تفسير سورة آل عمران-26a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة شروط التوبة الخمسة.
والرابع: أن يعزم على أن لا يعود، فإن تاب وهو لم يعزم على عدم العود فإن توبته لا تصح كرجل من عادته أن يسهر في شرب الخمر في الباراة، بارة الخمر ـ والعياذ بالله ـ وفي ليلة من الليالي صارت السماء ممطرة وجاء إلى البارة وإذا هي مغلقة فقال: تبت ، ولكن من نيته أنه إذا كانت صحوا وفتحت الباراة فسيحضر ويشرب الخمر، ما تقولون في هذا ؟ هذا ليس بتائب، هذا أقرب ما له أن تكون توبته سخرية، كرجل أراد أن يتوب من الغيبة وهو أيضا مع أصحابه الذين يأتون بعباد الله ويجعلونهم بينهم ويسلطون عليهم سكاكين كالة يمزقون بها لحومهم فقال أحدهم استغفر الله وأتوب إليك (( ربنا إننا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )) يا فلان ويش تقول بفلان ؟ يريد يرسب، هل هذا توبته صحيحة ؟ لا، لأنه ما أقلع ولو أقلع حال قوله: أستغفر الله وأتوب إليه لكن ما عزم على أن لا يعود بدليل إنه من حين ما قال الكلام يلا هاتوا فلان، ماذا تقولون فيه؟ نقول هذا الرجل ما تاب توبة حقيقة ، نحن نقول العزم على أن لا يعود ؟ أو الشرط أن لا يعود ؟ العزم على أن لا يعود، العزم على أن لا يعود يعني معناه لو أنه عزم أن لا يعود ولكن سولت له نفسه فيما بعد فعاد هل تبطل التوبة الأولى أو لا؟ لا تبطل التوبة الأولى، لكن يحتاج إلى توبة جديدة للعودة الأخيرة أما التوبة الأولى فقد تمت، ولهذا نقول الشرط العزم أن لا يعود لا أن لا يعود، واضح ؟ طيب . لو أنه عاد وتاب توبة نصوحا ثم عاد ؟ يتوب ثم عاد يتوب وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام ( أن رجلا كان يذنب ذنبا فتاب منه ثم أذنب ذنبا فتاب منه ثم أذنب فتاب فقال الله تعالى: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ) لأن هذا الرجل كان مخلصا، ولكن هذا كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لا ينطبق على كل تائب إنما أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام عن رجل حصل منه هذا الشيء ولكن لا يحصل لكل تائب . الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت القبول، فإن انقطع وقت القبول فلا توبة، وانقطاع وقت القبول نوعان: عام، وخاص، فالخاص حضور الأجل لكل إنسان بعينه، والعام طلوع الشمس من مغربها، طلوع الشمس من مغربها نعم فإذا حضر الأجل فإن التوبة لا تنفع، لقول الله تعالى: (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) وإذا كان هذا الشرط محققا دل هذا على أن التوبة واجبة على أيش؟ على الفور، لأن أحدا لا يعلم متى يأتيه الموت، فإذا كنت لا تعلم متى يأتيك الموت لزم من ذلك أن تبادر بالتوبة وأن يكون دائما على بالك أنك تائب إلى ربك راجع إليك حتى إذا قدر أن الأجل أتاك بغتة وإذا أنت على أتم الاستعداد ـ نسأل الله تعالى أن يقينا وإياكم من غفلة القلوب ـ القلوب غافلة ما تحسب لهذا الشيء حسابا والواجب أن الإنسان يحسب لهذا الشيء حسابا، يكون دائما على ذكر التوبة، ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يستغفر الله أكثر من سبعين مرة ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة، أما العام فهو طلوع الشمس من مغربها، لأن الشمس هذه تدور بإذن الله منذ خلقها الله إلى أن يأذن الله بوقوفها، والعجيب أنها لا تتقدم ولا تتأخر، لا تتقدم ولا تتأخر، انظر إلى طلوعها مثلا اليوم، اليوم الثاني من برج السنبلة تطلع في الساعة كذا الدقيقة كذا، هذا يوم نفسه من مئات السنين السابقة وهي تطلع عليه، على هذا القدر الساعة والدقائق ما تختلف، لو أحصيتها منذ علم الناس التاريخ لوجدتها أنها لم تختلف تخرج في هذا اليوم من برج السنبلة في الساعة الفلانية والدقيقة الفلانية إلى يوم القيمة وهي إذا غربت كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى إذا غربت تسجد تحت العرش تعظيما لله عز وجل وتستأذن هل تخرج وإلا ترجع ؟ إما أن يؤذن لها وإما أن يقال ارجعي من حيث جئت، فترجع من حيث جاءت وتخرج من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا كلهم، كلهم يؤمنون ، لأنهم حينئذ يعلمون أن لها ربا مدبرا، أما الآن فيظن أنها طبيعة ، طبيعة هذا العالم على هذا النظام، لكن إذا ختلت النظام رجعت الشمس من المغرب آمنوا كلهم ، المؤمن والكافر كلهم يؤمنون ، ولكن كما قال الله تعالى: (( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )) ما ينفعهم الإيمان ، لأن هؤلاء آمنوا كإيمانهم الذين نزل بهم العذاب والله تعالى يقول: (( فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون )) فالمهم أن شروط التوبة إذا خمسة ، وقد قال بعض العلماء إنها ثلاثة فأسقطوا الإخلاص وأسقطوا أن تكون في وقت القبول ، ولكن لابد من هذين الشرطين، لابد من الإخلاص وأن تكون في وقت القبول .
