تفسير سورة آل عمران-02a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد الآية : (( من قبل هدًى للناس وأنزل الفرقان ... )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن، أو أن هداية القرآن نوعان: عامة ، وخاصة ، فالعامة مثل هذه الآية: (( هدى للناس )) ، والخاصة مثل قوله: (( هدى للمتقين )) فما هو الفرق ؟ الفرق أن الهداية التي بمعنى الدلالة عامة، والهداية التي بمعنى التوفيق والاهتداء هذه خاصة، خاصة بالمتقين، فالهداية التي تتضمن الاهتداء هذه للمتقين، وأما التي تتضمن البيان والإيضاح فهذه للناس عامة، لقول الله تعالى: (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكتب كلها فرقان تتضمن الفرق بين الحق والباطل، وبين الصدق والكاذب، وبين المؤمن والكافر، وبين الضار والنافع، كل ما يمكن أن يكون فيه الفرق فإن الكتب تفرقه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يمتنع أن تجمع الكتب السماوية بين متفرقين، أو أن تفرق بين متماثلين أبدا، لأن الفرقان هو الذي يفرق بين شيئين مختلفين، أما شيئان لا يختلفان فلا تفريق بينهما . ومن هنا يمكن أن نأخذ يعني يتفرع على هذه الفائدة: إثبات القياس، لأن القياس: إلحاق فرع بأصل في حكم لعلة جامعة ، فهو جمع بين متماثلين ، وعدم الأخذ بالقياس تفريق بين متماثلين، والكتب السماوية كلها فرقان . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه كلما اهتدى الإنسان للفروق كان أعظم اهتداء بالكتب المنزلة من الله ، كذا ؟ كلما اهتدوا للفروق كان أعظم اهتداء بالكتب المنزلة من السماء ، لأن الكتب كلها فرقان ، فمثلا: إذا كان الإنسان يفرق بين الشرك الأصغر والأكبر، وبين النفاق الاعتقادي والعملي ، وبين الكفر الأكبر والأصغر، وبين أشياء الحلة والحرام، كان أشد اهتداء بالكتب ممن؟ ممن لا يفرق، أليس كذلك ؟ نعم . رما يؤخذ من هذا أيضا: الإشارة إلى أنه ينبغي الاعتناء بمعرفة الفروق، بمعرفة الفروق بين الأشياء المتشابهة، وهذا شيء، أو هذا فن أخذ به بعض أهل العلم، ولاسيما في كتب الفقه
الأمور التعبدية هل العقل يدرك الحكمة منها.؟
السائل : الأشياء التعبدية ؟
الشيخ : أي نعم هذا لقصور أفهامنا ، يعني مثلا كون الصلاة أربع ، وأربع ، وثلاث، وثنتين، لمن تكن ستا أو ثمانيا صحيح العقل ما له فيه مجال ، ولا يمكن ، لكن ما نقول إنه ليس فيه حكمة ، لابد فيه حكمة لكن غير معلومة لنا .
الشيخ : نادر الأشياء التي ما تبلغه عقول كل الناس نادر نعم .
السائل : مثلا الوضوء ومسح الرأس ما نعلم حكمة له ؟
الشيخ : لا ، نعلم له الحكمة ،
السائل : كيف؟
الشيخ : له حكمة ظاهرة، لأن غسل الرأس يؤذي لو غسل الرجل رأسه وفيه شعر لاسيما في أيام الشتاء يتأذى كثيرا ، ثم لو غسل أيضا الرأس عال على كل شيء إذ يقطر الماء على كل بدنه وثيابه ،
السائل : ما يستفيد يعني؟
الشيخ : المسح ؟
السائل : نعم المسح ،
الشيخ : لا ، يستفيد تعبد لله ، أي صح تعبد ولكن، إذا هو تطهير وليس الغرض أيضا من الوضوء تطهير الحسي ، لأنك تغسل يديك مثلا بعد الطعام غسلا بالصابون ثم إذا أردت تتوضأ تغسلها ثلاثا مع إنك الآن غسلتها .
الشيخ : أي نعم هذا لقصور أفهامنا ، يعني مثلا كون الصلاة أربع ، وأربع ، وثلاث، وثنتين، لمن تكن ستا أو ثمانيا صحيح العقل ما له فيه مجال ، ولا يمكن ، لكن ما نقول إنه ليس فيه حكمة ، لابد فيه حكمة لكن غير معلومة لنا .
الشيخ : نادر الأشياء التي ما تبلغه عقول كل الناس نادر نعم .
