تفسير سورة آل عمران-10b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) .
وليس المراد بالعقل القوة الحقيقية التي في المخ وإنما المراد بالقلب أيش؟ القلب الحقيقي قطعة اللحم الذي في الصدر، ولهذا قال: (( التي في الصدور )) والكلام هن كلام من؟ كلام الخالق عزوجل، والخالق أعلم بما خلق، ولكن الدماغ لاشك له تأثيرا، لأن الدماغ يتصور الشيء ويرتبه ويجهزه ثم يرسله إلى القلب وينتظر الأوامر ثم يصدر القلب الأوامر إلى أين؟ إلى المخ ما هو إلى العقل العقل هو في القلب يرسله إلى المخ المخ خادم أمين مطيع على الطول يوجه الأوامر إلى الجنود، الجوارح، ولا تستغرب هذا الأمر كيف تقول هل لحظة هذه يكون فيه الأمر إصدار وإيراد؟ نقول: الله عزوجل على كل شيء قدير، فالمخ يتصور ويصلح الأشياء ثم يرسل إلى القلب ويقول الأمر، القلب يأمر وإلا ينهى ثم هذا المخ ينفذ على الطول ما يؤخر، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وإما ما اشتهر عند الأطباء الآن أن القلب فقط يصفي الدم ويرسل، يستقبل الدم الفاسد وينظفه ويرسله إلى العروق والشرائيين فهذا ليس بصحيح، لأننا نقول لهم أأنتم أعلم أم الله؟ لاشك أن الله أعلم لأنه الخالق، لكننا نوافقكم على أن للدماغ تأثيرا ولكن وجه التأثير فيه أنه بإذن الله قابل لكل ما يأمره به القلب أي نعم .
الذين يجلبون الخدم من الكفار فهل يعتبر هذا موالاة لهم.؟
السائل : السؤال: الذين يجلبون الخدم من الكفار هل يعتبر هذا موالاة لهم أم لا ؟
الشيخ : الظاهر ينظر في هذا ، إذا كان ذلك المقصود الاستخدام والاستذلال فهو استذلال لهم، وإذا كان المراد بذلك نفعهم أي ينفعهم فهذا لاشك أنه موالاة، لأنه يعتبر ناصرا لهم فإن هذه الدراهم التي تخرج من جيوبنا لهؤلاء الكفار تؤخذ عليهم الضرائب عليها لدولهم الكافرة فتنتفع الدول بها وبالتالي تستعين بها على غضب المسلمين فالمسألة في الحقيقة خطيرة لكن أكثر المسلمين اليوم لا ينظرون إلى هذه المسائل هذه النظرة الفا يريدون أن يمشوا دنياهم فقط، لكن أنهم لو فكروا في هذا الأمر وين تروح الدراهم هذه، ثم إنك لا تأتي بكافر إلا حرمت مسلما بدلا من الكافر هات مسلما وليكن المسلم أقل إنتاجا من الكافر ، لكنه ينفعه وأنفع لعائلة ورائه مسلمة تتلهل إلى أن تجد لقمة عيش، ولكن نسأل الله أن يهدي إخواننا إلى أن نرى في هذه الأمور.
الشيخ : الظاهر ينظر في هذا ، إذا كان ذلك المقصود الاستخدام والاستذلال فهو استذلال لهم، وإذا كان المراد بذلك نفعهم أي ينفعهم فهذا لاشك أنه موالاة، لأنه يعتبر ناصرا لهم فإن هذه الدراهم التي تخرج من جيوبنا لهؤلاء الكفار تؤخذ عليهم الضرائب عليها لدولهم الكافرة فتنتفع الدول بها وبالتالي تستعين بها على غضب المسلمين فالمسألة في الحقيقة خطيرة لكن أكثر المسلمين اليوم لا ينظرون إلى هذه المسائل هذه النظرة الفا يريدون أن يمشوا دنياهم فقط، لكن أنهم لو فكروا في هذا الأمر وين تروح الدراهم هذه، ثم إنك لا تأتي بكافر إلا حرمت مسلما بدلا من الكافر هات مسلما وليكن المسلم أقل إنتاجا من الكافر ، لكنه ينفعه وأنفع لعائلة ورائه مسلمة تتلهل إلى أن تجد لقمة عيش، ولكن نسأل الله أن يهدي إخواننا إلى أن نرى في هذه الأمور.
قوله تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) فهل يحاسب الإنسان على الهم.؟
قوله تعالى: (( قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه يعلمه الله )) الشيء يكون في الصدر . . ؟ لا ما يدل على هذا إلا ما عزم عليه الإنسان، لكن مجرد الهم لا.
3 - قوله تعالى : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) فهل يحاسب الإنسان على الهم.؟ أستمع حفظ
قوله تعالى :(( ويحذركم الله نفسه )) هل المراد عقاب نفسه.؟
السائل : قوله: (( يحذركم الله نفسه )) ؟
الشيخ : أنا إذا قلت: أنا أحذرك نفسي كل يعرف أنه ليس المعنى . الواحد على الثاني . أن يكفه ، معنى: يحذركم ما في نفسه من العقاب، لكن هذا أبلغ يعني إضافة التحذير إلى النفس أبلغ من إضافته إلى الفعل، فإذا قلنا عقاب نفسه الإضافة إلى التحذير ، وإذا قلنا نفسه صار أشد نعم.
