تفسير سورة آل عمران-06a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تعريف الإيمان.
الإيمان لابد أن يكون مقرونا بقبول وإذعان، يعني يصدق ثم يقبل ثم يذعن هذا الإيمان، ولهذا يقال: آمنت به، ولا يقال: آمنته، ولو كان الإيمان مرادفا للتصديق لصح أن يقال: آمنته كما يقال: صدقته نعم؟ إذا الإيمان يتضمن معنى زائدا على مجرد التصديق بل هو تصديق متضمن لقبول وإذعان، ولهذا كلنا يعلم حسب ما جاء في التاريخ أن أبا طالب مصدق لرسول الله صلى الله عليه وسلم مصدق له، ويرى أن ما أخبر به مثل الشمس حتى إنه ليقر بذلك في قصائده، يقول:
لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
شف ليس مكذبا ولا يعنى بقول الأباطل، إذا يكون عنده مصدق، ويقول: ولقد علمت بأن دين محمد خير أديان البرية دينا لو لا الملائمة أو حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا ، إذا هو مصدق لكن لم يكن تصديقه متضمنا للقبول والإذعان، ما قبل ولا أذعن، فهل نقول إنه مؤمن؟ لا، إذا لابد بالإيمان من القبول والإذعان .
لقد علموا أن ابننا لا مكذب لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
شف ليس مكذبا ولا يعنى بقول الأباطل، إذا يكون عنده مصدق، ويقول: ولقد علمت بأن دين محمد خير أديان البرية دينا لو لا الملائمة أو حذار مسبة لرأيتني سمحا بذاك مبينا ، إذا هو مصدق لكن لم يكن تصديقه متضمنا للقبول والإذعان، ما قبل ولا أذعن، فهل نقول إنه مؤمن؟ لا، إذا لابد بالإيمان من القبول والإذعان .
تتمة تفسير الآية : ((الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) .
(( الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا )) الفاء هنا للسببية أي فسبب إيماننا فاغفر لنا، لأن الإيمان لاشك أنه وسيلة للمغفرة، وكلما قوي الإيمان قويت أسباب المغفرة حتى إنه أخلص الإنسان إيمانه صارت حسناته تذهب سيئاته ، ولهذا قال: (( فاغفر لنا )) أي بسبب الإيمان اغفر لنا، وهذا من باب التوسل بالطاعة لقبول الدعاء . وقوله: (( فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا )) نعم (( فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) نعم (( اغفر )) فعل دعاء وليس فعل أمر، لماذا؟ الأخ؟ (( اغفر لنا )) ما نقول هذا فعل أمر لأن الله ما يؤمر، العبد لا يأمر الله لكنه يدعوه، إذا كل فعل بصيغة الأمر وجه إلى الله فهو دعاء يسمى فعل دعاء ولا يسمى فعل أمر. والمغفرة مأخوذة من الغفر وهو الستر مع الوقاية ومنه المغفر الذي يلبسه المقاتل في رأسه ليستر الرأس ويقيه السهام، فليست المغفرة مجرد الستر بل هي ستر ووقاية، ولهذا نقول: مغفرة الذنوب سترها عن الناس والعفو عن عقوباتها، ويد ل لهذا: (أن الله سبحانه وتعالى يخلوا يوم القيمة بعبده المؤمن ويقرره بذنوبه يقول: عملت كذا وعملت كذا وعملت كذا حتى يقر فيقول الله عز وجل:( قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) يعني لا أجازيك عليه ، والحمد لله رب العالمين أن الله عزوجل يستر الذنوب على عباده والله لو لا هذا لا فتضح كثير من الناس، يقال: إن بني إسرائيل كان واحد منهم إذا أذنب ذنبا أصبح وذنبه مكتوب على بابه ـ والعياذ بالله ـ فضيحة، أما هذه الأمة فستر عليها ولله الحمد ـ ولكن فتح عليها أبواب التوبة على كما يقولون (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) فالله عز وجل يمهل الإنسان يمهل له ويحلم عليه وإذا وفق اتعظ من نفسه بنفسه، هو نفسه يفكر ماذا عملت، ويش أنا فعلت فيستحيي من الله عزوجل ويخشى أن يفضحه الله لأن الإنسان إذا تجرأ على ربه في السر فربما يفضحه بالعلانية إذا لم يتب ، إذا لم يتب إلى الله عز وجل ، فإن تاب تاب الله عليه وأبدل سيئاته حسنات . (( فاغفر لنا ذنوبنا )) الذنوب هي المعاصي ، وهي إما قبائح وإما دون ذلك وكلها تحتاج إلى مغفرة كلها يستغفر الإنسان منها ولا تظن أن الصغائر إذا كفرت بالحسنات لا تظن أنها كما لو كفرت بالتوبة ، لأن بينهما فرقا عظيما ، إذا كفرت بالتوبة أبدلت السيئات بالحسنات، إذا كفرت بالطاعات فإنها تمحى فقط لكنها ما تبدل بالحسنات لا، الله يقول: (( إن الحسنات يذهبن السيئات )) ويقول: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )) وفرق بين أمرين، فرق بين أن تذهب السيئة بالحسنة وبين أن تبدل السيئة حسنة، أليس كذلك؟ إذا لا تعتمد على تكفير الحسنات السيئات فتقول: إن سيئاتي مكفرة بحسناتي لا، ثم إننا في الحقيقة حسناتنا نرجو أن تبرئ ذممنا يعني لا تقوى على أن تكفر، لا تظن أن أي صلاة تكفر لا، قد تكون صلاة لا تبرئ بها الذمة إلا كما يقولون: بالدف نعم ؟ لأنها صلاة يفعلها الإنسان عادة ثم إذا دخل فيها بدأ يضارب بماله إن كان تاجرا، وبدأ يقلب دفاتره إن كان طالبا نعم ؟ وبدأ ينظر إلى قدومه ومنشاره إذا كان نجارا وهكذا، ولا تكثر الوساوس إلا إذا دخل في الصلاة وإذا سلم طارت الوساوس هذه وصار قلبه حاضرا للذكر الذي بعد الصلاة، أما الصلاة نفسها فهو يتجول في كل مكان ، وإذا سد بابا وإذا بالشيطان يفتح بابا بعيدا ما كان يطلع على باله أبدا، فإذا حاول سده وإذا بابا آخر مفتوح وهكذا من أجل أن يحول الشيطان بين الإنسان وبين ربه، لأن الشيطان يعلم أن هذه الصلة التي بين الله وبين العبد وهي صلته بالله في الصلاة لها شأن عظيم ودور كبير في إصلاح العبد قال الله عز وجل: (( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) أتريدون أعظم من هذا؟ أن يكون في نفسك رادع ينهاك عن الفحشاء والمنكر هذا هو الذي يغيض الشيطان فيريد الشيطان أن يحول بينك وبين هذا بإلقاء الوساوس في صلاتك حتى تخرج من صلاتك بقلب يابس جاف كما دخلت كذلك في صلاتك، ولهذا أسأل الله أن يعينني وإياكم على إصلاح هذه العبادة العظيمة ، لأنها إذا صلحت صلحت العبادات كلها كل العبادات، ولكن إذا كانت جافة فمن أين تسقى شجرات العمل، لا تسقى إلا بماء نعم .
2 - تتمة تفسير الآية : ((الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) . أستمع حفظ
هل تكفي التوبة العامة لتكفير كل الذنوب أم لا بد من توبة لكل ذنب.؟
إذا تاب توبة عامة يكفي ، أي نعم وإذا قال أيضا الاستغفار المعروف : اللهم إني أستغفرك بما لا أعلم ، هذا أيضا طيب . يكفر هذه ؟ يكفر نعم ، إذا كان إبراء المدين من حق الآدمي المبهم المجهول جائزا ويبرئ به فما بالك حق الله ؟ لكن هو ما يتذكر ؟ نعم ما يتذكر لكن في الصلاة يقول أستغفر الله من كل ذنب، يكفي .
قال الله تعالى :(( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) فكيف يوقعهم الشيطان في المعاصي.؟
السائل : الإنسان الذي . هل يكون في.. .(( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان )) ؟
الشيخ : لا، هذا السلطان نوعان: سلطان يضلهم به ولا يهتدون هذا لا يمكن أن يكون على عباد الله المخلصين، وسلطان يتسلط عليهم الشيطان لكن يمن الله عليهم بالتوبة فيمحوا ويهدم كلما بناه الشيطان، يكون سلطانه هذا حقيقة زيادة غم عليه، على الشيطان؟ على الشيطان ولهذا لا يرى الشيطان أحقر ولا أصغر من يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة، الشيطان قد يتسلط على الإنسان لكن إذا استغفر وغفر له زاد غمه.
الشيخ : لا، هذا السلطان نوعان: سلطان يضلهم به ولا يهتدون هذا لا يمكن أن يكون على عباد الله المخلصين، وسلطان يتسلط عليهم الشيطان لكن يمن الله عليهم بالتوبة فيمحوا ويهدم كلما بناه الشيطان، يكون سلطانه هذا حقيقة زيادة غم عليه، على الشيطان؟ على الشيطان ولهذا لا يرى الشيطان أحقر ولا أصغر من يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة، الشيطان قد يتسلط على الإنسان لكن إذا استغفر وغفر له زاد غمه.
في قوله تعالى :(( وأزواج مطهرة )) هل يعم نساء الدنيا.؟
السائل : قوله: (( وأزواج مطهرة )) يعم نساء الدنيا أيضا؟
الشيخ : أي نعم حتى نساء الدنيا في الجنة مطهرات.
الشيخ : أي نعم حتى نساء الدنيا في الجنة مطهرات.
كيف الجمع بين الآية :(( .....إن الله يغفر الذنوب جميعا )) والآية :(( إن الله لا يغفر أن يشرك به... )).؟
أي نعم كل من تاب إلى الله فإن الله يغفر ذنبه وهذه الآية نزلت في التائبين، نعم أما قوله: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) فهذه نزلت في غير التائبين (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) هذه في غير التائبين، أما ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم )) فهذه للتائبين.