السائل : مثلا الوضوء ومسح الرأس ما نعلم حكمة له ؟
الشيخ : لا ، نعلم له الحكمة ،
السائل : كيف؟
الشيخ : له حكمة ظاهرة، لأن غسل الرأس يؤذي لو غسل الرجل رأسه وفيه شعر لاسيما في أيام الشتاء يتأذى كثيرا ، ثم لو غسل أيضا الرأس عال على كل شيء إذ يقطر الماء على كل بدنه وثيابه ،
السائل : ما يستفيد يعني؟
الشيخ : المسح ؟
السائل : نعم المسح ،
الشيخ : لا ، يستفيد تعبد لله ، أي صح تعبد ولكن، إذا هو تطهير وليس الغرض أيضا من الوضوء تطهير الحسي ، لأنك تغسل يديك مثلا بعد الطعام غسلا بالصابون ثم إذا أردت تتوضأ تغسلها ثلاثا مع إنك الآن غسلتها .
إنزال القرآن أحيانا يأتي التعبير بـ:(( أنزلنا إليك )) وأحيانا بـ عليك فهل من مغزى.؟
السائل : أنزل القرآن أحيانا بالتعبير مثلا أحيانا (( أنزلنا إليك )) وأحيانا (( أنزلنا عليك )) يعني أنزل ونزل، إليك وعليك هل فيهم فرق ؟
الشيخ : أي هو للتنوع مثلا (( أنزلنا إليك الكتاب )) أنزلنا باعتبار آخر النزول لنزول الجملة، أنزله كله يعني إن كان هذا آخر ما نزل فواضح إنه تم القرآن كله، إذا كان آخر ما هو نزل فباعتبار أنه سيكمل ، لأنه إذا كمل كله صار كأنه نازل جملة واحدة ، لأن جملة الآن كلها نزلت ، وأما إليك فهي تفيد الغاية يعني أن نهاية الإنزال إلى الرسول ، وأما عليك فهي تفيد العلو والاستقرار ، ولهذا قال: (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) وهي أبلغ من إليك، لأنها إذا وصلت حتى استقرت في القلب صارت أبلغ .
الشيخ : أي هو للتنوع مثلا (( أنزلنا إليك الكتاب )) أنزلنا باعتبار آخر النزول لنزول الجملة، أنزله كله يعني إن كان هذا آخر ما نزل فواضح إنه تم القرآن كله، إذا كان آخر ما هو نزل فباعتبار أنه سيكمل ، لأنه إذا كمل كله صار كأنه نازل جملة واحدة ، لأن جملة الآن كلها نزلت ، وأما إليك فهي تفيد الغاية يعني أن نهاية الإنزال إلى الرسول ، وأما عليك فهي تفيد العلو والاستقرار ، ولهذا قال: (( نزل به الروح الأمين على قلبك )) وهي أبلغ من إليك، لأنها إذا وصلت حتى استقرت في القلب صارت أبلغ .
المسلم الذي لا يفرق بين حكمة الله في الأشياء فهل يؤمن بها إجمالا.؟
السائل : المسلم الذي لا يمكن يعني ما وصل علمه إلى أن يفرق بين الحكمة من شريعة رب العالمين كلها فليس أهون أن يؤمن أن كل ما فعله رب العالمين هو بالحكمة ؟
الشيخ : هذا واجب نؤمن بأن كلما فعله يعني أو شرع فهو فيه حكمة لكن أحيانا نفهمها وأحيانا ما نفهمها، والمؤمن هو الذي سلم أحكام الشرعية سواء علم الحكمة أم لا ، أما الذي لا يؤمن إلا بعد أن علم الحكمة فهذا ما آمن إلا بعقله ، لم يؤمن بالشرع .
الشيخ : هذا واجب نؤمن بأن كلما فعله يعني أو شرع فهو فيه حكمة لكن أحيانا نفهمها وأحيانا ما نفهمها، والمؤمن هو الذي سلم أحكام الشرعية سواء علم الحكمة أم لا ، أما الذي لا يؤمن إلا بعد أن علم الحكمة فهذا ما آمن إلا بعقله ، لم يؤمن بالشرع .
الحلف بغير الله لسبق اللسان هل يكون شركا أصغرا.؟
السائل : أحد حلف بغير الله وهذا بذلة لسانه ما قصده ؟
الشيخ : لا ليس عليه شيء ((لا يؤاخذكم الله في اللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وبما عقدتم الأيمان)) ولكن يجب أن ينزه لسانه عن قول المحرم، أما يقول والنبي وقال له لا تحلف بالنبي فإنه شرك فيقول والنبي لا أحلف بغير الله، هذا ما يصح .
الشيخ : لا ليس عليه شيء ((لا يؤاخذكم الله في اللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم وبما عقدتم الأيمان)) ولكن يجب أن ينزه لسانه عن قول المحرم، أما يقول والنبي وقال له لا تحلف بالنبي فإنه شرك فيقول والنبي لا أحلف بغير الله، هذا ما يصح .
