تفسير سورة آل عمران-30a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تفسير الآية : (( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون )) .
ثم قال الله عز وجل: (( ولتكن منكم أمة )) وهذا مبتدأ درس اليوم ، (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير )) المناقشة نحن ناقشنا فيها وإلا لا؟ ناقشنا فيها طيب . قال: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير )) اللام في قوله: (( ولتكن )) لام الأمر ، ودليل ذلك جزم الفعل بها (( ولتكن )) ولام الأمر تجزم الفعل المضارع ، (( ولتكن منكم أمة )) أمة طائفة يدعون إلى الخير ، والأمة في القرآن الكريمة وردت على معان متعددة منها الطائفة ومنها الزمن ومنها الإمامة ومنها الملة ، فمثالها في الطائفة هذه الآية (( ولتكن منكم أمة )) ، ومثالها في الملة قوله تعالى: (( إنا وجدنا على أمة )) أي على ملة، ومثالها في الإمامة : (( إن إبراهيم كان أمة )) ، ومثالها في الزمن: (( وادكر بعد أمة )) أي بعد زمن . وقوله: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير )) منكم من يحتمل أن تكون للتبعيض ويحتمل أن تكون لبيان الجنس ، فعلى الأول يكون المعنى : وليكن بعضكم يدعوا إلى الخير ، وعلى الثاني: ولتكونوا جميعا دعاة إلى الخير، لأننا إذا جعلناها لبيان الجنس صار المعنى أن كل الأمة يجب أن تكون من هذا الطراز يعني وتكون أمة تدعون إلى الخير ، وإذا جعلناها للتبعيض صار المعنى : وليكن بعضكم يدعوا إلى الخير ، وسيأتي إن شاء الله في الفوائد ما يترتب على ذلك . قال: (( يدعون إلى الخير )) يدعون من ؟ المفعول محذوف ، فهل المراد يدعون أنفسهم أو يدعون غيرهم من الأقارب أو غيرهم من المسلمين أو غيرهم من جميع الناس ؟ يشمل ، يدعون إلى الخير كل من تتوجه الدعوة إليه أي إنسان تتوجه الدعوة إليه فيدعوه ، وهل يدعون الجن ؟ نعم يدعون الجن ، ولهذا كان المفعول محذوفا من أجل العموم ، (( يدعون إلى الخير )) والخير كل ما جاء به الشرع فهو خير ، ويشمل ما كان خيرا في الدين وما كان خيرا في الدنيا ، أما ما كان خيرا في الدين فأمره ظاهر (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره )) وأما ما كان من أمر الدنيا فلأن ما كان من مصالح الدنيا التي لا تعارض الدين فهو من الأمور الخيرية المطلوبة ، فيكون الخير هنا يشمل خير الدين وخير الدنيا ، فمثلا يدعون إلى فعل الطاعات : صل، زكي، صم ، حج ، بر والديك ، صل أرحامك ، انصح في البيع والشراء ، بين، وما أشبه ذلك كل هذا دعوة في الخير ، لا تزني ، لا تسرق ، لا تشرب الخمر ، لا تقتل النفس بغير حق ، لا تعق والديك، لا تقطع أرحامك ، لا تغش الناس ، هذا أيضا دعوة إلى الخير لأن هذا طلب كف ، النهي طلب كف، فهو في الحقيقة دعوة إلى الخير لأن ترك الشر خير . ثانيا: (( ويأمرون بالمعروف )) جعل أمر بالمعروف بعد الدعوة لأن الدعوة سابقة على الأمر ، فأنت تدعوا أولا ثم تأمر ثانيا ثم تغير ثالثا ، وهذا يلتبس على كثير من الطلبة ، يظنون أن الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتغيير المنكر شيء واحد وليس كذلك، فالدعوة إلى الخير عامة ، فالخطيب إذا خطب الناس في الجمعة وأمر ونهى يقال: داع إلى الخير ، الرجل إذا أمسك بك وقال: يا أخ صل اتق الله، يا أخي لا تغش الناس اتق الله ، فهذا أمر، أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ، ولي الأمر إذا رأى آلة عز وكسرها ، هذا تغيير منكر ، ولكل درجات لكن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (( يأمرون بالمعروف )) وكلمة (( يأمرون )) تدل على أنهم يتكلمون مع الناس على وجه الاستعلاء لا على وجه العلو، يعني على وجه أنني آمر ، والآمر بالخير أعلى مرتبة من المأمور . وقوله: (( يأمرون بالمعروف )) ما هو المعروف ؟ المعروف كل ما عرفه الشرع وأقره من العبادات فعلا كانت أم تركا ، أو فعلا فقط ؟ فعلا لأنه قال: (( وينهون عن المنكر )) إذا فعلا لما جمع بينهما صار المراد بالمعروف كلما عرفه الشرع وأقره من العبادات المأمور بها، طيب إذا ما عرفه الشرع وأقره من أمر الطاعات هو المعروف ، فالأمر بالتوحيد أمر بمعروف ، الأمر باتباع السلف في العقيدة أمر بمعروف ، الأمر بالصلاة أمر بمعروف ، الأمر ببر الوالدين أمر بمعروف ، وهلم جرا ، هذا الأمر بالمعروف . قال: (( وينهون عن المنكر )) (( ينهون )) النهي طلب الكف على وجه الاستعلاء يعني يطلبون من الناس أن يكفوا عن المنكر ، وما هو المنكر ؟ المنكر ما أنكره الشرع ، ما أنكره الشرع من الأعمال والأخلاق فهو أيش؟ فهو منكر ، طيب الزنا ، السرقة ، شرب الخمر ، قتل النفس ، العدوان على الناس بأخذ أموالهم، انتهاك أعراضهم كل هذه منكرات ، فهم ينهون عن المنكر . (( وأولئك هم المفلحون )) أولئك المشار إليه الأمة الداعية إلى الخير الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر، وهي مبتدأ أولئك ، وهم ضمير فصل لا محل له من الإعراب ، ومفلحون خبر المبتدأ . فلو قال قائل: لماذا لا تجعلون هم مبتدأ ثاني والمفلحون خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر المبتدأ الأول ؟ قلنا: لا نقول ذلك، لأننا لو قلنا ذلك لفاتتنا فوائد ضمير الفصل ، ويدل لهذا يعني أننا لا نجعل ضمير الفصل لمبتدأ قوله تعالى : (( لعلنا نتبع السحرة إن كانوا هم الغالبين )) (( هم الغالبين )) وجه الدلالة أنه لم يجعل ضمير الفصل مبتدأ ، لو جعل مبتدأ لقال: إن كانوا هم الغالبون ، حتى تكون الغالبون خبر لهم ، على كل حال ضمير الفصل حرف لا محل له من الإعراب لكن جاء على صفة ضمير الاسمي الضمير الاسم . (( المفلحون )) هم الناجون من الكربات الحاصلون على المطلوبات ، فالفلاح هو النجاة عن المكروبات أو من المكروهات والحصول على المطلوبات ، إذا ففيه أمران ، سلامة وكسب ، السلامة من أين ؟ من المرهوبات، والكسب للمطلوبات ، ولهذا تعتبر كلمة فلاح من أجمع الكلمات ، فالمفلح إذا الفائز بمطلوبه الناجي من مرهوبه هذا هو المفلح . في هذه الآية الكريمة، نقرأ الذي بعدها أحسن عشان نصل إلى .
