تفسير سورة آل عمران-07b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم... )) .
أن ما يحملهم على هذا هو البغي أن بعضهم يبغي على بعض، ولهذا جرى بين اليهود وبين النصارى من الحروب ما هو معلوم، وذلك لقوة الخلاف بينهم يعني: أن الخلاف أدى إلى خلاف مسلح . (( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )) (( ومن يكفر )) الجملة هذه شرطية، فعل الشرط (( يكفر )) وجوابه جملة: (( فإن الله سريع الحساب )) وهنا نقول لسامي لماذا ارتبطت جملة الجواب بالفعل ؟ لماذا ارتبطت جملة جواب الشرط بالفعل ؟ فهد ؟ وين الجملة اسمية، ما هي إن حرف ؟ من يعرف؟ الجملة اسمية؟ ما يمكن أن نقول جملة حرفية؟ لأن أولها حرف، نقول لا يمكن، الجملة إما اسمية وإما فعلية ولا ثالث له، إلا عند بعض النحويين ما كان شبه جملة وهو الظرف وجار ومجرور، المهم أن قوله: ((ومن يكفر بآيات الله )) هذا فعل الشرط (( فإن الله سريع الحساب )) هذا جواب الشرط، وقد أنشدوا بيتا في الجمل التي هي تحتاج إلى ارتباط بالفاء إذا وقعت جوابا للشرط من يقرأها لنا: اسمية وعربية وبجامد وبما ولن وبقد وبالتمييز أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب، فإن حاجوك فقل أسلمت لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ))
1 - تتمة تفسير الآية : (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم... )) . أستمع حفظ
مناقشة حول الآية : (( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم... )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: (( إن الدين عند الله الإسلام )) الدين ذكرنا أنه يطلق على معنيين المعنى الأول يا عبد الرحمن ؟ العمل، والثاني: الجزاء نعم الثاني الجزاء .
الشيخ : هات مثالا يا مهند لإطلاقه على العمل ؟
الطالب : قوله تعالى: (( لكم دينكم ولي دين ))
الشيخ : ومثال الإطلاق على الجزاء هداية الله ؟
الطالب : قوله تعالى: (( مالك يوم الدين ))
الشيخ : نعم (( مالك يوم الدين )) أي يوم الجزاء .
الشيخ : (( الإسلام )) معناه هنا ؟
الطالب : معناه ،
الشيخ : لا هنا (( إن الدين عند الله الإسلام )) ؟
الطالب : الإسلام يعني العمل ،
الشيخ : لا ، الاستسلام لله تعالى ظاهرا وباطنا، الاستسلام لله ظاهرا وباطنا، فالاستسلام لله باطنا الإيمان، وفي الظاهر الأقوال والأعمال الظاهرة، هذا هنا لكن إذا جاء الإيمان والإسلام فسر الإيمان بالاستسلام الباطن والإسلام باستسلام الظاهر.
الشيخ : طيب قوله: (( الإسلام )) (( إن الدين عند الله الإسلام )) هل المراد هنا الإسلام الخاص الذي بعث به الرسول عليه الصلاة والسلام أو الإسلام العام؟ شيبة ؟
الطالب : الإسلام الخاص الذي بعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : هات مثالا يا مهند لإطلاقه على العمل ؟
الطالب : قوله تعالى: (( لكم دينكم ولي دين ))
الشيخ : ومثال الإطلاق على الجزاء هداية الله ؟
الطالب : قوله تعالى: (( مالك يوم الدين ))
الشيخ : نعم (( مالك يوم الدين )) أي يوم الجزاء .
الشيخ : (( الإسلام )) معناه هنا ؟
الطالب : معناه ،
الشيخ : لا هنا (( إن الدين عند الله الإسلام )) ؟
الطالب : الإسلام يعني العمل ،
الشيخ : لا ، الاستسلام لله تعالى ظاهرا وباطنا، الاستسلام لله ظاهرا وباطنا، فالاستسلام لله باطنا الإيمان، وفي الظاهر الأقوال والأعمال الظاهرة، هذا هنا لكن إذا جاء الإيمان والإسلام فسر الإيمان بالاستسلام الباطن والإسلام باستسلام الظاهر.
الشيخ : طيب قوله: (( الإسلام )) (( إن الدين عند الله الإسلام )) هل المراد هنا الإسلام الخاص الذي بعث به الرسول عليه الصلاة والسلام أو الإسلام العام؟ شيبة ؟
الطالب : الإسلام الخاص الذي بعث به النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
2 - مناقشة حول الآية : (( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم... )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير الآية : (( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ... )) .
