تفسير سورة آل عمران-06b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة الكلام على الصبر أنواعه وصور من صبر الأنبياء والصالحين.
كان يكتب وهو في السجن، ينشر العلم في السجن فمنعوا عنه الدواة والقرطاس فجعل يكتب العلم على جدران السجن يكتب ما يفتح الله عليه، وذكر عن نفسه أن الله فتح عليه علما عظيما لأنه انقطع إلى الله عزوجل، يأتي إليه أصحابه ويأخذون ما كتبه، ماذا فعله أعدائه؟ منعوا أصحابه عنه قال لا تأتون هذا الرجل تأخذون علمه ومع ذلك صبر وانقطع إلى تلاوة القرآن وكان معه أخوه يدارسه القرآن حتى ختم قوله تعالى: (( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر )) ففاضت نفسه رحمه الله ـ الله أكبر ـ ختام، ختام حسن نسأل الله أن يلحقنا وإياكم وإياه بالصالحين، المهم أن الصبر درجة عالية وأنتم بما من الله عليكم من العلم ـ والحمد لله ـ وفضلكم به على كثير من عباده المؤمنين يجب عليكم أن تبثوا العلم وأن تصبروا على الأذى فيه، فلذلك نقول: الصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فأي الأنواع أفضل ؟ أفضلها الصبر على طاعة الله، ثم الصبر عن معصية الله، ثم الصبر على أقدار الله، هذا من حيث الأصل لكن قد يعاني الإنسان من الصبر على الأقدار أكثر مما يعاني من الصبر على الأوامر فيؤجر من هذه الناحية من حيث المشقة، وقد يعاني من الصبر عن محارم الله أكثر مما يعاني من الصبر على طاعة الله فيكون من هذه الناحية أكثر أجرا بسبب المشقة عرفتم؟ لكن من حيث هي هي الأقسام من حيث هي هي أفضلها لاشك الصبر على طاعة الله، لأن الصبر على طاعة الله جامع بين أمرين: بين حمل النفس الباطنة على هذا العمل وبين حمل الجسد الظاهر على هذا العمل لأن الطاعة فعل والفعل يحتاج أولا عزما وثانيا فعلا، ففيه أمران، لكن الصبر عن المعصية فيه عمل باطن فقط وهو حبس النفس عن الفعل ما فيه تعب بدني لا فيه لا ركوع ولا سجود ولا قيام ولا قعود ولا بذل المال ولا شيء كف فقط ففيه معاناة باطنة فقط، ولهذا صار أقل درجة، الصبر على أقدار ما فيه لا هذا ولا هذا لأنه ليس باختياره، أصيب الإنسان بحادث فانكسرت رجله أو يده هل هو باختياره؟ هذا ليس باختياره، فهو إما أن يصبر صبر الكرام وإما أن يسلوا سلوا البهائم ما فيه، ولهذا صار أقل درجة من القسمين الأولين لأن القسمين الأولين من فعل الإنسان واختياره .
تتمة تفسير الآية : (( ... والصادقين )) وبيان فضله.
