضمن بدل معنى قال، ولكنه عبر بالتبديل عن القول لأجل أن يتبين أن هؤلاء الذين قالوا غير الذين قيل لهم غلبهم بذلك التبديل أي المخالفة واضح؟ أي نعم.
وقال بعضهم إن الآية فيها حذف والتقدير: فبدل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم، فيكون في الآية حذف، تقدير: فبدل الذين ظلموا بالقول الذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم، ولكن ما دام يمكن تخريج الآية بدون حذف فهو أولى من تخريجها على أمر فيه حذف. يكون معنى بدل قال ولكنه عبر عن القول بالتبديل إشارة إلى أي شيء؟ إلى المخالفة، إلى أنهم قالوا ذلك من أجل المخالفة والتبديل والتغيير.
وقوله: ((الذين ظلموا قولا)) ما قال: فبدلوا نعم؟ أو فبدلتم بل أظهر في موضع الإضمار، وللإظهار في موضع الإظهار فوائد، أما فهمتم؟ نعم، ما قال فبدلتم أو قال فبدلوا بل قال: ((فبدل الذين ظلموا)) أظهر في موضع الإضمار وللإظهار في موضع الإضمار فوائد من يعرفها؟ مرت علينا .
الطالب : التشنيع.
الشيخ : كيف التشنيع؟ يعني صدق اتصاف هؤلاء بهذا الوصف؟ يعني معناه أن هؤلاء أي مكان في موضع الإظهار فإن له فوائد: الفائدة الأولى: تحقق أو تحقيق اتصاف محل المضمر بهذا الوصف، يعني معنى ذلك أن هؤلاء يكون ظالمين معناه الحكم على هؤلاء بالظلم هذه فائدة، إذا فائدتها الحكم على مرجع الضمير بهذا الوصف الذي أظهر واضح؟.
ثانيا: أن هذا مقياس لغيرهم أيضا فكل من بدل قولا غير الذي قيل له فهو ظالم فيؤخذ منه تعميم الحكم بعموم علة الوصف ، تعميم الحكم بعموم علة الوصف واضح هذا لفائدتين، قد يكون هناك فوائد أخرى يمكن تأتي في آخر الآية .
الطالب : تبديل ما هو تبديل هل المعني نحن مأمورين بالإسلام طبعا أو مأمورون بالصلاة وهل يترك الصلاة يكون يعني وكل شيء يكون على طريق غير طريق الإسلام هذا التبديل؟
الشيخ : هذا التبديل نعم.طيب من الذي قالوا بدل أمر الله لهم بأن يقولوا حطة؟
قالوا كما ثبت في الحديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام (حنطة في شعيرة) بدلا من أن يطلب منهم أن يسألوا الله مغفرة الذنوب قالوا نبغي طعام نبغي أكل حنطة في شعيرة نعم؟ إذا فرق بين هذا وهذا، الله أمرهم أن يستغفروا من ذنوبهم التي ارتكبوها، وهؤلاء طلبوا أمرا يملئون به بطونهم، دخول الباب سجدا يقول ابن عباس وغيره: إنهم دخلوا زحفا على أدبارهم ـ أعوذ بالله ـ استهزاء بالله سبحانه وتعالى الذي أمرهم أن يدخلوا سجدا شكرا لله على نعمة الفتح قالوا لا ولا ندخل ولا نمشي نعم؟ نمشي على أدبارنا ـ أعوذ بالله ـ يعني يزحفون زحفا. وبعضهم ذكر إنهم رجعوا على الوراء أيضا ما مشوا مستقبلين، وأما القول فبدلوه أيضا فبدلوا القول والفعل، بدلوا القول والفعل، وقد حصل هذا لبعض هذه الأمة كان صوت العرب إبان حرب الأيام الستة كما تقول اليهود كان يقول: غدا تغني أم كلثوم في تل أبيب نعم؟ يعني شكرا لله على هذه النعمة إن المغنية تروح تغني البلاد المفتوحة، لكن في الحقيقة غنت طائرات اليهود على طائرات هذا الطائر فصار الأمر بالعكس والحقيقة أنها مثل سوء، لأن هذا يشبه قول أبي جهل لا نرجع حتى نبلغ بدرا ونسقي الخمور وتضرب علينا الخيام، شف أهداف العرب الآن من هذه الحرب مع اليهود كيف هي؟ مجرد أمر دنيوي فقط أن يغلبوا ويستولوا، لكن لإقامة دين الله لا، لأن الذي يقيم دين الله إذا فتح بلاد الله يخلي المغنيات يغنن؟ في يوم فتح؟ الرسول عليه الصلاة والسلام دخل عام الفتح وهو مطأطئ الرأس حتى إن عليه الصلاة والسلام إن هذه العنفقة تكاد تمس الرحل من شدة خفض رأسه عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ القرآن: (( إنا فتحنا لك فتحا مبينا )) فيه فرق بين هذا وهذا أي نعم، فأقول إن من هذه الأمة من فعل مثل هؤلاء اليهود ما دخلوا خاضعين ساجدين ولا قائلين: (( ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا )) ولكنهم قالوا ندخل مغنين أصحاب القيان يغنين علينا، وهذا مصداق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لتركبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)
فوائد الآية (( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون ))
(( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقنكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ))
يستفاد من قوله تعالى: ((وظللنا عليكم الغمام)) : نعمة الله تبارك تعالى بما هيأه لعباده من الظل، فإن الظل عن الحر من نعم الله على العبد لقوله: ((وظللنا عليكم الغمام)) وقال الله تعالى: ((وجعل لكم من الجبال أكنانا)) تكنكم عن الحر وعن البرد أيضا .