طيب هذا قول، في قول آخر يقول: (( إن الدين عند الله الإسلام )) هو في كل زمان بحسبه، فالدين عند الله في زمن موسى هو ما جاء به موسى، وفي زمن عيسى ما جاء به عيسى، وفي زمن ابراهيم ما جاء به ابراهيم فالإسلام هو الدين عند الله، بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ليس هناك إسلام إلا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، لأن شريعته نسخت جميع الشرائع، وعلى هذا فمن استكبر عن دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فليس بمسلم، فالمهم الآن نقول: (( الدين عند الله الإسلام )) وهو الاستسلام لله ظاهرا وباطنا في كل زمان بحسبه، فالإسلام في زمن موسى الشريعة له دين، وفي زمن عيسى الشريعة النصرانية، وفي زمن ابراهيم الشريعة الابراهيمية وهكذا، في زمن صالح الشريعة الصالحية وعلى هذا فقس، لكن الآن وبعد أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم ونسخ دينه جميع الأديان فالإسلام ما تضمنته شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، ويدل لذلك على أن المراد بالإسلام هنا يعني يؤيد هذا القول قوله: (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم )) يعني فكان الدين عند أهل الكتاب هو الإسلام، والإسلام يقتضي توحيد الأمة المسلمة ولكن هل بقيت للأمم السابقة على ما يقتضيه إسلامها ؟ الجواب: لا بل اختلفوا اختلافا عظيما فكانوا في شقاق بعيد، وهل هذا الاختلاف يعذرون به ؟ والجواب: لا، لهذا قال: (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب )) أي أعطوه، والإيتاء هنا إيتاء شرعي وقد يكون الإيتاء كونيا، فإيتاء الله عزوجل المال والصحة والعافية هذا إيتاء كوني يستوي فيه الكافر والمؤمن والفاجر والبر، وإيتاء الله تعالى العلم هذا إيتاء شرعي يعني ينتفع به الإنسان في شريعة الله عز وجل . ثم يقول: (( إلا من بعد ما جاءهم العلم )) وقامت عليهم الحجة وبينت لهم المحجة ولكنهم اختلفوا وتنازعوا وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ) قاله النبي صلى الله عليه وسلم تحقيرا للأمة عن الاختلاف وليس تقريرا لها بل هو تحذير أن يصيبنا ما أصاب هؤلاء المختلفين، ولهذا لما اختلفنا الآن تفرقنا وتمزقنا وكان كل حزب منا فرحا بما لديه وانتشرت البدع والأهواء لا في الأمراء ولا في العلماء فالأمراء لم يجتمع حتى يكونوا خلافها والعلماء لم يجتمعوا حتى يكونوا إماما بل اختلفوا وصار بعضهم يضلل بعضا وربما يكفر بعضهم بعضا، طيب إذا (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم )) ولماذا اختلفوا ؟ هل هم اختلفوا يريدون الحق؟ لا بل (( بغيا بينهم )) بغي وعدوان كل واحد منهم يريد أن تكون كلمته هي العليا سواء كنت موافقة لكلمة الله أم مخالفة وهذا مع الأسف هو الحاصل في زمننا وفيما قبل زمنا من بعض العلماء يريد أن تكون كلمته هي العليا ثم يأخذ في سب من خالفه ـوالعياذ بالله ـ وإن كان يعلم مع قرارة نفسه أن الحق معه لكن لما سبق إلى الحق وأبرزه للناس حسده على ذلك ثم صار يبغي عليه والحقيقة أن ما بغيه على نفسه أن ما بغيه على نفسه ثم إن البغي على العلماء لإظهار الحق إذا أظهروه وبينوه ليس بغيا على العلماء بأشخاصهم وأعيانهم بل هو بغي على شريعة الله لاسيما إذا علم الباغي أن الحق مع المبغي عليه كما يوجد من بعض الناس إذا وجد أهل الحديث مثلا وهم مقلدا متعصبا صاروا يذمونهم ذما عظيما وربما يخرجونهم إلى الضلالة وإلى البدعة وإلى الكفر ـ والعياذ بالله ـ بغيا وهذا من أخطر ما يكون على الأمة الإسلامية، والواجب على الإنسان الذي يتقي ربه أن يفرح إذا أظهر الله الحق سواء على يديه أو على يد غيره، لكن لاشك إنه فرحه إذا أظهره الله على يديه سيكون أقوى وأشد من فرحه إذا أظهره الله على يد غيره لكن إذا أظهر الله الحق على يد غيره فلا يجوز أن يبغي عليه وأن يسعى في سبه وشتمه لأنه إذا فعل ذلك أشبه من ؟ اليهود والنصارى ولهذا قال: (( بغيا بينهم )) .