هل الشمس إذا طلعت من مغربها ترجع أو تستمر.؟
السائل : الشمس إذا طلعت من مغربها هل ترجع أو تستمر ؟
الشيخ : والله ما أعلم في هذا شيء ، لا أعلم في هذا شيئا هل هي ترجع دائما أو إذا خرجت على الناس ورآها كلهم ودارت أربعا وعشرين ساعة، لأنه لابد أن تدور أربعا وعشرين ساعة عشان تخرج على الناس كلهم يعني لابد أن تدور أربعا وعشرين ساعة فإذا وصلت منتهاها حينئذ نحن ما ندري الله أعلم هل تستمر وإلا ترجع .
الشيخ : والله ما أعلم في هذا شيء ، لا أعلم في هذا شيئا هل هي ترجع دائما أو إذا خرجت على الناس ورآها كلهم ودارت أربعا وعشرين ساعة، لأنه لابد أن تدور أربعا وعشرين ساعة عشان تخرج على الناس كلهم يعني لابد أن تدور أربعا وعشرين ساعة فإذا وصلت منتهاها حينئذ نحن ما ندري الله أعلم هل تستمر وإلا ترجع .
قوله :((عليهم لعنة الله والملآئكة والناس أجمعين خالدين فيها )) كيف الخلود في اللعنة.؟
السائل : قوله تعالى: (( عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها )) كيف الخلود في اللعنة ؟
اللعنة لأن فيها أي في اللعنة ،
الشيخ : لا لا ، معناه إن الناس يلعنون ما هو بلسان المقال هذا بلسان الحال .
اللعنة لأن فيها أي في اللعنة ،
الشيخ : لا لا ، معناه إن الناس يلعنون ما هو بلسان المقال هذا بلسان الحال .
من يقع في المعاصي ولا يعلم المعصية بعينها فكيف يتوب منها.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك، سؤال إنسان يقع في معصية كبيرة وقد لا يعلم هذه المعصية معينة فكيف يتوب منها ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : قد لا يعرف هذه المعصية هل هي صغيرة أو كبيرة فلا يدري عن هذه المعصية فتوبته عن هذه المعاصي ؟
الشيخ : يعني كأنك تقول: هل تصح التوبة على وجه الإجمال هذا ؟
السائل : أي
الشيخ : نعم تصح ، لأن الإنسان قد لا يحيط بذنوبه، ولهذا قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني .
الشيخ : نعم ؟
السائل : قد لا يعرف هذه المعصية هل هي صغيرة أو كبيرة فلا يدري عن هذه المعصية فتوبته عن هذه المعاصي ؟
الشيخ : يعني كأنك تقول: هل تصح التوبة على وجه الإجمال هذا ؟
السائل : أي
الشيخ : نعم تصح ، لأن الإنسان قد لا يحيط بذنوبه، ولهذا قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني .
قوله :(( الرجال قوامون على النساء )) هل الألف والام للجنس.؟
السائل : قوله تعالى: (( الرجال قوامون على النساء )) هل المراد منها الجنس ؟
الشيخ : أي نعم ،
السائل : طيب تصح الألف اللام على الجنس وإلا على كل فرد ؟
الشيخ : لا لا الجنس ،
السائل : ما تصلح على كل فرد ؟
الشيخ : لا تصلح على كل فرد لأنه يوجد رجال سفهاء تقوم عليهم النساء ويوجد ما لهم عقول تقوم عليهم النساء.
الشيخ : أي نعم ،
السائل : طيب تصح الألف اللام على الجنس وإلا على كل فرد ؟
الشيخ : لا لا الجنس ،
السائل : ما تصلح على كل فرد ؟
الشيخ : لا تصلح على كل فرد لأنه يوجد رجال سفهاء تقوم عليهم النساء ويوجد ما لهم عقول تقوم عليهم النساء.
ذكر الله لعنه الملائكة والناس ولم يذكر الجن مع أنهم مكلفون فكيف.؟
السائل : ذكر الله لعنة الملائكة والناس ولم يذكر لعنة الجن مع أن الجن مكلفين ؟
الشيخ : الظاهر أنه والله أعلم ، والله أعلم إنه لما كان الجن غالبهم شياطين تضل الناس ذكر الذين أكمل منهم وهم الإنس والملائكة .
الشيخ : الظاهر أنه والله أعلم ، والله أعلم إنه لما كان الجن غالبهم شياطين تضل الناس ذكر الذين أكمل منهم وهم الإنس والملائكة .
