تفسير سورة آل عمران-10a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ... )) .
بالنسبة للانتصار بهم ونحن ذكرنا أن قوله : (( أولياء )) يشمل الوجهين ، أما بالنسبة للانتصار لهم فهذا لا يجوز أبدا، لا يجوز أن ننصر كافرا على مؤمن بأي حال من الأحوال ، ولكن هل يجوز أن ننصر كافرا على كافر إذا اقتضت المصلحة ذلك ؟ نقول: إن المؤمنين فرحوا حين غلبت الروم على الفرس وهم كفار على كفار كما قال تعالى: (( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء )) فإذا كان هناك عدو مشترك لنا ولهذه الطائفة من الكفار ونحن نعلم أننا إن لم ننصر الكفار على هذا الكافر غلبه استعصى لنا فحينئذ يكون عونه للحاجة جائزا لأننا نعينه لا لذاته لأنه كافر ولكن لمصلحة المسلمين ، وهذا كله يعود على المصلحة ، أما لو رأينا كافرا يطلب العون على مسلم فهذا لا يجوز بأي حال من الأحوال ، ولهذا قال: ((لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) يعني من سوى المؤمنين يعادون المؤمنين ويوالون الكفار فهذا لا يمكن ، ولهذا جاءت الآية: (( لا يتخذ المؤمنون )) ولم يقل : لا تتخذ ، لأن الله فرق بين قوله: (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) وبين قوله، وبين ما : إذا اتخذ المؤمنون الكافرين أولياء لا من دون المؤمنين فوجه الخاطب إلى المؤمنين مباشرة، في الثانية دون الأولى (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء )) (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) فخاطبهم خطابا مباشرا لكن هنا قال: (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) نعم؟ ففرق بينهما، هكذا قال بعض العلماء وقال: إن الله لم يخاطب المؤمنين خطابا مباشرا لأن هذا أمر مشين، والأمر المشين تكون المخاطبة المباشرة فيه صدمة عظيمة، ولهذا قال الله تعالى للرسول: (( عبس وتولى أن جاءه الأعمى )) ولم يقل: عبست، وهذا القول أو ما يتكلم به الإنسان يظنه جيدا لكن المشكل يشكل على هذا قوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا )) فهنا واجههم بالخطاب مباشرة مع أنه قال: (( من دون المؤمنين )) وعلى هذا فيكون التوجيه الذي ذكره بعض المعاصرين فيه نظر، ونقول: إن الله عبر بصيغة الغائب هنا: (( لا يتخذ المؤمنون )) عن الخطاب لبلاغة يعلمها الله عزوجل قد نعلمها وقد لا نعلمها ، (( لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) ما جاوبت الأسئلة ؟
السائل : شيخ أحسن الله إليكم سؤالكم في الناس يعني ،
الشيخ : سؤالك ، احذف الميم هنا يا خالد ، احذف الميم جزاك الله خير .
السائل : شيخ أحسن الله إليكم سؤالكم في الناس يعني ،
الشيخ : سؤالك ، احذف الميم هنا يا خالد ، احذف الميم جزاك الله خير .
هل سؤال الكتب النافعة من أحد الإخوان ينافي تمام التوكل.؟
السائل : أحسن الله إليكم سؤال الكتب النافعة من بعض الإخوان ؟
الشيخ : أما إذا كان سؤال الكتب للاستعارة ، الاستعارة كذا ؟
السائل : نعم ،
الشيخ : الاستعارة وإلا تملك ؟ لا، الاستعارة جائز ما فيها إشكال ،
السائل : لكن أخذها صورها مثلا أو قرأها وردها ؟
الشيخ : الظاهر إن التصوير من جنس الاستعارة وأخذها وأقرها وردها هذه استعارة، لكن سؤالها تملكا هذا هو المذموم أما الاستعارة فما زال المسلمون يستعيرون ، الرسول صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية ذروعا.
السائل : لكن لو كان مثلا عنده نسخ متعددة وأنا ما عندي وفي السوق نفس الشيء موجود لأشتري ؟
الشيخ : اشتري ، نعم؟ اشتري منه ، وإن كان ،
الشيخ : قال أعارني إياها ، يعني إعارة ؟ أيه الإعارة ما فيها شك ،
السائل : يعني ما نبخه اليوم أو يومين بل كتاب ضخم يحتاج يخل عندي أستفيد ... ؟
الشيخ : ما أشف ،
السائل : لكن النبي ما قال يا شيخ: ( استعن بالله واحرص على ما ينفعك ) ؟
الشيخ : أيش ؟
الشيخ : أقول ، نعم ومما ينفعك أن لا تسأل الناس شيئا ، لكن ما ينفعني ما في هذا الكتاب.