3 - تتمة تفسير الآية : (( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ... )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير الآية : (( .... ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )).
(( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب )) الجملة هنا شرطية وفعل الشرط (( يكفر )) وفي (( إن الله )) جواب الشرط وقرن بالفاء لأن الجواب جملة اسمية والمعروف أن الجواب إذا كان جملة اسمية فإنه يجب اقترانه بالفاء وقد لا يقترن لكنه نادر، قد لا يقترن لكنه نادر . يقول الله عز وجل: (( من يكفر بآيات الله )) والكفر بآيات الله يدون على أمرين: على الجحد والتكذيب، وعلى الاستكبار والعناد، الجهل والتكذيب فيقول: لا، فيقول للرسول مثلا لم ي الله ويكذب بالآيات ويجحدها، أو استكبار وعناد يعلم الحق ويقر به لكن يستكبر عنه ويعاند مثال الاستكبار والعناد: كفر إبليس، فإن إبليس يعلم أن ما حصل حق لكنه أبى واستكبر وكان من الكافرين، ومثال التكذيب أن يكذب بأن هذا رسول الله كما فعل المشركون مع النبي عليه الصلاة والسلام وكما فعل أعداء الرسل من قبل، والحقيقة أن كلا منهما ملازم للآخر فإن المكذب مستكبر والمستكبر وإن لم يكذب بلسانه فهو مكذب بعمله لأنه لم ينقد لأمر الله . (( من يكفر بآيات الله )) الآيات نوعان: كونية وشرعية، فالكفر بالآيات الكونية أن ينكر أن الله عزوجل هو الذي خلقه، أو أن يعتقد بأن لله تعالى شريكا فيها، أو أن يعتقد بأن لله معينا فيها كل هذا كفر بالآيات الكونية، نفي أن يكون الله خلقها، اعتقاد أن لله شريكا، اعتقاد أن لله معينا كل هذا من الكفر بآيات الله، وقد قال الله تعالى: (( قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير )) نفى ثلاثة أشياء: (( لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض )) على سبيل الاستقلال، (( وما لهم فيهما من شرك )) على سبيل المشاركة، ((وما له منهم من ظهير )) معين، ثم قال في الرابع: (( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له )) لكمال سلطانه لا أحد يشفع إلا من أذن له، فالحاصل أن الكفر في الآيات الكونية يتضمن ثلاثة أمور: نفي كون الله خلقه، اعتقاد أن له شريكا فيه، ثالث: اعتقاد أن الله له معينا في ذلك، أما الكفر في الآيات الشرعية فقد عرفتموه يدور على أمرين وهما أيش؟ الجحد والتكذيب ، والاستكبار والعناد . ثم قال: (( فإن الله سريع الحساب )) وهذه جملة خبرية يقصد بها التهديد أي سيحاسبه وهو سريع الحساب عزوجل، والسرعة في الزمن والتقدير أما في الزمن فإن الدنيا مهما طالت سريعة في الزوال أليس كذلك؟ ونحن إذا قسنا ما مر علينا بما يستقبل وجدنا أن كل الذي مر علينا وإن طالت السنين كأنه لا شيء، كأنه لا شيء، كم مر على الإنسان من سنة ومع ذلك كأنه خلق الآن سرعة عظيمة، كذلك أيضا سريع الحساب يوم القيمة، فإن الله تعالى يفرغ من الخلائق كلهم في مقدار نصف يوم ودليل ذلك قوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) والقيلولة تكون في نصف النهار هذا سرعة الحساب ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يحاسب الله الخلائق يوم القيمة وهو واحد وهم لا يحصيهم إلا الله ؟ والجواب على هذا الإشكال من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سأله أبو رزين العقيل قال: يا رسول الله كيف يحاسبنا الله في يوم وهو واحد ونحن جميع؟ الجماعة كثير فقال: ألا أخبرك أو قال ألا أنبئك على شيء من آلاء الله؟ يعني تستدل به على إمكان ذلك قال: بلى، قال: هذا القمر قمر واحد والذي يشاهده كل من على وجه الأرض، كل من على وجه الأرض إذا لم يكن هناك حائل فإنه يشاهد مع أن القمر من أصغر مخلوقات الله، آية من آيات الله من أصغر آياته ومع ذلك يحيط بالعالم على مقابل له على سطح الأرض وهذا مثال تقريب وإلا فإن الأمر فيما يتعلق بالخالق أعظم وأجل لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يضرب الأمثال من أجل التقريب للذهن لا التحديد، ألم تروا إنه قال: (إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر) نعم؟ ولاشك أن يقين الرؤية التي تحصل للإنسان بالنسبة إلى الله عزوجل أعظم بكثير من يقين الرؤية التي تحصل له لرؤية القمر أو برؤية الشمس، لكن رسول صلى الله عليه وسلم أراد بذلك التقريب (( فإن الله سريع الحساب )) الحساب أن يحاسب الإنسان ويناقش لكن لكل صفة فالمؤمن لا يناقشه الله عزوجل لكنه سبحانه وتعالى يقرره بذنوبه ويقول عملت كذا وكذا في يوم كذا في يوم كذا فيقر ولا يمكن أن ينكر لو أنكر أحد من يشهد ؟ جوارحه، جوارحه التي هي جزء منه تشهد عليه (( اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون )) طيب لكن يقرر الله عزوجل عبده المؤمن بالذنوب ويقر ويقول: قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم، الحمد لله، وما أكثر الذنوب التي ستر الله علينا لو أحصينا ما ستر الله علينا من الذنوب ما استطعنا أن نعدها من منا يكمل صلاته على وجه مطلوب؟ إلا من شاء الله ما نستطيع ننفي نفيا قاطعا لكن إلا من شاء الله من منا لم يحصل المغيبة لأحد؟ أو عدوان أو نظرة محرمة أو غش ولو في الاختبار نعم؟ فالمهم أن الإنسان لا يخلوا من الذنوب ولكن مستورة ستر الله عزوجل برحمته وفضله ولو شاء لبينه لكن لا تغتر بهذا الكل ربما مع كثرة الذنوب يبين أمرك للناس. طيب حساب الكفار يحاسبون فيوقفون على أعمالهم ويخزون بها ـ والعياذ بالله ـ ويقال: (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )) إذا الحساب يختلف أو لا؟ يختلف اعتبار الإيمان والكفر .
تفسير الآية : (( فإن حآجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن ... )) .
ثم قال تعالى: (( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )) (( فإن حاجوك )) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وضمير الغائبة حاجوك الواو هل هي لليهود، أو للنصارى، أو للمشركين، أو للعامة ؟ ثلاثة أقوال: قيل: لليهود، وقيل: للنصارى لأن الآيات التي في أول سورة آل عمران كلها نزلت في النصارى، وقيل: للمشركين لأنه كانوا يحاجون الرسول عليه الصلاة والسلام، قالوا له: إنك يا محمد تزعم الذين يدعون أحدا غير الله يكون هو ومن يدعوه من نار (( إنكم وما تعبدون حصب جهنم )) إذا عيسى في النار لأنه يعبد من دون الله، هذا محاج فأنزل الله بعد الآية مباشرة: (( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون )) فالمهم أن الرسول عليه الصلاة والسلام يحاج يجادله المشركون ويجادله اليهود ويجادله النصارى ولكن يقول الله عزوجل إن حاجوك فقل لهم قولا تخلص به منهم (( قل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )) وإذا أسلم الإنسان وجهه لله قبل كل ما يخبر الله به وامتثل كل ما يأمر به، وانتهى عن كل ما نهى عنه، لأنه مسلم وجهه لله والمراد بالوجه هنا ليس الوجه الجارحة التي في الرأس ولكن مرادها قصد كما قال الشاعر:
رب العباد إليه الوجه والعمل
