تفسير سورة البقرة-80a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد قوله تعالى : (( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ))
ثم قال الله عزوجل: ((ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)) .
يستفاد من هذه الآية الكريمة: تحريم كتمان الشهادة يعني إخفاءها.
وهل المراد الشهادة على الغير؟ أو على الغير والنفس ؟ تشمل المعنيين، لأن الإنسان يشهد على نفسه كما في قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) وشهادته على نفسه إقراره واعترافه بالحق الذي عليه، فالآية فيما يظهر شاملة للأمرين: شهادة الإنسان لغيره على غيره ولغيره على نفسه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كتم الشهادة من الكبائر، لوجود العقوبة الخاصة بها وهي قوله:((فإنه آثم قلبه )).
ومن فوائد الآية: عظم كتم الشهادة لأنه أضاف الاثم فيها إلى القلب، وإذا أثم القلب أثمت الجوارح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) ولقوله: ( التقوى هاهنا) التقوى في القلب ليست التقوى في اللسان ولا في الأفعال ولا في الأحوال، التقوى في القلب، قد يكون الإنسان متقيا بفعله، متقيا بقوله غير متق بقلبه، وإلا لا؟ تجده بفعله يتزي بزي المسلم الخالص من إعفاء اللحى، والوقار، والسكينة، وكذلك يقول قول المسلم الخالص: استغفر الله، اللهم اغفرلي، ويذكر، ويهلل، ويكبر، هذه لاشك إنها تقوى في الظاهر، لكن هل هي دليل على أن في الباطن تقوى؟ الغالب نعم هذا هو بالنسبة لنا هو الحكم يعني بالنسبة لنا إذا رأينا تقواه ظاهرا وجب علينا أن نحكم بتقواه باطنا وجب علينا، لأنه ما لنا إلا الظاهر، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حين قتل المشرك الذي قال: لا إله إلا الله وبارقة السيف على رأسه قال له:(أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال نعم، وما زال يقولها حتى تمنى أسامة أنه لم يكن أسلمبعد ) فنحن ما لنا إلا الظاهر، لكن إذا دلت الدلائل أو شهدت شواهد على أنه منافق في الباطن لم ينتفع بتقواه الظاهرة، لم ينتفع ولا يعتبر، ولهذا قال الله تعالى: ((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) شف أكدوا الجملة بثلاث مؤكدات، الشهادة ويش بعد ؟ وإن واللام، ((نشهد إنك لرسول الله )) هذا ويش نحكم بالظاهر ؟ أنهم مؤمنون تماما، ولهذا أكدوا، لكن شف المؤكد هذا أكد بمقابلها ((والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)) شهادة بشهادة وتوكيد بتوكيد وتوكيد بتوكيد، ((يشهد إن المنافقين لكاذبون)) تأمل قوله: ((والله يعلم إنكلرسوله)) قبل أن نقول: ((والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ))لأجل أن لا يتبادر إلى الذهن ما لا ينبغي حتى يعلم أن الرسول حق بعلم الله عزوجل وأن شهادة هؤلاء شهادة كذب، المهم أن الله قال: ((وليتق الله ربه)) وقلت لكم إن هذه تتضمن توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات أي نعم.
يستفاد من هذه الآية الكريمة: تحريم كتمان الشهادة يعني إخفاءها.
وهل المراد الشهادة على الغير؟ أو على الغير والنفس ؟ تشمل المعنيين، لأن الإنسان يشهد على نفسه كما في قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم )) وشهادته على نفسه إقراره واعترافه بالحق الذي عليه، فالآية فيما يظهر شاملة للأمرين: شهادة الإنسان لغيره على غيره ولغيره على نفسه .
ومن فوائد الآية الكريمة : أن كتم الشهادة من الكبائر، لوجود العقوبة الخاصة بها وهي قوله:((فإنه آثم قلبه )).
ومن فوائد الآية: عظم كتم الشهادة لأنه أضاف الاثم فيها إلى القلب، وإذا أثم القلب أثمت الجوارح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ) ولقوله: ( التقوى هاهنا) التقوى في القلب ليست التقوى في اللسان ولا في الأفعال ولا في الأحوال، التقوى في القلب، قد يكون الإنسان متقيا بفعله، متقيا بقوله غير متق بقلبه، وإلا لا؟ تجده بفعله يتزي بزي المسلم الخالص من إعفاء اللحى، والوقار، والسكينة، وكذلك يقول قول المسلم الخالص: استغفر الله، اللهم اغفرلي، ويذكر، ويهلل، ويكبر، هذه لاشك إنها تقوى في الظاهر، لكن هل هي دليل على أن في الباطن تقوى؟ الغالب نعم هذا هو بالنسبة لنا هو الحكم يعني بالنسبة لنا إذا رأينا تقواه ظاهرا وجب علينا أن نحكم بتقواه باطنا وجب علينا، لأنه ما لنا إلا الظاهر، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأسامة بن زيد حين قتل المشرك الذي قال: لا إله إلا الله وبارقة السيف على رأسه قال له:(أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال نعم، وما زال يقولها حتى تمنى أسامة أنه لم يكن أسلمبعد ) فنحن ما لنا إلا الظاهر، لكن إذا دلت الدلائل أو شهدت شواهد على أنه منافق في الباطن لم ينتفع بتقواه الظاهرة، لم ينتفع ولا يعتبر، ولهذا قال الله تعالى: ((إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله )) شف أكدوا الجملة بثلاث مؤكدات، الشهادة ويش بعد ؟ وإن واللام، ((نشهد إنك لرسول الله )) هذا ويش نحكم بالظاهر ؟ أنهم مؤمنون تماما، ولهذا أكدوا، لكن شف المؤكد هذا أكد بمقابلها ((والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون)) شهادة بشهادة وتوكيد بتوكيد وتوكيد بتوكيد، ((يشهد إن المنافقين لكاذبون)) تأمل قوله: ((والله يعلم إنكلرسوله)) قبل أن نقول: ((والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ))لأجل أن لا يتبادر إلى الذهن ما لا ينبغي حتى يعلم أن الرسول حق بعلم الله عزوجل وأن شهادة هؤلاء شهادة كذب، المهم أن الله قال: ((وليتق الله ربه)) وقلت لكم إن هذه تتضمن توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات أي نعم.
