تفسير سورة آل عمران-04b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
مناقشة حول الآية : (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ .... )) .
(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )) . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله عز وجل: (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد )) هذه الآية مصدرة بقل تدل على أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإبلاغها إلى الكفار،
الشيخ : فما الذين يفيده تصدير بعض الأحكام أو الأخبار بقل ؟ يعني كون الله يأمر نبيه أمرا خاصا بتبليغ هذا الشيء ما الذي يدل عليه ؟
الطالب : يدل على أهميته ،
الشيخ : على أهميته وأنه أمر أن يبلغه أمرا خاصا مع أن الرسول صلى الله أمر أن يبلغ القرآن كله لكن هذا يدل على أنه معتنى به مثل: (( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة )) (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) والأمثلة على هذا كثيرة .
الشيخ : قوله: (( ستغلبون )) فيها قراءتان يا عبد الرحمن ؟
الطالب : (( فسيغلبون ))
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( تحشرون إلى جهنم )) ، ومعنى الحشر؟
الطالب : الجمع
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( قد كان لكم آية في فئتين )) آية على أي شيء ؟ آية يعني علامة لكن على أي شيء؟ ما حضرت ؟ آية على أيش؟
الطالب : على أنهم سيغلبون
الشيخ : على أنهم سيغلبون ، على أن الكافر مغلوب .
الشيخ : ما المراد بالفئتين في قوله: (( فئتين )) ؟ ما عندنا مؤلف هذا قرآن ،
الطالب :بدر
الشيخ : إنها إشارة إلى غزوة بدر وهذا هو الذي عليه الجمهور طيب ،
الشيخ : وقال بعض العلماء؟
الطالب : مثال
الشيخ : مثال ، يعني معنى الآية تشمل أهل بدر وغيرهم .
الشيخ : إذا قلنا: إنهم أهل بدر، إنها إشارة إلى أهل بدر فكيف نجمع بين الواقع وبين قوله: (( تروهم مثليهم رأي العين )) ؟
الطالب : مثليهم يعني رؤية الكثرة
الشيخ : مطلق الزيادة ، ولا يدل ذلك على التثنية مثل: (( ثم ارجع البصر كرتين )) فيكون المراد بمثلين الزيادة بقطع النظر عن كونه مثلا ومثلا لأن المعروف أن المسلمين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وأن المشركين ما بين تسع مائة إلى ألف .
الشيخ : يا عمر فيه رأي آخر؟
الطالب : مثليهم يعني وإن كانوا أكثر منهم لكنهم يرون أنهم مثليه،
الشيخ : (( يرونهم مثليهم )) يعني قللوا بأعينهم ،
الشيخ : ويؤيد هذا ؟ ويش يؤيد ؟ من القرآن (( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا )) .
الشيخ : ولماذا خص اثنين مع أنه في آية الأنفال قال قليل فقط ؟
الطالب : يجب على المؤمن أن يصابر اثنين
الشيخ : أراهم الله مثليهم لأن المؤمن يجب أن يصابر الاثنين ، يجب على المؤمنين أن يصابروا مثليهم فأروا مثليهم هذان رأيان فيه رأي ثالث اطلعت عليه اليوم: أن المراد بمثلين أي: ضعفين، وعليه فيكون مطابقا للواقع لأن ضعف الشيء كثره مرتين فإذا كان ضعفين صار كثره ثلاث مرات، والمشركون ما بين تسعمائة إلى ألف والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
الشيخ : قوله: (( يرونهم مثليهم رأي العين )) يلا يا عيد الفاعل من ؟ من الفاعل يا عيد (( يرونهم مثليهم )) ؟
الطالب : المؤمنون ،
الشيخ : والمفعول به ؟ (( يرونهم )) ؟
الطالب : يعود على الكافرين ،
الشيخ : يعني يرى المؤمنون الكافرين .
الشيخ : الضمير في (( مثليهم )) يعود على من يا خالد؟
الطالب : ما حضرت ،
الشيخ : طيب على المؤمنين يعني يرى المؤمنون الكافرين مثليهم أي مثلي؟
الطالب : مثلي مؤمنين،
الشيخ : مثلي المؤمنين.
الشيخ : فيها قراءة هداية الله ؟ في (( يرونهم )) فيه
الطالب : (( ترونهم ))
الشيخ : طيب وعلى هذا يكون الخطاب في قوله: (( ترونهم )) عائد على المؤمنين . طيب أو عائد على الكفار بناء على مرجع لكم في (( قد كان لكم )) .