تقصد لوجهك أي الوجه الذي هو وجه القلب تسلمه لله، وربما نقول: إنه يشمل هذا وهذا، لأن الإنسان يسلم وجهه لله فتجد يضع وجهه الذي هو أشرف أعضاءه يضعه على التراب ذلا لله واستسلاما له أليس كذلك؟ لو أن أكبر ملوك الدنيا قال لك اسجد ولو على فراش لقلت لا سمعا ولا طاعة لا أسجد لك لكن الرب عزوجل يأمرك أن تسجد لك فتسجد على الأرض وعلى التراب ذا استسلام لله تعالى استسلام لوجه الله، طيب إذا قلت: (( أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )) ما الذي يترتب على هذا؟ ولا تخلصوا منهم؟ الجواب: نعم، لأنه يترتب عليه تصديق خبر الله ويش بعد يا غانم؟ ويش يترتب عليه؟ والثاني: امتثال أمره واجتنابه نهيه، فأنا الآن هذه طريقتي ومن ذلك أمرت أن أبلغكم؟ فبلغت وليس على أكثر من ذلك (( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء )) وبهذا نعرف وجه مطابقة الجواب لأيش؟ للشرط وإلا فإن الإنسان قد يتوقع جوابا غير هذا قد يتوقع أن يقال: فإن حاجوك فحاجهم، قد يتوقع هذا، لكن قال: إن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتعبن وآمنت به وانقدت لأوامره ومن ذلك أنني أبلغكم وقد فعلت فإن اهتديتم فلأنفسكم وإن ظللتم فعليكم . وقوله: (( لله ومن اتبعن )) من هذه معطوفة على أيش؟ على (( أسلمت )) وعلى ت، ت هذه هذا ضمير في أسلمت، اختصارا طيب على الضمير في (( أسلمت )) ولا يجوز أن يكون معطوفا على لفظ الجلالة أليس كذلك؟ لأن الرسول لا يسلم لمن اتبعه إنما يسلم وجهه لله ومثل ذلك قوله تعالى: (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) فإن بعض المعربين قالوا إن من معطوفة على لفظ الجلالة يعني: حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين، وهذا غلط لأن النبي صلى الله عليه وسلم حسبه الله وحده وحسب من اتبعه من المؤمنين كأن الذين قالوا إن من اتبعك من المؤمنين معطوف على لفظ الجلالة استندوا على قوله تعالى: (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) ولكن بينهما فرق عظيم لأيش؟ لأن أيدك أي أسند التأييد إلى من؟ إلى الله، وجعل النصر والمؤمنين وسيلة فالمؤيد هو الله فبينها وبين قوله: (( حسبك الله ومن اتبعك )) فرق ظاهر، على كل حال أن قوله: (( ومن اتبعن )) معطوفة على التاء في (( أسلمت )) أي على الضمير . وقوله: (( وجهي لله )) فيها قراءتان: قراءة: سكون الياء، وقراءة: فتح الياء، (( وجهي لله )) الثاني: (( وجهي لله )) أما الهاء فهي مكسورة، ويشكل على هذا: كيف تكون معطوفة على ما هو في محل الرفع وهو التاء ثم تكون مكسورة ؟ إذا الضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم باشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يمكن أن تطابق غير الكسرة، لا يمكن أن تطابق يكسر الشيء الذي قبلها من أجلها، فلهذا نقول: اشتغال المحل بحركة مناسبة وهي الكسرة . وقوله: (( ومن اتبعن )) اتبعن على أيش؟ على ما جئت به من العقيدة والقول والعمل، وعلامة المتبع للرسول عليه الصلاة والسلام حقا هو الذي إذا قيل له: قال رسول الله صار كقول من قال له: قال الله،ن وإذا قيل له: فعل رسول الله لم يعدل بفعله فعل أحد من الناس هذه حقيقة المتبع، أما من قال شيئا أو فعل شيئا أو اعتقد شيئا ثم حاول أن يصرف كلام الرسول عليه الصلاة والسلام إليه فهذا حقيقة ليس بمتبع لأيش؟ لأنه لم يذعن لما جاء به الرسول إنما اتبع هواه ثم حاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يوافق هواه وهذه مسألة خطيرة، ولهذا إذا قرأت في بعض الأحيان كتب العلماء في باب المناقشة تتعجب كيف يبنون الأدلة على عقائدهم على ما يعتقدون من الأحكام أو من العقائد القلبية فيحاولون أن يصرفوا هذه النصوص إلى ما يعتقدون وتستكبر هذا الأمر منهم وهم علماء أجلة وهذه المهنة لا يسلم منها إلا من عصمه الله نسأل الله أن يعصمني وإياكم منها ـ مهنة عظيمة أن تجعل الهدى تابعا لهوى والواجب أن تكون الهوى تابعا للهدى .