ذكر المفسرون في قوله تعالى : (( كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم )) أنها نزلت في رجل ارتد ثم تاب فهل صحيح.؟
السائل : ذكر بعض المفسرين في قوله تعالى: (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم )) أن سبب نزولها أن رجلا ارتد بعد إسلامه ثم أسلم فأرسل قومه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ماذا يصنع هل إسلامه صحيح ؟ فأنزل الله تعالى قوله: (( كيف يهدي الله قوما )) ؟
الشيخ : فأنزل الله: (( إلا الذين تابوا )) هذا صحيح لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
الشيخ : فأنزل الله: (( إلا الذين تابوا )) هذا صحيح لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
7 - ذكر المفسرون في قوله تعالى : (( كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم )) أنها نزلت في رجل ارتد ثم تاب فهل صحيح.؟ أستمع حفظ
في الحديث :( إن أول ألآيات طلوع الشمس من مغربها ...) لكن يسبقها الدجال فكيف.؟
السائل : شيخ جاء في الحديث إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها ، لكن يسبقها الدجال فكيف ؟
الشيخ : ما يمنع أن يكون المراد به الآيات الكبيرة ، الآيات الكبار وإلا ما فيه شك إنه فيه آيات تكون قبل طلوع الشمس من مغربها .
الشيخ : ما يمنع أن يكون المراد به الآيات الكبيرة ، الآيات الكبار وإلا ما فيه شك إنه فيه آيات تكون قبل طلوع الشمس من مغربها .
في آل عمران قال الله تعالى :(( وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم )) وفي البقرة أعاد الفعل.؟.
السائل : في أل عمران قال الله عز وجل: (( وما أوتي موسى وعيسى والنبيون )) وفي البقرة (( وما أوتي )) كيف ؟
الشيخ : يعني أنه أعاد الفعل هناك ولم يعده هنا ؟
الشيخ : الظاهر الله أعلم ما أدري إن لم يكن اختلاف تعبير مثل (( أنزل إلينا )) و (( أنزل علينا )) والمعنى واحد، أو إنه لما قال هناك : (( قولوا آمنا بالله )) ووجه الخطاب مباشرة إلى الناس صار لابد أن يصرحوا بالإيمان بما أوتي النبيون ـ فالله أعلم .
الشيخ : يعني أنه أعاد الفعل هناك ولم يعده هنا ؟
الشيخ : الظاهر الله أعلم ما أدري إن لم يكن اختلاف تعبير مثل (( أنزل إلينا )) و (( أنزل علينا )) والمعنى واحد، أو إنه لما قال هناك : (( قولوا آمنا بالله )) ووجه الخطاب مباشرة إلى الناس صار لابد أن يصرحوا بالإيمان بما أوتي النبيون ـ فالله أعلم .
9 - في آل عمران قال الله تعالى :(( وما أوتي موسى وعيسى والنبيون من ربهم )) وفي البقرة أعاد الفعل.؟. أستمع حفظ
هل هناك علامة على قبول التوبة.؟
السائل : شيخ هناك علامة على قبول التوبة ؟
الشيخ : علامة لأن الذنوب تؤثر على القلب الحي، القلب الحي تؤثر عليه الذنوب تجد إنه ينقبض ويضيق صدر الإنسان ، فإذا تاب انشرح صدره ، قال الله تعالى: (( أفمن شرح صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين )) وكذلك أيضا من علاماتها إن الإنسان بدل أن يكون معه فطور عن الطاعة يجد معه نشاطا على الطاعة لأن الله تعالى قال: (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) فيزداد الإنسان نشاطا في الطاعة إذا قبل الله توبته . قد يدق واحد ويضربه ويضيق صدره، لكن إذا كان الإنسان عاديا وجد انقباضا فأنه من آثار الذنوب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنه ليران على قلبي وإني أستغفر الله أكثر من سبعين مرة ) .
الشيخ : علامة لأن الذنوب تؤثر على القلب الحي، القلب الحي تؤثر عليه الذنوب تجد إنه ينقبض ويضيق صدر الإنسان ، فإذا تاب انشرح صدره ، قال الله تعالى: (( أفمن شرح صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلل مبين )) وكذلك أيضا من علاماتها إن الإنسان بدل أن يكون معه فطور عن الطاعة يجد معه نشاطا على الطاعة لأن الله تعالى قال: (( وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى )) فيزداد الإنسان نشاطا في الطاعة إذا قبل الله توبته . قد يدق واحد ويضربه ويضيق صدره، لكن إذا كان الإنسان عاديا وجد انقباضا فأنه من آثار الذنوب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنه ليران على قلبي وإني أستغفر الله أكثر من سبعين مرة ) .
قوله تعالى :(( إلا الذين تابوا )) ما هو المستثنى منه.؟
السائل : شيخ قوله تعالى: (( إلا الذين تابوا وأصلحوا )) هذا مستثنى من (( الذين كفروا )) يعني من الذين ؟
الشيخ : مما سبق،
السائل : من الذين كفروا ؟
الشيخ : نعم (( كفروا بعد إيمانهم ))
السائل : وحال هذا النصب ؟
الشيخ : حال أيش؟
السائل : حال الاستثناء حال النصب ؟ محله ؟
الشيخ : أي نعم ، لأن قبله تام موجب .
