تفسير سورة آل عمران-08b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
مناقشة الآية : (( فإن أسلموا فقد اهتدوا ... )) .
الشيخ : (( فإن أسلموا فقد اهتدوا )) هداية الله لماذا اقترن بالفاء ؟
الطالب : لأن الماضي بقد الماضي إذا كان بقد وجبت الفاء عليه،
الشيخ : أحسنت تمام ، فيه بيت مشهور في الجمل التي يجب ارتباطها بالفائدة وقت جوابا للشرط تحضر يا مهند ؟
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتمييز هذه قد .
الشيخ : طيب يقول: (( إن أسلموا فقد اهتدوا )) ما المراد بالهداية هنا ؟
الطالب : هداية التوفيق ،
الشيخ : طيب هل تستطيع أن تأتي لي بمثال فيه هداية الدلالة والتوفيق ؟ (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) هذه هداة أيش ؟
الطالب : هداية الدلالة .
يستفاد من هذه الآية: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس عليه هداية الناس، لقوله تعالى: (( وإن تولوا فإنما عليك البلاغ )) . هل ينسحب هذا الحكم على من ورث النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العلم ؟ نعم ، فيكون عليهم البلاغ دون هداية التوفيق نعم . استدل بعض العلماء بهذه الآية على أنه على القاعدة المعروفة في أصول الفقه: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، كيف ذلك يا عبد الله؟
الطالب : قوله: (( عليك البلاغ )) يفيد الحصر ،
الشيخ : ما وجه دلالته على قولهم إنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ؟
الطالب : عليك وعلى ظاهرة للوجوب والتبليغ واجب إذا ظهر هذا الأمر قوله: (( عليك البلاغ ))
الشيخ : يعني لو لم يبين عند الحاجة لم يكن مبلغا لا أخل بهذا الواجب واضح؟ طيب . إذا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن شرط والحاجة تدعوا إلى بيانه لو كان شرطا فهل يمكن أن يستدل بذلك على أنه ليس بشرط ؟ يعني مسألة اشترطها بعض العلماء لصحة العبادة والنبي عليه الصلاة والسلام سكت عنها بحال تدعوا إلى بيانها لو كانت واجبة فهل يمكن أن نستدل بذلك على أنها ليست بشرط؟
الطالب : نعم ،
الشيخ : من هذه الآية ؟
الطالب : نعم،
الشيخ : من هذه الآية لأنها لو كانت شرطا لبلغه النبي صلى الله عليه وسلم . قوله: (( والله بصير بالعباد )) يا غانم هل المراد بصر الرؤية أو بصر العلم ؟
الطالب : بصر العلم ،
الشيخ : لماذا قيدتها في هذه الآية ببصر العلم ؟ قوله: (( بصير بالعباد )) يعلم ما يعمل العباد، ولا يمكن أن يكون بصيرا بأعمالهم يراها ؟ السياق يدل على العلم، ما وجه السياق ؟ قال: (( الله بصير بالعباد )) إذا يشمل بصر الرؤية وبصر العلم .
الشيخ : هل هناك دليل على أن الله يبصر بصر الرؤية ؟
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( حجابه من نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )
الشيخ : فأثبت لله بصرا يرى به عز وجل .
الشيخ : ماذا تفيده هذه الجملة التي وقعت جوابا لقوله: (( فإن تولوا )) طلال ؟
الطالب : التهديد،
الشيخ : التهديد وأنه إذا كان بصيرا بهم فسوف يجازيهم على توليهم نعم؟.
الطالب : لأن الماضي بقد الماضي إذا كان بقد وجبت الفاء عليه،
الشيخ : أحسنت تمام ، فيه بيت مشهور في الجمل التي يجب ارتباطها بالفائدة وقت جوابا للشرط تحضر يا مهند ؟
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتمييز هذه قد .
الشيخ : طيب يقول: (( إن أسلموا فقد اهتدوا )) ما المراد بالهداية هنا ؟
الطالب : هداية التوفيق ،
الشيخ : طيب هل تستطيع أن تأتي لي بمثال فيه هداية الدلالة والتوفيق ؟ (( وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) هذه هداة أيش ؟
الطالب : هداية الدلالة .