وفيها أيضا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى حيث جعل الغمام ظلا على هؤلاء وأنه هو الذي يسوق الغمام ويدبره تبارك وتعالى كما يشاء .
وفيها أيضا بيان نعمة الله على بني إسرائيل بإنزال المن والسلوى طعاما وشراب يأتيهم بدون تعب وبدون مشقة، ولهذا وصف بالمن .
وفيها أيضا دليل على أن لحم الطيور من أفضل اللحوم، لأن الله هيأ لهم هذه الطيور لم يهيأ لهم ضباع ولا أرانب وإنما هيأ لهم الطيور وهو أيضا لحم أهل الجنة (( ولحم طير مما يشتهون )).
وفيها أيضا دليل على أن الإنسان إذا أنعم الله عليه بنعمة فينبغي أن يتبسط بها ولا يحرم نفسه منها لقوله: ((كلوا من طيبات ما رزقنكم)) فإن الإنسان ما ينبغي أن يتعفف عن الشيء المباح، ولهذا قال شيخ الإسلام : من امتنع من أكل الطيبات لغير سبب شرعي فهو مذموم، وهذا صحيح لأنه ترك ما أباحه الله له وكأنه يقول: إنه لا يريد أن يكون لله عليه منة، فالإنسان ما ينبغي أن يمتنع عن الطيبات إلا لسبب شرعي، والسبب الشرعي قد يكون لسبب يتعلق ببدنه، وقد يكون لسبب يتعلق بدينه، وقد يكون لسبب يتعلق بغيره، قد يمتنع الإنسان من اللحم لأن بدنه لا يقبله فيكون تركه له من باب الحمية، قد يترك الإنسان اللحم لأنه يخشى أن تتسلى به نفسه حتى يكون همه أن يذهب طيباته في حياته الدنيا،، قد يترك الإنسان الطيب من الرزق مراعاة لغيره مثل ما يذكر عن عمر رضي الله عنه في عام الرمادة عام الجدب المشهور أنه كان لا يأكل الخبز إلا بالنبيذ ما يأكله باللحم، لأنه ما يمكن يقول ما يمكن أن أشبع من اللحم والأمة جائعة فيكون ذلك لغيره، المهم إنه إذا امتنع من الطيبات بسبب شرعي فليس بمذموم وإن امتنع منها تعففا فإنه مذموم نعم ما في سؤال إذا كنا نأخذ الفوائد ما في سؤال.
وفيها أيضا دليل على أن بني إسرائيل كفروا هذه النعمة لقوله: ((ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)).
وفيها من الفوائد أن العاصي لا يظلم الله وإنما يظلم نفسه، لكن يصح أن نقول هذا الرجل ظالم لنفسه في حق الله وفي حق الناس ما هو ظالم لله، ظالم لنفسه في حق الله وفي حق الناس، نعم فوائد هذه فوائد الآية انتهى بما أعلم.
نعم فيها أيضا فوائد أن كلما حصل مما نأكل فهو من رزق الله لقوله: ((ما رزقنكم)).
