تفسير سورة آل عمران-39b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة فوائد الآية : (( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميعٌ عليمٌ )) .
الشيخ : ومن فوائدها: أنه ينبغي للقائد أن يبوأ أمكنة المقاتلين، ويعرف كل واحد مكانه وعمله حتى لا يحصل ازدواج يضر بالجيش، كل واحد يتربه على حسب ما يليق به، ويقول اجلس مكانك وهذا عملك واستمر عليه، لأن في النظام ولاسيما في مثل هذه المواقف فائدة كبيرة، النظام مطلوب حتى في أعماك اليومية في نفسك، فكيف بمثل هذه الأعمال الكبيرة .
ومن فوائدها: شهادة الله سبحانه وتعالى للذين خرجوا في أحد بأنهم مؤمنون، لقوله: (( تبوء المؤمنين مقاعد للقتال )) لأن المنافقين انخزلوا قبل أن يصلوا إلى مكان القتال، فقد رجعوا من أثناء السير .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله وهما: السميع والعليم، فالسميع يتعلق بالأصوات، والعليم يتعلق بما هو أعم بما يدرك بالسمع وما يدرك بالبصر وغير ذلك، فالعليم هو من أوسع الأسماء دلالة .
ومن فوائدها: شهادة الله سبحانه وتعالى للذين خرجوا في أحد بأنهم مؤمنون، لقوله: (( تبوء المؤمنين مقاعد للقتال )) لأن المنافقين انخزلوا قبل أن يصلوا إلى مكان القتال، فقد رجعوا من أثناء السير .
ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله وهما: السميع والعليم، فالسميع يتعلق بالأصوات، والعليم يتعلق بما هو أعم بما يدرك بالسمع وما يدرك بالبصر وغير ذلك، فالعليم هو من أوسع الأسماء دلالة .
1 - تتمة فوائد الآية : (( وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميعٌ عليمٌ )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( إذ همت طآئفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) .
الشيخ : ثم قال الله عزوجل: (( إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) في هذه الآية دليل على أن طائفتين من المؤمنين همتا بالفشل ولكن الله ثبتهما، همتا بالفشل أن يرجعا كما رجع المنافقون .
ومن فوائدها: أن الدعاية ولو كانت باطلة ربما تؤثر حتى على المؤمن .
ومن فوائدها: أن الله سبحانه وتعالى قد يلطف المؤمن حتى يثبته على الحق، لقوله: (( والله وليهما )).
ومن فوائدها: منة الله على هاتين الطائفتين حيث إن الله كان وليا لهما، ولهذا فرحت الطائفتان بهذه الولاية أن الله وليهما .
ومن فوائدها: وجوب التوكل على الله وأنه من مقتضى الإيمان، لقوله: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) .
ومن فوائدها: أنه ينبغي للإنسان أن يتوكل على الله لاسيما في هذه المواطن التي يشتد فيها الأمر على المسلم بل على المؤمن، وأن لا ينظر إلى الأمور نظرا ماديا لأن وراء الأمور المادية وراءها ما هو أعظم منها وهي قدرة الله سبحانه وتعالى التي تقضي على كل هذه الأمور المادية: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )).
ومن فوائد الآية: أنه كلما قوي الإيمان قوي التوكل على الله، لقوله: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) بناء على قاعدة معروفة وهي أن ما علق على وصف يقوى بقوته ويضعف بضعفه .
ومن فوائدها: أن الدعاية ولو كانت باطلة ربما تؤثر حتى على المؤمن .
ومن فوائدها: أن الله سبحانه وتعالى قد يلطف المؤمن حتى يثبته على الحق، لقوله: (( والله وليهما )).
ومن فوائدها: منة الله على هاتين الطائفتين حيث إن الله كان وليا لهما، ولهذا فرحت الطائفتان بهذه الولاية أن الله وليهما .
ومن فوائدها: وجوب التوكل على الله وأنه من مقتضى الإيمان، لقوله: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) .
ومن فوائدها: أنه ينبغي للإنسان أن يتوكل على الله لاسيما في هذه المواطن التي يشتد فيها الأمر على المسلم بل على المؤمن، وأن لا ينظر إلى الأمور نظرا ماديا لأن وراء الأمور المادية وراءها ما هو أعظم منها وهي قدرة الله سبحانه وتعالى التي تقضي على كل هذه الأمور المادية: (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون )).
ومن فوائد الآية: أنه كلما قوي الإيمان قوي التوكل على الله، لقوله: (( وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) بناء على قاعدة معروفة وهي أن ما علق على وصف يقوى بقوته ويضعف بضعفه .
2 - فوائد الآية : (( إذ همت طآئفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلةٌ فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) .
الشيخ : ثم قال الله عزوجل: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة )) هذا مبتدأ درس الليلة ؟
الطالب: نعم .
الشيخ : طيب، يقول الله عز وجل مبينا نعمته على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل وعلى الأمة جمعاء لأن انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه انتصار لجميع الأمة إلى يوم القيمة، بل إن انتصار الرسل السابقين انتصار للمؤمنين إلى يوم القيمة، ولهذا صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء شكرا لله على نعمته بإنقاذ موسى وقومه وإهلاك فرعون وقومه، وقال لليهود: ( نحن أولى بموسى منكم ).
يقول الله عزوجل: (( ولقد نصركم الله ببدر )) والجملة هذه مؤكدة بأمور ثلاثة، الأول: القسم المقدر، والثاني: اللام، والثالث: قد، لأن التقدير: والله لقد نصركم الله، والنصر هو أن يجعل الغلبة لهؤلاء على هؤلاء، فمن جعل الله لهم الغلبة فقد نصرهم.
وللنصر أسباب، للنصر أسباب خمسة، أولا: الإخلاص لله، لقول الله تعالى: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )).
والثاني: إقامة الصلاة، والثالث: إيتاء الزكاة، والرابع: الأمر بالمعروف، والخامس: النهي عن المنكر، لقول الله تعالى: (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )) فالأسباب خمسة، عدها يا خالد ؟
يقول الله عزوجل: (( لقد نصركم الله ببدر )) الباء هنا بمعنى في، فهي للظرفية، ولا غرابة أن تأتي الباء للظرفية كما في قوله تبارك وتعالى: (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل )) يعني وفي الليل، فقوله: (( ببدر )) أي في بدر، وبدر مكان معروف، ولا يزال حتى الآن معروفا بين مكة والمدينة.
وسبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بعير لقريش قدمت من الشام ندب أصحابه، ندب أصحابه إلى الخروج إليها لأخذها، لأن قريشا أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ديارهم وأموالهم، وهم حرب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت أموالهم حلا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فندب أصحابه أن يخرجوا إليهم، وخرجوا في عدد قليل وعدة ضعيفة، خرجوا نحو ثلاث مائة رجل وبضعة عشر رجلا على سبعين بعيرا وفرسين فقط يتعاقبونها، الرجلان على بعير والثلاثة على بعير على أنهم يريدون العير، ولكن أبا سفيان وهو أمير العير أخذ نحو الساحل ساحل البحر لا على الطريق المعروف، وأرسل صارخا إلى أهل مكة يستنجدهم لحماية عيرهم، ثم لما نجا أرسل إليهم أنه نجا نجت العير ولكنهم كانوا قد تأهبوا للخروج لمحاربة النبي صلى الله عليه آله وسلم، فخرجوا بكبرائهم وزعمائهم على الوصف الذي ذكر الله عزوجل خرجوا: ((بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله )) وقال لهم الشيطان: (( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم )) ولكنه خانهم: (( فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ))، خرجوا ما بين ألف وتسعمائة ومعهم النساء لأجل أن يشتد قتالهم خوفا على نسائهم، لأنهم خرجوا بالنساء وجعلوهن في الخلف، فحصلت المعركة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين هؤلاء المشركين، وكان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في قلة، قلة عدد وعدد، ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم، ولهذا قال: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة )) أذلة جمع ذليل كأعزة جمع عزيز.
أذلة من أي ناحية ؟ من ناحية العَدد ومن ناحية العُدد، فثلاث مائة وبضعة عشر رجلا بالنسبة لتسع مائة إلى ألف يعني أقل من الثلث، والذي معهم من العدة ليس بشيء، سبعون بعيرا وفرسان، ولكن الله نصرهم سبحانه وتعالى.
قال: (( فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) اتقوا الله، الفاء هذه للتفريع، يعني بهذا النصر الذي نصركم الله يجب عليكم أن تتقوا الله، وألا تجعلوا النصر سببا للأشر والبطر كما يفعله من ليس عنده إيمان، إذا انتصر على عدوه جعل هذا سببا للأشر والبطر، ودخل البلد وهو يغني ويطرب، كما ذكر عن بعض مذيعي العرب أيام حربهم مع اليهود يقول: غدا تغني أم كلثوم في تل أبيب ، سبحان الله هذا جزاء النعمة ؟ أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه دخل مكة عام الفتح وهو من أعظم الانتصارات مطأطئا رأسه خاضعا لله سبحانه وتعالى، وهكذا ينبغي، أن الإنسان إذا انتصر أن لا يجعل هذا الانتصار سببا للأشر والبطر، بل يجعله من نعمة الله سبحانه وتعالى ويتقي الله، ولهذا قال: (( فاتقوا الله )) .
وقوله: (( فاتقوا الله )) التقوى: اتخاذ وقاية من عذاب الله، وبما تكون الوقاية ؟ بأيش يعني ؟ ما هي الوقاية من عذاب الله ؟ بماذا تكون الوقاية ؟ يعني ما الذي يقيك من عذاب الله ؟
الطالب: بفعل أوامره واجتناب نواهيه،
الشيخ : نعم فعل الأوامر واجتناب النواهي، فإذا سألنا سائل ما هي التقوى، قلنا هي فعل الأوامر وترك النواهي، لأنك إذا فعلت الأوامر وتركت النواهي فقد أخذت بالوقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى .
وقوله: (( لعلكم تشكرون )) لعل هنا للتعليل، أي لأجل أن تنالوا شكر الله، فالتقوى هي شكر لله، التقوى في الحقيقة شكر لله عزوجل، أي من أجل أن تنالوا الشكر أي درجة الشاكرين، وشكر النعمة يكون بأيش ؟ يكون بالقلب واللسان والجوارح، الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، أما شكر القلب فأن تعتقد بأن هذه النعم من الله فضلا منه ونعمة، وأنه ليس لك منها إلا فعل السبب الذي أذن لك فيه، وأما حقيقتها فهي من الله تؤمن بذلك، ولا تكن كما قال القائل: (( إنما أوتيته على علم عندي )) بل قل: أوتيته بفضل الله ورحمته حتى وإن كان من عملك، أما إذا كان من فعل الله فهذا واضح أن كل إنسان ينسبه إلى الله، ومع ذلك من الناس من لا ينسب ما كان من فعل الله إلى الله، إذا حصل المطر قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، ولهذا قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية على إثر سماء كانت من الليل ـ يعني على إثر مطر ـ فلما انصرف أقبل إلينا فقال: ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) إذا لابد أن تعتقد في قلبك أن النعمة ممن ؟ من الله ، وأن ما يحصل منك في جلب هذه النعمة ما هو إلا سبب مأذون فيه من الله عزوجل.
ثانيا: اللسان، أن تثني بها على الله، لا أن تقولها فخرا على عباد الله، بل تثني فتقول: الحمد لله الذي أعطاني كذا وكذا، لقول الله تعالى: (( وأما بنعمة ربك فحدث )) .
ثالثا: أن تعمل بجوارحك بطاعة الله ولاسيما فيما يتعلق بهذه النعمة بخصوصه، فليس من الشكر إذا رزقك الله مالا أن تشتري به دخانا تشربه، لأن هذا استعانة بنعمة الله على معصية الله، أو أن تشتري به آلة لهو تتلهى بها، فإن هذا ليس من الشكر، بل من الشكر أن تجعل النعمة معينة لك على طاعة الله وقد قال أحد الشعراء:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا،
يدي: هذه الجوارح، ولساني: القول، الثناء على الله بالنعمة، والضمير المحجبا: الاعتقاد، (( فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) .
الطالب: نعم .
الشيخ : طيب، يقول الله عز وجل مبينا نعمته على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بل وعلى الأمة جمعاء لأن انتصار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه انتصار لجميع الأمة إلى يوم القيمة، بل إن انتصار الرسل السابقين انتصار للمؤمنين إلى يوم القيمة، ولهذا صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء شكرا لله على نعمته بإنقاذ موسى وقومه وإهلاك فرعون وقومه، وقال لليهود: ( نحن أولى بموسى منكم ).
يقول الله عزوجل: (( ولقد نصركم الله ببدر )) والجملة هذه مؤكدة بأمور ثلاثة، الأول: القسم المقدر، والثاني: اللام، والثالث: قد، لأن التقدير: والله لقد نصركم الله، والنصر هو أن يجعل الغلبة لهؤلاء على هؤلاء، فمن جعل الله لهم الغلبة فقد نصرهم.
وللنصر أسباب، للنصر أسباب خمسة، أولا: الإخلاص لله، لقول الله تعالى: (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا )).