1 - تفسير الآية : (( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولآئك لهم عذاب عظيم ))
قال: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم )) نهى الله أن يكون كهؤلاء الذين جمعوا بين وصفين ذميمين : التفرق ، والاختلاف ، ورتب على هذا الجزاء المشين وهو قوله: (( وأولئك هم عذاب أليم )) قوله : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) أي لا تكونوا مثل الذين ، وعلى هذا فنعرب الكاف هنا اسما لتكون خبر (( تكونوا )) تكونوا مثل الذين تفرقوا ، قال ابن مالك :
شبه بكاف و بها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد
واستعمل اسما
فالكاف هنا اسم بمعنى مثل وهي خبر (( تكونوا )) أو خبر (( كالذين تفرقوا )) أتى بها بعد قوله : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) لأن الأمة إذا تركت هذا فلابد أن تتبرأ ، إذا تركت الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلابد أن تتفرق ، لأنه لا يكون لهم في هذه الحال كلمة جامعة كل واحد يعمل على كيفه لأنه ما يدعى إلى الخير ، والنفوس لها نزاعات ، لها نزاعات متباينة مختلفة ، وكذلك إذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر تفرق الناس ولابد ، لأن هذا يريد الزنا وهذا يشرب الخمر وهذا سرقة وهذا يريد أشياء غير الأولى ، فيحصل التفرق ، فإذا أمروا بالمعروف صاروا كلهم على المعروف وإذا نهوا عن المنكر صاروا كلهم على ترك المنكر . قال: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) مثل من ؟ (( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) إذا أول ما نمثل بهم أهل الكتاب اليهود والنصارى اختلفوا اختلافا عظيما من بعد ما جاءتهم البينات فنهانا الله تعالى أن نكونوا مثلهم ولا تكونوا مثلهم ، في أي شيء؟ ننظر للوصف الذي نهينا أن نكون مثلهم فيه وهو التفرق والاختلاف ، إذا من بعد ما جاءتهم البينات ، إذا نهينا عن ذلك فهو أمر بضده، إذا نهينا عن التفرق والاختلاف فهو أمر بالاجتماع والائتلاف ، بالاجتماع ضد التفرق والائتلاف ضد الاختلاف ، كأن الله يقول: اجتمعوا وائتلفوا ولا يكون فيكم افتراق ولا اختلاف فتكونوا مثل اليهود والنصارى . قال تعالى: (( وأولئك لهم عذاب عظيم )) وأولئك ، اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، تفرقوا واختلفوا ، تفرقوا في أبدانهم ولم يجتمعوا وصاروا أحزابا واختلفوا في قلوبهم وفي مناهجهم فصار لكل حزب منهج معين يفرح به ولا يتزحزح عنه ويرى أن من سواء على ضلالة . قال: (( وأولئك لهم عذاب عظيم )) (( أولئك )) أشار إليهم بصيغة البعد لأن أولاء اسم إشارة للبعيد ، وذلك لانحطاط مرتبتهم يعني كأنهم لانحطاط مرتبتهم نزلهم المتكلم منزلة من البعيد منه ، لأنه يتبرأ منهم ومن أعمالهم ، (( لهم عذاب عظيم )) (( لهم عذاب )) العذاب هو العقوبة ـ والعياذ بالله ـ لأنه يؤلم صاحبه ويعذبه ، و (( العظيم )) هو الشيء المستعظم في كيفيته وفي كميته، في كيفيته وكميته لأن عذابهم ـ نسأل الله العافية ـ شديد ، متنوع وإلا غير متنوع ؟ متنوع ، (( يسقون من ماء حميم )) ـ والعياذ بالله ـ إلى برودة ، المهم إنها متنوعة، كذلك أيضا عظيم في دوامه مستمر أبدي ـ نسأل الله العافية ـ.