وفيها أن المباح من الرزق هو الطيب لقوله: كلوا من طيبات، وأن الخبيث لم يأمر الله بأكله بل إنه حرمه.
يستفاد من قوله تعالى: ((وظللنا عليكم الغمام)) : نعمة الله تبارك تعالى بما هيأه لعباده من الظل، فإن الظل عن الحر من نعم الله على العبد لقوله: ((وظللنا عليكم الغمام)) وقال الله تعالى: ((وجعل لكم من الجبال أكنانا)) تكنكم عن الحر وعن البرد أيضا .
وفيها أيضا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى حيث جعل الغمام ظلا على هؤلاء وأنه هو الذي يسوق الغمام ويدبره تبارك وتعالى كما يشاء .
وفيها أيضا بيان نعمة الله على بني إسرائيل بإنزال المن والسلوى طعاما وشراب يأتيهم بدون تعب وبدون مشقة، ولهذا وصف بالمن .
وفيها أيضا دليل على أن لحم الطيور من أفضل اللحوم، لأن الله هيأ لهم هذه الطيور لم يهيأ لهم ضباع ولا أرانب وإنما هيأ لهم الطيور وهو أيضا لحم أهل الجنة (( ولحم طير مما يشتهون )).
وفيها أيضا دليل على أن الإنسان إذا أنعم الله عليه بنعمة فينبغي أن يتبسط بها ولا يحرم نفسه منها لقوله: ((كلوا من طيبات ما رزقنكم)) فإن الإنسان ما ينبغي أن يتعفف عن الشيء المباح، ولهذا قال شيخ الإسلام : من امتنع من أكل الطيبات لغير سبب شرعي فهو مذموم، وهذا صحيح لأنه ترك ما أباحه الله له وكأنه يقول: إنه لا يريد أن يكون لله عليه منة، فالإنسان ما ينبغي أن يمتنع عن الطيبات إلا لسبب شرعي، والسبب الشرعي قد يكون لسبب يتعلق ببدنه، وقد يكون لسبب يتعلق بدينه، وقد يكون لسبب يتعلق بغيره، قد يمتنع الإنسان من اللحم لأن بدنه لا يقبله فيكون تركه له من باب الحمية، قد يترك الإنسان اللحم لأنه يخشى أن تتسلى به نفسه حتى يكون همه أن يذهب طيباته في حياته الدنيا،، قد يترك الإنسان الطيب من الرزق مراعاة لغيره مثل ما يذكر عن عمر رضي الله عنه في عام الرمادة عام الجدب المشهور أنه كان لا يأكل الخبز إلا بالنبيذ ما يأكله باللحم، لأنه ما يمكن يقول ما يمكن أن أشبع من اللحم والأمة جائعة فيكون ذلك لغيره، المهم إنه إذا امتنع من الطيبات بسبب شرعي فليس بمذموم وإن امتنع منها تعففا فإنه مذموم نعم ما في سؤال إذا كنا نأخذ الفوائد ما في سؤال.
وفيها أيضا دليل على أن بني إسرائيل كفروا هذه النعمة لقوله: ((ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)).
وفيها من الفوائد أن العاصي لا يظلم الله وإنما يظلم نفسه، لكن يصح أن نقول هذا الرجل ظالم لنفسه في حق الله وفي حق الناس ما هو ظالم لله، ظالم لنفسه في حق الله وفي حق الناس، نعم فوائد هذه فوائد الآية انتهى بما أعلم.
نعم فيها أيضا فوائد أن كلما حصل مما نأكل فهو من رزق الله لقوله: ((ما رزقنكم)).
وفيها أن المباح من الرزق هو الطيب لقوله: كلوا من طيبات، وأن الخبيث لم يأمر الله بأكله بل إنه حرمه.
5 - فوائد الآية (( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولـكن كانوا أنفسهم يظلمون )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( وإذ قلنا ادخلوا هـذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ))
ثم قال الله تعالى: (( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين ))
فيه إثبات القول لله عزوجل وهذا القول على لسان من ؟ موسى، ففيه إثبات القول وأن الله يقول، وهو قول صحيح حقيقي وإلا مجازي؟ حقيقي بصوت وبحرف، لكن صوته سبحانه وتعالى لا يشبهه شيء من أصوات المخلوقين ولا يمكن للإنسان أن يتخيله هذا الصوت لأنه عظيم .
وفيها أيضا دليل على أن الله تعالى أباح لبني إسرائيل دخول بيت المقدس لقوله: ((ادخلوا هذه القرية )) .
