تفسير سورة البقرة-33a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد الآية (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون ))
فإن قال قائل: ما الدليل على أن الأنبياء أفضل؟ لأنهم أفضل من الشهداء، لأنهم بلا شك أفضل من الشهداء، وإذا كانوا أفضل وجعل الله تعالى للشهداء هذه الحياة دل هذا على أنهم شهداء، على أنهم أحياء، وهذا هو المعروف عند أهل العلم، وإنما جعل الشهيد حيا لأنه أمات نفسه في سبيل الله، فهو الذي تسبب الموت في سبيل الله فجزاه الله تعالى على هذا الموت بأن جعله حيا عنده.ويستفاد من هذا: أن فضل الله سبحانه وتعالى على العامل أكمل من عمل العامل، وذلك لأن العامل الذي هو الشهيد أمات نفسه فحرمها بقاء سنتين أو ثلاث سنين أو عشر سنين أو مائة سنة أليس كذلك؟ لكن حياته بعدهبهذه الشهادة لها منتهى ؟ أبدا، إلى البعد، ثم تأتي الحياة الأبدية، وهذا دليل على أن كرم الله بالعطاء والثواب أكثر من عمل العامل، وهذا أمر معروف لك جميعا (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة).ومنها: فضيلة الجهاد في سبيل الله، لأنه نص ((في سبيل الله)) وهذه مسألة مهمة، لأن كثيرا من الناس قد يقصد إن هذا جهاد فيخرج، لأنه جهاد وقتال لأعداء الله، لكن كونه يشعر بأنهذا في سبيل الله أي في الطريق الموصل إلى الله أبلغ، نظيرها الآن نحن جميعا إذا أذن المؤذن توضأ وجئنا إلى المسجد وصلينا وحرصنا أن تكون الصلاة كاملة، كذا ولا لا؟ هذا واقع، لكن هل نحن نشعر عندما نتوضأ أننا نمتثل أمر الله بقوله: ((يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم)) ؟ ولا ما نشعر بهذا الشعور؟ نعم؟
الشيخ :نشعر، كل ما توضأت؟
الطالب : نعم نتوضأ لأمر الله.
الشيخ :أيه ما في شك لكن هل تشعر أنك لما تشعر أنك تفعل ما أمر الله بك على سبيل العموم، لكن هل تشعر بأنك الآن تمثل أمر الله عند الوضوء؟ أو تشعر بأنك تتوضأ للصلاة وبس؟
الطالب : أتوضأ للصلاة وبس،
الشيخ :هذا هو الأغلب، يعني ينظر أن الإنسان يتذكر ويقول سمعا لك يا رب وطاعة الآن غسلت وجهي وغسلت يدي ومسحت رأسي وغسلت رجلي، عرفتم؟ فالغالب علينا نية العمللا نية المأمور له، هذا غالب علينا، كذلك عندما تأتي لتقيم الصلاة تصلي الصلاة بكمالها وخشوعها يعني ينظر أنك تستشعر أنك ممتثل لقول الله تعالى: ((وأقيموا الصلاة)) هذا ما أقول ما يوجد، يوجد لكنه قليل، أكثر الناس يقول لأجل أنا أصلي أكمل صلاتي لأنها أفضل، لأنها أفضل من صلاة الناقصة، لكن شعورنا إن هذا امتثال لأمر ربنا هذا أمر قليل، المهم هذه كلمة ((في سبيل الله)) مهمة يجب أن تلاحظ.ومن فوائد الآية: إثبات الحياة البرزخية، لقوله: ((بل أحياء)) وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام إنه إذا دفن الإنسان جاءه ملكان، ورد الله إليه روحه فجاءه ملكان يسأل عن ربه ودينه ونبيه.ومنها: إثبات نعيم القبر،، لقوله: ((بل أحياء عند ربهم)).ومنها: أنهم يتنعمون في الجنة، لقوله: ((يرزقون)).ومنها: إثبات علو الله.
الشيخ :نشعر، كل ما توضأت؟
الطالب : نعم نتوضأ لأمر الله.
الشيخ :أيه ما في شك لكن هل تشعر أنك لما تشعر أنك تفعل ما أمر الله بك على سبيل العموم، لكن هل تشعر بأنك الآن تمثل أمر الله عند الوضوء؟ أو تشعر بأنك تتوضأ للصلاة وبس؟
الطالب : أتوضأ للصلاة وبس،
الشيخ :هذا هو الأغلب، يعني ينظر أن الإنسان يتذكر ويقول سمعا لك يا رب وطاعة الآن غسلت وجهي وغسلت يدي ومسحت رأسي وغسلت رجلي، عرفتم؟ فالغالب علينا نية العمللا نية المأمور له، هذا غالب علينا، كذلك عندما تأتي لتقيم الصلاة تصلي الصلاة بكمالها وخشوعها يعني ينظر أنك تستشعر أنك ممتثل لقول الله تعالى: ((وأقيموا الصلاة)) هذا ما أقول ما يوجد، يوجد لكنه قليل، أكثر الناس يقول لأجل أنا أصلي أكمل صلاتي لأنها أفضل، لأنها أفضل من صلاة الناقصة، لكن شعورنا إن هذا امتثال لأمر ربنا هذا أمر قليل، المهم هذه كلمة ((في سبيل الله)) مهمة يجب أن تلاحظ.ومن فوائد الآية: إثبات الحياة البرزخية، لقوله: ((بل أحياء)) وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام إنه إذا دفن الإنسان جاءه ملكان، ورد الله إليه روحه فجاءه ملكان يسأل عن ربه ودينه ونبيه.ومنها: إثبات نعيم القبر،، لقوله: ((بل أحياء عند ربهم)).ومنها: أنهم يتنعمون في الجنة، لقوله: ((يرزقون)).ومنها: إثبات علو الله.
