سلسلة الهدى والنور-750
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ما هي الطريقة الناجعة لمواجهة واقعنا المؤلم .؟
السائل : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد: فقد من الله تبارك وتعالى علي بلقاء أحد علماء الإسلام السائرين علي نهج خير الأنام وصحبه الكرام الذين جمع الله لهم بين العلم والعمل والفهم والعقل وما أعظم الإنسان إذا اجتمعت فيه هذه الصفات فهو إمام بحق من الذين قال الله فيهم :(( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) ألا هو فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني وذلك في تاريخ الثالث عشر من الشهر العاشر لسنة ثلاثة عشرة وأربعمئة وألف للهجرة وذلك ضمن تسجيلات سلسلة الهدي والنور الذي يقوم بتسجيلها الأخ الكريم أبو ليلى محمد بن أحمد وصلى الله وسلم وبارك على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم.
السائل : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لا شك أن فضيلة الشيخ ناصر الألباني حفظه الله وسلمه وبارك فيه يعلم أن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل في العقيدة والفساد العقدي ومن حيث الإفتراق في المناهج ومن حيث إعمال ونشر الشريعة الإسلامية .
الشيخ : وعليكم السلام .
السائل : في أكثر بقاع الأرض هذا واقع الغيرون من المسلمين لهم رغبة عظيمة في تغييره وإصلاحه إلا أنه تختلف مآخذهم في إصلاح هذا الواقع كما يعلم فضيلتكم من خلال الحركات الإسلامية الجماعات الإسلامية التي جاهدت لإصلاح واقع الأمة الإسلامية ومع ذلك لم تفلح بل ربما حصل للأمة بسبب تلك الحركات نكبات ومصائب عظيمة الشعب المسلم في حيرة عظيمة كيف يقابلون وكيف يعالجون هذا الوقع وقد يشعر الواحد منهم أنه حمل جبالا عظيمة فما هي نصيحتكم للشباب المسلم وما هي الطرق النافعة الناجعة لمواجهة هذا الواقع وكيف تبرأ ذمة المسلم عند الله عز وجل يوم القيامة ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، بالإضافة إلى ما جاء في تضاعيف سؤال الأخ أبي عبد الرحمن عبد الله من سوء واقع المسلمين فكذلك نقول إن هذا الواقع الأليم ليس شرا مما كان واقع العرب في جاهليتهم وحينما بعث إليهم رسولنا صلوات الله وسلامه عليه فلا شك أن واقع أولئك العرب الجاهلين أسوأ بكثير مما عليه المسلمون اليوم وبناءً على ذلك نقول العلاج هو ذاك العلاج والدواء هو ذاك الدواء فبمثل ما عالج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الجاهلية الأولى فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم جميعهم أن يعالجوا واقعهم الأليم ومعنى هذا واضح جدا متذكرين فيه قول الله عز وجل (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر... )) فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه هو أسوتنا في معالجة مشكلة المسلمين في زمننا وذلك بأن نبدأ بما بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولا ومن عبادتهم ثانيا ومن سلوكهم ثالثا ولست أعني بهذا الترتيب هو الفصل بين الأمر الأول الأهم ثم المهم ثم ما دونه وإنما أريد أن يهتم المسلمون أعني بهم بطبيعة الأمر الدعاة منهم ولعل الأصح أن نقول العلماء منهم لأن الدعاة اليوم مع الأسف الشديد صار يشمل كل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم فصاروا يعدون أنفسهم دعاة إلى الإسلام ونعلم جميعا القاعدة المعروفة لدى لا أقول العلماء بل والعقلاء جميعا تلك هي التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه فنحن نعلم اليوم بأنه هناك طائفة كبيرة جدا جدا يعدون الملايين من المسلمين إذا ما أُطلق لفظة الدعاة انصرفت هذه اللفظة إليهم وهم جماعة الدعوة أي جماعة التبليغ ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) مع ذلك فهم جماعة الدعوة حينما يطلق جماعة الدعوة ينصرف هذا الاسم إليهم .
السائل : الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين لا شك أن فضيلة الشيخ ناصر الألباني حفظه الله وسلمه وبارك فيه يعلم أن واقع الأمة الديني واقع مرير من حيث الجهل في العقيدة والفساد العقدي ومن حيث الإفتراق في المناهج ومن حيث إعمال ونشر الشريعة الإسلامية .
الشيخ : وعليكم السلام .
السائل : في أكثر بقاع الأرض هذا واقع الغيرون من المسلمين لهم رغبة عظيمة في تغييره وإصلاحه إلا أنه تختلف مآخذهم في إصلاح هذا الواقع كما يعلم فضيلتكم من خلال الحركات الإسلامية الجماعات الإسلامية التي جاهدت لإصلاح واقع الأمة الإسلامية ومع ذلك لم تفلح بل ربما حصل للأمة بسبب تلك الحركات نكبات ومصائب عظيمة الشعب المسلم في حيرة عظيمة كيف يقابلون وكيف يعالجون هذا الوقع وقد يشعر الواحد منهم أنه حمل جبالا عظيمة فما هي نصيحتكم للشباب المسلم وما هي الطرق النافعة الناجعة لمواجهة هذا الواقع وكيف تبرأ ذمة المسلم عند الله عز وجل يوم القيامة ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، بالإضافة إلى ما جاء في تضاعيف سؤال الأخ أبي عبد الرحمن عبد الله من سوء واقع المسلمين فكذلك نقول إن هذا الواقع الأليم ليس شرا مما كان واقع العرب في جاهليتهم وحينما بعث إليهم رسولنا صلوات الله وسلامه عليه فلا شك أن واقع أولئك العرب الجاهلين أسوأ بكثير مما عليه المسلمون اليوم وبناءً على ذلك نقول العلاج هو ذاك العلاج والدواء هو ذاك الدواء فبمثل ما عالج النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلك الجاهلية الأولى فعلى الدعاة الإسلاميين اليوم جميعهم أن يعالجوا واقعهم الأليم ومعنى هذا واضح جدا متذكرين فيه قول الله عز وجل (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر... )) فرسولنا صلوات الله وسلامه عليه هو أسوتنا في معالجة مشكلة المسلمين في زمننا وذلك بأن نبدأ بما بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو إصلاح ما فسد من عقائد المسلمين أولا ومن عبادتهم ثانيا ومن سلوكهم ثالثا ولست أعني بهذا الترتيب هو الفصل بين الأمر الأول الأهم ثم المهم ثم ما دونه وإنما أريد أن يهتم المسلمون أعني بهم بطبيعة الأمر الدعاة منهم ولعل الأصح أن نقول العلماء منهم لأن الدعاة اليوم مع الأسف الشديد صار يشمل كل مسلم ولو كان على فقر مدقع من العلم فصاروا يعدون أنفسهم دعاة إلى الإسلام ونعلم جميعا القاعدة المعروفة لدى لا أقول العلماء بل والعقلاء جميعا تلك هي التي تقول فاقد الشيء لا يعطيه فنحن نعلم اليوم بأنه هناك طائفة كبيرة جدا جدا يعدون الملايين من المسلمين إذا ما أُطلق لفظة الدعاة انصرفت هذه اللفظة إليهم وهم جماعة الدعوة أي جماعة التبليغ ومع ذلك فأكثرهم كما قال الله عز وجل (( ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) مع ذلك فهم جماعة الدعوة حينما يطلق جماعة الدعوة ينصرف هذا الاسم إليهم .