شبه بكاف و بها التعليل قد يعنى وزائدا لتوكيد ورد
واستعمل اسما
فالكاف هنا اسم بمعنى مثل وهي خبر (( تكونوا )) أو خبر (( كالذين تفرقوا )) أتى بها بعد قوله : (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) لأن الأمة إذا تركت هذا فلابد أن تتبرأ ، إذا تركت الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلابد أن تتفرق ، لأنه لا يكون لهم في هذه الحال كلمة جامعة كل واحد يعمل على كيفه لأنه ما يدعى إلى الخير ، والنفوس لها نزاعات ، لها نزاعات متباينة مختلفة ، وكذلك إذا لم يكن أمر بمعروف ولا نهي عن منكر تفرق الناس ولابد ، لأن هذا يريد الزنا وهذا يشرب الخمر وهذا سرقة وهذا يريد أشياء غير الأولى ، فيحصل التفرق ، فإذا أمروا بالمعروف صاروا كلهم على المعروف وإذا نهوا عن المنكر صاروا كلهم على ترك المنكر . قال: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) مثل من ؟ (( وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة )) إذا أول ما نمثل بهم أهل الكتاب اليهود والنصارى اختلفوا اختلافا عظيما من بعد ما جاءتهم البينات فنهانا الله تعالى أن نكونوا مثلهم ولا تكونوا مثلهم ، في أي شيء؟ ننظر للوصف الذي نهينا أن نكون مثلهم فيه وهو التفرق والاختلاف ، إذا من بعد ما جاءتهم البينات ، إذا نهينا عن ذلك فهو أمر بضده، إذا نهينا عن التفرق والاختلاف فهو أمر بالاجتماع والائتلاف ، بالاجتماع ضد التفرق والائتلاف ضد الاختلاف ، كأن الله يقول: اجتمعوا وائتلفوا ولا يكون فيكم افتراق ولا اختلاف فتكونوا مثل اليهود والنصارى . قال تعالى: (( وأولئك لهم عذاب عظيم )) وأولئك ، اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، تفرقوا واختلفوا ، تفرقوا في أبدانهم ولم يجتمعوا وصاروا أحزابا واختلفوا في قلوبهم وفي مناهجهم فصار لكل حزب منهج معين يفرح به ولا يتزحزح عنه ويرى أن من سواء على ضلالة . قال: (( وأولئك لهم عذاب عظيم )) (( أولئك )) أشار إليهم بصيغة البعد لأن أولاء اسم إشارة للبعيد ، وذلك لانحطاط مرتبتهم يعني كأنهم لانحطاط مرتبتهم نزلهم المتكلم منزلة من البعيد منه ، لأنه يتبرأ منهم ومن أعمالهم ، (( لهم عذاب عظيم )) (( لهم عذاب )) العذاب هو العقوبة ـ والعياذ بالله ـ لأنه يؤلم صاحبه ويعذبه ، و (( العظيم )) هو الشيء المستعظم في كيفيته وفي كميته، في كيفيته وكميته لأن عذابهم ـ نسأل الله العافية ـ شديد ، متنوع وإلا غير متنوع ؟ متنوع ، (( يسقون من ماء حميم )) ـ والعياذ بالله ـ إلى برودة ، المهم إنها متنوعة، كذلك أيضا عظيم في دوامه مستمر أبدي ـ نسأل الله العافية ـ.
2 - تفسير الآية : (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولآئك لهم عذاب عظيم )) أستمع حفظ
فوائد الآية : (( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون )) .
في هذه الآيات بل في هاتين الآيتين فوائد، في الأولى : وجوب الدعوة إلى الخير ، تؤخذ من أي شيء ؟ من لام الأمر (( ولتكن )) والأصل في الأمر الوجوب . ومن فوائدها: أن ذلك على الكفاية ، لقوله : (( منكم )) وهذا على القول بأن من للتبعيض ، أما إذا قيل: إن من لبيان الجنس فإنه يدل على أنه يجب على الأمة كلها أن تكون أمة داعية إلى الخير بمعنى أنه لا ينتظر بعضهم بعضا هل يأمر أو لا يأمر، بل كلهم يكونون مستعدين لذلك كلهم دعاة ، فمثلا إذا قيل لشخص قم فادع إلى الخير ، قال والله فيه فلان يدعوا إلى الخير فيه كفاية ، هذا لا ينبغي ، كل ينبغي أن يدعوا إلى الخير ما استطاع ، لأن الله قال: (( ولتكن منكم أمة )) تكون أمة بمجموعها تدعوا إلى الخير . ومن فوائد الآية الكريمة: ملاحظة الإخلاص، لقوله : (( يدعون إلى الخير )) لا إلى أنفسهم لأن بعض الناس يدعوا إلى نسفه وبعض الناس يدعوا إلى الخير ، وعلامة الداعي إلى نفسه أنه لا يريد من الناس أن يخالفه ولو كان على خطأ، لا يريد من الناس أن يخالفه ولو كان على خطأ ، وهذا لاشك أنه داع إلى نفسه ، ثانيا من علامة ذلك أنه يكره أن يقوم غيره بذلك أي بالدعوة إلى الخير، يريد أن يستبد به من بين سائر الناس ، هذا أيضا داع إلى نفسه ليصرف وجوه الناس إليه ـ نسأل الله الحماية والعافية ـ، أما إذا كان يود أن يقوم هو بالأمر لينال الأجر لا ليحرم غيره أو ليصرف الناس إلى نفسه فهذا ليس عليه شيء، لأنه كل واحد يحب أن يكون داعية للخير . ومن فوائد هذه الآية: أن اتباع الخير في كل شيء مطلوب للشرع ، والخير قسمان : خير بنفسه ، وخير لغيره ، يعني خير يكون وسيلة لغيره ، فمثلا لو أنك سألت شخصا عن الماجريات اليومية من أجل إدخال السرور عليه وإلا أنت ما تستفيد من هذا ، فهل هذا من الخير ؟ أسألكم هل من الخير أو لا ؟
الطالب : نعم ،
الشيخ : طيب لنفسه أو لغيره ؟ لغيره ، لأني أنا لا أستفيد من هذا وهو ربما لا يستفيد ، لكن أريد أن أدخل السرور عليه، ومن ثم صار الناس يتساءلون هل يسن للإنسان أن يتحدث على الأكل أو لا يسن ؟ نقول ينظر ، إن كان الإنسان يتحدث ليشغلهم عن الأكل فهذا حسن وإلا غير حسن؟ هذا غير حسن، خلوهم يأكلون ، وإن كان يتحدث من أجل أن يشحد نفوسهم على الأكل حتى ينبسطوا ويستأنسوا ويأكلوا فهذا خير وإلا ما هو بخير ؟ خير لغيره بشرط أن يكون الأكل بالقدر الشرعي ، القدر الشرعي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفثه ) ، طيب على كل حال أنا قصدي أن الخير لغيره يختلف . طيب لو أراد الإنسان أن يتوصل إلى خير بشر يعني معناه أنه يصانع إنسانا بمعصية يقول لا ليهتدي ، لعله يهتدي مثل أن يبدأ يغتاب زيدا أو عمروا ليتقرب إلى هذا الرجل، فهل هذا جائز ؟ لا ليس بجائز ، لا يمكن أن يكون الدعوة إلى الخير بوسيلة محرمة إطلاقا لأن الوسيلة المحرمة خبث في ذاتها كيف تكون وسيلة إلى خير، لكن إذا كان من المباح صار خيرا لغيره وإن كان هو بنفسه أيضا خيرا صار خيرا على خير . ومن فوائد هذه الآية : وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقوله: (( ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) ، ولكن هل هو فرض كفاية أو فرض عين ؟ ينبني على الخلاف في من هل هي للتبعيضية أو لا، ولكن لاشك أننا إذا رأينا منكرا وجب علينا أن ننكر أن ننهى عنه ، لكن لا يجب على كل واحد أن ينهى عن منكر معين مثل لو أن شخصا اغتاب عندنا ونحن عشرة هل نقول : كلنا نأمر بالمعروف وننهى عنه ؟ أو إذا نهى واحد وحصلت به الكفاية كفى ؟ إذا نهى واحد وحصلت به الكفاية كفى ، لكن لو أنه نهاه ولم ينته وجب على الآخرين أن يكونوا معه ، وهذا عكس ما يفعله الآن بعض الناس ـ نسأل الله العافية ـ إذا نهى الناهي عن المنكر قاموا ضده، قاموا ضده، هؤلاء يخشى عليهم أن تطبع الله على قلوبهم لأنهم خذلوا من يجب نصره وهذا خطر عظيم جدا . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لابد من العلم يعني الحث على العلم، الحث على العلم كيف ذلك؟ لأنه لا يمكن أن يدعوا إلى الخير من لا يعلم الخير، ولا يمكن أن يأمر بالمعروف من لا يعرف المعروف ولا يمكن أن ينهى عن المنكر من لا يعرف المنكر، فلابد من العلم، فيستفاد من هذه الآية الكريمة: الحث على العلم لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
الطالب : نعم ،
الشيخ : طيب لنفسه أو لغيره ؟ لغيره ، لأني أنا لا أستفيد من هذا وهو ربما لا يستفيد ، لكن أريد أن أدخل السرور عليه، ومن ثم صار الناس يتساءلون هل يسن للإنسان أن يتحدث على الأكل أو لا يسن ؟ نقول ينظر ، إن كان الإنسان يتحدث ليشغلهم عن الأكل فهذا حسن وإلا غير حسن؟ هذا غير حسن، خلوهم يأكلون ، وإن كان يتحدث من أجل أن يشحد نفوسهم على الأكل حتى ينبسطوا ويستأنسوا ويأكلوا فهذا خير وإلا ما هو بخير ؟ خير لغيره بشرط أن يكون الأكل بالقدر الشرعي ، القدر الشرعي بينه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: ( حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفثه ) ، طيب على كل حال أنا قصدي أن الخير لغيره يختلف . طيب لو أراد الإنسان أن يتوصل إلى خير بشر يعني معناه أنه يصانع إنسانا بمعصية يقول لا ليهتدي ، لعله يهتدي مثل أن يبدأ يغتاب زيدا أو عمروا ليتقرب إلى هذا الرجل، فهل هذا جائز ؟ لا ليس بجائز ، لا يمكن أن يكون الدعوة إلى الخير بوسيلة محرمة إطلاقا لأن الوسيلة المحرمة خبث في ذاتها كيف تكون وسيلة إلى خير، لكن إذا كان من المباح صار خيرا لغيره وإن كان هو بنفسه أيضا خيرا صار خيرا على خير . ومن فوائد هذه الآية : وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لقوله: (( ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )) ، ولكن هل هو فرض كفاية أو فرض عين ؟ ينبني على الخلاف في من هل هي للتبعيضية أو لا، ولكن لاشك أننا إذا رأينا منكرا وجب علينا أن ننكر أن ننهى عنه ، لكن لا يجب على كل واحد أن ينهى عن منكر معين مثل لو أن شخصا اغتاب عندنا ونحن عشرة هل نقول : كلنا نأمر بالمعروف وننهى عنه ؟ أو إذا نهى واحد وحصلت به الكفاية كفى ؟ إذا نهى واحد وحصلت به الكفاية كفى ، لكن لو أنه نهاه ولم ينته وجب على الآخرين أن يكونوا معه ، وهذا عكس ما يفعله الآن بعض الناس ـ نسأل الله العافية ـ إذا نهى الناهي عن المنكر قاموا ضده، قاموا ضده، هؤلاء يخشى عليهم أن تطبع الله على قلوبهم لأنهم خذلوا من يجب نصره وهذا خطر عظيم جدا . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لابد من العلم يعني الحث على العلم، الحث على العلم كيف ذلك؟ لأنه لا يمكن أن يدعوا إلى الخير من لا يعلم الخير، ولا يمكن أن يأمر بالمعروف من لا يعرف المعروف ولا يمكن أن ينهى عن المنكر من لا يعرف المنكر، فلابد من العلم، فيستفاد من هذه الآية الكريمة: الحث على العلم لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
3 - فوائد الآية : (( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك هم المفلحون )) . أستمع حفظ
شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يشترط فيه، أولا العلم بالشرع والعلم بالحال، يعني العلم بالشرع وبالحال ، العلم بالشرع بأن أعرف أن هذا مما أمر الله به حتى آمر به ، أما إذا كنت لا أدري هل هو مأمور به أو لا فلا يحل لي أن آمر به ، لأن الله يقول : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) ، ويقول الله عز وجل: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا )) . العلم بالحال بأن أعلم بأن هذا الرجل ترك المعروف أو فعل المنكر، أما أن آمره بالمعروف وأنا لا أدري هل هو فعله أو لا فهذا لا يجوز لأن هذا من قفو ما ليس لي به علم ، وكذلك لو نهيته عن منكر وأنا لا أدري هل هو ارتكب المنكر أو لا، فإن ذلك لا يجوز لأنه من قفو ما ليس به علم ، مثال ذلك : دخل رجل المسجد فجلس وأنا ما رأيته من حين دخل فهل أقول له : قم فصل ركعتين أو أسأله هل صلى أو لم يصل ؟
الطالب : الثاني ،
الشيخ : الثاني لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فدخل رجل فجلس فقال: أصليت ؟ قال: لا، قال: ( قم فصل ) ولم يأمره فيقول: قم صل لأيش تجلس، هذا أمر بمعروف، والنهي عن المنكر وجدت شخصا يمشي وإلى جانبه امرأة ، قلت يا أخي اتق الله كيف تمشي مع المرأة ، ويش تقولون في هذا ؟ هذا لا يجوز ، لأنه من الممكن أن هذه المرأة من محارمه ، فكيف تنهى عن شيء على أنه منكر وأنت لا تعلم أنه منكر ، إذا لابد من العلم بالحال ، حال المأمور وحال المنهي ، كما أنه لابد من العلم بأيش ؟ بالشرع ، أن أعلم بأن هذا من المعروف الذي أمر به الشرع أو من المنكر الذي نهى عنه الشرع ، هذان شرطان وإن شاء الله يأتي بقية الشروط .
