مسألة: في قوله تعالى : (( وللمطلقات متاعٌ بالمعروف حقاً على المتقين )) هل الآية منسوخة أو محكمة، وإذا قلنا بأنها محكمة فهل هي عامة تشمل جميع المطلقات أو عامة أريد بها الخصوص أو عامة مخصوصة
"كَابْنِيأَنْتَحَقًّاصِرْفَا "
لأن هذا مصدر مؤكد لمضمون الجملة فلا يحتاج إلى عامل، وأيا كانت فهي منصوبة على المصدرية و((المتقين )) يعني ذووا التقوى، والتقوى تقدم لنا مرارا أنها قيام بطاعة الله على علم وبصيرة، وما أحسن ما قاله طلق بن حبيب رحمه الله: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله، وأن تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله
يقول الله عز وجل: (( للمطلقات متاع)) للمطلقات كلمة مطلقات كما يعلم جميعا تعتبر من الألفاظ العامة، من الألفاظ العموم، لأن أل فيها اسم موصول كما قال ابن مالك:
"وصفة صريحة صلة أل "
إذن ((للمطلقات)) عام كل مطلقة بدون استثناء، و((متاع)) ما تتمتع به من لباس وغيره،
وقوله: ((بالمعروف)) متعلق بالمتاع يعني هذا المتاع مقيد بالمعروف، أي ما يعرفه الناس، وهذا قد يكون مفسرا بقوله تعالى فيما سبق: ((على الموسع قدره وعلى المقتر قدره متاعا بالمعروف)) ويكون معنى ((متاع بالمعروف)) أي على الموسر بقدر إيساره وعلى المعسر بقدر إعساره، وهذه الآية يقول الله فيها: ((متاع بالمعروف حقا)) يعني أمرا ثابتا واجبا على كل متق لله عزوجل، وقوله: ((على المتقين)) لا يعني أنه لا يجب على غير المتقين، ولكن تقييده بالمتقين من باب الإغراء، من باب الإغراء والحث مثل ما يرد أحيانا قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تفعل كذا وكذا ) ، يعني من الأمثلة أن تحد على ميت فوق ثلاث، فقوله: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، لا يعني أن من لا تؤمن بالله واليوم الآخر يحل لها، ولكن هذا من باب الإغراء والحث، كما لو قلت لك: لا ينبغي للرجل أن يفعل كذا وكذا، أو لا يفعل هذا إلا الرجال، المقصود من ذلك الإغراء والحث، وأيضا تقييده للمتقين يفيد أن التزامه من تقوى الله عزوجل، وأن من لم يلتزم فقد نقصت تقواه .ولنرجع إلى الآية الكريمة هنا فنبحث فيها هل هذه الآية منسوخة أو لا؟ وهل إذا قلنا أنها محكمة هل هي عامة يعني يراد بها العموم؟ أو عامة يراد بها الخصوص؟ أو عامة مخصوصة؟ فعندنا الآن عدة مباحث:
المبحث الأول هل الآية منسوخة، أو محكمة
المبحث الثاني إذا قلنا بأنها محكمة هي منسوخة فهل هي شاملة لكل مطلقة أو يخص منها بعض المطلقات، أو لم يرد بها العموم من الأصل بل هي عام أريد به الخصوص، لننظر الآية الكريمة واضحة، أو بعبارة أصح الآية الكريمة العموم فيها ظاهر، من أين يؤخذ؟ من قوله: ((والمطلقات)) فإن الله تعالى لم يستثن شيئا، لم يستثن المطلقة قبل الدخول ولا من سمي لها مهر نعم؟ بل أطلق، فيشمل المطلقة قبل الدخول والمطلقة بعد الدخول نعم؟ وغيرها.