كلمة تتضمن حقيقة كلمة التوحيد " لا إله إلا الله "
الشيخ : ومعلوم من طريقة دعوتهم أنهم قد أعرضوا بالكلية عن الاهتمام بالأصل الأول أو بالأمر الأهم من الأمور الثلاثة التي ذكرتها آنفا العقيدة والعبادة والسلوك فتركوا وأعرضوا عن إصلاح ما بدأ به الرسول عليه السلام بل ما بدأ به كل الأنبياء تبعا للرسل مثل قوله تبارك وتعالى (( أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) فهم لا يُعنون بهذا الأصل الأصيل وهو الركن الأول من أركان الإسلام كما هو معلوم لديكم جميعا وهذا الأصل الذي قام يدعو إليه رسول من الرسل الكرام ألا وهو نوح عليه الصلاة والسلام قرابة ألف سنة وهو يدعو إلى التوحيد وأنتم تعلمون أن الشرائع السابقة لم يكن فيها من تفصيل لأحكام المعاملات والعبادات ما هو معروف في ديننا هذا لأنه خاتمة الشرائع والأديان ومع ذلك فقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما فيما إذن كان اهتمامه أن يفهموا عنه التوحيد ومع ذلك فكما تعلمون من القرآن الكريم أعرضوا عن دعوته (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ... )) إلى آخر الآية فهذا يدل دلالة قاطعة على أن أهم شيء ينبغي للدعاة حقا إلى الإسلام هو أن يهتموا بالدعوة إلى التوحيد ذلك لأنه معنى قوله تبارك وتعالى (( فاعلم أنه لا إله إلا الله ... )) هكذا كانت سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعلا وتعليما ، أما فعله فما يحتاج إلى بحث لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العهد المكي إنما كان جهده ودعوته محصورة في الغالب أن يدعوهم إلى عبادة الله وحده لاشريك له أما تعليما فتعلمون حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه الوارد في صحيح البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما أرسل معاذا إلى اليمن قال له ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ... إلى آخر الحديث ... فإن استجابوا لك أوفإن أطاعوك فأمرهم بالصلاة ) تمام الحديث فهو معروف إن شاء الله فإذن قد أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه بأن يبدؤوا بما بدأ هو به وهو أن يدعوهم إلى شهادة التوحيد لاشك أن هناك فرقا كبيرا جدا بين أولئك العرب المشركين من حيث أنهم كانوا يفهمون ما يقال لهم بلغتهم وبين العرب المسلمين اليوم والذين ليسوا بحاجة إلى أن يُدعوا إلى أن يقولوا لا إله إلا الله فإنهم قائلون بها مهما اختلفت مذاهبهم وطرائقهم وعقائدهم فكلهم يقول لا إله إلا الله ولذلك الدعاة اليوم ليسوا بحاجة إلى أن يدعوا المسلمين إلى أن ينطقوا بهذه الكلمة لكن هم في الواقع بحاجة أكثر من العرب في الجاهلية إلى أن يُفهموا معنى هذه الكلمة الطيبة هذا الفرق فرق جوهري جدا بين العرب الأولين الذين إذا دعاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقولوا لا إله إلا الله يستكبرون كما هو صريح القرآن الكريم لماذا يستكبرون لأنهم يفهمون أن معنى هذه الكلمة أن لا يتخذوا مع الله أندادا وأن لا يعبدوا مع الله غيره وهم كانوا يعبدون غيره فهم ينادون غير الله ويستغيثون بغير الله فضلا عن التوسل بغير الله فضلا عن النذر لغير الله أو الذبح لغير الله من هذه الوسائل الشركية الوثنية المعروفة كانوا هم يفعلونها ولكنهم كانوا يعلمون أن من لوازم هذه الكلمة الطيبة من حيث اللغة العربية أن يتبرؤوا من كل هذه الأمور لمنافاتها لكلمة لا إله إلا الله أما المسلمون اليوم الذين يشهدون أن لا إله إلا الله لكنهم لا يفقهون معناها بل لعلهم يفقهون معناها فهما معكوسا مقلوبا تماما فكما تعلمون جميعا إن بعضهم ألّف رسالة في معنى لا إله إلا الله ففسرها بالمعنى الذي كان عليه المشركون الذي كانوا يؤمنون به (( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )) فالمشركون كانوا يؤمنون بأن لهذا الكون خالقا لاشريك له في ذلك ولكنهم مع ذلك كانوا يجعلون لله أندادا وشركاء في عبادته فهم يؤمنون بأن الرب واحد لكن يعتقدون بأن المعبودات كثيرة ولذلك قال تعالى في الآية المعروفة (( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فهم كانوا يعلمون أن قول لا إله إلا الله ينبغي أن يتبرأ قائلها من كل عبادة سوى عبادة الله عز وجل ، أما المسلمون اليوم فقد فسروا الكلمة الطيبة بـ لا رب إلا الله