يستفاد من هذه الآية: أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليس عليه هداية الناس، لقوله تعالى: (( وإن تولوا فإنما عليك البلاغ )) . هل ينسحب هذا الحكم على من ورث النبي صلى الله عليه وسلم من أهل العلم ؟ نعم ، فيكون عليهم البلاغ دون هداية التوفيق نعم . استدل بعض العلماء بهذه الآية على أنه على القاعدة المعروفة في أصول الفقه: لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، كيف ذلك يا عبد الله؟
الطالب : قوله: (( عليك البلاغ )) يفيد الحصر ،
الشيخ : ما وجه دلالته على قولهم إنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ؟
الطالب : عليك وعلى ظاهرة للوجوب والتبليغ واجب إذا ظهر هذا الأمر قوله: (( عليك البلاغ ))
الشيخ : يعني لو لم يبين عند الحاجة لم يكن مبلغا لا أخل بهذا الواجب واضح؟ طيب . إذا سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن شرط والحاجة تدعوا إلى بيانه لو كان شرطا فهل يمكن أن يستدل بذلك على أنه ليس بشرط ؟ يعني مسألة اشترطها بعض العلماء لصحة العبادة والنبي عليه الصلاة والسلام سكت عنها بحال تدعوا إلى بيانها لو كانت واجبة فهل يمكن أن نستدل بذلك على أنها ليست بشرط؟
الطالب : نعم ،
الشيخ : من هذه الآية ؟
الطالب : نعم،
الشيخ : من هذه الآية لأنها لو كانت شرطا لبلغه النبي صلى الله عليه وسلم . قوله: (( والله بصير بالعباد )) يا غانم هل المراد بصر الرؤية أو بصر العلم ؟
الطالب : بصر العلم ،
الشيخ : لماذا قيدتها في هذه الآية ببصر العلم ؟ قوله: (( بصير بالعباد )) يعلم ما يعمل العباد، ولا يمكن أن يكون بصيرا بأعمالهم يراها ؟ السياق يدل على العلم، ما وجه السياق ؟ قال: (( الله بصير بالعباد )) إذا يشمل بصر الرؤية وبصر العلم .
الشيخ : هل هناك دليل على أن الله يبصر بصر الرؤية ؟
الطالب : قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( حجابه من نور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه )
الشيخ : فأثبت لله بصرا يرى به عز وجل .
الشيخ : ماذا تفيده هذه الجملة التي وقعت جوابا لقوله: (( فإن تولوا )) طلال ؟
الطالب : التهديد،
الشيخ : التهديد وأنه إذا كان بصيرا بهم فسوف يجازيهم على توليهم نعم؟.
مناقشة الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حقٍ ... )) .
الشيخ : قوله تعالى: (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس )) في (( يقتلون )) الثانية قراءتان نعم خليل ؟
الطالب : (( يقاتلون )) و (( يقتلون )) ،
الشيخ : (( يقتلون )) و (( يقاتلون )) .
الشيخ : هل يمكن العمل بالقراءتين وهل بينهما منافاة ؟
الطالب : ليس بينهما منافاة،
الشيخ : لأنه يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس يقتلون من لا يقاتلهم ويقاتلون من يقاتلهم طيب .
الشيخ : في ((( لنبيين )) قراءتان أيضا؟
الطالب : (( النبيين )) و (( النبيئين )) طيب.
الشيخ : أظن مر علينا أنه إذا جاءت قراءتان في آية فإن الأفضل أن يقرأ الإنسان بهذه مرة وبهذه مرة كما لو جاءت السنة بصفتين من صفات العبادة فالأفضل أن يفعل الإنسان هذا مرة وهذا مرة كذلك القراءتان، ولكن يجب أن يتأكد الإنسان من القراءة فإذا تأكد أن هذه القراءة سبعية فإن الأفضل أن يقرأ بهذه مرة وبهذه مرة لأن الكل سنة .
الشيخ : قوله: (( ويقتلون النبيين بغير حق )) يا محمد بن سلام هل هناك قتل النبيين بحق ؟
الطالب : لأنه جعل محط الدم قتل النبيين بغير حق فهل هنالك قتل للنبيين بغير حق ؟
الشيخ : قتلهم بالقصاص يعني ؟
الطالب : ما ندري ،
الشيخ : طيب هل المقتول قصاصا يذم قاتله ؟ إذا آية سيقت مساق الذم ؟ شيخ ؟ نعم، هذه الآية لبيان الواقع، لبيان الواقع صحيح، هذه الآية لبيان الواقع والتنديد بهم، لبيان الواقع أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق بل بالباطل والتنديد بهؤلاء حيث يقتلون هؤلاء السادة بغير حق نعم.
الشيخ : قال الله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) كيف استعمل البشارة بالعذاب والبشارة ما تكون إلا بالخير ؟ وهل يذكر الثناء أو وصف بالطيب في مقام التهكم ؟ هل يمكن الشيء المحبوب في مقام التهكم هات مثال ؟ مثال لتقوية قولك ؟ نعم محمد ؟ مثاله في قوله تعالى: (( ذق إنك أنت العزيز الكريم )) طيب ، هذا وجه ، الوجه الثاني يا عيان ؟ الوجه الأول أنه على سبيل التهكم بهم والوجه الثاني ؟ غانم ؟ أنه استعملت البشارة في مقام الوعيد لأنها علامة الخبر هذا يظهر على بشرته فتتغير كما تتغير البشرة بما يسر .
الطالب : (( يقاتلون )) و (( يقتلون )) ،
الشيخ : (( يقتلون )) و (( يقاتلون )) .
الشيخ : هل يمكن العمل بالقراءتين وهل بينهما منافاة ؟
الطالب : ليس بينهما منافاة،
الشيخ : لأنه يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس يقتلون من لا يقاتلهم ويقاتلون من يقاتلهم طيب .
الشيخ : في ((( لنبيين )) قراءتان أيضا؟
الطالب : (( النبيين )) و (( النبيئين )) طيب.