1 - تتمة فوائد الآية (( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياء ولكن لا تشعرون )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) وذكر سبب نزول هذه الآية
(( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) الصفا والمروة جبلان معروفان، يقال للصفاء جبل أبي قبيس ، وللثانيقعيقعان، وهما شرقي الكعبة، وقد كانت أم اسماعيل رضي الله عنها تصعد عليهما لتتحسس هل حولها أحدوذلك بعد أن نفد منهاالتمر والماء وجاء وتقلص لبنها فجاع ابنها.وقوله تعالى: ((إن الصفا والمروة من شعائر الله)) من هذه للتبعيض، يعني بعض شعائر الله، والشعائر جمع الشعيرة، وهي التي تكون علما في الدين، يعني من معالم الدين،((من شعائر الله)) أي من معالم دينه، لأن العبادات منها خفية بينها وبين ربه، ومنها أشياء تكون علما، علما ظاهرا بينا، وهي الشعائر، وقوله تعالى: ((من شعائر الله))ليس المراد أن نفس الجبل من الشعائر، بل المراد الطواف بهما من الشعائر، ولهذا قال: ((فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما)) وقوله: ((إن الصفا والمروة من شعائر الله))أضيفت ((شعائر الله)) لأنه هو شرعها، وأثبتها وجعلها طريقا موصلا إليه ((فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) حج في اللغة بمعنى قصد، و((البيت)) أل للعهد الذهني، والمراد به بيت الله وهو الكعبة، وقصد البيت، حج البيت قصده لأداء المناسك وليس قصدا مطلقا بل القصد لأداء المناسك ((فمن حج البيت)).وقوله: ((أو اعتمر)) العمرة في اللغة الزيارة، أو اعتمر العمرة الزيارة والمراد بها زيارة البيت لأداء مناسك العمرة، وقوله: ((من حج البيت أو اعتمر))((أو)) هنا للتنويع، لأن قاصد البيت إما أن يكون حاجا وإما أن يكون معتمرا.وقوله: ((فلا جناح عليه أن يطوف بهما)) إعراب ((لا جناح)) لا نافية للجنس، وجناح اسمها، وخبرها أن وما دخلت عليه، أي لا جناح عليه في الطواف بهما، أو في التطوف بهما في التطوف، وقوله: ((فلا جناح)) الجناح هو الإثم، يعني فلا إثم عليه في أن يتطوف بهما، وقوله: ((أن يطوف أصلها )) يتطوف، ولكنه غلبت التاء طاء لعلة تصريفية فصار أن يطوف، وقوله: ((بهما)) المراد بينهما كما تفسره سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وليس المراد أن يطوف بهما يدور عليهما كما يطوف بالبيت العتيق، فإن هذا قطعا لا يراد لأنه شيء غير ممكن والسنة تفسر القرآن، وقوله: ((فلا جناح عليه أن يطوف بهما)).قد يبدوا في الآية شيء من التعارض، فإنه قال:((من شعائر الله)) ثم قال: ((فلا جناح عليه أن يطوف بهما)) ومعلوم أنه إذا كان الصفا والمروة من شعائر الله فإنه لا يقتصر على أن الجناح في الطواف بهما، بل إنما يؤمر بالطواف بهما مادام ذلك من شعائر الله، لقوله تعالى: ((ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)) ولهذا أشكل على بعض التابعين هذه المسألة وسأل عنها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كيف قال الله: ((فلا جناح أن يطوف بهما)) ؟ فسأل السائل قال: أرى أن الرجل لو حج أو اعتمر فلم يطف بهما فليس عليه من بأس، ولكن عائشة رضي الله عنها ردت عليه وقالت: لو كان هو المراد لكان يقول الله عزوجل: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، فلا جناح عليه أن لا يطوف، وصدقت رضي الله عنها، لأنها إذا كانت من شعائر الله فمقتضى كونها من شعائر أن نطاف بها وتعظم، ولو كان ترك الطواف بهما جائزا لقال: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، ثم بينت رضي الله عنها السبب لأن الله قال: ((فلا جناح عليه أن يطوف)) وهو أن أناسا من الأنصار يهلون لمناة، الطاغية، مناة التي ذكرها في القرآن، وهي في المشللـ مكان قرب مكة ـ، فيهلون لها فكانوا يتحرجون بالطواف للصفا والمروة وقد أهلوا لمناة، فأنزل الله هذه الآية: ((فلا جناح عليه أن يطوف بهما)) وعلى هذا فيكون النفيلدفع ما وقع في نفوسهم من التحرج، وليس لبيان أصل الحكم، أفهمتم الآن؟ وعلى هذافلا يكون في الآية أولها وآخرها شيء من التضارب أو التعارض، لأن المراد بالنفي هنا أيش؟ نفي ما وقع في نفوسهم من التحرج، فبين الله تعالى أنه ليس هناك تحرج لأنها من شعائر الله، وقوله: ((فلا جناح عليه أن يطوف بهما)) قلنا معنى يطوف بهما أي بينهما، لأن الطواف في الأصل بمعنى التردد، ومنه قول رسول الله عليه وسلم في الهرة:(إنها من الطوافين عليكم). وقوله: ((ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)).طيب فيه أيضا سبب آخر لتحرج الناس من الطواف بهم وهو أنهم كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية، يطوفون بهم فذكر الله، ويطوفون بالبيت أيضا فذكر الله الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة، فقالوا لو كان ذلك جائزا لذكره الله عزوجل ولكنه من أعمال الجاهلية فلا نطوفه، فاهمين هذا السبب؟ يقولون إن هذا من أعمال الجاهلية، والطواف بالبيت أيضا معروف من قبل، فذكر الله بالبيت ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة فهذا دليل على أنه ليس بمشروع لأنه من أعمال الجاهلية فلا نطوف، فأنزل الله هذه الآية. وفيه أيضا سبب ثالث وهو أنه يقال إنه كان فيهما صنمان إساف ونائلة، وقيل: إنهما كانا رجلا وامرأة زنيا في جوف الكعبة ـ والعياذ بالله ـ فمسخهما الله الحجارة فكان من جهل العرب قالوا هؤلاء مسخوا حجارة إذا لابد هناك سر وسبب، أخرجوهما عن الكعبة وخلوهما على الجبلين ونبدأ نطوفهم ونمسحهم، نمسحهما نعم؟ وعلى هذا يقول أبو طالب:
وحيث ينيخالأشعرونركابهم بمفضى السيول من إساف ونائل .