والثاني: إقامة الصلاة، والثالث: إيتاء الزكاة، والرابع: الأمر بالمعروف، والخامس: النهي عن المنكر، لقول الله تعالى: (( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور )) فالأسباب خمسة، عدها يا خالد ؟
يقول الله عزوجل: (( لقد نصركم الله ببدر )) الباء هنا بمعنى في، فهي للظرفية، ولا غرابة أن تأتي الباء للظرفية كما في قوله تبارك وتعالى: (( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل )) يعني وفي الليل، فقوله: (( ببدر )) أي في بدر، وبدر مكان معروف، ولا يزال حتى الآن معروفا بين مكة والمدينة.
وسبب هذه الغزوة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع بعير لقريش قدمت من الشام ندب أصحابه، ندب أصحابه إلى الخروج إليها لأخذها، لأن قريشا أخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من ديارهم وأموالهم، وهم حرب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت أموالهم حلا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فندب أصحابه أن يخرجوا إليهم، وخرجوا في عدد قليل وعدة ضعيفة، خرجوا نحو ثلاث مائة رجل وبضعة عشر رجلا على سبعين بعيرا وفرسين فقط يتعاقبونها، الرجلان على بعير والثلاثة على بعير على أنهم يريدون العير، ولكن أبا سفيان وهو أمير العير أخذ نحو الساحل ساحل البحر لا على الطريق المعروف، وأرسل صارخا إلى أهل مكة يستنجدهم لحماية عيرهم، ثم لما نجا أرسل إليهم أنه نجا نجت العير ولكنهم كانوا قد تأهبوا للخروج لمحاربة النبي صلى الله عليه آله وسلم، فخرجوا بكبرائهم وزعمائهم على الوصف الذي ذكر الله عزوجل خرجوا: ((بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله )) وقال لهم الشيطان: (( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم )) ولكنه خانهم: (( فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ))، خرجوا ما بين ألف وتسعمائة ومعهم النساء لأجل أن يشتد قتالهم خوفا على نسائهم، لأنهم خرجوا بالنساء وجعلوهن في الخلف، فحصلت المعركة بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبين هؤلاء المشركين، وكان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه في قلة، قلة عدد وعدد، ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم، ولهذا قال: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة )) أذلة جمع ذليل كأعزة جمع عزيز.
أذلة من أي ناحية ؟ من ناحية العَدد ومن ناحية العُدد، فثلاث مائة وبضعة عشر رجلا بالنسبة لتسع مائة إلى ألف يعني أقل من الثلث، والذي معهم من العدة ليس بشيء، سبعون بعيرا وفرسان، ولكن الله نصرهم سبحانه وتعالى.
قال: (( فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) اتقوا الله، الفاء هذه للتفريع، يعني بهذا النصر الذي نصركم الله يجب عليكم أن تتقوا الله، وألا تجعلوا النصر سببا للأشر والبطر كما يفعله من ليس عنده إيمان، إذا انتصر على عدوه جعل هذا سببا للأشر والبطر، ودخل البلد وهو يغني ويطرب، كما ذكر عن بعض مذيعي العرب أيام حربهم مع اليهود يقول: غدا تغني أم كلثوم في تل أبيب ، سبحان الله هذا جزاء النعمة ؟ أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه دخل مكة عام الفتح وهو من أعظم الانتصارات مطأطئا رأسه خاضعا لله سبحانه وتعالى، وهكذا ينبغي، أن الإنسان إذا انتصر أن لا يجعل هذا الانتصار سببا للأشر والبطر، بل يجعله من نعمة الله سبحانه وتعالى ويتقي الله، ولهذا قال: (( فاتقوا الله )) .
وقوله: (( فاتقوا الله )) التقوى: اتخاذ وقاية من عذاب الله، وبما تكون الوقاية ؟ بأيش يعني ؟ ما هي الوقاية من عذاب الله ؟ بماذا تكون الوقاية ؟ يعني ما الذي يقيك من عذاب الله ؟
الطالب: بفعل أوامره واجتناب نواهيه،
الشيخ : نعم فعل الأوامر واجتناب النواهي، فإذا سألنا سائل ما هي التقوى، قلنا هي فعل الأوامر وترك النواهي، لأنك إذا فعلت الأوامر وتركت النواهي فقد أخذت بالوقاية من عذاب الله سبحانه وتعالى .
وقوله: (( لعلكم تشكرون )) لعل هنا للتعليل، أي لأجل أن تنالوا شكر الله، فالتقوى هي شكر لله، التقوى في الحقيقة شكر لله عزوجل، أي من أجل أن تنالوا الشكر أي درجة الشاكرين، وشكر النعمة يكون بأيش ؟ يكون بالقلب واللسان والجوارح، الشكر يكون بالقلب واللسان والجوارح، أما شكر القلب فأن تعتقد بأن هذه النعم من الله فضلا منه ونعمة، وأنه ليس لك منها إلا فعل السبب الذي أذن لك فيه، وأما حقيقتها فهي من الله تؤمن بذلك، ولا تكن كما قال القائل: (( إنما أوتيته على علم عندي )) بل قل: أوتيته بفضل الله ورحمته حتى وإن كان من عملك، أما إذا كان من فعل الله فهذا واضح أن كل إنسان ينسبه إلى الله، ومع ذلك من الناس من لا ينسب ما كان من فعل الله إلى الله، إذا حصل المطر قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، ولهذا قال زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية على إثر سماء كانت من الليل ـ يعني على إثر مطر ـ فلما انصرف أقبل إلينا فقال: ( هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ ) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ( قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب ) إذا لابد أن تعتقد في قلبك أن النعمة ممن ؟ من الله ، وأن ما يحصل منك في جلب هذه النعمة ما هو إلا سبب مأذون فيه من الله عزوجل.
ثانيا: اللسان، أن تثني بها على الله، لا أن تقولها فخرا على عباد الله، بل تثني فتقول: الحمد لله الذي أعطاني كذا وكذا، لقول الله تعالى: (( وأما بنعمة ربك فحدث )) .
ثالثا: أن تعمل بجوارحك بطاعة الله ولاسيما فيما يتعلق بهذه النعمة بخصوصه، فليس من الشكر إذا رزقك الله مالا أن تشتري به دخانا تشربه، لأن هذا استعانة بنعمة الله على معصية الله، أو أن تشتري به آلة لهو تتلهى بها، فإن هذا ليس من الشكر، بل من الشكر أن تجعل النعمة معينة لك على طاعة الله وقد قال أحد الشعراء:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا،
يدي: هذه الجوارح، ولساني: القول، الثناء على الله بالنعمة، والضمير المحجبا: الاعتقاد، (( فاتقوا الله لعلكم تشكرون )) .
تفسير الآية : (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافٍ من الملآئكة منزلين )) .
الشيخ : ثم قال: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )).
أولا: في هذه الآية قوله: (( منزلين )) فيها قراءة سبعية: (( منزلين )) بتشديد الزاي، وقوله: (( مسومين )) فيها قراءة سبعية أيضا: (( مسومين )) بالبناء للمجهول.