الطالب : الثاني ،
الشيخ : الثاني لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخطب يوم الجمعة فدخل رجل فجلس فقال: أصليت ؟ قال: لا، قال: ( قم فصل ) ولم يأمره فيقول: قم صل لأيش تجلس، هذا أمر بمعروف، والنهي عن المنكر وجدت شخصا يمشي وإلى جانبه امرأة ، قلت يا أخي اتق الله كيف تمشي مع المرأة ، ويش تقولون في هذا ؟ هذا لا يجوز ، لأنه من الممكن أن هذه المرأة من محارمه ، فكيف تنهى عن شيء على أنه منكر وأنت لا تعلم أنه منكر ، إذا لابد من العلم بالحال ، حال المأمور وحال المنهي ، كما أنه لابد من العلم بأيش ؟ بالشرع ، أن أعلم بأن هذا من المعروف الذي أمر به الشرع أو من المنكر الذي نهى عنه الشرع ، هذان شرطان وإن شاء الله يأتي بقية الشروط .
في قوله : (( ولتكن منكم أمةٌ )) قلنا أن من هي للتبعيض أو للجنس فما هو ضابط الجنسية.؟
السائل : في قوله تعالى: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ... )) قلنا إن من هي للتبعيض أو للجنس هو ضابط الجنسية ؟
الشيخ : نعم ، ضابطها أن تكون مبينة، مبينة لجنس هذا الشيء .
الشيخ : لا لا، ما هو لازم ، إذا قلت مثلا: الإنسان من تراب ، هذه من جنس ، من تراب يعني بعض التراب ما هو كل التراب هذه مثله، منكم يحتمل أن يكون وليكن بعضكم أو المعنى ولتكون أمتكم هذه الأمة .
الشيخ : نعم ، ضابطها أن تكون مبينة، مبينة لجنس هذا الشيء .
الشيخ : لا لا، ما هو لازم ، إذا قلت مثلا: الإنسان من تراب ، هذه من جنس ، من تراب يعني بعض التراب ما هو كل التراب هذه مثله، منكم يحتمل أن يكون وليكن بعضكم أو المعنى ولتكون أمتكم هذه الأمة .
في قوله :(( من بعد ما جاءهم البينات )) لماذا لم يقل جاءتهم.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك ، قول الله عز وجل: ((من بعد ما جاءهم البينات )) ولم يقل : جاءتهم البينات ؟
الشيخ : اللغة العربية في مثل هذا التركيب تجيز هذا وهذا ، ولهذا جاءت الآية في موضع آخر: (( من بعد ما جاءتهم البينات )) فهذه جائز في اللغة العربية .
الشيخ : اللغة العربية في مثل هذا التركيب تجيز هذا وهذا ، ولهذا جاءت الآية في موضع آخر: (( من بعد ما جاءتهم البينات )) فهذه جائز في اللغة العربية .
هل لمن أراد أن ينهى عن حلق اللحية أن يحلق لحيته حتى يكون أدعى للقبول.؟
السائل : شيخ الناس جالسين كلهم حالقين لحيتهم وواحد طبعا عنده لحية وهو يريد أن يحلق لحيته ويمشي معهم أن ينصحهم في الأمور ؟
الشيخ : يعني يريد يحلق لحيته عشان يحبونه ؟
السائل : لا عشان ينكر أمور المحرمة ؟
الشيخ : ما يمكن ينكر عليهم حلق اللحية حتى يحلق لحيته ؟ ما يصير هذا ما يجوز .
السائل : شيخ هل يجوز الجلوس مع حالقين اللحية أو ما يجوز ؟
الشيخ : أيش ؟
السائل : حالقين اللحية يقول كيف يجلس معهم . . ؟
الشيخ : لا لا، يقول يريد أن ينهاهم عن حلق اللحية لكن يقول ما يقدر ينهاهم حتى يحلق لحيته، عشان يقول افعلوا ما تركته أنا ؟
السائل : لا، يفعلون مثلا يسمعون الأغاني ويسمعون أشياء ،
الشيخ : لا لا ما يصح أبدا، أنا لا أرى الدعوة بالمحرم إطلاقا أبدا .
الشيخ : نعم أحمد ؟
السائل : بنسبة لقوله تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ))
ما وصلنا فوائد هذه الآية ، نعم يا فهد ؟
الشيخ : يعني يريد يحلق لحيته عشان يحبونه ؟
السائل : لا عشان ينكر أمور المحرمة ؟
الشيخ : ما يمكن ينكر عليهم حلق اللحية حتى يحلق لحيته ؟ ما يصير هذا ما يجوز .
السائل : شيخ هل يجوز الجلوس مع حالقين اللحية أو ما يجوز ؟
الشيخ : أيش ؟
السائل : حالقين اللحية يقول كيف يجلس معهم . . ؟
الشيخ : لا لا، يقول يريد أن ينهاهم عن حلق اللحية لكن يقول ما يقدر ينهاهم حتى يحلق لحيته، عشان يقول افعلوا ما تركته أنا ؟
السائل : لا، يفعلون مثلا يسمعون الأغاني ويسمعون أشياء ،
الشيخ : لا لا ما يصح أبدا، أنا لا أرى الدعوة بالمحرم إطلاقا أبدا .