الشيخ : أما إذا كان سؤال الكتب للاستعارة ، الاستعارة كذا ؟
السائل : نعم ،
الشيخ : الاستعارة وإلا تملك ؟ لا، الاستعارة جائز ما فيها إشكال ،
السائل : لكن أخذها صورها مثلا أو قرأها وردها ؟
الشيخ : الظاهر إن التصوير من جنس الاستعارة وأخذها وأقرها وردها هذه استعارة، لكن سؤالها تملكا هذا هو المذموم أما الاستعارة فما زال المسلمون يستعيرون ، الرسول صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان بن أمية ذروعا.
السائل : لكن لو كان مثلا عنده نسخ متعددة وأنا ما عندي وفي السوق نفس الشيء موجود لأشتري ؟
الشيخ : اشتري ، نعم؟ اشتري منه ، وإن كان ،
الشيخ : قال أعارني إياها ، يعني إعارة ؟ أيه الإعارة ما فيها شك ،
السائل : يعني ما نبخه اليوم أو يومين بل كتاب ضخم يحتاج يخل عندي أستفيد ... ؟
الشيخ : ما أشف ،
السائل : لكن النبي ما قال يا شيخ: ( استعن بالله واحرص على ما ينفعك ) ؟
الشيخ : أيش ؟
الشيخ : أقول ، نعم ومما ينفعك أن لا تسأل الناس شيئا ، لكن ما ينفعني ما في هذا الكتاب.
ما حكم التجنس بجنسية دولة كافرة.؟
السائل : شيخ الآن في ناس من المسلمين يأخذون جنسية للدول الكافرة هل يجوز ؟
الشيخ : لا لا ما يجوز، يعني اتخاذ جنسية كافرة حرام لأن مقتضى هذه الجنسية أيش؟ أن توالي من والوه وتعادي من عادوه ، وأن تناصرهم على كل شيء حتى على المسلمين وهذا حرام ما يجوز.
الشيخ : لا لا ما يجوز، يعني اتخاذ جنسية كافرة حرام لأن مقتضى هذه الجنسية أيش؟ أن توالي من والوه وتعادي من عادوه ، وأن تناصرهم على كل شيء حتى على المسلمين وهذا حرام ما يجوز.
قوله تعالى :(( وتخرج الحي من الميت )) على معنى يخرج العالم من الجاهل كيف يكون :(( وتخرج الميت من الحي )).؟
السائل : قوله تعالى: (( يخرج الحي من الميت )) قلنا يخرج العالم من الجاهل وقوله: (( أو من كان ميتا فأحييناه )) ؟
الشيخ : لا لا لا معنى ذلك : إنه يكون رجل عالم أولاد الجهال .
السائل : ولكن على المعنى الأول كان ميتا ؟
الشيخ : على المعنى الأول كان ميت ؟ هذا ما ترد هذا ما ترد وربما تكون، لا ما ترد هذا .
الشيخ : لا لا لا معنى ذلك : إنه يكون رجل عالم أولاد الجهال .
السائل : ولكن على المعنى الأول كان ميتا ؟
الشيخ : على المعنى الأول كان ميت ؟ هذا ما ترد هذا ما ترد وربما تكون، لا ما ترد هذا .
4 - قوله تعالى :(( وتخرج الحي من الميت )) على معنى يخرج العالم من الجاهل كيف يكون :(( وتخرج الميت من الحي )).؟ أستمع حفظ
قوله تعالى :(( تولج الليل في النهار ...)) هل هذا يشمل حتى مصلحة النبات.؟
السائل : شيخ قوله تعالى: (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل )) هل هنا الآية يعني ما يكون فيها من الفوائد أن مصلحة النبات والثمار أنه ما بعض الثمر ما يصلح إلا في الشتاء والعكس أيضا ؟
الشيخ : نحن ما قلناها ؟ قلنا هذه فائدة موجودة، ذكرناها .
الشيخ : نحن ما قلناها ؟ قلنا هذه فائدة موجودة، ذكرناها .
هل يجوز إعانة المسلم للكافر على العاصي.؟
السائل : شيخ نحن إذا استنصرنا بالكفار ،
الشيخ : إذا أيش ؟
السائل : إذا استنصرنا الكفار هل يجوز الاستنصار بالكفار أو لا ؟
الشيخ : بلى يجوز ،
السائل : طيب إذا الكفار يستنصر بنا نعرف أن الإسلام . قتل السنة والشيعة فهم يستنصر بنا منا . على الشيعة يجوز ؟
الشيخ : هذا إذا كان الشيعة على وجه يكفرون به فيجوز، إذا كان على وجه لا يكفر ما يجوز ، لأن المسلم مهما كان من المعاصي لا يجوز أن تعين الكفرة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد )) . أظن أخذنا الفوائد بالأمس ؟ (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل )) طيب .