6 - كيف الجمع بين الآية :(( .....إن الله يغفر الذنوب جميعا )) والآية :(( إن الله لا يغفر أن يشرك به... )).؟ أستمع حفظ
ما هي شروط التوبة وهل تصح مع الإصرار على ذنب آخر.؟
السائل : هل تقبل التوبة من ذنب دون ذنب آخر؟
الشيخ : هذه تحتاج إلى أن نسأل عن شروط التوبة تعرف منها شيء يا فهد؟
الطالب : نعم أن ي، أولا أن يخلص لله، الإخلاص لله، الندم، الإقلاع عن الذنب، العزم على أن لا يعود، أن يتحلل منه إن كان،
الشيخ : لا لا لا هذه داخلة في قوله: الإقلاع، أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه، خمسة شروط، إذا وجدت هذه الشروط صحت التوبة، وليس في هذه الشروط أن لا يكون مصرا على عمل على ذنب آخر، ولهذا صحيح أن التوبة تصح من ذنب مع الإقرار على غيره، لكن الذي فيه إشكال هل تصح التوبة من ذنب مع الإقرار على جنسه هذا هو محل نظر، أما إذا كان من غير جنس فلاشك أنها تقبل لأن هذا هو مقتضى العدل، لكن إنسان يتوب إلى الله عزوجل من نظر السناء المحرم ولكنه يقبل النساء هل نقول: إنه تقبل توبته من النظر ويعاقب على التقدير فقط؟ أو لا تصح؟ فيها خلاف الجنس واحد، الجنس واحد هذه محل اشتباه.
السائل : أليس التقبيل أعظم من النظر ؟
الشيخ : هو أعظم لكن إذا تاب من النظر هل يعاقب على النظر والتقبيل أو على التقبيل فقط، نقول هذه محل نظر وابن قيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين لما بحث هذا قال هذه المسألة لها غو بعيد يعني لأنه قد ينظر هل إن توبته هذه لصلاح القلب؟ فإذا كانت توبته صلاح القلب فلابد أن يتجنب التقبيل لأن يتوب من النظر كيف يقبل،
السائل : أولا ينظر قبل التقبيل ؟
الشيخ : قد لا يتتبع الناس بالنظر لكن إذا حصلت امرأة قبلها ـ الله يهدينا وإياكم .
لكن ما هو ينظر لغيرها، هنا في ناس همهم النظر للنساء يتلذذ بالنظر لها ولا يقبلها، وفي إنسان همه أن يجد امرأة كاشفة لوجهها ليقبلها .
الشيخ : هذه تحتاج إلى أن نسأل عن شروط التوبة تعرف منها شيء يا فهد؟
الطالب : نعم أن ي، أولا أن يخلص لله، الإخلاص لله، الندم، الإقلاع عن الذنب، العزم على أن لا يعود، أن يتحلل منه إن كان،
الشيخ : لا لا لا هذه داخلة في قوله: الإقلاع، أن تكون في الوقت الذي تقبل فيه، خمسة شروط، إذا وجدت هذه الشروط صحت التوبة، وليس في هذه الشروط أن لا يكون مصرا على عمل على ذنب آخر، ولهذا صحيح أن التوبة تصح من ذنب مع الإقرار على غيره، لكن الذي فيه إشكال هل تصح التوبة من ذنب مع الإقرار على جنسه هذا هو محل نظر، أما إذا كان من غير جنس فلاشك أنها تقبل لأن هذا هو مقتضى العدل، لكن إنسان يتوب إلى الله عزوجل من نظر السناء المحرم ولكنه يقبل النساء هل نقول: إنه تقبل توبته من النظر ويعاقب على التقدير فقط؟ أو لا تصح؟ فيها خلاف الجنس واحد، الجنس واحد هذه محل اشتباه.
السائل : أليس التقبيل أعظم من النظر ؟
الشيخ : هو أعظم لكن إذا تاب من النظر هل يعاقب على النظر والتقبيل أو على التقبيل فقط، نقول هذه محل نظر وابن قيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين لما بحث هذا قال هذه المسألة لها غو بعيد يعني لأنه قد ينظر هل إن توبته هذه لصلاح القلب؟ فإذا كانت توبته صلاح القلب فلابد أن يتجنب التقبيل لأن يتوب من النظر كيف يقبل،
السائل : أولا ينظر قبل التقبيل ؟
الشيخ : قد لا يتتبع الناس بالنظر لكن إذا حصلت امرأة قبلها ـ الله يهدينا وإياكم .
لكن ما هو ينظر لغيرها، هنا في ناس همهم النظر للنساء يتلذذ بالنظر لها ولا يقبلها، وفي إنسان همه أن يجد امرأة كاشفة لوجهها ليقبلها .
ما هي علامات قبول التوبة.؟
السائل : شيخ ما هي علامات قبول التوبة؟
الشيخ : علامات قبول التوبة أن الإنسان يجد راحة وطمأنينة وكراهة للذنب وإقبال إلى الله عز وجل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) .