يريد هذا، ومفضى السيول مجرى الوادي المعروفة الذي يكون بين صفا والمروة، فالحاصل أنه هذا ثلاثة أسباب في نزول الآية وأصحها السبب الأول.
السائل :ما صحيح الأوسط؟
الشيخ :لا الأول ثابت في صحيح البخاري.
وحيث ينيخالأشعرونركابهم بمفضى السيول من إساف ونائل .
يريد هذا، ومفضى السيول مجرى الوادي المعروفة الذي يكون بين صفا والمروة، فالحاصل أنه هذا ثلاثة أسباب في نزول الآية وأصحها السبب الأول.
السائل :ما صحيح الأوسط؟
الشيخ :لا الأول ثابت في صحيح البخاري.
2 - تفسير قوله تعالى : (( إن الصفا والمروة من شعآئر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما )) وذكر سبب نزول هذه الآية أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليمٌ )) وذكر الأوجه القرآئية في قوله (( ومن تطوع خيرا ))
وقوله: ((ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)) من تطوع خيرا، فيه قراءة: ((ومن يطوع خيرا)) على أن تكون التطوع فعلا مضارعا، يطوع أصلها يتطوع، فأدغمت أيش؟ فقلبت التاء طاء وأدغمت في الطاء الثانية، وقوله: ((تطوع)) معناها فعل الطاعة، ويشمل الواجب والمستحب؟ نعم يشمل الواجب والمستحب، وتخصيص التطوع بالمستحب هذا اصطلاح فقهي، أما في الشرع فإنه يشمل الواجب والمستحب.وقوله: ((ومن تطوع خيرا)) ((خيرا)) هذه يجوز في إعرابها وجهان: الوجه الأول أن تكون منصوبة بنزع الخافض والتقدير: ومن تطوع بخير فإن الله شاكر عليم،والوجه الثاني أن تكون مفعولا لأجله أي طلبا للخير ((تطوع خيرا)) أي لأجل الخير وطلبه ((فإن الله شاكر عليم))، وقوله: ((من تطوع)) هذه من شرطية، و((تطوع)) فعل الشرط ويطوع أيضا فعل الشرط لكن التطوع تسلط العامل على اللفظ فجزمه، ويتطوع فعل ماضي ما تسلط على لفظه، وأين جواب الشرط؟ جملة: ((فإن الله شاكر عليم)) الجملة ((فإن الله شاكر عليم))، وقوله: ((ومن تطوع خيرا)) يعني لقصد الخير، أو تطوع بخير أي زائدا عن الواجب أو هو الواجب والمستحب كما لغة القرآن والحديث. ((فإن الله شاكر عليم))((شاكر)) الله يشكر سبحانه وتعالى؟ نعم، الله تعالى شاكر وشكور، لأنه يعطي على العمل أكثر من العمل وهذا شكر وإلا لا؟ نعمهذا شكر، يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وهذا غاية الشكر، لو أن أحدا أحسن إليك وأعطيته أكثر مما أعطاك تعد شاكرا له؟ نعم تعد شاكرا له، بل إن الناس الآن لو قال المحسن إليه شكرا يعتبرونه شاكرا ولا لا؟ يعتبرونه شاكرا حتى باللفظ، فكيف بجزاء الله عزوجل الذي لا منتهى له، (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة) وقوله: ((شاكر عليم)) قرن العلم بالشكر لاطمئنان العبد إلى أن عمله لن يضيع، فإنه معلوم عند الله، معلوم عند الله لا يمكن أن يضيع منه شيء، فإذا علم أن الله تعالى شاكر وأنه عليم فإن العامل سيطمئن غاية الطمأنينة إلى أن الله تعالى سيجزيه على عمله بما وعده به، وقوله: ((ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)) لا نتركها للفوائد.
3 - تفسير قوله تعالى : (( ومن تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليمٌ )) وذكر الأوجه القرآئية في قوله (( ومن تطوع خيرا )) أستمع حفظ
ما إعراب من في قوله (( ومن تطوع خيرا )) هل هي موصولة أم شرطية ؟
يعني لو قال قائل: ما مناسبة جواب الشرط للشرط ؟ ((ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم)) وإذا كان الله شاكرا عليما فما علاقة شكر الله وعلمه بتطوعنا بالخير؟
الطالب :أي نعم الجزاء،
الشيخ :نقول الجزاء، لأننا نحن نطيع الله، تطوع يعني فعل الطاعة، نحن نطيع الله عزوجل والله تعالى يشكر لنا هذه الطاعة ويعطينا أكثر من عملنا،ثم قال الله تعالى: ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس بالكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))ـ أعوذ باللهـ نعم ؟
السائل : هل يصلح ((من تطوع خيرا )) من اسم موصول.