(( الصابرين والصادقين )) الصدق هو المطابق للواقع المطابقة للواقع تسمى صدقا، فالصادق هو الذي يكون خبره مطابقا للواقع، والكاذب ؟ خلاف ذلك، الصدق يكون بالقول، ويكون بالفعل، ويكون مع الله، ويكون مع عباد الله، كم الأقسام؟ أربعة: يكون بالقول، ويكون بالفعل، ويكون مع الله، ويكون مع عباد الله، أما الصدق بالقول فهو مطابقة القول للواقع، فإذا قال لك جاء زيد وكان قد جاء فهو مطابق للواقع فيكون صدقا، والصدق من صفات المؤمنين والكذب من صفات المنافقين، وقد حث النبي عليه الصلاة والسلام على الصدق وقال: ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ) والصديقية ليست مرتبة دنية بل هي التي تلي مرتبة النبيين ولهذا كانت الصديقية في المرتبة الثانية (( من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين )) ، طيب هذا صدق القول، صدق الفعل: أن يكون مطابقا للقلب هذا صدق الفعل أن يكون مطابقا للقلب، فرجل يظهر لك المودة وقلبه يبغضك هذا صادق؟ لا، رجل يظهر أنه مؤمن ويصلي ويتصدق ويحضر مجالس العلم لكن قلبه منطو على الكفر ـ والعياذ بالله ـ هذا صادق ؟ لا هذا كاذب كذبا فعليا، أظهر خلاف ما يبطن، المثالان الآن واحد مع العباد وواحد مع الله، فالمنافق كاذب مع الله والذي يظهرك التودد وهو يكرهك هذا كاذب مع الناس لم يصدق معك، طيب إذا الصادقون في قوله:ط (( الصادقين )) يشمل هذا وهذا الصدق في القول مع الله ومع عباد الله وقد أمر الله عزوجل بالصدق في قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) والنبي صلى الله عليه وسلم حث عليه حثا عظيما يطلق عليه علماء النحو أيش؟ الإغراء وهو الطلب بحث وإزعاج قال: (عليكم بالصدق)، وعاقبة الصادقين لا تخفى عليكم ولو لم يكن منها إلا ذلك المثال الفذ فيما نعلم الذي جرى من كعب بن مالك رضي الله عنه وهلال بن أمية ومرارة بن ربيع حيث تخلفوا عن غزوة تبوك بدون عذر فلما جاء الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة راجعا جاء المنافقون السطحيون يعتذرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيعذرهم لأنه صلوات الله وسلامه عليه لا يعلم الغيب ولا يأخذ الناس إلا بالظاهر يعذرهم ويستغفر لهم ويولوهم ويظنون أنهم كسبوا يظنون أنهم هم الأذكياء الذين جمعهم بين تهدئة النبي عليه الصلاة والسلام وتهدية الكفار فصاروا إخوانا للمسلمين في الظاهر وإخوانا للكافرين في الباطن (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم )) ما قالوا: إنا كفرنا قالوا: (( إنا معكم )) يعني كفرهم زيادة يعني إنهم يكفرون ويعينون الكفار، طيب أم كعب بن مالك رضي الله عنه كان قد أوتي جدلا وخصوما وجيدا في ذلك لكنه أمام من ؟ ليس أمام بشر يستطيع أن ستخلص منه بحيلة، لكنه بين يدي علام الغيوب عزوجل الذي لو كذبه اليوم لفضحه غدا كما وقع في المنافقين قال الله عز وجل: (( سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون )) أتريدون أشد من هذا الذم وأشد من هذا العقاب؟ ((إنهم رجس)) هذا الذم والتقبيح، العقاب : (( ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون )) لكنه رضي الله عنه قال لن أتخلص بحيلة اليوم وبعذر فيفضحني الله عزوجل غدا وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام بالحق بالصدق فجاء التوبيخ من الله عزوجل امتحان هؤلاء الثالثة هجرهم النبي عليه الصلاة والسلام وأمر بهجرهم وبعد أن مضى أربعين ليلة أو أربعون ليلة أمرهم أن يعتزلوا النساء حتى قال كعب رضي الله عنه لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر باعتزال أهله قال: أأطلقها؟ قال: لا لكن اعتزلها، فهل قال: والله هذه زوجتي من أنام عنده الليلة؟ أو قال: الحقي بأهلك ؟ الحقي بأهلك، قال: سمعا وطاعة، فصبروا هذا الصبر العظيم أولا على الصدق وثانيا على هذا الهجر الذي يقول كعب رضي الله عنه: كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا؟ الله أكبر ـ النبي عليه الصلاة والسلام أحسن الناس خلقا وأعظم الناس بشاشا وأحسن الناس ردا يسلم عليه كعب ولا يدري هل رد السلام أم لا، ويسلم على أبي قتادة ابن عمه وهو أحب الناس إليه يسلم عليه ولا يرد عليه أبو قتادة مع أنك لو جئت اليوم في العصبية هل يترك ابن عمه لمثل هذه الأمور؟ أبدا والعلم عند الله ما يترك، لكن أبو قتادة رضي الله عنه يسلم عليه كعب ما يرد عليه السلام يقول: فقلت له أنشدك الله هل تعلم أني أحب الله ورسوله؟ فقال بعد أن سكت هنيهة قال: الله أعلم، ما أتى بالخطاب ما قال نعم ولا لا، قال: الله أعلم، والعلم عند الله أن أبا قتادة ما أراد بذلك جواب كعب إنما أراد الخبر أن الله سبحانه وتعالى أعلم من كل أحد، ولكن بعد هذا الصبر العظيم ويش النتيجة ؟ النتيجة نزول آيات تتلى في شأنهم إلى يوم القيمة لن ينسى ذكرهم أبدا، يمكن ينسى من هو أفضل منه من الصحابة ولكن هؤلاء لا ينسى ذكرهم شف الجزاء العظيم على هذا الصبر (( وعلى الثلاثة الذين خلفوا )) يعني وتاب على الثلاثة الذين خلفوا ((حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) ثم أمر المؤمنين بمثله بأن يكونوا مثلهم فقال: (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) والمهم أن الصدق خلق عظيم عال رفيع لا يناله إلا من وفق حتى يكون في الدرجة الثانية ممن أنعم الله عليه ( لا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا )
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى في وصف الذين اتقوا عند ربهم والذين (( لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد )) من أين ؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى في وصف الذين اتقوا عند ربهم والذين (( لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد )) من أين ؟
تتمة تفسير الآية : (( ... والقانتين والمنفقين )) .
ما كملنا الآية ؟ @ قال الله تعالى: (( الصابرين )) في بقية أوصافهم (( الصابرين )) وسبق الكلام على الصبر معناه لغة وشرعا وأنه ينقسم إلى ثلاثة أقسام: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة . ثم قال: (( والقانتين )) القانتين اسم فاعل من القنوت، نعم (( والصادقين )) وسبق الكلام أيضا على الصدق وبينا أنه صدق في المقال والفعال والعقيدة وبينا أنه صدق مع الله وصدق مع عباد الله. ثم قال: (( والقانتين )) هذا أيضا من صفاتهم القنوت والقنوت يطلق على عدة معاني وأنسبها لهذه الآية أن المراد بالقنوت دوام الطاعة مع الخشوع والخضوع لله عزوجل بحيث يكون الإنسان مديما لطاعة الله مقبلا على الله سبحانه وتعالى في طاعته قال الله تعالى: (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) أي خاشعين، ولهذا لما نزلت هذه الآية أمروا بالسكوت ونهوا عن الكلام، فالقانت إذا المديم لطاعة الله مع خشوع القلب وحضوره والتزامه للإقبال على الله عز وجل . (( والمنفقين )) المنفقين من أنفق أي بذل النفقة، والنفقة هي إخراج المال