في قوله: (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة )) فيها ما يعرف بحذف أحد المتقابلين لدلالة الآخر عليه في مقابله ؟
الطالب : (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ))
الشيخ : ويش الهدف منها ؟
الطالب : مقابل،
الشيخ : ويش المقابل؟ ويش التقدير؟
الطالب : فئة مؤمنون وأخرى كافرة ،
الشيخ : أحمد ؟ التقدير: فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت ،
الشيخ : في الكفار ذكر الكافرة قال: (( وأخرى كافرة )) لكن لم يذكر ما تقاتل فيه، وفي المؤمنين ذكر ما يقاتلون فيه ولم يذكر وصف الإيمان، فإذا قال قائل: ما هو الدليل على هذا التقسيم الذي ذكرتم ؟ نعم فيصل؟
الطالب : قوله تعالى: (( الذين آمنوا ... ))
الشيخ : قوله تعالى: (( والله يؤيد بنصره من يشاء )) كلمة: (( من يشاء )) يا عيان هل المشيئة مطلقة ؟
الطالب : مقيدة ،
الشيخ : مقيدة؟ بماذا ؟
الطالب : بالحكمة ،
الشيخ : بالحكمة كل نص علق على المشيئة فهو مقيد بالحكمة، ما دليلك ؟ (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) فهذا دليل على أن مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته .
الشيخ : وقوله: (( لعبرة لأولي الأبصار )) ما هي العبرة يا ؟
الطالب : العظة
الشيخ : وأصلها في اللغة ما يعبر من شيء إلى شيء، ومنه عند الناس عبارة يعني تعبر الماء من جهة إلى جهة، فالإنسان يعبر من هذه الحال إلى هذه الحال.
الشيخ : ومن الذي يعتبر؟
الطالب : أولي الأبصار،
الشيخ : الأبصار بالعين أو الأبصار بالقلب ؟
الطالب : أبصار القلب،
الشيخ : القلب ما دليلك ؟ (( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) والذي يخشى هو القلب (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))
الشيخ : فما الذين يفيده تصدير بعض الأحكام أو الأخبار بقل ؟ يعني كون الله يأمر نبيه أمرا خاصا بتبليغ هذا الشيء ما الذي يدل عليه ؟
الطالب : يدل على أهميته ،
الشيخ : على أهميته وأنه أمر أن يبلغه أمرا خاصا مع أن الرسول صلى الله أمر أن يبلغ القرآن كله لكن هذا يدل على أنه معتنى به مثل: (( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة )) (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) والأمثلة على هذا كثيرة .
الشيخ : قوله: (( ستغلبون )) فيها قراءتان يا عبد الرحمن ؟
الطالب : (( فسيغلبون ))
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( تحشرون إلى جهنم )) ، ومعنى الحشر؟
الطالب : الجمع
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( قد كان لكم آية في فئتين )) آية على أي شيء ؟ آية يعني علامة لكن على أي شيء؟ ما حضرت ؟ آية على أيش؟
الطالب : على أنهم سيغلبون
الشيخ : على أنهم سيغلبون ، على أن الكافر مغلوب .
الشيخ : ما المراد بالفئتين في قوله: (( فئتين )) ؟ ما عندنا مؤلف هذا قرآن ،
الطالب :بدر
الشيخ : إنها إشارة إلى غزوة بدر وهذا هو الذي عليه الجمهور طيب ،
الشيخ : وقال بعض العلماء؟
الطالب : مثال
الشيخ : مثال ، يعني معنى الآية تشمل أهل بدر وغيرهم .
الشيخ : إذا قلنا: إنهم أهل بدر، إنها إشارة إلى أهل بدر فكيف نجمع بين الواقع وبين قوله: (( تروهم مثليهم رأي العين )) ؟
الطالب : مثليهم يعني رؤية الكثرة
الشيخ : مطلق الزيادة ، ولا يدل ذلك على التثنية مثل: (( ثم ارجع البصر كرتين )) فيكون المراد بمثلين الزيادة بقطع النظر عن كونه مثلا ومثلا لأن المعروف أن المسلمين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وأن المشركين ما بين تسع مائة إلى ألف .
الشيخ : يا عمر فيه رأي آخر؟
الطالب : مثليهم يعني وإن كانوا أكثر منهم لكنهم يرون أنهم مثليه،
الشيخ : (( يرونهم مثليهم )) يعني قللوا بأعينهم ،
الشيخ : ويؤيد هذا ؟ ويش يؤيد ؟ من القرآن (( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا )) .