الشيخ : أنا إذا قلت: أنا أحذرك نفسي كل يعرف أنه ليس المعنى . الواحد على الثاني . أن يكفه ، معنى: يحذركم ما في نفسه من العقاب، لكن هذا أبلغ يعني إضافة التحذير إلى النفس أبلغ من إضافته إلى الفعل، فإذا قلنا عقاب نفسه الإضافة إلى التحذير ، وإذا قلنا نفسه صار أشد نعم.
هل الاحسان للكفار يعد من الموالاة.؟
السائل : قد يكون كفرا وقد يكون دون ذلك ؟
الشيخ : يمكن أن يتولهم في أمر من الأمور الدنيوية ما هو دينه ولا على دينهم وكفرهم فلا يكون هذا كفر ما يكون كفر، وإن اعتبرناه ولاية فإنه لا يخرجه من الإسلام، لكن الموالاة المناصرة والمعاونة سواء عاونهم على المؤمنين وسبق لنا أنهم إذا عاونوهم على الكفار فلا بأس .
السائل : هل يجوز أن نكون موظفين ؟
الشيخ : لا ما يجوز الموظفين، لا هذا مجرد إحسان والله قال: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم )).
الشيخ : يمكن أن يتولهم في أمر من الأمور الدنيوية ما هو دينه ولا على دينهم وكفرهم فلا يكون هذا كفر ما يكون كفر، وإن اعتبرناه ولاية فإنه لا يخرجه من الإسلام، لكن الموالاة المناصرة والمعاونة سواء عاونهم على المؤمنين وسبق لنا أنهم إذا عاونوهم على الكفار فلا بأس .
السائل : هل يجوز أن نكون موظفين ؟
الشيخ : لا ما يجوز الموظفين، لا هذا مجرد إحسان والله قال: (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم )).
هل لبس لباس اليهود والنصارى يعد من الموالاة.؟
السائل : يعني يقول هل إذا لبست لبسة اليهود أو النصارى أو غيرهم من الكفار هل هذا موالاة ؟
الشيخ : هذا لاشك فيه تشبه هذا متفق عليه، لكن إذا قصد بذلك إعزازهم ورفع شأنهم فهو موالاة لأنه قد يتشبه بهم من أجل أن يعزهم ويظهر لباسهم الخاص بهم وزيهم فيكون هذا موالاة.
الشيخ : هذا لاشك فيه تشبه هذا متفق عليه، لكن إذا قصد بذلك إعزازهم ورفع شأنهم فهو موالاة لأنه قد يتشبه بهم من أجل أن يعزهم ويظهر لباسهم الخاص بهم وزيهم فيكون هذا موالاة.
هل عملية نقل القلب يشكل على كون القلب هو محل الأمر.؟
الشيخ : الإنسان الفاهم يفهم الجواب من كلامه، أقول الذي ينتقل هو الجسد وليس الوجه وإنما القلب وليس، لا ما هو يقصد المحاسبة، يقول أفكار الإنسان ما تتغير .
السائل : شيخ ؟ إذا قلنا الذي يرسل هو الدماغ ويصوره القلب ثم القلب يأمر بالتنفيذ ، على مقتضى؟ الشيخ : على مقتضى الدليل .
الشيخ : فهمت يا أحمد ؟ هذا الرجل دماغه ما تغير وتصوراته ما تغير، والقلب يرسل ويأمر حسب ما يصل إليه من التصورات، فإذا كان هذا الرجل مستقيما صالحا صار إلى قلبه، إلى القلب الذي نقل إليه الشيء الصالح أمر به، وإلا هذا يكون .ما هو مشكلة أبدا، ما هو مشكلة لأن هذا القلب له وله أشياء خلق الله عزوجل على صفة ما يصنعونها، أو هم يصنعون على صفة ما خلقه الله.
السائل : شيخ ؟ إذا قلنا الذي يرسل هو الدماغ ويصوره القلب ثم القلب يأمر بالتنفيذ ، على مقتضى؟ الشيخ : على مقتضى الدليل .
الشيخ : فهمت يا أحمد ؟ هذا الرجل دماغه ما تغير وتصوراته ما تغير، والقلب يرسل ويأمر حسب ما يصل إليه من التصورات، فإذا كان هذا الرجل مستقيما صالحا صار إلى قلبه، إلى القلب الذي نقل إليه الشيء الصالح أمر به، وإلا هذا يكون .ما هو مشكلة أبدا، ما هو مشكلة لأن هذا القلب له وله أشياء خلق الله عزوجل على صفة ما يصنعونها، أو هم يصنعون على صفة ما خلقه الله.