رجل أقرض آخر ألف ريال فجحده ثم بعد سنة استأمنه ذلك الرجل الذي جحده أولا مالا فهل يجوز للأول أن يأخذ حقه ولا يرجع له المال ؟
الطالب: إن جحد الرجل ما ائتمن عليه
الشيخ : ايش؟
الطالب: أقرض ألف ريال فجحده ...
الشيخ : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )
الطالب: لكن الحق يا شيخ ؟
الشيخ : ما هو حق، حق خفي، أقول هذا حق خفي ما يجوز بخلاف الإنسان الذي لا ينفق عليك وهو ممن تجب نفقته فهذا إذا قدرت على شيء من ماله فخذ .
الطالب:...
الشيخ : لا يا أخي فإنه منكر ممكن تجيء تنصح تقول اتق الله أعطني الأمانة، أما أن تخونه لا
الشيخ : ايش؟
الطالب: أقرض ألف ريال فجحده ...
الشيخ : قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك )
الطالب: لكن الحق يا شيخ ؟
الشيخ : ما هو حق، حق خفي، أقول هذا حق خفي ما يجوز بخلاف الإنسان الذي لا ينفق عليك وهو ممن تجب نفقته فهذا إذا قدرت على شيء من ماله فخذ .
الطالب:...
الشيخ : لا يا أخي فإنه منكر ممكن تجيء تنصح تقول اتق الله أعطني الأمانة، أما أن تخونه لا
2 - رجل أقرض آخر ألف ريال فجحده ثم بعد سنة استأمنه ذلك الرجل الذي جحده أولا مالا فهل يجوز للأول أن يأخذ حقه ولا يرجع له المال ؟ أستمع حفظ
يحتج الفساق بهذا الحديث (( التقوى هاهنا )) إذا نصحوا ؟
الطالب:...يحتجون بهذا الحديث ؟
الشيخ : نعم أحسنت لا يقول لك يحتج بهذا الحديث ويضرب بأطراف أصابعه على صدره حتى يكاد ينخفس من شدة التحقيق (التقوى هاهنا ) نعم؟ نقول له: صدقتقال النبي عليه الصلاة والسلام: (التقوى هاهنا ) ولكن الذي قال: (التقوى هاهنا) هو الذي قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) ففساد ظاهرك دليل على فساد باطنك شئت أم أبيت .
الشيخ : نعم أحسنت لا يقول لك يحتج بهذا الحديث ويضرب بأطراف أصابعه على صدره حتى يكاد ينخفس من شدة التحقيق (التقوى هاهنا ) نعم؟ نقول له: صدقتقال النبي عليه الصلاة والسلام: (التقوى هاهنا ) ولكن الذي قال: (التقوى هاهنا) هو الذي قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ) ففساد ظاهرك دليل على فساد باطنك شئت أم أبيت .
سؤال حول قوله تعالى : (( وإن كنتم على سفرٍ ولم تجدوا كاتباً فرهانٌ مقبوضةٌ...)) ؟
الطالب: قول من قال: إن الرهان لابد أن يكون مقبوضة اشترطوا هذا في الرهان أن يكون مقبوضة
الشيخ : لصحتها أو لزومها ؟
الطالب: قلنا عليهم بأنه قد اشترط في الآية السفر...وهم يردون علينا أننا أخرجناهبمخرج وهو الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وهو في الحضر كيف نرد عليهم ؟
الشيخ : رددنا عليهم قلنا: هذا دليل على أن هذه القيود ليست شرطا في صحة الحكم، لكنها تصير إلى قضية واقعة وإلا لو كانت شرطا لكان أول الآية أشد شرطية من آخرها .
الطالب: هناك مخرج وهو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : دل على أنها غير مرتبة، ما يدل على هذا لأنها ويش الذي أخرج هذا؟
الطالب: السنة
الشيخ : طيب ويش الذي أخرج هذا القيد من القرآن بالسنة ؟
الطالب: فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : طيب إذا معناه أن هذه الشروط ما هي إلا لزيادة التوثقة مثل ما جاءت السنة: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان )) وجاءت السنة بشهادة رجل واحد مع اليمين .
قال الله تعالى: ((ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم)) سبق لنا الكلام على هذا وبينا أن الله أضاف الاسم إلى القلب، لأن القلب بصلاحه تصلح الجسد، نعم ؟
الطالب: شيخ؟ ((ومن يكتمها )) ؟
الشيخ : لصحتها أو لزومها ؟
الطالب: قلنا عليهم بأنه قد اشترط في الآية السفر...وهم يردون علينا أننا أخرجناهبمخرج وهو الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك وهو في الحضر كيف نرد عليهم ؟
الشيخ : رددنا عليهم قلنا: هذا دليل على أن هذه القيود ليست شرطا في صحة الحكم، لكنها تصير إلى قضية واقعة وإلا لو كانت شرطا لكان أول الآية أشد شرطية من آخرها .
الطالب: هناك مخرج وهو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : دل على أنها غير مرتبة، ما يدل على هذا لأنها ويش الذي أخرج هذا؟
الطالب: السنة
الشيخ : طيب ويش الذي أخرج هذا القيد من القرآن بالسنة ؟
الطالب: فعل الرسول صلى الله عليه وسلم
الشيخ : طيب إذا معناه أن هذه الشروط ما هي إلا لزيادة التوثقة مثل ما جاءت السنة: ((واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان )) وجاءت السنة بشهادة رجل واحد مع اليمين .