الشيخ :لا من شرطية، شرطية لأن فيها الجواب ((فإن الله))ثم القراءة الثانية ومن يطوع واضح مجزومة، اسم الموصول ما يصح ما يزن بها .
الطالب :أي نعم الجزاء،
الشيخ :نقول الجزاء، لأننا نحن نطيع الله، تطوع يعني فعل الطاعة، نحن نطيع الله عزوجل والله تعالى يشكر لنا هذه الطاعة ويعطينا أكثر من عملنا،ثم قال الله تعالى: ((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس بالكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))ـ أعوذ باللهـ نعم ؟
السائل : هل يصلح ((من تطوع خيرا )) من اسم موصول.
الشيخ :لا من شرطية، شرطية لأن فيها الجواب ((فإن الله))ثم القراءة الثانية ومن يطوع واضح مجزومة، اسم الموصول ما يصح ما يزن بها .
تفسير قوله تعالى : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ))
((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى)) هذه إن اسمها ((إن الذين)) يكتمون، أين خبرها؟ ((أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))ـ والعياذ بالله ـ،((إن الذين يكتمون)) أي يجحدون ما أنزلنا من البينات والهدى، فالكتم بمعنى الإخفاء والجحد وعدم البيان، ولكنه لا يكون كتما إلا حيث دعت الحاجة إلى البيان، إما بلسان الحال وإما بلسان المقال، فمتى دعت الحاجة إلى البيان بلسان الحال أو المقال وأخفى الإنسان الحق صار، ويش صار؟ صار كاتما له، طيب باللسان الحال أن يرى الإنسان عملا ليس على الوجه المرضي، هذا لسان حاله يدعوا أن تبين له الحق أفهمتم؟ نعم، لسان المقال أن يسألك سائل عن علم وأنت تعلمه فيجب عليك أن تبلغه، يجب عليك أن تبلغه مادمت تعلم، أما إذا كنت لا تعلم يجب أن تقول لا أدري أو لا أعلم، لكن الكتم إذا كتم ما أنزل الله وإخفائه حين تدعوا الحاجة إلى بيانه بلسان الحال أو بلسان المقالنعم.كذلك لو رأيت الناس عم فيهم الجهل في مسألة من أمور الدين، فهنا الحاجة داعية إلى البيان يجب أن تبين نعم؟
السائل :من يخاف هل يعد كاتما
الشيخ :كاتما لكن قد نقول إن هذا جائز لك قد يكون جائز، ولكنه الخوف إذا كان عدم بيانك للحق يؤدي إلى ضياع الحق فلا يجوز أن تكتم، لا يجوز تكتم، مثل ما فعل أحمد بن حنبل رحمه الله فإنه كان لاشك خائفا على نفسه ومع ذلك بين، لكنه إنسان يطلب منه شخصيا أن يبين ولا يترتب على ذلك آراء الناس فله الحق أن يتأول .
((من بعد ما بيناه للناس بالكتاب)) ((بيناه))يعني أظهرناه، و((للناس)) عموما المؤمن والكافر، فإن الله بين الحق لعموم الناس كما قال تعالى: ((وأما ثمود فهدينهم فاستحبوا العمى على الهدى)) فكل الناس قد بين الله لهم الحق، لكن منهم من اهتدى ومنهم من بقي على ضلالهم، وقوله تعالى: ((بالكتاب)) المرد به جميع الكتب، فهو للجنس وقد سبق لنا أنه ما من نبيإلا ومعه كتاب ((لقد أرسلنارسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان))((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)).وقوله: ((من بعد ما بيناه في الكتاب)) البيان ينقسم إلى قسمين: بيان مفصل، وبيان مجمل، فيها القواعد العامة في الشريعة، والمفصل هو أن يتكلم أو أن يذكر الله قضية معينة مفصلة، فمثل آيات الفرائض في الأحكام مفصلة وإلا لا؟
الطالب :مفصلة،
الشيخ :مفصلة مبينة لا يجدها إلا مسائل قليلة، وهناك آيات مجملة عامة مثل:((يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود))ما قال: أوفوا بعقد البيع والنكاح والرحموالإجارة وما أشبه ذلك، عامة، فهو بيان عام، المحرمات في النكاح مفصل ولا مقعد قواعد عامة ؟
الطالب: قواعد،
الشيخ :مفصل، المحرمات في النكاح مفصلة، طيب كذلك بعض القصص يذكر الله تعالى مفصلة، وأحيانا مجملة وكل هذا يعتبر بيانا.
السائل :من يخاف هل يعد كاتما
الشيخ :كاتما لكن قد نقول إن هذا جائز لك قد يكون جائز، ولكنه الخوف إذا كان عدم بيانك للحق يؤدي إلى ضياع الحق فلا يجوز أن تكتم، لا يجوز تكتم، مثل ما فعل أحمد بن حنبل رحمه الله فإنه كان لاشك خائفا على نفسه ومع ذلك بين، لكنه إنسان يطلب منه شخصيا أن يبين ولا يترتب على ذلك آراء الناس فله الحق أن يتأول .