رب العباد إليه الوجه والعمل
تقصد لوجهك أي الوجه الذي هو وجه القلب تسلمه لله، وربما نقول: إنه يشمل هذا وهذا، لأن الإنسان يسلم وجهه لله فتجد يضع وجهه الذي هو أشرف أعضاءه يضعه على التراب ذلا لله واستسلاما له أليس كذلك؟ لو أن أكبر ملوك الدنيا قال لك اسجد ولو على فراش لقلت لا سمعا ولا طاعة لا أسجد لك لكن الرب عزوجل يأمرك أن تسجد لك فتسجد على الأرض وعلى التراب ذا استسلام لله تعالى استسلام لوجه الله، طيب إذا قلت: (( أسلمت وجهي لله ومن اتبعن )) ما الذي يترتب على هذا؟ ولا تخلصوا منهم؟ الجواب: نعم، لأنه يترتب عليه تصديق خبر الله ويش بعد يا غانم؟ ويش يترتب عليه؟ والثاني: امتثال أمره واجتنابه نهيه، فأنا الآن هذه طريقتي ومن ذلك أمرت أن أبلغكم؟ فبلغت وليس على أكثر من ذلك (( ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء )) وبهذا نعرف وجه مطابقة الجواب لأيش؟ للشرط وإلا فإن الإنسان قد يتوقع جوابا غير هذا قد يتوقع أن يقال: فإن حاجوك فحاجهم، قد يتوقع هذا، لكن قال: إن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتعبن وآمنت به وانقدت لأوامره ومن ذلك أنني أبلغكم وقد فعلت فإن اهتديتم فلأنفسكم وإن ظللتم فعليكم . وقوله: (( لله ومن اتبعن )) من هذه معطوفة على أيش؟ على (( أسلمت )) وعلى ت، ت هذه هذا ضمير في أسلمت، اختصارا طيب على الضمير في (( أسلمت )) ولا يجوز أن يكون معطوفا على لفظ الجلالة أليس كذلك؟ لأن الرسول لا يسلم لمن اتبعه إنما يسلم وجهه لله ومثل ذلك قوله تعالى: (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين )) فإن بعض المعربين قالوا إن من معطوفة على لفظ الجلالة يعني: حسبك الله وحسبك من اتبعك من المؤمنين، وهذا غلط لأن النبي صلى الله عليه وسلم حسبه الله وحده وحسب من اتبعه من المؤمنين كأن الذين قالوا إن من اتبعك من المؤمنين معطوف على لفظ الجلالة استندوا على قوله تعالى: (( هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين )) ولكن بينهما فرق عظيم لأيش؟ لأن أيدك أي أسند التأييد إلى من؟ إلى الله، وجعل النصر والمؤمنين وسيلة فالمؤيد هو الله فبينها وبين قوله: (( حسبك الله ومن اتبعك )) فرق ظاهر، على كل حال أن قوله: (( ومن اتبعن )) معطوفة على التاء في (( أسلمت )) أي على الضمير . وقوله: (( وجهي لله )) فيها قراءتان: قراءة: سكون الياء، وقراءة: فتح الياء، (( وجهي لله )) الثاني: (( وجهي لله )) أما الهاء فهي مكسورة، ويشكل على هذا: كيف تكون معطوفة على ما هو في محل الرفع وهو التاء ثم تكون مكسورة ؟ إذا الضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم باشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يمكن أن تطابق غير الكسرة، لا يمكن أن تطابق يكسر الشيء الذي قبلها من أجلها، فلهذا نقول: اشتغال المحل بحركة مناسبة وهي الكسرة . وقوله: (( ومن اتبعن )) اتبعن على أيش؟ على ما جئت به من العقيدة والقول والعمل، وعلامة المتبع للرسول عليه الصلاة والسلام حقا هو الذي إذا قيل له: قال رسول الله صار كقول من قال له: قال الله،ن وإذا قيل له: فعل رسول الله لم يعدل بفعله فعل أحد من الناس هذه حقيقة المتبع، أما من قال شيئا أو فعل شيئا أو اعتقد شيئا ثم حاول أن يصرف كلام الرسول عليه الصلاة والسلام إليه فهذا حقيقة ليس بمتبع لأيش؟ لأنه لم يذعن لما جاء به الرسول إنما اتبع هواه ثم حاول أن يلوي أعناق النصوص إلى ما يوافق هواه وهذه مسألة خطيرة، ولهذا إذا قرأت في بعض الأحيان كتب العلماء في باب المناقشة تتعجب كيف يبنون الأدلة على عقائدهم على ما يعتقدون من الأحكام أو من العقائد القلبية فيحاولون أن يصرفوا هذه النصوص إلى ما يعتقدون وتستكبر هذا الأمر منهم وهم علماء أجلة وهذه المهنة لا يسلم منها إلا من عصمه الله نسأل الله أن يعصمني وإياكم منها ـ مهنة عظيمة أن تجعل الهدى تابعا لهوى والواجب أن تكون الهوى تابعا للهدى .