الشيخ : طيب الذي ما ذكرنا الإعراب خله للدرس القادم إن شاء الله .
الشيخ : مما سبق،
السائل : من الذين كفروا ؟
الشيخ : نعم (( كفروا بعد إيمانهم ))
السائل : وحال هذا النصب ؟
الشيخ : حال أيش؟
السائل : حال الاستثناء حال النصب ؟ محله ؟
الشيخ : أي نعم ، لأن قبله تام موجب .
الشيخ : طيب الذي ما ذكرنا الإعراب خله للدرس القادم إن شاء الله .
هل يستتاب المرتد.؟
السائل : المرتد يستتاب ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : هل يستتاب المرتد وإن لم يتب ؟
الشيخ : الجواب الآيات الكثيرة أنه إذا تاب الإنسان ارتفع عنه نصوص في القرآن السنة إذا تاب عاد على ما هو عليه، لكن مسألة الاستتابة ، أي خصت السنة والقرآن، الاستتابة هي التي اختلف فيها العلماء هل هي واجبة أو يقتل بدون استتابة وإلا إذا تاب ما فيه إشكال، إن المحل يلزم أن نستتيبه أولا فإن تاب تركناه أو نقتله حسابه على الله ، والصحيح أن الاستتابة راجعة إلى رأي الإمام .
الشيخ : نعم ؟
السائل : هل يستتاب المرتد وإن لم يتب ؟
الشيخ : الجواب الآيات الكثيرة أنه إذا تاب الإنسان ارتفع عنه نصوص في القرآن السنة إذا تاب عاد على ما هو عليه، لكن مسألة الاستتابة ، أي خصت السنة والقرآن، الاستتابة هي التي اختلف فيها العلماء هل هي واجبة أو يقتل بدون استتابة وإلا إذا تاب ما فيه إشكال، إن المحل يلزم أن نستتيبه أولا فإن تاب تركناه أو نقتله حسابه على الله ، والصحيح أن الاستتابة راجعة إلى رأي الإمام .
رجل وجب عليه القصاص فتاب قبل أن يقتل فهل تصح منه.؟
السائل : رجل وجب عليه القصاص فتاب قبل أن يقتل فهل تصح منه ؟
الشيخ : ما تقولون ؟ يقول: رجل وجب عليه القصاص فلما أحضر السيف لقتله قال: أستغفر الله وأتوب إليه ، هل تقبل توبته أو لا ؟ أيه تقبل ، لا يمكن لذنوب أخرى ، لأنه يمكن أن لا يقتص منه ، أحيانا يوضع السيف على رقبته ثم يقول أولياء المقتول عفونا ، إذا قالوا عفونا يجب يرفع السيف . ولو واحدا ؟ ولو واحدا ، ولو واحد من ألف.
السائل : ذكر أو أنثى ؟
الشيخ : ما تقرأ القرآن ؟ (( فمن عفي له من أخيه شيء )) وشيء نكرة في سياق الشرط فتعم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزائهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحد ملأ الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ))
الشيخ : ما تقولون ؟ يقول: رجل وجب عليه القصاص فلما أحضر السيف لقتله قال: أستغفر الله وأتوب إليه ، هل تقبل توبته أو لا ؟ أيه تقبل ، لا يمكن لذنوب أخرى ، لأنه يمكن أن لا يقتص منه ، أحيانا يوضع السيف على رقبته ثم يقول أولياء المقتول عفونا ، إذا قالوا عفونا يجب يرفع السيف . ولو واحدا ؟ ولو واحدا ، ولو واحد من ألف.
السائل : ذكر أو أنثى ؟
الشيخ : ما تقرأ القرآن ؟ (( فمن عفي له من أخيه شيء )) وشيء نكرة في سياق الشرط فتعم .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزائهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم إن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضالون إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من أحد ملأ الأرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم من ناصرين ))
مناقشة حول الآية : (( كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى: (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) .
الشيخ : هذا مبتدأ مناقشة ؟
الشيخ : طيب ما المراد بالاستفهام هنا ؟
الطالب : الإبعاد ،
الشيخ : الاستبعاد يعني ، يبعد أن الله يهدي .
الشيخ : ذكر الله سبحانه وتعالى أن وجه الاستبعاد ثلاثة أمور ما هي يا أحمد ؟
الطالب : أنه كفروا بعد إيمانهم ،
الشيخ : نعم ،
الطالب : جاءهم الحق ثم كفروا ،
الشيخ : نعم ،
السائل : وجاءتهم البينات ،
الشيخ : يعني فقامت عليهم الحجة من كل وجه ثم كفروا هؤلاء لا يهتدون .
الشيخ : قوله تعالى: (( والله لا يهدي القوم الظالمين )) المراد هنا هداية الإرشاد أو هداية التوفيق ؟
الطالب : هداية التوفيق ،
الشيخ : التوفيق .
الشيخ : ما الدليل على أن الله يهدي الظالمين هداية إرشاد ؟
الطالب : لأنه إذا جاء الرسل ظهر لهم الحق ،
الشيخ : أحسنت تمام لأنه إذا جاءهم الرسل فقد بينوا ، قال الله تعالى: (( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) .