يقول: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من الخطابات التي تختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد مر علينا أن الخطابات الموجهة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به، والثاني: ما دل الدليل على أنه عام للأمة، والثالث: ما لم يدل عليه الدليل لا هذا ولا هذا، فما دل الدليل على أنه خاص به فهو خاص به مثل هذه الآية: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم )) (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه )) هذا خاص، (( ألم نشرح لك صدرك )) هذا خاص، (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) هذا أيضا خاص، وإن كان الأمة يشملها يجب عليها التبليغ من جهة أخرى، الثاني: ما دل الدليل فيه على العموم، ما دل الدليل فيه على العموم كقوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) هذا واضح أنه عام لأنه قال: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فوجه الخطاب أولا للنبي صلى الله عليه وسلم ثم عمم في الحكم فقال: (( إذا طلقتم ))، الثالث: ما لم يدل الدليل عليه لا هذا ولا هذا فهو عام، فهو عام بلاشك، حكمه عام، لكن هل الخطاب عام من حيث اللفظ أو لا ؟ الذي يظهر أنه عام حتى من حيث اللفظ، وذلك لأن الخطاب للإمام خطاب لمن تبعه، ولهذا لو قال الوزير مثلا للقائد: اذهب إلى الجهة الفلانية، كان ذلك الخطاب له ولمن كان تحت إمرته، كذلك الخطاب إذا وجه للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدل الدليل على أنه خاص به فهو شامل له وللأمة جميعا، وقال بعض العلماء إنه لا يشمل الأمة وأن الخطاب له وحده ولكن على الأمة الاتباع، وأنتم إذا تأملتم وجدتم أن الخلاف قريب من اللفظ، لأنهم متفقون على أن الحكم عام، لكن هل الأمة تدخل في ضمنها للخطاب أو تدخل بخطاب آخر لأنها مأمورة بالإتباع، هذا محل الخلاف، والحقيقة أنك إذا تأملته وجدت أنه قريب من الخلاف اللفظي .
أولا: في هذه الآية قوله: (( منزلين )) فيها قراءة سبعية: (( منزلين )) بتشديد الزاي، وقوله: (( مسومين )) فيها قراءة سبعية أيضا: (( مسومين )) بالبناء للمجهول.
يقول: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا من الخطابات التي تختص برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد مر علينا أن الخطابات الموجهة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم تنقسم إلى ثلاثة أقسام، الأول: ما دل الدليل على أنه خاص به، والثاني: ما دل الدليل على أنه عام للأمة، والثالث: ما لم يدل عليه الدليل لا هذا ولا هذا، فما دل الدليل على أنه خاص به فهو خاص به مثل هذه الآية: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم )) (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه )) هذا خاص، (( ألم نشرح لك صدرك )) هذا خاص، (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) هذا أيضا خاص، وإن كان الأمة يشملها يجب عليها التبليغ من جهة أخرى، الثاني: ما دل الدليل فيه على العموم، ما دل الدليل فيه على العموم كقوله تعالى: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن )) هذا واضح أنه عام لأنه قال: (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فوجه الخطاب أولا للنبي صلى الله عليه وسلم ثم عمم في الحكم فقال: (( إذا طلقتم ))، الثالث: ما لم يدل الدليل عليه لا هذا ولا هذا فهو عام، فهو عام بلاشك، حكمه عام، لكن هل الخطاب عام من حيث اللفظ أو لا ؟ الذي يظهر أنه عام حتى من حيث اللفظ، وذلك لأن الخطاب للإمام خطاب لمن تبعه، ولهذا لو قال الوزير مثلا للقائد: اذهب إلى الجهة الفلانية، كان ذلك الخطاب له ولمن كان تحت إمرته، كذلك الخطاب إذا وجه للرسول صلى الله عليه وسلم ولم يدل الدليل على أنه خاص به فهو شامل له وللأمة جميعا، وقال بعض العلماء إنه لا يشمل الأمة وأن الخطاب له وحده ولكن على الأمة الاتباع، وأنتم إذا تأملتم وجدتم أن الخلاف قريب من اللفظ، لأنهم متفقون على أن الحكم عام، لكن هل الأمة تدخل في ضمنها للخطاب أو تدخل بخطاب آخر لأنها مأمورة بالإتباع، هذا محل الخلاف، والحقيقة أنك إذا تأملته وجدت أنه قريب من الخلاف اللفظي .
4 - تفسير الآية : (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافٍ من الملآئكة منزلين )) . أستمع حفظ
أسئلة .
السائل : أحسن الله إليك، بعض الناس يكثر من الأشياء المباحة حتى يخشى عليهم الإسراف، فإذا نصحتهم قالوا: (( وأما بنعمة ربك فحدث )) ؟
الشيخ : أي نعم نقول له: (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) نحن لسنا نقول لك إذا كنت غنيا فاخرج في ثياب الفقراء ولا تأكل إلا ما يأكل الفقراء، نقول كل، كل ما يأكل الأغنياء والبس ما يلبس الأغنياء، لكن لا تسرف .
الشيخ : أي نعم نقول له: (( ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) نحن لسنا نقول لك إذا كنت غنيا فاخرج في ثياب الفقراء ولا تأكل إلا ما يأكل الفقراء، نقول كل، كل ما يأكل الأغنياء والبس ما يلبس الأغنياء، لكن لا تسرف .
هل يحل للمسلم أن يغنم مال المسلم الباغي.؟
السائل : اقتتلت طائفتان من المسلمين، وكانت إحداهما تغنم من الأخرى من السلاح، هل يحل لها أن تأخذها ؟
الشيخ : ما فهمت،
السائل : أموال المسلمين أليست لا تغنم ؟
الشيخ : لا تغنم،
السائل : في حال القتال،
الشيخ : ينظر في القتال ما هو، إذا كان لعصبية أو رئاسة فلا شك أنه ظلم ولا يجوز، ولا تحل به الأموال ولا النفوس، أما إذا كان بغيا فيجب أن الباغي يقاتل حتى يفيء عن بغيه كما قال الله عزوجل .
السائل : لكن يؤخذ سلاحه ؟
الشيخ : معلوم يؤخذ سلاحه، لأننا لو قتلناه وقدرنا على أخذ السلاح ولم نأخذه فسيتعدي علينا به، فنأخذه ثم ينظر هل يكون غنيمة أولا، فهذا ينبني على من نقاتل، إذا كان من نقاتله كافرا فهو غنيمة، وإذا كان غير كافر فهذا محل النظر .