1 - مسألة: في قوله تعالى : (( وللمطلقات متاعٌ بالمعروف حقاً على المتقين )) هل الآية منسوخة أو محكمة، وإذا قلنا بأنها محكمة فهل هي عامة تشمل جميع المطلقات أو عامة أريد بها الخصوص أو عامة مخصوصة أستمع حفظ
ذكر حالات المطلقات وهي خمسة: الأولى: من طلقت قبل الدخول ولم يفرض لها المهر فيجب لها المتعة
2 - ذكر حالات المطلقات وهي خمسة: الأولى: من طلقت قبل الدخول ولم يفرض لها المهر فيجب لها المتعة أستمع حفظ
الثانية: من طلقت قبل الدخول وقد فرض لها المهر فيجب لها نصف المهر
الطلاب: عشرين
الشيخ : عشرين، متعة ما شاء الله ثياب و طعام وكل شيء، نعم؟ نعم ربما نقول هكذا، ونقول إنمن طلقت قبل الدخول وسمي لها مهرفإنه يكتفى بنصف المهر المتعة، طيب إذا قلنا بذلك فهل يكون مخالفة لهذه الآية؟ أو موافقة؟ لكن لما كان المهر فيها مقدرا اكتفي بالتقدير وهو النصف؟ نعم إن قلت إنه موافقة فلا إشكال، وإن قلت إنها مخالفة فحينئذ تكون هذه الآية عامة لكن خصصت بماذا؟ بمن طلقت قبل الدخول وقد سمي لها مهر، الرابعة طلقت بعد الدخول.
الثالثة: من طلقت بعد الدخول وقد فرض لها المهر فيجب لها المهر والمتعة
مسألة: هل الأمر بالإمتاع في هذه الآية للوجوب أم للاستحباب
الرابعة: من طلقت بعد الدخول ولم يسم لها المهر فيجب لها المتعة وهو مهر المثل.
الخامسة: من شرط في عقدها نفي المهر فما حكم نكاحها وماذا يجب لها ؟
الطالب: فاسد
الشيخ : في هذا خلاف، المشهور من المذهب أن الفاسد هو الشرط، وإذا فسد الشرط صار وجوده كالعدم وصارت كأنها امرأة مفوضة يعني لم يسم لها مهر، ويجب لها حينئذ مهر المثل، واختار شيخ الإسلام ابن تيمية أن النكاح باطل غير صحيح، لأن الله إنما أحل لنا ما سوى المحرمات بشرط أن نبتغي بالمال، قال: ((وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم)) ولأنه إذا شرط نفي المهر صار حقيقة الأمر أنه هبة، والهبة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وقوله أقرب إلى الصواب، وعلى هذا فإن كان لم يدخل بها أعيد العقد من جديد، وإن كان قد دخل بها فرق بينهما ووجب لها مهر المثل بوطئها إن كان قد وقع وطئها ويعاد العقد على رأي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فالحاصل الآن أننا عرفنا أن المطلقات أربعة، خمس وهذه الأخيرة .
الطالب: شيخ الصورة الثالثة؟
الشيخ : إن كان بعد الدخول فلها مهر المثل.
تتمة تفسير قوله تعالى : (( وللمطلقات متاعٌ بالمعروف حقاً على المتقين ))
((وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين )) فأوجبه الله، فهؤلاء يقولون: إن الآية عامة أريد بها الخصوص، شيخ الإسلام رحمه الله يرى أنها عامة في كل مطلقة وأنها واجبة، هذا أحد القولين، والقول الثاني: عامة لكل مطلقة وواجبة إلا فيمن طلقت قبل الدخول وقد فرض لها، لأن الله بين ما الذي يجب له وهو نصف المهر، عرفتم؟ ونحن إذا نظرنا إلى الآية الكريمة وظاهرها وجدنا أنها عامة، وأن حتى التي طلقت قبل الدخول وقد فرض لها فلها نصف مهرها فرضا وتمتع بما زاد عليه بناء على هذه الآية، هذا ظاهر الآية، لكنه مشكل أن التقدير بالنصف معناها أنه حد فاصل ما فيه متعة، وعلى هذا نقول: ما قدره الشارع اقتصرنا عليه وما لم يقدره فإننا نضيف إليه المتعة، فإذا طلق قبل الدخول وقد فرض لها أيش؟ النصف، قبل الدخول ولميفرض المتعة، اتفاق الآيتين وإلا لا؟ اتفاق الآيتين، بعد الدخول وقد فرض لها الكل المهر يعني المهر كاملا، وهل يجب متعة تنبني على الخلاف في هذه المسألة، ولو قيل: إنه يفرق بين ما إذا كان المهر لم يقبض فإن إقباضها إياه عند الطلاق يغنيها عن المتعة، أو كان قد قبض وأنفقت فإن المتعة واجبة، لو قيل بهذا القول لكان له وجه، الرابعة من طلقت بعد الدخول ولم يفرض لها فهذه لها مهر المثل، وقد نقول إنه يستغنى بها عن المتعة، لأنهما حقان ماليان واجبان بسبب واحد أو على الأقل بسببين لكن اتفقا فوجب الاقتصار على واحد منهما، أما إذا قلنا إنها مستحبة وأنها عامة فإنه يشكل على ذلك قوله: ((للمطلقات)) اللام للاستحقاق، وقوله: ((حقا))، وقوله: ((على المتقين)).