الشيخ : إذا أيش ؟
السائل : إذا استنصرنا الكفار هل يجوز الاستنصار بالكفار أو لا ؟
الشيخ : بلى يجوز ،
السائل : طيب إذا الكفار يستنصر بنا نعرف أن الإسلام . قتل السنة والشيعة فهم يستنصر بنا منا . على الشيعة يجوز ؟
الشيخ : هذا إذا كان الشيعة على وجه يكفرون به فيجوز، إذا كان على وجه لا يكفر ما يجوز ، لأن المسلم مهما كان من المعاصي لا يجوز أن تعين الكفرة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد )) . أظن أخذنا الفوائد بالأمس ؟ (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل )) طيب .
تتمة تفسير الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ... )) .
قال الله تعالى: (( تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب ))
ما المراد بالولاية هنا ؟
قلنا إنه لا ينتصر بهم ولا لهم ، أما تحريم الانتصار لهم فالأمر ظاهر ، لكن تحريم الانتصار بهم يشكل عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم حالف الخزاعة وهم كفار نعم ؟
الطالب : إذا اقتضت المصلحة فيجوز ،
الشيخ : نعم نقول هذا إذا اقتضت المصلحة أو الضرورة الانتصار بهم فهذا لا بأس به ، طيب نكمل هذا البحث لأنه مهم ،
لو قال القائل: إذا كان الانتصار بهم ليس لمصلحة الإسلام ولكن هؤلاء أعداء لمن أراد الاعتداء على المسلمين؟ فناصروا المسلمين لأن هذا عدو مشترك، لأنهم لم يناصر المسلمين لله ولا لإقامة دين الله لكن لأن العدو مشترك فهل يجوز أن ننتصر بهم في هذه الحال ؟
الطالب : نعم يجوز لكن ليس لأجل الموافقة. ،
الشيخ : نقول نعم هم إذا ناصرونا نعم ؟ سواء كان ذلك لله أو ليس لله قطعا أو كان من أجل أن عدونا وعدهم واحد مشترك ، واضح ؟ ولكن مع ذلك لا يجوز أن نجعل هذا الانتصار بهم على حساب ديننا ، يعني أن نداهنهم ونمكنهم من أفعالهم القبيحة في بلادنا بلاد الإٍسلام لا ، لأن هذه مداهنة والمداهنة في دين الله حرام لا يجوز . يقول الله عز وجل: (( لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) وهذا هو الواقع، الواقع أن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يتولى الكافر دون المؤمن، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد أن الذين يفعلون ذلك من المنافقين، (( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )) . ثم قال: (( ومن يفعل ذلك )) المشار إليه الاتخاذ وعادت الإشارة هنا على المفهوم من الفعل، لأن الفعل يدل على حدث وفاعل، على الحدث وفاعله، على الحدث هنا هو الاتخاذ، والفاعل هو المؤمن، فهنا نقول عاد الضمير إلى الاتخاذ المفهوم من أيش؟ من (( ليتخذ )) مثل قوله تعالى: (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فهو عاد على العدل المفهوم من كلمة (( ومن (( اعدلوا )) يفعل ذلك )) أي يتخذهم أولياء من دون المؤمنين (( فليس من الله في شيء )) يعني فالله بريء منه، لأن الله تعالى لا يرضى أن يتولى أحد من المؤمنين أحدا من الكافرين، لأن الكافر عدو لله بل هو عدو لك أيضا (( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) مهما كان فإن الكافر لا يمكن أن يضمر لك المحبة أو الولاية أبدا، ولا يمكن أن يناصرك إلا لمصلحته هو، لأنه عدوا والعدو لا يمكن أن يريد منفعة عدوه، ولهذا قال: (( فليس من الله في شيء )) أي فالله منه بريء ـ والعياذ بالله ـ
ما المراد بالولاية هنا ؟
قلنا إنه لا ينتصر بهم ولا لهم ، أما تحريم الانتصار لهم فالأمر ظاهر ، لكن تحريم الانتصار بهم يشكل عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم حالف الخزاعة وهم كفار نعم ؟
الطالب : إذا اقتضت المصلحة فيجوز ،
الشيخ : نعم نقول هذا إذا اقتضت المصلحة أو الضرورة الانتصار بهم فهذا لا بأس به ، طيب نكمل هذا البحث لأنه مهم ،
لو قال القائل: إذا كان الانتصار بهم ليس لمصلحة الإسلام ولكن هؤلاء أعداء لمن أراد الاعتداء على المسلمين؟ فناصروا المسلمين لأن هذا عدو مشترك، لأنهم لم يناصر المسلمين لله ولا لإقامة دين الله لكن لأن العدو مشترك فهل يجوز أن ننتصر بهم في هذه الحال ؟
الطالب : نعم يجوز لكن ليس لأجل الموافقة. ،