وأطلق الله سبحانه وتعالى هنا الإنفاق ولكنه سبحانه وتعالى ذكر في آيات أخرى الميزان للإنفاق وذكر ما ينفق عليه أو ما ينفق له فقال تعالى: (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )) وقال سبحانه وتعالى: (( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط )) فهذا هو الميزان في الإنفاق أن لا يكون الإنسان مقترا ولا مسرفا، وإذا جعلنا هذا هو الميزان صار هذا الميزان يختلف باختلاف الأحوال الأزمان والبلدان، فقد يكون الإنفاق بالنسبة للشخص وليس الإسراف بالنسبة لآخر فإنفاق الفقير ليس كإنفاق الغني ولهذا قال الله تعالى: (( لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله )) وإنفاق المتوسط بينهما، كذلك أيضا يختلف باختلاف الزمان فقد يكون الزمان زمان رخاء عام في هذا المجتمع فيكون الإسراف في مجتمع دونه في الرخاء غير إسراف في حق هذا المجتمع، ويختلف كذلك باختلاف الأزمان ففي بعض الأحيان تكون الأموال كثيرة متوفرة فيكون الإنفاق الكثير فيها غير إسراف وأحيانا يكون الأمر بالعكس ، على كل حال أطلق الله هنا في الآية الإنفاق وذكر ميزانه في عدة آيات في سورة الفرقان: (( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما )) أما ما الذي ينفق فيه أو ينفق له؟ قال الله سبحانه وتعالى: (( يسئلونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل )) فجهات الصرف كل جهة محتاجة أو يحتاج المسلمون إليها، إما أن تكون هي محتاجة وإما أن يكون المسلمون محتاجين إليها فالإنفاق في سبيل الله لحاجة من؟ لحاجة المسلمين إلى لجهاد في سبيل الله لأن في الجهاد في سبيل الله إعلاء كلمة الله عزوجل وحفظ شريعته، والإنفاق للفقير لحاجة من؟ لحاجة الفقير ليس لحاجة المسلمين بل هي لحاجة الفقير فأنت ترى دائما الإنفاق إما لدفع حاجة المحتاج وإما لدفع حاجة المسلمين عموما يعني في المصالح العامة، المهم أن هؤلاء منفقون، هؤلاء الذين هم من أهل الجنة منفقون لكن إنفاقهم منضبط بضوابط شرعية .
تتمة تفسير الآية : (( ... والمستغفرين بالأسحار )) .
(( والمستغفرين بالأسحار )) المستغفرين السائلين لمغفرة الله، والمغفرة هي: ستر الذنب والتجاوز عنه مأخوذة من الغفر وهو الستر بوقاية ومنه مغفر الذي يجعل على الرأس عند الحرب فإنه جامع بين الستر والوقاية . وقوله: (( بالأسحار )) الباء هنا للظرفية أي فيها والأسحار جمع سحر وهو آخر الليل، أي يسألون المغفرة في هذا الوقت من الزمن في آخر الليل، لماذا؟ أولا: لأنه وقت نزول الله عزوجل إلى السماء الدنيا، فإن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: ( من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) ، والثاني أنه وقت فراغهم من التهجد والعمل والإنسان مطلوب منه إذا فرغ من العبادة أن يستغفر الله ولهذا يشرع لنا أن نستغفر الله تعالى ثلاثا بعد الصلاة وأمر الله سبحانه وتعالى أن نستغفر في الحج متى؟ (( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم )) كذلك أيضا في آخر الليل بعد التهجد يسأل الله المتهجد المغفرة وهذا أي سؤال المغفرة بعد الانتهاء من العبادة فيه كمال الذل لله عزوجل وأن الإنسان لا يعجب بعلمه بل يخشى من التقصير فيه فلهذا يستغفر عما يكون منه من نقصان وتقصير في هذه العبادة .
تفسير الآية : (( شهد الله أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئماً بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) .