الطالب:........؟
تفسير قوله تعالى : (( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون )) وبيان أن آيات الله منها كونية ومنها شرعية
ولقد حدثني رجل عن شخص كان في نزهة مع أصحاب له وكانوا ـ والعياذ بالله ـ قد اعتادوا أن يشربوا مسكرا، فدخل إلى البلد ذات ليلة وخرج إليهم بقوارير من المسكر فلما خرج من البلد وجد الأرض ممطرة فمشى غير بعيد فإذا الأرض يابسة ما فيها مطر، فمشى غير بعيد فإذا هي ممطرة، فمشى غير بعيد فإذا هي يابسة خمسة محلات ما بين يابس وممطر، ثم أوقف السيارة ووضع يديه على رأسه وجعل يفكر كيف هذا؟ وين الذي صنع هذا؟ فألقى الله الإيمان في قلبه، فأخذ القوارير فكسرها، ثم ذهب إلى أصحابه فلما وصل إليهم فإذا هم ينتظرونه بفارغ الصبر ويقولون الله يعافيك ابا فلان أبطأت علينا ....علينا وما أشبه ذلك، فقال لهم: نعم أبطأت عليكم وأنا رأيت كذا وكذا وهداني الله عزوجل وهذه قواريركم مكسرة فمن وافقني على ما فعلت فهو صاحبي ومن لم يوافقني فلا أرى عينه بعد ذلك، هذه قصة واقعة مؤكدة، هذه ما من آيات الله الكونية؟ وشف كيف اهتدى الرجل بها؟ وهكذا بقية الآيات الكونية يبينها الله عزوجل ويوضحها لنا حتى يتبين لنا الحق، الآيات الشرعية مبينة أيضا؟ نعم مبينة موضحة، لا اشتباه فيها ولا خفاء كلها بائنة واضحة.
وقوله: ((لعلكم تعقلون)) لعل هنا للتعليل أي لأجل أن تعقلوا، فهي كقوله تعالى: ((إنا جعلناهقرآنا عربيا لعلكم تعقلون)) فكذلك يبين الله الآيات لأجل أن نعقل، هذه الآيات عقل فهم وإدراك أي كلا العقلين، فيستفاد من هذه الآية الكريمة
الطالب:شيخ ما أخذنا فوائد الآيات السابقة
الشيخ : طيب كل الآيات السابقة
الطالب:نعم
الشيخ :من ........
9 - تفسير قوله تعالى : (( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون )) وبيان أن آيات الله منها كونية ومنها شرعية أستمع حفظ
فوائد الآية (( وللمطلقات متاعٌ بالمعروف حقاً على المتقين ))
ويستفاد من الآية الكريمة: أنه ينبغي تأكيد الحقوق التي قد تتهاون بها، من أين تؤخذ ؟ من قوله: ((حقا على المتقين)) .
ويستفاد منها أيضا: أنه ينبغي ذكر الأوصاف التي تحمل الإنسان على الفعل، أو بعبارة أصح تحمل الإنسان على الانتفاع فعلا للمأمور وتركا للمحظور، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((على المتقين )) لأن تعليق ذلك بالمتقين دليل على أن خلاف ذلك مخالف للتقوى، على أن عدم القيام به مخالف للتقوى، وأن القيام به من التقوى .
