تفسير سورة آل عمران-22b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) .
لكن هذا مقتضى العقد ، مقتضى العقد أني إذا عاقدت معك أن أوفي لك بما تم العقد عليه ، فيكون كل عقد أيش ؟ عهدا . قال : (( بلى من أوفى بعهد )) أي بما عاهد عليه غيره من العقود وغيرها ومنها لأمانة ، إذا ائتمنتك على شيء فقد عاهدتك على حفظه . وقوله: (( واتقى )) اتقى من ؟ اتقى الله بوفائه بالعهد ، ومن اتقاء الله اتقاء الخيانة ، أن لا يقوم . والتقوى مأخوذة من الوقاية ، وهي اسم جامع لفعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه، هذا تقوى: اسم جامع لفعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه ، فإن ذكرت مع البر اختصت بالمناهي واختص البر بالأوامر كقوله : (( تعاونوا على البر والتقوى )) أي على فعل الأوامر واجتناب النواهي، أما إذا ذكرت تقوى وحدها فهي شاملة بفعل الأوامر واجتناب النواهي ، إذا التقوى اسم جامع لفعل ما أمر الله به واجتناب ما نهى عنه ، ولفظها يدل على هذا لأنها مأخوذة من الوقاية ولا وقاية من عذاب الله إلا بفعل أوامره واجتناب نواهيه هذه هي التقوى . وقال بعض العلماء: التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجوا ثواب الله، فجمع بين العلم والعمل والاحتساب ، أن تعمل بطاعة الله هذا أيش ؟ العمل ، على نور من الله العلم، ترجوا ثواب الله احتساب ، وأن تترك ما نهى الله على نور من الله تخشى عقاب الله ، أيضا جمع بين العلم والعمل والاحتساب ، وقال الآخرون في تعريف التقوى :
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واعمل كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصا
وهذا أيضا لا ينافي ما سبق، لكن اختلاف التعبير ، الاختلاف في التعبير . وقوله : (( فإن الله يحب المتقين )) هنا قال : (( فإن الله يحب المتقين )) ولم يقل : فإن الله يحبه ، ومثل هذا التعبير يسمى الإظهار في موضع الإضمار . والإظهار في موضع الإضمار له فوائد منها: تنبيه المخاطب ووجه ذلك أن الكلام إذا كان على نسق واحد لم يكن فيه ما يستدعي الانتباه أليس كذلك ؟ هذا يمشي ، المخاطب أو المتكلم ما يكون في كلامه ما يستدعي للانتباه فإذا تغير الأسلوب وجاء الاسم مظهرا في موضع الإضمار فإن الإنسان ينتبه لأيش ما قال: فإن الله يحبك ؟ ثانيا: أن في الإظهار في موضع الإضمار التعليل للحكم الذي جاء فيه الإظهار في موضع الإضمار ، وذلك أن قوله: فإن الله يحبه ليست في إظهار العلة كقوله: (( فإن الله يحب المتقين )) لأنه إذا قال : (( فإن الله يحب المتقين )) لماذا ؟ لتقواهم فأفاد العلة . ثالثا : أنها تفيد التعميم أي كل من يعمه هذا المظهر، واقرأ قول الله تعالى: (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )) ولم يقل: فإن الله عدو له ، لأجل أن يشمل كل كافر سواء كان كفره بهذه العداوة أو بغيره ، فيكون في هذا تعميم الحكم ، (( فإن الله يحب المتقين )) . نأخذ الفوائد من هذه الآيات . من هذه الآيات بيان: أن أهل الكتاب انقسموا في الأمانة إلى قسمين ،
الطالب : بقي الإعراب ،
الشيخ : نعم ؟ الإعراب ، نعم نعم الإعراب طيب ،
(( بلى من أوفى بعهده )) من هذه اسم شرط جازم ، و (( أوفى )) فعل الشرط، (( واتقى )) معطوف عليه، وجملة (( فإن الله يحب المتقين )) جواب الشرط . ولكن قد تقول: لماذا اقترن جواب الشرط بالفاء مع أن الشرط في قوله: (( من إن تأمنه بدينار يؤده)) و(( لا يؤده )) ليس فيها فاء ؟ والجواب على ذلك أن نقول: إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء ، عرفتم ؟ إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء، قال ابن مالك:
واقرن بفاء حتما جوابا لوجعل شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل
هذا الضابط، إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء، وهذا هو الضابط وتفصيل هذا الضابط مذكور في البيت المشهور:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
هذه سبعة مواضع ، فإذا جاء جواب الشرط أحد هذه السبعة وجب اقترانه بالفاء ، الجملة هنا (( فإن الله يحب المتقين )) طلبية ؟ اسمية صحيح ، لأن (( الله يحب المتقين )) مبتدأ خبر لكنه منصوب بإن ، فالجملة هنا اسمية .