قوله تعالى :(( من دون المؤمنين )) هل هذا قيد للموالاة.؟
الشيخ : أي نعم هذه تكلمنا عليها إن هذا لبيان أقبح الموالاة وإلا ففيه آية أخرى تدل على تحريم اتخاذهم الأولياء مطلقا.
الشيطان يوسوس في الصدور فهل يعلم ما فيها.؟
الشيخ : الشيطان لاشك إنه يجث القلب يختبره، لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، ثم إذا رأى أن القلب قوي يعني وعجز عنه، عجز عنه، مثل ما كان الشيطان يهرب من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما سلك فجا إلا سلك الشيطان فجا آخر، وإن وجد في القلب لين وتهاون زادها من اللين والتهاون، وإن وجد فيه القوة حاول أن يزيده في الغلو والإفراط .
الشيخ : الله أعلم، لكنه لاشك أنه يختبر القلوب.
الشيخ : لكن قد ذكر الله خيره.
(( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء يود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله عز وجل: (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) وأظن أننا لم نستوعب الفوائد ؟ من أين؟ (( قل إن تخفوا )) ؟
الشيخ : الله أعلم، لكنه لاشك أنه يختبر القلوب.
الشيخ : لكن قد ذكر الله خيره.
(( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء يود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله عز وجل: (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) وأظن أننا لم نستوعب الفوائد ؟ من أين؟ (( قل إن تخفوا )) ؟
تتمة فوائد الآية : (( قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ... )) .
قال الله عز وجل: (( قل إن تخفوا ما في صدروكم أو تبدوه يعلمه الله )) في هذه الآية أيضا رد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان مجبر على عمله وليست له فيه إرادة، ووجه الرج عليهم: أن الله أضاف الفعل إلى الإنسان، فقال: (( إن تخفوا )) (( أو تبدوه )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله محيط بكل شيء علما حتى ما بين جوانب الإنسان، لقوله: (( إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله )) فلا يخفى عليه شيء مما في نفس الإنسان، بل زد على ذلك أنه يعلم ما لم يحدث به نفسه بأنه سيحدث به نفسه في الوقت والمكان المعين، واضح؟ نعم . ومن فوائد الآية الكريمة: التحذير من أن يسر الإنسان في نفسه ما لا يرضي الله، لأن الله إنما أخبرنا بذلك تحذيرا لنا من أن نخفي في صدورنا ما لا يرضى. ومن فوائد الآية الكريمة: عموم علم الله، لقوله: (( ويعلم ما في السموات وما في الأرض )) والآيات في العلم متنوعة، تارة تكون مجملة وتارة تكون مفصلة، وتارة تكون فيما يتعلق بفعل الإنسان وتارة تكون فيما يتعلق بفعل الله عزوجل، لأن صفة العلم متى آمن بها الإنسان أوجب له ذلك أمرين: الأمر الأول: الهروب من معصية الله، فلا يجده أي فلا يجده الله عزوجل حيث نهاه، والثاني: الرابح في طاعة الله، فلا يفقده حيث أمره، لأنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى، يؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يعلمه . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات السموات، وأنها جمع، وقد صرح الله في كتابه أنها سبع، فقال: (( قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم )) وأما الأرض فإنها تأتي مفردة ولم تأت في القرآن مجموعة، ولكن جاءت في السنة مجموعة، وفي القرآن إشارة إلى أنها سبع في قوله تعالى: (( الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن )) فإن المثلية هنا بالكيفية متعذرة، وإذا تعذرت المثلية في الكيفية لزم أن تكون المثلية في العدد كما تقول: سبحان الله عدد خلقه والحمد لله مثل ذلك، يعني عدد خلقه . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات قدرة الله عز وجل، لقوله: (( والله على كل شيء قدير )) وعموم هذه القدرة، لقوله: (( على كل شيء )) . ومن فوائدها: إرشاد الإنسان إلى أن يتعلق بربه، لأنك متى علمت أن الله على كل شيء قدير فإنه لن يمنعك مانع من أن تلتجئ إلى الله سبحانه وتعالى بسؤال ما تريد، لا تستبعد شيئا، ولهذا قال الله تعالى منبها على هذا الأمر: (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة )) ومعلوم أن العداوة بين المؤمنين والكافرين أمر ثابت، وأن الإنسان قد يستبعد أن يجعل الله في قلبه مودة لهذا الكافر بإيمانه، فقال الله تعالى: (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم )) (( قدير)) بالنسبة لتقليب القلوب عز وجل، (( غفور )) بأن ييسر هؤلاء الكفار إلى الإسلام فيغفر لهم، وقع هذا وإلا ما وقع؟ وقع، وقع فإنه أسلم عام الفتح وقبل عام الفتح أمة من الكفار وصارت العداوة في قلوب المؤمنين لهم صارت مودة نعم، المهم أنك متى علمت قدرة الله عزوجل فإن ذلك يوجب لك التعلق بربك سبحانه وتعالى وأن لا تستبعد شيئا تسأله إياه.
تفسير الآية : (( يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضرًا وما عملت من سوءٍ ... )) .