قال الله تعالى: ((ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم)) سبق لنا الكلام على هذا وبينا أن الله أضاف الاسم إلى القلب، لأن القلب بصلاحه تصلح الجسد، نعم ؟
الطالب: شيخ؟ ((ومن يكتمها )) ؟
تتمة تفسير قوله تعالى : (( والله بما تعملون عليم )) وذكر أقسام الأعمال
الشيخ : طيب قول الله عزوجل: ((ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ))
ثم قال: ((والله بما تعملون عليم )) قوله: ((بما تعملون عليم)) ما اسم موصول، والاسم الموصول يفيد العموم فيشمل كل ما نعمل من أعمال القلوب وأعمال الجوارح، أعمال الجوارح أفعال بالأركان وأقوال باللسان، وأعمال القلوب حركة القلب بالمحبة والبغض والخوف والرجاء وما أشبه ذلك، كذلك أيضا أقوال القلوب وهي التصديق والإقرار والطمأنينة بالشيء، فهذه أربعة أشياء: أقوال القلوب، وأعمالها، وأقوال الجوارح، وأعمالها، أقوال الجوارح مخصوصة باللسان هو الذي يقول هو الذي ينطق، وأقوال القلب قلنا هو الإقرار والاعتراف يعني الإيمان بالشيء والتصديق والطمأنينة به هذا قول القلب، أعمال الجوارح هي الأفعال كالقيام والقعود والركوع والسجود وما أشبهها، أعمال القلوب حركة القلب بالخوف والرجاء والتوكل والمحبة والكراهة وما أشبه ذلك، فالأعمال كلها تدور على هذه الأقسام الأربعة، وهي: أعمال القلوب، وأقوالها، وأعمال الجوارح وأقوالها، وإلى هذا أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية حيث قال: ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح .
فقوله: ((بما تعملون)) يشمل، يشمل هذا كله، كل ما نعمل فالله سبحانه وتعالى عالم به، بل زد على ذلك أنه يعلم ما لم نعمل مما سنعمل، يعلم ما لم نعمل مما سنعمل ونحن لا نعلمه، فإن الله تعالى يعلم ما سيكون على الكيفية التي يكون عليها.
وقوله: ((بما تعملون عليم)) إذا قال قائل: ما فائدة التقديم هنا ؟ إن قال لمراعاة الفواصل قلنا: والنون تأتي في الفواصل كثيرا مثل: ((والله عليم بما تعملون)) وإن قال: للحصر قلنا: لا يصح، لأن الله يعلم كل شيء لا يختص علمه بما نعمل فقط فلا وجه للحصر
إذا ما الفائدة ؟ الفائدة: شدة التحذير والتنبيه كأنه يقول: لو لم يعلم شيئا ـ وحاشاه من ذلك ـ لكان عالما بعملنا، فمن قوة التحذير والإنذار صيغ الأسلوب مصاغ الحصر وهو قطعا لا يراد به الحصر، لأننا لو أردنا به الحصر لكان هذا يقتضي أن الله لا يعلم إلا ما نعمله والأمر ليس كذلك.وقوله: ((بما تعملون عليم )) هل نستفيد من هذا أن من أسماء الله العليم ؟ قلنا: ربما نقول ذلك وقد لا نقوله، قد نقول: إن الاسم إذا قيد بمتعلق فإنه ينقلب إلى وصف، فيكون عليما بكذا ليس كقوله: ((وهو السميع العليم )) لأن هذا قيد عليم به، فكان وصفا وليس اسما، أما لو قال: وهو العليم الحكيم، لكان هذا اسما بلاشك، وأظن شرحنا الآية ؟
الطلاب: الفوائد
الشيخ : فوائد؟ شرحنا ما يخالف
ثم قال: ((والله بما تعملون عليم )) قوله: ((بما تعملون عليم)) ما اسم موصول، والاسم الموصول يفيد العموم فيشمل كل ما نعمل من أعمال القلوب وأعمال الجوارح، أعمال الجوارح أفعال بالأركان وأقوال باللسان، وأعمال القلوب حركة القلب بالمحبة والبغض والخوف والرجاء وما أشبه ذلك، كذلك أيضا أقوال القلوب وهي التصديق والإقرار والطمأنينة بالشيء، فهذه أربعة أشياء: أقوال القلوب، وأعمالها، وأقوال الجوارح، وأعمالها، أقوال الجوارح مخصوصة باللسان هو الذي يقول هو الذي ينطق، وأقوال القلب قلنا هو الإقرار والاعتراف يعني الإيمان بالشيء والتصديق والطمأنينة به هذا قول القلب، أعمال الجوارح هي الأفعال كالقيام والقعود والركوع والسجود وما أشبهها، أعمال القلوب حركة القلب بالخوف والرجاء والتوكل والمحبة والكراهة وما أشبه ذلك، فالأعمال كلها تدور على هذه الأقسام الأربعة، وهي: أعمال القلوب، وأقوالها، وأعمال الجوارح وأقوالها، وإلى هذا أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية حيث قال: ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل، قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح .
فقوله: ((بما تعملون)) يشمل، يشمل هذا كله، كل ما نعمل فالله سبحانه وتعالى عالم به، بل زد على ذلك أنه يعلم ما لم نعمل مما سنعمل، يعلم ما لم نعمل مما سنعمل ونحن لا نعلمه، فإن الله تعالى يعلم ما سيكون على الكيفية التي يكون عليها.
وقوله: ((بما تعملون عليم)) إذا قال قائل: ما فائدة التقديم هنا ؟ إن قال لمراعاة الفواصل قلنا: والنون تأتي في الفواصل كثيرا مثل: ((والله عليم بما تعملون)) وإن قال: للحصر قلنا: لا يصح، لأن الله يعلم كل شيء لا يختص علمه بما نعمل فقط فلا وجه للحصر
إذا ما الفائدة ؟ الفائدة: شدة التحذير والتنبيه كأنه يقول: لو لم يعلم شيئا ـ وحاشاه من ذلك ـ لكان عالما بعملنا، فمن قوة التحذير والإنذار صيغ الأسلوب مصاغ الحصر وهو قطعا لا يراد به الحصر، لأننا لو أردنا به الحصر لكان هذا يقتضي أن الله لا يعلم إلا ما نعمله والأمر ليس كذلك.وقوله: ((بما تعملون عليم )) هل نستفيد من هذا أن من أسماء الله العليم ؟ قلنا: ربما نقول ذلك وقد لا نقوله، قد نقول: إن الاسم إذا قيد بمتعلق فإنه ينقلب إلى وصف، فيكون عليما بكذا ليس كقوله: ((وهو السميع العليم )) لأن هذا قيد عليم به، فكان وصفا وليس اسما، أما لو قال: وهو العليم الحكيم، لكان هذا اسما بلاشك، وأظن شرحنا الآية ؟
الطلاب: الفوائد
الشيخ : فوائد؟ شرحنا ما يخالف
فوائد قوله تعالى : (( والله بما تعملون عليم ))
من فوائد الآية الكريمة: التهديد بكون الله سبحانه وتعالى عالما بما نعمل، وجه التهديد تقدم المعمول، لأنه كما أشرنا لا يفيد الحصر .
ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على غلاة القدرية الذي يقولون إن الله لا يعلم بأعمال العباد إلا إذا وقعت، فإن قوله: ((بما تعملون عليم)) يتضمن ما قد عملناه بالفعل وما سنعمله .
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي التحذير في مقام التحذير والترغيب في مقام الترغيب ، لأنه لما قال: ((ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)) فالمناسب هنا التحذير أو الترغيب ؟ المناسب التحذير، وهذا مطابق للبلاغة .
ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على غلاة القدرية الذي يقولون إن الله لا يعلم بأعمال العباد إلا إذا وقعت، فإن قوله: ((بما تعملون عليم)) يتضمن ما قد عملناه بالفعل وما سنعمله .
ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي التحذير في مقام التحذير والترغيب في مقام الترغيب ، لأنه لما قال: ((ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)) فالمناسب هنا التحذير أو الترغيب ؟ المناسب التحذير، وهذا مطابق للبلاغة .
إعراب قوله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيءٍ قديرٌ )) وذكر الأوجه القرآئية في قوله (( فيغفر ))
ثم قال الله عزوجل: ((لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ))
قوله: ((لله ما في السموات وما في الأرض )) جملة خبرية قدم فيها الخبر، وقوله: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تبدوه )) جملة شرطية، جوابها: ((يحاسبكم به الله )).
وقوله: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فيما دون الكفر كما سيأتي إن شاء الله.
وفيها قراءتان، قراءة: ((فيغفر)) ((ويعذب))، وقراءة بالرفع، وجهها أي وجه الآية على قراءة الجزم واضح جدا، لأنه معطوف على ((يحاسبكم )) الذي هو جواب الشرط، والمعطوف على المجزوم مجزوم، ووجه قراءة الرفع أنه على سبيل الاستئناف، فالفاء استئنافية تفيد قطع الجملة التي بعدها عما قبلها .
وقوله: ((والله على كل شيءقدير)) يعني أنه قدير على كل شيء فلا يعجزه شيء.
قوله: ((لله ما في السموات وما في الأرض )) جملة خبرية قدم فيها الخبر، وقوله: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تبدوه )) جملة شرطية، جوابها: ((يحاسبكم به الله )).
وقوله: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء فيما دون الكفر كما سيأتي إن شاء الله.
وفيها قراءتان، قراءة: ((فيغفر)) ((ويعذب))، وقراءة بالرفع، وجهها أي وجه الآية على قراءة الجزم واضح جدا، لأنه معطوف على ((يحاسبكم )) الذي هو جواب الشرط، والمعطوف على المجزوم مجزوم، ووجه قراءة الرفع أنه على سبيل الاستئناف، فالفاء استئنافية تفيد قطع الجملة التي بعدها عما قبلها .
وقوله: ((والله على كل شيءقدير)) يعني أنه قدير على كل شيء فلا يعجزه شيء.
7 - إعراب قوله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيءٍ قديرٌ )) وذكر الأوجه القرآئية في قوله (( فيغفر )) أستمع حفظ
تفسيرقوله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض ))
نبدأ الآية: قوله: ((لله ما في السموات وما في الأرض)) يعني أن كل شيء في السموات أو في الأرض فهو لله ملكا وتدبيرا وليس لأحد غيره فيه ملك، ودليل اختصاص ملكه بالله: تقديم الخبر، لأن لدينا قاعدة وهو أنه إذا قدم ما حقه التأخير كان ذلك دليلا على الحصر، كل شيء حقه التأخير إذا قدم فالجملة مفيدة للحصر، وقوله: ((ما في السموات وما في الأرض)) يشمل ما في السموات من العاقل وغير العاقل، فيشمل بني آدم والجن ويشمل الحيوانات الأخرى ويشم الأشجار والبحار والأنهار وغير ذلك، وكذلك ما في السموات يشمل ما فيها من الملائكة وأرواح بني آدم التي تكون في السماء كأرواح المؤمنين في الجنة، ويشمل ما بين السماء والأرض من الأفلاك والنجوم وغير ذلك، لأنها داخلة في السموات فإنها في جهتها.
تفسيرقوله تعالى : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله ))
قال: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) ((تبدوا)) بمعنى تظهروا، ((ما في أنفسكم)) أي مافي قلوبكم، ((أو تخفوه)) يعني تسرونه فلا يطلع عليه أحد، فأما ما أبداه الإنسان مما في نفسه فمثل ما يريد أن يقول قولا فيقوله، يريد أن يفعل فعلا فيفعله ويشاهده الناس، والإخفاء أن يريد أن يقول قولا فيسره في نفسه ولا يطلع عليه أحد، أو يريد أن يفعل فعلا فيفعله فيتحرك بحركات لا يطلع عليه أحد كما لو نظر إلى شيء محرم فالناس لا يعرفون أنه نظر إلى شيء محرم، لأن هذا مما لا يطلع عليه إلا الله، فالمهم أنه مهما أبداه الإنسان أو أخفاه ((يحاسبكم به الله )) والمحاسبة لا تستلزم العقوبة، ولهذا قال: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء))، فهو يحاسب العبد على ما في نفسه سواء أبداه أم أخفاه يحاسب فيقول عملت كذا يعني قلت كذا في نفسك أضمرت كذا في نفسك، إذا أظهره حاسبه الله عليه.