الشيخ : نقول نعم هم إذا ناصرونا نعم ؟ سواء كان ذلك لله أو ليس لله قطعا أو كان من أجل أن عدونا وعدهم واحد مشترك ، واضح ؟ ولكن مع ذلك لا يجوز أن نجعل هذا الانتصار بهم على حساب ديننا ، يعني أن نداهنهم ونمكنهم من أفعالهم القبيحة في بلادنا بلاد الإٍسلام لا ، لأن هذه مداهنة والمداهنة في دين الله حرام لا يجوز . يقول الله عز وجل: (( لا يتخذ المؤمنين الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) وهذا هو الواقع، الواقع أن الإنسان المؤمن لا يمكن أن يتولى الكافر دون المؤمن، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد أن الذين يفعلون ذلك من المنافقين، (( الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا )) . ثم قال: (( ومن يفعل ذلك )) المشار إليه الاتخاذ وعادت الإشارة هنا على المفهوم من الفعل، لأن الفعل يدل على حدث وفاعل، على الحدث وفاعله، على الحدث هنا هو الاتخاذ، والفاعل هو المؤمن، فهنا نقول عاد الضمير إلى الاتخاذ المفهوم من أيش؟ من (( ليتخذ )) مثل قوله تعالى: (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) فهو عاد على العدل المفهوم من كلمة (( ومن (( اعدلوا )) يفعل ذلك )) أي يتخذهم أولياء من دون المؤمنين (( فليس من الله في شيء )) يعني فالله بريء منه، لأن الله تعالى لا يرضى أن يتولى أحد من المؤمنين أحدا من الكافرين، لأن الكافر عدو لله بل هو عدو لك أيضا (( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )) مهما كان فإن الكافر لا يمكن أن يضمر لك المحبة أو الولاية أبدا، ولا يمكن أن يناصرك إلا لمصلحته هو، لأنه عدوا والعدو لا يمكن أن يريد منفعة عدوه، ولهذا قال: (( فليس من الله في شيء )) أي فالله منه بريء ـ والعياذ بالله ـ
تتمة تفسير الآية : (( إلا أن تتقوا منهم تقاة ... )) .
ثم قال: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) وإلا هنا لاشك أنها حرف استثناء ولكنها هل هذا الاستثناء متصل أو منقطع؟ الصواب أنه منقطع بل يتعين لأنه في حالة التقاة لا نتخذهم أولياء لكن نوافقهم في الظاهر ونخالفهم في الباطن، وأيضا شف (( إلا أن تتقوا )) معناه أن هؤلاء الكفار لهم سيطرة وقوة وقدرة نخشاهم فنتقي منهم أي نتخذ وقاية من بطشهم وتنكيلهم بنا لكن في الظاهر دون الباطن، إذا انتبه فهذا لا يجوز إلا في حال الخوف على النفس، لضعف المسلمين وقوة الكفار، ثانيا: لابد أن تكون هذه الموالاة باللسان فقط، بالظاهر، أما في الباطن فيجب أن نضمر لهم العداوة والبغضاء وعدم الولاية . وقوله: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) في هذا الالتفات من الغيبة إلا الحضور، والخطاب للحضور، لأنه لو لا الالتفات لقال: إلا أن يتقوا منهم تقاة ،
الشيخ : والالتفات سبق لنا أن له فوائد، من يذكرها ؟
الطالب : الفائدة العامة والفائدة الخاصة ،
الشيخ : الفائدة العامة التنبيه، تنبيه للمخاطب ، وذلك أن الخطاب إذا كان على نسق واحد استمر الإنسان يسير فيه دون أن ينتبه ، فإذا اختلف انتبه ، وهذا موجود أعني الانتباه عند التغير موجود في كل سير سواء سير الذهني أو السير الحسي، لو كنت تمشي ثم وجدت حفرة في الطريق انتبهت، أو وجدت ارتفاع في الطريق عتبة انتبهت أليس كذلك؟ كذلك في الكلام لو كنت على نسق واحد وأنت خطيب كانت خطبتك تأتي بالنوم لكن إذا كانت الخطبة فيها أمر ونهي واستفهام وعرض وتحذير صار في ذلك تنبيه، تنبيه للمخاطب، وكذلك أيضا في القرآن أحيانا يأتي الله عزوجل عن سياق أول إلى سياق آخر جديد من أجل التنبيه، أما الفائدة الثانية فتتقيد بحسب القرار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد )) .
الشيخ : والالتفات سبق لنا أن له فوائد، من يذكرها ؟
الطالب : الفائدة العامة والفائدة الخاصة ،
الشيخ : الفائدة العامة التنبيه، تنبيه للمخاطب ، وذلك أن الخطاب إذا كان على نسق واحد استمر الإنسان يسير فيه دون أن ينتبه ، فإذا اختلف انتبه ، وهذا موجود أعني الانتباه عند التغير موجود في كل سير سواء سير الذهني أو السير الحسي، لو كنت تمشي ثم وجدت حفرة في الطريق انتبهت، أو وجدت ارتفاع في الطريق عتبة انتبهت أليس كذلك؟ كذلك في الكلام لو كنت على نسق واحد وأنت خطيب كانت خطبتك تأتي بالنوم لكن إذا كانت الخطبة فيها أمر ونهي واستفهام وعرض وتحذير صار في ذلك تنبيه، تنبيه للمخاطب، وكذلك أيضا في القرآن أحيانا يأتي الله عزوجل عن سياق أول إلى سياق آخر جديد من أجل التنبيه، أما الفائدة الثانية فتتقيد بحسب القرار.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير، قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض والله على كل شيء قدير، يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد )) .