الشيخ : قوله: (( الظالمين )) ما المراد بهم ؟ (( لا يهدي القوم الظالمين )) ؟
الطالب : المراد به الكافرين ،
الشيخ : طيب ما الدليل ؟
الطالب : (( الكافرون هم الظالمون ))
الشيخ : نعم ، وهذه الآية (( كفروا بعد إيمانهم)) كفروا بعد إيمانهم .
قوله: (( جزاءهم أن عليهم لعنة الله )) أين خبر المبتدأ في (( جزائهم )) ؟
الطالب : (( أولئك )) مبتدأ (( جزائهم )) مبتدأ ثاني ، (( أن عليهم لعنة الله )) خبر مبتدأ الثاني ، والجملة الثاني وخبره خبر مبتدأ الأول ،
الشيخ : نعم تمام (( جزاء )) مبتدأ ، (( أولاء )) مبتدأ و(( جزاء )) مبتدأ ثاني، و (( أن عليهم لعنة الله )) خبر مبتدأ ثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر مبتدأ الأول .
الشيخ : الخبر هنا مفرد أو جملة ؟ فيصل الخبر هنا (( أن عليهم لعنة الله )) مفرد أو جملة ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : و (( الناس )) ؟
الطالب : كذلك ،
الشيخ : كيف كذلك ؟ يلعنونهم ؟ يلعنونهم يعني ؟ يعني يدعون عليهم باللعن ويمقتونهم ويبغضونهم ، وكذلك الملائكة .
الشيخ : قوله تعالى: (( لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )) خالد ما معنى (( ينظرون )) ؟
الطالب : لا يمهلون
الشيخ : إذا (( لا ينظرون )) أي لا يمهلون .
الشيخ : والتخفيف هنا عام في كل وقت أم ماذا ؟ المهم سؤالي (( لا يخفف عنهم العذاب )) هل هذا النفي عام أو مخصوص بوقت دون وقت ؟
الطالب : عام ،
الشيخ : الدليل ؟
الطالب : (( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ))
الشيخ : ولم يحصل لهم ذلك .
الشيخ : قال الله تعالى: (( إلا الذين تابوا )) مبتدأ الدرس ، (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا )) أخذناها ؟
الطالب : بقيت الفوائد ؟
الشيخ : (( ومن يبتغ )) كلها ما أخذناها ؟ نعم نكمل الآية .
الشيخ : هذا مبتدأ مناقشة ؟
الشيخ : طيب ما المراد بالاستفهام هنا ؟
الطالب : الإبعاد ،
الشيخ : الاستبعاد يعني ، يبعد أن الله يهدي .
الشيخ : ذكر الله سبحانه وتعالى أن وجه الاستبعاد ثلاثة أمور ما هي يا أحمد ؟
الطالب : أنه كفروا بعد إيمانهم ،
الشيخ : نعم ،
الطالب : جاءهم الحق ثم كفروا ،
الشيخ : نعم ،
السائل : وجاءتهم البينات ،
الشيخ : يعني فقامت عليهم الحجة من كل وجه ثم كفروا هؤلاء لا يهتدون .
الشيخ : قوله تعالى: (( والله لا يهدي القوم الظالمين )) المراد هنا هداية الإرشاد أو هداية التوفيق ؟
الطالب : هداية التوفيق ،
الشيخ : التوفيق .
الشيخ : ما الدليل على أن الله يهدي الظالمين هداية إرشاد ؟
الطالب : لأنه إذا جاء الرسل ظهر لهم الحق ،
الشيخ : أحسنت تمام لأنه إذا جاءهم الرسل فقد بينوا ، قال الله تعالى: (( فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى )) .
الشيخ : قوله: (( الظالمين )) ما المراد بهم ؟ (( لا يهدي القوم الظالمين )) ؟
الطالب : المراد به الكافرين ،
الشيخ : طيب ما الدليل ؟
الطالب : (( الكافرون هم الظالمون ))
الشيخ : نعم ، وهذه الآية (( كفروا بعد إيمانهم)) كفروا بعد إيمانهم .
قوله: (( جزاءهم أن عليهم لعنة الله )) أين خبر المبتدأ في (( جزائهم )) ؟
الطالب : (( أولئك )) مبتدأ (( جزائهم )) مبتدأ ثاني ، (( أن عليهم لعنة الله )) خبر مبتدأ الثاني ، والجملة الثاني وخبره خبر مبتدأ الأول ،
الشيخ : نعم تمام (( جزاء )) مبتدأ ، (( أولاء )) مبتدأ و(( جزاء )) مبتدأ ثاني، و (( أن عليهم لعنة الله )) خبر مبتدأ ثاني، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره خبر مبتدأ الأول .
الشيخ : الخبر هنا مفرد أو جملة ؟ فيصل الخبر هنا (( أن عليهم لعنة الله )) مفرد أو جملة ؟
الطالب : جملة .
الشيخ : و (( الناس )) ؟
الطالب : كذلك ،
الشيخ : كيف كذلك ؟ يلعنونهم ؟ يلعنونهم يعني ؟ يعني يدعون عليهم باللعن ويمقتونهم ويبغضونهم ، وكذلك الملائكة .