ثم قال الله عز وجل: (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) هذا بداية درس اليوم؟ قوله: (( يوم )) ظرف زمان، والقاعدة المعروفة عند أهل النحو أن الظرف والجار والمجرور لابد له من متعلق، لأن الظرف والجار والمجرور شبه مفعول به، أو شبه خبر إذا وقع خبرا، أو شبه صلة إذا وقع صلة، المهم أنه لا يستقل بنفسه لابد له من عامل، كما قال ناظم الجمل:
لابـد للجار مـن التـعـلق بـفعـل أو معـنـاه نحو مرتقي
واستثن كل زائد له عمل كالباء ومن والكاف أيضا ولعل
فكل حرف أصلي من حروف الجر لابد له من متعلق.
قوله: (( يوم تجد )) إذا فيه ظرف زمان ولا بد لها من متعلق، فأين متعلقها ؟ المتعلق محذوف، تقديره: اذكر يوم تجد، أذكر بالناس وذكرهم بهذا اليوم العظيم . (( تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) (( كل نفس )) والمراد بالكلية هنا كلية النفوس المكلفة وهم الإنس والجن، فإن هؤلاء مكلفون بعبادة الله، لقول الله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) أما البهائم فإنها لا تجد ما عملت، لكن يوفى لها الظلم إن ظلمت كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ( بأنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيمة ) وأما هي فهي غير مكلفة ما تؤمر ولا تنهى، (( يوم تجد كل نفس )) إذا (( كل نفس )) مقيد بماذا ؟ مكلفة، كل نفس تؤمر وتنهى . (( ما عملت من خير محضرا )) ما هنا اسم موصول مفعول الأول (( محضرا )) مفعول الثاني، (( من خير )) جار ومجرور بيان لماء في قوله: (( ما عملت )) وجملة (( عملت )) صلة الموصول وعائد الموصول محذوف، والتقدير: ما عملته من خير محضرا، وقوله: (( ما عملت )) يشمل كل ما عمل قل أو كثر قال الله تعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) كل ما عمل . وقوله: (( محضرا )) من الذي يحضره؟ الذي يحضره هو الله عزوجل إما بقوله وإما بملائكته يحضره الملائكة أو هو جل وعلا يأمر فيحضر، وقوله: (( محضرا )) قد يتبادر للذهن أن هذا العمل يكون جسما، يكون جسما فيحضر كما يحضر الدراهم لمن يستوفيها، وإذا كان هذا مراد الله عزوجل فليس بغريب بأن تجعل الأعمال وهي أمر معنوي تجعل أجساما وهو ظاهر القرآن الكريم بأن الأعمال توزن والوزن لا تكون إلا لجسم كثيف، فتوزن الأعمال توضع في كفة الحسنات والسيئات، وليس هذا بغريب على قدرة الله سبحانه وتعالى، فها هو الموت وصف وهو زوال الحياة يمثل يوم القيمة بكبش ويوقف بين الجنة والنار ويقال يا أهل الجنة ويا أهل النار فيطلعون فيقال لهم تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت فيذبح ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت، وحينئذ يزداد أهل الجنة سرورا إلى سرورهم وأهل النار حزنا إلى حزنهم ـ والعياذ بالله ـ وقوله: (( وما عملت من سوء تود )) الواو هذه يحتمل أن يكون استئنافية، فتكون ما مبتداء، ويحتمل أن تكون عاطفة، فتكون ماء معطوفة على ما الأولى يعني ما عملت من خير محضرا وتجد ما عملت من سوء محضرا كذلك، فعلى الأول تكون ما مبتداء وتود (( لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )) خبره، وعلى الثاني تكون ماء معطوفة على ما تجد في الأولى ويكون في الكلام حذف وتقديره: وما عملت من سوء محضرا تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ولكن المعنى الأول أظهر، لأن الأصل عدم الحد، والاستئناف كثير وارد في اللغة العربية وهو أيضا أبلغ، لأن ما عملت من سوء قد يحضر وقد يقرر به الإنسان ولا يحضر والكلام هنا عام، كلام عام يشمل المؤمنين والكافرين، والمؤمن في حسابه لا يحضر له عمله السيئ وإنما