فإذا قال المسلم لا إله إلا الله وهو يعني هذا المعنى لا رب إلا الله فهو والمشركون سواء عقيدةً أما لفظا فهو مسلم لأنه يقول لا إله إلا الله بخلاف المشرك لأنه يأبى أن يقول لا إله إلا الله فهو ليس مسلما لا ظاهرا ولا باطنا أما جماهير المسلمين اليوم فهم مسلمون لأن الرسول عليه السلام يقول ( فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) ولذلك أنا أقول كلمة ربما تكون نادرة الصدور مني وهي أن واقع المسلمين اليوم شر مما كان عليه العرب من حيث سوء الفهم لهذه الكلمة الطيبة لأن العرب كانوا يفهمون لكنهم لا يؤمنون ، وأما المسلمون اليوم فيقولون ما لا يعتقدون يقولون لا إله إلا الله وهم يكفرون بمعناها لذلك فأنا أعتقد أن أول على الدعاة المسلمين حقا هو أن يدندنوا حول هذه الكلمة و حول بيان معناها بتلخيص ثم ثم تفصيل لوازم هذه الكلمة الطيبة من الإخلاص لله عز وجل في العبادات بكل أنواعها لأن الله عز وجل لما حكى عن المشركين (( قالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )) فكل عبادة توجه إلى غير الله فهو كفر بالكلمة الطيبة لا إله إلا الله لهذا أنا أقول اليوم لا فائدة مطلقا من تكتيل المسلمين ومن تجميعهم على تركهم في ضلالهم في بعدهم عن فهم هذه الكلمة الطيبة فذلك لا يفيدهم في الدنيا قبل الآخرة نحن جميعا أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا من قلبه حرّم الله بدنه على النار ) وفي أحاديث أخرى (دخل الجنة ) فلا يمكن ضمان دخول الجنة ولو بعد لأيٍ ولو بعد عذاب يمس القائل والمعتقد الاعتقاد الصحيح لهذه الكلمة فإن هذا قد يعاقب بناءّ على ما ارتكب واجترح من المعاصي والآثام ولكن سيكون مصيره دخول الجنة وعلى العكس من ذلك من قال هذه الكلمة الطيبة بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه فذلك لا يفيد شيئا في الآخرة قد يفيده في الدنيا النجاة من القتال ومن القتل أما في الآخرة فلا يفيده شيئا إلا إذا قالها فاهما لمعناها أولا ومعتقدا لهذا المعنى لأن الفهم والمعرفة وحدها تكفي إلا إذا اقترن مع الفهم الإيمان بهذا المفهوم وهذه نقطة أظن أن كثيرا من الناس عنها غافلون وهي لا يلزم من الفهم الإيمان لا بد أن يقترنا كل من الأمرين مع الآخر حتى يكون مؤمنا ذلك لأنكم تعلمون إن شاء الله أن كثيرا من أهل الكتاب من اليهود والنصارى كانوا يعرفون أن محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رسول صادق فيما يدعيه من الرسالة والنبوة ولكن مع ذلك أي مع المعرفة التي شهد لهم بها ربنا تبارك وتعالى حين قال (( يعرفونه كما يعرفونه أبناءهم )) ومع ذلك فهذه المعرفة ما أغنتهم شيئا لماذا لأنهم لم يصدقوه فيما عرفوا منه من ادّعائه النبوة والرسالة ولذلك .
بيان أنه لابد من اقتران المعرفة والفهم بالإيمان بلا إله إلا الله .
الشيخ : فالإيمان يسبقه المعرفة ولا تكفي وحدها لابد أن يقترن معها الإيمان فإذن إذا قال المسلم لا إله إلا الله بلسانه فعليه أن يضم إلى ذلك معرفة معنى هذه الكلمة بإيجاز ثم بالتفصيل فإذا عرف وصدق وآمن فهو الذي يصدق عليه تلك الأحاديث التي ذكرت بعضها آنفا ومنها قوله عليه الصلاة والسلام مشيرا إلى شيء من التفصيل الذي ذكرته آنفا ألا وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره ) نفعته يوما من دهره أي كانت هذه الكلمة الطيبة بعد معرفة معناها وهذا أكرره لكي يرسخ في الأذهان بعد معرفة معناها والإيمان بهذا المعنى الصحيح ولكنه قد لا يكون قام بمقتضياتها وبلوازمها من العمل الصالح والانتهاء عن المعاصي فقد يدخل النار كجزاء لما فعل وارتكب من معاصي أو أخلّ ببعض الواجبات ثم تنجيه هذه الكلمة الطيبة هذا معنى قوله عليه السلام ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره ) أما من قالها بلسانه ولم يفقه معناها أو فقه معناها ولكنه لم يؤمن بهذا المعنى فهذا لا ينفعه قوله لا إله إلا الله إلا هنا في العاجلة وليس في الآجلة لذلك لابد من تركيز الدعوة إلى التوحيد في كل مجتمع أو تكتل إسلامي يسعى حثيثا وبحق إلى ما يدندن به كل الجماعات الإسلامية أو لعل أدق جل الجماعات الإسلامية وهو تحقيق المجتمع الإسلامي وإقامة الدولة المسلمة التي تحكم بما أنزل الله .
تنبيه الدعاة الموجودين على الساحة أن يدعو إلى التوحيد والعبادة والأخلاق .