تتمة تفسير الآية : (( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم ... )) .
(( وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم )) هذا مما يدل على أن الواو في (( حاجوك )) يشمل اليهود والنصارى والمشركين، يعني وقل هل أنتم تفعلون مثل فعلي ؟ (( قل للذين أوتوا الكتاب )) وهم اليهود والنصارى (( والأميين )) وهم العرب وسموا أميين نسبة للأم لأنهم كانوا جاهلين، ولهذا يقال: أهل الجاهلية إذ لم يأتهم رسولهم بعد إسماعيل عليه السلام فكانوا جاهلين، ومنهم من يتعلم ويأخذ العلم ويأخذ العلم للرسالات الإلهية عن النصارى مثل ورقة بن نوفل وإلا فعامتهم جهال . (( قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم )) فيها قراءتان: (( آأسلمتم )) و (( أأسلمتم )) أي بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما ((أأسلمتم)) والاستفهام هنا يراد به الأمر على قول لأهل العلم يعني: قل للذين أوتوا الكتاب والأميين أسلموا، فالاستفهام بمعنى الأمر، ومثله قوله تعالى: (( قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون )) (( فهل أنتم مسلمون )) يعني أيش؟ يعني فأسلموا، وقيل بل المراد بذلك: الندى على بداهتهم يعني إنه ينادي عليهم بالبراءة يعني أأسلمتم بعد هذا البيان وهذا الوضوح ؟ أم أنكم لم تفقهوا حتى الآن، وهذا المعنى أبلغ من المعنى الأول فيكون المراد بذلك النداء على بداهتهم وعلى التنديد بهم وأنهم لم يسلموا مع ظهور المعنى ووضوحه قال الله عزوجل: (( فإن أسلموا فقد اهتدوا )) إن أسلموا بالإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد اهتدوا، هداية التوفيق أو هداية الدلالة ؟ هداية التوفيق يعني فقد سلكوا طريق الهداية، لأن الهداية نوعان: هداية دلالة وهذه شاملة لكل أحد قال الله تعالى: (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير )) لابد أن يهدي الله سبحانه وتعالى كلهم، وهداية التوفيق وهذه خاصة بمن ودي للإسلام في كل زمان ومكان بحسبه، فمن اهتدى هداية التوفيق فهو محل المدح والثناء وأما الأول الذي اهتدى هداية الدلالة يعني معناه علم الحق فهذا إذا خالف الحق كان أشد ذما ممن لم يعلم الحق، فإن قلت لو فرض أن أحدا من الناس لم يعرف، لم يعلم بالشريعة مثل أصحاب الفطرة فما حكم هؤلاء؟ الجواب أن حكمهم ما هم عليه إذا كانوا على باطل فهم على باطل ولا يفهم بأنهم مسلمون لأنهم لم يسلموا ولكن في الآخرة أمرهم إلى الله عزوجل لا نعلم فقد يختبرهم الله تعالى بما شاء على الوجه الذي يريده فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصى دخل النار.
أسئلة .
الشيخ : لا، خلا فيها نذير ولكن بدلوا وغيروا عمرو بن لحي هو الذي بدل وغير.
ظاهر الآية :(( فإن حاجوك فقل أسلمت )) ترك المجادلة مطلقا فهل هذا صحيح.؟
السائل : ظاهر الآية : (( فإن حاجوك )) فيه حاجة مطلقا لأنه قال عند ما ؟
الشيخ : أي هذه حكاية حال قوم معينين وهم النصارى، المجادلة بأن يقولوا مثلا ما أنت برسول لو كنت رسولا لكنت ملكا وما أشبه ذلك، وقد ذكر لنا المحاجة الطويلة مع النبي عليه الصلاة والسلام في سورة الإسراء لو راجعتها نعم
الشيخ : أي هذه حكاية حال قوم معينين وهم النصارى، المجادلة بأن يقولوا مثلا ما أنت برسول لو كنت رسولا لكنت ملكا وما أشبه ذلك، وقد ذكر لنا المحاجة الطويلة مع النبي عليه الصلاة والسلام في سورة الإسراء لو راجعتها نعم
كيف جاء ترتيب سرعة الحساب على الكفر في الآية :(( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ))..؟
السائل : كيف يصح ترتيب سرعة الحساب على الكفر ؟
الشيخ : لأن الكفر لا سرعة الحساب . سوا ء كفروا أم لم يكفروا كذا؟ طيب ما الجواب ؟ نعم يا محمد ؟ هذا ذكر الله تعالى للتهديد، أحسنت ذكرنا هذا، هذا للتهديد.