الشيخ : ولماذا خص اثنين مع أنه في آية الأنفال قال قليل فقط ؟
الطالب : يجب على المؤمن أن يصابر اثنين
الشيخ : أراهم الله مثليهم لأن المؤمن يجب أن يصابر الاثنين ، يجب على المؤمنين أن يصابروا مثليهم فأروا مثليهم هذان رأيان فيه رأي ثالث اطلعت عليه اليوم: أن المراد بمثلين أي: ضعفين، وعليه فيكون مطابقا للواقع لأن ضعف الشيء كثره مرتين فإذا كان ضعفين صار كثره ثلاث مرات، والمشركون ما بين تسعمائة إلى ألف والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
الشيخ : قوله: (( يرونهم مثليهم رأي العين )) يلا يا عيد الفاعل من ؟ من الفاعل يا عيد (( يرونهم مثليهم )) ؟
الطالب : المؤمنون ،
الشيخ : والمفعول به ؟ (( يرونهم )) ؟
الطالب : يعود على الكافرين ،
الشيخ : يعني يرى المؤمنون الكافرين .
الشيخ : الضمير في (( مثليهم )) يعود على من يا خالد؟
الطالب : ما حضرت ،
الشيخ : طيب على المؤمنين يعني يرى المؤمنون الكافرين مثليهم أي مثلي؟
الطالب : مثلي مؤمنين،
الشيخ : مثلي المؤمنين.
الشيخ : فيها قراءة هداية الله ؟ في (( يرونهم )) فيه
الطالب : (( ترونهم ))
الشيخ : طيب وعلى هذا يكون الخطاب في قوله: (( ترونهم )) عائد على المؤمنين . طيب أو عائد على الكفار بناء على مرجع لكم في (( قد كان لكم )) .
في قوله: (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة )) فيها ما يعرف بحذف أحد المتقابلين لدلالة الآخر عليه في مقابله ؟
الطالب : (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ))
الشيخ : ويش الهدف منها ؟
الطالب : مقابل،
الشيخ : ويش المقابل؟ ويش التقدير؟
الطالب : فئة مؤمنون وأخرى كافرة ،
الشيخ : أحمد ؟ التقدير: فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت ،
الشيخ : في الكفار ذكر الكافرة قال: (( وأخرى كافرة )) لكن لم يذكر ما تقاتل فيه، وفي المؤمنين ذكر ما يقاتلون فيه ولم يذكر وصف الإيمان، فإذا قال قائل: ما هو الدليل على هذا التقسيم الذي ذكرتم ؟ نعم فيصل؟
الطالب : قوله تعالى: (( الذين آمنوا ... ))
الشيخ : قوله تعالى: (( والله يؤيد بنصره من يشاء )) كلمة: (( من يشاء )) يا عيان هل المشيئة مطلقة ؟
الطالب : مقيدة ،
الشيخ : مقيدة؟ بماذا ؟
الطالب : بالحكمة ،
الشيخ : بالحكمة كل نص علق على المشيئة فهو مقيد بالحكمة، ما دليلك ؟ (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) فهذا دليل على أن مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته .
الشيخ : وقوله: (( لعبرة لأولي الأبصار )) ما هي العبرة يا ؟
الطالب : العظة
الشيخ : وأصلها في اللغة ما يعبر من شيء إلى شيء، ومنه عند الناس عبارة يعني تعبر الماء من جهة إلى جهة، فالإنسان يعبر من هذه الحال إلى هذه الحال.
الشيخ : ومن الذي يعتبر؟
الطالب : أولي الأبصار،
الشيخ : الأبصار بالعين أو الأبصار بالقلب ؟
الطالب : أبصار القلب،
الشيخ : القلب ما دليلك ؟ (( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) والذي يخشى هو القلب (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))
1 - مناقشة حول الآية : (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ .... )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد )) .
قال الله عز وجل: (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد )) في هذه الآية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد توجه إليه الأوامر، لقوله: (( قل )) فهو عبد لا يعبد ورسول لا يكذب . وفيها: أهمية هذا الأمر أو هذا الخبر الذي أمر الله نبيه أن يبلغه للكافرين . ومن فوائدها: تقوية المؤمنين حيث يقال لأعدائهم الكفار: ستغلبون في الدنيا وليس لكم عاقبة في الآخرة فإنكم ستحشرون إلى جهنم. ومن فوائدها أيضا: إرعاب الكفار وتحذيرهم، لقوله: (( ستغلبون وتحشرون إلى جهنم )) . ومن فوائد الآية أيضا: أن الله تعالى يجمع الكفار بين العقوبتين: عقوبة الدنيا وعقوبة الآخرة، أما عقوبة الدنيا ففي قوله: (( ستغلبون )) حتى وإن بذلوا أموالا كثيرة (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم يكون عليه حسرة ثم يغلبون )) وأما العقوبة الثانية فقوله: (( وتحشرون إلى جهنم )) ، أما المؤمن فإن الله إذا عاقبه في الدنيا لم يعاقبه في الآخرة، لن يجمع الله له بين العقوبتين (( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير )) . ومن فوائد الآية الكريمة: البشرى لنا نحن في هذا الزمن أن الكفار لو صدر لو صدقنا الله تعالى في الإيمان لكانوا مغلوبين، لأنه قال: (( قل للذين كفروا ستغلبون )) ومن الذي يغلب؟ (( كتب الله لأغلبن ورسلي إن الله قوي عزيز )) (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا )) فلو أننا رجعنا إلى الإيمان حقا بالعقيدة، والقول، والعمل، والأخلاق، والآداب وجميع ما يتعلق بشريعة الإسلامية لكان الكفار أمامنا مغلوبين، ويشهد لهذا الواقع الذي حصل في سلف هذه الأمة حيث ملكوا مشارق الأرض ومغاربها . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات عذاب النار، لقوله: (( وتحشرون إلى جهنم )) وهذا أمر ثابت في الكتاب والسنة وإجماع المسلمين، ومن أنكر فقد كفر . ومن الفوائد الآية الكريمة: إنشاء الذنب بل غاية الذنب للنار، لقوله: (( وبئس المهاد ))
فوائد الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ ... )).