الشيخ : هذه الجماعات أو هذه الطوائف لا يمكنها أن تحقق هذه الغاية التي أجمعوا عل تحقيقها وعلى السعي حثيثا إلى جعلها حقيقة واقعة إلا بالبدأ بما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وآله سلم أعيد التنبيه إلى أنه لا أعني بهذا الكلام في بيان الأهم فالمهم وما دونه هو أن يقتصر الدّعاة فقط على الدعوة إلى هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها لأنّ الإسلام بعد أن أتم الله علينا النعمة بإكماله لدينه فلابد لهؤلاء الدّعاة أن يحملوه كلاً لايتجزأ ، وأنا حين أقول هذا أقول بعد ذاك البيان الذي خلاصته أنه يجب على الدعاة الإسلاميين حقا أن يهتموا بالأهم مما جاء به الإسلام وهو تفهيم المسلمين العقيدة الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة لا إله إلا الله لكني أريد أن ألفت النظر إلى أن هذا لا يعني أن يفهم المسلم فقط أن لا إله إلا الله معناها لا معبود بحق في الوجود إلا الله فقط بل هذا يستلزم أن يفهم العبادات التي ينبغي أن يتعبد ربنا عز وجل بها ولا يوجه شيئا منها لعبد من عباد الله تبارك وتعالى هذا التفصيل لابد أن يقترن بيانه أيضا مع ذلك المعنى الموجز للكلمة الطيبة ، يحسن أن نضرب مثلا أو أكثر من مثل حسبما يبدو لي وأنا أرتجل هذه الكلمة لبيان أن هذا البيان الإجمالي لا يكفي فأقول إن كثيرا من المسلمين الموحدين حقا والذين لا يوجهون عبادة من العبادات إلى غير الله عز وجل ذهنهم خالي من كثير العقائد والأفكار الصحيحة التي جاء ذكرها في الكتاب والسنة فكثير من الناس من هؤلاء الموحدين يمرون على بعض الآيات التي تتضمن العقيدة مع بعض الأحاديث الأخرى وهم غير منتهين لما تتضمن هذه النصوص من عقيدة صحيحة وهي من تمام الإيمان بالله عز وجل .
بيان علو الله تعالى على خلقه والرد على المخالفين في ذلك .
الشيخ : خذوا مثلا عقيدة أو الإيمان بعلو الله عز وجل على خلقه أنا أعرف بالتجربة أن كثيرا من إخواننا الموحدين السلفيين يعتقدون معنا بأن الله عز وجل على العرش استوى دون تأويل ودون تكييف ولكنهم حينما يأتيهم معتزلي عصري أو جمهي عصري أو ماتريدي أو أشعري عصري فيلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية لم يفهم معناها لا الموسوِس ولا الموسوَس إليه فيحار في عقيدته ويضل عنها بعيدا لماذا ؟ لأنه لم يتلق للعقيدة من كل الجوانب التي تعرض لبيانها كتاب ربنا وحديث نبينا حينما يقول المعتزلي المعاصر الله عز وجل يقول (( أأمنتم من في السماء )) وأنتم تقولون إن الله في السّماء وهذا معناه أنكم جعلتم معبودكم في ظرف هو السماء المخلوقة ما أريد أن أخوض طويلا في هذه القضية لأن المقصود هو التذكير فقط وإلا فالبحث في هذه الجزئية يحتاج إلى جلسة خاصة أريد من المثال أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة في أذهان الذين آمنوا بالعقيدة السلفية لا أعني الآخرين الذين اتبعوا الجهمية أو المعتزلة أو الماترودية أو الأشاعرة في مثل هذه المسألة فأنا أرمي بهذا المثال إلى أن المسألة ليست باليسر الذي يصوره اليوم بعض إخواننا الدعاة الذين يلتقون معنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أن الأمر ليس بهذه السهولة التي يدعيها بعضهم والسبب في هذا ما سبق بيانه مني من الفرق بين جاهلية المشركين الأولين حينما يدعون أن يقولوا لا إله إلا الله فيأبون لأنهم يفهمون معنى هذه الكلمة الطيبة وبين المسلمين المعاصرين اليوم حينما يقولون هذه الكلمة لكنهم يأبون معناه الصحيح هذا الفرق الجوهري هو الآن متحقق في مثل هذه العقيدة عقيدة علو الله عز وجل على مخلوقاته كلها فهذا يحتاج إلى بيان ولا يكفي أن يعتقد المسلم فقط معنى (( الرحمن على العرش استوى )) ومعنى ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) دون أن يعرف أن " في " هنا ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ، في هذه الظرفية في هي كـ (في) في قوله تعالى (( أأمنتم من في السماء )) أي من على المساء حتى إذا جاء ذلك المعتزلي أو الأشعري ووسوس إليه وقال له أنتم تجعلون ربكم في ظرف في السماء فيكون الجواب عنده لا لا منافاة بين قوله تعالى (( الرحمن على العرش استوى )) وبين قوله (( أأمنتم من في المساء )) لأن في هنا بمعنى على هناك والدليل كثير وكثير جدا منها هذا الحديث المتداول على ألسنة الناس هو بمجموع طرقه والحمد لله حديث صحيح ( ارحموا من في الأرض ) لا يعني الحشرات والديدان التي هي في الأرض وإنما من على الأرض من الإنسان والحيوان ( يرحمكم من في السماء ) أي من على المساء ، فمثل هذا التفصيل لابد أن يكون المستجيبون لدعوة الحق على بينة من الأمر ويقرِّب هذا أن تتذكروا حديث الجارية وهي راعية غنم كما تعلمون حينما سألها الرسول صلى الله عليه وآله سلم وأنتم إن شاء الله ذاكرون الحديث وإنما نذكر الشاهد منه ( قال لها أين الله؟ قالت في السماء ) لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر أين الله ؟ لقالوا لك في كل مكان بينما جارية تحسن الجواب وهي جارية راعية غنم ما هو السبب لأنها كانت تعيش في جو بتعبيرنا العصري جو سلفي أي جو سني بالتعبير العام لأنها تخرجت كما يقولون أيضا اليوم من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله سلم ، هذه المدرسة لم تكن خاصة في بعض الرجال ولا في بعض النساء وإنما كانت تنتقل من ناس إلى ناس فتعم السّكان جميعهم من رجال ونساء ولذلك عرفت الجارية وهي راعية غنم العقيدة الصحيحة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في الكتاب وفي السنة اليوم لا يوجد شيء من هذا من هذا البيان وهذا الوضوح بحيث أنك لو سألت ما أقول راعية غنم بل لو سألت راعي أمة وجماعة قد يحار في الجواب كما يحار الكثيرون اليوم .