يقرر بذنوبه فيقرر ويقال: عملت كذا عملت كذا عملت كذا فيقول نعم ، فيقول الله له قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) أما الكفار فيحضر عملهم يحضر قال الله تعالى: ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا )) لأن سيئات الكفار ما تمحى، تحضر ويحاسبون عليها ، وبهذا يتبين أن إعراب الواو استئنافية وما مبتداء أظهر من أن تكون عاطفة وما معطوفة على ما سبق، إذا (( ما عملت من سوء )) لا تفرح به (( تود لو أن بينها وبيه أمدا بعيدا )) يعني زمنا طويلا أو مكانا بعيدا، تود أنها لم تعمل ولم تذكر به ولم يحضر لها إن كانت ممن يحضر لها عمل السيئ، والود خالص المحبة، إذا تحب محبة شديدا من كل قلبها لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، طيب (( لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )) لو هذه كيف نعربها؟ نعم؟ هل نقول إنها حرف مصدر ل حرف امتناع لو قلنا إنها مصدر أو نقول إنها زائدة، لأن لو إذا وقعت بعد ود تكون مصدرية كما في قوله تعالى: (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) نعم؟ يعني ودوا أن تدهنوا، (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم )) أي أن يردوهم، لكن هنا فيه إشكال وهي أن أن الذي بعدها مصدرية، ولكن يمكن الانفكاك عن هذا الإيراد بأن يقال لو داخلة على فعل محذوف، تقديره: لو ثبت أن بينها وبينه أمدا بعيدا أو لو حصل تود لو حصل أن بينه وبينها أمدا بعيدا وحينئذ تكون مصدرية ويكون الفعل محذوفا، الفعل الذي يتصل به محذوفا والتقدير: لو حصل أن بينها وبينه أمدا بعيدا، وإلا نقول زائدة، والتقدير: تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا، و حذف لو غير القرآن وقلت لو تود أن بينها استقام الكلام، إذا لنا في إعرابها توجيهان، توجيه الأول: أن تكون زائدة للتأكيد، أو للتوكيد، والثاني: أن تكون مصدرية والفعل محذوف تقديره: لو حصل أن بينها وبينه أمدا بعيدا . وقوله: (( أن بينها وبينه أمدا )) أمدا بالنصب قال إنه اسم، اسم أن مؤخر، قال الله تعالى: (( ويحذركم الله نفسه )) كرر ذلك لأن المقام يقتضيه، يقتضي التحذير، فاحذر الله عزوجل، احذر الله أن يصيبك بعقابه إذا عصيته وخالفت أمره، والأول ((يحذركم الله نفسه)) في العمل، والثاني في الجزاء، الأول في العمل في موالاة الكفار، الثاني في الجزاء، لأنه ذكره بعد أن ذكر الجزاء الذي يكون يوم القيمة . ثم قال: (( والله رءوف بالعباد )) فيها قراءتان، قراءة الأولى: (( رءوف )) والقراءة الثانية: ((رءوف)) بدون واو (( رءوف رحيم )) (( والرءوف )) فعول من الرأفة وهي أشد الرحمة، أشد الرحمة، وأرق الرحمة، لأن الرأفة فيها شيء من الرق واللين أكثر من ما في الرحمة، وقوله: (( بالعباد )) جمع عبد، والمراد بهم الخلق، فهو من العبودية العامة . استشكل بعض العلماء إتيان قوله: (( والله رءوف بالعباد )) بعد قوله: (( ويحذركم الله نفسه )) وقال: كان مقتضى الحال أن يقال: ويحذركم الله نفسه والله شديد العقاب، لأن مقام التحذير يقتضي الوعيد، فأجيب عن ذلك بأن من رأفته عزوجل بالعباد أن حذرهم نفسه، وأخبرهم بأن الأمر عظيم، لأن إخبار الإنسان بحقيقة الحال لاشك أنه من الرأفة به، من الرأفة به، وإلا فليس من المناسب أن يهدد الإنسان بالتحذير ثم يقال و لك رأفة ورحمة، ولكن قالوا إن الرأفة بالعباد عائدة إلى إخبار العباد بحقيقة الأمر وتحذيرهم من مغبتهم، وهذا لاشك أنه وجه حسن وطيب.
لابـد للجار مـن التـعـلق بـفعـل أو معـنـاه نحو مرتقي
واستثن كل زائد له عمل كالباء ومن والكاف أيضا ولعل
فكل حرف أصلي من حروف الجر لابد له من متعلق.