((من بعد ما بيناه للناس بالكتاب)) ((بيناه))يعني أظهرناه، و((للناس)) عموما المؤمن والكافر، فإن الله بين الحق لعموم الناس كما قال تعالى: ((وأما ثمود فهدينهم فاستحبوا العمى على الهدى)) فكل الناس قد بين الله لهم الحق، لكن منهم من اهتدى ومنهم من بقي على ضلالهم، وقوله تعالى: ((بالكتاب)) المرد به جميع الكتب، فهو للجنس وقد سبق لنا أنه ما من نبيإلا ومعه كتاب ((لقد أرسلنارسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان))((كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه)).وقوله: ((من بعد ما بيناه في الكتاب)) البيان ينقسم إلى قسمين: بيان مفصل، وبيان مجمل، فيها القواعد العامة في الشريعة، والمفصل هو أن يتكلم أو أن يذكر الله قضية معينة مفصلة، فمثل آيات الفرائض في الأحكام مفصلة وإلا لا؟
الطالب :مفصلة،
الشيخ :مفصلة مبينة لا يجدها إلا مسائل قليلة، وهناك آيات مجملة عامة مثل:((يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود))ما قال: أوفوا بعقد البيع والنكاح والرحموالإجارة وما أشبه ذلك، عامة، فهو بيان عام، المحرمات في النكاح مفصل ولا مقعد قواعد عامة ؟
الطالب: قواعد،
الشيخ :مفصل، المحرمات في النكاح مفصلة، طيب كذلك بعض القصص يذكر الله تعالى مفصلة، وأحيانا مجملة وكل هذا يعتبر بيانا.
5 - تفسير قوله تعالى : (( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب )) أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ))
قال الله تعالى: (( أولئك يلعنهم الله)) ((أولئك)) مبتدأ، وجملة ((يلعنهم)) خبره، والجملة خبر ((إن الذين يكتمون)) وقوله: ((يلعنهم الله)) أي يطردهم ويبعدهم عن رحمته، لأن اللعن في اللغة الطرد والإبعاد.وقوله: ((ويلعنهم اللاعنون)) أي يسألون لهم اللعنة وهم أيضا بأنفسهم يبغضونهم ويعادونهم، وقوله: ((يلعنهم اللاعنون)) قد يقول القائل هذا تحصيل حاصل، لأنه كقول القائل: قام القائمون، أو يقوم القائمون، و يدخل الداخلون، فهذا تحصيل الحاصل، فيقال لا، لأنه ليس كل من نسب إليه الوصف يكون قائما به على الوجه الأكمل، قد تقول قام القائمون بمعنى أنهم أتوا بالقيام على وجهه، فمعنى يلعنهم اللاعنون أي الذين يعرفون من يستحق اللعنة ويوجهونها إلى أهلها هذا معنى اللاعنون، وليس معنى قوله: ((يلعنهم اللاعنون)) يعني من قال لعنهم الله فهو المراد، لأن هذا تحصيل حاصل، لكن معنى اللاعنون أي ذوي اللعن الذين يعرفون مستحق اللعنة ويوجهون إليه، فهم ذووا عليم بالمستحق، وذووا حكمة في توجيه العنة إليه، إذا هؤلاء الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى مع ظهوره وبيانه يستحقون هذا الجزاء ـ والعياذ بالله ـ الوخيم من الله ومن عباد الله، عكس ذلك الذين يبينون الحق، الذين يبينون الحق ماذا يكون لهم؟ يكون لهم المودة والمحبة من الله ومن أولياء الله، وقد ورد في حديث أبي الدرداء الطويل: (أن العالم يستغفر له أهل السموات والأرض حتى الحيطان في الماء)نعم؟ لأن الذين يبين شريعة الله يلقي الله تعالى في قلوب عباده محبته و مودته والقبول له حتى في السماء، فلهذا يكون عكس هؤلاء الذين يكتمون، ونحن نعلم ذلك وإن لم يرد به نص خاص عن طريق القياس الجلي، وجه ذلك: إذا كان الله تعالى يعاقب الكاتمين بهذه العقوبة الواقعة منه ومن عباده أفليسوهو الذي سبقت رحمته غضبه، أفليس من يبينون الهدى والبينات، أفليس من يستحقون أن يكون الله تعالى يثني عليهم بدل اللعنة، ويقربهم بدل البعد وكذلك أولياءه؟ الجواب: بلى، لأننا نعلم أن رحمت الله سبقت غضبه، فإذا كان غضبه يستحق هذا الكاتم ما ذكره فإن رحمته تستحق خلاف ذلك فيمن بين ووضح.
تفسير قوله تعالى : (( إلا الذين تابوا )) والكلام على التوبة وذكر شروطها وبعض مسائلها كمن تاب من ذنب وأصر على ذنب آخر هل تقبل توبته.
قال: ((إلا الذين تابوا)) الاستثناء هنا متصل ولا منقطع؟
الطالب : متصل،
الشيخ :متصل، لأنه استثناء من الكاتمين، يعني إلا إذا تابوا، فالاستثناء متصل ((إلا الذين تابوا)).
السائل :ما الفرق بين استثناء المتصل والمنقطع ؟
الشيخ :متصل ومنقطع إن كان من جنسالمستثنى منه فإنه متصل وإن كان من غيره فهو منقطع، وكذلك أيضا منقطع يقدر بدل إلا لكن.قال: ((إلا الذين تابوا)) والتوبة الرجوع في اللغة، وفي الشرع الرجوع من معصية الله إلى طاعته، وشروطها كم؟
الطالب :خمسة،
الشيخ :خمسة، شروطها خمسة نعم، التوبة شروطها خمسة في حق الله و حق الناس، طيب الشرط الأول؟
الطالب :لازم أن لا يرجع إلى.
الشيخ :لا ما هو شرط ، ابدأ من الأول ؟
الطالب : الوقف عن المعصية،
الشيخ :لا، نعم؟ أيه.
الطالب : الإخلاص لله،
الشيخ :هذا واحد أن لا يكون رجاء للمخلوق أو علو للمرتبة.والشرط الثاني يا عبد الرحمن؟ أنا ودي بالترتيب وإلا كل واحد؟
الطالب: الندم.
