تفسير سورة آل عمران-54b
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
تتمة تفسير الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) .
الشيخ : ثم قال الله تعالى: (( يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة )) أي يريد الله سبحانه وتعالى بكفرهم ألا يجعل لهم حظا أي نصيبا في الآخرة، والإرادة هنا إرادة كونية، أي يشاء الله أن لا يجعل له حظا في الآخرة، أي لا يصير لهم نصيبا في الآخرة لا قليلا ولا كثيرا. وهكذا كل كافر ليس له نصيب في الآخرة، المؤمن له نصيب في الآخرة لكن قد يسبق بعذاب وقد لا يسبق .
ثم قال: (( ولهم عذاب عظيم )) لهم أي لهؤلاء الذين يسارعون في الكفر، (( عذاب )) أي عقوبة، (( عظيم )) أي ذو عظمة، وعظمة كل شيء بحسبه، ففي مقام المدح تكون العظمة مدحا، وفي مقام الذم تكون العظمة ذما، فقوله تعالى: هذا إفك عظيم، هكذا جاء في القرآن ؟ نعم، في أي آية؟ هذا بهتان عظيم: (( سبحانك هذا بهتان عظيم )) كلمة عظيم هنا من باب الذم، (( ولها عرش عظيم )) من باب المدح، المهم أن العظم في كل موضع بحسبه، قد يكون مدحا وقد يكون ذما، هنا العقوبة لاشك أنها مكروهة عند الإنسان أن يعاقب، فهي بالنسبة لعدل الله أو لفعل الله عدل، وبالنسبة للمخلوق المعذب قبح وذم .
ثم قال: (( ولهم عذاب عظيم )) لهم أي لهؤلاء الذين يسارعون في الكفر، (( عذاب )) أي عقوبة، (( عظيم )) أي ذو عظمة، وعظمة كل شيء بحسبه، ففي مقام المدح تكون العظمة مدحا، وفي مقام الذم تكون العظمة ذما، فقوله تعالى: هذا إفك عظيم، هكذا جاء في القرآن ؟ نعم، في أي آية؟ هذا بهتان عظيم: (( سبحانك هذا بهتان عظيم )) كلمة عظيم هنا من باب الذم، (( ولها عرش عظيم )) من باب المدح، المهم أن العظم في كل موضع بحسبه، قد يكون مدحا وقد يكون ذما، هنا العقوبة لاشك أنها مكروهة عند الإنسان أن يعاقب، فهي بالنسبة لعدل الله أو لفعل الله عدل، وبالنسبة للمخلوق المعذب قبح وذم .
1 - تتمة تفسير الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) .
في هذه الآية الكريمة من الفوائد: تهديد هؤلاء الذين يسارعون في الكفر، لقوله: (( ولا يحزنك )) (( إنهم لن يضروا الله )) أي لا يهمنك أمرهم فسوف يعذبون .
ومنها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الخلق، لأنه يحزنه هؤلاء الذين يسارعون في الكفر، ولولا حرصه عليه الصلاة والسلام ما حزن لكفرهم .
ومنها: بيان ما يلحق النبي صلى الله عليه وسلم من الهم أو من الحزن لعدم إسلام الأمة، وذلك لمحبته للخير عليه الصلاة والسلام حتى الذي يسارعون في الكفر يحزنه عملهم لأنه يود أن يسلموا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان ما يقع فيه سفهاء بني آدم من الخطأ والخطل، لكون هؤلاء يسارعون في الكفر مع أنه ضرر عليهم وهلاك .
من فوائد هذه الآية الكريمة: انتفاء الضرر عن الله وأنه لا تضره معصية العاصين كما لا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) .
فإن قيل: إن الله قد أثبت أن بعض عباده يؤذيه في قوله تعالى: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة )) وفي قوله في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأن الدهر ) فكيف نجمع بين نفي الضرر وإثبات الأذية ؟
فالجواب أن يقال: لا يلزم من الأذية الضرر، فقد يتأذى الإنسان بالشيء ولا يتضرر به، أرأيت لو صلى إلى جانبك أو جلس إلى جانبك رجل قد أكل بصلا وثوما فإنك تتأذى بما معه أو برائحته ولكن لا تتضرر، فلا يلزم من الأذية أن يتضرر، وحينئذ لا معارضة بين نفي الضرر عن الله عزوجل وإثبات الأذية .