الشيخ : أظن مر علينا أنه إذا جاءت قراءتان في آية فإن الأفضل أن يقرأ الإنسان بهذه مرة وبهذه مرة كما لو جاءت السنة بصفتين من صفات العبادة فالأفضل أن يفعل الإنسان هذا مرة وهذا مرة كذلك القراءتان، ولكن يجب أن يتأكد الإنسان من القراءة فإذا تأكد أن هذه القراءة سبعية فإن الأفضل أن يقرأ بهذه مرة وبهذه مرة لأن الكل سنة .
الشيخ : قوله: (( ويقتلون النبيين بغير حق )) يا محمد بن سلام هل هناك قتل النبيين بحق ؟
الطالب : لأنه جعل محط الدم قتل النبيين بغير حق فهل هنالك قتل للنبيين بغير حق ؟
الشيخ : قتلهم بالقصاص يعني ؟
الطالب : ما ندري ،
الشيخ : طيب هل المقتول قصاصا يذم قاتله ؟ إذا آية سيقت مساق الذم ؟ شيخ ؟ نعم، هذه الآية لبيان الواقع، لبيان الواقع صحيح، هذه الآية لبيان الواقع والتنديد بهم، لبيان الواقع أنهم يقتلون الأنبياء بغير حق بل بالباطل والتنديد بهؤلاء حيث يقتلون هؤلاء السادة بغير حق نعم.
الشيخ : قال الله تعالى: (( فبشرهم بعذاب أليم )) كيف استعمل البشارة بالعذاب والبشارة ما تكون إلا بالخير ؟ وهل يذكر الثناء أو وصف بالطيب في مقام التهكم ؟ هل يمكن الشيء المحبوب في مقام التهكم هات مثال ؟ مثال لتقوية قولك ؟ نعم محمد ؟ مثاله في قوله تعالى: (( ذق إنك أنت العزيز الكريم )) طيب ، هذا وجه ، الوجه الثاني يا عيان ؟ الوجه الأول أنه على سبيل التهكم بهم والوجه الثاني ؟ غانم ؟ أنه استعملت البشارة في مقام الوعيد لأنها علامة الخبر هذا يظهر على بشرته فتتغير كما تتغير البشرة بما يسر .
تفسير الآية : (( أولـئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) .
ثم قال الله عز وجل: (( أولئك الذين حبطت أعمالهم )) هذا مبتدأ الدرس الليلة (( أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) (( أولئك )) المشار إليه هؤلاء الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذي يأمرون بالقسط من الناس وهم أهل الخير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، هؤلاء الذين قامت بهم هذه الصفات هم الذين حبطت أعمالهم، حبوط الشيء يعني ذهابه وزواله وعدم الاستفادة منه، فهؤلاء حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فظاهر لأنهم لن يستفيدوا من أعمالهم وإن كانت خيرا حتى الإنسان الكافر إذا عمل خيرا في الدنيا كالإحسان إلى الناس خصوصا أو عموما فإن ذلك لا ينفعه في الآخرة، لقوله تعالى: (( وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) ، لكن كيف حبطت أعمالهم في الدنيا ؟ حبطت أعمالهم في الدنيا لأنهم لما لم يستفيدوا منها صاروا كأنهم لم يعملوها فأعمالهم لم تنفعهم، وشاهد هذا قوله تعالى: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا ذلك هو الخسران المبين )) . قال: (( وما لهم من ناصرين )) هذه الجملة كما نعلم جميعا جملة منفية بما، وأسأل هنا هل ما هذه عاملة عمل ليس أو لا ؟ من يعرف؟ نعم ليست عاملة عمل ليس، لماذا؟ لأنه تقدم الخبر، وهل لديك شاهد من كلام أهل العلم على ما قلت ؟ من الألفية ؟ من الألفية نعم، يا هداية الله ؟ قاعدة نحوية نقول: لا لا أنا أريد من كلام ابن مالك لأن الأخ محمد، وعندي كلام ابن الحاجب، طيب نعم، قوله: ما بقي النفي وترتيب ذكر، طيب ولكن هنا إشكال وهو قوله: (( من ناصرين )) كيف نعربها ؟ يا فهد ؟ من زائد حرف جر زائد زائد كذا؟ أيش لون زائد زائد ؟ اشرح للإخوان؟ زائد إعرابا وزائد معنى، يعني زائد في الإعراب ويزيد في المعنى، و (( ناصرين )) اسم ما مرفوع، اسم ما وأنت قلت ما ومحمد يقول ما تعمل كيف نقول اسم ما ؟ ما عندك غير هذا؟ طيب ظهير؟ خبر، خبر لا ما هو صحيح، مبتدأ، نعم، ولهم خبر، أي لكن كمل إعراب ناصرين ؟ ناصرين اسم الفاعل مجرور لفظا ومرفوع معنا مبتدأ، مبتدأ طيب، اصبر كمل كمل. مبتدأ كيف ؟ يعني مرفوع لفظا صح ناصرين اسم الفاعل جمع المذكر السالم ورفعه بالواو مع خبر مضموم ونصبه وجره بالياء ما قبل مكسور مجرور لفظا ومرفوع محلا مبتدأ، طيب وما نافية، إذا علامة رفعه ؟ الواو المقدرة، وما نافية ولهم ظرف يعلق بالمحذوف، جار ومجرور متعلق بالمحذوف والخبر، المهم الآن فهمنا من كلامه أن الواو مقدرة في محل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حذف الجر بالزائد، يعني هؤلاء الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ليس لهم أحد ينصرهم، وأكد سبحانه وتعالى النفي هنا أكده بمن الزائدة، يعني ما لهم أحد ينصرهم لا على سبيل الاجتماع ولا على سبيل الانفراد، لأن من الزائدة إذا دخلت تجعل النفي نصا في العموم كلا نافية للجنس .