الشيخ : ما فهمت،
السائل : أموال المسلمين أليست لا تغنم ؟
الشيخ : لا تغنم،
السائل : في حال القتال،
الشيخ : ينظر في القتال ما هو، إذا كان لعصبية أو رئاسة فلا شك أنه ظلم ولا يجوز، ولا تحل به الأموال ولا النفوس، أما إذا كان بغيا فيجب أن الباغي يقاتل حتى يفيء عن بغيه كما قال الله عزوجل .
السائل : لكن يؤخذ سلاحه ؟
الشيخ : معلوم يؤخذ سلاحه، لأننا لو قتلناه وقدرنا على أخذ السلاح ولم نأخذه فسيتعدي علينا به، فنأخذه ثم ينظر هل يكون غنيمة أولا، فهذا ينبني على من نقاتل، إذا كان من نقاتله كافرا فهو غنيمة، وإذا كان غير كافر فهذا محل النظر .
عدم ولاية الكفار هل تكون في الأمور العامة.؟
السائل : شيخ أحسن الله إليك ! عدم ولاية الكفار في الأمور العامة أو في الأمور الخاصة ؟
الشيخ : لا في الأمور القيادية، أما في الأمور الغير القيادية مثل البناء أو شبه ذلك كعامل عندك فهذا فليس فيه شيء إلا في هذه الجزيرة العربية فإنه لا ينبغي أن يجلب إليها الكفار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجهم من جزيرة العرب، وقال: ( ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من يأجوج ومأجوج مثل هذه ) فقالت زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: ( نعم إذا كثر الخبث) والخبث هنا يشمل الخبث الشخصي والخبث العملي، فإذا كثر الخبث من المسلمين أوشك الله أن يهلكهم، وإذا كثر الخبث من الأشخاص غير المسلمين بأن جاء كفار إلى البلد فهذا أيضا يوشك الله أن يأخذهم .
السائل : في الأشياء التي ليست عندنا أو ليست لنا خبرة فيها وهم لهم فيها خبرة فلا بد أن نعطيهم بعض القيادات حتى نتعلم منهم أو يساعدوننا ؟
الشيخ : لا، هذه المسائل قد تكون عارضة، ما هي دائمة، ولهذا لسنا منهيين أن نتعلم منهم ما يعلموننا أو مثلا نأخذ من خبراتهم، هذا فيه فائدة لنا .
الشيخ : لا في الأمور القيادية، أما في الأمور الغير القيادية مثل البناء أو شبه ذلك كعامل عندك فهذا فليس فيه شيء إلا في هذه الجزيرة العربية فإنه لا ينبغي أن يجلب إليها الكفار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجهم من جزيرة العرب، وقال: ( ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من يأجوج ومأجوج مثل هذه ) فقالت زينب: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال: ( نعم إذا كثر الخبث) والخبث هنا يشمل الخبث الشخصي والخبث العملي، فإذا كثر الخبث من المسلمين أوشك الله أن يهلكهم، وإذا كثر الخبث من الأشخاص غير المسلمين بأن جاء كفار إلى البلد فهذا أيضا يوشك الله أن يأخذهم .
السائل : في الأشياء التي ليست عندنا أو ليست لنا خبرة فيها وهم لهم فيها خبرة فلا بد أن نعطيهم بعض القيادات حتى نتعلم منهم أو يساعدوننا ؟
الشيخ : لا، هذه المسائل قد تكون عارضة، ما هي دائمة، ولهذا لسنا منهيين أن نتعلم منهم ما يعلموننا أو مثلا نأخذ من خبراتهم، هذا فيه فائدة لنا .
هل يجوز تولية بعض الفرق الضالة الذين يحقدون على أهل السنة.؟
السائل : هل يجوز يا شيخ الإسلام تولية بعض الفرق الضالة الذين يحقدون على أهل السنة والجماعة مثل الرافضة وغيرهم في الأمور القيادية ؟
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا )) من دونكم ينعي من سواكم، كل إنسان نعرف أنه لا ينصح لنا فإنه لا يجوز أن نوليه .
الشيخ : (( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا )) من دونكم ينعي من سواكم، كل إنسان نعرف أنه لا ينصح لنا فإنه لا يجوز أن نوليه .
أسئلة.
السائل : ... ؟
الشيخ : نعم هذا من أسباب النصر ما فيه شك، فإذا علم الله أن هؤلاء القوم من نيتهم أنهم إذا مكنوا من الأرض أقاموا الصلاة هذا من أسباب النصر، لأن الذي هذه إرادته قبل الانتصار فهو عليها بلاشك
الشيخ : نعم هذا من أسباب النصر ما فيه شك، فإذا علم الله أن هؤلاء القوم من نيتهم أنهم إذا مكنوا من الأرض أقاموا الصلاة هذا من أسباب النصر، لأن الذي هذه إرادته قبل الانتصار فهو عليها بلاشك
قوله :(( لعلكم تشكرون )) هل يمكن أن تكون بمعنى الترجي باعتبار المخاطبين.؟
السائل : قوله: (( لعلكم تشكرون )) هل يمكن أن تكون لعل بمعنى الترجي باعتبار المخاطبين ؟
الشيخ : لا ما يصلح لأنك إذا قلت للترجي باعتبار المخاطبين صرفتها عن ظاهرها.
السائل : تبقى على أصلها لكن لعل للترجي ؟
الشيخ : لا، أبدا، هي للتعليل، هي للتعليل أقوى، يعني كون التقوى سببا للشكر هذا أقوى بلاشك . فهذا خطأ ؟ نعم هذا خطأ نعم .
الشيخ : لا ما يصلح لأنك إذا قلت للترجي باعتبار المخاطبين صرفتها عن ظاهرها.
السائل : تبقى على أصلها لكن لعل للترجي ؟
الشيخ : لا، أبدا، هي للتعليل، هي للتعليل أقوى، يعني كون التقوى سببا للشكر هذا أقوى بلاشك . فهذا خطأ ؟ نعم هذا خطأ نعم .
متى يكون إضافة المطر إلى الزمن جائزا.؟
السائل : متى يكون إضافة المطر إلى الزمن جائزا ؟
الشيخ : إذا أضفت المطر إلى الزمن باعتباره ظرفا له لا سببا له، يعني مثلا قلت: مطرنا في نوء كذا، يعني مطرنا مثلا في نوء الشولة هذا معناه ... هذا ما فيها بأس، ولهذا قال العلماء: يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويجوز أن يقول: مطرنا في نوء كذا، ولكن العامة عندنا يجعلون الباء بمعنى في، فيقولون مطرنا في شباط ويحطون بالباء، مطرنا بالموسم على أن الباء عندهم بمعنى في، والعبرة بالنية.