الشيخ : علامات قبول التوبة أن الإنسان يجد راحة وطمأنينة وكراهة للذنب وإقبال إلى الله عز وجل.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) .
مناقشة حول الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله... )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: (( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار )) إلى آخره .
الشيخ : المراد بالاستفهام هنا في قوله: (( أؤنبئكم )) حجاج ؟ ما المراد بالاستفهام ؟
الطالب : التشويق
الشيخ : نعم، هل له نظير؟ لأننا نريد مثال آخر تأتي بمثال آخر من القرآن ؟
الطالب : (( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ))
الشيخ : أحسنت .
الشيخ : قوله: (( للذين اتقوا عند ربهم )) ما موضع الجملة مما قبلها في المعنى ؟
الطالب : بيان، الشيخ : بيان لأيش؟
الطالب : للخير الذي أخير من السابق ،
الشيخ : أحسنت بيان لمن يستحق هذا الخير الذي هو أفضل مما سبق.
الشيخ : قوله: (( عند ربهم )) ماذا تفيده هذه العندية؟
الطالب : تعظيم هذا،
الشيخ : تعظيم أيش؟ تشريف كذا؟ لأن الذي عند الله ما فيه شك إنه مقرب إليه فيكون في ذلك شرف له.
الشيخ : المراد يا عمر بالربوبية هنا؟
الطالب : هذه ربوبية خاصة،
الشيخ : خاصة، إذا تنقسم الربوبية إلى قسمين؟
الطالب : ربوبية عامة تشمل جميع العباد،
الشيخ : ربوبية خاصة خاص للمؤمنين وأخص للأنبياء والمرسلين، أحسنت.
الشيخ : هل لك أن تأتينا بمثال يجمع بين المعنيين؟ نعم، قوله تعالى حكاية عن فرعون وموسى: (( قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم مؤمنين )) هذه؟
الطالب : ربوبية عامة،
الشيخ : نعم، الربوبية خاصة مثل هذه الآية.
الشيخ : نعم خالد ؟
الطالب : نعم يجمع الله قوله تعالى: (( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ))
الشيخ : نعم تمام.
الشيخ : قوله تعالى: (( تجري من تحتها الأنهار )) ما معنى قوله: (( من تحتها )) ؟ تجري على سطحها وبين الأشجار، كيف على سطحها والله يقول: (( من تحتها )) ؟
الشيخ : شيبة ؟ تجري من تحت أشجارها وقصورها.
الشيخ : ما هذه الأنهار التي تجري ؟ ما أنواعها ؟ أنواعها أربعة، نعم، من ماء آسن، غير آسن، أتدري ما الآسن؟ غير متغير يعني، أتدري ما الآسن ؟ الآسن هو المتغير، إذا غير آسن طيب، وأنهار من لبن لذة للشاربين، لا، لم يتغير طعمه، والثالث ؟ وأنهار من خمرة لذة ، من خمر للذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، أحسنت هذه أربعة.
الشيخ : (( أزواج مطهرة )) عبد المنان مطهرة من أيش؟
الطالب : من نجاسة ظاهرة ونجاسة باطنة،
الشيخ : الرجس الحسي والمعنوي.
الشيخ : الحسي مثل أيش ؟ الحيض والعرق والبول والغائط . والمعنوي، الباطني مثل الحقد والبغض والحسد.
الشيخ : هل يشمل هذا أزواج الدنيا ؟
الطالب : نعم يشمل،
الشيخ : يشمل نعم، يعني الأزواج من أهل الدنيا تكون مطهرة يوم القيمة.
الشيخ : قوله: (( رضوان )) فيها قراءتان يا عبد الرحمن بن داود ؟
الطالب : بكسر الراء وضمها،
الشيخ : بكسر الراء وضمها (( رضوان )) و(( رضوان )) طيب.
الشيخ : أيهما أعظم هذا النعيم المعدد أو الرضوان ؟
الطالب : الرضوان أفضل،
الشيخ : الرضوان أفضل لاشك، ما هو الدليل ؟ قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث: ) ما في شيء من القرآن؟
الطالب : (( رضي الله عنه ورضوا عنه ))
الشيخ : لا، ويش تقول ؟
الطالب : (( ورضوان من الله أكبر ))
الشيخ : قوله تعالى: (( ورضوان من الله أكبر )) أحسنت.@
الشيخ : المراد بالاستفهام هنا في قوله: (( أؤنبئكم )) حجاج ؟ ما المراد بالاستفهام ؟
الطالب : التشويق
الشيخ : نعم، هل له نظير؟ لأننا نريد مثال آخر تأتي بمثال آخر من القرآن ؟
الطالب : (( هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ))
الشيخ : أحسنت .
الشيخ : قوله: (( للذين اتقوا عند ربهم )) ما موضع الجملة مما قبلها في المعنى ؟
الطالب : بيان، الشيخ : بيان لأيش؟
الطالب : للخير الذي أخير من السابق ،
الشيخ : أحسنت بيان لمن يستحق هذا الخير الذي هو أفضل مما سبق.