مناقشة حول الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ... )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تعالى: (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ))
الشيخ : لا هنا هل هي نافية أو ناهية ؟
الطالب : نافية ،
الشيخ : نافية ؟ ما الدليل ؟
الطالب : دليل الجزم ،
الشيخ : قلبت الجزم بالسكون ، خطأ ،
الطالب : التقاء الساكنين ،
الشيخ : خطأ ،
الطالب : جازم لالتقاء الساكنين ،
الشيخ : خطأ ،
الطالب : حرك بالكسر ،
الشيخ : حرك بالكسر التقاء الساكنين ، إذا قلنا حرك بالكسر معناها أن هذه الكسرة ما هي كسرة إعراب ، ما هي بدل عن السكون ، لكن حرك لفظا فقط لسهولة الانتقال من المتحرك إلى الساكن لأن الانتقال من الساكن إلى الساكن هذا ،
الطالب : وأبدلت معناه . .؟
الشيخ : لا لا لأن الإبدال معناه حلت محلها حقيقة وحكما وهذا حكمه السكون لكنه حرك فقط.
الشيخ : قوله تعالى: (( أولياء من دون المؤمنين )) ما الذي نصب أولياء ؟ عبد الرحمن بن داود ؟
الطالب : مفعول ثاني للتقوى
الشيخ : نعم طيب .
الشيخ : قوله تعالى: (( من دون المؤمنين )) (( من دون )) بمعنى ؟
الطالب : من سوى المؤمنين .
الشيخ : وأظن ما كملنا الآن ؟
الشيخ : قوله تعالى: (( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )) معناها مهند ؟ معنى الجملة (( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )) ؟
الشيخ : ما الذي أوجب الإتيان بالفاء في قوله: (( فليس )) ؟ خالد ؟
الطالب : إتيان الفاء لجواب الشرط ،
الشيخ : وإتيان الفاء لجواب الشرط لازم ؟
الشيخ : يعني يجوز جاز حذف الفاء ؟ فهد ؟
الطالب : ما هي جملة اسمية ،
الشيخ : نعم يا عادل ؟
الطالب : يعني مبدوء بفعل جامد وإذا ، هل لديك شاهد أو كلام مسموع في ذلك ؟
الطالب : اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيذ
الشيخ : طيب هذه من أي الأنواع السبعة ؟
الطالب : جامد ،
الشيخ : جامد ليس جامد.
الشيخ : قال الله تعالى: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) ما معنى قوله: (( تتقوا تقاة )) يا سالم ؟
الطالب : إلا أن تقولوا شيئا تتقوا به شرهم
الشيخ : الاستثناء هنا منقطع أو متصل ؟
الطالب : منقطع ،
الشيخ : منقطع نعم صح، يعني لكن اتقيتم منهم تقاة كالمكره على الكفر فيكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فهذا ليس بشيء لا يضره .
الشيخ : لا هنا هل هي نافية أو ناهية ؟
الطالب : نافية ،
الشيخ : نافية ؟ ما الدليل ؟
الطالب : دليل الجزم ،
الشيخ : قلبت الجزم بالسكون ، خطأ ،
الطالب : التقاء الساكنين ،
الشيخ : خطأ ،
الطالب : جازم لالتقاء الساكنين ،
الشيخ : خطأ ،
الطالب : حرك بالكسر ،
الشيخ : حرك بالكسر التقاء الساكنين ، إذا قلنا حرك بالكسر معناها أن هذه الكسرة ما هي كسرة إعراب ، ما هي بدل عن السكون ، لكن حرك لفظا فقط لسهولة الانتقال من المتحرك إلى الساكن لأن الانتقال من الساكن إلى الساكن هذا ،
الطالب : وأبدلت معناه . .؟
الشيخ : لا لا لأن الإبدال معناه حلت محلها حقيقة وحكما وهذا حكمه السكون لكنه حرك فقط.
الشيخ : قوله تعالى: (( أولياء من دون المؤمنين )) ما الذي نصب أولياء ؟ عبد الرحمن بن داود ؟
الطالب : مفعول ثاني للتقوى
الشيخ : نعم طيب .
الشيخ : قوله تعالى: (( من دون المؤمنين )) (( من دون )) بمعنى ؟
الطالب : من سوى المؤمنين .