هل التوراة والإنجيل من كلام الله.؟
السائل : التوراة والإنجيل من كلام الله ؟
الشيخ : المعروف عند السلف أنها من كلام الله ، لكن ما أذكر حتى الآن وصفهما بأنهما من كتاب الله إنما وصفهما بأنهما منزلة وأنها كتب أما كلام الله بهذا ما فيه إلا القرآن ؟
الشيخ : نعم شاكر؟
السائل : شيخ بنسبة لبعض الشباب لا يؤمن إلا ما اختاره عقله ؟
الشيخ : أعوذ بالله هذا لا يجوز، هذا يخشى أن يكون كافرا إذا كان لا يؤمن إلا بما اختاره عقله فهو لم يؤمن بالشرع .
الشيخ : ما هو لازم أن يجد العين ، الله يقول: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والإنسان يجد ما أن يتعبد لله، لله ما هو لنفسه .
الشيخ : المعروف عند السلف أنها من كلام الله ، لكن ما أذكر حتى الآن وصفهما بأنهما من كتاب الله إنما وصفهما بأنهما منزلة وأنها كتب أما كلام الله بهذا ما فيه إلا القرآن ؟
الشيخ : نعم شاكر؟
السائل : شيخ بنسبة لبعض الشباب لا يؤمن إلا ما اختاره عقله ؟
الشيخ : أعوذ بالله هذا لا يجوز، هذا يخشى أن يكون كافرا إذا كان لا يؤمن إلا بما اختاره عقله فهو لم يؤمن بالشرع .
الشيخ : ما هو لازم أن يجد العين ، الله يقول: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والإنسان يجد ما أن يتعبد لله، لله ما هو لنفسه .
بالنسبة لبعض الأحاديث التي لم تظهر حكمتها ما حكم من ينكرها.؟
الشيخ : نعم شاكر؟
السائل : شيخ بنسبة لبعض الشباب لا يؤمن إلا ما اختاره عقله ؟
الشيخ : أعوذ بالله هذا لا يجوز، هذا يخشى أن يكون كافرا إذا كان لا يؤمن إلا بما اختاره عقله فهو لم يؤمن بالشرع .
الشيخ : ما هو لازم أن يجد العين ، الله يقول: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والإنسان يجد ما أن يتعبد لله، لله ما هو لنفسه .
السائل : شيخ بنسبة لبعض الشباب لا يؤمن إلا ما اختاره عقله ؟
الشيخ : أعوذ بالله هذا لا يجوز، هذا يخشى أن يكون كافرا إذا كان لا يؤمن إلا بما اختاره عقله فهو لم يؤمن بالشرع .
الشيخ : ما هو لازم أن يجد العين ، الله يقول: (( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والإنسان يجد ما أن يتعبد لله، لله ما هو لنفسه .
هل هناك خلاف بين السلف في كون التوراة والإنجيل ليست من كلام الله.؟
الشيخ : لا ما قلت السلف، قلت إن السلف قالوا إنها كلام الله ، الله اعلم لأن الله يقول: (( وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء )) وفي الحديث: ( إن الله كتب التوراة بيده ) فأنا أتوقف في هذا لكن السلف كلامهم واضح ، يقولون إن التوراة والإنجيل من كلام الله، والزبور ، لكن لاشك إنها منزلة من الله هذا يجب الإيمان به، يكفي هذا؟ يكفي نؤمن بأنها نازلة من الله .
تتمة فوائد االآية : (( ... إن الذي كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام )).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم. (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم، هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب )) أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم . قال الله تعالى: (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) وأظن أخذنا الفوائد؟ باقي؟ نعم . قال الله تعالى: (( والله عزيز ذو انتقام )) سبق لنا أن العزة ثلاثة أقسام، فيستفاد من هذه الآية الكريمة: إثبات اسم من أسماء الله وهو العزيز بالمعاني الثلاثة السابقة . ومن فوائد الآية: أن الله تعالى موصوف بانتقام، لقوله: (( ذو انتقام )) ولكنه ليس على سبيل الإطلاق بل هو ينتقم ممن يستحق ذلك، وهم المجرمون، كما قال الله تعالى: (( إنا من المجرمين منتقمون )) ولهذا لم يرد من أسماء الله المنتقم على سبيل الإطلاق وإنما ورد مقيدا (( إنا من المجرمين منتقمون )) أو ورد صفة منكرة مثل: (( ذو انتقام )) أي صاحب انتقام وهذا لا يؤدي إلى ، أو لا يدل على الوصف مطلق أنه موصوف بالمنتقم، لأن الانتقام يكون مدحا في موضعه وأما في غير موضعه فلا يكون مدحا، فإذا كان الانتقام تقتضيه الحكمة صار ممدوحا وإلا فلا .
9 - تتمة فوائد االآية : (( ... إن الذي كفروا بآيات الله لهم عذاب شديد والله عزيز ذو انتقام )). أستمع حفظ
تفسير الآية : (( إن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء )) .