تفسير الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... )) .
ثم قال الله تعالى: (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون )) (( ألم تر )) الاستفهام هنا للتعجب، فإن هذه الحال يتعجب منها كل عاقل، و((تر)) يحتمل أن يكون رؤية عين ويحتمل أن يكون رؤية علم والثاني أولى لأنه أشمل ولأنه يتعلق بالحال والحال تعلم وليست ترى بالعين يعني ألم تعلم إلى هؤلاء . (( الذين أوتوا نصيبا من الكتاب )) يعني أوتوا نصيبا من العلم والذي آتاهم النصيب هو الله عزوجل وحذفه للعلم به لأن الله تعالى هو الذي يعطي العلم قال الله تعالى: (( يعطي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا )) وقال تعالى: (( وعلمناه من لدنا علما )) فالذي يؤتي النصيب من العلم هو الله عز وجل . وقوله: (( نصيبا من الكتاب )) يفيد التقليل أو التكثير؟ يحتمل أن يكون المراد أوتوا نصيبا كبيرا من الكتاب بحيث يكون حاملا لهم على الاهتداء ولكنهم والعياذ بالله ـ استكبروا، ويحتمل أنه ليس عندهم إلا علم قليل وأنه لو فرض أن عندهم علما كثيرا فإن هذا العلم لم ينفعهم فصاروا كالذي أوتي نصيبا قليلا من العلم . وقوله: (( يدعون إلى كتاب الله )) هذا محل التعجب يعني أنهم مع ما عندهم من العلم يدعون إلى كتاب الله، والداعي لهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعى بدعوته إلى يوم القيمة، هؤلاء يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم، إسناد الحكم هنا يحتمل أن يكون إلى الله عزوجل ليحكم الله بينهم بكتابه، ويحتمل أن يكون إلى الكتاب وأسند الحكم إليه لأن الحكم صار به ويضاف الشيء إلى سببه كثيرا، على كل حال سواء قلنا إن الضمير في (( يحكم )) يعود إلى الله أو قلنا إنه يعود إلى الكتاب هؤلاء يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ولكنهم لا يقبلون هذا، ولهذا قال: (( ثم يتولى فريق منهم معرضون )) يتولى فريق منهم لا كلهم لأن بعضهم قد هدي بعض هؤلاء الذين أوتوا نصيبا من الكتاب قد هداهم الله وهم كثير لكن تولى فريق منهم ومع توليهم فإنهم معرضون ـ والعياذ بالله ـ ليس عندهم إقبال لا في الظاهر ولا في الباطن بل هم متولون معرضون وإنما قال: (( وهم معرضون )) وهي جملة حالية من طريق إنما قال ذلك لأن الإنسان قد يتولى لسبب طارئ لكن في قلبه شيء من الإقبال، أما هؤلاء فإنهم متولون وهم قد امتلئوا إعراضا عن كتاب الله ليحكم بينهم، وهنا يقول: (( يتولى فريق منهم وهم معرضون )) كيف صحت الحال من النكرة فريق؟ الحال هو ما يبين هيئة الفاعل، أي نعم، فاعل نكرة واو معرفة، لا لا، هو يبين هيئة الفاعل، أي لكن الفاعل لابد أن يكون معرفة أو نكرة فيها سبب، لأنها موصوفة، لأنها موصوفة (( فريق منهم )) وإذا وصفت النكرة تخصصت فصارت شبيهة بالمعرفة .
4 - تفسير الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدوداتٍ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) .
(( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) (( ذلك )) المشار إليه التولي والإعراض بأنهم خدعوا أنفسهم وقالوا لن تمسنا النار أي لن تصيبنا إلا أياما معدودات، أياما قلائل لأن كل معدود فهو قليل ودليل ذلك قوله تعالى: (( وما نؤخره إلى لأجل معدود )) وقال: (( قل متاع الدنيا قليل )) فكل شيء معدود فهو قليل لأن شيئا يمضي واحد اثنين ثلاث ة أربعة لابد أن ينتهي، هؤلاء يقولون: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) ثم من يخلفهم بعده؟ من يخلفهم فيها؟ يدعون أن الذي يخلفهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهؤلاء هم اليهود زعما منهم ودعوى مردودة قالوا: إنهم يدخلون النار ولكنهم لا يمكثون فيها إلا أياما معدودة ثم يخلفهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيها أبد الآبدين وكذبوا في ذلك، فهم ستمسهم النار ويبقون فيها أبد الآبدين لكن غروا أنفسهم وخدعوا عوامهم بهذا القول المفترى (( بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) غرهم الغرور والخداع بمعنى واحد متقارب يعني هؤلاء خدعوا أو هم خدعوا في دينهم حيث ظنوا أنهم على حق وبعضهم عاند الحق عالما به مفتريا كذابا غرهم في دينهم ما كانوا يفترون أي الذي كانوا يفترونه، ومنه قولهم: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) . نأخذ الفوائد في المستقبل أو الآن ؟ نعم.