السائل : ما هو المراد بالتهديد ؟
الشيخ : نعم هو المراد تهديد لهؤلاء مثل ما أقول لشخص أمرته بشيء قلت: شف إن خالفتني فإن ضربي شديد.
الشيخ : لأن الكفر لا سرعة الحساب . سوا ء كفروا أم لم يكفروا كذا؟ طيب ما الجواب ؟ نعم يا محمد ؟ هذا ذكر الله تعالى للتهديد، أحسنت ذكرنا هذا، هذا للتهديد.
السائل : ما هو المراد بالتهديد ؟
الشيخ : نعم هو المراد تهديد لهؤلاء مثل ما أقول لشخص أمرته بشيء قلت: شف إن خالفتني فإن ضربي شديد.
9 - كيف جاء ترتيب سرعة الحساب على الكفر في الآية :(( ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب ))..؟ أستمع حفظ
كيف تكون الردود على المخالفين.؟
الشيخ : نعم هذه من الخطأ أنا أرى إن هذه . يجب أن أولا نعرف من هذا ، هل هو شخص معروف بالبدع وبالشر وبالفساد فهذا وإن يستحق ، ورجل آخر نعرف أنه أخطأ لا ، فهذا أول من يناقش معه حتى نصل إلى الغاية المقصودة للجميع بأن نعلم أن الرجل حسن النية ؟ وإذا كان الرجل حسن النية فسيرجع إلى الحق ولابد، أما أن يتخذ بعضنا بعضا وخصما فهذا لاشك أنه يبعد كل الجانبين الراد والمرود عليه لأن الناس سوف ينقسمون ما كل الناس يعلم الحق ولا كل الناس أيضا يثق بشخص واحد نعم .
الشيخ : يعني إذا نصحت الإنسان واهتدى ثم عاد إلى ضلاله فأعد لأن بعض الناس إذا لم يكن عنده من يساعد على الاستمرار بالاستقامة والالتزام ربما يحيد ـ والعياذ بالله ـ على كل حال إذا انقطعت فالأصل إذا أردت أنه قبل منه فالأصل أنه سيبقى على قبوله لكن إذا علمت أنه انحرف فهذا عليه
الشيخ : يعني إذا نصحت الإنسان واهتدى ثم عاد إلى ضلاله فأعد لأن بعض الناس إذا لم يكن عنده من يساعد على الاستمرار بالاستقامة والالتزام ربما يحيد ـ والعياذ بالله ـ على كل حال إذا انقطعت فالأصل إذا أردت أنه قبل منه فالأصل أنه سيبقى على قبوله لكن إذا علمت أنه انحرف فهذا عليه
ورقة بن نوفل كان تنصر فكيف ودين إسماعيل كان قائما.؟
الشيخ : نعم شيبة ؟ شيخ لما كان دين اسماعيل عليه السلام قائم كيف كان ، لا ما هو قائم أخلفوه غيروا فيه لما ظهر عمرو بن لحي الخزاعي نصب الأصنام للناس فصار الناس يتبعونه، وتعرف أن الإنسان إذا ضل في شيء صار هذا سببا لضلاله بشيء آخر نعم.
أسئلة.
كفر بها ضد أقر بها يعني ما ستر بكل حال بل تضمنت معنى زائدا على الستر فالشيء أصله من مادة ولكنه يضمن معنى مادة أخرى يكون أبلغ فإن مجرد الستر دون الكفر بالشيء الكفر بالشيء يقتضي جهله والمدافعة عن عقيدته التي هي الكفر نعم، يعني ممكن أن نقول جحد به نعم . أما الحديث وارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز في جزيرة العرب أن يجتمع فيها دينان أما غير جزيرة العرب فمازالت موجودة منذ عهد خلفاء الراشدين لكن جزيرة العرب لأنها أم للإسلام نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجتمع فيها دينان ولهذا يجب على جميع المسلمين العناية لبلدانهم وأن يح غاية ال على أن لا تقام شعائرهم في بلادهم ولكن لا يمنع بلاد الحق مما يباح لهم أن يفعلوا نعم.
اضيفت في - 2006-04-10