الشيخ : قوله تعالى: (( لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )) خالد ما معنى (( ينظرون )) ؟
الطالب : لا يمهلون
الشيخ : إذا (( لا ينظرون )) أي لا يمهلون .
الشيخ : والتخفيف هنا عام في كل وقت أم ماذا ؟ المهم سؤالي (( لا يخفف عنهم العذاب )) هل هذا النفي عام أو مخصوص بوقت دون وقت ؟
الطالب : عام ،
الشيخ : الدليل ؟
الطالب : (( وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب ))
الشيخ : ولم يحصل لهم ذلك .
الشيخ : قال الله تعالى: (( إلا الذين تابوا )) مبتدأ الدرس ، (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا )) أخذناها ؟
الطالب : بقيت الفوائد ؟
الشيخ : (( ومن يبتغ )) كلها ما أخذناها ؟ نعم نكمل الآية .
14 - مناقشة حول الآية : (( كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌ وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين )) . أستمع حفظ
تتمة تفسير الآية : (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفورٌ رحيمٌ )) .
قال: (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك )) إلا أداة استثناء، و (( الذين )) مستثنى ، والأصل في المستثنى أن يكون من جنس المستثنى منه، وإن خرج عن جنسه فهو على خلاف الأصل ولابد من دليل يدل على أنه ليس من الجنس، ويسمى المستثنى الذي من غير الجنس يسمى مستثنى منقطعا لكن الاستثنى هنا متصل قال: (( إلا الذين تابوا )) هذا مستثنى من قوله: (( كفروا من بعدهم )) إلى قوله: (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك )) يعني إلا الذين تابوا من بعد الكفر بعد الإيمان يعني فإن الحكم يختلف فيه، والتوبة كما أسلفنا الرجوع من معصية الله إلى طاعته، ولها شروط خمسة ذكرناها وكتبناها ووعيناها ، قال: (( من بعد ذلك )) المشار إليه ما سبق من الكفر، وأتي بالإشارة للبعيد لانحطاط مرتبتهم، لأن البعد قد يكون من عال وقد يكون من نازل، فإن كان البعد من عال يعني أنه أشير إليهم إشارة البعيد لعلوه فهو ثناء وإن كان أشير إليه إشارة البعيد لدنوه وسفوله فهو قدح، قال: (( من بعد ذلك وأصلحوا )) يعني أصلحوا ما جرى أو ما كان فعلهم سببا في فساده يعني أصلحوا ما أفسدوه مباشرة أو تسببا، فمثلا إذا كانوا هؤلاء أئمة قادة لما كفروا كفر من يتعبهم فإن توبتهم لا تكفي حتى يصلحوا ما فسد على أيديهم وذلك بمحاولة إرجاع الذين كفروا تبعا لهم إلى الإيمان، إذا كان الإنسان كفر بكتابة ما يخالف الدين فلا يكفي أن يقول أستغفر الله وأتوب إليك ولن أعود إلى كتابة ما يخالف الدين حتى يصلح ما أفسد، بماذا ؟ بأن يكتب ردا على ما كتب أولا، لأن المفاسد المتعدية لابد فيها من إصلاح، ولهذا قال: (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم )) والجواب هنا قد يبدوا غير مطابق بما سبق، لأنه قد يتوقع السامع أن يكون الجواب فإن الله يتوب عليهم، ولكن الجواب كان ثناء على الله باسمين من أسمائه وهما الغفور الرحيم، قال: (( فإن الله غفور رحيم )) ولكن يؤخذ من هذين الاسمين أن هؤلاء الذين تابوا وأصلحوا يغفر الله لهم، لأن مقتضى هذين اسمين يعمهم فيغفر الله لهم ويرحمهم . الغفور، هو من يغفر الذنوب، ومغفرة الذنوب هو سترها والتجاوز عنها . والرحيم ، هو من يرحم العباد والرحمة صفة تقتضي الإحسان والإنعام، وفي الجمع بين الغفور والرحيم زيادة معنى على ما يتضمنه الاسمان وهو أن الله تعالى قد جمع بين المغفرة التي بها زوال المكروه وآثار الذنب، والرحمة التي بها حصول المطلوب وهو النعمة والإحسان، طيب إذا إذا تابوا وأصلحوا غفر الله لهم ؟ أجيبوا ؟ نعم، نعم غفر الله لهم ورحمهم . فهذه الآيات الكريمة نأخذ الآن فوائدها .
فوائد الآية : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) .