أما قوله: (( قد كان لكم آية في فئتين ... )) فمن فوائدها: ضرب الأمثال بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ في التصديق والطمأنينة . ويتفرع على ذلك: أنه ينبغي للواعظ والداعية لله عز وجل أن يضرب المثل للمدعوين بالأمور الواقعة، لأن ذلك أبلغ، فمثلا: إذا أراد أن يدعوا إلى ترك المنكرات والقيام بالواجبات قال: انظر إلى البلد الفلاني حيث كان يسمى في الأول أو يسمى منذ عهد ليس ببعيد يسمى زهرة الشرق الأوسط وكل من أراد المتعة من الشرق الأوسط ومن أوروبا ومن غيرها يذهب إلى هذا البلد لأنه يجد غاية ما يكون من المتعة أصبح الآن أنهارا تجري من الدماء، جعل الله تعالى بأسهم بينهم حتى فروا من ديارهم فبدلا أن كانت مدينتهم تزيد على المليون أصبح الآن ليس فيها إلا مائتين ألف يعني ذهب أكثر من ثلاثة أرباع في البلد من الفتن والمحن، فإذا ضربت هذا المثل الواقع لمن تحذرهم أن يقعوا في الترف فيهلكوا صار في هذا عبرة، ولهذا ضرب الله هذا المثل بقوله: (( قد كان لكم آية في فئتين التقتا )) . من فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان مهما بلغ من الصدق فإن عرضه الأشياء الواقعة تجعل كلامه حق اليقين، والمراتب قد سبق لنا أنها ثلاثة: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين، علم اليقين هو خبر الصادق، وعين اليقين ما تراه بعينك مشاهدا، وحق اليقين ما تدركه بحسك، فإذا قال لك القائل: هذه تفاحة، أو عندي تفاحة في جيبي تفاحة وهو رجل صادق فالذي أدركت أنه يوجد تفاحة أدركت بعلم اليقين، فإذا أخرجها ونظرت إليها فهذا عين اليقين، فإذا أكلتها فهو حق اليقين لأن هذا هو الواقع، إذا نقول: إنه ينبغي للإنسان مهما بلغ من ثقة الناس به أن يضرب الأمثال للناس حتى يقتنعوا بقوله، لأننا نحن لا نشك في أن أصدق الكلام كلام الله، وقد قال الله تعالى: (( قل للذين كفروا ستغلبون )) ثم ضرب مثلا واقعيا بأن الكفار غلبوا مع أنهم أكثر من المؤمنين . ومن فوائد الآية الكريمة: أن النصر ليس بكثرة العدد، ولا بقوة العدد، ولكنه من الله، لأن الله لما ضرب هذا المثل قال: (( والله يؤيد بنصره من يشاء )) ، ولكن إذا قيل: ما هي الوسيلة الحقيقية لنصر الله الذي به التأييد؟ فالجواب: ما ذكره الله عز وجل بقوله: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا )) إلى الآن لم يأت سبب النصر قال: (( يعبدونني لا يشركون بي شيئا )) هذا واحد إخلاص العبادة لله عزوجل هذا من أسباب النصر، هناك أيضا أسباب أخرى ذكر الله في قوله: (( وليصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن القتال لا يكون سببا للنصر إلا إذا كان في سبيل الله، في سبيل الله إخلاصا ويش بعد؟ واتباع الشرع موافقة الشرع، واجتناب المحارم . فإذا تمت هذه الأمور الثلاثة: الإخلاص، وأن يكون موافقا للشرع، وأن تتجنب فيه المحارم المعاصي فهذا هو الذي في سبيل الله . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا إلفة بين المؤمنين والكافرين، لقوله: (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة )) فمن حاول أن يجمع بين المؤمنين والكافرين فقد حاول الجمع بين النار والماء وهذا شيء غير ممكن، لا يمكن لأولياء الله أن يكونوا متآلفين مع أعداء الله، ومن حاول أن يؤلف بين أولياء الله وأعداء الله فمعناه أنه سوف يقضي على ولاية الله، لقول الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )) وكيف يمكن لشخص يقول إنه من أوليا الله وأنه مؤمن بالله أن يوالي أعداء الله الكافرين بالله هذا لا يمكن، ولهذا نجد أن الصراع بين أتباع الرسل وأعداء الرسل أن الصراع قائم دائم إما بالقول وإما بالفعل، إما بالقول: (( إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيدهم وألسنتهم بالسوء )) وإما بالصراع المسلح كما هو معروف . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالى قد يري المجاهدين الأمر على الواقع، أو على خلاف الواقع لحكمة كما تشهد بذلك آية الأنفال: (( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم )) لأن الإنسان إذا رأى عدوه قليلا نشط، نشط على القتال، وإذا رآه كثيرا انخذل، فالله سبحانه وتعالى أرى المؤمنين الكفار قليلا وأرى الكافرين المؤمنين قليلا لأجل كل واحد على القتال . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الفعل أو إثبات أفعال الله، لقوله: (( والله يؤيد بنصره من يشاء )) . ومن فوائدها أيضا: الرد على الجبرية في قوله: (( تقاتل في سبيل الله )) فأضاف الفعل إليها، والجبرية يقولون: إنه لا يضاف الفعل إلى الفاعل إلا على سبيل المجاز كما تقول: أكلت النار الحطب، وإلا فإن الإنسان لا يفعل باختياره بل يجبر على فعله . ومن فوائدها: إثبات المشيئة لله، لقوله: (( من يشاء )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا يعتبر في الأمور إلا أولوا البصائر، لقوله: (( إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار )) . ومن فوائدها: أنك إذا وجدت من نفسك عدم اعتبار والتعاظم بما يجري فاعلم أنك ضعيف البصيرة، لأن الله إذا أثبت العبرة لأولي الأبصار فإن انتفاء العبرة تدل على ضعف البصيرة أو عدمها بالكلية . ومن فوائد الآية: الثناء على أهل البصيرة، لأن السياق سياق مدح فيكون فيه ثناء على أهل البصيرة وقدح في عمي القلب
3 - فوائد الآية : (( قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ ... )). أستمع حفظ
تفسير الآية : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... )) .
ثم قال الله عز وجل: (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث )) كم هذه ؟ (( من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث )) سبعة إلا أن تريد أن تجعل الذهب والفضة واحدة، الذهب والفضة اثنين، طيب (( زين للناس )) أي جعل هذا الشيء زينا في قلوبهم، ومن الذي زين؟ هل المزين الله عزوجل؟ أو المزين الشيطان؟ المزين هو الله ، المزين هو الله ، وقد أضاف الله التزيين إلى نفسه في عدة آيات (( كذلك زينا لكل أمة علمهم )) (( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم )) ، وأضاف التزيين أيضا إلى الشيطان: (( فزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل )) لكن تزيين الشيطان إنما كان بالنسبة لأعمال هؤلاء يعني زين لهم الأعمال، أما الأشياء المخلوقة فالذي يزينها هو الله عز وجل، (( زين للناس )) أي زينها الله عز وجل في قلوبهم ابتلاء واختبارا، لأنه لو لا تزيين هذه الأشياء في قلوب الناس ما عرف المؤمن حقا، لو كان الإنسان لا يهتم بمثل هذه الأمور لم يكن له ما يصده عن دين الله، فإذا ألقي في قلبه حب هذه الشهوات فإن قوي الإيمان لا يقدمها على محبة الله عزوجل، ألم تروا إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله ) هذا ممن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، والمرأة ذات المنصب والجمال هي من أشد ما يتعلق بالإنسان في النساء، منصب وجمال ومع ذلك قال: إني أخاف الله، ودعته في موضع خال ليس فيه أحد، لأنه لو كان فيه أحد لقال: لقال عندنا أحد كيف تقولين كلام هذا؟ لكن قال: إني أخاف الله، الموضع الخالي كالموانع منتفي، وأسباب الفاحشة موجودة منتشرة ومع ذلك قال: إني أخاف الله، إذا هذا التزيين نقول: إنه ابتلاء واختبار من الله عز وجل . قال: (( حب الشهوات من النساء )) ولم يقل: حب النساء، الشهوات، يعني أن يتزوج الإنسان المرأة لمجرد الشهوة لا لأمر آخر، ولهذا هل يدخل في هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ويقال إنه ممن زين له حب الشهوات ؟ لا، لأنه عليه الصلاة والسلام لم يتزوج امرأة بكرا، ولو كان يريد الشهوة لاختار الأبكار الجميلات ولا يمنعه مانع من ذلك، ولكنه قال: ( حبب إلي من دنياكم النساء والطيب ) لما في اختيار النساء من قبله عليه الصلاة والسلام من المصالح العظيمة كاتصاله بالناس وقبائل العرب وكذلك نشر العلم عن طريق النساء لاسيما العلوم البيتية التي لا يطلع عليه إلا النساء إلى غير ذلك من المصالح، المهم أن الآية تقول: (( حب الشهوات من النساء )) ولم يقل: حب النساء ، لأن تزيين حب النساء إذا كان لغير مجرد الشهوة قد يحمد عليه الإنسان، لكن إذا كان لمجرد الشهوة فهذا من الفتنة، ولهذا قال: (( حب الشهوات من النساء )) . الثاني: (( البنين )) أيضا يحب البنين لا ليكون عونا له على طاعة الله ولكن ليفتخر به، وكانوا في الجاهلية يفتخرون بالبنين ويتشاءمون من البنات، إذا بشر أحدهم بالأنثى ماذا يكون حاله؟ (( ظل وجهه مسودا وهو كظيم يتوارى من القوم )) يختفي منهم مخافة المسبة ثم يفكر ويقدر ((أيمسكه على هو أم يدسه في التراب)) يعني أيمسك هذا المولود وهو الأنثى على هو وذل و هضم لحقها أم يدسه في التراب يدفنها حية في التراب، قال الله تعالى: (( ألا ساء ما يحكمون )) المهم أن البنين لاشك أن كثيرا من الناس زين لهم حب البنين شهوة، وليس شهوة للجنسية ولكن شهوة الفخر والشرف والأبهة أنا أولادي عشرة، أنا عندي عشرون من الولد، وما أشبه ذلك . (( والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة )) القناطير جمع قنطار وما المراد بالقنطار؟ قيل المراد به ألف مثقال ذهب فإذا صارت قناطير تكون آلاف، مقنطرة معتنى بها، وقيل: إن القنطار ما يملأ مسكة الثور، يعني جلد الثور من الذهب وهذا أكثر من ألف مثقال؟ أي نعم ، على كل حال ذكر الله تعالى هذه المبالغ من الذهب والفضة لأنه كلما كثر المال في الغالب افتتن الإنسان به، كلما كثر افتتن الإنسان به، فإذا كانت قناطير المقنطرة من الذهب صارت الفتنة بها أشد . (( من الذهب والفضة )) نص عليهما لأنها أغلى ما يكون من الأموال ، ولذلك تتعلق الرغبات لهذين الجوهرين: الذهب والفضة، حتى لو وجد جواهر نفيسة لا تجد تعلق القلوب بهذه الجواهر كتعلقها بالذهب والفضة، الآن يدلسون على الذهب ويدلسون على الفضة، يأتون بالأشياء مطلية باللون الأصفر أيش؟ تقليدا للذهب وإلا ما هي ذهب، لأنه يعلمون أن النفوس تندفع بقوة إلى الذهب ولها رغبة قوية للذهب والشاعر يقول:
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب
ورأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال
يقول: (( من الذهب والفضة )) الذهب هو المعدن المعروف ذو اللون الأصفر، واشتهر أخيرا عند الناس ما يسمونه بالذهب الأبيض ولكن ليس هذا هو الذهب وإن كان عندهم أنه بمنزلة الذهب في الغلاء وتعلق النفوس به لكنه ليس هو الذهب المعني في هذه الآية . والفضة أيضا معدن معروف وجوهر مألوف لكنه أقل من الذهب .
السائل : شيخ! الرسول صلى الله عليه وسلم ما تزوج بكرا ؟
الشيخ : لا ما تزوج بكرا في الغالب ما أحد إلا عائشة فقط عائشة تزوجها وهي بكر.
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب
ورأيت الناس قد مالوا إلى من عنده مال
يقول: (( من الذهب والفضة )) الذهب هو المعدن المعروف ذو اللون الأصفر، واشتهر أخيرا عند الناس ما يسمونه بالذهب الأبيض ولكن ليس هذا هو الذهب وإن كان عندهم أنه بمنزلة الذهب في الغلاء وتعلق النفوس به لكنه ليس هو الذهب المعني في هذه الآية . والفضة أيضا معدن معروف وجوهر مألوف لكنه أقل من الذهب .
السائل : شيخ! الرسول صلى الله عليه وسلم ما تزوج بكرا ؟
الشيخ : لا ما تزوج بكرا في الغالب ما أحد إلا عائشة فقط عائشة تزوجها وهي بكر.