قوله: (( يوم تجد )) إذا فيه ظرف زمان ولا بد لها من متعلق، فأين متعلقها ؟ المتعلق محذوف، تقديره: اذكر يوم تجد، أذكر بالناس وذكرهم بهذا اليوم العظيم . (( تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) (( كل نفس )) والمراد بالكلية هنا كلية النفوس المكلفة وهم الإنس والجن، فإن هؤلاء مكلفون بعبادة الله، لقول الله تعالى: (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) أما البهائم فإنها لا تجد ما عملت، لكن يوفى لها الظلم إن ظلمت كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: ( بأنه يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء يوم القيمة ) وأما هي فهي غير مكلفة ما تؤمر ولا تنهى، (( يوم تجد كل نفس )) إذا (( كل نفس )) مقيد بماذا ؟ مكلفة، كل نفس تؤمر وتنهى . (( ما عملت من خير محضرا )) ما هنا اسم موصول مفعول الأول (( محضرا )) مفعول الثاني، (( من خير )) جار ومجرور بيان لماء في قوله: (( ما عملت )) وجملة (( عملت )) صلة الموصول وعائد الموصول محذوف، والتقدير: ما عملته من خير محضرا، وقوله: (( ما عملت )) يشمل كل ما عمل قل أو كثر قال الله تعالى: (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) كل ما عمل . وقوله: (( محضرا )) من الذي يحضره؟ الذي يحضره هو الله عزوجل إما بقوله وإما بملائكته يحضره الملائكة أو هو جل وعلا يأمر فيحضر، وقوله: (( محضرا )) قد يتبادر للذهن أن هذا العمل يكون جسما، يكون جسما فيحضر كما يحضر الدراهم لمن يستوفيها، وإذا كان هذا مراد الله عزوجل فليس بغريب بأن تجعل الأعمال وهي أمر معنوي تجعل أجساما وهو ظاهر القرآن الكريم بأن الأعمال توزن والوزن لا تكون إلا لجسم كثيف، فتوزن الأعمال توضع في كفة الحسنات والسيئات، وليس هذا بغريب على قدرة الله سبحانه وتعالى، فها هو الموت وصف وهو زوال الحياة يمثل يوم القيمة بكبش ويوقف بين الجنة والنار ويقال يا أهل الجنة ويا أهل النار فيطلعون فيقال لهم تعرفون هذا؟ فيقولون نعم هذا الموت فيذبح ويقال: يا أهل الجنة خلود ولا موت ويا أهل النار خلود ولا موت، وحينئذ يزداد أهل الجنة سرورا إلى سرورهم وأهل النار حزنا إلى حزنهم ـ والعياذ بالله ـ وقوله: (( وما عملت من سوء تود )) الواو هذه يحتمل أن يكون استئنافية، فتكون ما مبتداء، ويحتمل أن تكون عاطفة، فتكون ماء معطوفة على ما الأولى يعني ما عملت من خير محضرا وتجد ما عملت من سوء محضرا كذلك، فعلى الأول تكون ما مبتداء وتود (( لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )) خبره، وعلى الثاني تكون ماء معطوفة على ما تجد في الأولى ويكون في الكلام حذف وتقديره: وما عملت من سوء محضرا تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، ولكن المعنى الأول أظهر، لأن الأصل عدم الحد، والاستئناف كثير وارد في اللغة العربية وهو أيضا أبلغ، لأن ما عملت من سوء قد يحضر وقد يقرر به الإنسان ولا يحضر والكلام هنا عام، كلام عام يشمل المؤمنين والكافرين، والمؤمن في حسابه لا يحضر له عمله السيئ وإنما يقرر بذنوبه فيقرر ويقال: عملت كذا عملت كذا عملت كذا فيقول نعم ، فيقول الله له قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم ) أما الكفار فيحضر عملهم يحضر قال الله تعالى: ((ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا )) لأن سيئات الكفار ما تمحى، تحضر ويحاسبون عليها ، وبهذا يتبين أن إعراب الواو استئنافية وما مبتداء أظهر من أن تكون عاطفة وما معطوفة على ما سبق، إذا (( ما عملت من سوء )) لا تفرح به (( تود لو أن بينها وبيه أمدا بعيدا )) يعني زمنا طويلا أو مكانا بعيدا، تود أنها لم تعمل ولم تذكر به ولم يحضر لها إن كانت ممن يحضر لها عمل السيئ، والود خالص المحبة، إذا تحب محبة شديدا من كل قلبها لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا، طيب (( لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )) لو هذه كيف نعربها؟ نعم؟ هل نقول إنها حرف مصدر ل حرف امتناع لو قلنا إنها مصدر أو نقول إنها زائدة، لأن لو إذا وقعت بعد ود تكون مصدرية كما في قوله تعالى: (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) نعم؟ يعني ودوا أن تدهنوا، (( ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم )) أي أن يردوهم، لكن هنا فيه إشكال وهي أن أن الذي بعدها مصدرية، ولكن يمكن الانفكاك عن هذا الإيراد بأن يقال لو داخلة على فعل محذوف، تقديره: لو ثبت أن بينها وبينه أمدا بعيدا أو لو حصل تود لو حصل أن بينه وبينها أمدا بعيدا وحينئذ تكون مصدرية ويكون الفعل محذوفا، الفعل الذي يتصل به محذوفا والتقدير: لو حصل أن بينها وبينه أمدا بعيدا، وإلا نقول زائدة، والتقدير: تود أن بينها وبينه أمدا بعيدا، و حذف لو غير القرآن وقلت لو تود أن بينها استقام الكلام، إذا لنا في إعرابها توجيهان، توجيه الأول: أن تكون زائدة للتأكيد، أو للتوكيد، والثاني: أن تكون مصدرية والفعل محذوف تقديره: لو حصل أن بينها وبينه أمدا بعيدا . وقوله: (( أن بينها وبينه أمدا )) أمدا بالنصب قال إنه اسم، اسم أن مؤخر، قال الله تعالى: (( ويحذركم الله نفسه )) كرر ذلك لأن المقام يقتضيه، يقتضي التحذير، فاحذر الله عزوجل، احذر الله أن يصيبك بعقابه إذا عصيته وخالفت أمره، والأول ((يحذركم الله نفسه)) في العمل، والثاني في الجزاء، الأول في العمل في موالاة الكفار، الثاني في الجزاء، لأنه ذكره بعد أن ذكر الجزاء الذي يكون يوم القيمة . ثم قال: (( والله رءوف بالعباد )) فيها قراءتان، قراءة الأولى: (( رءوف )) والقراءة الثانية: ((رءوف)) بدون واو (( رءوف رحيم )) (( والرءوف )) فعول من الرأفة وهي أشد الرحمة، أشد الرحمة، وأرق الرحمة، لأن الرأفة فيها شيء من الرق واللين أكثر من ما في الرحمة، وقوله: (( بالعباد )) جمع عبد، والمراد بهم الخلق، فهو من العبودية العامة . استشكل بعض العلماء إتيان قوله: (( والله رءوف بالعباد )) بعد قوله: (( ويحذركم الله نفسه )) وقال: كان مقتضى الحال أن يقال: ويحذركم الله نفسه والله شديد العقاب، لأن مقام التحذير يقتضي الوعيد، فأجيب عن ذلك بأن من رأفته عزوجل بالعباد أن حذرهم نفسه، وأخبرهم بأن الأمر عظيم، لأن إخبار الإنسان بحقيقة الحال لاشك أنه من الرأفة به، من الرأفة به، وإلا فليس من المناسب أن يهدد الإنسان بالتحذير ثم يقال و لك رأفة ورحمة، ولكن قالوا إن الرأفة بالعباد عائدة إلى إخبار العباد بحقيقة الأمر وتحذيرهم من مغبتهم، وهذا لاشك أنه وجه حسن وطيب.