ثم قال الله عز وجل: (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) هذه الجملة كما نرى خبرية مؤكدة بإن، وخبرها منفي، (( لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) ، والخفاء ضد الظهور، وفيها شيء نكرة في سياق النفي فتعم كل شيء، ((في الأرض ولا في السماء)) متعلقة بيخفى يعني (( لا يخفى عليه شيء )) لا في هذا ولا في هذا، والمراد بالأرض والسماء: الجنس فيشمل الأرضين والسموات جميعا، في هذه الآية الكريمة يخبر الله عزوجل بأنه لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهي صفة سلبية المراد بها بيان كمال علمه، لأن الصفات المنفية لا يراد بها مجرد النفي كما مر علينا في العقيدة وإنما يراد بها كمال ضد ذلك المنفي، فإذا قال: (( لا يخفى عليه شيء )) لماذا؟ لكمال علمه لا يخفى عليه شيء، فالله عزوجل كامل العلم (( لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) والغرض من هذه الجملة تربية الإنسان نفسه في امتثال أمر الله واجتناب نهيه، وأنك لا تظن أن عملك يخفى على الله بل هو معلوم له فعليك أن تقوم بطاعته وتجتنب معصيته لا تقل أنا في بيتي، أنا في حجرة، أنا في غرفة لا يطلع علي أحد لأن الله مطلع عليك (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) .
فوائد الآية : (( إن الله لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء )) .
من فوائد الآية الكريمة: التحذير من مخالفة الله، وكيف ذلك؟ خوفا منه أن يعلم بك بمخالفتك إياه . ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على القدرية الذين يقولون: إن الله لا يعلم الشيء الذي يفعله العبد إلا بعد وقوعه، وهؤلاء غلاتهم كما سبق . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عالم بالكليات والجزئيات، مأخوذ من قوله: (( شيء )) النكرة في سياق النفي فيعم كل شيء . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الأرض والسماء وهذا أمر معلوم لكن إذا قال قائل: وما سوى الأرض والسماء هل يخفى على الله؟ الجواب: لا، لكنه خص الأرض والسماء لأنه هو المشهود لنا، فنحن لا نشهد إلا الأرض والسماء وما عدا ذلك لا نعلمه إلا عن طريق الغيب فذكر الأرض والسماء . هل يمكن أن نقول : إن من فوائد الآية: أن صفات الله عزوجل إما منفية وإما مثبتة ؟ الجواب: نعم، وهذا قد سبق لنا تقسيمه في التوحيد، وقلنا: إن صفات الله عزوجل إما مثبتة وإما منفية، فالمثبتة يسمونها ثبوتية والمنفية يسمونها سلبية ، وقلنا إن منفية متضمنة للثبوت لابد ولكنه ينفى نقص ذلك الثابت ولكمال علمه (( لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء ))
تفسير الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) .
م قال الله عز وجل: (( هو الذي يصوركم في الأرحام )) وهذا من جملة معلوماته التي تخفى على كثير من الناس وهي معلومة له . (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء )) (( يصوركم )) أي يجعلكم على صورة معينة يختارها ويريدها، وقوله: (( يصوركم في الأرحام )) الأرحام جمع رحم وهو وعاء الجنين في بطن أمه، وقد بينه الله في آية ثانية أن الجنين في بطن أمه في ظلمات ثلاث، وهي ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة، مشيمة يعني الوعاء المائي الذي يكون فيه الجنين ويسمى عند العامة القمقم نعم . وقوله: ((كيف يشاء )) هذه حال من فاعل (( يشاء )) يعني أنه يصورنا على أي كيفية شاء، وأما قوله: (( في الأرحام )) فهي حال من الضمير من الكاف ((يصوركم)) يعني: حال كونكم في الأرحام، وقوله: (( كيف يشاء )) يعني لا خيار لنا في اختيار صورة معينة للجنين الذي في البطن . ثم قال: (( لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) هذه الجملة الخبرية منفية مثبتة فيها الحصر الذي طريقه النفي والإثبات، والإله بمعنى المألوه ، وقوله: (( إلا هو )) الضمير