الشيخ : وأظن ما كملنا الآن ؟
الشيخ : قوله تعالى: (( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )) معناها مهند ؟ معنى الجملة (( ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء )) ؟
الشيخ : ما الذي أوجب الإتيان بالفاء في قوله: (( فليس )) ؟ خالد ؟
الطالب : إتيان الفاء لجواب الشرط ،
الشيخ : وإتيان الفاء لجواب الشرط لازم ؟
الشيخ : يعني يجوز جاز حذف الفاء ؟ فهد ؟
الطالب : ما هي جملة اسمية ،
الشيخ : نعم يا عادل ؟
الطالب : يعني مبدوء بفعل جامد وإذا ، هل لديك شاهد أو كلام مسموع في ذلك ؟
الطالب : اسمية طلبية وبجامد وبما وبقد وبلن وبالتنفيذ
الشيخ : طيب هذه من أي الأنواع السبعة ؟
الطالب : جامد ،
الشيخ : جامد ليس جامد.
الشيخ : قال الله تعالى: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) ما معنى قوله: (( تتقوا تقاة )) يا سالم ؟
الطالب : إلا أن تقولوا شيئا تتقوا به شرهم
الشيخ : الاستثناء هنا منقطع أو متصل ؟
الطالب : منقطع ،
الشيخ : منقطع نعم صح، يعني لكن اتقيتم منهم تقاة كالمكره على الكفر فيكفر وقلبه مطمئن بالإيمان فهذا ليس بشيء لا يضره .
تتمة تفسير الآية : (( إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير )) .
قال الله عز وجل: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) يقال: تقاة ويقال: تقية ، وأما تقية فهي من اللحن الشائع قولهم تقية هذا من اللحن الشائع لأننا لو قلنا تقية لوجب إلى أن تحول إلى تقاة بمقتضى القاعدة تقية المعروفة ، وعلى هذا فنقول: إن الصواب تقاة أو تقية . قال الله تعالى: (( ويحذركم الله نفسه )) (( يحذركم )) فيها فعل ومفعول به ولفظ الجلالة الله فاعل و(( نفسه )) مفعول ثاني (( يحذركم الله نفسه )) أي يخوفكم من نفسه عزوجل ويحذركم من عقابه إذا اتخذتموهم أولياء إلا في الحال التي تكون ولاتهم تقاة وليس عن قصد واختيار . (( يحذركم الله نفسه وإلى الله المصير )) أي المرجع والجملة كما تشاهدون جملة اسمية قدم فيها الخبر لفائدة الحصر يعني إلى الله لا إلى غيره المصير المرجع، وأي مرجع هذا؟ هل المراد المرجع في الآخرة؟ أو المرجع في جميع الأمور ؟ الجواب: المرجع في جميع الأمور كما قال الله تعالى: (( وإلى الله ترجع الأمور )) فإلى الله المصير يعني بعد الانتقال من الدنيا ، وإلى الله المصير المرجع في كل الأحوال وفي كل الأمور .
فوائد الآية : (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ......... )) .
في هذه الآية من الفوائد أولا: تحريم اتخاذ الكافر أولياء، لقوله: (( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين )) . ومن فوائدها: أن مقتضى الإيمان الحقيقي أن يتخذ الإنسان الكافرين أعداء ،لقوله: (( لا يتخذ المؤمنون )) فعلق هذا الحكم بالمؤمنين وهو دليل على أن مقتضى إيمانهم أن لا يتخذهم أولياء بل أن يتخذهم عدوا أعداء، لأن هؤلاء الكفار شيعة الشيطان وأولياءه وقد قال الله عز وجل: (( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكون من أصحاب السعير )) . ومن فوائدها: أن اتخاذ الكافرين أولياء منافي إما للإيمان أصلا وإما للإيمان كمالا، يعني أنه ينافي أصل الإيمان أو كمال الإيمان، لماذا؟ لأن الحكم إذا علق بوصف فإنه يتبع ذلك الوصف قوة وضعفا ، فكلما كمل الإيمان كملت المعاداة وانتفت الموالاة، وإذا وجدت الموالاة ضعف الإيمان وإذا ضعف الإيمان أيضا وجدت الموالاة . ومن فوائد الآية الكريمة: إشارة إلى أنه يجب أن يتخذ المؤمن أولياء من المؤمنين، لقوله هنا : (( من دون المؤمنين )) وهذا لاشك هو مقتضى الإيمان قال الله تعالى: (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) فالواجب على المؤمن أن يتخذ له أولياء من المؤمنين . ومن فوائد الآية الكريمة: أن اتخاذ الكافرين أولياء من كبائر الذنوب، وجه الدلالة: أن الله تبرأ منهم وتعليق الحكم أو تعليق البراءة بحكم من الأحكام يدل على أنه من كبائر الذنوب، والكبائر جمع كبيرة وأحسن ما قيل في تعريفها: ما رتبت عليه عقوبة خاصة، وذلك لأن المحرمات نوعان: إما منهي عنها أو مذكورة بلفظ التحريم ولكن ليس على فاعلها عقوبة خاصة فهذه من الصغائر، وإما أن يرتب على فعلها عقوبة خاصة وحينئذ تكون من الكبائر، ولكن كما أن الصغائر تختلف حتى يصل بعضها إلى قريب الكبائر كذلك الكبائر تختلف، ليس قطيعة الرحم بين العم وابن أخيه كعقوق الوالدين مع أن كلا منهما من كبائر الذنوب ، والمهم أن الكبائر تختلف وكذلك الصغائر . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله سبحانه وتعالى ولي المؤمنين، ووجه؟ أن الذي يتخذ الكافرين أولياء ويدع المؤمنين يتبرأ الله منه، لأنه ليس في المؤمنين في شيء فلم يكن الله منه في شيء، وهذا له شاهد من القرآن مثل قوله تعالى: (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا )) ومثل قوله: (( والله ولي المؤمنين )) مثل قوله: (( الله ولي الذين آمنوا )) والآيات في هذا المعنى كثيرة أن الله ولي المؤمنين فيوالي من ولوه ومن والاهم ويعادي من عاداهم، وقد صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه أن الله سبحانه وتعالى قال: ( من عادا لي وليا فقد آذنته بالحرب ) . ومن فوائد الآية الكريمة: سهولة الإٍسلام ويسره حيث رفع الحرج عن الأمة، وذلك بما أباح من اتخاذ التقاة عند الضرورة إليهم، لقوله: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) . ومن فوائد الآية: أنه لا تجوز المداهنة لأعداء الله وإظهار الرضا بما هم عليه، لقوله: (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) ومعلوم أن التقاة لا تجوز إلا عند الضرورة ومع ذلك ينوي بها الإنسان أيش؟ أنها وقاية مما يخاف منهم لا رضا بما فعلوا أو اطمئنانا إليه . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله عزوجل مع كمال رحمته وشمولها ومحبته للتوبة في مقام الوعيد يذكر من الآيات أو من الكلمات الكلمات الشديدة القوية ، لقوله: (( ويحذركم الله نفسه )) لأن المقام مقام يقتضي الشدة في ذلك فإنه من أعظم الأشياء أن يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، ولهذا قال: (( ويحذركم الله نفسه )) . ومن فوائد الآية الكريمة: إطلاق النفس على الذات، لأن المراد نفسه أي ذاته (( يحذركم الله نفسه )) أي ذاته، والتعبير بالنفس أولى بالتعبير من الذات وإن كان التعبير بالذات هو المشهور عند العلماء، لكن التعبير بالذات عن النفس ليس من اللغة العربية الفصحة كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية وإنما هو متلقى من اصطلاح عرفي، وأصله أن ذات تستعمل مضافا فيقال: ذات جمال، ذات دين، ذات مال، وما أشبه ذلك، فيعبرون الذات عن العين المتصفة بصفاته، ثم صلبوها من الإضافة وعبروا بكلمة ذات مجردة عن الإضافة هذا هو الأصل في استعمال كلمة ذات وإلا فإنها ليست عربية محضة . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب رد الأشياء إلى الله عز وجل، لقوله: (( وإلى الله المصير )) . ومن فوائدها أيضا: تكرار التحذير، وأنه إذا كان المقام يقتضي ذلك كان تكراره من أعلى أنواع البلاغة، لأن قوله: (( ويحذركم الله نفسه )) هذا تحذير (( وإلى الله المصير )) هذا أيضا تحذير، فإنه تهديد ووعيد لمن خالف ما حذر الله منه .
تفسير الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) .