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واعمل كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصا
وهذا أيضا لا ينافي ما سبق، لكن اختلاف التعبير ، الاختلاف في التعبير . وقوله : (( فإن الله يحب المتقين )) هنا قال : (( فإن الله يحب المتقين )) ولم يقل : فإن الله يحبه ، ومثل هذا التعبير يسمى الإظهار في موضع الإضمار . والإظهار في موضع الإضمار له فوائد منها: تنبيه المخاطب ووجه ذلك أن الكلام إذا كان على نسق واحد لم يكن فيه ما يستدعي الانتباه أليس كذلك ؟ هذا يمشي ، المخاطب أو المتكلم ما يكون في كلامه ما يستدعي للانتباه فإذا تغير الأسلوب وجاء الاسم مظهرا في موضع الإضمار فإن الإنسان ينتبه لأيش ما قال: فإن الله يحبك ؟ ثانيا: أن في الإظهار في موضع الإضمار التعليل للحكم الذي جاء فيه الإظهار في موضع الإضمار ، وذلك أن قوله: فإن الله يحبه ليست في إظهار العلة كقوله: (( فإن الله يحب المتقين )) لأنه إذا قال : (( فإن الله يحب المتقين )) لماذا ؟ لتقواهم فأفاد العلة . ثالثا : أنها تفيد التعميم أي كل من يعمه هذا المظهر، واقرأ قول الله تعالى: (( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )) ولم يقل: فإن الله عدو له ، لأجل أن يشمل كل كافر سواء كان كفره بهذه العداوة أو بغيره ، فيكون في هذا تعميم الحكم ، (( فإن الله يحب المتقين )) . نأخذ الفوائد من هذه الآيات . من هذه الآيات بيان: أن أهل الكتاب انقسموا في الأمانة إلى قسمين ،
الطالب : بقي الإعراب ،
الشيخ : نعم ؟ الإعراب ، نعم نعم الإعراب طيب ،
(( بلى من أوفى بعهده )) من هذه اسم شرط جازم ، و (( أوفى )) فعل الشرط، (( واتقى )) معطوف عليه، وجملة (( فإن الله يحب المتقين )) جواب الشرط . ولكن قد تقول: لماذا اقترن جواب الشرط بالفاء مع أن الشرط في قوله: (( من إن تأمنه بدينار يؤده)) و(( لا يؤده )) ليس فيها فاء ؟ والجواب على ذلك أن نقول: إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء ، عرفتم ؟ إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء، قال ابن مالك:
واقرن بفاء حتما جوابا لوجعل شرطا لإن أو غيرها لم ينجعل
هذا الضابط، إذا كان جواب الشرط لا يصلح أن يكون فعلا للشرط وجب اقترانه بالفاء، وهذا هو الضابط وتفصيل هذا الضابط مذكور في البيت المشهور:
اسمية طلبية وبجامد وبما وقد وبلن وبالتنفيس
هذه سبعة مواضع ، فإذا جاء جواب الشرط أحد هذه السبعة وجب اقترانه بالفاء ، الجملة هنا (( فإن الله يحب المتقين )) طلبية ؟ اسمية صحيح ، لأن (( الله يحب المتقين )) مبتدأ خبر لكنه منصوب بإن ، فالجملة هنا اسمية .
فوائد الآية : (( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطارٍ يؤده إليك ... )) .
هذه الآيات من فوائدها أولا: بيان انقسام أهل الكتاب إلى قسمين، أمين، وخائن، كما انقسموا إلى قسمين: مؤمن وكافر، فمثلا عبد الله بن سلام رضي الله عنه كان من أحبار اليهود ومن الله عليه بالإسلام فأسلم، كذا؟ وكعب بن أشرف من أشراف اليهود ولكنه بقي على كفره فلم يؤمن، فهم كما انقسموا إلى كافر ومؤمن انقسموا أيضا إلى خائن وأمين، ولقد آمن النبي صلى الله عليه وسلم اليهود ومات ودرعه مرهونة عند يهودي وهذا يدل على أن من اليهود من هو أمين وإلا كيف الرسول صلى الله عليه وسلم يرهن درع وهو من آلات الحرب عند هذا الرجل اليهودي، لكنه كان أمينا . من فوائد الآية: أنه يجب الحذر من أهل الكتاب، اليهود والنصارى، لأنهم ماداموا ينقسمون إلى قسمين فإننا لا ندري حينما نعاملهم من أي القسمين هؤلاء، فيجب علينا الحذر لاسيما إذا تبين لنا أنهم خونة أهل غدر وأنهم لا يسعون لمصالحنا أبدا كما هو الواقع، فإن الواقع في الوقت الحاضر فإن اليهود والنصارى لا يسعون أبدا لصالح المسلمين، بل يسعون للإغرار بالمسلمين والإفساد عليهم حتى إنهم إذا رأوا الدولة متجهة إلى الإسلام من دول المسلمين فإنه يحاولون إسقاطه والتضييق عليه من ناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية وهذا شيء يعرفه كل من تدبر وتأمل في الحوادث اليوم، إذا يجب علينا أن نحذر غاية الحذر من اليهود والنصارى وأن نعلم بأن اليهود والنصارى كل واحد منهم ولي للآخر كما قال الله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض )) مهما طال الأمد فهم أولياء ضد عدو مشترك وهم المسلمون أي نعم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: جواز الاقتصار على المثال ليقاس عليه ما يشبهه، لأنه قال: قنطار ودينار، طيب ولو ائتمنته على سيارة أو على لعبة صبي مثلها ؟ نعم من أهل الكتاب من إن تأمنه بلعبة صبي لا يؤدها إليك إلا مادمت عليه قائما، ومنهم من إن تأمنه على السيارة هو يردها إليك سالما، لكن ذكر الله الدينار والقنطار على سبيل التمثيل . ومن فوائد هذه الآيات: إعجاب أهل الكتاب بأنفسهم واحتقارهم لغيرهم، لأنهم قالوا: (( ليس علينا في الأميين سبيل )) وهذا يدل على العجب بالنفس واحتقار الغير . ومن فوائدها: أن أهل الكتاب لا يقتصرون على الظلم العدوان ويجعلون ذلك انتقاء أنفسهم، بل يسبونه إلى شريعة الله، ودليل ذلك قوله تعالى: (( ويقولون على الله الكذب )) فهنا يقولون على الله الكذب في هذا وفي غيره . ومن فوائد هذه الآيات: أن من افترى الكذب على الله فيما يفتي به أو يحكم بين الناس ففيه شبه بمن؟ باليهود والنصارى، وقد وجد في هذه الأمة من يفتري الكذب على الله سواء في الحكم بين الناس أو في الفتوى التي ليست بحكم ولكنها إخبار عن الشرع . ومن فوائد الآية الكريمة: أن من افترى على الله الكذب وهو يعلم أشد إثما وعدوانا ممن لا يعلم، وإن كان كل منهم على خطأ لكن ليس المتعمد كغير المتعمد، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) . ومن فوائد ذلك الإشارة إلى أن الجهل المركب أقبح من الجهل البسيط، ما وجه ذلك ؟ لأن الذي يكذب وهو يعلم أقبح من الذي يكذب ولا يعلم، فالجاهل المركب الذي يتقدم بالشيء وهو يعلم أنه ليس عنده علم أقبح من الشخص الذي يرى أن هذا هو العلم .