الشيخ : نعم أحمد ؟
السائل : بنسبة لقوله تعالى: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا ))
ما وصلنا فوائد هذه الآية ، نعم يا فهد ؟
هل مقولة: يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه صحيحة.؟
السائل : شيخ هل مقولة: يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا فيه هل لهذه الجملة أصلا ؟
الشيخ : هذا غلط، هذه غلط في الجملتين جميعا ، أما الجملة الأولى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فهي كقول بعض الفقهاء: لا إنكار في مسائل الاجتهاد ، لأن هذه العبارة معروفة عند الفقهاء، لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وهذا على إطلاقه ليس بصحيح ، فما اختلفنا فيه إن كان الحق لم يتبين فيه تبينا لا يعذر فيه المخالف فهنا نعم نعذرك لأنه له رأي ولنا رأي ، أما إذا كان الحق واضحا فإن من خالفنا لا نعذرهم في ذلك ، فهي على إطلاقها غير صحيحة .
وأما الثانية وهي قوله : يعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا هذا غير صحيح أيضا لأننا لو اتفقنا على باطل ما حل أن يعين بعضنا بعضا ، لو وجب أن يعين بعضنا بعضا عن هذا الباطل فهو أيضا على إطلاقه لا يصح ، لكن لعل الذي قاله يقصد ما ليس بباطل ولا يخالف الشريعة ، لكن الجملة الأولى دخل فيها أناس عندهم انحراف في العقيدة وفي المنهج لكن الإسلام يسعهم وقالوا نحن يجب أن نستظل بظل الإسلام وإن اختلفتم ولذا تجدهم يدخلون في حزبهم ، يدخلون الفاسق ، خالق اللحية ، شارب الدخان ، المتهاون بالصلاة ، وما أشبه ذلك وهذه مشكلة ، هذه مشكلة يعني هذا خطأ والطريق الشديد خطأ الذي يريد من الناس أن يكونوا صلحاء في كل دقيق وجليل وإلا فليسوا إخوانا لنا ، هذا أيضا خطأ .
الشيخ : هذا غلط، هذه غلط في الجملتين جميعا ، أما الجملة الأولى يعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه فهي كقول بعض الفقهاء: لا إنكار في مسائل الاجتهاد ، لأن هذه العبارة معروفة عند الفقهاء، لا إنكار في مسائل الاجتهاد، وهذا على إطلاقه ليس بصحيح ، فما اختلفنا فيه إن كان الحق لم يتبين فيه تبينا لا يعذر فيه المخالف فهنا نعم نعذرك لأنه له رأي ولنا رأي ، أما إذا كان الحق واضحا فإن من خالفنا لا نعذرهم في ذلك ، فهي على إطلاقها غير صحيحة .
وأما الثانية وهي قوله : يعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا هذا غير صحيح أيضا لأننا لو اتفقنا على باطل ما حل أن يعين بعضنا بعضا ، لو وجب أن يعين بعضنا بعضا عن هذا الباطل فهو أيضا على إطلاقه لا يصح ، لكن لعل الذي قاله يقصد ما ليس بباطل ولا يخالف الشريعة ، لكن الجملة الأولى دخل فيها أناس عندهم انحراف في العقيدة وفي المنهج لكن الإسلام يسعهم وقالوا نحن يجب أن نستظل بظل الإسلام وإن اختلفتم ولذا تجدهم يدخلون في حزبهم ، يدخلون الفاسق ، خالق اللحية ، شارب الدخان ، المتهاون بالصلاة ، وما أشبه ذلك وهذه مشكلة ، هذه مشكلة يعني هذا خطأ والطريق الشديد خطأ الذي يريد من الناس أن يكونوا صلحاء في كل دقيق وجليل وإلا فليسوا إخوانا لنا ، هذا أيضا خطأ .
هل الجلوس مع من يشرب الدخان من أجل الدعوة مشروعة.؟
السائل : قلنا إن الدعوة ما تكون إلا بمحرم ،
الشيخ : ما تكون بمحرم ،
السائل : ما تكون بمحرم نعم لكن الإنسان قد يضطر أن يجلس مع جماعة يشربون الدخان أو يسمعون المعازف حتى يتكلم معهم لأنه ما يمكن يجدهم إلا في هذه الأماكن ؟
الشيخ : لا لا، هذا ما يشرب الدخان، هذا لو قال: يا جماعة السلام عليكم ورحمة الله وجلس وقال يا فلان أعطني سجارة وقال لا تشربوا الدخان، هذا ما يصلح لكن جلس لدعوتهم هو جلس لدعوتهم ، الرسول كان يأتي المشركين في أماكنهم ويدعوهم ولا يمكن الدعوة إلا بهذا ، أنا جائي لأدعوهم كالطبيب يشق الجلد لأجل إزالة ما تحته من الأذى ، ما في بحاجة أبدا إذا صار جاء يريد دعوهم بحيث أنه ما هو بلازم ما يجدهم إلا في هذا المكان.
الشيخ : ما تكون بمحرم ،
السائل : ما تكون بمحرم نعم لكن الإنسان قد يضطر أن يجلس مع جماعة يشربون الدخان أو يسمعون المعازف حتى يتكلم معهم لأنه ما يمكن يجدهم إلا في هذه الأماكن ؟
الشيخ : لا لا، هذا ما يشرب الدخان، هذا لو قال: يا جماعة السلام عليكم ورحمة الله وجلس وقال يا فلان أعطني سجارة وقال لا تشربوا الدخان، هذا ما يصلح لكن جلس لدعوتهم هو جلس لدعوتهم ، الرسول كان يأتي المشركين في أماكنهم ويدعوهم ولا يمكن الدعوة إلا بهذا ، أنا جائي لأدعوهم كالطبيب يشق الجلد لأجل إزالة ما تحته من الأذى ، ما في بحاجة أبدا إذا صار جاء يريد دعوهم بحيث أنه ما هو بلازم ما يجدهم إلا في هذا المكان.