ثم قال الله عز وجل: (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم )) (( شهد الله )) الشهادة قد تكون بالقول وقد تكون بالفعل، وشهادة الله تعالى لنفسه بانفراده بالألوهية كشهادته لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه أنزل عليه الكتاب، فهنا قال: (( شهد الله أنه لا إله إلا هو )) وقال الله تعالى: (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون )) وهنا قال: (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة )) فشهادته لنفسه بالوحدانية وشهادته لنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة هو والملائكة، والشهادة كما قلت قولية كما في هذه الآية، وكما في آية النساء: (( لكن الله يشهد بما أنزل إليك )) وفعلية وهي الشهادة ما يظهرها الله تعالى من آياته فإنما يظهره من آياته شهادة له بالوحدانية، كل الكائنات تشهد لله عزوجل بالوحدانية إما بلسان المقال وإما بلسان الحال، كذلك تأييده النبي صلى الله عليه وسلم بالنصر وجعلنا العاقبة له شهادة له بأنه رسول الله حقا، فشهادة الله لنفسه بالوحدانية أقول إنها تكون بالقول وتكون بالفعل، في الآية الكريمة شهادة بالقول ولا بالفعل ؟ بالقول (( شهد الله )) يعني أخبر عن نسفه بأنه يشهد أنه لا إله إلا هو سبحانه وتعالى ، (( لا إله إلا هو )) مرت علينا هذه كثيرة ويجب على كل مسلم أن يعرف معناها وأن يعرف مقتضاها أيضا معناها: أنه لا معبود حق إلا الله، هذا معناها، كلما عبد من دون الله فهو باطل وإن سمي إلها فإن ألوهيته مجرد تسمية لكن هو لا يستحق الألوهية وإن كان هؤلاء عبدوه واتخذوه إلها لكن هو نفسه أي المعبود نفسه ليس بإله قال الله تعالى: (( ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان )) وليست مسميات وكيف تكون مسميات مطابقا للواقع وهي آلهة باطلة هذا لا يمكن، إذا لا إله أي لا معبود حق إلا الله، وأما المعبود الباطل فهو موجود كما سمى الله تعالى الأصنام آلهة في قوله تعالى: (( واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون )) وقال: (( فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله لما جاءهم أمر ربهم )) وقال: (( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم )) والآيات في هذا كثيرة، وقال: (( فلا تجعل مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين )) (( ولا تجعل مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه )) كل هذه المعبودات تسمى آلهة لكن هل هذا الاسم مطابق للواقع؟ لا، فمعنى لا إله إلا الله أي لا معبود حق إلا الله عزوجل، ويلزم من كونه المعبود أن يكون هو الرب كما يلزم من كونه الرب أن يعبد وحده، فتوحيده بالألوهية متضمن لتوحيده بالربوبية، ولهذا بنى الله توحيد الألوهية على توحيد الربوبية في قوله: (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم )) . وقوله: (( أنه لا إله إلا هو والملائكة )) معطوف على اسم الجلالة على الله، يعني وشهدت الملائكة أنه لا إله إلا الله، والثالث: (( وأولوا العلم )) أصحاب العلم الذين رزقهم الله تعالى العلم يشهدون أيضا بأنه لا إله إلا الله، ولا أحد أشد يقينا وأقوى إيمانا من أهل العلم ولهذا هم كانوا أهل الخشية كما قال تعالى: (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) والمراد بأولوا العلم هنا ليس العلم الدنيوي أو علم طبائع الأشياء أو علم الأشياء أسرار الكون بل المراد بالعلم العلم بالله عزوجل أولوا العلم بالله الذين عرفوا الله عزوجل بآياته الكونية والشرعية هم الذين شهدوا له الوحدانية . (( قائما بالقسط )) قائما حال من الله يعني حال كونه قائما بالقسط أي بالعدل، بالعدل في أحكامه التكليفية والعدل في أحكامه القضائية والجزائية، فهو عدل في أحكامه التكليفية ليس في أحكام الله تعالى تكليفية جور، كلها عدل بل إنها مع كونها عدلا تتضمن الفضل والعفو والإحسان، ولهذا قال الله عز وجل: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) وقال عز وجل: (( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ولا نكلف نفسا إلا وسعها )) هذا أمر زائد على العدل لأنه متضمن للعفو والتسامح، وكذلك في الجزاء عدل في جزاءه لا يظلم أحدا أبدا بل هو ذو فضل في جزاءه فإنه يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثلها أو يعفوا إلا من كان كافرا ليس أهلا للعفو فلا يعفى عنه، إذا ((قائما بالقسط)) في أحكامه التكليفية وفي قضائه، كذلك هو قائم بالقسط للفصل بين عباده فإن الله سبحانه وتعالى يقضي للمظلوم من الظالم إما بإجابة دعوة المظلوم إن دعا على ظالمه في الدنيا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل وقد بعثه لليمن: ( إياك وكرائم أموالهم واتق دعوة الظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) وإما بمجازاة بالأخذ منه من حسناته يوم القيمة كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: ( من تعدون المفلس فيكم؟ قالوا: لا درهم عنده ولا متاع، أو قالوا ولا دينار قال: المفلس من يأتي يوم القيمة بحسنات أمثال الجبال فيأتي وقد ظلم هذا وضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي من حسنة شيء وإلا أخذ من سيئاتهم فطرح عليه و طرح في النار ) فلابد من العدل بين العباد، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: إن الحقوق التي بين العباد من الديوان الذي لا يترك الله منه شيء، فلابد أن يقتص للمظلوم من الظالم . فإن قال قائل: أليس الناس يصابون من نكبات من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ؟ الجواب: بلا، فإن قالوا: ألا يكون هذا ظلما ؟ الجواب: كلا ليس هذا ظلم لأن هذا بما كسبت أيدي الناس (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون )) إذا فهذه المصائب فضل لأن المقصود بها تأديب الخلق وردعهم حتى يرجعوا إلى الله عزوجل فليس هذا من باب الظلم في شيء بل هو من باب الجزاء للعمل لغاية حميدة وهي رجوع الناس عن ظلمهم وقال الله تعالى: (( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى )) مر علينا فرق بين القسط والإقساط؟ وقلنا إن قسط بمنى؟ لا، قسط بمعنى: جار، وأقسط بمعنى: عدل، وهنا قال: (( قائما بالقسط )) لأن القسط نفسه هو العدل لن قسط الفعل بمعنى جار وأقسط بمعنى عدل يعني أحل القسط كما قال تعالى: (( ونضع الموازين القسط ليوم القيمة )) . (( لا إله إلا هو )) هذا حكم بعد الشهادة فشهد الله لنفسه بأن لا إله إلا هو وحكم لنفسه أيضا بأن لا إله إلا هو، فاجتمع في كلامه عزوجل الشهادة والحكم فكان شاهدا لنفسه حاكما لها بالألوهية فهذه الجملة (( لا إله إلا هو )) حكم وتصديق لأن المعروف المحاكمات والمعارفات أن تؤدوا الشهادة أولا ثم يحكم، فالله تعالى شهد أولا وأخبر بمن شهد معه وثانيا حكم فقال: (( لا إله إلا هو )) .
5 - تفسير الآية : (( شهد الله أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولوا العلم قآئماً بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم )) . أستمع حفظ
الرد على أهل الكلام في تفسيرهم لا إله إلا الله بالقادر على الاختراع.
وسبق أن المتكلمين يفسرون هذه الجملة العظيمة بأن المراد بها أيش؟ القادر على الاختراع ففسروها بما يقر به المشركون ولم يكونوا موحدين، فالمشركون يقرون بأن الله هو القادر على كل شيء وأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المدبر للأمر، ومع ذلك فهل هم موحدون؟ لا بل هم مشركون قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه لم يحققوا معنى لا إله إلا الله، وتعجب أن يكون هؤلاء المشركون أفهم من هؤلاء المتكلمين بمعنى لا إله إلا الله، هؤلاء المتكلمون كثير من المتأخرين أيضا إذا قرأت كتبهم وجدت كلامه في الألوهية يدور على تحقيق الربوبية فقط وهذا نقص عظيم، الربوبية يقر بها المشركون ولم يجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم موحدين، ولم يجعل إقرارهم هذا مخرجا لهم من الكفر، ولا عاصما لأموالهم ودمائهم، ولا منجيا لهم من النار بل قاتلهم واستباح أموالهم ودمائهم وصبي نسائهم وذرياتهم وهم يقولون ربنا الله ،وإذا سئلوا من خلق السموات والأرض قالوا الله، إذا سئلوا من خلقهم؟ قالوا الله، وإذا سئلوا من يحيي ويميت قالوا الله، وإذا سئلوا من يدبر الأمر قالوا الله، ومع ذلك لم ينفعهم هذا الإيمان، ما يكفي الإقرار بأن الله خالق الكون ومدبره ومتصرف فيه لا يكفي في التوحيد أبدا، ومن مات على ذلك دون أن يؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله فإنه لم يمت على التوحيد.