الشيخ : إذا أضفت المطر إلى الزمن باعتباره ظرفا له لا سببا له، يعني مثلا قلت: مطرنا في نوء كذا، يعني مطرنا مثلا في نوء الشولة هذا معناه ... هذا ما فيها بأس، ولهذا قال العلماء: يحرم أن يقول مطرنا بنوء كذا ويجوز أن يقول: مطرنا في نوء كذا، ولكن العامة عندنا يجعلون الباء بمعنى في، فيقولون مطرنا في شباط ويحطون بالباء، مطرنا بالموسم على أن الباء عندهم بمعنى في، والعبرة بالنية.
أسئلة.
الشيخ : هذه تنبني على أن هذا هل هو في بدر أو في أحد ؟
السائل : أظن أنه في بدر،
الشيخ : فيها خلاف سنذكره إن شاء الله، بعض العلماء يقول هذا بدر وبعضهم يقول إنه في أحد، فالذين قالوا إنه في بدر قالوا إن قوله: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم في أذلة )) هذه الآية يعني معترضة في القصة، لأن قوله: (( وإذ غدوت من أهلك )) بالاتفاق يراد به غزوة أحد .
السائل : شيخ إذا ولينا الكافر صارت عنده نفسية عزة يعز بها على المسلمين ... ؟
الشيخ : لا ما نوليه، إذا خفنا من هذا ما نوليه، إذا خيفنا من هذا المحظور فلا نوليه .
السائل : أظن أنه في بدر،
الشيخ : فيها خلاف سنذكره إن شاء الله، بعض العلماء يقول هذا بدر وبعضهم يقول إنه في أحد، فالذين قالوا إنه في بدر قالوا إن قوله: (( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم في أذلة )) هذه الآية يعني معترضة في القصة، لأن قوله: (( وإذ غدوت من أهلك )) بالاتفاق يراد به غزوة أحد .
السائل : شيخ إذا ولينا الكافر صارت عنده نفسية عزة يعز بها على المسلمين ... ؟
الشيخ : لا ما نوليه، إذا خفنا من هذا ما نوليه، إذا خيفنا من هذا المحظور فلا نوليه .
تتمة تفسير الآية : (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافٍ من الملآئكة منزلين )) .
الطالب: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ... ))
قوله: إذ، هذه ظرف، والقاعدة في اللغة العربية أن الظرف والجار والمجرور لابد له من متعلق، وذلك لأن الظرف والجار والمجرور يقعان موقع المفعول به، وما كان واقعا موقع المفعول به فلابد له من عامل يكون واقعا عليه، وقوله: (( إذ تقول )) إذا قلنا إنها تحتاج إلى متعلق فأين متعلقها ؟ قيل: إن متعلقها قوله: (( ولقد نصركم الله ببدر )) نصركم إذ تقول للمؤمنين، ولكن هذا قول ضعيف، والقول الثاني: أنه بدل من قوله: (( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال )) والتقدير: وإذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم، التقدير: إذ تقول للمؤمنين، إذ غدوت إذ تقول للمؤمنين، وهذا أقرب، ثم إن قوله: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الخطاب الخاص به الذي لا يتعدى إلى الأمة، وقوله: (( للمؤمنين )) يعني بهم الصحابة رضي الله عنهم، ووصفهم بالإيمان دون الصحبة لأنه ـ أعني الوصف بالإيمان ـ هو مناط النصر في كل وقت حتى فيما بعد الصحابة فإن الله ينصر الذين آمنوا.
(( أن يكفيكم )) هذه مقول القول، أي إذ تقول لهم هذا الكلام: (( ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) قال أهل العلم: إن الصحابة رضي الله عنهم بلغهم أن المشركين صار بعضهم يمد بعضا على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ألن يكفيكم ، أي يكون كافيا لكم هذا الأمر أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، (( بثلاثة آلاف من الملائكة)) الملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، ووجه لهم عبادات وأعمالا يقومون بها لا يعصون الله فيها ويفعلون ما يؤمرون، فليس عندهم استكبار تكون به المعصية، وليس عندهم عجز يكون به تخلف الفعل، بل هم سامعون مطيعون قادرون على تنفيذ أمر الله، بخلاف البشر فإنه يكون عندهم استكبار فيعصون الله، ويكون عندهم عجز فلا يقدرون على تنفيذ أمر الله، أما الملائكة فعندهم قوة لا يعجزون عن امتثال أمر الله وعندهم انقياد تام فلا يعصون الله سبحانه وتعالى .
وقوله: (( بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) منزلين من أي مكان ؟ من السماء، لأن الأصل أن مكان الملائكة السماء، ولكن هناك ملائكة يكونون مع الإنسان كالكرام الكاتبين والحفظة الذين يتعاقبون على الإنسان ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، وإلا فالأصل أنهم في السماء .
وقوله: (( منزلين )) فيها قراءتان: (( منزلين )) و (( منزلين )) فعلى قراءة التخفيف تكون من أنزل، وعلى قراءة التشديد تكون من نزل، والمعنى واحد، والذي ينزلهم هو الله سبحانه وتعالى لأنهم ينزلون بأمره .
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تعالى: (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم ... ))
قوله: إذ، هذه ظرف، والقاعدة في اللغة العربية أن الظرف والجار والمجرور لابد له من متعلق، وذلك لأن الظرف والجار والمجرور يقعان موقع المفعول به، وما كان واقعا موقع المفعول به فلابد له من عامل يكون واقعا عليه، وقوله: (( إذ تقول )) إذا قلنا إنها تحتاج إلى متعلق فأين متعلقها ؟ قيل: إن متعلقها قوله: (( ولقد نصركم الله ببدر )) نصركم إذ تقول للمؤمنين، ولكن هذا قول ضعيف، والقول الثاني: أنه بدل من قوله: (( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال )) والتقدير: وإذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم، التقدير: إذ تقول للمؤمنين، إذ غدوت إذ تقول للمؤمنين، وهذا أقرب، ثم إن قوله: (( إذ تقول للمؤمنين )) الخطاب فيه للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من الخطاب الخاص به الذي لا يتعدى إلى الأمة، وقوله: (( للمؤمنين )) يعني بهم الصحابة رضي الله عنهم، ووصفهم بالإيمان دون الصحبة لأنه ـ أعني الوصف بالإيمان ـ هو مناط النصر في كل وقت حتى فيما بعد الصحابة فإن الله ينصر الذين آمنوا.
(( أن يكفيكم )) هذه مقول القول، أي إذ تقول لهم هذا الكلام: (( ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) قال أهل العلم: إن الصحابة رضي الله عنهم بلغهم أن المشركين صار بعضهم يمد بعضا على قتال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ألن يكفيكم ، أي يكون كافيا لكم هذا الأمر أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين، (( بثلاثة آلاف من الملائكة)) الملائكة هم عالم غيبي خلقهم الله تعالى من نور، ووجه لهم عبادات وأعمالا يقومون بها لا يعصون الله فيها ويفعلون ما يؤمرون، فليس عندهم استكبار تكون به المعصية، وليس عندهم عجز يكون به تخلف الفعل، بل هم سامعون مطيعون قادرون على تنفيذ أمر الله، بخلاف البشر فإنه يكون عندهم استكبار فيعصون الله، ويكون عندهم عجز فلا يقدرون على تنفيذ أمر الله، أما الملائكة فعندهم قوة لا يعجزون عن امتثال أمر الله وعندهم انقياد تام فلا يعصون الله سبحانه وتعالى .