وفيها أيضا وعد الله لهم بدخولها، من أين يؤخذ الوعد؟ من الأمر بالدخول يعني كأنه يقول فتحنا لكم الأبواب فادخلوا .
وفيه أيضا دليل على جواز أكلهم أي بني إسرائيل من هذه القرية التي دخلوها ولكن بعوض وإلا بغير عوض؟ بعوض أي نعم ما يباح لهم الغنائم كما يباح لنا ولكن معناه أن لكم أن تأكلوا منها حيث شئتم رغدا هنيئا لم يحجر عليكم إنما ليس على سبيل الغنيمة، ويمكن أن يقال لهم أن يأكلوا ولا يملكوا، ولا يتملكوا، ليصير هذا ليس من باب الغنيمة مثلما إني إذا مررت في الشريعة الإسلامية إذا مررت ببستان فلي أن آكل ولكن ما أتملك الخصوصية التي اختصت بهذه الأمة هي ملك الغنيمة أما أن ينتفعوا من ثمار البلاد التي دخلوها فهو جائز لهم حتى في شريعتنا.
وفيها أيضا دليل على أنه يجب على من نصره الله وفتح له البلاد أن يدخلها على وجه الذل والخضوع، لقوله: (( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة )) وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة دخلها مطأطئا رأسه ولما قال: سعد بن عبادة رضي الله عنه: (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة) وبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: (كذب سعد بل اليوم تعظم الكعبة) ثم أخذ الراية منه و أعطاها ابنه قيس بن عبادة تعزيرا له لما قال هذه الكلمة وإن كان قد قالها بحسن قصد لكنه بغير فهم، قالها بحسن قصد لكن بغير فهم، والنبي عليه الصلاة والسلام بين إن اليوم هذا ما هو تستحل الكعبة بل هو تعظيم الكعبة لأنه تطهيرها من الأصنام وتحويل البلاد إلى بلاد إسلامية بعد أن كانت بلاد كفر، فهل هذا فيه استحلال الكعبة؟ أبدا بل فيه تعظيم الكعبة لكن فيه استحلا ل الطغاة المعتدين على الكعبة وإلا لا؟ أي نعم هذا صحيح.
وفي هذا دليل على لؤم بني إسرائيل ومضادتهم لله ورسله، لأنهم لم يدخلوا الباب سجدا بل دخلوا يزحفون على أستاهم يرجعون وراء يزحفون ويرجعون وراء ـ أعوذ بالله ـ استكبارا واستهزاء وقالوا بدل حطة أيش؟ حنطة في شعرة أو في شعيرة، نبغي بس شيء نملأ بطوننا نعم؟ ما نبغي مغفرة ذنوبنا ـ والعياذ بالله ـ.
وفيها دليل على قبح التأويل والتحريف، لأن هؤلاء حرفوا، وقد شبه ابن القيم رحمه الله لام استولى عند الجهمية بنون اليهود في حنطة نعم؟ المعتزلة والجهمية والأشعرية أيضا قالوا: استوى أي استولى، فاللام في استوى عندهم التي زيدت مثل النون التي زيدت في حطة قالوا حنطة وهذا صحيح، فهم حرفوا في الحقيقة حرفوا بنو إسرائيل حرفوا اللفظ والمعنى وأولئك حرفوا المعنى، لأنهم ما يستطيعون أن يحرفوا اللفظ إذ أنهم لو حرفوا لفظ القرآن لقامت عليهم الأمة وعرف ضلالهم، إذا فيه بيان قبح التحريف، تحريف الكلم عن مواضعه سواء كان لفظيا أو معنويا .
وفيها أيضا أن الجهاد مع الخضوع لله عزوجل والاستغفار سبب للمغفرة، لقوله: ((نغفر لكم خطاياكم)) وللاستزادة أيضا من الفضل لقوله يا غانم؟ ((وسنزيد المحسنين)) .
وفيها أيضا دليل على أن الإحسان سبب للزيادة، سواء كان إحسانا في عبادة الله أو إحسانا إلى عباد الله، فإن الإحسان سبب للزيادة، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ( ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ). وفيه أيضا: أن التحريف انتهى الكلام على الآية التي نتكلم عليها .