معنى العزيز الحكيم.
وقوله: (( العزيز الحكيم )) (( العزيز )) أي ذو العزة ، والعزة تفسر بثلاثة معاني: عزة القدر، وعزة القهر، وعزة الامتناع، أما عزة القدر فمعناها أن الله تعالى ذو القدر العظيم والسيادة والشرف والعظمة إلى غير ذلك من معاني القدر والرفعة، والثاني: عزة الامتناع يعني أنه يمتنع أن يناله السوء، ومن هذا قولهم في الأرض الشديد الصلبة أرض عزاز يعني قوية وصلبه لا ينالها شيء، والثالث: عزة القهر أي أنه غالب لكل شيء ومنه قوله تعالى: (( فقال أكفلنيها وعزني بالخطاب )) يعني غالبني ، هذه الأنواع الثلاثة كاملة لله عزوجل من جميع الوجوه فهو ذو القدر العظيم وهو ذو الامتناع الذي يمتنع عليه النقص بوجه من الوجوه وهو الغالب الذي لا يغلبه شيء، يقول الشاعر الجاهلي:
أين المفر والإله الطالب والأشرم المطلوب ليس الغالب
فالله عز وجل غالب لكل شيء، أما (( الحكيم )) فإنه مأخوذ من الحكم ومن الإحكام، فهو ذو الحكم وذو الإحكام، أما الحكم فإنه ينقسم إلى كوني وشرعي، والإحكام بمعنى الإتقان، والإتقان يستلزم الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها، تنقسم أيضا الحكمة إلى قسمين: حكمة صورية بمعنى أن الشيء على هذه الصورة موافق للحكمة، وإن شئنا قلنا بدل الصورية لئلا يفهم منها معنى فاسد حكمة حالية وحكمة غائية، فالحكمة حالية: ما عليه الشيء في الحال، والحكمة الغائية: ما ينتهي إليه الشيء، كذلك أيضا تكون الحكمة في الأحكام الكونية وفي الأحكام الشرعية . وعلى هذا فإذا ضربت اثنين في اثنين بنسبة للحكمة بلغت أربعة: حكمة حالية في الحكم الكوني، حكمة حالية في الحكم الشرعي، حكمة غائية في الحكم الكوني، وحكمة غائية في الحكم الشرعي، كذا يا هداية الله؟ كم قلنا ؟ محمد ؟ الحكم الشرعي والحكم الكوني، هذا ثنتين ، الحكم الغائية والحكم الصورية، صح هذه أربعة فهمت؟ طيب. (( الحكيم )) إذا من الحكم والإحكام، والحكم ذكرنا أنه كوني وشرعي وبما أن هذا الأمر أو هذا التقسيم قد مر علينا لم يبق الآن إلا أن نتذكره فنأتي أو نطلب مثالا للحكم الكوني، آية فيها ذكر الحكم الكوني؟ أحمد ؟ لا، حكم، قوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين )) نعم، طيب الشرعي ؟ (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) ما هو فيه ؟ في المهاجرات ، أي لما ذكر حكم المهاجرات وما يتعلق بهن قال: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) . ذكرنا أن الحكم الشرعي فيه حكمة حالية وحكمة غائية نعم؟ حكمة غائية مثل الصلاة وحكمة حالية ، يعني كونها على هذه الصفة المعينة، والغائية ما يترتب عليها من آثار حميدة والثواب الجزيل كذا ؟ طيب .
في الأمور الكونية ياسر ؟ حكمة الحالية ؟ سمعتم ؟ ما سمعتم يقول: المطر نزوله على هذا الوجه قطرات لا تؤثر على الناس لا على مواشيهم ولا على بنائهم ومن علو من فوق لكي تشمل المرتفع في الأرض والنازل هذه حكمة أيش؟ حالية، حكمة غائية ما ينتج عن هذا المطر من المصالح العظيمة فهي حكمة غائية، فالحاصل أن الله حكيم بهذه الوجوه يقول: (( العزيز الحكيم )) الجمع بينهما له فائدة إن شاء الله تذكر في الفوائد، نأخذ الفوائد كما يلح علينا الأخ .