الشيخ :الندم على ما جرى منه من الذنب.ويش معنى الندم؟ إذا قال قائل كيف الندم ويش لون؟ إنسان يحط بنفسه ندم يقول نعم، يتحسف ويتحسر أن وقع منه هذا العمل، هذا ندم على ما وقع منه.الشرط الثالث ؟
الطالب :الإقلاع عن الذنب.
الشيخ :الإقلاع عن الذنب، وهذا يدخل فيه أداء حقوق العباد إليه، لأن من لم يؤد حق العباد ما أقلع فهو ليس شرطا مستقلا،ولكنه شرط داخل في الإقلاع إذ أن من لم يؤدي الحق إلى أهله لم يقلع عن الذنب، فلابد إذا من الإقلاع عن الذنب.الشرط الرابع غانم؟
الطالب :أن لا يعود،
الشيخ :الشرط الرابع أن يعزم أن لا يعود، أن يعزم على أن لا يعود فإن لم يعزم فلا توبة . الشرط الخامس يا آدم؟
الشيخ :قلناها، قلناها اتركها، الوقت الذي تقع فيه التوبة،
الطالب :أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه ي
الشيخ :عني أن تكون في وقت قبول التوبة، فإن كانت في غير وقتها فإنها لا تقبل، وهو عام وخاص، الخاص الغرارة عند الموت ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر الموت قال إني تبت الآن)) والعام طلوع الشمس من مغربها فلا يقبل بعده توبة، إذا فشروط التوبة خمسة.طيب هذه توبة وقد سبق لنا هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟ وذكرنا في هذا للعلماء ثلاثة أقوال: الأول أنها تصح، والثاني: تصح إن كان الذنب من غير الجنس، والثالث: لا تصح، نعم؟ والصحيح أنها تصح، التوبة من ذنب مع الإقلاع على غيره، مع الإصرار على غيره، لكنه لا يستحق اسم التائبين على سبيل الإطلاق، فلا يستحق وصف التائب ولا يدخل في مدح التائبين، لماذا؟ لأن توبته مقيدة من هذا العمل المعين، مثال ذلك: تاب رجل من الزنا لكنه يتتبع النساء بالنظر المحرم تصح توبته من الزنا؟ تصح على القول الراجح لكن ما يستحق وصف التائب على سبيل الإطلاق، وعلى القول بأنه تصح إذا كانت من غير الجنس ما تصح، طيب تاب من الزنا مع الإصرار على الربا ؟ تصح، لأن الربا ليس من جنس إلا على القول الثالث الذين يقولون لا تصح إلا مع الإقلاع عن جميع الذنوب.
الطالب : متصل،
الشيخ :متصل، لأنه استثناء من الكاتمين، يعني إلا إذا تابوا، فالاستثناء متصل ((إلا الذين تابوا)).
السائل :ما الفرق بين استثناء المتصل والمنقطع ؟
الشيخ :متصل ومنقطع إن كان من جنسالمستثنى منه فإنه متصل وإن كان من غيره فهو منقطع، وكذلك أيضا منقطع يقدر بدل إلا لكن.قال: ((إلا الذين تابوا)) والتوبة الرجوع في اللغة، وفي الشرع الرجوع من معصية الله إلى طاعته، وشروطها كم؟
الطالب :خمسة،
الشيخ :خمسة، شروطها خمسة نعم، التوبة شروطها خمسة في حق الله و حق الناس، طيب الشرط الأول؟
الطالب :لازم أن لا يرجع إلى.
الشيخ :لا ما هو شرط ، ابدأ من الأول ؟
الطالب : الوقف عن المعصية،
الشيخ :لا، نعم؟ أيه.
الطالب : الإخلاص لله،
الشيخ :هذا واحد أن لا يكون رجاء للمخلوق أو علو للمرتبة.والشرط الثاني يا عبد الرحمن؟ أنا ودي بالترتيب وإلا كل واحد؟
الطالب: الندم.
الشيخ :الندم على ما جرى منه من الذنب.ويش معنى الندم؟ إذا قال قائل كيف الندم ويش لون؟ إنسان يحط بنفسه ندم يقول نعم، يتحسف ويتحسر أن وقع منه هذا العمل، هذا ندم على ما وقع منه.الشرط الثالث ؟
الطالب :الإقلاع عن الذنب.
الشيخ :الإقلاع عن الذنب، وهذا يدخل فيه أداء حقوق العباد إليه، لأن من لم يؤد حق العباد ما أقلع فهو ليس شرطا مستقلا،ولكنه شرط داخل في الإقلاع إذ أن من لم يؤدي الحق إلى أهله لم يقلع عن الذنب، فلابد إذا من الإقلاع عن الذنب.الشرط الرابع غانم؟
الطالب :أن لا يعود،
الشيخ :الشرط الرابع أن يعزم أن لا يعود، أن يعزم على أن لا يعود فإن لم يعزم فلا توبة . الشرط الخامس يا آدم؟
الشيخ :قلناها، قلناها اتركها، الوقت الذي تقع فيه التوبة،
الطالب :أن تقع التوبة في الوقت الذي تقبل فيه ي
الشيخ :عني أن تكون في وقت قبول التوبة، فإن كانت في غير وقتها فإنها لا تقبل، وهو عام وخاص، الخاص الغرارة عند الموت ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر الموت قال إني تبت الآن)) والعام طلوع الشمس من مغربها فلا يقبل بعده توبة، إذا فشروط التوبة خمسة.طيب هذه توبة وقد سبق لنا هل تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره؟ وذكرنا في هذا للعلماء ثلاثة أقوال: الأول أنها تصح، والثاني: تصح إن كان الذنب من غير الجنس، والثالث: لا تصح، نعم؟ والصحيح أنها تصح، التوبة من ذنب مع الإقلاع على غيره، مع الإصرار على غيره، لكنه لا يستحق اسم التائبين على سبيل الإطلاق، فلا يستحق وصف التائب ولا يدخل في مدح التائبين، لماذا؟ لأن توبته مقيدة من هذا العمل المعين، مثال ذلك: تاب رجل من الزنا لكنه يتتبع النساء بالنظر المحرم تصح توبته من الزنا؟ تصح على القول الراجح لكن ما يستحق وصف التائب على سبيل الإطلاق، وعلى القول بأنه تصح إذا كانت من غير الجنس ما تصح، طيب تاب من الزنا مع الإصرار على الربا ؟ تصح، لأن الربا ليس من جنس إلا على القول الثالث الذين يقولون لا تصح إلا مع الإقلاع عن جميع الذنوب.