كيف نقوم بالدعوة إلى الله تعالى في هذه الأزمنة المتأخرة .
الشيخ : فإذن قضية الدعوة إلى التوحيد وتثبيتها في قلوب الناس ما يكفي أن نمرر آيات كما كان الأمر في العهد في الأول لأنهم أولا كانوا يفهمون العبارات العربية بيسر وثانيا لم يكن هناك زيغ وانحراف في العقيدة نبع من الفلسفة ومن علم الكلام فقام يعارض العقيدة السليمة فنحن أوضاعنا اليوم تختلف تماما فلا يجوز أن نتوهم بأن الدعوة إلى العقيدة الصحيحة هي اليوم من اليسر كما كان الأمر في ذلك اليوم من اليسر وأقرب لكم هذا بمثل لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان إن شاء الله من اليسر المعروف يومئذ أن الصحابي يسمع الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله سلم مباشرة ثم التابعي يسمع الحديث من الصحابي مباشرة وهكذا نقف عند القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية هل كان هناك شيء اسمه علم الحديث لم يكن هناك شيء اسمه علم الحديث ، علم الجرح والتعديل لم يكن شيء منه ، أما الآن فهذا أمر لابد منه وهو فرض من فروض الكفاية العالم اليوم لكي يتمكن من معرفة هذا حديث صحيح أو ضعيف ليس هذا ميسر له كما كان الأمر بالنسبة للصحابة لأنه يتلقى الحديث من فم النبي صلى الله عليه وآله سلم غضا طريا ثم التابعي يتلقاه من الصحابة الذين زكوا بشهادة الله عز وجل لهم إلى آخره ... فما كان ميسورا يومئذ ليس ميسورا اليوم لهذا ينبغي ملاحظة هذا الأمر والاهتمام كما ينبغي مما يتناسب مع المشاكل المحيطة بنا اليوم بصفتنا مسلمين ما لم يكن المسلمون الأولون قد أحاط بهم مما أحاط بنا من الإشكالات والشبهات وعلم الكلام من أجل ذلك أو يحسن بنا أن نذكر من أجل ذلك جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله سلم لما ذكر الغرباء في بعضها قال ( للواحد منهم خمسون من الأجر قالوا منا يا رسول الله أم منهم قال لا منكم ) ثم علل لذلك بقوله عليه السلام ( إنكم تجدون على الحق أنصارا ولا يجدون على الحق أنصارا ) هذا من مقتضى الغربة الشديدة القائمة اليوم التي لم تكن في الزمن الأول لا شك أن الزمن الأول الغربة كانت بين شرك وتوحيد بين كفر وإيمان أما الآن المشكلة بين المسلمين أنفسهم فهذه قضية ينبغي الانتباه لها أولا ، ثانيا لا ينبغي أن يقول ناس من الناس ولنقل نحن مثلا معشر السلفيين محصورين في بلد ما نحن الآن ينبغي أن ننتقل إلى مرحلة أخرى غير مرحلة الدعوة إلى التوحيد وأعني بهذه المرحلة الأخرى هو العمل السياسي لا ينبغي أن نقول هذا لأن الإسلام دعوته دعوة حق أولا ، وعامة ثانيا ، نحن ما ندري من أين سينبع الحركة التي يبدأ منها تحقيق الحكم بالإسلام في أرض الله الواسعة ولذلك فيجب أن تكون دعوتنا عامة إن كانت مثلا دعوتنا في بلد عربي كمثل بلدنا هذا مثلا فما ينبغي أن نقول نحن عرب والقرآن نزل بلغة العرب مع أننا نذكر بأن العرب اليوم كبعض الأعاجم الذين استعربوا ، العرب اليوم استعجموا بسبب بعدهم عن لغتهم وهذا مما أبعدهم عن فهم كتاب ربهم وسنة نبيهم فهب أننا العرب هنا فهمنا الإسلام فهما صحيحا فلا نقنع بأننا نكفي نحن بأن نعمل عملا سياسيا ونحرك الناس ونشغلهم بالسياسة عما يجب عليهم من الاشتغال في فهم الإسلام كما قلنا آنفا ليس محصورا في العقيدة بل بالعبادة وفي المعاملات وفي السلوك أنا لا أعتقد أن هناك في الأرض الإسلامية العامة شعبا يعد الملايين يمكن أن يعتمد عليهم بأنهم فهموا الإسلام بهذه الأمور الثلاثة التي سبق ذكرها عقيدةً وعبادةً وسلوكاً ، ورُبّوا على هذه التربية لا أعتقد هذا موجود ولذلك نحن ندندن دائما وأبدا حول ونركز حول نقطتين أساسيتين وكثير من إخواننا الحاضرون يعلمون ذلك حينما نقول التربية فإنما نعني من هذه التربية التربية القائمة على التصفية فلا بد من الأمرين معا التصفية والتربية فإن كان هناك نوع من التصفية وهو في العقيدة وليس بصورة عامة