ومن فوائد هذه الآية: بيان غنى الله عزوجل عن كل من سواه، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )).
ومنها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الخلق، لأنه يحزنه هؤلاء الذين يسارعون في الكفر، ولولا حرصه عليه الصلاة والسلام ما حزن لكفرهم .
ومنها: بيان ما يلحق النبي صلى الله عليه وسلم من الهم أو من الحزن لعدم إسلام الأمة، وذلك لمحبته للخير عليه الصلاة والسلام حتى الذي يسارعون في الكفر يحزنه عملهم لأنه يود أن يسلموا .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: بيان ما يقع فيه سفهاء بني آدم من الخطأ والخطل، لكون هؤلاء يسارعون في الكفر مع أنه ضرر عليهم وهلاك .
من فوائد هذه الآية الكريمة: انتفاء الضرر عن الله وأنه لا تضره معصية العاصين كما لا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) .
فإن قيل: إن الله قد أثبت أن بعض عباده يؤذيه في قوله تعالى: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة )) وفي قوله في الحديث القدسي: ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأن الدهر ) فكيف نجمع بين نفي الضرر وإثبات الأذية ؟
فالجواب أن يقال: لا يلزم من الأذية الضرر، فقد يتأذى الإنسان بالشيء ولا يتضرر به، أرأيت لو صلى إلى جانبك أو جلس إلى جانبك رجل قد أكل بصلا وثوما فإنك تتأذى بما معه أو برائحته ولكن لا تتضرر، فلا يلزم من الأذية أن يتضرر، وحينئذ لا معارضة بين نفي الضرر عن الله عزوجل وإثبات الأذية .
ومن فوائد هذه الآية: بيان غنى الله عزوجل عن كل من سواه، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )).
إثبات الإرادة لله عز وجل والفرق بين أقسامها.
ومن فوائدها: إثبات الإرادة لله عزوجل، لقوله: (( يريد أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة ))،
وقد قسم العلماء إرادة الله تعالى إلى قسمين: إرادة كونية وإرادة شرعية، فالكونية هي ما يتعلق بفعله، والشرعية ما يتعلق بشرعه، الكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة، الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد، أفهمتم ؟ فإذا الفروق كم ؟ ثلاثة، الأول: أن الإرادة الكونية تتعلق بفعله، والثانية بشرعه، ثانيا: الكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة، الثالث: الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم .
فإذا قال قائل: ما تقولون في إيمان أبي بكر أهو مراد بالإرادة الكونية أو الشرعية ؟ والجواب أنت يا أخ ؟ إرادة كونية وشرعية، صحيح ؟ صحيح، لأنه وقع بالإرادة الكونية، ولأنه متعلق بالشرع بما يحبه الله.
وما تقول في إيمان أبي لهب ؟ مراد شرعا لا كونا، لأن الله لو أراده كونا لكان .
وما تقولون في كفر المسلم ؟
الطالب: إرادة شرعية،
الشيخ : هل هو مراد لله أو لا ؟
الطالب: هذا كونية،
الشيخ : لا هو الآن مسلم ما تقول في كفره هو الآن مسلم، نعم .