5 - تفسير الآية : (( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدوداتٍ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفيت كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون )) .
(( فكيف إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) أي فكيف تكون حالهم كيف تكون حالهم في هذا الوقت إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه، والاستفهام للعظيم يعني ما أعظم ما تكون حالهم في تلك اليوم وما أشد حسرتهم إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه أي جمعناهم لهذا اليوم أي فيه، واللام تأتي دائما بمعنى في ويسمونها لام التوقيت ومنه قوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) أي في قبل عدتهم أي في استقبال عدتهم، فاليوم لاريب فيه أي جمعوا لهذا اليوم أي فيه وهو يوم القيمة . وقوله: (( لاريب فيه )) إما أنه خبر بمعنى النهي المعنى: لا ترتابوا فيه، أو أنه خبر على حقيقته والمعنى أن الله عزوجل يخبر عن هذا اليوم بأنه لاريب فيه أي لاريب في وقوعه، وهذا اليوم قد دل عليه الكتاب والسنة والعقل، أما الكتاب فما أكثر الآيات التي فيها إثبات اليوم الآخر، وما أكثر الأمثال التي يضربها الله عزوجل لإثبات هذا اليوم ببعث الخلائق، وأما في السنة فكثير أيضا إثبات هذا اليوم، وأما في العقل فلأن العقل يدل بالضرورة على أن هذه الخليقة لابد أن يكون لها معاد تحاسب عليه على ما أمرت به لأنه ليس من المعقول أن ينشئ الله خليقة يأمرها وينهاها ويبعث إليه الرسل وينزل عليها الكتب ويستباح دماء من لم ينقد لهذه الكتب ويتبع هؤلاء الرسل ثم تكون النتيجة أن تموت هذه البشرية ولا تبعث تكون ترابا، لو وقع هذا الفعل من أي أحد لقيل هذا سفه من أسفه السفه، لو أن الإنسان صنع ثوبا وخاطه وأتقنه ومن أحسن ما يكون ثم في النهاية أحرقه لعد الناس كلهم هذا سفها فكيف بهذه الخليقة التي خلقها الله عزوجل وأنزل عليها الكتب وأرسل إليها الرسل وأباح دماء وأموال من لم ينقد بهذه الكتب ويتبع هؤلاء الرسل ثم تكون النتيجة أن تتلف هذه الخليقة بدون أي معاقبة وبدون أي حساب، فالكتاب والسنة والإجماع والعقل كلها دلت على ثبوت هذا اليوم الذي قال الله فيه: (( فكيف إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه )) . (( ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) وفيت يعني أعطيت ومنه قولهم: وفاه حقه أي أعطاه حقه وافيا، وقوله: ((كل نفس)) من البشر؟ أو من غيرهم؟ من البشر والجن يعني من المكلفين الذين أمروا ونهوا هم الذين يوفون أجورهم أما من لم يتوجه إليه أمر ولا نهي فإنه يجمعون يوم القيمة ولكن ليس لهم أعمال يجازون عليه فلا يشملهم قوله: (( ووفيت كل نفس ما كسبت )) كيف تكون حال هؤلاء الذين تولوا وهم معرضون؟ تكون أسوأ حال ـ والعياذ بالله ـ لأنهم ينظرون إلى الناس وقد جوزوا بالثواب العظيم وإلى أنفسهم وقد جوزوا بالعذاب المهين فتكون أعمالهم حسرات عليهم ـ والعياذ بالله ـ يوم القيمة ولا يستفيدون لا من دنياهم ولا من أخراهم . وقوله: (( كل نفس ما كسبت )) يعني من خير أو شر بدليل العموم في كلمة: ما، ولكن كيف توفى؟ أم الخير فيوفى العامل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما في الشر فيوفى السيئة بمثلها إن لم يعفوا الله عنه، قد يعفوا الله عنه وقد يكون له أعمال صالحة تكفر هذه السيئات، فجزاء الله عزوجل وتوفيته للأعمال دائر بين الفضل والعدل، بين الفضل في أهل الخير، والعدل في أهل السوء، أما القسم الثالث وهو الجور والظلم فهذا ممتنع ولهذا قال: (( وهم لا يظلمون )) لا يظلمون فلا ينقص من حسناته ولا يزاد في سيئاته، ونحن نعلم أن من أوفى غيره حقه فلا يخلوا من ثلاث حالات، إما أن يوفيه بالفضل أو بالعدل أو بالجور إلا الله عزوجل فإن وفائه دائر بين العدل والفضل، وأما الجور والظلم فهذا ممتنع كقوله تعالى: (( ولا يظلم ربك أحدا )) (( ما ربك بظلام للعبيد )) (( ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما )) وفي الحديث القدسي أن الله تعالى قال: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ). والآن نرجع إلى فوائد الآية التي ذكرناها.
6 - تفسير الآية : (( فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفيت كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حقٍ ... )) .