فيه إثبات القول لله عزوجل وهذا القول على لسان من ؟ موسى، ففيه إثبات القول وأن الله يقول، وهو قول صحيح حقيقي وإلا مجازي؟ حقيقي بصوت وبحرف، لكن صوته سبحانه وتعالى لا يشبهه شيء من أصوات المخلوقين ولا يمكن للإنسان أن يتخيله هذا الصوت لأنه عظيم .
وفيها أيضا دليل على أن الله تعالى أباح لبني إسرائيل دخول بيت المقدس لقوله: ((ادخلوا هذه القرية )) .
وفيها أيضا وعد الله لهم بدخولها، من أين يؤخذ الوعد؟ من الأمر بالدخول يعني كأنه يقول فتحنا لكم الأبواب فادخلوا .
وفيه أيضا دليل على جواز أكلهم أي بني إسرائيل من هذه القرية التي دخلوها ولكن بعوض وإلا بغير عوض؟ بعوض أي نعم ما يباح لهم الغنائم كما يباح لنا ولكن معناه أن لكم أن تأكلوا منها حيث شئتم رغدا هنيئا لم يحجر عليكم إنما ليس على سبيل الغنيمة، ويمكن أن يقال لهم أن يأكلوا ولا يملكوا، ولا يتملكوا، ليصير هذا ليس من باب الغنيمة مثلما إني إذا مررت في الشريعة الإسلامية إذا مررت ببستان فلي أن آكل ولكن ما أتملك الخصوصية التي اختصت بهذه الأمة هي ملك الغنيمة أما أن ينتفعوا من ثمار البلاد التي دخلوها فهو جائز لهم حتى في شريعتنا.
وفيها أيضا دليل على أنه يجب على من نصره الله وفتح له البلاد أن يدخلها على وجه الذل والخضوع، لقوله: (( وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة )) وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة دخلها مطأطئا رأسه ولما قال: سعد بن عبادة رضي الله عنه: (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة) وبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام قال: (كذب سعد بل اليوم تعظم الكعبة) ثم أخذ الراية منه و أعطاها ابنه قيس بن عبادة تعزيرا له لما قال هذه الكلمة وإن كان قد قالها بحسن قصد لكنه بغير فهم، قالها بحسن قصد لكن بغير فهم، والنبي عليه الصلاة والسلام بين إن اليوم هذا ما هو تستحل الكعبة بل هو تعظيم الكعبة لأنه تطهيرها من الأصنام وتحويل البلاد إلى بلاد إسلامية بعد أن كانت بلاد كفر، فهل هذا فيه استحلال الكعبة؟ أبدا بل فيه تعظيم الكعبة لكن فيه استحلا ل الطغاة المعتدين على الكعبة وإلا لا؟ أي نعم هذا صحيح.
وفي هذا دليل على لؤم بني إسرائيل ومضادتهم لله ورسله، لأنهم لم يدخلوا الباب سجدا بل دخلوا يزحفون على أستاهم يرجعون وراء يزحفون ويرجعون وراء ـ أعوذ بالله ـ استكبارا واستهزاء وقالوا بدل حطة أيش؟ حنطة في شعرة أو في شعيرة، نبغي بس شيء نملأ بطوننا نعم؟ ما نبغي مغفرة ذنوبنا ـ والعياذ بالله ـ.
وفيها دليل على قبح التأويل والتحريف، لأن هؤلاء حرفوا، وقد شبه ابن القيم رحمه الله لام استولى عند الجهمية بنون اليهود في حنطة نعم؟ المعتزلة والجهمية والأشعرية أيضا قالوا: استوى أي استولى، فاللام في استوى عندهم التي زيدت مثل النون التي زيدت في حطة قالوا حنطة وهذا صحيح، فهم حرفوا في الحقيقة حرفوا بنو إسرائيل حرفوا اللفظ والمعنى وأولئك حرفوا المعنى، لأنهم ما يستطيعون أن يحرفوا اللفظ إذ أنهم لو حرفوا لفظ القرآن لقامت عليهم الأمة وعرف ضلالهم، إذا فيه بيان قبح التحريف، تحريف الكلم عن مواضعه سواء كان لفظيا أو معنويا .
وفيها أيضا أن الجهاد مع الخضوع لله عزوجل والاستغفار سبب للمغفرة، لقوله: ((نغفر لكم خطاياكم)) وللاستزادة أيضا من الفضل لقوله يا غانم؟ ((وسنزيد المحسنين)) .