الطالب: هذه إرادة شرعية ،
الشيخ : يريد الله منه أن يكفر شرعا ؟
الطالب: لا يلزم أن يتحقق،
الشيخ : المهم الآن هذا مسلم فما تقول بالنسبة لكفره، ... وهو الآن مسلم، هل هو مراد شرعا أو مراد كونا ؟
الطالب: كونا،
الشيخ : كونا ؟
الشيخ : يا ابن داود ؟ ليس مرادا لا كونا ولا شرعا، واضح ؟ لأنه الآن مسلم ما كفر، لو أراد الله أن يكفر لكفر، وهل هو مراد شرعا كفره ؟ لا، إذا هذا انتفى فيه الإرادتان، وإيمان المؤمن اجتمعت فيه الإرادتان، صح ؟ طيب إيمان الكافر ؟ إرادة شرعية، كفر الكافر ؟ الكونية، هو مراد كونا غير مراد شرعا، وإيمان الكافر مراد شرعا غير مراد كونا، وإسلام المسلم مراد كونا وشرعا، وكفر الكافر مراد كونا لا شرعا، واضح الآن ؟ إذا فيه ما تجتمع فيه الإرادتان وما تنتفي فيه الإرادتان، وما فيه الإرادة الشرعية فقط وما فيه الإرادة الكونية فقط، عرفتم ؟ وهذا التقسيم لا تظنوا أنه مجرد تزيين، التقسيم هذا مهم، لأن من الناس من قال إن المعاصي غير مرادة لله لا كونا ولا شرعا مع أنها واقعة، فيقولون: إن معصية العاصي غير مرادة لله لا كونا ولا شرعا، نوافقهم على أيش ؟ على شرعا، غير مرادة شرعا لكنها مرادة كونا، ولهذا يقولون: كل المعاصي فهي محبوبة لله، لأيش ؟ قال: لأن الله أرادها كونا، فإذا أرادها كونا لو أنه يحبها ما أرادها، وعلى هذا يتبين أن هذا التقسيم ليس مجرد وشي وتزيين للفظ، بل وراءه أمر معنوي.
وقد قسم العلماء إرادة الله تعالى إلى قسمين: إرادة كونية وإرادة شرعية، فالكونية هي ما يتعلق بفعله، والشرعية ما يتعلق بشرعه، الكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة، الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم فيها وقوع المراد، أفهمتم ؟ فإذا الفروق كم ؟ ثلاثة، الأول: أن الإرادة الكونية تتعلق بفعله، والثانية بشرعه، ثانيا: الكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة، الثالث: الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم .
فإذا قال قائل: ما تقولون في إيمان أبي بكر أهو مراد بالإرادة الكونية أو الشرعية ؟ والجواب أنت يا أخ ؟ إرادة كونية وشرعية، صحيح ؟ صحيح، لأنه وقع بالإرادة الكونية، ولأنه متعلق بالشرع بما يحبه الله.
وما تقول في إيمان أبي لهب ؟ مراد شرعا لا كونا، لأن الله لو أراده كونا لكان .
وما تقولون في كفر المسلم ؟
الطالب: إرادة شرعية،
الشيخ : هل هو مراد لله أو لا ؟
الطالب: هذا كونية،
الشيخ : لا هو الآن مسلم ما تقول في كفره هو الآن مسلم، نعم .
الطالب: هذه إرادة شرعية ،
الشيخ : يريد الله منه أن يكفر شرعا ؟
الطالب: لا يلزم أن يتحقق،
الشيخ : المهم الآن هذا مسلم فما تقول بالنسبة لكفره، ... وهو الآن مسلم، هل هو مراد شرعا أو مراد كونا ؟
الطالب: كونا،
الشيخ : كونا ؟
الشيخ : يا ابن داود ؟ ليس مرادا لا كونا ولا شرعا، واضح ؟ لأنه الآن مسلم ما كفر، لو أراد الله أن يكفر لكفر، وهل هو مراد شرعا كفره ؟ لا، إذا هذا انتفى فيه الإرادتان، وإيمان المؤمن اجتمعت فيه الإرادتان، صح ؟ طيب إيمان الكافر ؟ إرادة شرعية، كفر الكافر ؟ الكونية، هو مراد كونا غير مراد شرعا، وإيمان الكافر مراد شرعا غير مراد كونا، وإسلام المسلم مراد كونا وشرعا، وكفر الكافر مراد كونا لا شرعا، واضح الآن ؟ إذا فيه ما تجتمع فيه الإرادتان وما تنتفي فيه الإرادتان، وما فيه الإرادة الشرعية فقط وما فيه الإرادة الكونية فقط، عرفتم ؟ وهذا التقسيم لا تظنوا أنه مجرد تزيين، التقسيم هذا مهم، لأن من الناس من قال إن المعاصي غير مرادة لله لا كونا ولا شرعا مع أنها واقعة، فيقولون: إن معصية العاصي غير مرادة لله لا كونا ولا شرعا، نوافقهم على أيش ؟ على شرعا، غير مرادة شرعا لكنها مرادة كونا، ولهذا يقولون: كل المعاصي فهي محبوبة لله، لأيش ؟ قال: لأن الله أرادها كونا، فإذا أرادها كونا لو أنه يحبها ما أرادها، وعلى هذا يتبين أن هذا التقسيم ليس مجرد وشي وتزيين للفظ، بل وراءه أمر معنوي.