قال الله تعالى: (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق. . .)) إلى آخره. في هذه الآية من الفوائد: أنه ينبغي أن يعلن لهؤلاء الكفار بما أمر الله تعالى أن يبشرهم به (( بشرهم بعذاب أليم )) والنبي عليه الصلاة والسلام لاشك أنه كلما كانت الحكمة في تبشيرهم بالعذاب الأليم بشرهم، وهكذا من ورث النبي صلى الله عليه وسلم في العلم والدعوة ينبغي أن يبشر كل كافر بآيات الله بالعذاب الأليم، لكن يجب أن يكون هذا تابعا لحكمة قد لا يكون من الحكمة إذا دعوت رجلا إلى الإسلام أن تقول تعال أنت كافر؟ فإذا قال: نعم، قلت: ابشر بالعذاب الأليم وأسلم، يصلح هذا؟ ما يستقيم لكن لكل مقام مقال، إذا دعوته وعاند واستكبر حينئذ يناسب أن تقول إن بقيت على ما أنت عليه فأبشر بالعذاب الأليم، أو يأتيك رجل يمدح لك هؤلاء الكفار ويقول فيهم وفيهم وفيهم تقول يا أخي بشرهم بعذاب أليم ماذا ينفعهم هذا يوم القيمة؟. ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب الإيمان بآيات الله، لأن الله تعالى توعد هؤلاء الكافرين بها بالعذاب الأليم . والإيمان بالآيات الكونية له معنى وبالآيات الشرعية له معنى، فالإيمان بالآيات الشرعية قلنا إنه هو: تصديق الأخبار والعمل بالأحكام وأن لا يتعرض بتحريفها، ثلاثة أشياء، وبالكونية أن لا يعتقد أن لله فيها مشاركا أو معينا أو مستقلا بملك . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم قتل النبيين وأنه بغير حق مهما كان، لقوله تعالى: (( ويقتلون النبيين بغير حق )) مع أن قتل النبيين بغير حق من جملة الكفر لكن نص عليه لشدة شناعته والعياذ بالله . ومن فوائد الآية الكريمة: تحريم أو شناعة كل من يقتل أو قاتل من يأمر بالقسط من الناس، منهم من يأمر بالقسط من الناس ؟ قلنا: إنهم علما وأمراء، فالعلماء يبينون الشرع والأمراء ينفذون الشرع فإذا قتلهم قاتل دخل في هذه الآية إذا كانوا يأمرون بالقسط . ومن فوائد الآية الكريمة: ثبوت العذاب على هؤلاء المتصفين بهذه الصفات، لقوله: (( فبشرهم بعذاب أليم )) . ومن فوائدها: أن العذب الذي يبشرون به ليس عذابا هينا يتحمل ولكنه عذاب مؤلم .
فوائد الآية : (( أولـئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) .
ومن فوائد الآية التي بعدها: أن هؤلاء الذين كفروا بآيات الله وقتلوا أنبياءه وقتلوا آمرين بالقسط من الناس هؤلاء حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة فلا يستفيدون منها أما في الآخرة فظاهر وأما في الدنيا فلأنهم ينتفع بها فكأنها لم تكن . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكفر محبط للأعمال، لقوله: (( أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة )) ويدل لذلك أيضا قوله تعالى: ((ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء الكفار ليس لهم ناصر (( وما لهم من ناصرين )) ولكن هل المراد ليس لهم ناصر في الدنيا والآخرة؟ أو في الآخرة؟ في الآخرة، أما في الدنيا فقد ينصرهم من كان على شاكلتهم ولكن هم ومن نصرهم مآلهم إلى الذل والخذلان، لأن الله تعالى يقول: (( كتب الله لأغلبن ورسلي إن الله قوي عزيز )) . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك ممن تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ))
مناقشة حول الآية : (( أولـئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) .
قال الله تعالى: (( إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون الناس بالقسط فبشرهم بعذاب أليم، أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) أظن من هنا (( أعمالهم في الدنيا والآخرة )) أما في الدنيا فحبوط أعمالهم ظاهر لأنهم لا ينتفعون بأعمالهم في الآخرة، ولكن في الدنيا كيف يكون حبوط أعمالهم ؟ كيف ؟ يعني هم يقتلون النبيين وهم في آخر . . ، يعني في النهاية تحبط أعمالهم أي عزتهم وكبريائهم هذا وجه جيد، فيه أيضا ؟ لم تنع لهم أعمالهم الصالحة نعم فإذا لم تنفع صارت حابطة وإن انتفعوا بها في الدنيا لكن لما لم تكن نافعة لهم في الآخرة صارت ضائعة كما قال تعالى: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة )) .
9 - مناقشة حول الآية : (( أولـئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) . أستمع حفظ
مناقشة حول الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... )) .
الشيخ : قوله تعالى: (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون )) الخطاب لمن في قوله: (( ألم تر )) الأخ نعم؟ للنبي صلى الله عليه وسلم ما في وجها آخر ؟
الطالب : كل من يتأتى له خطابه ،
الشيخ : كل من يتأتى خطابه يعني كل من يصح أن يخاطب يخاطبه الله بقوله: (( ألم تر )) وهذا القول أعم من القول الأول.