4 - تفسير الآية : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... )) . أستمع حفظ
هل تألف الكفار من أجل الدعوة يدخل في اتخاذهم أولياء.؟
قلنا إن المؤمنين لا يتخذ الكافرين أولياء لكن في حال الدعوة يعني دعوته كيف يقدم الإنسان ؟
الشيخ : اتخاذهم أولياء معناه أن يتولاهم عن صورة هذا معناه لا أن يتقرب إليهم لدعوتهم ، ألسنا نعطيهم من مال الزكاة ؟ نعطيهم المال لتألفوا على الإسلام فأنا ما أتقرب إليه لأني أحب أن أقرب إليه شخصيا، أتقرب إليه ليقرب إلى الإسلام، وهنا أشعر بنفسي أنني أنا وليه في الواقع ما هو هو الولي ، فمن اتخذ وليا من النصارى ، من الكفار عموما يتولاه ويناصره ويعاضده فهذا هو الذي يتخذه وليا.
الشيخ : اتخاذهم أولياء معناه أن يتولاهم عن صورة هذا معناه لا أن يتقرب إليهم لدعوتهم ، ألسنا نعطيهم من مال الزكاة ؟ نعطيهم المال لتألفوا على الإسلام فأنا ما أتقرب إليه لأني أحب أن أقرب إليه شخصيا، أتقرب إليه ليقرب إلى الإسلام، وهنا أشعر بنفسي أنني أنا وليه في الواقع ما هو هو الولي ، فمن اتخذ وليا من النصارى ، من الكفار عموما يتولاه ويناصره ويعاضده فهذا هو الذي يتخذه وليا.
هل يبدأ الكافر بالسلام.؟
السائل : هل نبدأهم بالسلام لنقربه ؟
الشيخ : لا ما نبدأهم بالسلام، السلام ما نبدأهم، نبدأهم بالتهنئة مثلا صباح الخير، كيف حالك، المصافحة هم مدوا أيديهم فصافحهم وإلا فلا.
الشيخ : لا ما نبدأهم بالسلام، السلام ما نبدأهم، نبدأهم بالتهنئة مثلا صباح الخير، كيف حالك، المصافحة هم مدوا أيديهم فصافحهم وإلا فلا.
مناقشة حول الآية : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... )) .
(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ...))
الشيخ : قوله: (( زين )) من المزين ياسر؟
الطالب : المزين الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : لماذا زينها؟
الطالب : لتكون بشرى لعباد،
الشيخ : بشرى؟
الطالب : لتكون امتحان العباد،
الشيخ : نعم زين لامتحان العباد هل يقدمون هذه الشهوات أو ما يريد الله عز وجل.
الشيخ : قوله: (( للناس )) هل يشمل المؤمن الكافر؟
الطالب : يشمل،
الشيخ : أي نعم يشمل المؤمن الكافر، يعني إذا قيل: الناس تكون للعموم ، إذا قيل: المؤمنون فهو خاص .
الشيخ : قوله: (( حب الشهوات من النساء ... )) لماذا لم يقل: حب النساء ؟
الطالب : لأن حب النساء بدون شهوة هو محمود وحب النساء للشهوة فقط هو فتنة ،
الشيخ : نعم .
الشيخ : لماذا خص البنين دون البنات ؟
الطالب : لأن هذا هو موضع الافتخار عند العرب وما زال الناس الآن يرغبون الأبناء أكثر من البنات .
الشيخ : (( القناطير المقنطرة )) القناطير
الطالب : جمع قنطار ،
الشيخ : وما هو القنطار؟
الطالب : الآلاف الكثيرة
الشيخ : الآلاف الكثيرة، القول الراجح أنها الآلاف الكثيرة من الدنانير نعم ؟ طيب .
الشيخ : (( المقنطرة )) فهد ويش معناها؟
الطالب : المعتنى بها ،
الشيخ : نعم المعتنى بها التي يعتني بها أصحابها ويحفظونها ويعدونها بل ربما أحيانا يدفنونها خوفا عليها .
(( الخيل المسومة )) قرأناها ؟ طيب
الشيخ : قوله: (( زين )) من المزين ياسر؟
الطالب : المزين الله سبحانه وتعالى.
الشيخ : لماذا زينها؟
الطالب : لتكون بشرى لعباد،
الشيخ : بشرى؟
الطالب : لتكون امتحان العباد،
الشيخ : نعم زين لامتحان العباد هل يقدمون هذه الشهوات أو ما يريد الله عز وجل.
الشيخ : قوله: (( للناس )) هل يشمل المؤمن الكافر؟
الطالب : يشمل،
الشيخ : أي نعم يشمل المؤمن الكافر، يعني إذا قيل: الناس تكون للعموم ، إذا قيل: المؤمنون فهو خاص .