هو بدل من الخبر المحذوف، أي: لا إله حق إلا هو، وليس اسما من أسماء الله كما تقوله الصوفية الذين يدعون أنه هو اسم من أسماء الله ويدعون به ويقولون: هو هو هو كما وهذا من شطحاتهم . (( العزيز الحكيم )) العزيز سبق لنا قريبا معناه وأنه ذو العزة الكاملة وأن عزة الله عزوجل ثلاثة أقسام: عزة القدر، والقهر، والامتناع. و(( الحكيم )) فعيل بمعنى مفعل، وفعيل بمعنى فاعل، فعيل بمعنى فاعل، وفعيل بمعنى مفعل، أما فعيل بمعنى فاعل فهي كثير في اللغة العربية مثل قدير بمعنى قادر، سميع بمعنى سامع، وأما سميع بمعنى مسمع فهي واردة في اللغة العربية قال الشاعر:
أمن ريحانة الداع السميع يؤرقني وأصحابي هجوع
السميع بمعنى: المسمع الذي يسمعني، يؤرقني وأصحابي هجوع ، فتكون حكيم هنا بمعنى محكم وبمعنى حاكم، فالله عزوجل حاكم محكم لما حكم، الحاكم ينقسم حكمه إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي، فالحكم الكوني ما قضاه الله على عباده كونا وهذا يخذع له كل أحد من مؤمن وكافر وبر وفاجر ولا يستطيع أحد أن يتهرب منه أبدا، والحكم الشرعي ما قضاه الله على عباده شرعا، وهذا هو الذي اختلف فيه الناس فمنهم كافر ومنهم مؤمن خذع لهذا الحكم الشرعي وقام بما يجب عليه نحوه، ومنهم من استكبر عنه وكذب به ولم يرفع به رأسا واضح؟ ماذا قلنا؟ أولا الحكم؟ الحكم ذكرناه أنه قسمان نعم؟ الحاكم، لا لا لا يا أخي، نعم؟ آخر واحد؟ حكم شرعي ما قضاه الله على عباده، اصبر حكم شرعي والثاني؟ حكم كوني طيب، عرفت؟ يلا حكم الشرعي ما هو؟ ما قضاه على عباده شرعا، والكوني؟ ما قضاه على عباده كونا، الحكم الكوني كل أحد يخذع له ولا يستطيع أحد أن يهرب منه، والشرعي؟ نعم ينقسم الناس فيه إلى قسمين: قسم قابل لهذا الحكم قائم به، وقسم غير قابل ولا قائم به واضح؟ نعم، طيب . قلنا: إنه من حاكم ومن محكم بمعنى متقن ، وهنا يكون بمعنى ذي الحكمة ، أي متقن لكل ما حكم به، فكل ما حكم الله به من حكم كوني أو شرعي فهو على أتم وجه وأتقنه وأحسنه (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير )) (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) هذا الحكم الكوني أو الكوني محكم، متقن ليس فيه خلل ولا نقص، ثم هو أيضا محكم في صفته وصورته التي هو عليها، متقن في غايته المرادة منه، فالحكمة قد تكون صورية أي على صورة معينة موافقة للحكمة، وقد تكون غائية أي الغاية منها والمصلحة والمنفعة ودفع المضار وما أشبه ذلك، المهم أن تكون الغاية محمودة، فالحكمة إذا في الحكم الكوني وفي الحكم الشرعي، وهي إما صورية بأن يكون الشيء على صورة مطابقة للحكمة، أو غائية بأن يكون الغرض منها والغاية منها غاية حميدة، واضح؟ كل هذا داخل في قولنا محكم . فمثلا إذا نظرنا إلى الشرع وإذا جميع المشروعات على صورة مطابقة للحكمة كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ثم الغرض منها أيضا موافقة للحكمة، الغرض منها إصلاح القلوب وإصلاح الأعمال، وإصلاح الفرد، و إصلاح المجتمع فكلها غاية حميدة، كل هذا داخل في قوله تعالى: (( الحكيم )) .
أمن ريحانة الداع السميع يؤرقني وأصحابي هجوع
السميع بمعنى: المسمع الذي يسمعني، يؤرقني وأصحابي هجوع ، فتكون حكيم هنا بمعنى محكم وبمعنى حاكم، فالله عزوجل حاكم محكم لما حكم، الحاكم ينقسم حكمه إلى قسمين: حكم كوني، وحكم شرعي، فالحكم الكوني ما قضاه الله على عباده كونا وهذا يخذع له كل أحد من مؤمن وكافر وبر وفاجر ولا يستطيع أحد أن يتهرب منه أبدا، والحكم الشرعي ما قضاه الله على عباده شرعا، وهذا هو الذي اختلف فيه الناس فمنهم كافر ومنهم مؤمن خذع لهذا الحكم الشرعي وقام بما يجب عليه نحوه، ومنهم من استكبر عنه وكذب به ولم يرفع به رأسا واضح؟ ماذا قلنا؟ أولا الحكم؟ الحكم ذكرناه أنه قسمان نعم؟ الحاكم، لا لا لا يا أخي، نعم؟ آخر واحد؟ حكم شرعي ما قضاه الله على عباده، اصبر حكم شرعي والثاني؟ حكم كوني طيب، عرفت؟ يلا حكم الشرعي ما هو؟ ما قضاه على عباده شرعا، والكوني؟ ما قضاه على عباده كونا، الحكم الكوني كل أحد يخذع له ولا يستطيع أحد أن يهرب منه، والشرعي؟ نعم ينقسم الناس فيه إلى قسمين: قسم قابل لهذا الحكم قائم به، وقسم غير قابل ولا قائم به واضح؟ نعم، طيب . قلنا: إنه من حاكم ومن محكم بمعنى متقن ، وهنا يكون بمعنى ذي الحكمة ، أي متقن لكل ما حكم به، فكل ما حكم الله به من حكم كوني أو شرعي فهو على أتم وجه وأتقنه وأحسنه (( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير )) (( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )) هذا الحكم الكوني أو الكوني محكم، متقن ليس فيه خلل ولا نقص، ثم هو أيضا محكم في صفته وصورته التي هو عليها، متقن في غايته المرادة منه، فالحكمة قد تكون صورية أي على صورة معينة موافقة للحكمة، وقد تكون غائية أي الغاية منها والمصلحة والمنفعة ودفع المضار وما أشبه ذلك، المهم أن تكون الغاية محمودة، فالحكمة إذا في الحكم الكوني وفي الحكم الشرعي، وهي إما صورية بأن يكون الشيء على صورة مطابقة للحكمة، أو غائية بأن يكون الغرض منها والغاية منها غاية حميدة، واضح؟ كل هذا داخل في قولنا محكم . فمثلا إذا نظرنا إلى الشرع وإذا جميع المشروعات على صورة مطابقة للحكمة كالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، ثم الغرض منها أيضا موافقة للحكمة، الغرض منها إصلاح القلوب وإصلاح الأعمال، وإصلاح الفرد، و إصلاح المجتمع فكلها غاية حميدة، كل هذا داخل في قوله تعالى: (( الحكيم )) .
12 - تفسير الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) .
في هذه الآية عدة فوائد، أولا: بيان قدرة الله عزوجل حيث كان يصور المخلوقات في الأرحام، هو الذي يصوركم في الأرحام . ومن فوائد الآية أيضا: أن الصور يكون تصويرها بأمر الله بإذنه كيف يشاء، هذا أبيض، وهذا أسود، وهذا جميل، وهذا قبيح، وهذا طويل، وهذا قصير، وهذا غليظ، وهذا دقيق، وهكذا بل ممكن أن نقول: إنه يشمل وهذا ذكر وهذا أنثى لأن صورة الذكر تختلف عن صورة الأنثى . من فوائد الآية الكريمة: بيان رحمة الله عزوجل حيث يتولى شئون الجنين ويصوره لا يخرج غير مصور لو شاء الله لخرج الجنين غير مصور ثم صار يصور شيئا فشيئا كما ينموا عقله ولكن حكمة الله ورحمته أنه لا يخرج إلا على الصورة التي أرادها الله عز وجل . إذا قال قائل: (( كيف يشاء )) يستفاد منها: أن هذا التصوير لا يرجع إلى فعل العبد وإنما يرجع إلى مشيئة الله عزوجل وهو كذلك، لكن هذا لا ينافي أن تكون الصورة قريبة من صورة الأب، أو من صورة الأم، أو الجد، أو الجدة، يعني أن يكون هذا الجنين قد نزعه العرق من آبائه، وأمهاته، وأقاربه هذا لا يمنع، لأن الله عزوجل قد جعل لكل شيء سببا، ويدل لهذا قصة الرجل الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن امرأتي غلاما أسود، وكان الرجل وزوجته أبيضين فكأنه يعرض بزوجته ويش الذي جاب الأسود ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( هل لك من إبل ؟ قال: فما ألوانها ؟ قال: حمر، قال: هل فيها من أورق ـ الأورق الفضي بين البياض والسواد ـ قال: أنى لها ذلك؟ قال: لعله نزعه عرق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فابنك هذا لعله نزعه عرق ) فاقتنع الرجل، لأن هذا قياس جلي واضح، المهم الشاهد قوله: (لعله نزعه عرق) فيستفاد من ذلك: أن هذه الكيفية التي يريد الله عز وجل في الأرحام لا يمنع أن يكون نزعها عرق من آبائه، أو أمهاته، أو أجداده، أو جداته . من فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة، لقوله: (( كيف يشاء )) وقد ثبت لنا أن المشيئة إذا أطلقت فهي مقرونة بالحكمة فما من شيء يشاء الله إلا لحكمة .
13 - فوائد الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
تفصيل الكلام على عملية التجميل.