ما هو سبب ختم آية التحذير بقوله تعالى :(( والله رؤوف بالعباد )).؟
الشيخ : لا لا لا أنه قلنا إن المراد ما هو الرأفة من التحذير، الرأفة بالإخبار، لأن الإنسان لو وكلوا ما عندهم ضلوا.
هل قوله :(( أمدا بعيدا )) منصوب على الظرفية.؟
الشيخ : لا لا لأنها تتأثر بالعوامل، فيقال إلى أمد بعيد، إلى أمد قريب، ويقال أمده أمد طويل نعم.
الشيخ : يمكن، يمكن، ولهذا قلنا فيها وجهين، ولكن الأقرب أن تكون استئنافية.
الشيخ : يمكن، يمكن، ولهذا قلنا فيها وجهين، ولكن الأقرب أن تكون استئنافية.
قوله تعالى :(( وما عملت من سوءٍ... )) هل يشمل الصغائر.؟
(( وما عملت من سوء )) ؟ أي نعم كل شيء
فوائد الآية : (( يوم تجد كل نفسٍ ما عملت من خيرٍ محضرًا وما عملت من سوءٍ ... )) .
قال ربنا عز وجل: (( يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا )) . من فوائد هذه الآية: التحذير والتذكير في هذا اليوم، لهذا اليوم العظيم الذي يجد فيه الإنسان ما عمل من خير أو سوء . ومن فوائد الآية الكريمة: وجوب، أو على الأقل استحباب تذكر الإنسان لهذا اليوم، لأن قوله: (( اذكر )) يشمل ذكر الخبري والذكر الفكري، يعني التدبر في القلب . ومن فوائد الآية الكريمة: ثبوت الجزاء لكل الناس، وهل هذا على عمومه؟ أو يستثنى منه من لا يكلف؟ يحتمل، إن نظرنا إلى عموم اللفظ قلنا إنه شامل وغير المكلف يكتب له ولا يكتب عليه، فيكون ما عمل من خير محضرا وما عمل من سوء فهو مرفوع عنه، ويحتمل أن يراد بها النفوس التي يلحقها الجزاء عقوبة وكرامة وهي الأنفس المكلف، ولاشك أنه ليس على عمومه فيما يتعلق بالبهائم، فإن البهائم لا تدخل في هذا نعم . ومن فوائد الآية الكريمة: كمال قدرة الله عزوجل لإحضار ما عمله الإنسان من قليل وكثير، ومن أين يؤخذ أنه من قليل وكثير؟ من ما الموصولة التي تفيد العموم . ومن فوائدها: كمال رقابته عزوجل، وأنه لا يفوته شيء، كل ما يعمله الإنسان سوف يجد، فأنت ونفسك ! انظر ماذا تقدم لهذا اليوم من خير أو من ضده . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات اليوم الآخر الذي هو يوم الجزاء، وهو معلوم. ومن فوائد الآية الكريمة: أن الشر يسوء صاحبه، من أين يؤخذ ؟ لأن قوله: (( وما عملت من سوء )) عديل لقوله: (( من خير )) وكان مقتضى المعادلة أن يقول: وما عملت من شر، لأنه قال: (( من خير )) ضده الشر، لكنه عبر بالشر بعاقبتهم بالسوء، لأن الشر يسوء فاعله (( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها )) . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الشعور في ذلك اليوم، لقوله: (( تود )) لأن المودة خالص المحبة، وهي عن الشعور بالشيء . ومن فوائد الآية الكريمة: كراهة الناس، أو كراهة المسيء لما علمه في ذلك اليوم، وأنه يحب أن يكون بينها وبينه ما بين المشرق والمغرب، لقوله: (( تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا )) وهكذا يود الإنسان أن يكون بينه وبين عمله السيئ الأمد البعيد، وبينه وبين قرين السوء الأمد البعيد، قال الله تعالى: ( (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين )) في الدنيا هم أصدقاء لكنهم في الآخرة أعداء نعم. ومن فوائد الآية الكريمة: رحمة الله بعباده بتحذيرهم نفسه لئلا يقعوا في عقوبته ونقمته، لقوله: (( ويحذركم الله نفسه )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي استعمال الأسلوب المناسب للحال، فالله عزوجل قال في هذه الآية: (( ويحذركم الله نفسه )) وفي آيات كثيرة يتحبب إلى عباده عزوجل ويتودد إليهم، لأن هذا المقام الذي نحن فيه مقام أيش ؟ تحذير وتهديد ومقام التحذير والتهديد ينبغي أن يؤتى فيه بالأساليب المناسبة، ولهذا يقال: إن غاية البلاغة صيغة الكلام مطابقا لمقتضى الحال، هذه غاية البلاغة أن يصاغ الكلام مطابقا لمقتضى الحال، لأنه لو صيغها غير مطابق لعد عيا، لو جاء صدوق لك وقال إن فلان قدم والله إنه قدم، والله إنه قدم، والله الذي لا إله إلا هو إنه قدم ويش تقول إنه بلاغة وإلا غير بلاغة ؟ غير بلاغة، أنت تقول أوقف أنا ما حلفتك إلى الآن ما قلت لك إنك كاذب حتى تحلف، فالإتيان بالكلام مطابقا لمقتضى الحال لاشك أنه غاية البلاغة كما في هذه الآية . ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الرأفة لله عزوجل، بل إثبات الاسم والصفة، لقوله: (( رءوف )) والرأفة أشد الرحمة وأرقها، أشد الرحمة وأرقها، وتأمل قوله تعالى عن نفسه: (( والله رءوف بالعباد )) وقوله عن نبيه: (( بالمؤمنين رءوف رحيم )) فإن رأفة الله عامة، أما رأفة النبي صلى الله عليه وسلم فهي خاصة بالمؤمنين، الكفار والمنافقون لا يرأف بهم (( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير )) هذه وصية الله لنبيه في الكفار والمنافقين، وفي جلب الزاني قال الله تعالى: (( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )) لكن الرب رءوف بعباده يسعهم حلمه ورحمته وعافيته ورزقه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ينبغي للإنسان أن يعرف قدر نفسه بالنسبة إلى ربه، فما نسبة إلى ربه؟ أنه عبد، وأن الرب رب، وأن العبد يجب أن يكون من قابل لأمر أيش؟ لأمر الرب وأن يكون دليلا له، شرعا كما أنه دليل له قدرا ، كل الناس أدلة لله قدرا ما يستطيعون أن يخالفوا قدره، اكبر واحد في الدنيا وأشدهم عتوا يمرض ويموت، وهذا خضوع لأيش ؟ للربوبية القدرية، لكن من ليس بمؤمن ليس بخاضع لربوبية الشرعية نعم (( والله رءوف بالعباد )) .
تفسير الآية : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيمٌ )) .
ثم قال الله تعالى: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني )) هذه الآية يسميها بعض السلف آية المهنة، يعني آية الاختبار والامتحان، وذلك أن قوما ادعوا أنهم يحبون الله، فأمر الله نبيه أن يتحداهم بهذا الميزان وهو إن كانوا صادقين فليتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كانوا من اليهود أو من النصارى أو من المنافقين، المهم أي واحد يدعي أن يحب الله فهذا الميزان (( وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحبائه )) إذا كانوا صادقين فليتبعوا الرسول، أما مجرد الدعوى فكل يدعي وصلا لليلى وليلى لا تقر لهم بذاك، كل يدعي أنه يحب الله لأن الدعوى سهلة، لكن الكلام على البينة، البينة على المدعي إذا كانوا يحبون الله حقا فليتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم لينالوا ما هو أعظم دعواهم وهو محبة الله لهم، ولهذا قال: (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) فالشأن ليس أن تحب الشأن أن تحب هذه ثمرة، أما أن تحب ولا تحب فهذا عدى، أنظروا إلى بريرة ومغيث بريرة تبغض مغيث والمغيث يحبها، عذب بحبها وإلا لا؟ نعم عذب لما أعتقت خيرها النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختاري نفسك، قالت: والله ما أريده، ما أريد الرجل ، لكن أعتقت فطلبت الخيارة لنفسها والشرر يمكنها من ذلك، فكان زوجها يبكي ورائها في السوق المدينة يطلب أن لا تختار، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اشفع لي يا رسول الله عندها، فكلمها النبي صلى الله عليه وسلم قال: ارجع إلى مغيث، قالت يا رسول الله إن كنت تأمرني فسمعا وطاعة ـ لله ردها ـ وإن كنت تشير إلى فلا حاجة لي
اضيفت في - 2006-04-10