وقوله: (( بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) منزلين من أي مكان ؟ من السماء، لأن الأصل أن مكان الملائكة السماء، ولكن هناك ملائكة يكونون مع الإنسان كالكرام الكاتبين والحفظة الذين يتعاقبون على الإنسان ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، وإلا فالأصل أنهم في السماء .
وقوله: (( منزلين )) فيها قراءتان: (( منزلين )) و (( منزلين )) فعلى قراءة التخفيف تكون من أنزل، وعلى قراءة التشديد تكون من نزل، والمعنى واحد، والذي ينزلهم هو الله سبحانه وتعالى لأنهم ينزلون بأمره .
13 - تتمة تفسير الآية : (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافٍ من الملآئكة منزلين )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملآئكة مسومين )) .
الشيخ : قال الله تعالى: (( بلى )) بلى هذه لإثبات أو للتقرير تقرير الاستفهام ألن يكفيكم ؟ بلى، يعني يكفيكم (( أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين )) يقول: بلى، يعني يكفيكم هذا، هذا الإمداد لكن بشرط إن تصبروا وتتقوا ويأتيكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بأكثر مما قلت لهم، فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: ألن يكفيكم أن يمدكم بثلاثة، لكن إن صبرتم واتقيتم أمدكم الله بأكثر، ولهذا قال: (( يمددكم ربكم بخمسة آلاف ))، فهاهنا شيئان: ثلاثة آلاف من الملائكة هذا وعد به الرسول عليه الصلاة والسلام، خمسة آلاف من الملائكة زائد على الثلاثة هذا تكفل الله به لكن بشرط الصبر والتقوى.
وقوله: (( ويأتوكم من فورهم هذا )) أي يأتوكم من الجهة التي جاءوكم منها في وقت مبادر، لأن الفور معناه المبادرة بالشيء، فالمعنى أنهم إذا باغتوكم وأتوكم من فورهم فإنه يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، فالشروط إذا ثلاثة، الصبر، الثاني: التقوى، والثالث: أن يأتوهم من فورهم هذا، فإن الله يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة ليسوا منزلين فقط بل مسومين، أي معلمين علم الجهاد وعلم القتال، وهذا أبلغ من مجرد الإنزال، فالله سبحانه وتعالى تكفل بالزيادة وهذا يعود إلى الكمية، وتكفل بالقوة والشجاعة وهذا يعود إلى الكيفية .
وقوله: (( مسومين )) أي معلمين بعلامات القتال، لأن العادة أن الشجعان يجعلون لهم علامات فوق لأمة الحرب حتى يعرف بها الشجاع من غيره.
هذه الآية أو هذا الإمداد اختلف أهل العلم هل هذا في بدر أو في أحد ؟، فإن كان في بدر ففيه إشكال، حيث إن الله تعالى ذكر أن الله تعالى أمدهم في بدر بألف من الملائكة فقال: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهنا قال: ثلاثة آلاف ، وخمسة آلاف، لكن جمعوا بينهما بأنه لا مانع أن الله استجاب لهم فأمدهم بألف من الملائكة ثم زيد فيهم إلا ثلاثة آلاف، ثم زيد فيهم إلا خمسة آلاف إذا تمت الشروط، وبناء على هذا القول يكون قوله: (( إذ تقول )) متعلق بنصر، والقول الثاني: أن هذه الآية في أحد وليست في بدر، لأن الذي في بدر كان الأمر فيها غير مشروط: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهذه مشروط، ولم يحصل الشرط فلم يحصل المشروط، أي أن المسلمين في غزوة أحد لم يحصل منهم الشرط الذي اشترطه الله وهي التقوى، الصبر، وذلك لأنهم حصل منهم تنازع وفشل ومعصية فلم يكونوا على الحال التي يستحقون بها ما شرط الله لهم، وهذا القول أصح وأقرب أن يكون المراد بذلك غزوة أحد، وأنه لم يحصل الإمداد، لأن الإمداد كان مشروطا بشرط لم يتحقق، وعلى هذا فلا يبقى إشكال بين الآيتين، لأن كل آية نزلت في غزوة، ثم إنه يجب أن نعلم أن الذي وعدهم به الرسول عليه الصلاة والسلام غير الذي وعدهم الله به، فليس الكلام من متكلم واحد، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الله سبحانه وتعالى، فالرسول قال: (( ألن يكفيكم أن يمدكم )) والله قال: ((بلى إن تصبروا تتقوا ويأتكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )) .
وقوله: (( ويأتوكم من فورهم هذا )) أي يأتوكم من الجهة التي جاءوكم منها في وقت مبادر، لأن الفور معناه المبادرة بالشيء، فالمعنى أنهم إذا باغتوكم وأتوكم من فورهم فإنه يمددكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين، فالشروط إذا ثلاثة، الصبر، الثاني: التقوى، والثالث: أن يأتوهم من فورهم هذا، فإن الله يمدهم بخمسة آلاف من الملائكة ليسوا منزلين فقط بل مسومين، أي معلمين علم الجهاد وعلم القتال، وهذا أبلغ من مجرد الإنزال، فالله سبحانه وتعالى تكفل بالزيادة وهذا يعود إلى الكمية، وتكفل بالقوة والشجاعة وهذا يعود إلى الكيفية .
وقوله: (( مسومين )) أي معلمين بعلامات القتال، لأن العادة أن الشجعان يجعلون لهم علامات فوق لأمة الحرب حتى يعرف بها الشجاع من غيره.