فوائد الآية (( كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون ))
ومن فوائدها أيضا: أن مسائل النكاح والطلاق قد تكون خافية على الإنسان، قد يخفى على الإنسان حكمتها، لأن الله جعل بيان ذلك إليه، فقال: ((كذلك يبين الله لكم آياته)) .
ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على المفوضة أهل التجهيل وعلى أهل التحريف الذين يسمون أنفسهم بأهل التأويل، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((يبين الله لكم آياته)) لأن أهل التفويض وهم أهل التجهيل يقولون إن الله تعالى لم يبين ما أراد في آيات الصفات وأحاديثها، وأن هذه الآيات والأحاديث بمنزلة الحروف الهجائية التي لا يفهم معناها. وفيها رد على أهل التحريف كيف ذلك؟ لأن أهل التحريف يقولون: إن الله لم يبين وإنما البيان ما ندركه نحن بماذا؟ بعقولنا، فنقول: لو كان المراد ما ذكرتم لكان الله تعالى يبينه، فلما لم يبين ما قلتم علم أنه ليس بمراد .
ومن فوائد الآية الكريمة: الثناء على العقل، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((لعلكم تعقلون))، لكن المراد به العقل الصريح السالم من الشبهات والشهوات، أما العقول غير الصريحة فليست بعقول بل هي أهواء، والله عزوجل يقول: ((ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض)).
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات العلة لأفعال الله، من أين تؤخذ؟ من قوله: ((لعلكم تعقلون)).
ومن فوائدها أيضا: أنه لا يمكن أن يوجد في الشرع حكم غير مبين، من أين يؤخذ؟ من قوله: ((يبين الله لكم آياته)) آيات هذه جمع مضاف فيعم.فإن قال قائل: إننا نجد بعض النصوص تخفى علينا ؟ فالجواب: أن ذلك إما لقصور في فهمنا وإما لتقصير في تدبرنا، أما النص باعتبار ذاته لم يبين فهذا شيء مستحيل، واضح؟ طيب.
ثم قال الله تعالى:
الطالب:مراجعة
الشيخ : مراجعة ...ما في أسئلة
تفسير قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت )) وإعراب الآية
((إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف )) ((خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت)) ولم يبين الله عزوجل من هؤلاء الذين خرجوا، فقيل: إنهم من بني إسرائيل، وقيل: إنهم من غيرهم، والحقيقة أنه لا يهمنا جنس هؤلاء القوم، وإنما الذي يهمنا أيش؟ القصة والقضية التي وقعت أما جنسهم لا يهمنا.
وقوله: ((خرجوا من ديارهم)) أي من بيوتهم وأحيائهم التي يأوون إليها، وقوله:((وهم ألوف)) الجملة في موضع نصب على الحال من الواو، كلمة ((ألوف)) هي جمع كثرة وإلا جمع قلة؟
الطالب: قلة ...كثرة
الشيخ : نشوف جمع القلة أربعة:
" أفعلة أفعل ثم فعلة ثم كأفعال جموع قلة ".
((ألوف)) من أي الأربعة؟
الطالب:ليست منها
الشيخ :ليست منها إذا فهي جمع كثرة.فما عدد هذه الألوف ؟ قيل: إنها ثمانية آلاف، وقيل: ثمانون ألفا، ولاشك أنهم جمع كثير ألوف، وإذا نظرت إلى صيغة اللفظ ((وهم ألوف)) تجد أنها تدل على أكثر من أربعة، وأن ألوف عالم كثير.
((حذر الموت)) هذه مفعول لأجله، والعامل قوله: ((خرجوا)) خرجوا هي عاملها، يعني خرجوا حذر الموت، أي خوفا منه، وهل هذا الموت الموت الطبيعي؟ لأنه نزل في أرضهم وباء، أو الموت بالقتال في سبيل الله؟ في ذلك قولان لأهل العلم، فمنهم من يقول: وهم أكثر المفسرين إن المراد ((خرجوا من ديارهم)) خوفا من الموت لوباء وقع في البلاد، فخرجوا فرارا من قدر الله عزوجل، فأراد الله أن يريهم أن لا مفر منه إلا إليه،.... وقيل: أنهم خرجوا حذر الموت أي الموت بالقتل، لأنه داهمهم العدو ولكنهم جبنوا وخرجوا خوفا من أن يلحقهم العدو، فالذين قالوا بالأول قالوا: لأننا إذا أخذنا الآية بظاهرها ((حذر الموت)) ولم يقل: حذر القتال، فبين بأنه نزل في أرضهم وباءفخرجوا خوفا من هذا الوباء الذي يقتلهم، والذين قالوا بالثاني قالوا لأن الله قال بعدها: ((وقاتلوا في سبيل الله)) فكأن الله تعالى عرض قصة هؤلاء الذين جبنوا وهربوا ثم أمرنا أن نقاتل في سبيل الله وأن نصبر.