مسألة: هل يحاسب الإنسان على ما أخفاه في نفسه ؟
حساب الله الإنسان على ما أظهره واضح لأنه عمله وفعله وقاله إن كان قولا، لكن حساب الله على ما في نفسه مما لم يظهره نقول: إن هذا ينقسم إلى قسمين، أحدهما: أن يخفي شيئا ويهم به ولكن لا يركن إليه ولا يطمئن إليه ولا يصدق به، وهذا كالوساوس التي ترد على قلب الإنسان من الشكوك وغيره من إرادة السوء، ولكن لا يكون لها أثر في قلبه، فهل يحاسب عليه أو لا؟ نقول إن ظاهر الآية الكريمة أنه يحاسب، أنه يحاسب عليه إذا أخفى شيئا وإن لم يركن إليه ويطمئن فإنه يحاسب
القسم الثالث: الإبداء، الإخفاء من غير أن يركن إليه، القسم الثالث: الذي لم يبد ولم يظهر، لم يركن إليه ولكنه حدث به نفسه وأضمره ولكنه لم يركن إليه مثل أن تحدثه نفسه بفعل معصية، مجرد حديث لكنه ما ركن إليه ولا فعل الأسباب التي توصله إليه، أو تحدثه نفسه بما يتعلق بصفات الله عزوجل والإيمان به، ولكن لم يركن إلى هذا ولم يطمئن، لا قصدي أنه ركن إليه واطمئن إليه، ركن إليه واطمئن إليه فهذا لاشك أنه يحاسب على هذا الشيء، مثل حدثته نفسه أن استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على السرير وركن إلى ذلك واطمئن إليه لكن لم يبده ولم يظهره للناس، والقسم الأول أظهره وصار يقول للناس هكذا إن استواء الله على عرشه كاستواء الإنسان على السرير والبعير، والقسم الثالث: حدث نفسه بهذا ولكن لم يطمئن عليه ورفضته نفسه ولم يقبله، وظاهر الآية الكريمة أن جميع الأقسام الثلاثة يحاسب عليها، هذا ظاهر الآية الكريمة، ولهذا لما نزلت هذه الآية كبر ذلك على الصحابة وشق عليهم وقالوا: إذا نهلك، فأنزل الله تعالى الآية التي بعدها: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) وصار الإنسان لا يؤاخذ على ما في نفسه إلا على ما ركن إليه واطمئن به، أما مجرد حديث النفس بدون طمأنينة وركون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) فرفع الحرج عن الأمة، فهمنا الآن؟ الآية الكريمة ظاهرها أن الإنسان يحاسب على الأمور الثلاثة: ما أبداه، ما أخفاه وركن إليه، ما أخفاه ولم يركن إليه، لكن الأخير نسخ بالآية التي بعدها وكذلك بالأحاديث الدالة على أن الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس.
القسم الثالث: الإبداء، الإخفاء من غير أن يركن إليه، القسم الثالث: الذي لم يبد ولم يظهر، لم يركن إليه ولكنه حدث به نفسه وأضمره ولكنه لم يركن إليه مثل أن تحدثه نفسه بفعل معصية، مجرد حديث لكنه ما ركن إليه ولا فعل الأسباب التي توصله إليه، أو تحدثه نفسه بما يتعلق بصفات الله عزوجل والإيمان به، ولكن لم يركن إلى هذا ولم يطمئن، لا قصدي أنه ركن إليه واطمئن إليه، ركن إليه واطمئن إليه فهذا لاشك أنه يحاسب على هذا الشيء، مثل حدثته نفسه أن استواء الله على العرش كاستواء الإنسان على السرير وركن إلى ذلك واطمئن إليه لكن لم يبده ولم يظهره للناس، والقسم الأول أظهره وصار يقول للناس هكذا إن استواء الله على عرشه كاستواء الإنسان على السرير والبعير، والقسم الثالث: حدث نفسه بهذا ولكن لم يطمئن عليه ورفضته نفسه ولم يقبله، وظاهر الآية الكريمة أن جميع الأقسام الثلاثة يحاسب عليها، هذا ظاهر الآية الكريمة، ولهذا لما نزلت هذه الآية كبر ذلك على الصحابة وشق عليهم وقالوا: إذا نهلك، فأنزل الله تعالى الآية التي بعدها: ((لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت)) وصار الإنسان لا يؤاخذ على ما في نفسه إلا على ما ركن إليه واطمئن به، أما مجرد حديث النفس بدون طمأنينة وركون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم ) فرفع الحرج عن الأمة، فهمنا الآن؟ الآية الكريمة ظاهرها أن الإنسان يحاسب على الأمور الثلاثة: ما أبداه، ما أخفاه وركن إليه، ما أخفاه ولم يركن إليه، لكن الأخير نسخ بالآية التي بعدها وكذلك بالأحاديث الدالة على أن الإنسان لا يحاسب على مجرد حديث النفس.
تتمة تفسير قوله تعالى : (( يحاسبكم به الله ))
قال: ((يحاسبكم به الله)) المحاسبة معناه أن الإنسان يناقش على ما فعل، ويقال: فعلت كذا في يوم كذا، وتركت كذا في يوم كذا فيناقش، هذه المحاسبة، المحاسبة التامة، أما المحاسبة التي ما فيها مناقشة وإنما فيها إطلاع الإنسان على فعله فهذه محاسبة يسيرة كما قال الله تعالى: ((فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا)).