وفي شعب قد يعد الملايين وإنما ذلك في أفراد منهم ضاعوا في هذا المجتمع الواسع فليس لهم كلمة وليس لهم ما يجمعهم حتى يكونوا كتلة واحدة بحيث يمكنهم أن يؤثروا في ذلك المجتمع الذي جزء من المجتمع الإسلامي الكبير أعني شعبا من الشعوب فقد يكون هناك أفراد فهموا الإسلام فهما صحيحا من كل الجوانب نفترض هذا وهذا بعيد جدا لأني أعتقد أن فردا بل و لا خمسة ولا عشرة ولا عشرين يستطيعون أن يقوموا بواجب التصفية ، تصفية الإسلام مما دخل فيه في كل جوانب الإسلام من عقيدة من عبادة من سلوك من معاملة وما شابه ذلك لا يستطيع أن ينهض بهذا الواقع أفراد قليلون خاصة في هذا المجتمع الذي يعد بالملايين لا بد أن يكون هناك المئات من الدعاة الذين فهموا الإسلام فهما صحيحا ثم قاموا بواجب تربية من حولهم التربية هذه الآن مفقودة فيكون للتحرك السياسي الآن آثار سيئة قبل تحقيق هاتين القضيتين الهامتين التصفية والتربية هل نعني بكلمة التحقيق تحقيق ذلك في المجتمع الإسلامي كله ؟ هذا مما لا نفكر فيه ولا مناما لأن هذا أمر مستحيل لأن الله عز وجل يقول في القرآن الكريم (( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) هؤلاء المرحومون لا يتحقق فيهم أنهم مرحومون فعلا من ربنا تبارك وتعالى إلا إذا فهموا الإسلام فهما صحيحا وربّوا أنفسهم أيضا على هذا الإسلام الصحيح فالاشتغال الآن بما يسمى بالعمل السياسي ونحن لا ننكر العمل السياسي لكننا نعتقد بالتسلسل المنطقي الشرعي في آن واحد أن نبدأ بالعقيدة ونثني بالعبادة وبالسلوك تصليحا لكل هذه الأمور ثم لابد أن يأتي يوم لابد من العمل السياسي فيه لأن السياسة معناها إدارة شؤون الأمة من الذي يدير شؤون الأمة ليس زيد وبكر وعمر الذي هويتريس على جماعة أو يوجه جماعة هذا أمر الأمير الإمام الأول يعني الذي يبايع من قبل المسلمين فهذا هو الذي يجب أن يكون على معرفة بسياسة الواقع أما أن نشغل أنفسنا بأمور نحن لو عرفنا حق المعرفة لا نتمكن من إدارتها ، لنضرب مثلا واضحا جدا اليوم مع الأسف الشديد هذه الحروب القائمة ضد المسلمين اليوم في كثير من بلاد الإسلام هل يفيد تحريك وإثارة حماس المسلمين في كل بلاد الدنيا ونحن لا نملك الجهاد الواجب إثارته من إمام مسؤول لا فائدة من هذا العمل لا نقول هذا ليس بواجب هو واجب ولكنه أمر سابق لأوانه ولذلك فعلينا أن نشغل أنفسنا وأن نشغل غيرنا ممن ندعوهم إلى دعوتنا أن نفهم الإسلام الصحيح وأن نربيهم تربية صحيحة ، وإشغالهم بأمور حماسية فذلك مما سيصرفهم عن التمكن في الدعوة التي هي تجب أن يقوم بها أو أن تقوم في ذهن كل مكلف من المسلمين كتصحيح العقيدة وتصحيح العبادة وتصحيح السلوك هذه من الفروض العينية التي لا يعذر مقصر فيها أما الأمور الأخرى فهى بعضها يكون من الفروض الكفائية كما يقال اليوم من معرفة الفقه الواقع أو الاشتغال بالعمل السياسى أوما شابه ذلك هذا إذا عرفه بعض الأفراد إذا كان بإمكانهم أن يستفيدوا من ذلك عملياً أما أن يشغلوا جمهور الناس به فذلك مما يشغلهم بالمهم عن الأهم وهذا هو الذي نراه ملموسا لمس اليد في كثير من الجماعات الإسلامية أو الأحزاب الإسلامية حيث نعرف أن بعضهم كان يهتم بتربية الشباب المسلم المتكتل والملتف حول هؤلاء الدعاة ليفهموا العقيدة الصحيحة والعبادة الصحيحة والسلوك الصحيح وإذا بهم بسبب الانشغال بالسياسة ومحاولة الدخول في البرلمانات التي تحكم بغير ما أنزل الله فقد صرفهم عن الجانب الأهم واشتغلوا بما هو مهم وقد لا يكون مهما في ظرف من الظروف القائمة الآن بظني أنه جاء في سؤالك شيء لعله صار بعيدا عن ذهني فتذكرني به إن شاء الله .
بماذا تبرأ ذمة المسلم في هذا العصر إذا كان لا يستطيع أن يغير المنكر مثلا ؟ .
السائل : بارك الله فيك ، قلت بماذا تبرأ ذمة المسلم في هذا العصر إذا كان لا يمكنه مثلا تغيير منكر عظيم يكره ويبغضه أو تغيير واقع كما تفضلت قبل قليل ?