فإن قال قائل: هل في الآية دليل على أنه لا يجوز للإنسان أن يعمل عملية تجميل ، لقوله: (( كيف يشاء )) حيث جعل التصوير راجعا إلى مشيئته وحده نعم؟ قد وقد يعني قد يقال وقد لا يقال، قد لا يقال لأن الله أخبر في آيات كثيرة بأنه يبسط الرزق لمن يشاء، يقبض ويبسط، يقدر ويبسط، يعني يقدر بضيق، وهل نقول إنه ممنوع من أن يفعل الأسباب التي يكون بها بسط الرزق؟ لأن البسط راجع إلى مشيئة الله؟ لا، لا نقول، ولكن نقول: إن هنالك فرقا بين مسألة بسط الرزق وطلب البسط وبين هذه المسألة، لأن النصوص وردت بمنع التجميل فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن النامصة والمتنمصة، والواشرة والمستوشرة ، والواشمة والمستوشمة ، وهذا يدل على أن الإنسان ممنوع من التجميل، التجميل الذي يكون دائما أما التجميل الطارئ كتجمل المرأة بالحناء وشبهه هذا لا بأس به، طيب إذا قال قائل: هل في الآية ما يدل رقع العيوب وإزالة العيوب لقوله كيف يشاء ؟ إذا خرج هذا الصبي له ستة أصابع في كل يد فهل يجوز أن نقطع الأصبع الزائد؟ الأخ عبد الله يقول: لا، من الذي صوره؟ الله، إذا كيف يشاء دع هذا لمشيئة الله، يقال: هذا ليس من باب التجميل قطع هذا ما هو من باب التجميل لكن من باب إزالة العيب، وإزالة العيب جاءت السنة بجوازها، فإن الرجل الذي أصيب أنفه وقطع أذن له الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتخذ أنفا من ورق يعني من فضة فأنتنت فأذن له أن يتخذ أنفا من ذهب، لئلا يبقى أنفه مقطوعا فيه تشوه، فهذا يدل على أن إزالة العيب ليست كجلب الجمال، تجميل لا يجوز والعيب تجوز إزالته، لأنه خلاف الأصل، وبناء على ذلك نقول: يجوز قطع الأصبع الزائدة، ولكن بعض أهل العلم صرح بالتحريم وقال: إنه يحرم إلا أنهم عللوا ذلك لأنه يخشى على من قطعت أصبعه أن يموت بنزيف الدم، وهذه العلة في زمن الحاضر منتفي، وعلى هذا فيجوز قطع الأصبع الزائد . لو فرض أن هناك لحمة زائدة في الأذن، أو في الرأس، أو في الرقبة أتجوز إزالتها ؟ نعم تجوز كالأصبع .
تتمة فوائد الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات انفراد الله عز وجل بالألوهية ، لقوله: (( لا إله إلا هو )) . ومن فوائدها: إثبات اسمين الكريمين: العزيز، الحكيم، وما تضمناه من صفة، وقد مر علينا أن كل اسم من أسماء الله دال على الذات وعلى الوصف المشتق منه، كل اسم، فإن كان متعديا ففيه دلالة ثالثة وهي: الأثر المترتب على ذلك، فالسميع مثلا فيه إثبات للسمع وهو السميع، والصفة وهي السمع، والأثر وهو أنه يسمع، وهكذا العليم، أما ما لا يتعدى للغير ففيه إثبات الاسم والصفة فقط مثل: الحي، العظيم، العلي هذا لا يتعدى للغير .
15 - تتمة فوائد الآية : (( هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهات... )) .
ثم قال الله عز وجل: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب )) هو الضمير يعود على (( الله )) وتأمل هنا ترابط الآيات بعضها من بعض لما ذكر الله عزوجل أنه هو المصور وأنه ابتداء الخلق ذكر بعده إنزال الكتاب الذي به الهداية مثل: (( الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان )) فأحيانا يبين الله النعمة الدينية قبل، وأحيانا يبين الله النعمة الدنيوية قبل، فالتصوير هنا بدأ الله به ثم ذكر إنزال القرآن، لكن (( الرحمن علم القرآن )) ذكر تعليم القرآن قبل خلق الإنسان . ثم قال: (( هو الذي أنزل عليك الكتاب )) والمراد به القرآن وسبق معنى كونه كتابا: أنه مكتوب في لوح المحفوظ، وفي الصحف التي بأيدي الملائكة، وفي الصحف التي بأيدينا . ثم قسم الله هذا الكتاب فقال: (( منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر )) يعني ومنه أخر (( متشابهات )) وهنا يتعين أن نقول: ومنه أخر ليتم التقسيم، قوله: ((آيات محكمات)) الآيات جمع آية وهي العلامة وكل آية في القرآن فهي آية على منزلها لما فيها من الإعجاز والتحدي، وقوله: (( محكمات )) أي متقنات في الدلالة والحكم والخبر، يعني أخبارها وأحكامها متقنة معلومة ما فيها