فوائد الآية : (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) .
ومن فوائد الآيات: الثناء على الموفين بالعهد، لقوله: (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) . ومن فوائدها: أن الوفاء بالعهد من أسباب محبة الله، لقوله: (( فإن الله يحب المتقين )) . ومن فوائدها أيضا: أن تقوى الله عموما سبب لمحبته .
الرد على الأشاعرة في إنكارهم صفة محبة الله تعالى.
ومن فوائد الآيات: الرد على الأشاعرة وغيرهم من أهل التعطيل الذين أنكروا محبة الله، وقالوا إنه لا يجوز أن تثبت أن الله يحب ، إذا أثبتت أن الله يحب فقد وصفت الله بالنقص والعيب ، لأن هذا من خصائص المحدثات، ولأن المحبة لا تكون إلا بين شيئين متناسبين، فكيف تثبت أن الله يحب ؟ أثبتها الله لنفسه قالوا ليس المراد بإثبات المحبة نفس المحبة ، المراد بذلك لازمها وهو الإثابة فمعنى (( يحب المتقين )) يعني يثيب المتقين ، أما أن يكون يحبهم فكلا وبلا ، العلة قالوا ؟ لا تكون المحبة إلا بشيئين متناسبين ولأن المحبة من صفات المحدثين فلا تليق لله عز وجل، ولكننا نقول هذا تحريف للكلمة عن مواضعها، لأن النصوص لا تكاد تحصر في إثبات محبة الله، وأنه يحب ويحب ، (( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )) والمحبة غير الثواب ، إذا أحب الله العبد أثابه، فالإثابة من لازم المحبة، وقولهم إنها لا تكون إلا بين المتناسبين هذا غير صحيح، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في أحد: ( جبل يحبنا ونحبه ) وأين المناسبة بين البشر والجبل ؟ وثبت بالواقع المحسوس أن بعض الحيوان يحب البشر، فالناقة تحب صاحبها وتأتي إليه من بين الناس وتبرك عنده ولو جاء أحد غير صاحبها لنفحته برجلها أو أبعدته بفمها لكن صاحبها تحن إليه وتجلس عنده وإذا سمع صوته وإن لم ترى حنت وكذلك بقية الحيوان شيء مشاهد وهذا محبة ، الآن الهرة تحب بعض أهل البيت دون بعض إذا جاء أحد أهل البيت الذين لا تحبهم هربت كشت عليه وإذا جاء الذي تحب وكنت منه وجعلت تتمسح به وهذا شيء مشاهد ، ما الذي تمسح بهذا وتهاديه وتجلب وده والثاني تهرب منه وتؤاتبه ؟ المحبة ما فيه شك هذا شيء مشاهد ، فدعواهم الآن بأن المحبة لا تكون إلا بشيئين يكذبوها السمع والواقع ، السمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد: ( جبل يحبنا ونحبه ) والواقع ما يحتاج إلى إقامة البينة لأن كل واحد يعرف ، (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) .
في الآية : (( ومن أهل الكتاب )) هل من هنا للتبعيض.؟
السائل : قوله تعالى: (( ومن أهل الكتاب )) من هنا هل هي للتبعيض ؟
الشيخ : لا هذه للتبعيض بعض منهم نعم، وبعض الآخر (( من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ))
الشيخ : لا هذه للتبعيض بعض منهم نعم، وبعض الآخر (( من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك ))
تتمة فوائد الآية : (( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطارٍ يؤده إليك ... ))
فيها حقيقة فائدة في الآية وهو أنه ينبغي مراقبة الخائن وا لقيام عليه ، فإذا أعطيت مالك من ليس بأمين فإنه ليس من الحزم ولا من العزم أن تدعه، بل احترز منه، وإذا كان هذا في الائتمان على الأموال فالائتمان على الأعراض من باب أولى ، ولهذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الدخول على النساء وقال: ( إياكم والدخول على النساء قالوا يا رسول الله أرأيت الهمو ؟ قال الهمو الموت ) فكل شيء تخشى منه تضييع الأمانة فاحرص على أن تكون مراقبا عليه وقائما عليه ، ولهذا قال: (( إلا مادمت عليه قائما )) .