هل يستمر في دعوة أهل المعاصي مع عدم استجابتهم.؟
السائل : بعض الناس إذا ندعوهم مثلا تارك الصلاة وإذا نستمر في الدعوة قد يخالفنا ؟
الشيخ : يعني مع تكرار الدعوة قد يكون يمل مثلا ويشرد ؟ أي نعم ، على كل حال (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) أن تنزل الحكمة أحيانا بعض الأحيان يكون الإنسان غضبانا عنده مؤثرات خارجية ما يتحمل أن يقبل منك ولا كلام وأحيانا يكون راضي ومنبسط تقدر تضرب له الأمثلة حتى يهديه الله، ولهذا يختلف بعض الناس مثلا إذا وافق الشخص ولا عامله معاملة اللائق به نفر منه ، ما يدري لعل هذا الرجل عنده مؤثرات خارجية ما تدري عنها ، ويضيق صدره ولا يحب أن يكلم الناس فمثل هذه الأمور ما ينبغي للإنسان أن يحكم على شخص بمجرد دعاه ونفر، قد يكون هناك أسباب، اصبر انظر الوقت الذي تراه مستأنس فيه وادعه إلى الحق .
الشيخ : يعني مع تكرار الدعوة قد يكون يمل مثلا ويشرد ؟ أي نعم ، على كل حال (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) أن تنزل الحكمة أحيانا بعض الأحيان يكون الإنسان غضبانا عنده مؤثرات خارجية ما يتحمل أن يقبل منك ولا كلام وأحيانا يكون راضي ومنبسط تقدر تضرب له الأمثلة حتى يهديه الله، ولهذا يختلف بعض الناس مثلا إذا وافق الشخص ولا عامله معاملة اللائق به نفر منه ، ما يدري لعل هذا الرجل عنده مؤثرات خارجية ما تدري عنها ، ويضيق صدره ولا يحب أن يكلم الناس فمثل هذه الأمور ما ينبغي للإنسان أن يحكم على شخص بمجرد دعاه ونفر، قد يكون هناك أسباب، اصبر انظر الوقت الذي تراه مستأنس فيه وادعه إلى الحق .
أيهما أولى دعوة العاصين في هذه البلاد أو دعوة الكفار في الخارج.؟
السائل : شيخ أيهما أولى دعوة العاصين في البلاد ودعوة الكفار في الخارج ؟
الشيخ : قال الله عز وجل: (( وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) الواجب أنك تدعوا وتصلح الأحوال التي عندك ثم بعد ذلك تحاول في الخارج ، لكن إذا كان في الداخل من يقوم بالدعوة وأردت أن تخرج إلى الخارج هذا طيب ما فيه مانع .
الشيخ : قال الله عز وجل: (( وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين )) الواجب أنك تدعوا وتصلح الأحوال التي عندك ثم بعد ذلك تحاول في الخارج ، لكن إذا كان في الداخل من يقوم بالدعوة وأردت أن تخرج إلى الخارج هذا طيب ما فيه مانع .
مناقشة حول الآية : (( ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ... )) .
قال الله عز وجل: (( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ... ))
اللام في قوله: (( ولتكن )) ؟
الطالب : لام الأمر
الشيخ : لام الأمر ، ما الذي يدلك على أنها للأمر ؟
الطالب : أنها جزمت فعل المضارع ،
الشيخ : أحسنت .
الشيخ : قوله: (( أمة )) عليان ؟
الطالب : طائفة
الشيخ : طائفة .
ذكرنا ترد الأمة في القرآن على عدة أوجه ؟
الشيخ : هذا وجه ، تأتي بمعنى الزمن ، مثل ؟ مثل قوله تعالى: (( وادكر بعد أمة )) ، تأتي بمعنى إمام مثل: (( إن إبراهيم كان أمة )) ، بمعنى الدين كقوله: (( إنا وجدنا آبائنا على أمة )) يعني على ملة ودين ، ورابع طائفة كما في هذه الآية ، أي نعم طائفة ، وإمام ، وزمن ، وملة .
قوله: (( يدعون إلى الخير )) المراد بالخير يا محمد ؟ المراد بالخير ؟ نعم .
الطالب : هوا لدين، يدعون إلى الدين ،
الشيخ : إلى الدين فقط ؟
الطالب : كل الخير سواء خير الدين أو خير الدنيا.
قوله: (( يأمرون بالمعروف )) ما هو المعروف ؟
الطالب : ما حضرت في الدرس الماضي.
الطالب : ما وافق الشرع ،
الشيخ : أيش؟
الطالب : ما وافق الشرع ،
الشيخ : أنت ذكرت قيل، قيل ما وافق ؟ كل ما جاء به الشرع ، ما عرفه الشرع وأقره نعم .
الشيخ : المنكر ؟
الطالب : المنكر ما أنكره الشرع ،
الشيخ : نعم كل ما أنكره الشرع وزجر عنه ونهى عنه فهو منكر .
قوله: (( وأولئك هم المفلحون )) يا فهد هم هنا أعرابها ؟
الطالب : لا محل له من الإعراب ،
الشيخ : وما فائدته ؟
الطالب : فائدته هو للتنبيه السامع ،
الشيخ : لا،
الطالب : فائدته ليفصل بين الصفة والخبر،
الشيخ : الفصل بين الصفة والخبر يعني التمييز بين الصفة والخبر طيب هذا واحد، فهد ؟
الطالب : التوكيد والحصر،
الشيخ : التوكيد والحصر والتمييز بين الصفة والخبر، نعم بارك الله فيك .
الشيخ : من المفلح ؟
الطالب : المفلح هو الذي حصل خير الدنيا والآخرة، هو الذي نجى في المطلوب ،
الشيخ : الذي فاز في المطلوب ونجا من المرهوب أحسنت.
الشيخ : قوله: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) ما علاقة هذه الآية بما قبلها يا عبد الله ؟
الطالب : ما كنت حاضرا؟
الطالب : أنه إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفرقوا ، تفرقوا ؟
الشيخ : نعم، أحسنت.
الشيخ : ما وجه ذلك ؟
الطالب : أنهم عندما أمرهم بأن . .
الشيخ : لا ما وجه كونهم إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفرقوا ؟
الطالب : لم يقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
الشيخ : إي نعم لكن كيف تخذل أيش تخذل ؟
الطالب : يقلوا كل يعمل بهواه ،
الشيخ : أي نعم كل يعمل بهواه وحينئذ ولابد أن يتفرقوا .