يقول الله عز وجل: (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) . في هذه الآية فوائد، فمن فوائدها: بطلان كل عمل ليس على دين الإسلام ، فأي عمل يكون على غير دين الإسلام فهو باطل، لقوله: (( فلن يقبل منه )) . ومن فوائدها: أن جميع الأديان غير دين الإسلام غير مقبولة عند الله ولا نافعة للمتدين بها، لعموم قوله: (( غير الإسلام )) فيشمل دين المسيحية ودين اليهودية ودين البوذية ودين المجوسية وكل دين، كل دين فإن الله لا يقبله غير الإسلام . ومن فوائدها: الثناء على دين الإسلام، وأنه هو المقبول المحبوب إلى الله ، ويؤخذ هذا من المفهوم، مفهوم قوله: (( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )) مفهومه أن من ابتغى الإسلام دينا يقبل منه . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء الذين يدينون بدين الإسلام يتعبون أبدانهم، ويهلكون أموالهم، وربما يموتون جوعا وعطشا وحرا وبردا في الدعوة إلى غير دين الإسلام كالذين يسمونهم المبشرين وهم في الحقيقة منصرون مضللون هؤلاء ينفقون أموالا كثيرة ويتعبون تعبا عظيما ويتعرضون للهلاك، كل الأعمال هذه نتيجتها أيش؟ هباء (( وهو في الآخرة من الخاسرين )) قال الله تعالى: (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) لا يستفيدون منه إطلاقا لأنه على غير شريعة الله وقال الله تعالى: (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليسدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون )) لكن بماذا يغلبون ؟ ينزل شيء من السماء يبين غلبهم أو يغلبون إذا قام المسلمون بما يجب عليهم من نصرة دين الإسلام ؟ الثاني، الثاني، ولهذا نأسف أن النصارى لهم هذا النشاط في دعوتهم إلى الضلال والمسلمون نشاطهم لا يبلغ ولا عشرا من أعشاره مع أنهم على حق ولكن الحق لا بد أن ينتصر ولو بعد حين . وفي الآية أيضا من الفوائد: إثبات الآخرة، لقوله: (( وهو في الآخرة من الخاسرين )) . وفيها: أن الآخرة فيها خسارة وربح، نعم فيها خسارة وربح أعظم من خسارة الدنيا وربحها، قال الله تعالى: (( ويوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن )) ليس التغابن في الدنيا أن يكون عند الرجل قصور وسيارات ونساء وأولاد وحشم وخدم والآخر ليس له إلا ثوب يكسوا عورته هذا ليس بغبن حقيقة الغبن يوم القيمة، الغبن هو يوم القيمة حينما يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنم وردا، هذا الغبن العظيم، وهذه الخسارة العظيمة، ولهذا يجب أن نعلم أن الخسران المبين هو خسارة يوم القيمة (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا ذلك هو الخسران المبين )) .
16 - فوائد الآية : (( ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حقٌ ... )) .
ثم قال الله عز وجل: (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ... )) . من فوائد هذه الآية: أن من ضل عن بصيرة فإنه يبعد عن الهدى ـ نعوذ بالله ـ، لقوله: (( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ... )) . ومن فوائدها أيضا: أن من فسق عن بصيرة فإنه يبعد أن يكون من العدول، فإذا قيل لشخص هذا حرام وهو مسلم وبين له الحق ثم عصى واستمر على فسقه فإنه يبعد أن يهدى ـ والعياذ بالله . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الهداية والإضلال بيد الله، لقوله: (( كيف يهدي الله )) فنسب الهداية إليه، وفي آية أخرى أن الله نسب الإضلال إليهم مثل: (( ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء )) ولكن يجب أن تعلموا وقد علمتم أن هداية الله وإضلاله لحكمة، فمن كان أهلا للهداية هداه الله ومن كان أهلا للضلال أضله الله، قال الله تعالى: (( الله أعلم حيث يجعل رسالته )) وقال تعالى: (( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )) والله عز وجل يعلم إذا علم من المرء أنه لا يريد الهداية أضله الله، وإذا علم أنه يريد الهداية وأنه حريص عليها يطلبها أين ما كانت ويسلك ما كان عليه الدليل فإن الله تعالى يهديه ويعينه ويوفقه ويفتح بصيرته حتى يرى الحق كأنما يتلقاه عن في رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الإنسان قد يستكبر ويعاني بعد أن تبين له الحق، لقوله: (( كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءتهم البينات )) . ومن فوائدها: أن الكفر بعد الإيمان أغلظ من الكفر الأصلي، لأن الله تعالى استبعد أن يهتدي هؤلاء، وأما الكافرون فإن الله سبحانه وتعالى ذكر في سورة الممتحنة أن الله تعالى قد يهديهم فقال الله: (( عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة )) وذلك بالإيمان (( والله قدير والله غفور رحيم )) . ومن فوائد هذه الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم حق، لأنه لام هؤلاء على الكفر بعد أن شهدوا بأن الرسول حق، ولاشك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حق من عند الله صادق فيما قال، وفيما أخبر به عن ربه . ومن فوائد هذه الآية: أن الله سبحانه وتعالى لم يدع الخلق هملا بل أقام لهم الحجج وأقام البينات حتى لا يكون للناس على الله حجة، لقوله: (( وجاءهم البينات )) . هذه البينات تنقسم إلى أقسام: شرعية، وعقلية، وحسية، أما السمعية فهو القرآن، وأما العقلية فهو أن كل عاقل يتدبر ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام يعلم أنه حق، فإنه ما أمر بشيء فقال العقل ليته لم يأمر به، ولا نهى عن شيء فقال العقل ليته لم ينه عنه، وأما الحسية فظاهرة انتصاراته العظيمة في هذه المدة الوجيزة، وانتصار أصحابه حتى فتحوا مشارق الأرض ومغاربها مع أنهم كانوا أذلة مستضعفون في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، هذا من أكبر الأدلة على أنه رسول الله حقا، إذا فالآيات: شرعية، وعقلية، وحسية . ومن فوائدها: أن من أضله الله فإن ما ذلك لظلم منه، أي من الذين أضله، لقوله: (( والله لا يهدي القوم الظالمين )) ، وأما من طلبوا الحق وتحروا وتشوقوا له فإنه جديرون بالهداية، كذا يا يوسف ؟ ويش قلت ؟ هم جديرون بالهداية ، من هم ؟ الذين كفروا، الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات ، فهم جديرون بالهداية، هكذا قلنا يا جماعة ؟ على العكس تماما .