الشيخ : قوله: (( عند ربهم )) ماذا تفيده هذه العندية؟
الطالب : تعظيم هذا،
الشيخ : تعظيم أيش؟ تشريف كذا؟ لأن الذي عند الله ما فيه شك إنه مقرب إليه فيكون في ذلك شرف له.
الشيخ : المراد يا عمر بالربوبية هنا؟
الطالب : هذه ربوبية خاصة،
الشيخ : خاصة، إذا تنقسم الربوبية إلى قسمين؟
الطالب : ربوبية عامة تشمل جميع العباد،
الشيخ : ربوبية خاصة خاص للمؤمنين وأخص للأنبياء والمرسلين، أحسنت.
الشيخ : هل لك أن تأتينا بمثال يجمع بين المعنيين؟ نعم، قوله تعالى حكاية عن فرعون وموسى: (( قال فرعون وما رب العالمين قال رب السموات والأرض وما بينهما إن كنتم مؤمنين )) هذه؟
الطالب : ربوبية عامة،
الشيخ : نعم، الربوبية خاصة مثل هذه الآية.
الشيخ : نعم خالد ؟
الطالب : نعم يجمع الله قوله تعالى: (( قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ))
الشيخ : نعم تمام.
الشيخ : قوله تعالى: (( تجري من تحتها الأنهار )) ما معنى قوله: (( من تحتها )) ؟ تجري على سطحها وبين الأشجار، كيف على سطحها والله يقول: (( من تحتها )) ؟
الشيخ : شيبة ؟ تجري من تحت أشجارها وقصورها.
الشيخ : ما هذه الأنهار التي تجري ؟ ما أنواعها ؟ أنواعها أربعة، نعم، من ماء آسن، غير آسن، أتدري ما الآسن؟ غير متغير يعني، أتدري ما الآسن ؟ الآسن هو المتغير، إذا غير آسن طيب، وأنهار من لبن لذة للشاربين، لا، لم يتغير طعمه، والثالث ؟ وأنهار من خمرة لذة ، من خمر للذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، أحسنت هذه أربعة.
الشيخ : (( أزواج مطهرة )) عبد المنان مطهرة من أيش؟
الطالب : من نجاسة ظاهرة ونجاسة باطنة،
الشيخ : الرجس الحسي والمعنوي.
الشيخ : الحسي مثل أيش ؟ الحيض والعرق والبول والغائط . والمعنوي، الباطني مثل الحقد والبغض والحسد.
الشيخ : هل يشمل هذا أزواج الدنيا ؟
الطالب : نعم يشمل،
الشيخ : يشمل نعم، يعني الأزواج من أهل الدنيا تكون مطهرة يوم القيمة.
الشيخ : قوله: (( رضوان )) فيها قراءتان يا عبد الرحمن بن داود ؟
الطالب : بكسر الراء وضمها،
الشيخ : بكسر الراء وضمها (( رضوان )) و(( رضوان )) طيب.
الشيخ : أيهما أعظم هذا النعيم المعدد أو الرضوان ؟
الطالب : الرضوان أفضل،
الشيخ : الرضوان أفضل لاشك، ما هو الدليل ؟ قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث: ) ما في شيء من القرآن؟
الطالب : (( رضي الله عنه ورضوا عنه ))
الشيخ : لا، ويش تقول ؟
الطالب : (( ورضوان من الله أكبر ))
الشيخ : قوله تعالى: (( ورضوان من الله أكبر )) أحسنت.@
9 - مناقشة حول الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله... )) . أستمع حفظ
مناقشة حول الآية : ((الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) .
الشيخ : (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا )) فهد (( يقولون )) بالقلب أو باللسان ؟
الطالب : بالقلوب واللسان،
الشيخ : طيب،
الشيخ : هل يكفي اللسان ؟
الطالب : ما يكفي،
الشيخ : الدليل ؟ دليل من القرآن ؟ من القرآن نعم، ((يقولون ربنا آمنا )) ،
الشيخ : فيصل ؟ قوله تعالى: (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) طيب إذا ليس المراد بقولهم: (( يقولون ربنا إننا آمنا )) ليس المراد به القول باللسان إنما المراد القول باللسان والقلب .
الشيخ : ما فيها أوضح من هذه الآية ؟
الطالب : ما أدري ما نعرفها ؟
الشيخ : قوله: (( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم )) ؟ أيه وهذا أيضا تفيد لكن هي أصرح يقول وما هم بمؤمنين .
الشيخ : قوله: (( فاغفر لنا ذنوبنا )) يا سالم ؟ ما هي المغفرة ؟
الطالب : الستر مع المغفرة،
الشيخ : نسأل المغفرة ؟ لا يمكن المغفرة هي الستر مع المغفرة ، نسأل عن المغفرة ، عبد الوهاب ؟ ستر الذنب والتجاوز عنه ، يعن إذا ستر ووقاية .