12 - تفسير قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت )) وإعراب الآية أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) وتقسيم قول الله إلى كوني وشرعي
الطالب:يقدر
الشيخ : يكتم نفسه وإلا لا؟ ما يقدر بل ولا يريد، فالقول إذا قول كوني، فهو كقوله تعالى: ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) إذا قال الله لهم موتوا،... ((ثم أحياهم)) ثم أحياهم بعد موتهم، وكلمة ثم تدل على التراخي وأنه أحياهم بعد مدة، وهل أحياهم بالسبب؟ أو بغير سبب؟ قال بعض المفسرين إن نبيا من الأنبياء مر بهم وهم ألوف مؤلفة جثث هامدة فدعا الله سبحانه وتعالى أن يحييهم فأحياهم، وقال بعض المفسرين: إن الله أحياهم بدون دعوة نبي، وأي القولين ظاهر اللفظ؟ الثاني، لأن الأول لا دليل عليه في السياق، وعلى هذا فنقول: إن الله أحياهم ليري العباد آياته (( ثم احياهم )).
13 - تفسير قوله تعالى : (( فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) وتقسيم قول الله إلى كوني وشرعي أستمع حفظ
تفسير قوله تعالى : (( إن الله لذو فضلٍ على الناس ولـكن أكثر الناس لا يشكرون ))
الطالب: قلنا إن عندنا قليل، ، وعندنا أكثر، وعندنا مساوي
الشيخ : كثير أو أكثر أو كل أو القليل، طيب ((أكثر الناس لا يشكرون)) إذا من الناس من يشكر؟ نعم، ويدل لذلك قوله تعالى: ((وقليل من عبادي الشكور)) فإذا الأكثر يقابله القليل ((قليل من عبادي الشكور))،
هذه الآية الكريمة إذا قال قائل: ما وجه الفضل فيها؟ نقول: وجه الفضل أن الله تعالى أرى عباده كمال سلطانه وأنه لا مفر منه، ولاشك أن هذا من فضل الله أن يريك الله تعالى آياته وسلطانه وقدرته وحكمته، ونقول: أيضا فيها فضل آخر أن الله تعالى أنجاهم، أنجاهم بعد أن أراهم تمام قدرته وسلطانه أنجاهم، بماذا؟ بإحيائهم، فنجوا إما من الوباء على قول وإما من العدو على قول آخر، وهذا فضل وإلا لا؟ وهذا فضل .
فوائد قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) وإثبات البعث، وذكر المواضع الخمسة التي وردت في سورة البقرة التي تدل على ذلك.
أولا: أن قصة هؤلاء القوم كانت مشهورة، لأن قوله: ((ألم تر)) تدل على التقرير والتعجيب، وأن هذا أمر واقع، وانظر إلى أمثلتها في القرآن تجدها هكذا، ((ألم نشرح لك صدرك)) نعم معلوم وإلا غير معلوم؟ معلوم، (( ألم نجعل له عينين)) معلوم وإلا غير معلوم؟ معلوم، ((ألم تر إلى ربك كيف مد الظل)) معلوم، ((ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل)) معلوم وإلا لا؟ كل هذا أمر معلوم، فكأن هؤلاء القوم قصتهم مشهورة معلومة، ولهذا جاءت بصيغة التقرير.
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يجوز للإنسان أن يفر من قدر الله، من أين يؤخذ؟ من قول الله: ((فقال لهم الله موتوا)) وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الطاعون: (إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه، وإن وقع وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه) فرارا منها أما تخرجوا لسبب آخر فلا بأس .