الشيخ : من المراد بهم ؟
الطالب : اليهود والنصارى،
الشيخ : طيب (( نصيبا )) هنا نكرة هل هو للتقليل أو للتكثير؟ (( نصيبا )) تدل على التقليل وقد ترد يعني وقد ترد دالة على ال قليلا، أيهما المراد هنا ؟
الطالب : المراد التقليل ،
الشيخ : يعني أنهم أوتوا شيئا من العلم، شيئا قليلا نعم.
طيب ويش وجه المناسبة؟ إذا قلت المراد التقليل قد يقولون والله ما عندنا إلا علم قليل ولا ندري عن كتاب الله هل هو حق أو ليس بحق ؟ مناسبة أيش ما فهمت السؤال، أقول الآن إذا قلت المراد التقليل فكيف يكون العتاب عليهم وهم ليس عندهم إلا علم قليل لا يعرفون به الحق من الباطل؟ مراد أنهم أوتوا نصيبا يعني شيئا قليلا من العلم ما يكفيهم في أمر دينهم ودنياهم، طيب هؤلاء إذا دعوا إلى الله يقول والله ما نعرف به الحق حتى نلام عن التولي عنه؟ نقول يحتمل (( نصيبا )) شيئا كثيرا من العلم ولكنه مستكبرون إذا دعوا إلى كتاب الله فيحتمل أن يكون (( نصيبا )) شيئا قليلا، طيب إذا كل معنى له وجه، إن قلنا قليلا فوجه اللوم عليهم أنهم لم يؤتوا إلا علما قليلا كان الواجب عليهم أن يأخذوا بالعلم الذي دعوا إليه حتى يزدادوا علما، وأما إذا قلنا كثيرا فالوجه: أنه كيف يعلمون الحق لأنهم إذا أوتوا علما أو نصيبا كثيرا من الكتاب فمن جملتها أنهم يعرفون محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يؤتون العلم الكثير الذي به تقوم الحجة ثم يستكبرون عنه؟ إذا فالآية صالحة للوجهين جميعا . قوله: (( يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم )) الفاعل (( ليحكم )) من ؟ فاعل ليحكم هو اسم الجلالة والكتاب وكلاهما، يعني يجوز أن يكون عائدا إلى الله وعائدا إلى الكتاب كذا؟ نعم، لأن الكتاب يحكم وكذلك الله عزوجل يحكم بين عباده.
الشيخ : لماذا يتولون وهم معرضون، ما هو السبب الذي حملهم على ذلك ؟ خليل ؟
الطالب : استكبار،
الشيخ : لا، قوله تعالى: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) نعم هذا الذي دعاهم إلى ذلك، الغرور وأن أنفسهم غرتهم فقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ثم بعد ذلك تخلفوننا أنتم يا محمد وأصحابه فيها، ولهذا قال الله: (( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) .
الطالب : كل من يتأتى له خطابه ،
الشيخ : كل من يتأتى خطابه يعني كل من يصح أن يخاطب يخاطبه الله بقوله: (( ألم تر )) وهذا القول أعم من القول الأول.
الشيخ : من المراد بهم ؟
الطالب : اليهود والنصارى،
الشيخ : طيب (( نصيبا )) هنا نكرة هل هو للتقليل أو للتكثير؟ (( نصيبا )) تدل على التقليل وقد ترد يعني وقد ترد دالة على ال قليلا، أيهما المراد هنا ؟
الطالب : المراد التقليل ،
الشيخ : يعني أنهم أوتوا شيئا من العلم، شيئا قليلا نعم.
طيب ويش وجه المناسبة؟ إذا قلت المراد التقليل قد يقولون والله ما عندنا إلا علم قليل ولا ندري عن كتاب الله هل هو حق أو ليس بحق ؟ مناسبة أيش ما فهمت السؤال، أقول الآن إذا قلت المراد التقليل فكيف يكون العتاب عليهم وهم ليس عندهم إلا علم قليل لا يعرفون به الحق من الباطل؟ مراد أنهم أوتوا نصيبا يعني شيئا قليلا من العلم ما يكفيهم في أمر دينهم ودنياهم، طيب هؤلاء إذا دعوا إلى الله يقول والله ما نعرف به الحق حتى نلام عن التولي عنه؟ نقول يحتمل (( نصيبا )) شيئا كثيرا من العلم ولكنه مستكبرون إذا دعوا إلى كتاب الله فيحتمل أن يكون (( نصيبا )) شيئا قليلا، طيب إذا كل معنى له وجه، إن قلنا قليلا فوجه اللوم عليهم أنهم لم يؤتوا إلا علما قليلا كان الواجب عليهم أن يأخذوا بالعلم الذي دعوا إليه حتى يزدادوا علما، وأما إذا قلنا كثيرا فالوجه: أنه كيف يعلمون الحق لأنهم إذا أوتوا علما أو نصيبا كثيرا من الكتاب فمن جملتها أنهم يعرفون محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يؤتون العلم الكثير الذي به تقوم الحجة ثم يستكبرون عنه؟ إذا فالآية صالحة للوجهين جميعا . قوله: (( يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم )) الفاعل (( ليحكم )) من ؟ فاعل ليحكم هو اسم الجلالة والكتاب وكلاهما، يعني يجوز أن يكون عائدا إلى الله وعائدا إلى الكتاب كذا؟ نعم، لأن الكتاب يحكم وكذلك الله عزوجل يحكم بين عباده.