فوائد الآية : (( أولـئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله والملآئكة والناس أجمعين )) .
قال الله تعالى: (( أولئك جزائهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) . في هذه الآية إثبات الجزاء وفيها أن الجزاء من جنس العمل، فإن هؤلاء لما ارتكبوا ثلاث جرائم أو ثلاثة أمور في كفرهم كان عليه لعنة الله والملائكة والناس، ثلاث بثلاث . ومن فوائدها: أن الملائكة ذو عقول يفهمون ويفعلون وليس كما قال بعضهم إنهم ليس لهم عقول، وما أغرب هذا القول وما أبعده من الصواب، لأننا إذا قلنا إن الملائكة ليس لهم عقول فإننا نطعن في القرآن، لأن الوسيط الذي بين محمد صلى الله عليه وسلم وبين الله ملك فإذا قلنا لا عقل له كيف ؟ كيف إذا قلنا لا عقل له ؟ إذا نقول ما نأمن، لأن العاقل لا يمكن أن يحتمل قوله ولا نقبل ، من أين نأخذ أن لهم عقولا ؟ من إثبات أنهم تصدر منهم اللعنة . ومن فوائد هذه الآية: أن أمثال هؤلاء يلعنهم الناس جميعا، لقوله: (( والناس أجمعين ))، لكن هذا فيه إشكالا وهو أنه يوجد من الناس من يزمر وراء الكافرين وصفق ورائهم ويفزع معهم فكيف قال: (( والناس أجمعين )) ؟ نقول: لأنهم إذا صفق معهم وزمر ورائهم فهو منهم، فيكون هو ملعونا من الناس أجمعين، الآخرين، لأن من أعان ضالا فهو ضال ومن أعان كافر فهو كافر، قال الله تعالى: (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين )).
فوائد الآية : (( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )).
ثم قال الله تعالى: (( خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون )) . فيها إثبات أن هؤلاء الذين كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات خالدون في لعنة الله أي في الطرد والإبعاد عن رحمته وليس ثمة إلا النار، بعد الجنة ما فيه إلا النار وليس بعد الهدى إلا الضلال . ومن فوائدها: أنهم ـ والعياذ بالله ـ دائما في العذاب، في عذاب لا يخف عنهم أبدا ولا ينتظرون الفرج لا بالتخلص منه ولا بتخفيفه، لقوله: (( لا يخفف )) وهذه الجملة خبرية وخبر الله تعالى لا يخلف . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن هؤلاء يبادرون بالعذاب، فهم يبادرون بالعذاب إما في الدنيا أو عند الموت وعند دخول النار، ففي الدنيا قال الله تعالى: (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ))، وقال الله تعالى: (( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا ولعلهم يرجعون ))، وعند الموت (( تتوفاهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم )) ، وفي يوم القيمة حدث ولا حرج .
فوائد الآية : (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفورٌ رحيمٌ )) .
ثم قال الله تعالى: (( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم )) . في هذه الآية من الفوائد: أن التوبة تجب ما قبلها، لقوله: (( فإن الله غفور رحيم )) . ومن فوائدها: أنه لابد من مع التوبة من الإصلاح، لقوله: (( وأصلحوا )) وهذا واجب في كل ما يتعدى جرمه إلى غيره أن يقوم بإصلاح ما ترتب على هذا الجرم . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات اسمين من أسماء الله وهما: الغفور والرحيم، وإثبات ما تضمناه من الصفة وهي المغفرة الرحمة، ولهذا نقول: كل اسم من أسماء الله فإنه دال على ثلاثة أشياء، كل اسم من أسماء الله فإنه دال على ثلاثة أشياء: على ذات الله، وعلى الصفة، والثالث: على الأثر الذي يترتب على هذه الصفة، لكن هذا الثالث لا يطرد في كل اسم من أسماء الله، لأن الأسماء غير متعدية لا يدخل فيها إثبات الأثر، فالعلي مثلا فيها إثبات الاسم واصفة العظيم كذلك والكبير كذلك، لكن السميع فيها إثبات الاسم والصفة الأثر، الاسم السميع، والصفة السمع، والأثر يسمع ، ومن هنا يعلم أن كل اسم فلابد أن يكون متضمنا لصفة، بدون استثناء ؟ بدون استثناء، وليس كل صفة مستلزمة لاسم، قد يوصف الله بالشيء .
اضيفت في - 2006-04-10