ومن فوائد الآية الكريمة: تمام قدرة الله عزوجل، لقوله: ((موتوا)) وماتوا وإلا لا؟ نعم ماتوا بدليل قوله تعالى: ((ثم أحياهم)) فيستفاد منها تمام قدرته بإماتة الحي وإحياء الميت .
ومن فوائدها: أن فيها دلالة على البعثياعبد الله، وجهه؟ أن هؤلاء أحياهم بعد ما أماتهم، وقد وقع في هذه السورة بيان قدرة الله في إحياء الموتى في خمسة مواضع أظنها سبقت؟
الموضع الأول: في قوم موسى، قوم موسى أنهم أخذتهم الصاعقة وهم ينظرون ثم بعثهم الله بعد موتهم.
والثانية: قصة القتيل الذي أمر الله تعالى أن تذبح بقرة ويوضع في بعضها، فضربوه ببعضها فأحياه الله.
والقصة الثالثة: هذه، ...لا هذه الآية .
والآية الرابعة: ((أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه)) وستأتي إن شاء الله تعالى.
والقصة الخامسة: قصة ابراهيم ((رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)) هذا خمس حوادث في سورة واحدة كلها تثبت البعث وأن الله تعالى قادر على ذلك.
15 - فوائد قوله تعالى : (( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوفٌ حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) وإثبات البعث، وذكر المواضع الخمسة التي وردت في سورة البقرة التي تدل على ذلك. أستمع حفظ
فوائد قوله تعالى : (( إن الله لذو فضلٍ على الناس ولـكن أكثر الناس لا يشكرون ))
ويستفاد منها: أن لله نعمة على الكافر، لقوله ((على الناس)) عام، ولكن نعمة الله على الكافر ليست كنعمته على المؤمن، لأن نعمة الله على المؤمن نعمة متصلة بنعمة الدنيا والآخرة، وعلى الكافر نعمته في الدنيا فقط .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن الشاكر من الناس قليل، لقوله: ((ولكن أكثر الناس لا يشكرون)).
ومن فوائدها: أن العقل يدل على وجوب شكرالمنعم، لأن الله قال: ((لذو فضل)) ثم قال:(أكثر الناس لا يشكرون)) وهذا على سبيل الذم وإلا على سبيل المدح؟ على سبيل الذم، الذم، فيكون من لا يشكر مذموما عقلا وشرعا .
ويستفاد من الآية: إثبات القول لله ، لقوله: ((فقال لهم الله موتوا )) .
ويستفاد منها أيضا: أن معنى قوله تعالى: (إذا أراد شيئا أن يقول له كن)) معناها أن الله يتكلم بما أراد، ما هو يقول كن فقط، بل يتكلم بما أراد كن كذا نعم؟ لأن الكلام بكلمة ((كن)) مجمل وإلا مبين؟ مجمل، ولما قال الله للقلم( اكتب، قال: رب ماذا أكتب؟ ) تصير معنى قوله: ((كن)) أي الأمر المستفاد من هذه الصيغة لكنه يكون أمرا خاصا، فلو أراد الله أن ينزل مطرا لقال أيش؟ أمطري، أيها السحاب أمطري، مثلا، ما يقول كن وبس ! بل يقول بالصيغة التي أراد الله عزوجل .
ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: جواز حذف ما كان معلوما، وأنه لا ينافي البلاغة، وهو ما يسمى عند البلاغيين إيجاز الحذف، بإيجاز الحذف، من أين يؤخذ؟
الطلاب: ............((فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم))
الشيخ :لا لا (( فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم )) لاشك هنا كلام محذوف، التقدير:فماتوا، نعم فماتوا ثم أحياهم، وهذا كثير في القرآن، ويسمى إيجاز الحذف أي الاقتصار، وقد مر علينا أن هناك اقتصارا وهناك اختصارا، الفرق بينهما؟ الاختصار معناه
الطالب:ما قل لفظه
الشيخ : الاختصار معناه ما قل لفظه وكثر معناه، يعني أقلل الحروف مع بقاء المعنى، والاقتصار أحذف بعض الشيء وأقتصر على بعضه نعم .
الطالب: ...التعجب
الشيخ : التعجيب نعم .