هل كون الله سمى الأمة أمية فيه دعوة إلى الأمية.؟
السائل : الإنسان يأتي إليه بعض الدعوات دعوة رسومية ،
الشيخ : أيش لون ؟
السائل : دعوات ليست منتشرة وليست قوية في احتجاج بالأمية نحن أمة أمية فهل هذه تزكية ؟
الشيخ : لا ما هي تزكية ، الأمية عيب ذكر ها الله تعالى في صفة القدح فقال: (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) وأشار إليها أيضا في قوله: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) والضلال لا أحد يراه المدح ولكنها بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم تزكية لأن كونه أميا ويأتي بهذا الكتاب العظيم يدل على أنه صادق ، لأن الأمي لا يمكن أن يأتي بمثل هذا الكتاب كما قال الله تعالى: (( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون )) ونحن أمة أمية كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لكن بعد أن فتح الله علينا وآتانا العلم والحكمة صرنا أمة علمية لا أمة أمية .إذا قال قائل: هذا ينتقض عليك ، لأن الرسول قال: ( إنا أمة أمية ) في المدينة بعد أن نزل عليه الكتاب ؟ نقول نعم هو قاله باعتبار الهلال، باعتبار الهلال ، ونحن باعتبار هلال حتى بعد الفتوحات أمة أمية لا ندري عن حساب الأهلة ولا نعرفها أي نعم .
الشيخ : أيش لون ؟
السائل : دعوات ليست منتشرة وليست قوية في احتجاج بالأمية نحن أمة أمية فهل هذه تزكية ؟
الشيخ : لا ما هي تزكية ، الأمية عيب ذكر ها الله تعالى في صفة القدح فقال: (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) وأشار إليها أيضا في قوله: (( هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين )) والضلال لا أحد يراه المدح ولكنها بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم تزكية لأن كونه أميا ويأتي بهذا الكتاب العظيم يدل على أنه صادق ، لأن الأمي لا يمكن أن يأتي بمثل هذا الكتاب كما قال الله تعالى: (( وما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون )) ونحن أمة أمية كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام لكن بعد أن فتح الله علينا وآتانا العلم والحكمة صرنا أمة علمية لا أمة أمية .إذا قال قائل: هذا ينتقض عليك ، لأن الرسول قال: ( إنا أمة أمية ) في المدينة بعد أن نزل عليه الكتاب ؟ نقول نعم هو قاله باعتبار الهلال، باعتبار الهلال ، ونحن باعتبار هلال حتى بعد الفتوحات أمة أمية لا ندري عن حساب الأهلة ولا نعرفها أي نعم .
هل قوله تعالى :(( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمني )) في أهل الكتاب .؟
السائل : هل قوله تعالى: (( ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني )) في أهل الكتاب ؟
الشيخ : له وجه ، لأن قوله تعالى: (( ومنهم أميون )) يحكي عن أهل الكتاب ، لأنهم لا يعرفون القرآن الكتاب إلا أماني إلا قراءة ، وهذه فيها ذنب للذين يعتنون باللفظ القرآن ويغفلون عن المعاني ، بعض الناس يعتني بألفاظ القرآن وتجده يصل إلى حد الوسواس في إظهار بعض الحروف بناء على أنه يريد أن يظهره على حسب التجويد أو قواعد التجويد عنده ، لكنهم في المعنى لا يعرفون لا يعتنون به إطلاقا ، فهم أميون ، ولهذا أنكر شيخ الإسلام رحمه الله على مثل هؤلاء الذي يبالغون في إظهار الحروف وصفات الحروف وهم غافلون عن معاني القرآن . (( إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعملون ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا بلى قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )) أظن ما سبق قد أخذنا فوائدها، ما انتهينا ؟ إلى ؟ .
الشيخ : له وجه ، لأن قوله تعالى: (( ومنهم أميون )) يحكي عن أهل الكتاب ، لأنهم لا يعرفون القرآن الكتاب إلا أماني إلا قراءة ، وهذه فيها ذنب للذين يعتنون باللفظ القرآن ويغفلون عن المعاني ، بعض الناس يعتني بألفاظ القرآن وتجده يصل إلى حد الوسواس في إظهار بعض الحروف بناء على أنه يريد أن يظهره على حسب التجويد أو قواعد التجويد عنده ، لكنهم في المعنى لا يعرفون لا يعتنون به إطلاقا ، فهم أميون ، ولهذا أنكر شيخ الإسلام رحمه الله على مثل هؤلاء الذي يبالغون في إظهار الحروف وصفات الحروف وهم غافلون عن معاني القرآن . (( إن الذين يشترون بعهد الله وإيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعملون ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا بلى قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين )) . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تعالى: (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم )) أظن ما سبق قد أخذنا فوائدها، ما انتهينا ؟ إلى ؟ .
تتمة فوائد الآية : (( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطارٍ يؤده إليك ... )) والآية : (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) .