إشكال ، (( وأخر متشابهات )) يعني أن أحكامها غير معلومة أو أخبارها غير معلومة فصار المحكم المتقن في الدلالة سواء كان خبرا أو حكما، المتشابه الذي دلالته غير واضح سواء كان خبرا أو حكما . ثم قال: (( هن أم الكتاب )) قدم وصف هذه المحكمات وبيان هذه ليتبادر إلى الذهن أول ما يتبادر أنه يرد المتشابهات إلى المحكمات لأنها أم، وأم الشيء مرجعه وأصله، قال الله تعالى: ((يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)) أي المرجع وهو اللوح المحفوظ الذي ترجع الكتابات كلها إليه، ومنه سميت الفاتحة أم الكتاب لأن مرجع القرآن إليها ، فهذه المحكمات يجب أن ترد المتشابهات إليها، إلى هذه المحكمات . قال الله تعالى: (( وأخر متشابهات )) متشابهات في أيش؟ في الدلالة سواء كان حكما أو خبرا ، ولهذا نجد أن بعض الآيات لا تدل دلالة صريحة على الحكم الذي استدل بها عليه، وبعض الآيات خبرية أيضا لا تدل دلالة صريحة على الخبر الذي استدل بها عليه ، فماذا نعمل ؟ قال: (( فأما الذين في قلوبهم زيغ ... )) ينقسم الناس بالنسبة إلى هذه المتشابهات إلى قسمين: قسم يتبعون المتشابه ويعضونه أمام الناس، يعرضونه على الناس يقول: كيف كذا، كيف كذا ، وقسم آخر (( يقولون آمنا به كل من عند ربنا )) وإذا كان كل من عند ربنا فإنه لا يمكن أن يتناقض ولا يمكن أن يتخالط بل هو متحد متفق فيرد المتشابه منه إلى المحكم ويكون الجميع محكما . يقول الله عز وجل: (( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه )) الزيغ بمعنى الميل ، ومنه قولهم: زاغت الشمس إذا مالت عن كبد السماء . (( الذين في قلوبهم زيغ )) أي ميل عن الحق ولا يريدون الحق، يتبعون المتشابه فتجدهم ـ والعياذ بالله ـ يأخذون آية القرآن التي فيها اشتباه حتى يضربوا بعضها ببعض، وما أكثر هذا عند النصارى ، النصارى الآن يدخلون تشكيكات كثيرة على المسلمين في المتشابه ، مثلا يقولون: إن الله ثالث ثلاثة عندنا دليل ألستم تقرءون في القرآن: (( إنا نحن نزلنا )) ؟ (( وإذ أخذنا من النبيين )) صيغة الضمير صيغة جمع، إذا فالله تعالى أكثر من اثنين ثلاثة، وهكذا يؤتون بأشياء يموهون بها الناس لأن في قلوبهم زيغا، كذلك أيضا بعض الآيات ظاهرها التعارض مثل قوله تعالى: (( يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا )) هنا قال: (( لا يكتمون الله حديثا )) وفي آية أخرى يقول: (( ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين )) فكتموا ولا لا؟ إلا كتموا قالوا : (( والله ربنا ما كنا مشركين )) كتموا، أنكروا أن يكونوا مشركين، كذلك أيضا يأتيك يقول: (( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه )) وقال في آية أخرى: (( ونحشر المجرمين يومئذ زرقا )) ثم يأتيك ويقول: (( ولا يؤذن لهم فيعتذرون )) في آية أخرى: يعتذرون ، يقولونك إنه لو ردوا إلى الدنيا لصلحوا واستقامت أحوالهم فيعتذرون، المهم أن الذين في قلوبهم زيغ يأتون بهذه الآيات المتشابهة ليصدوا عن سبيل الله، ويشككوا الناس في كلام الله عزوجل يعني: وأما الذين ليس في قلوبهم زيغ وهم الراسخون في العلم الذين عندهم من العلم ما يتمكنون به ما يجمع بين الآيات المتشابهة وأن يعرفوا معناها، فهؤلاء لا يكون عندهم التشابه ، (( يقولون آمنا به كل من عند ربنا )) فلا يرون في القرآن شيئا متعارضا منا قضا .
16 - تفسير الآية : (( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكماتٌ هن أم الكتاب وأخر متشابهات... )) . أستمع حفظ
في قوله تعالى: (( هو الذي يصوركم )) هل يؤخذ منها أن الجنين إذا سقط قبل التصوير ليس له حكم.؟
يقول إنه قوله: (( يصوركم )) هل يؤخذ منها أن الجنين في بطن أمه لو سقط قبل أن يصور فليس له حكم ؟ ما يؤخذ، ما هي واضحة .
الشيخ : ألم تقرأ قول الله تعالى: (( إني أراني أعصر خمرا )) ؟
الطالب : خمر ما هو بعصير يعصر العنب فيكون خمرا .
الشيخ : ألم تقرأ قول الله تعالى: (( إني أراني أعصر خمرا )) ؟
الطالب : خمر ما هو بعصير يعصر العنب فيكون خمرا .
اضيفت في - 2006-04-10