7 - تفسير قوله تعالى : (( إلا الذين تابوا )) والكلام على التوبة وذكر شروطها وبعض مسائلها كمن تاب من ذنب وأصر على ذنب آخر هل تقبل توبته. أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( وأصلحوا وبينوا فأولـئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ))
قال: ((وأصلحوا وبينوا)) شف عظم الكتمان ذكر الله لنجاتهم من هذه اللعنة ثلاثة شروط: التوبة، والإصلاح، الإصلاح، لأن كتمهم لما أنزل الله يتضمن إفسادا في الأرض وإضلالا للخلق، فتوبتهم ما تكفي حتى يصلحوا ما فسد بسببكتمانهم، مثال ذلك قوم كتموا صفة النبي عليه الصلاة والسلام وقالوا ما هو هذا الرسول الذي سيبعث، كم سيضل من الناس بناء على قولهم؟ يضل من قولهم عالم، ما يكفي أن يتوبوا ويندموا ويقلعوا ويسلموا حتى يصلحوا ما فسد الآثار التي ترتبت على كتمانهم الحق لابد أن يصلحوها وإلا ما تتم التوبة، وقال: ((وبينوا)) ويش معنى بينوا؟ أي أظهروا الحق، ولا يكفي أن يمتنعوا عن الكتمان بل لابد أن يكون مقابل الكتمان أيش؟ بيان، بيان وإظهار حتى تزول الآثار التي ترتبت على هذا الكتمان، وفي هذا دليل على عظم العلم، وأنه حمل ثقيل وعبء عظيم على من تحمله، وأن الإنسان على خطر منه إذا لم يقم بواجبه من البيان، وتقدم لنا أن البيان حين يحتاج الناس إليه ويسألون عنه إما بلسان الحال وإما بلسان المقال .
كيف يكون الإصلاح والبيان في قوله تعالى : (( وأصلحوا وبينوا )) ؟
السائل :شيخ ترك الإصلاح كيف ؟ الإصلاح أنهم يحاولون هؤلاء الذين ضلوا بسببهم، يذهبون إليهم وينصحونهم ويبين لهم الحق، والبيان على سبيل العموم .
السائل :ولا يقال إصلاح النفس والبيان؟
الشيخ :إصلاح النفس من هذا النوع والظاهر منها إصلاح غيره.
السائل :الإصلاح يكون بالواحد أو عام.
الشيخ :الآية كما ترونها مطلقة والذنب الذي حصل مقيد وهو الكتمان فلاشك أنه يدخلفي إصلاح ما فسد بكتمانهم هذا دخول أولية، أما غيره فهو محل شك .
السائل :ولا يقال إصلاح النفس والبيان؟
الشيخ :إصلاح النفس من هذا النوع والظاهر منها إصلاح غيره.
السائل :الإصلاح يكون بالواحد أو عام.
الشيخ :الآية كما ترونها مطلقة والذنب الذي حصل مقيد وهو الكتمان فلاشك أنه يدخلفي إصلاح ما فسد بكتمانهم هذا دخول أولية، أما غيره فهو محل شك .
تفسير قوله تعالى : (( فأولـئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم ))
وقوله: ((فأولئك أتوب عليه وأنا التواب الرحيم)) ((فأولئك))المشار إليهم من؟ ((الذين تابواوأصلحوا وبينوا))((أتوب عليهم)) أي أقبل منهم التوبة، لأن توبة الله على العبد لها معنيان: أحدهما: توفيقه للتوبة، توفيق العبد للتوبة، والثاني: قبول هذه التوبة نعم؟ كما قال الله: ((ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم))وقوله: ((وأنا التواب)) التواب صيغة مبالغة أو صيغة نسبة أيهما ؟
الطالب :صيغة مبالغة،
الشيخ :صيغة مبالغة ونسبة في الحقيقة، لأن فعال تأتي للمبالغة وتأتي للنسبة، فإن قيدت بمعمول فهي للمبالغة وإن أطلقتفهي للنسبة، أو نقول هي للمبالغة والنسبة في كل حال يعني تصح لهذا ولهذا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:(أما أبو جهم فضراب للنساء) هذه صيغة مبالغة يعني كثير الضرب للنساء، ولهذا في لفظ آخر:(لا يضع العصا عن عاتقه) وقال تعالى: ((وما ربك بظلام للعبيد)) هذه؟ مبالغة، لا هذه نسبة، يتعين أن تكون للنسبة، لأنك لو قلت وما ربك بظلام إنها للمبالغة لكان المنفي المبالغة في الظلم، وأما الأصل في الظلم فليس بمنفي، وهذا لا يليق بالله عزوجل نعم؟ فإذا((وما ربك بظلام للعبيد)) هنا ظلام صيغة مبالغة فقط ما تصح نسبة، هنا التواب.