وفيها أيضا دليل على أن الإحسان سبب للزيادة، سواء كان إحسانا في عبادة الله أو إحسانا إلى عباد الله، فإن الإحسان سبب للزيادة، وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) ( ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ). وفيه أيضا: أن التحريف انتهى الكلام على الآية التي نتكلم عليها .
6 - فوائد الآية (( وإذ قلنا ادخلوا هـذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين )) أستمع حفظ
فوائد الآية (( فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم ))
ثم قال الله تعالى: (( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون))
قال: ((فبدل الذين ظلموا)) فيه دليل على تحريم التبديل في كلمات الله وهو تحريفها، من أين يؤخذ؟ من وصفهم بالظلم ((فبدل الذين ظلموا قولا)) .
وفيه دليل على ذكر بعض الشيء ويستدل عليه ويستغنى به عن ذكر الثاني، مثلا هنا هل بنو إسرائيل خالفوا في القول؟ أو في القول والفعل؟ الآية الكريمة تقول: ((فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) بالقول فقط و سكت عن الفعل، لكنه قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: (أنهم دخلوا يزحفون علي أستاهم ) فيكون قد بدلوا القول والفعل نعم؟ فإذا يمكن أن يقال ((بدلوا قولا غير الذي قيل لهم)) بمعنى جعلوا قول الله عزوجل الذي فيه الأمر بالسجود والأمر بقول الحطة بدلو هذا القول كله يعني المراد ما هو بنفس القول الذي هو قسيم الفعل ولكن بدلوا قول الله بقول آخر، كأنه قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم كأنه قيل لهم قولا أو قول غير الذي قيل لهم، فإذا فيكون التبديل تبديل القول فقط وإلا تبديل الفعل فقط وإلا القول والفعل ؟
الطالب : الفعل والقول.
الشيخ : لا لا ما هو موجود في القرآن القول، نقول موجب القرآن القول إن قلنا إن قوله تعالى: ((فبدل الذين ظلموا قولا)) أي بدلوا بالقول قولا بمعنى اعتادوا عما يقولون هم ، اعتادوا عما يقولون قولا آخر، حينئذ لو فسرنا الآية بهذا التفسير نقول سكت عن الفعل الذي جعلوه بدلا عما أمروا به، أما إذا قلنا إن معنى قوله: (( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )) يعني معنى حولوا كل ما قيل لهم، حولوا ما قيل لهم إلى قول آخر يعني كأنهم أمروا بأن يزحفوا على أستاهم وأن يقولوا حنطة في شعرة، فكأنهم بدلوا أصل القول الذي قيل بقول آخر امتثلوه، وعلى هذا فتكون الآية شاملة لتبديل القول والفعل، شاملة لتبديل القول والفعل ولا يبقى فيها إشكال، وفي الحقيقة حتى لو فرض أننا فسرناها بالأول وأنهم قالوا غير ما قيل لهم نعم؟ فإن الحديث صحيح في ذلك وصريح أنهم أيضا بدلوا الفعل .
الطالب : ذكر بعض الشيء يستغنى عن الآخر؟
الشيخ :هذا إذا قلنا إن القول الذي بدلوه يعني القول الواقع منهم، أما إذا قلنا إنهم بدلوا قولا غير الذي قيل لهم أي جعلوا أمر الله لهم أمرا بشيء آخر وهو ما فعلوه، يعني كأنهم حرفوا أمر الله أي قول الله نعم؟ فحينئذ ما يصير من باب ذكر أحد الطرفين استغناء به عن ذكر الآخر والله أعلم بما أراد في كلامه.
قال: ((فبدل الذين ظلموا)) فيه دليل على تحريم التبديل في كلمات الله وهو تحريفها، من أين يؤخذ؟ من وصفهم بالظلم ((فبدل الذين ظلموا قولا)) .
وفيه دليل على ذكر بعض الشيء ويستدل عليه ويستغنى به عن ذكر الثاني، مثلا هنا هل بنو إسرائيل خالفوا في القول؟ أو في القول والفعل؟ الآية الكريمة تقول: ((فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم)) بالقول فقط و سكت عن الفعل، لكنه قد ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: (أنهم دخلوا يزحفون علي أستاهم ) فيكون قد بدلوا القول والفعل نعم؟ فإذا يمكن أن يقال ((بدلوا قولا غير الذي قيل لهم)) بمعنى جعلوا قول الله عزوجل الذي فيه الأمر بالسجود والأمر بقول الحطة بدلو هذا القول كله يعني المراد ما هو بنفس القول الذي هو قسيم الفعل ولكن بدلوا قول الله بقول آخر، كأنه قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم كأنه قيل لهم قولا أو قول غير الذي قيل لهم، فإذا فيكون التبديل تبديل القول فقط وإلا تبديل الفعل فقط وإلا القول والفعل ؟
الطالب : الفعل والقول.