الشيخ : كلٌ من المسلمين بحسبهم فالعالم يجب عليه ما لا يجب على غير العالم وكما أقول في مثل هذه المناسبة إن الله عز وجل قد أكمل النعمة بكتابه وجعله دستورا للمسلمين والمؤمنين به من ذلك أن الله عز وجل حينما قال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهو تبارك وتعالى في هذه الآية قد جعل المجتمع الإسلامي قسمين عالم وغير عالم و أوجب على كل منهم مالم يوجبه على الآخر أوجب على القسم الآخر الذين ليسوا بعلماء أن يسألوا أهل العلم وأوجب على هؤلاء أن يوجيبوهم عما سألوهم عنه فإذن هناك عالم واجبه أن
يعلم وغير عالم واجبه أن يتعلم فإذن الواجبات تختلف باختلاف الأشخاص فالعالم اليوم عليه أن يدعو إلى دعوة الحق وفي حدود الاستطاعة وغير العالم عليه أن يسأل عما يهمه فيما يتعلق بنفسه وبمن كان هو راعيا عليه كزوجة أو ولد أو نحوه فإذا قام كل مسلم من الفريقين العالم وغير العالم بما يستطيع فالله عز وجل يقول(( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نحن مع الأسف نعيش فى مأساة ألمت بالمسلمين لا يعرف التاريخ الإسلامي لها مثيلا وهو أن الكفار تداعوا على محاربة المسلمين كما أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فى مثل قوله المعروف والصحيح والحمد لله ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت ) فواجب العلماء إذن أن يجاهدوا في المسلمين بتعليمهم وأن يجاهدوا هؤلاء الكفار الذين تداعوا من كل جانب على محاربة المسلمين فما دام أنهم ليست لهم قيادة وليس لهم إمام يقودهم ويوجههم فهم لا يستطيعون الآن مثل هذا الجهاد ولكن عليهم أن يتخذوا كل وسيلة بإمكانهم أن يتخذوها نحن الآن كأفراد لا نستطيع أن نتسلح سلاحا ماديا ولو استطعنا فلا نستطيع أن نتحرك فعلا لأن هناك قيادات وهناك حكام يتبنون سياسة لا تتفق مع السياسة الشرعية مع الأسف الشديد لكننا نستطيع أن نحقق الأمرين العظيمين الذين ذكرتهما آنفا ألا وهو التصفية والتربية حينما يقوم المسلمون أوالدعاة المسلمون بمثل هذا الواجب في بلد ما ويتكتلون على هذا الأساس فأنا أعتقد أنهم يومئذ يصدق فيهم قوله تبارك وتعالى (( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )) تبارك وتعالى إذن واجب كل مسلم أن يعمل باستطاعته ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
الشيخ : كلٌ من المسلمين بحسبهم فالعالم يجب عليه ما لا يجب على غير العالم وكما أقول في مثل هذه المناسبة إن الله عز وجل قد أكمل النعمة بكتابه وجعله دستورا للمسلمين والمؤمنين به من ذلك أن الله عز وجل حينما قال (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) فهو تبارك وتعالى في هذه الآية قد جعل المجتمع الإسلامي قسمين عالم وغير عالم و أوجب على كل منهم مالم يوجبه على الآخر أوجب على القسم الآخر الذين ليسوا بعلماء أن يسألوا أهل العلم وأوجب على هؤلاء أن يوجيبوهم عما سألوهم عنه فإذن هناك عالم واجبه أن
يعلم وغير عالم واجبه أن يتعلم فإذن الواجبات تختلف باختلاف الأشخاص فالعالم اليوم عليه أن يدعو إلى دعوة الحق وفي حدود الاستطاعة وغير العالم عليه أن يسأل عما يهمه فيما يتعلق بنفسه وبمن كان هو راعيا عليه كزوجة أو ولد أو نحوه فإذا قام كل مسلم من الفريقين العالم وغير العالم بما يستطيع فالله عز وجل يقول(( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) نحن مع الأسف نعيش فى مأساة ألمت بالمسلمين لا يعرف التاريخ الإسلامي لها مثيلا وهو أن الكفار تداعوا على محاربة المسلمين كما أخبر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فى مثل قوله المعروف والصحيح والحمد لله ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: لا أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت ) فواجب العلماء إذن أن يجاهدوا في المسلمين بتعليمهم وأن يجاهدوا هؤلاء الكفار الذين تداعوا من كل جانب على محاربة المسلمين فما دام أنهم ليست لهم قيادة وليس لهم إمام يقودهم ويوجههم فهم لا يستطيعون الآن مثل هذا الجهاد ولكن عليهم أن يتخذوا كل وسيلة بإمكانهم أن يتخذوها نحن الآن كأفراد لا نستطيع أن نتسلح سلاحا ماديا ولو استطعنا فلا نستطيع أن نتحرك فعلا لأن هناك قيادات وهناك حكام يتبنون سياسة لا تتفق مع السياسة الشرعية مع الأسف الشديد لكننا نستطيع أن نحقق الأمرين العظيمين الذين ذكرتهما آنفا ألا وهو التصفية والتربية حينما يقوم المسلمون أوالدعاة المسلمون بمثل هذا الواجب في بلد ما ويتكتلون على هذا الأساس فأنا أعتقد أنهم يومئذ يصدق فيهم قوله تبارك وتعالى (( يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله )) تبارك وتعالى إذن واجب كل مسلم أن يعمل باستطاعته ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها .
هل هناك تلازم بين إقامة التوحيد الصحيح و إقامة الدولة الإسلامية.؟
السائل : ... هذا شيخ سؤال يلحق هذا .
الشيخ : نعم .