الشيخ : ما الذي يدل على أن المغفرة تشمل على المعنيين جميعا الستر والوقاية ؟
الطالب : الله عز وجل ، من اللغة ؟
الشيخ : مغفرة ، عرفنا معناها ستر الذنب والوقاية منه بالتجاوز ، تأتي بالمغفر الذي، مأخوذ من المغفر الذي يغطي به المحارب رأسه. إذا إلى هنا وقفنا، الفوائد؟ طيب الفوائد من قوله: (( قل أؤنبئكم )) ؟ أي نعم، طيب (( وقنا عذاب النار )) ؟ طيب .
الطالب : بالقلوب واللسان،
الشيخ : طيب،
الشيخ : هل يكفي اللسان ؟
الطالب : ما يكفي،
الشيخ : الدليل ؟ دليل من القرآن ؟ من القرآن نعم، ((يقولون ربنا آمنا )) ،
الشيخ : فيصل ؟ قوله تعالى: (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) طيب إذا ليس المراد بقولهم: (( يقولون ربنا إننا آمنا )) ليس المراد به القول باللسان إنما المراد القول باللسان والقلب .
الشيخ : ما فيها أوضح من هذه الآية ؟
الطالب : ما أدري ما نعرفها ؟
الشيخ : قوله: (( يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم )) ؟ أيه وهذا أيضا تفيد لكن هي أصرح يقول وما هم بمؤمنين .
الشيخ : قوله: (( فاغفر لنا ذنوبنا )) يا سالم ؟ ما هي المغفرة ؟
الطالب : الستر مع المغفرة،
الشيخ : نسأل المغفرة ؟ لا يمكن المغفرة هي الستر مع المغفرة ، نسأل عن المغفرة ، عبد الوهاب ؟ ستر الذنب والتجاوز عنه ، يعن إذا ستر ووقاية .
الشيخ : ما الذي يدل على أن المغفرة تشمل على المعنيين جميعا الستر والوقاية ؟
الطالب : الله عز وجل ، من اللغة ؟
الشيخ : مغفرة ، عرفنا معناها ستر الذنب والوقاية منه بالتجاوز ، تأتي بالمغفر الذي، مأخوذ من المغفر الذي يغطي به المحارب رأسه. إذا إلى هنا وقفنا، الفوائد؟ طيب الفوائد من قوله: (( قل أؤنبئكم )) ؟ أي نعم، طيب (( وقنا عذاب النار )) ؟ طيب .
10 - مناقشة حول الآية : ((الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير الآية : ((..... وقنا عذاب النار )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: (( وقنا عذاب النار )) قنا القاف فعل دعاء، صح؟ القاف فعل دعاء، خطأ نقول ق،ق فعل دعاء، ما نقول القاف، طيب المال لزيد ماذا نقول؟ نقول ل حرف جار ولا لام حرف جار ؟ اللام حرف جار، ما الفرق بين لزيد وبين ق ؟ تلك حرف واحد وهنا حرفين ، ق حرف واحد، أيش لونه ؟ نقول: لأن اللام حرف، وق فعل ، ولهذا لو كتبت كاف حرف هجائي لقلت: قاف، إذا ق فعل أمر، زنته الصرفية ؟ عي كيف ؟ زنته الصرفية عي لأنه حذفت فائه ولامه إذ أن أصله من وقا من وقا واو قاف ألف كذا ؟ فإذا حذفت الفاء واللام أيش يبقى ؟ تبقى العين فيكون ق على وزن عي، مر شخصا من وعى ؟ عي، وزنها الصرفي ؟ عي، وزنها الصرفي عي، من وفى؟ في ، وزنها الصرفي عي، وشى ؟ شي، وقد ذكر الخضري على شرح ابن عقيل أظن حوالي عشرين فعلا من هذا النوع، يعني فعل أمر مما حذفت فاءه ولامه وصار على وزن عي . قوله تعالى: (( وقنا عذاب النار )) من الوقاية يعني قنا إياه، وهل المراد (( قنا )) عند استحقاقنا له؟ أو ((قنا العذاب )) حتى لا نعمل الذي يوصلنا إلى العذاب؟ أو الأمرين جميعا؟ الظاهر أن المراد الأمران جميعا، فيكون هؤلاء السادة قد دعوا بأن يقيهم الله تعالى عذاب أهل النار ودعوا بأن الله سبحانه وتعالى يقيهم النار إذا هم عملوا عمل أهلهم، ولكن كيف يقيهم عمل أهل النار إذا هم عملوا أهلها ؟ يقيهم ذلك بأمور متعددة .
أسباب مغفرة الذنب العشرة.
وقد ذكر العلماء أسباب مغفرة الذنب فبلغت نحو عشرة أسباب منها: أن يوفق الإنسان للتوبة، فإذا تاب الإنسان من الذنب وقاه الله تعالى عقاب ذلك الذنب (( قل يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا )) ، ومنها: الأعمال الصالحة، والصدقة، ودعاء المؤمنين، وغير ذلك، المهم أنهم ذكروها نحو عشرة أسباب كلها من أسباب وقاية عذاب النار . فيكون دعائهم وقاية من عذاب النار يشمل معنيين: المعنى الأول أن يقيهم أعمال أهل النار، الثاني: أن يقيهم العذاب بعد فعل موجب العذاب، بعد فعل الموجب بأن يسر لهم أسباب التوبة ومحو هذه الذنوب ولو بمشيئته عز وجل (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) . وقوله: (( عذاب النار )) هذا مجمل لكنه مفصل في آيات كثيرة قد بين الله سبحانه وتعالى عذاب أهل النار وأنه عذاب تتفطر منه الأكباد وتتفجر منه القلوب (( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد )) .