الشيخ : لا لا ما هو موجود في القرآن القول، نقول موجب القرآن القول إن قلنا إن قوله تعالى: ((فبدل الذين ظلموا قولا)) أي بدلوا بالقول قولا بمعنى اعتادوا عما يقولون هم ، اعتادوا عما يقولون قولا آخر، حينئذ لو فسرنا الآية بهذا التفسير نقول سكت عن الفعل الذي جعلوه بدلا عما أمروا به، أما إذا قلنا إن معنى قوله: (( فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم )) يعني معنى حولوا كل ما قيل لهم، حولوا ما قيل لهم إلى قول آخر يعني كأنهم أمروا بأن يزحفوا على أستاهم وأن يقولوا حنطة في شعرة، فكأنهم بدلوا أصل القول الذي قيل بقول آخر امتثلوه، وعلى هذا فتكون الآية شاملة لتبديل القول والفعل، شاملة لتبديل القول والفعل ولا يبقى فيها إشكال، وفي الحقيقة حتى لو فرض أننا فسرناها بالأول وأنهم قالوا غير ما قيل لهم نعم؟ فإن الحديث صحيح في ذلك وصريح أنهم أيضا بدلوا الفعل .
الطالب : ذكر بعض الشيء يستغنى عن الآخر؟
الشيخ :هذا إذا قلنا إن القول الذي بدلوه يعني القول الواقع منهم، أما إذا قلنا إنهم بدلوا قولا غير الذي قيل لهم أي جعلوا أمر الله لهم أمرا بشيء آخر وهو ما فعلوه، يعني كأنهم حرفوا أمر الله أي قول الله نعم؟ فحينئذ ما يصير من باب ذكر أحد الطرفين استغناء به عن ذكر الآخر والله أعلم بما أراد في كلامه.
تفسير قوله تعالى : (( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون ))
قال الله تعالى: (( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء)) قوله: (فأنزلنا)) الفاء للسببية نبدأ بالتفسير الآن: ((فأنزلنا)) الفاء في فأنزلنا للسببية يعني فبسبب ما حصل منهم من التبديل أنزلنا. وقوله: ((على الذين ظلموا)) أي عليهم، وهذا من باب الإظهار في مقام الإضمار، وقد ذكرنا في الدرس الماضي أن له ثلاث فوائد يبينها عبد الكريم؟
الطالب : ما حضرت .
الشيخ : كيف ما حضرت؟ طيب يبينها وليد وإن كان وليد الآن بدأ يظهر أنه يكون أعرج في القراءة نعم؟ أقول ويش ذكرنا فائدة الإظهار في موضع الإضمار؟ ما حضرت في الدرس الماضي؟ نعم محمد ؟
الطالب : الإظهار في مقام الإضمار: التنبيه.
الشيخ : لا .
الطالب : أولا الحكم على هؤلاء،أو تخصيص هؤلاء بالحكم.
الشيخ : لا الحكم عليهم بما دل عليه هذا الظاهر، وهم أنهم ظلموا، نعم هذا واحد،
الطالب : الثاني: أن هذا الوصف عموم الوصف بعموم الحكم، لا عموم الحكم بعموم الوصف،
الشيخ : يعني معناها يعني من أجل أن يكون ..
الطالب : عاما لهم ولغيرهم.
الشيخ : من أجل أن يكون عاما لهم ولغيرهم، طيب ثالثا؟
الطالب : التنبيه.
الشيخ : لا التنبيه هذا ذكرناه بارك الله فيكم فيما إذا حصل التفات، التفات إذا ظهر من الغيبة للحضور أو بالعكس.
الطالب : وهذا ما سبق للتأكيد؟
الشيخ : ربما يحصل فيها انتباه عندما أن الإنسان يكون متلقي الكلام على أنه يؤتى بالضمير ثم يؤتى بالاسم الظاهر قد يكون هذا للفت النظر الإنسان ينتبه يقال لأيش جاء الظاهر مع أن سياق الكلام يقتضي الضمير ربما يكون كذلك نعم؟ لكن على كل حال المسألة يراد بها العموم لأجل أن يعم هذا الحكم على من شابههم في الوصف، والثاني: الحكم عليهم بما يقتضيه هذا الاسم الظاهر أي أنهم ظلموا .