تفسير قوله تعالى : (( فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء )) وتعريف المغفرة لغة وشرعا
قال: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء)) ((يغفر)) المغفرة مأخوذة من المغفر وهو ما يضعه الإنسان في القتال على رأسه يتقي به السهام، وهذا أعني المغفرة يجمع بين الستر والوقاية، ولهذا نقول: إن مغفرة الله للذنب تتضمن شيئين، أحدهما: الستر، والثاني: العفو والوقاية من أثر الذنب، أما الستر فمعناه أن الله يخفي عن العباد ذنب هذا المذنب ولا يطلع عليه أحد، وأما العفو والتجاوز فمعناه أن الله لا يعاقب هذا المذنب، لا يعاقبه لأنه غفر له، إذا المغفرة هي ستر الذنب ويش بعد؟ والتجاوز عنه والعفو وعدم المعاقبة عليه وليست مجرد الستر لأنها مأخوذة من المغفر، وقوله: ((لمن يشاء ويعذب من يشاء)) ((من يشاء)) هذه من صيغ العموم يعني من شاء الله أن يغفر له غفر ومن شاء أن لا يغفر لم يغفر، ولكن سبق لنا مرارا وتكرارا أن كل فعل من أفعال الله معلق بالمشيئة فإنه تابع لحكمة إن اقتضته حصل وإن لم تقتضه لم يحصل بدليل قوله تعالى: ((وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما)) وعليه فيغفر لمن يشاء ممن اقتضت حكمته أن يغفر له ، ويعذب من يشاء ممن اقتضت حكمته أن يعذبه، وقوله: ((يعذب)) العذاب هو التألم من شيء والتضجر منه، وقد يكون عقوبة وقد لا يكون عقوبة، قد يكون عقوبة يعاقب به الإنسان وتكون بقدر ذنبه بلا زيادة، وهي قابلة للنقص، وقد لا تكون عقوبة بل مجرد ألم ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام : (إن الميت يعذب بما نيح عليه، أو ببكاء أهله عليه) فإن هذا العذاب ليس عذاب عقوبة، لأن الله يقول:((ولا تزر وازرة وزر أخرى)) ولكنه عذاب تألم، تألم وتوجع، فهو نظير قوله صلى الله عليه وسلم: ( السفر قطعة من العذاب) وأحيانا تقول: عذبتني رائجة البصل، عذبتني رائحة الدخان، مع أنها ليست عقوبة ولا فيها ضرر، لكنها تؤذي، والمراد بقوله هنا: ((يعذب)) أي القسمين؟ العذاب الذي هو عقوبة لأنه على ذنب، ((ويعذب من يشاء)) أي بالعقوبة .
تفسير قوله تعالى : (( والله على كل شيءٍ قديرٌ ))
((والله على كل شيء قدير)) الله على كل شيء قدير مما يمكن أن يكون، كل شيء ممكن فالله قدير عليه بدون استثناء حتى على أفعال نفسه هو قادر، قادر على أن ينزل إلى السماء الدنيا وعلى أن يستوي على العرش وعلى أن يجيء للفصل بين العباد وعلى أن يضحك وعلى أن يفرح ويغضب ويرضى كل ذلك الله قادر عليه بدون استثناء، وأما ما لا تتعلق به القدرة من الأمور المستحيلات فهذا لا يمكن، لو قال قائل: هل الله قادر على أن ينسي نفسه شيئا مما علمه؟ وهو يعلم كل شيء؟ قلنا هذا مستحيل، لو قال قائل: هل الله يقدر على أن ...نفسه عزوجل؟ قلنا هذا مستحيل، لو قال قائل: هل يقدر الله عزوجل أن يجعل السموات والأرض كلها في جوف بيضة وهي على ما هي عليه والبيضة على ما هي عليه؟ قلنا هذا مستحيل، المهم أن القدرة تتعلق بالشيء الممكن، أما المستحيل فهو مستحيل، مستحيل مستحيل، ومن علق القدرة بشيء مستحيل فإن هذا نوع من الاستهزاء بالله عزوجل، كما لو قلت لإنسان: أنت تستطيع أن تنزل القمر في الأرض؟ يستطيع وإلا ما يستطيع؟ ما يستطيع أتهكم به، يكون هذا تهكم بالإنسان .
قرآن ؟ما تعرف القران؟
الطالب: ما حضرت؟
الشيخ : ما حضرت؟ طيب آخر سورة البقرة ؟ لا قبلها، نحن استكملنا الفوائد ؟
((لله مافي السماوات))
قرآن ؟ما تعرف القران؟
الطالب: ما حضرت؟
الشيخ : ما حضرت؟ طيب آخر سورة البقرة ؟ لا قبلها، نحن استكملنا الفوائد ؟
((لله مافي السماوات))
تلاوة الطالب للآيتين الآخيرتين من سورة البقرة
الطالب:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير (285) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (286) )).
فوائد قوله تعالى : (( لله ما في السماوات وما في الأرض ))
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قبل أن نبدأ درس اليوم نأخذ فوائد على ما سبق في الآية الباقية
وهي قوله تعالى: ((لله ما في السموات وما في الأرض ))ففي هذه الآية الكريمة: بيان عموم ملك الله عزوجل، وجه ذلك من قوله: ((ما في السموات)) لأن ما اسم موصول والاسم الموصول يفيد العموم....
قال الله تعالى: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله . . . )) فسرنا قوله تعالى: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون))وفسرنا قوله: (( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. . .)) كذا وإلا لا؟ طيب
وهي قوله تعالى: ((لله ما في السموات وما في الأرض ))ففي هذه الآية الكريمة: بيان عموم ملك الله عزوجل، وجه ذلك من قوله: ((ما في السموات)) لأن ما اسم موصول والاسم الموصول يفيد العموم....
قال الله تعالى: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله . . . )) فسرنا قوله تعالى: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون))وفسرنا قوله: (( كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. . .)) كذا وإلا لا؟ طيب
تفسير قوله تعالى : (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون ))
قال: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه)) يعني آمن بما أنزل إليه من الوحي في كتاب الله وبما يوحي من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي قوله: ((بما أنزل إليه من ربه)) ربوبية خاصة، لأنها أضيفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والربوبية المضافة إلى الرسل هي أخص أنواع الربوبية ويليها الربوبية المضافة إلى المؤمنين، ثم أعمها الربوبية المضافة إلى جميع الناس مثل: رب العالمين، هذه الربوبية الخاصة لاشك أنها تقتضي تربية خاصة لا يماثلها تربية أحد من المربوبين، وقوله: ((والمؤمنون)) بالرفع عطفا على قوله: ((الرسول)) يعني: والمؤمنون كذلك آمنوا بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الله، فيؤمنون بالرسول ويؤمنون بالمرسل ويؤمنون بالمرسل به، ثلاثة أشياء، المرسل هو الله، المرسل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، المرسل به وهو الوحي الكتاب والسنة، وقوله: آمن الرسول والمؤمنون، إذا قال قائل: كيف قال: ((والمؤمنون)) فوصفهم بالإيمان مع أنهم مؤمنون؟ فنقول هذا من باب التحقيق، يعني أن المؤمنين حققوا الإيمان، وليس إيمانهم إيمانا ظاهرا فقط كما يكون من المنافق الذي يظهر الإيمان ولكنه مبطن للكفر .