الشيخ : قوله: (( من بعد ما جاءهم البينات )) يا حجاج ما هي البينات ؟
الطالب : البينات هي التوراة بالنسبة لليهود والإنجيل بالنسبة للنصارى ، آيات البينات ؟ جاءهم الآيات البينات أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتفرقوا ،
الشيخ : جاءهم البينات على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الشيخ : أظن أخذنا الفوائد ؟ ما كملناها ؟ ست فوائد نعم ما هي ؟
الشيخ : الحث على العلم لأنه لابد أن يكون الآمر والناهي عالما وهذا اعني العلم نبدأ الآن بالشروط .
اللام في قوله: (( ولتكن )) ؟
الطالب : لام الأمر
الشيخ : لام الأمر ، ما الذي يدلك على أنها للأمر ؟
الطالب : أنها جزمت فعل المضارع ،
الشيخ : أحسنت .
الشيخ : قوله: (( أمة )) عليان ؟
الطالب : طائفة
الشيخ : طائفة .
ذكرنا ترد الأمة في القرآن على عدة أوجه ؟
الشيخ : هذا وجه ، تأتي بمعنى الزمن ، مثل ؟ مثل قوله تعالى: (( وادكر بعد أمة )) ، تأتي بمعنى إمام مثل: (( إن إبراهيم كان أمة )) ، بمعنى الدين كقوله: (( إنا وجدنا آبائنا على أمة )) يعني على ملة ودين ، ورابع طائفة كما في هذه الآية ، أي نعم طائفة ، وإمام ، وزمن ، وملة .
قوله: (( يدعون إلى الخير )) المراد بالخير يا محمد ؟ المراد بالخير ؟ نعم .
الطالب : هوا لدين، يدعون إلى الدين ،
الشيخ : إلى الدين فقط ؟
الطالب : كل الخير سواء خير الدين أو خير الدنيا.
قوله: (( يأمرون بالمعروف )) ما هو المعروف ؟
الطالب : ما حضرت في الدرس الماضي.
الطالب : ما وافق الشرع ،
الشيخ : أيش؟
الطالب : ما وافق الشرع ،
الشيخ : أنت ذكرت قيل، قيل ما وافق ؟ كل ما جاء به الشرع ، ما عرفه الشرع وأقره نعم .
الشيخ : المنكر ؟
الطالب : المنكر ما أنكره الشرع ،
الشيخ : نعم كل ما أنكره الشرع وزجر عنه ونهى عنه فهو منكر .
قوله: (( وأولئك هم المفلحون )) يا فهد هم هنا أعرابها ؟
الطالب : لا محل له من الإعراب ،
الشيخ : وما فائدته ؟
الطالب : فائدته هو للتنبيه السامع ،
الشيخ : لا،
الطالب : فائدته ليفصل بين الصفة والخبر،
الشيخ : الفصل بين الصفة والخبر يعني التمييز بين الصفة والخبر طيب هذا واحد، فهد ؟
الطالب : التوكيد والحصر،
الشيخ : التوكيد والحصر والتمييز بين الصفة والخبر، نعم بارك الله فيك .
الشيخ : من المفلح ؟
الطالب : المفلح هو الذي حصل خير الدنيا والآخرة، هو الذي نجى في المطلوب ،
الشيخ : الذي فاز في المطلوب ونجا من المرهوب أحسنت.
الشيخ : قوله: (( ولا تكونوا كالذين تفرقوا )) ما علاقة هذه الآية بما قبلها يا عبد الله ؟
الطالب : ما كنت حاضرا؟
الطالب : أنه إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفرقوا ، تفرقوا ؟
الشيخ : نعم، أحسنت.
الشيخ : ما وجه ذلك ؟
الطالب : أنهم عندما أمرهم بأن . .
الشيخ : لا ما وجه كونهم إذا تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تفرقوا ؟
الطالب : لم يقام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
الشيخ : إي نعم لكن كيف تخذل أيش تخذل ؟
الطالب : يقلوا كل يعمل بهواه ،
الشيخ : أي نعم كل يعمل بهواه وحينئذ ولابد أن يتفرقوا .
الشيخ : قوله: (( من بعد ما جاءهم البينات )) يا حجاج ما هي البينات ؟
الطالب : البينات هي التوراة بالنسبة لليهود والإنجيل بالنسبة للنصارى ، آيات البينات ؟ جاءهم الآيات البينات أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتفرقوا ،
الشيخ : جاءهم البينات على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الشيخ : أظن أخذنا الفوائد ؟ ما كملناها ؟ ست فوائد نعم ما هي ؟
الشيخ : الحث على العلم لأنه لابد أن يكون الآمر والناهي عالما وهذا اعني العلم نبدأ الآن بالشروط .
تتمة شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهذا أعني العلم بالمنكر أو بالمعروف أحد شروط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لابد من الحث على العلم حتى الدعوة على الخير تدل على الحث على العلم لأن من لا يعلم الخير كيف يدعوا إليه . إذا ففي الآية حث على العلم في الأمور الثلاثة: في الدعوة إلى الخير، وفي الأمر بالمعروف، وفي النهي عن المنكر. النهي عن المنكر يشترط فيه شروط، أولا: العلم، وهذا مأخوذ من أنه لا يمكن أن يأمر بمعروف أن ينهى عن منكر إلا حيث علم أنه معروف وأنه منكر ، طيب العلم بماذا ؟ العلم أولا بأن هذا معروف وهذا منكر هذه واحدة ، ثاني: العلم بحال الفاعل أي أنه فعل منكرا أو ترك معروفا ليس مجرد على أن الإنسان على منكر ينكر عليه حتى نستفصل ولا أن نراه تاركا لمأمور حتى نستفصل ، فلو رأينا شخصا يأكل الميتة لا ننكر عليه حتى نسأل لماذا تأكل الميتة قد يكون إنه مضطر، قد يكون إنه مضطر وحينئذ يكون أكل الميتة في حقه حلالا ، كذلك لو رأينا أحدا يصلي الفريضة جالسا لا ننكر عليه لتركه القيام حتى نسأل ربما يكون عاجزا ، إذا لابد من العلم بحال
اضيفت في - 2006-04-10