الشيخ : لماذا يتولون وهم معرضون، ما هو السبب الذي حملهم على ذلك ؟ خليل ؟
الطالب : استكبار،
الشيخ : لا، قوله تعالى: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) نعم هذا الذي دعاهم إلى ذلك، الغرور وأن أنفسهم غرتهم فقالوا: لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ثم بعد ذلك تخلفوننا أنتم يا محمد وأصحابه فيها، ولهذا قال الله: (( وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) .
10 - مناقشة حول الآية : (( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ... )) . أستمع حفظ
مناقشة حول الآية : (( فكيف إذا جمعناهم ليومٍ لا ريب فيه ووفيت كل نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون )) .
الشيخ : ما المراد بالاستفهام في قوله: (( فكيف إذا جمعناهم ليوم لاريب فيه )) ؟
الطالب : تعظيم هذا اليوم،
الشيخ : كيف حول هذا اليوم وجمعناهم، أو كيف حالهم هذا اليوم إذا جمعوا، فيتضمن تعظيم هذا اليوم وتهديد هؤلاء ؟ نعم، إذا لتعظيم ذلك اليوم ولتهديد هؤلاء القوم .
الشيخ : ما المراد بهذا اليوم ؟
الطالب : يوم القيمة ،
الشيخ : قال الله: (( لاريب فيه )) ؟ أي لاشك فيه، لماذا لاشك فيه وهو أمر غائب ؟ لأن المخبر عنه حق إن الله هو الذي أخبر عنه، الكتاب والسنة والعقل يدل عليه، لأن كلا من الكتاب والسنة والعقل دل على هذا اليوم والناس يبعثون .
نريد ما محمد بن سلامة دليلا من القرآن على ثبوت هذا اليوم غير الآية التي معنا ؟ قوله تعالى: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة )) طيب هذا ممكن ما فيه آية تدل على أن الناس يجمعون في ذلك اليوم عشان توفق للمعنى ؟ (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم )) نعم ما في دليل على نفس الجمع ؟ قوله تعالى: (( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) زين صح أي نعم، وفي سورة هود : (( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود )) طيب .
الشيخ : يقول الله عز وجل: (( ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) ((و وفيت كل نفس )) ما معناها شيبة ؟
الطالب : نعم معناها أعطيت كل نفس حقا ،
الشيخ : وافيا أحسنت .
الشيخ : جملة: (( وهم لا يظلمون )) محلها من الإعراب ؟
الطالب : خبر،
الشيخ : لا ،
الطالب : حال،
الشيخ : حال من أين؟
الطالب : من (( كل نفس )) ؟
الشيخ : من كل الدنيا من الفعل والفاعل و ؟ ما عندنا فاعل عندنا نائب فاعل لأن وفي فعل ماضي مبني على المجهول، أيه نائب الفاعل وهو قوله: ((كل نفس)) طيب .
الطالب : تعظيم هذا اليوم،
الشيخ : كيف حول هذا اليوم وجمعناهم، أو كيف حالهم هذا اليوم إذا جمعوا، فيتضمن تعظيم هذا اليوم وتهديد هؤلاء ؟ نعم، إذا لتعظيم ذلك اليوم ولتهديد هؤلاء القوم .
الشيخ : ما المراد بهذا اليوم ؟
الطالب : يوم القيمة ،
الشيخ : قال الله: (( لاريب فيه )) ؟ أي لاشك فيه، لماذا لاشك فيه وهو أمر غائب ؟ لأن المخبر عنه حق إن الله هو الذي أخبر عنه، الكتاب والسنة والعقل يدل عليه، لأن كلا من الكتاب والسنة والعقل دل على هذا اليوم والناس يبعثون .
نريد ما محمد بن سلامة دليلا من القرآن على ثبوت هذا اليوم غير الآية التي معنا ؟ قوله تعالى: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة )) طيب هذا ممكن ما فيه آية تدل على أن الناس يجمعون في ذلك اليوم عشان توفق للمعنى ؟ (( زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم )) نعم ما في دليل على نفس الجمع ؟ قوله تعالى: (( يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) زين صح أي نعم، وفي سورة هود : (( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود )) طيب .
الشيخ : يقول الله عز وجل: (( ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )) ((و وفيت كل نفس )) ما معناها شيبة ؟
الطالب : نعم معناها أعطيت كل نفس حقا ،
الشيخ : وافيا أحسنت .
الشيخ : جملة: (( وهم لا يظلمون )) محلها من الإعراب ؟
الطالب : خبر،
الشيخ : لا ،
الطالب : حال،
الشيخ : حال من أين؟
الطالب : من (( كل نفس )) ؟
الشيخ : من كل الدنيا من الفعل والفاعل و ؟ ما عندنا فاعل عندنا نائب فاعل لأن وفي فعل ماضي مبني على المجهول، أيه نائب الفاعل وهو قوله: ((كل نفس)) طيب .
اضيفت في - 2006-04-10