من فوائد الآيات السابقة وهي قوله تعالى: (( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما )) . من فوائدها: أن هؤلاء الخونة من اليهود عندهم ما يلبسون به باطلهم في قولهم: (( ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل )) . ومن فوائدها: بيان ما كان عليه اليهود من إعجابهم بأنفسهم واحتقارهم لعباد الله . ومن فوائدها: أن هؤلاء اليهود يقولون على الله الكذب فيفترون وهم كاذبون، وهذا أسوأ ممن يقول الكذب وهو جاهل . ومن فوائدها: أن اليهود وغيرهم سواء، بأن كل من اعتدى على أحد فعليه السبيل، ولهذا قال الله عزوجل: (( ويقولون على الله الكذب )) وهو يدل على أن الأميين وغيرهم سواء في تحريم الاحتجاج عليهم . ومن فوائد الآيتين: أن هؤلاء اليهود عليهم السبيل في الأميين سواء اعتدوا على دمائهم أو أموالهم أو أعراضهم، لقوله تعالى: (( بلى )) أي عليهم سبيل في الأميين كما أن عليهم سبيلا فيما لو اعتدى بعضهم على بعض . ومن فوائدها: أن الوفاء، العهد والتقوى من أسباب محبة الله، لقوله: (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) . ومن فوائدها: إثبات محبة الله، لقوله: (( فإن الله يحب المتقين )) . فإذا كان الله تعالى يحب المتقين فيتفرع على ذلك فائدة أخرى وهي: الحث على تقوى الله، لأن كل إنسان يحب أن يحبه الله عزوجل، فإذا أردت ذلك فما عليك إلا أن تقوم بتقوى الله . محبة الله سبحانه وتعالى متعلقة بالعامل، ومتعلقة بالعمل ، ومتعلقة بالزمن، ومتعلقة بالمكان ، متعلقة بالعامل كما في هذه الآية: (( يحب المتقين )) وكما في قوله تعالى: (( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا )) وكما في قوله: (( وأحسنوا إن الله يحب المحسنين )) . ومتعلقة بالعمل: ( أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها ) الصلاة أحب الأعمال إلى الله الصلاة على وقتها. متعلقة بالزمن ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة ) وقد يقال إن هذا متعلق بالعمل لا بالزمن . متعلقة بالمكان: كمحبة الله سبحانه وتعالى لمكة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيها: ( إنك لأحب البقاء إلى الله ) . فمحبة الله إذا متعلقة بالعامل، والعمل ، والزمان، والمكان .
9 - تتمة فوائد الآية : (( ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطارٍ يؤده إليك ... )) والآية : (( بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلاً أولائك لا خلاق لهم في الآخرة... )) .
ثم قال الله تعالى: (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا )) هذه الآية لها صلة بما قبلها وهي أن هذا العمل من جنس العمل السابق الذين يأكلون أموال الناس بالباطل فهذه الآية فيها أيضا نوع من أكل أموال الناس بالباطل . قوله: (( يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا )) يقال: (( يشترون )) ويقال: (( يشرون )) ،
الشيخ : فما الفرق بينهما يا بخاري ؟ الفرق بين يشترون ويشرون ؟
الطالب : في المعنى ؟
الشيخ : أي معنى ،
الطالب : ما بينهما فرق
الشيخ : ما بينهما فرق؟ لا، بينهما فرق ، بندر ؟
الشيخ : يشرون أي يبيعون ، يشرون يعني يبيعون ، ويشترون ؟ يعني يشترون ، فالبائع يعني المعطي والمشتري آخذ ، الشاهد لهذا من القرآن قوله تعالى: (( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا في الآخرة )) يعني يبيعون الحياة الدنيا في الآخرة، وقوله تعالى: (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )) أي يبيع نفسه، وأما الاشتراء الذين بمعنى الأخذ ففي مثل هذه الآية: (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا )) يعني يأخذون ثمنا قليلا بعهد الله فينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويحلفون على الكذب بالأيمان من أجل الدنيا، وقوله: (( بعهد الله )) يحتمل أن يكون المراد بما عاهدوا الله عليه ويحتمل أن يكون المراد بما عاهدوا الخلق عليه، فأما على الأول أي بما عاهدوا الله عليه فهو ظاهر من الآية لأن الله أراد العهد إليه ، فمثاله أن يكتم العالم علمه من أجل عرض من الدنيا، فإن الله عهد إلى العلماء أن يبينوا العلم (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيينه للناس ولا تكتمونه )) . فإن قال قائل : كيف أخذ الله العهد على العلماء ونحن لم نعلم أن أحدا من العلماء أجرى صفقة عهد مع الله ؟ هل علمتم أن عالما من العلماء أجرى صفقة عهد مع الله ؟ لا ، لكن لما أعطى الله العلماء العلم كان إعطائهم إياه عهدا بأن يقوموا بنشره وإعلانه بين الخلق ، فإذا لم يقوموا بذلك فإنهم لم يفوا بعهد الله . القول الثاني: (( يشترون بعهد الله )) أي بعهدهم مع الناس وأضافه الله إلى نفسه بعهد الله لأنه أمر بالوفاء به، قال الله تعالى: (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) فسمى الله معاهدة الناس المؤمنين لغيرهم سماها أيش؟ عهدا له (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم )) مع أنهم ما عاهدوا الله وإنما عاهدوا الخلق، لكنه أضافه إلى نفسه لأنه أمره بالوفاء به فصح أن قال: (( أوفوا بعهد الله )) إذا (( إن الذين يشترون بعهد الله )) يشمل المعنيين جميعا أي بما عاهدوا الله عليه ، أو بما عاهد الخلق عليه، فعلى الوجه الأول معنى ظاهر واضح ما فيه إشكال ، وعلى الثاني فيه شيء من الإشكال حيث سمي عهد المخلوقين عهدا لله ولكن الجواب عنه أنه قال أضافه الله لنفسه لأنه أمر بوفائه . وقوله: (( وأيمانهم )) يعني ويشترون أيضا بأيمانهم ثمنا قليلا ، والأيمان جمع يمين وهي الحلف بالله عزوجل، فيشترون باليمين ثمنا قليلا مثل أن يحلف على جهد حق واجب عليه ، أو يحلف على دعوى حق ليس له، مفهوم يا آدم ؟ يحلف على جهد حق واجب عليه، أو يحلف على دعوى حق ليس له وهو كاذب، وهذه هي اليمين الغموص التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف على يمين وهو فيها فاتر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) ـ أعوذ بالله ـ لقي الله وهو عليه غضبان، وقوله: هو فيها فاتر يعني كاذب، فهذا اشترى باليمين ثمنا قليلا، مثال اليمين في دعوى ما ليس له: أن يدعي على شخص أن في ذمته له مائة ريال فيقول الشخص ليس عندي شيء ، فيقول القاضي للمدعي هل عليك بينة ؟ فيقول المدعي لا ، فيقول القاضي للمنكر احلف، فيقول لا أحلف، حلفه هو وإذا حلف أنا أعطيك ، فيحلف المدعي بأن في ذمة فلان له مائة ريال وهو يكذب ، هذا حلف على أيش؟ على أي شيء ؟ على دعوى ما ليس له ، حلف بأن في ذمة فلان مائة ريال لي وحكم له ، هذا اشترى باليمين أيش ؟ ثمنا قليلا . الحلف على إنكار ما يجب عليه مثل يا أحمد ؟ أن يدعي على شخص بأن في ذمته له مائة درهم فينكر المدعى عليه وهو يعلم أن في ذمته مائة درهم لفلان ويحلف على أنه ليس في ذمته له شيء ، هذا حلف على أيش؟ على إنكار ما يجب عليه ، القاضي في مثل هذه الحال يبرئ المدعى عليه ؟ نعم يبرئ ويخلي سبيله لأنه حلف ، فكلا الرجلين اشترى بيمينه ثمنا قليلا ،
الشيخ : ما هو الثمن القليل في المثال يا أخ ؟ الثمن القليل؟ أيه المثال الذي ذكرنا ما هو الثمن القليل فيه ؟ الشيخ : أين وصلت ؟
الشيخ : وين رحت ؟
الطالب : موجود ،
الشيخ : والقلب ؟
الطالب : موجود ،
الشيخ : في الصدر ؟
الشيخ : طيب يا أحمد أنت جاره ؟ نعم في المثالين الذين ذكرنا ؟
الطالب : الأول مائة ريال،
الشيخ : والثاني ؟ عسى الله أن يسهل عليك وواحد يكملها ، واحد لا شيء عنده واحد عنده نصف ، من عنده الكل ؟ نعم .
الطالب : في المثال الأول مائة ريال وفي المثال الثاني مائة درهم ،
الشيخ : أحسنت تمام ، المثال الأول مائة ريال والثاني مائة درهم واضح ؟ كل منهما اشترى بيمينه ثمنا قليلا .
الشيخ : لو قال قائل: أرأيتم لو اشتريت بهذا اليمين ثمنا كثيرا ، حلف على مليون ؟
الطالب : قليل، هو قليل ،
الشيخ : إما أن نقول إنه قليل، لأن الله تعالى قال: (( قل متاع الدنيا قليل )) قل متاع الدنيا كلها قليل، وإما أن نقول : من اشترى بالقليل ثمنا قليلا فكذلك من اشترى بالكثير ، المهم أنه انتهك حرمة اليمين بشيء من الدنيا . قال: (( أولئك لا خلاق لهم في الآخرة )) أولئك المشار إليهم الذين اشتروا بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا، وقوله: (( لا خلاق لهم في الآخرة )) أي لا نصيب لهم في الآخرة كما قال تعالى: (( وما لهم في الآخرة من خلاق )) (( فمنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق )) أي نصيب (( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب )) قال: (( أولئك لهم نصيب )) في مقابل قوله: ((لا خلاق )) فدل هذا على أن الخلاق هو النصيب ، (( لا خلاق لهم في الآخرة )) يعني في الدار الآخرة وذلك يوم القيمة ، وسمي يوم القيمة دارا آخرة لأنه هو آخر مراحل البشر بل الخلق، فالإنسان له مراحل في هذه الدنيا، في بطن الأم، وفي الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة، كم دارا؟ أربعة دور، وفي الدار الأولى له حالان: حال الحياة وحال الموت، فهو قبل أن تنفق فيه الروح ميت، وبعد أن تنفخ فيه الروح حي، آخر مرحلة هي أيش؟ الآخرة إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولهذا قال: ((لا خلاق لهم في الآخرة ))، وفي الدنيا ؟ يمكن أن يكون لهم الخلاق، يمكن أن يكون لهم نصيب من هذا الذي اشتروه، هذا الثمن الذي اشتروه يكون لهم نصيب، أرأيت لو حلف على دعوى مليون ريال لجاءه أيش؟ مليون ريال، هذا نصيب في الدنيا، لكنه والله بئس النصيب ، لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسقي منها الرب ذا الكفران لكنها والله أحقر عنده من ذا الجناح القاصر الطيران ، كل الدنيا ليست بشيء . (( ولا يكلمهم الله )) يعني وأولئك أيضا لا يكلمهم الله تكليم رضا ولكن قد يكلمهم تكليم إهانة، فإن الله يقول لأهل النار: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) وهذا كلام من الله، لكنه كلام تقريني وتوبيخ و إهانة، والمنفي هو تكليم الرضا (( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم )) يعني ولا ينظر إليهم نظر رحمة وعطف ورأفة، وذلك لأنهم ليسوا أهلا للرحمة قال الله تعالى: (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها )) لمن ؟ (( للذين يتقون ويؤتون الزكاة )) وأما غيرهم فليس لهم من رحمة الله نصيب في الآخرة، (( ولا ينظر إليهم يوم القيمة )) يوم القيمة هو يوم البعث وسمي يوم القيمة لأمور ثلاثة ، الأول ؟ لقيام الناس من قبورهم، والثاني ؟ يوم يقوم الأشهاد، والثالث ؟ يقام فيه العدل (( وضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا )) ، (( ولا يزكيهم )) يعني لا يطهرهم من آثار رجسهم التي تلوثوا بها في الدنيا، فآثامهم باقية لا تغفر ـ والعياذ بالله ـ، فلا زكاء عند الله لأنهم ليسوا أهلا للتزكية