تفسير قوله تعالى : (( كلٌ آمن بالله )) وتعريف الإيمان، والإيمان بالله يقتضي الإيمان بوجوده وبربوبيته وبألوهيته وبأسمائه وصفاته
((كل)) يعني من الرسول والمؤمنين ((كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. . .)) ((كل آمن بالله)) آمن مرت علينا كثيرا بأن المراد بها الإقرار المتضمن للقبول والإذعان وليس مجرد الإيمان بوجود الله فقط هذا ليس بإيمان حتى يستلزم قبول ما جاء به أو قبول ما أخبر به وما أمر به مع الإذعان والتسليم، وقوله: ((كل آمن بالله)) الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور، الأمر الأول: الإيمان بوجوده، الثاني: الإيمان بربوبيته، والثالث: الإيمان بألوهيته، والرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته، لابد أن يكون الإيمان متضمنا لهذه الأشياء الأربعة، الإيمان بوجود الله احترازا من الذين أنكروا وجود الله وقالوا إن هذا الكون ما هي إلا أشياء تتفاعل ويأتي بعضها ببعض أرحام تدفع وأراض تبلع وليس هناك شيء ـ والعياذ بالله ـ ، لابد أن نؤمن بوجود الله عزوجل، ولابد أن نؤمن بربوبيته وهنا عندما نقول نؤمن بربوبيته يعني بانفراده بالربوبية، وأنه الرب المطلق، وربوبية ما سواه مقيدة ليست شاملة ولا عامة ولا كاملة بل هي ناقصة مقيدة أيضا، ناقصة من حيث حدودها وناقصة من حيث سلطانها، أما ربوبية الله عزوجل فإنها كاملة واسعة لا معقب لحكمه وهو السميع العليم، طيب الثالث: الإيمان بألوهيته، الألوهية الحق ولا ألوهية لغيره، وكل ما ادعيت فيه الألوهية فإنه باطل كما قال الله تعالى: ((ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل ))، الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته، بأن له أسماء وصفات انفرد بها لا يماثله أحد فيها فنثبت الأسماء والصفات وننفي المشاركة أو المماثلة لأن هذا هو حقيقة التوحيد.
إذا من لم يؤمن بوجود الله فليس بمؤمن.
من آمن بوجوده دون ربوبيته بأن قال إن له مشاركا أو معينا في خلق السموات والأرض، أو أن هناك إلها آخر منفردا بما خلق، فنقول: إن هذا لم يؤمن بالله.
ومن آمن بوجود الله وربوبيته وأنه منفرد بربوبية كاملة، لكن أنكر ألوهيته بأن قال كما قال الكفار: ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) فإنه لم يؤمن بالله .
من آمن بوجود الله وربوبيته وألوهيته، لكن لم يؤمن بأسمائه وصفاته فإنه لم يؤمن بالله، قد يكون إيمانه معدوما وقد يكون ناقصا حسب ما قام عنده من الإيمان والتصديق أو الإنكار والتكذيب.
طيبإذا الذين يؤمنون ببعض الأسماء دون بعض، نقول: لم يحقق الإيمان بالله ، والذين يؤمنون بالأسماء دون الصفات لم يحققوا الإيمان بالله، والذين يؤمنون ببعض الصفات ويكفرون ببعض لم يحققوا الإيمان بالله، ثم إن كان إنكارهم لما أنكره من ذلك تكذيبا وجحودا فهم كفرة، وإن كان تأويلا فليسوا بكفار، ولكن ينظر في تأويلهم هل له مساق أو يكون تأويلا ينزل منزلة الإنكار فيحكم لهم بما يقتضيه حالهم.
لو قال قائل: كيف نقيم الأدلة على وجود الله عزوجل ؟ قلنا: نقيمها من عدة أوجه، بالحس، و العقل، و الشرع، بالحس والعقل والشرع، نعم؟ والفطرة، أما العقل فلأننا نقول: هذه الموجودات الكائنات التي تتغير صباحا ومساءا بعدم ووجود وتغير حال من الذي يغيرها؟ ننظر من ؟ يغيرها فلان أو فلان أو فلان ؟ أبدا، لا يستطيعون أن يغيروا بل هم مغيرون، إذا لابد لهذه الكائنات من مكون محدث مغير ولا نجد إلا الله عزوجل، لا نجد إلا الله، ولهذا أشار الله إلى ذلك بقوله: ((أم خلقوا بغير شيء أم هم الخالقون ))، نجد السموات والأرض، من خلق هذه الأرض ؟ هل هم عمال خلقوها وأوجدوا فيها الرمال والجبال والأودية والأنهار والبحار؟ الجواب: لا، لو اجتمعت الدنيا كلها بعمالها ما استطاعوا ذلك، إذا لابد لها من خالق، السموات كذلك وأعظم لا أحد يستطيع خلقها إلا الله عزوجل، ولهذا قال: ((أم خلقوا السمواتوالأرض))؟ والجواب: لا، ((بل لا يوقنون)) هذا دليل عقلي على وجود الله ولا أحد ينكره.