أين المفر والإله الطالب والأشرم المطلوب ليس الغالب
فالله عز وجل غالب لكل شيء، أما (( الحكيم )) فإنه مأخوذ من الحكم ومن الإحكام، فهو ذو الحكم وذو الإحكام، أما الحكم فإنه ينقسم إلى كوني وشرعي، والإحكام بمعنى الإتقان، والإتقان يستلزم الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها، تنقسم أيضا الحكمة إلى قسمين: حكمة صورية بمعنى أن الشيء على هذه الصورة موافق للحكمة، وإن شئنا قلنا بدل الصورية لئلا يفهم منها معنى فاسد حكمة حالية وحكمة غائية، فالحكمة حالية: ما عليه الشيء في الحال، والحكمة الغائية: ما ينتهي إليه الشيء، كذلك أيضا تكون الحكمة في الأحكام الكونية وفي الأحكام الشرعية . وعلى هذا فإذا ضربت اثنين في اثنين بنسبة للحكمة بلغت أربعة: حكمة حالية في الحكم الكوني، حكمة حالية في الحكم الشرعي، حكمة غائية في الحكم الكوني، وحكمة غائية في الحكم الشرعي، كذا يا هداية الله؟ كم قلنا ؟ محمد ؟ الحكم الشرعي والحكم الكوني، هذا ثنتين ، الحكم الغائية والحكم الصورية، صح هذه أربعة فهمت؟ طيب. (( الحكيم )) إذا من الحكم والإحكام، والحكم ذكرنا أنه كوني وشرعي وبما أن هذا الأمر أو هذا التقسيم قد مر علينا لم يبق الآن إلا أن نتذكره فنأتي أو نطلب مثالا للحكم الكوني، آية فيها ذكر الحكم الكوني؟ أحمد ؟ لا، حكم، قوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين )) نعم، طيب الشرعي ؟ (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) ما هو فيه ؟ في المهاجرات ، أي لما ذكر حكم المهاجرات وما يتعلق بهن قال: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) . ذكرنا أن الحكم الشرعي فيه حكمة حالية وحكمة غائية نعم؟ حكمة غائية مثل الصلاة وحكمة حالية ، يعني كونها على هذه الصفة المعينة، والغائية ما يترتب عليها من آثار حميدة والثواب الجزيل كذا ؟ طيب .
في الأمور الكونية ياسر ؟ حكمة الحالية ؟ سمعتم ؟ ما سمعتم يقول: المطر نزوله على هذا الوجه قطرات لا تؤثر على الناس لا على مواشيهم ولا على بنائهم ومن علو من فوق لكي تشمل المرتفع في الأرض والنازل هذه حكمة أيش؟ حالية، حكمة غائية ما ينتج عن هذا المطر من المصالح العظيمة فهي حكمة غائية، فالحاصل أن الله حكيم بهذه الوجوه يقول: (( العزيز الحكيم )) الجمع بينهما له فائدة إن شاء الله تذكر في الفوائد، نأخذ الفوائد كما يلح علينا الأخ .
فوائد الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ... )) .
قال الله تعالى: (( قل أؤنبئكم بخير من ذلكم ... )) إلى آخره ، من فوائد هذه الآية: أهمية هذا النبأ وذلك من وجهين هما: تصديره بقل، والثاني: إتيانه بصيغة الاستفهام الدالة على التشويق، أما الأول فقد قلنا: إن كل شيء يصدر الله بقل فهو أمر بتبليغه على وجه الخصوص وهذا يدل على العناية به وإلا فكل القرآن قد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقوله للأمة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد يؤمر وينهى، لقول الله تعالى: (( قل أؤنبئكم )) وليس له الحق في الربوبية أبدا فهو لا يحيي ولا يميت ولا يرزق ولا يدفع الضر عن نفسه ولا عن غيره ولا يعلم الغيب
اضيفت في - 2006-04-10