الشيخ : فما الفرق بينهما يا بخاري ؟ الفرق بين يشترون ويشرون ؟
الطالب : في المعنى ؟
الشيخ : أي معنى ،
الطالب : ما بينهما فرق
الشيخ : ما بينهما فرق؟ لا، بينهما فرق ، بندر ؟
الشيخ : يشرون أي يبيعون ، يشرون يعني يبيعون ، ويشترون ؟ يعني يشترون ، فالبائع يعني المعطي والمشتري آخذ ، الشاهد لهذا من القرآن قوله تعالى: (( فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا في الآخرة )) يعني يبيعون الحياة الدنيا في الآخرة، وقوله تعالى: (( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله )) أي يبيع نفسه، وأما الاشتراء الذين بمعنى الأخذ ففي مثل هذه الآية: (( إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا )) يعني يأخذون ثمنا قليلا بعهد الله فينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويحلفون على الكذب بالأيمان من أجل الدنيا، وقوله: (( بعهد الله )) يحتمل أن يكون المراد بما عاهدوا الله عليه ويحتمل أن يكون المراد بما عاهدوا الخلق عليه، فأما على الأول أي بما عاهدوا الله عليه فهو ظاهر من الآية لأن الله أراد العهد إليه ، فمثاله أن يكتم العالم علمه من أجل عرض من الدنيا، فإن الله عهد إلى العلماء أن يبينوا العلم (( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيينه للناس ولا تكتمونه )) . فإن قال قائل : كيف أخذ الله العهد على العلماء ونحن لم نعلم أن أحدا من العلماء أجرى صفقة عهد مع الله ؟ هل علمتم أن عالما من العلماء أجرى صفقة عهد مع الله ؟ لا ، لكن لما أعطى الله العلماء العلم كان إعطائهم إياه عهدا بأن يقوموا بنشره وإعلانه بين الخلق ، فإذا لم يقوموا بذلك فإنهم لم يفوا بعهد الله . القول الثاني: (( يشترون بعهد الله )) أي بعهدهم مع الناس وأضافه الله إلى نفسه بعهد الله لأنه أمر بالوفاء به، قال الله تعالى: (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها )) فسمى الله معاهدة الناس المؤمنين لغيرهم سماها أيش؟ عهدا له (( وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم )) مع أنهم ما عاهدوا الله وإنما عاهدوا الخلق، لكنه أضافه إلى نفسه لأنه أمره بالوفاء به فصح أن قال: (( أوفوا بعهد الله )) إذا (( إن الذين يشترون بعهد الله )) يشمل المعنيين جميعا أي بما عاهدوا الله عليه ، أو بما عاهد الخلق عليه، فعلى الوجه الأول معنى ظاهر واضح ما فيه إشكال ، وعلى الثاني فيه شيء من الإشكال حيث سمي عهد المخلوقين عهدا لله ولكن الجواب عنه أنه قال أضافه الله لنفسه لأنه أمر بوفائه . وقوله: (( وأيمانهم )) يعني ويشترون أيضا بأيمانهم ثمنا قليلا ، والأيمان جمع يمين وهي الحلف بالله عزوجل، فيشترون باليمين ثمنا قليلا مثل أن يحلف على جهد حق واجب عليه ، أو يحلف على دعوى حق ليس له، مفهوم يا آدم ؟ يحلف على جهد حق واجب عليه، أو يحلف على دعوى حق ليس له وهو كاذب، وهذه هي اليمين الغموص التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من حلف على يمين وهو فيها فاتر يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان ) ـ أعوذ بالله ـ لقي الله وهو عليه غضبان، وقوله: هو فيها فاتر يعني كاذب، فهذا اشترى باليمين ثمنا قليلا، مثال اليمين في دعوى ما ليس له: أن يدعي على شخص أن في ذمته له مائة ريال فيقول الشخص ليس عندي شيء ، فيقول القاضي للمدعي هل عليك بينة ؟ فيقول المدعي لا ، فيقول القاضي للمنكر احلف، فيقول لا أحلف، حلفه هو وإذا حلف أنا أعطيك ، فيحلف المدعي بأن في ذمة فلان له مائة ريال وهو يكذب ، هذا حلف على أيش؟ على أي شيء ؟ على دعوى ما ليس له ، حلف بأن في ذمة فلان مائة ريال لي وحكم له ، هذا اشترى باليمين أيش ؟ ثمنا قليلا . الحلف على إنكار ما يجب عليه مثل يا أحمد ؟ أن يدعي على شخص بأن في ذمته له مائة درهم فينكر المدعى عليه وهو يعلم أن في ذمته مائة درهم لفلان ويحلف على أنه ليس في ذمته له شيء ، هذا حلف على أيش؟ على إنكار ما يجب عليه ، القاضي في مثل هذه الحال يبرئ المدعى عليه ؟ نعم يبرئ ويخلي سبيله لأنه حلف ، فكلا الرجلين اشترى بيمينه ثمنا قليلا ،
الشيخ : ما هو الثمن القليل في المثال يا أخ ؟ الثمن القليل؟ أيه المثال الذي ذكرنا ما هو الثمن القليل فيه ؟ الشيخ : أين وصلت ؟
الشيخ : وين رحت ؟
الطالب : موجود ،
الشيخ : والقلب ؟
الطالب : موجود ،
الشيخ : في الصدر ؟
الشيخ : طيب يا أحمد أنت جاره ؟ نعم في المثالين الذين ذكرنا ؟
الطالب : الأول مائة ريال،
الشيخ : والثاني ؟ عسى الله أن يسهل عليك وواحد يكملها ، واحد لا شيء عنده واحد عنده نصف ، من عنده الكل ؟ نعم .