تفسير الآية : (( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار )) .
ثم وصف الله هؤلاء السادة بقوله: (( الصابرين )) وهذه نعت لقوله: (( للذين اتقوا عند ربهم )) (( للذين يقولون ربنا إننا آمنا )) (( للصابرين )) إلى آخره .
الكلام على الصبر أنواعه وصور من صبر الأنبياء والصالحين.
والصابر اسم فاعل من الصبر وهو في الأصل حبس، والمراد به شرعا: حبس النفس عن محارم الله، وأنواعه ثلاثة: صبر على أقدار الله المؤلمة، وصبر عن معاصي الله، وصبر على طاعة الله عزوجل، ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . أما الصبر على الطاعة فإن الإنسان يجد منه معاناة عظيمة، معانة عظيمة، لأنه عندما يهم بالطاعة تجد نفسه الأمارة بالسوء والشيطان يحاولان أن يصداه عن طاعة الله، وتجده في عراك مع نفس الأمارة بالسوء حتى إذا أعانه الله عزوجل على ذلك تغلب على هذين العدوين: الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وفعل ما أمر الله به، في المعصية لاسيما مع وجود الأسباب المقتضية لها تجد الإنسان في عراك شديد مع نفسه لاسيما مع قوة الداعي لها وعدم المعارض، فإنه إذا قوي الداعي إلى المعصية وعدم المعارض لا ينجوا منها إلا من عصمه الله، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في جملة من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال: (رجل دعته ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله) هذا الرجل صبر هذا الصبر العظيم عن محارم الله مع قوة الداعي وعدم المعارض، لم يقل هذا الرجل: والله ما بشهوة لا، الرجل فيه شهوة، لم تكن المرأة قبيحة لا تشتهى بل هي ذات جمال، لم تكن المرأة من السوقة الذين ليس فيه خير بل هي ذات منصب وشرف ودعته، لم يكن المكان فيه أحد يعارض الوصول إلى المقصود لأنه لم يقل حولنا أحد نخشى منه، لكن فيه شيء واحد وهو: الخوف من الله عزوجل وهذا صبر عن أيش؟ عن معصية الله، صبر عن معصية الله ولاشك إن في هذا مشقة عظيمة ، شاب، في مكان خالي، عنده شهوة، دعته امرأة ذات منصب وجمال هي دعته لنفسه، وكثير من الناس لا يملك نفسه إذا حدثته المرأة الشابة الجميلة فيكف وهي تدعوه؟ ومع ذلك يقول: إني أخاف الله، هذا صبر عظيم، ومنه صبر يوسف عليه الصلاة والسلام عندما دعته امرأة العزيز وهي سيدته، ولاشك أنها تجملت به، وأنها فعلت جميع أسباب المغريات، أو جميع المغريات لتصل إلى مقصودها، ولكنه عليه الصلاة والسلام رأى برهان ربه وإلا فالأمر قد تم (( همت به وهم بها لو لا أن رأى برهان ربه )) فعند آخر اللحظة عصمه الله عزوجل، وهذا أشد ما يكون من العفة وأقوى ما يكون من العفة. ألم ترى إلى الرجل الإسرائيلي الذي كان يراود ابنة عمه عن نفسها وتأبى عليه فلما ألمت بها سنة جاءت إليه ومكنته من نفسها فلما جلس منها مجلس الرجل من امرأته في أشد ما يكون من التهيأ قالت له: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحق، وما الذي حصل؟ قام منها وهي أحب الناس إليه، ما كرها، لم تزل نفسها تطلبها، لكن لما ذكرته بالله عزوجل اتقى الله ، فأقول: هذا من الصبر عن معصية الله . الثالث: الصبر على أقدار الله المؤلمة ، وهذا كثير، ومن ذلك أيوب عليه الصلاة والسلام فإنه صبر صبرا عظيما قال الله تعالى: (( إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب )) فقد صبر على ما ألم به من الضر صبرا عظيما، وهذا أيضا والصبر أيضا على أقدار الله المؤلمة المترتبة على طاعة الله أعظم أجرا، فصبر الرسل على أذية الناس من أجل الدعوة إلى الله، لأن هؤلاء صبروا على أقدار مؤذية المترتبة على أيش؟ على فعل اختياري منهم وهو طاعة الله بتبليغ رسالته، ونضر مثلا لصبر سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، محمد عليه الصلاة والسلام حيث صبر صبرا عظيما لا يصبر عليه أحد مع الحلم والأناء والعفو والتسامح لما خرج إلى أهل الطائف يدعوهم إلى الله، يدعوهم إلى توحيد الله، يدعوهم إلى الجنة، ينقذهم من النار ماذا حصل؟ اصطفوا صفين، صفوا سفهائهم صفين وقالوا: اضربوا محمدا بالأحجار فجعلوا يضربونه بالأحجار حتى أدموا عقبه، فلم يفق إلا في عليه الصلاة والسلام فجاءه ملك الجبال في هذه الحال التي يمكنها أن ينتقم من أعدائه وقال له إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطبق عليهم الأخشبين إن شئت بإمكانه أن يقول: أطبقها عليهم، لأن الذي أرسله هو الذي يقول للشيء كن فيكون سبحانه وتعالى، لكنه قال: لا، أستأني بهم فلعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا ـ الله أكبر ـ وأظهر الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا، من نصر الله بهم الإسلام وفتح بهم مشارق الأرض ومغاربها، فانظر كيف كان عاقبة الصبر والحلم والأناء، وكان ذات يوم صلى الله عليه وسلم يصلي في آمن مكان على وجه الأرض ساجدا لله عزوجل فجاء سفهاء قومه فأرسلوا واحدا منهم إلى جذور بني فلان فجاء بسلاها فرثها دمها فوضعه على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، ساجد لله في آمن مكان في المكان الذي يأمن فيه المشرك الكافر يأمن من شر قريش ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يأمن من أذاهم حتى جاءت ابنته فاطمة صبية فأزالت الأذى عن ظهره ومع ذلك صبر وصابر ولم يخرج من مكة إلا بعد أن أذن له، هاجر قومه ولكنه هو أبى، لم يهاجر أذن له عليه الصلاة والسلام، فكان عبدا لله في الإقامة وعبدا لله في الهجرة عليه الصلاة والسلام، المهم أن الصبر درجة عظيمة يمتدح الله الصابرين ويبين أنه يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب، وهو درجة عالية لا تنال إلا بأمر يصبر عليه، لا تظن أن الصبر درجة بسيطة، لابد من شيء تصبر عليه، ولهذا على أهل العلم من المسئولية التي يجب أن يصبروا على أذى الناس فيها ما ليس على غيرهم، كل من حمله الله علما فإن تحميله ذلك العلم عهد وميثاق بينه وبين ربه أن يبلغه إلى الناس وأن يدعوا به الناس قال الله تعالى: (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه )) بماذا أخذ؟ هل أحد منكم أنتم الآن أعطاكم الله الكتاب هل أحد منكم شعر بأن الله أخذ عليه العهد والميثاق؟ لا، لكن تعليم الله لكم هو عهد وميثاق، اختصكم الله للعلم من بين سائر الجهلاء هذا هو العهد والميثاق يعني ما هو المبايعة الحسية يشهدها الناس في المساجد أو في الفلواة لكنه نعمة ينعم الله بها على الإنسان فمتى أنعم الله بالعلم على إنسان فهذا هو العهد والميثاق الذي أخذه الله، ولو أن طلبة العلم الآن الموجودين بثوا شيئا من علمهم ليس كل علمهم لوجدت العلم منتشرا بين الناس كثيرا، ولكن أكثر الناس، أكثر طلبة العلم أو كثير من طلبة العلم نسخ الكتب أنفع للناس منهم لأن علمهم لا يتجاوز صدورهم بل إنهم قد يعنونون أحيانا بأفعالهم وأقوالهم عن جهلهم وكأنه لا علم عنده من التقصير في العبادة، والتقصير في المعاملة، وسوء الخلق، وعدم القيام بحقوق الناس، فتجد طالب العلم تجد معاملة الجاهل العامي خيرا منه فهل نقول إن هذا الرجل صبر ؟ لا ما صبر لأنه لو صبر، لأنه متى ين الصبر؟ أن يبث العلم حتى يؤذى فيه، ولو تأملتم الآن لرأيتم أكثر الناس علما وإمامة في الدين هم الذين اشتد أذاء الناس لهم، الإمام أحمد رحمه الله ماذا فعل به؟ يجر بالبغلة في الأسواق ويضرب بالسياق حتى يفيق، إمام أهل السنة، حتى يفيق ومع ذلك لم تثني هذه الأذية عزمه على أن يقول الحق، لم يطلب منه شيء كثير طلب منه أن يقول: القرآن مخلوق بس ومع ذلك أبى، قال: القرآن منزل غير مخلوق، كما قال السحرة: (( لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )) الإمام أحمد قال لا أبالي ولأمت في الجهاد في نشر العقيدة السليمة، لو أن إمام أحمد رحمه الله قال ولو بالتأويل إن القرآن مخلوق لضل أمم، ضل أمم، لكنه كما قال بعض العلماء نصر الله به الإسلام يوم المحنة كما نصر الإسلام بأبي بكر يوم الردة. شيخ الإسلام ابن تيمية ما الذي حصل له؟ أوذي، حبس عدة مرات، مات في السجن، كان يكتب وهو في السجن ينشر العلم في السجن فمنع عنه الدواة والقرطاس فجعل يكتب العلم على جدران السجن .
اضيفت في - 2006-04-10