الطالب :نسبة.
الشيخ :غلط صيغة؟ نسبة وليست صيغة مبالغة نعم، طيب التواب تصلح للأمرين جميعا، فهو سبحانه وتعالى موصوف بالتواب، وهو ذوا توبة على جميع العباد، وكذلك موصوف بكثرة التوبة، لكثرة توبته سبحانه وتعالى وكثرة من يتوب عليهم، كم يفعل الإنسان من ذنب فيتوب ويتوب الله عليه نعم؟ كثير، وكم من أناس أذنبوا فتابوا فتاب الله عليهم؟ كثير، ولهذا جاءت التواب . وقوله: ((الرحيم))جمع بين التوبة والرحمة، لأن بالرحمة إحسان وبالتوبة زوال العقوبة، فجمع الله بينهما فهو يتوب وإذا تاب سبحانه وتعالى رحم التائب، ويسر له اليسرى وسهل له أمور الخير، فحصل هذا الخير العظيم، وفي هذه الآية التفات ((وأنا التواب الرحيم)) فيها الالتفات،من أين؟
الطالب :الخطاب للمتكلم، وين الخطاب؟
الشيخ :لا وين الغيبة ؟ وين يتوب الله عليه ؟ ((أولئك يتوب عليهم))أتوب عليهم للمتكلم ،وأنا للمتكلم أيضا.
الطالب :((إلا الذين تابوا)) هذه للغيبة،
الشيخ :ما يعود على الله ما يعود على الله حتى نقول هذه التفات.
الطالب :سياق يقول إنه يتوب الله عليهم، خطأ ولا.
الشيخ :طيب نوسع لكم شيء، في هذه الآية مع التي قبلها التفات ؟ أي نعم، كيف؟
الطالب : لأن الله يقول ((ويلعنهم الله)) وهذا يقول ((وأتوب عليهم))
الشيخ :لا بأس هذه أنتم فتحتموها عليه ولا ما هي من عندي، فيها الالتفات مع الآية التي قبلها مرتين، التفات مرتين،((إن الذين يكتمون ما أنزلنا)) هذه بصيغة التعظيم، ((ما أنزلنا))ما قال: ما أنزلت، فأولئك.
الطالب :صيغة مبالغة،
الشيخ :صيغة مبالغة ونسبة في الحقيقة، لأن فعال تأتي للمبالغة وتأتي للنسبة، فإن قيدت بمعمول فهي للمبالغة وإن أطلقتفهي للنسبة، أو نقول هي للمبالغة والنسبة في كل حال يعني تصح لهذا ولهذا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:(أما أبو جهم فضراب للنساء) هذه صيغة مبالغة يعني كثير الضرب للنساء، ولهذا في لفظ آخر:(لا يضع العصا عن عاتقه) وقال تعالى: ((وما ربك بظلام للعبيد)) هذه؟ مبالغة، لا هذه نسبة، يتعين أن تكون للنسبة، لأنك لو قلت وما ربك بظلام إنها للمبالغة لكان المنفي المبالغة في الظلم، وأما الأصل في الظلم فليس بمنفي، وهذا لا يليق بالله عزوجل نعم؟ فإذا((وما ربك بظلام للعبيد)) هنا ظلام صيغة مبالغة فقط ما تصح نسبة، هنا التواب.
الطالب :نسبة.
الشيخ :غلط صيغة؟ نسبة وليست صيغة مبالغة نعم، طيب التواب تصلح للأمرين جميعا، فهو سبحانه وتعالى موصوف بالتواب، وهو ذوا توبة على جميع العباد، وكذلك موصوف بكثرة التوبة، لكثرة توبته سبحانه وتعالى وكثرة من يتوب عليهم، كم يفعل الإنسان من ذنب فيتوب ويتوب الله عليه نعم؟ كثير، وكم من أناس أذنبوا فتابوا فتاب الله عليهم؟ كثير، ولهذا جاءت التواب . وقوله: ((الرحيم))جمع بين التوبة والرحمة، لأن بالرحمة إحسان وبالتوبة زوال العقوبة، فجمع الله بينهما فهو يتوب وإذا تاب سبحانه وتعالى رحم التائب، ويسر له اليسرى وسهل له أمور الخير، فحصل هذا الخير العظيم، وفي هذه الآية التفات ((وأنا التواب الرحيم)) فيها الالتفات،من أين؟
الطالب :الخطاب للمتكلم، وين الخطاب؟
الشيخ :لا وين الغيبة ؟ وين يتوب الله عليه ؟ ((أولئك يتوب عليهم))أتوب عليهم للمتكلم ،وأنا للمتكلم أيضا.
الطالب :((إلا الذين تابوا)) هذه للغيبة،
الشيخ :ما يعود على الله ما يعود على الله حتى نقول هذه التفات.
الطالب :سياق يقول إنه يتوب الله عليهم، خطأ ولا.
الشيخ :طيب نوسع لكم شيء، في هذه الآية مع التي قبلها التفات ؟ أي نعم، كيف؟
الطالب : لأن الله يقول ((ويلعنهم الله)) وهذا يقول ((وأتوب عليهم))
الشيخ :لا بأس هذه أنتم فتحتموها عليه ولا ما هي من عندي، فيها الالتفات مع الآية التي قبلها مرتين، التفات مرتين،((إن الذين يكتمون ما أنزلنا)) هذه بصيغة التعظيم، ((ما أنزلنا))ما قال: ما أنزلت، فأولئك.
اضيفت في - 2006-04-10