السائل : هل نفهم من كلامك يا شيخ أنه لا تلازم بين إقامة التوحيد الصحيح والعبادة الصحيحة وبين إقامة الدولة الإسلامية ؟
الشيخ : لا لا تلازم لأن هناك بلا شك وهذا أمر معروف أن بعض الأزمنة قد تكون العزلة هي خير من المخالطة فيعتزل المسلم في شعب من هذه الشعاب ويعيش هناك وحده يعبد ربه عز وجل ويكتفي شر الناس إليه وشره إليهم فهذا أمر قد جاءت فيه أحاديث كثيرة وكثيرة جدا وإن كان الأصل كما جاء في حديث ابن عمر ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) الدولة المسلمة هي بلا شك وسيلة لإقامة حكم الله في الأرض ولذلك نحن في مثل هذه المناسبة نقول لبعض الدعاة الإسلاميين الذين يهتمون بإقامة الدولة المسلمة وهذا ليس في ملكهم ولا في قدرتهم ولا في طاقتهم من عجائبهم أنهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به ويدعون في أنفسهم مجاهدة أنفسهم وإقامة الدولة كما قال ذلك الداعية المسلم الذي نصح جماعته بقولته تلك ثم هم لم يستنصحوا " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " فنحن نجد كثيرا من هؤلاء الذين يدعون مثلا كما يقولون لتخصيص وإفراد الله عز وجل بالحكم يعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة الحاكمية لله لا شك أن الحكم لله وحده ولا شريك له في ذلك ولا في غيره مع ذلك فهم لا يحققون أن لا حكم إلا لله في أنفسهم وذلك في طاقتهم وفي قدرتهم مثلا بعضهم لا يزال يصرُّ على التمسك بعبادة الله على ما وجد عليه آباءه وأجداده وأحسن منه من درس مذهبا من المذاهب الأربعة المتبعة اليوم ثم حينما تأتيه السنة الصريحة الصحيحة يقول لا هذا خلاف مذهبي ، فأين الحكم بما أنزل الله هم يطالبون غيرهم بما هم لا يطالبون به أنفسهم ، من السهل جدا أن تطبق حكم الله في دارك في بيعك في شرائك بينما من الصعب جدا أن تحول هذا الحاكم الذي يحكم في كثير من أحكامه بغير ما أنزل الله فلماذا تترك الميسر إلى المعسر؟ هذا يدل على أحد شيئين إما هناك سوء تربية وسوء توجيه ، وإما أن هناك سوء عقيدة هي التي تصرفهم إلى الاهتمام بما لا يستطيعون تحقيقه على الاهتمام بما هو في استطاعتهم القيام به لهذا نحن بارك الله فيك نحن نهتم دائما وأبدا بالتصفية والتربية وإذا انصرف أحد الدعاة عن واحد من هذين الأمرين لم ينجح في دعوته ، فإذن على كل مسلم عالم أو غير عالم أن يعمل وأن يتقي الله عز وجل في حدود استطاعته وأن يقدم الأهم على المهم أن يدع الأمور التي لا فائدة منها سواء إثارة الحماس وإثارة الفتن والمشاكل التي لا بد منها يوما ما لكن يوم تكون هذه الإثارة خيرها أكثر من شرها وضررها أقل من نفعها ، أما اليوم فنرى الاشتغال كل الاشتغال بالتصفية والتربية وكل في حدود استطاعته ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها هنا سائل ألو ولا عندك شيء هنا سائل تأذن له أو لك شيء .
السائل : والله عندي شيء أريد أن أشكرك على هذه الكلمة الرائعة .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : بارك الله لك وبارك فيك .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : يعني كل ما في نفوسنا وكلما يعني نجد فيه حرج أن نقوله ... .
الشيخ : نعم .
السائل : هل نفهم من كلامك يا شيخ أنه لا تلازم بين إقامة التوحيد الصحيح والعبادة الصحيحة وبين إقامة الدولة الإسلامية ؟
الشيخ : لا لا تلازم لأن هناك بلا شك وهذا أمر معروف أن بعض الأزمنة قد تكون العزلة هي خير من المخالطة فيعتزل المسلم في شعب من هذه الشعاب ويعيش هناك وحده يعبد ربه عز وجل ويكتفي شر الناس إليه وشره إليهم فهذا أمر قد جاءت فيه أحاديث كثيرة وكثيرة جدا وإن كان الأصل كما جاء في حديث ابن عمر ( المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم ) الدولة المسلمة هي بلا شك وسيلة لإقامة حكم الله في الأرض ولذلك نحن في مثل هذه المناسبة نقول لبعض الدعاة الإسلاميين الذين يهتمون بإقامة الدولة المسلمة وهذا ليس في ملكهم ولا في قدرتهم ولا في طاقتهم من عجائبهم أنهم يهتمون بما لا يستطيعون القيام به ويدعون في أنفسهم مجاهدة أنفسهم وإقامة الدولة كما قال ذلك الداعية المسلم الذي نصح جماعته بقولته تلك ثم هم لم يستنصحوا " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم " فنحن نجد كثيرا من هؤلاء الذين يدعون مثلا كما يقولون لتخصيص وإفراد الله عز وجل بالحكم يعبرون عن ذلك بالعبارة المعروفة الحاكمية لله لا شك أن الحكم لله وحده ولا شريك له في ذلك ولا في غيره مع ذلك فهم لا يحققون أن لا حكم إلا لله في أنفسهم وذلك في طاقتهم وفي قدرتهم مثلا بعضهم لا يزال يصرُّ على التمسك بعبادة الله على ما وجد عليه آباءه وأجداده وأحسن منه من درس مذهبا من المذاهب الأربعة المتبعة اليوم ثم حينما تأتيه السنة الصريحة الصحيحة يقول لا هذا خلاف مذهبي ، فأين الحكم بما أنزل الله هم يطالبون غيرهم بما هم لا يطالبون به أنفسهم ، من السهل جدا أن تطبق حكم الله في دارك في بيعك في شرائك بينما من الصعب جدا أن تحول هذا الحاكم الذي يحكم في كثير من أحكامه بغير ما أنزل الله فلماذا تترك الميسر إلى المعسر؟ هذا يدل على أحد شيئين إما هناك سوء تربية وسوء توجيه ، وإما أن هناك سوء عقيدة هي التي تصرفهم إلى الاهتمام بما لا يستطيعون تحقيقه على الاهتمام بما هو في استطاعتهم القيام به لهذا نحن بارك الله فيك نحن نهتم دائما وأبدا بالتصفية والتربية وإذا انصرف أحد الدعاة عن واحد من هذين الأمرين لم ينجح في دعوته ، فإذن على كل مسلم عالم أو غير عالم أن يعمل وأن يتقي الله عز وجل في حدود استطاعته وأن يقدم الأهم على المهم أن يدع الأمور التي لا فائدة منها سواء إثارة الحماس وإثارة الفتن والمشاكل التي لا بد منها يوما ما لكن يوم تكون هذه الإثارة خيرها أكثر من شرها وضررها أقل من نفعها ، أما اليوم فنرى الاشتغال كل الاشتغال بالتصفية والتربية وكل في حدود استطاعته ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها هنا سائل ألو ولا عندك شيء هنا سائل تأذن له أو لك شيء .
السائل : والله عندي شيء أريد أن أشكرك على هذه الكلمة الرائعة .
الشيخ : الله يبارك فيك .
السائل : بارك الله لك وبارك فيك .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : يعني كل ما في نفوسنا وكلما يعني نجد فيه حرج أن نقوله ... .
اضيفت في - 2004-08-16