ثم قال الله تعالى: (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) (( قل )) الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن لا بأس أن يقوله من يحتاج إليه وإن كان غير الرسول صلى الله عليه وسلم . (( تخفوا ما في صدوركم )) والذي في الصدور هو ما تكنه القلوب وجعله في الصدور لأن القلوب في الصدور كما قال الله تعالى: (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) وقوله: (( إن تخفوا ما في صدوركم )) من أي شيء ؟ من كل شيء من الخير أو من الشر أو العداوة أو الولاية أو غير ذلك كل ما يخفي الإنسان في صدره أو يبديه لمن؟ للناس، قال: (( أو تبدوه يعلمه الله )) (( يعلمه )) للجزم جوابا للشرط قوله: (( إن تخفوا )) يعلمه الله عزوجل، وهو سبحانه وتعالى عالم به قبل أن تخلق الصدور وما فيها، ولكن يعلمه أيضا بعد أن يقع في الصدور علم وقوع، وأما علمه السابق فهو علم بما سيكون، وأما بعد وقوقع الشيء فهو علم بالشيء بعد كونه ، فلله سبحانه وتعالى فيما يكون بالنسبة للعلم اعتباران: الاعتبار الأول باعتبار ما سيكون، والثاني باعتبار ما كان، وبهذا التقدير يزول الإشكال الذي يرد على النفس ويورده كثير من الناس في مثل قوله: (( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين )) فيقول: أليس الله عزوجل قد علم المجاهدين والصابرين من غيرهم في الأزل ؟ الجواب: بلى، لكن علمه في الأزل علم بما سيكون، وعلمه بعد كون الشيء علم به كائنا وفرق بين الأمرين هذا من وجه ومن وجه آخر : أن علمه الأزلية لا يترتب عليه عقاب ولا ثواب، وعلمه بالشيء بعد كونه هو الذي يترتب عليه الثواب والعقاب، فيكون معنى (( حتى نعلم )) أي علما يترتب عليه الثواب والعقاب وإلا فالله عالم من قبل أن يبتلينا . قال: (( يعلمه الله ويعلم ما في السموات وما في الأرض )) يعلم بالرفع على الاستئناف، والتقدير: وهو يعلم، ولا يجوز في مثل هذا الجزم عطفا على: ((يعلمه الله)) بخلاف قوله تعالى: (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر )) فإنه يجوز ((فيغفر لمن يشاء)) ويجوز (( فيغفر )) ثلاثة أوجه، لكن في هذه الآية لا يجوز سوى الرفع، لماذا؟ لأننا لو جعلناه بالجزم صار علم الله بما في السموات وبما في الأرض مقيدا بقوله: (( قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه )) لأن المعطوف على جواب الشرط له حكم جواب الشرط، وجواب الشرط معلق بماذا؟ بفعل الشرط، وعلى هذا فيتعين في قوله: (( ويعلمه )) الاستئناف والرفع ولا يجوز الجزم، (( ويعلم ما في السموات وما في الأرض )) ما من صيغ الموصول أو من الأسماء الموصولة ، وكل اسم موصول فإنه يفيد العموم سواء كان من صيغ الجمع كالذين واللائي، أو من صيغ المفرد كالذي والتي، أو من الصيغ المشتركة كما ومن، وعليه فجميع الأسماء الموصولة بأصنافها الثلاثة كلها تفيد العموم، ألم تروا إلى قول الله تعالى: (( والذي جاء بالصدق وصدق به )) وين الخبر ؟ (( أولئك هم المتقون )) فجعل الخبر جمعا مع أن المبتداء مفرد، لأنه مفرد لكنه عام، طيب هنا (( ما في السموات وما في الأرض )) أقول إنه إنما اسم موصول تفيد العموم فكل ما في السموات فهو معلوم لله عزوجل، وكل ما في الأرض فهو معلوم لله عزوجل بعلمه الأزلي القديم قال الله : (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن الله كتب مقادير كل شيء قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ) ولا يكتب إلا ما كان معلوما عنده عز وجل . (( والله على كل شيء قدير )) ختم الآية ببيان عموم قدرته إشارة إلى أن الله تعالى قد وسع كل شيء علما وقدرة وأنه قادر على الانتقام منكم فيما إذا أخفيتم ما لا يرضيه ولكنه لحكمته قد يؤخر الانتقام . قوله: (( والله على كل شيء قدير )) الصيغة عامة كما تشاهدون على كل شيء قدير سواء كان ذلك من أفعاله أو من أفعال العباد فهو قادر على كل شيء، وسواء شاء ذلك الشيء أم لم يشأه فهو قادر على كل شيء شاءه أم لم يشأه، وكل شيء شاءه فهو قادر عليه، فلدينا الآن عمومان : العموم الأول في القدرة فنقول هو قادر على كل شيء سواء شاءه أم لم يشأ، والعموم الثاني: المشيئة فكل ما شاء الله فهو قادر عليه كما جاء في الحديث القدسي: ( إني على ما أشاء قادر ).
فوائد الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) .
طيب في هذه الآية من الفوائد، أولا: وجوب إبلاغ الناس بعلم الله تعالى بما في صدورهم، لقوله: (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) . ومن فوائدها أيضا: عموم علم الله عزوجل، لما أخفاه الإنسان وما أبداه . ومن فوائد الآية: أن العقل في القلب، والتدبير في القلب، والإرادة في القلب، لأنه قال: (( إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه )) وهذه المسألة اختلف فيها أهل الكلام هل العقل في القلب أو في الدماغ ؟ ولكن من تأمل الآيات القرآنية وجد أن العقل في القلب بل من تأمل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، قال الله تعالى: (( أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها )) (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور )) وهذه الآية نص صريح على أن العقل في القلب ، ونص صريح على أنه ليس المراد بالعقل القوة المعنوية التي في المخ وإنما المراد بالقلب أيش ؟ القلب الحقيقي
اضيفت في - 2006-04-10