الشيخ : قوله: (( حب الشهوات من النساء ... )) لماذا لم يقل: حب النساء ؟
الطالب : لأن حب النساء بدون شهوة هو محمود وحب النساء للشهوة فقط هو فتنة ،
الشيخ : نعم .
الشيخ : لماذا خص البنين دون البنات ؟
الطالب : لأن هذا هو موضع الافتخار عند العرب وما زال الناس الآن يرغبون الأبناء أكثر من البنات .
الشيخ : (( القناطير المقنطرة )) القناطير
الطالب : جمع قنطار ،
الشيخ : وما هو القنطار؟
الطالب : الآلاف الكثيرة
الشيخ : الآلاف الكثيرة، القول الراجح أنها الآلاف الكثيرة من الدنانير نعم ؟ طيب .
الشيخ : (( المقنطرة )) فهد ويش معناها؟
الطالب : المعتنى بها ،
الشيخ : نعم المعتنى بها التي يعتني بها أصحابها ويحفظونها ويعدونها بل ربما أحيانا يدفنونها خوفا عليها .
(( الخيل المسومة )) قرأناها ؟ طيب
7 - مناقشة حول الآية : (( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة ... )) . أستمع حفظ
تتمة شرح الآية : ((..... من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث )) .
قال الله عز وجل: (( من الذهب والفضة )) الذهب والفضة هما المعدنان المعروفان اللذان تتعلق بهما رغبة الخلق جميعا، كل بني آدم تتعلق رغبتهم بالذهب والفضة أكثر مما تتعلق بغيرهما، ولهذا كان الذهب والفضة قيمة لجميع الأشياء، كل الأشياء تباع بماذا؟ بالذهب والفضة، يعني ما تجد مثلا غيرهما من الأموال يكون قيمة للأشياء تباع به الأشياء أبدا، بعت دراك بماذا بأي شيء؟ بالذهب والفضة، بعت سيارتك بالذهب والفضة، بعت كتابك بالذهب والفضة، كل شيء يكون عوضه الذهب والفضة، فهما محل رغبة الناس، ولهذا قال: (( من الذهب والفضة )) الذهب هو ذلك المعدن الأحمر والفضة هو المعدن الأبيض المعروف . ولكن هل إذا حول الذهب وصار أبيضا يثبت له الحكم الذهب الأحمر فيحرم على الرجال لبسه؟ أو يتغير الحكم بتغير الحال؟ نحن نسمع أن فيه ذهبا أبيض ولكن الذهب الأحمر هو الذي نص عليه فإذا حول إلى ذهب أبيض فإن كان مجرد اللون فعندي محل نظر هل يعتبر ذهبا ويكون نصابه في الزكاة نصاب الذهب، ويكون حراما على الرجال، ويحرم بيعه بالذهب الأحمر متفاضلا ؟ أو نقول: إنه انتقل وصار في الحكم الفضة؟ هذا يحتاج إلى أن نعرف ما رأي الكيمويين في هذا الشيء هل إنه ينتقل بما يضاف إليه من المادة التي تجعله أبيض أو لا ينتقل . وقوله: (( من الذهب والفضة والخيل المسومة )) الخيل في هذه الحيوانات المعروفة، وسمي خيلا لأن صاحبها غالبا يبتلى بالخيالات بأنها أفخر المراكب، فالراكب لها يكون في قلبه خيلاء، أو أنها هي تختال في مشيتها، ولهذا ترى الخيل عند مشيتها ليست كغيرها، تشعر بأن فيها ترفعا واختيالا، قال بعضهم: أو لأنها يخيل إليها أنه لا شيء يساميها وهذا لا ندري عنه اللهم إلا ما يظهر من أثر مثل اختيالها في مشيتها، على كل حال الخيل معروفة، وأصحابها لاشك أنهم يرون أنهم فوق الناس لأنها أفخر المراكب في ذلك الوقت وإلى الآن قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيمة ) . ومن المعلوم أن الآية هنا في سياق من أحب شهوة الخيل، يعني اتخذها شهوة، فهذا هو محل التزيين المذموم ، أما من اتخذها ليجاهد بها في سبيل الله فهذا خير، هذا لاشك أنها خير له، كما أن من أحب الذهب والفضة لا للشهوة وجمع المال ولكن لما يترتب على المال من المصالح فهذا محمود . الخيل قسمها الرسول عليه الصلاة والسلام إلى أقسام ثلاثة: فخر وخيلاء، أو ليناوئ بها المسلمين فهذا له وزر، ثانيا: اتخذها ليجاهد عليها في سبيل الله فهذا له أجر، ثالثا: اتخذها للركون والتنمية والاستفادة من ورائها فهي له ستر، فلا إثم ولا أجر ولا وزر .
اضيفت في - 2006-04-10