وقوله تعالى: (( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا )) أي عذابا، لقوله تعالى عن موسى : ((لئن كشفت عنا الرجز ))، قال فرعون لموسى: ((لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل)) يعني العذاب وهو غير الرجس، لأن الرجس النجس القذر والرجز العذاب. وقوله: ((رجزا من السماء)) أي عذابا منه،، مثل أيش من العذاب من السماء؟ كالحجارة، الصواعق، البرد وغيره الرياح نعم.
وقوله: ((من السماء)) المراد بالسماء هنا العلو، ولا يلزم أن تكون السماء المحفوظة لأن كل ما علاك فهو سماء ما لم يوجد قرينة مثل قوله تعالى: (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ))
قال: ((بما كانوا يفسقون)) الباء هنا للسببية أي بسبب، وما مصدرية أي بكونهم فسقوا، إذا كانت مصدرية فقد مر علينا حرف المصدر يحول ما بعده من الفعل بل من الجملة إلى مصدر ، وقوله: ((بما كانوا يفسقون)) كانوا، فيما مضى أو
الطالب : ما حضرت .
الشيخ : كيف ما حضرت؟ طيب يبينها وليد وإن كان وليد الآن بدأ يظهر أنه يكون أعرج في القراءة نعم؟ أقول ويش ذكرنا فائدة الإظهار في موضع الإضمار؟ ما حضرت في الدرس الماضي؟ نعم محمد ؟
الطالب : الإظهار في مقام الإضمار: التنبيه.
الشيخ : لا .
الطالب : أولا الحكم على هؤلاء،أو تخصيص هؤلاء بالحكم.
الشيخ : لا الحكم عليهم بما دل عليه هذا الظاهر، وهم أنهم ظلموا، نعم هذا واحد،
الطالب : الثاني: أن هذا الوصف عموم الوصف بعموم الحكم، لا عموم الحكم بعموم الوصف،
الشيخ : يعني معناها يعني من أجل أن يكون ..
الطالب : عاما لهم ولغيرهم.
الشيخ : من أجل أن يكون عاما لهم ولغيرهم، طيب ثالثا؟
الطالب : التنبيه.
الشيخ : لا التنبيه هذا ذكرناه بارك الله فيكم فيما إذا حصل التفات، التفات إذا ظهر من الغيبة للحضور أو بالعكس.
الطالب : وهذا ما سبق للتأكيد؟
الشيخ : ربما يحصل فيها انتباه عندما أن الإنسان يكون متلقي الكلام على أنه يؤتى بالضمير ثم يؤتى بالاسم الظاهر قد يكون هذا للفت النظر الإنسان ينتبه يقال لأيش جاء الظاهر مع أن سياق الكلام يقتضي الضمير ربما يكون كذلك نعم؟ لكن على كل حال المسألة يراد بها العموم لأجل أن يعم هذا الحكم على من شابههم في الوصف، والثاني: الحكم عليهم بما يقتضيه هذا الاسم الظاهر أي أنهم ظلموا .
وقوله تعالى: (( فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا )) أي عذابا، لقوله تعالى عن موسى : ((لئن كشفت عنا الرجز ))، قال فرعون لموسى: ((لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل)) يعني العذاب وهو غير الرجس، لأن الرجس النجس القذر والرجز العذاب. وقوله: ((رجزا من السماء)) أي عذابا منه،، مثل أيش من العذاب من السماء؟ كالحجارة، الصواعق، البرد وغيره الرياح نعم.
وقوله: ((من السماء)) المراد بالسماء هنا العلو، ولا يلزم أن تكون السماء المحفوظة لأن كل ما علاك فهو سماء ما لم يوجد قرينة مثل قوله تعالى: (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ))
قال: ((بما كانوا يفسقون)) الباء هنا للسببية أي بسبب، وما مصدرية أي بكونهم فسقوا، إذا كانت مصدرية فقد مر علينا حرف المصدر يحول ما بعده من الفعل بل من الجملة إلى مصدر ، وقوله: ((بما كانوا يفسقون)) كانوا، فيما مضى أو
اضيفت في - 2006-04-10