لو قال لك قائل: هذه لمبة ما صنعها أحد، ويش تقول؟ عجلوا بهذا الرجل إلى المرستان لأنه مجنون، أليس كذلك؟ طيب، ولو قال: هذا المسجل ما صنعه أحد، قلنا كذلك، ولهذا ذكر أن طائفة من السمنية ملاحدة من الهنود جاءوا إلى أبي حنيفة إلى بغداد قالوا له يعني كيف نثبت وجود خالق؟ فأطرق وسكت وقالوا أجب؟ قالوا له قد أنقطع وعجز، قال: أنا أفكر في سفينة أرست في ماء الفرات أو دجلة بدون أن يكون لها ملاح ونزلت الحمل بدون عمال وانصرفت بدون قائد، شوفوا هل هذا ممكن وإلا غير ممكن؟ هو يقول لهم كذا فشوفوا ممكن هذا وإلا لا؟ قالوا ما يكون هذا، التصور هذا جنون، معقول أن السفينة تجي محملة وتنزل حملها وتروح بدون ملاح وبدون عمال؟ قال: والله إذا قال لكم ترون أن السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم وجدت بلا موجد وتسير بلا مسير فإن هذه السفينة أهون، ((فغلبوا هنالك وانقلبواصاغرين))، إذا هذا دليل عقلي.
الدليل الحسي على وجود الله أيضا واقع، من أكبر شواهده إجابة الدعوة، إذا دعى الإنسان ربه أجابه، والقرآن مملوء بهذا، قرآن مملوء بهذا قال الله تعالى: ((كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماءمنهمر)) لما قال يا رب إني قومي كذبوني ((رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )) أجابه الرب وأرسل عليهم الطوفان
إذا من لم يؤمن بوجود الله فليس بمؤمن.
من آمن بوجوده دون ربوبيته بأن قال إن له مشاركا أو معينا في خلق السموات والأرض، أو أن هناك إلها آخر منفردا بما خلق، فنقول: إن هذا لم يؤمن بالله.
ومن آمن بوجود الله وربوبيته وأنه منفرد بربوبية كاملة، لكن أنكر ألوهيته بأن قال كما قال الكفار: ((أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب )) فإنه لم يؤمن بالله .
من آمن بوجود الله وربوبيته وألوهيته، لكن لم يؤمن بأسمائه وصفاته فإنه لم يؤمن بالله، قد يكون إيمانه معدوما وقد يكون ناقصا حسب ما قام عنده من الإيمان والتصديق أو الإنكار والتكذيب.
طيبإذا الذين يؤمنون ببعض الأسماء دون بعض، نقول: لم يحقق الإيمان بالله ، والذين يؤمنون بالأسماء دون الصفات لم يحققوا الإيمان بالله، والذين يؤمنون ببعض الصفات ويكفرون ببعض لم يحققوا الإيمان بالله، ثم إن كان إنكارهم لما أنكره من ذلك تكذيبا وجحودا فهم كفرة، وإن كان تأويلا فليسوا بكفار، ولكن ينظر في تأويلهم هل له مساق أو يكون تأويلا ينزل منزلة الإنكار فيحكم لهم بما يقتضيه حالهم.
لو قال قائل: كيف نقيم الأدلة على وجود الله عزوجل ؟ قلنا: نقيمها من عدة أوجه، بالحس، و العقل، و الشرع، بالحس والعقل والشرع، نعم؟ والفطرة، أما العقل فلأننا نقول: هذه الموجودات الكائنات التي تتغير صباحا ومساءا بعدم ووجود وتغير حال من الذي يغيرها؟ ننظر من ؟ يغيرها فلان أو فلان أو فلان ؟ أبدا، لا يستطيعون أن يغيروا بل هم مغيرون، إذا لابد لهذه الكائنات من مكون محدث مغير ولا نجد إلا الله عزوجل، لا نجد إلا الله، ولهذا أشار الله إلى ذلك بقوله: ((أم خلقوا بغير شيء أم هم الخالقون ))، نجد السموات والأرض، من خلق هذه الأرض ؟ هل هم عمال خلقوها وأوجدوا فيها الرمال والجبال والأودية والأنهار والبحار؟ الجواب: لا، لو اجتمعت الدنيا كلها بعمالها ما استطاعوا ذلك، إذا لابد لها من خالق، السموات كذلك وأعظم لا أحد يستطيع خلقها إلا الله عزوجل، ولهذا قال: ((أم خلقوا السمواتوالأرض))؟ والجواب: لا، ((بل لا يوقنون)) هذا دليل عقلي على وجود الله ولا أحد ينكره.
لو قال لك قائل: هذه لمبة ما صنعها أحد، ويش تقول؟ عجلوا بهذا الرجل إلى المرستان لأنه مجنون، أليس كذلك؟ طيب، ولو قال: هذا المسجل ما صنعه أحد، قلنا كذلك، ولهذا ذكر أن طائفة من السمنية ملاحدة من الهنود جاءوا إلى أبي حنيفة إلى بغداد قالوا له يعني كيف نثبت وجود خالق؟ فأطرق وسكت وقالوا أجب؟ قالوا له قد أنقطع وعجز، قال: أنا أفكر في سفينة أرست في ماء الفرات أو دجلة بدون أن يكون لها ملاح ونزلت الحمل بدون عمال وانصرفت بدون قائد، شوفوا هل هذا ممكن وإلا غير ممكن؟ هو يقول لهم كذا فشوفوا ممكن هذا وإلا لا؟ قالوا ما يكون هذا، التصور هذا جنون، معقول أن السفينة تجي محملة وتنزل حملها وتروح بدون ملاح وبدون عمال؟ قال: والله إذا قال لكم ترون أن السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم وجدت بلا موجد وتسير بلا مسير فإن هذه السفينة أهون، ((فغلبوا هنالك وانقلبواصاغرين))، إذا هذا دليل عقلي.
الدليل الحسي على وجود الله أيضا واقع، من أكبر شواهده إجابة الدعوة، إذا دعى الإنسان ربه أجابه، والقرآن مملوء بهذا، قرآن مملوء بهذا قال الله تعالى: ((كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر فدعا ربه أني مغلوب فانتصر ففتحنا أبواب السماء بماءمنهمر)) لما قال يا رب إني قومي كذبوني ((رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا )) أجابه الرب وأرسل عليهم الطوفان
اضيفت في - 2006-04-10