الطالب : في المثال الأول مائة ريال وفي المثال الثاني مائة درهم ،
الشيخ : أحسنت تمام ، المثال الأول مائة ريال والثاني مائة درهم واضح ؟ كل منهما اشترى بيمينه ثمنا قليلا .
الشيخ : لو قال قائل: أرأيتم لو اشتريت بهذا اليمين ثمنا كثيرا ، حلف على مليون ؟
الطالب : قليل، هو قليل ،
الشيخ : إما أن نقول إنه قليل، لأن الله تعالى قال: (( قل متاع الدنيا قليل )) قل متاع الدنيا كلها قليل، وإما أن نقول : من اشترى بالقليل ثمنا قليلا فكذلك من اشترى بالكثير ، المهم أنه انتهك حرمة اليمين بشيء من الدنيا . قال: (( أولئك لا خلاق لهم في الآخرة )) أولئك المشار إليهم الذين اشتروا بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا، وقوله: (( لا خلاق لهم في الآخرة )) أي لا نصيب لهم في الآخرة كما قال تعالى: (( وما لهم في الآخرة من خلاق )) (( فمنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق )) أي نصيب (( ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب )) قال: (( أولئك لهم نصيب )) في مقابل قوله: ((لا خلاق )) فدل هذا على أن الخلاق هو النصيب ، (( لا خلاق لهم في الآخرة )) يعني في الدار الآخرة وذلك يوم القيمة ، وسمي يوم القيمة دارا آخرة لأنه هو آخر مراحل البشر بل الخلق، فالإنسان له مراحل في هذه الدنيا، في بطن الأم، وفي الدنيا، وفي البرزخ، وفي الآخرة، كم دارا؟ أربعة دور، وفي الدار الأولى له حالان: حال الحياة وحال الموت، فهو قبل أن تنفق فيه الروح ميت، وبعد أن تنفخ فيه الروح حي، آخر مرحلة هي أيش؟ الآخرة إما إلى الجنة وإما إلى النار، ولهذا قال: ((لا خلاق لهم في الآخرة ))، وفي الدنيا ؟ يمكن أن يكون لهم الخلاق، يمكن أن يكون لهم نصيب من هذا الذي اشتروه، هذا الثمن الذي اشتروه يكون لهم نصيب، أرأيت لو حلف على دعوى مليون ريال لجاءه أيش؟ مليون ريال، هذا نصيب في الدنيا، لكنه والله بئس النصيب ، لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسقي منها الرب ذا الكفران لكنها والله أحقر عنده من ذا الجناح القاصر الطيران ، كل الدنيا ليست بشيء . (( ولا يكلمهم الله )) يعني وأولئك أيضا لا يكلمهم الله تكليم رضا ولكن قد يكلمهم تكليم إهانة، فإن الله يقول لأهل النار: (( اخسئوا فيها ولا تكلمون )) وهذا كلام من الله، لكنه كلام تقريني وتوبيخ و إهانة، والمنفي هو تكليم الرضا (( لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم )) يعني ولا ينظر إليهم نظر رحمة وعطف ورأفة، وذلك لأنهم ليسوا أهلا للرحمة قال الله تعالى: (( ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها )) لمن ؟ (( للذين يتقون ويؤتون الزكاة )) وأما غيرهم فليس لهم من رحمة الله نصيب في الآخرة، (( ولا ينظر إليهم يوم القيمة )) يوم القيمة هو يوم البعث وسمي يوم القيمة لأمور ثلاثة ، الأول ؟ لقيام الناس من قبورهم، والثاني ؟ يوم يقوم الأشهاد، والثالث ؟ يقام فيه العدل (( وضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئا )) ، (( ولا يزكيهم )) يعني لا يطهرهم من آثار رجسهم التي تلوثوا بها في الدنيا، فآثامهم باقية لا تغفر ـ والعياذ بالله ـ، فلا زكاء عند الله لأنهم ليسوا أهلا للتزكية
اضيفت في - 2006-04-10