هذه الآية أو هذا الإمداد اختلف أهل العلم هل هذا في بدر أو في أحد ؟، فإن كان في بدر ففيه إشكال، حيث إن الله تعالى ذكر أن الله تعالى أمدهم في بدر بألف من الملائكة فقال: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهنا قال: ثلاثة آلاف ، وخمسة آلاف، لكن جمعوا بينهما بأنه لا مانع أن الله استجاب لهم فأمدهم بألف من الملائكة ثم زيد فيهم إلا ثلاثة آلاف، ثم زيد فيهم إلا خمسة آلاف إذا تمت الشروط، وبناء على هذا القول يكون قوله: (( إذ تقول )) متعلق بنصر، والقول الثاني: أن هذه الآية في أحد وليست في بدر، لأن الذي في بدر كان الأمر فيها غير مشروط: (( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين )) وهذه مشروط، ولم يحصل الشرط فلم يحصل المشروط، أي أن المسلمين في غزوة أحد لم يحصل منهم الشرط الذي اشترطه الله وهي التقوى، الصبر، وذلك لأنهم حصل منهم تنازع وفشل ومعصية فلم يكونوا على الحال التي يستحقون بها ما شرط الله لهم، وهذا القول أصح وأقرب أن يكون المراد بذلك غزوة أحد، وأنه لم يحصل الإمداد، لأن الإمداد كان مشروطا بشرط لم يتحقق، وعلى هذا فلا يبقى إشكال بين الآيتين، لأن كل آية نزلت في غزوة، ثم إنه يجب أن نعلم أن الذي وعدهم به الرسول عليه الصلاة والسلام غير الذي وعدهم الله به، فليس الكلام من متكلم واحد، بل من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الله سبحانه وتعالى، فالرسول قال: (( ألن يكفيكم أن يمدكم )) والله قال: ((بلى إن تصبروا تتقوا ويأتكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين )) .
14 - تفسير الآية : (( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة ءالاف من الملآئكة مسومين )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( وما جعله الله إلا بشرى لكم و لتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم )) .
الشيخ : ثم قال الله تعالى: (( وما جعله الله إلا بشرى لكم )) جعله فالضمير قيل: إنه يعود إلى الإمداد، أو إلى الوعد به بالشروط الثلاثة، وقيل: إنه يعود إلى قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (( إذ تقول للمؤمنين )) يعني أن الله لم يجعل قول الرسول عليه الصلاة والسلام إلا بشرى لكم، والبشرى هي الخبر بما يسر، وهذه لاشك أنها بشرى، إذ أن المقاتل إذا علم أن الله سبحانه وتعالى سيمده بالملائكة فإنه سوف ينشط، ويقوى ويؤمن النصر، بخلاف ما إذا كان لم يحصل له هذا الشيء، وقوله: (( إلا بشرى لكم )) ما نعلم هل تعرفون إعراب بشرى ؟
الطالب: مفعول ثاني،
الشيخ : مفعول ثاني لأيش ؟
الطالب: لجعل،
الشيخ : لجعل ؟ وإلا منصوب على الاستثناء ؟
الطالب: إذا كان جعل بمعنى صير فمفعول ثاني، إذا ما كان بمعنى صير فهو مفعول لأجله،
الشيخ : يعني ما تصح استثناء ؟
الطالب: لا،
الشيخ : لماذا ؟
الطالب: ما هو مقام استثناء لأنه أداة الحصر،
الشيخ : لأن العامل لم يستكمل معموله .
قال: (( ولتطمئن قلوبكم به )) ولتطمئن: الاطمئنان معناه الاستقرار وعدم القلق، ولاشك أن طمأنينة القلب فيها راحة للنفس، وفيها فتح للتفاؤل والأمل، وفيها ثبات على الأمر بخلاف الإنسان الذي لم يطمئن قلبه فتجده دائما في قلق وضيق، أما إذا اطمئن قلبه فإن ذلك مما يعينه على التحمل والثبات والصبر، ولهذا قال: (( ولتطمئن قلوبكم به )) في آية الأنفال يختلف السياق هناك قال: (( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم )) وحذف قوله: لكم، وقدم الجار والمجرور على الفاعل، (( ولتطمئن به قلوبكم )) في سورة الأنفال، أما هنا (( ولتطمئن قلوبكم به )) وهذا مما يؤيد أن الآيتين ليستا في غزوة بدر، بل آية الأنفال في عزوة بدر، وهذه في غزوة أحد، ولم يحصل الإمداد لما عرفتم من تخلف الشرط .
ثم قال: (( وما النصر إلا من عند الله )) يعني حتى لو أمددتم بالملائكة ثلاثة الآلاف أو خمسة الآلاف فليس النصر بهم ولكن النصر من عند الله وهو الذي يهيئ أسباب النصر، فلا تعتمد على غير الله سبحانه وتعالى مما جعله الله سببا في النصر،
قال: (( إلا من عند الله العزيز الحكيم )) العزيز: يعني ذو العزة، وعزة الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع: عزة القدر، وعزة القهر، وعزة الامتناع، عزة القدر: يعني الشرف والسيادة والفضل، مثل أن تقول: هذا الشيء عزيز وجوده يعني أنه منفرد بالصفات الكاملة عن غيره، عزة القهر .
الطالب: مفعول ثاني،
الشيخ : مفعول ثاني لأيش ؟
الطالب: لجعل،
الشيخ : لجعل ؟ وإلا منصوب على الاستثناء ؟
الطالب: إذا كان جعل بمعنى صير فمفعول ثاني، إذا ما كان بمعنى صير فهو مفعول لأجله،
الشيخ : يعني ما تصح استثناء ؟
الطالب: لا،
الشيخ : لماذا ؟
الطالب: ما هو مقام استثناء لأنه أداة الحصر،
الشيخ : لأن العامل لم يستكمل معموله .
قال: (( ولتطمئن قلوبكم به )) ولتطمئن: الاطمئنان معناه الاستقرار وعدم القلق، ولاشك أن طمأنينة القلب فيها راحة للنفس، وفيها فتح للتفاؤل والأمل، وفيها ثبات على الأمر بخلاف الإنسان الذي لم يطمئن قلبه فتجده دائما في قلق وضيق، أما إذا اطمئن قلبه فإن ذلك مما يعينه على التحمل والثبات والصبر، ولهذا قال: (( ولتطمئن قلوبكم به )) في آية الأنفال يختلف السياق هناك قال: (( وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم )) وحذف قوله: لكم، وقدم الجار والمجرور على الفاعل، (( ولتطمئن به قلوبكم )) في سورة الأنفال، أما هنا (( ولتطمئن قلوبكم به )) وهذا مما يؤيد أن الآيتين ليستا في غزوة بدر، بل آية الأنفال في عزوة بدر، وهذه في غزوة أحد، ولم يحصل الإمداد لما عرفتم من تخلف الشرط .
ثم قال: (( وما النصر إلا من عند الله )) يعني حتى لو أمددتم بالملائكة ثلاثة الآلاف أو خمسة الآلاف فليس النصر بهم ولكن النصر من عند الله وهو الذي يهيئ أسباب النصر، فلا تعتمد على غير الله سبحانه وتعالى مما جعله الله سببا في النصر،
قال: (( إلا من عند الله العزيز الحكيم )) العزيز: يعني ذو العزة، وعزة الله سبحانه وتعالى ثلاثة أنواع: عزة القدر، وعزة القهر، وعزة الامتناع، عزة القدر: يعني الشرف والسيادة والفضل، مثل أن تقول: هذا الشيء عزيز وجوده يعني أنه منفرد بالصفات الكاملة عن غيره، عزة القهر .
اضيفت في - 2006-04-10