تتمة فوائد الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) .
من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه لا حظ للكافر في الآخرة لأنه مخلد في النار، لقوله: (( يريد الله أن لا يجعل لهم حظا في الآخرة )) .
ومن فوائدها بالمفهوم: أن الكافر قد يكون له حظ في الدنيا، وكفره لا يمنعه من الحظ في الدنيا.
فإن قال قائل: إن الله قال في كتابه: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) فهذا يدل على أن الكافر لا يحصل له نعيم في الدنيا ؟
قلنا: نعم الأصل أن لا يحصل له نعيم في الدنيا، هذا الأصل، لكنه قد ينعم استدراجا كما قال تعالى: (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الآخرة، وأنها حق، وأن الناس ينقسمون فيها إلى قسمين: منهم من له نصيب ومنهم من لا نصيب له، لقوله: (( في الآخرة )) .
ومن فوائدها: إثبات العقوبة لهؤلاء الكفار، فليس حظهم أن لا يجدوا حظا في الآخرة، بل لا يجدون حظا في الآخرة ومع ذلك يعذبون، ليت الأمر أن يحرموا من النعيم أو من الحظ والنصيب بل الأمر أشد، ولهذا يقولون: (( يا مالك ليقض علينا ربك )) نستريح، (( وقال الذين كفروا في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) ـ نسأل الله العافية ـ.
ومن فوائدها بالمفهوم: أن الكافر قد يكون له حظ في الدنيا، وكفره لا يمنعه من الحظ في الدنيا.
فإن قال قائل: إن الله قال في كتابه: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) فهذا يدل على أن الكافر لا يحصل له نعيم في الدنيا ؟
قلنا: نعم الأصل أن لا يحصل له نعيم في الدنيا، هذا الأصل، لكنه قد ينعم استدراجا كما قال تعالى: (( والذين كفروا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين )) .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات الآخرة، وأنها حق، وأن الناس ينقسمون فيها إلى قسمين: منهم من له نصيب ومنهم من لا نصيب له، لقوله: (( في الآخرة )) .
ومن فوائدها: إثبات العقوبة لهؤلاء الكفار، فليس حظهم أن لا يجدوا حظا في الآخرة، بل لا يجدون حظا في الآخرة ومع ذلك يعذبون، ليت الأمر أن يحرموا من النعيم أو من الحظ والنصيب بل الأمر أشد، ولهذا يقولون: (( يا مالك ليقض علينا ربك )) نستريح، (( وقال الذين كفروا في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب )) ـ نسأل الله العافية ـ.
4 - تتمة فوائد الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليمٌ )) .
ثم قال الله تعالى: (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم )) هذه الآية صلتها بما قبلها أنها كالتوكيد لها، قوله: (( إن الذين اشتروا الكفر )) أي اختاروا الكفر على الإيمان، وإلا فإن الكفر ليس سلعة يباع ويشترى، فالاشتراء هنا بمعنى الاختيار وترك الطرف الآخر.
وقوله: (( اشتروا الكفر بالإيمان )) إذا قال قائل: هم لم يؤمنوا ؟
قلنا لكن اختيارهم للكفر أخرجهم من الفطرة التي كانوا عليها وهي التوحيد، فهم اشتروا الكفر بعد الإيمان، وسبق معنى الكفر، وأما الإيمان فإنه في اللغة قيل: التصديق، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: (( وما أنت بمؤمن لنا )) وقيل: الإقرار، والإقرار أخص من التصديق، واستدل هؤلاء بأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة فلابد أن تتعدى بما تتعدى به، ومن المعلوم أن الإيمان لا يتعدى كما يتعدى التصديق، فإنك تقول: صدقته ولا تقول آمنته، لا تقول آمنته، إذا فليس معناهما واحدة، بل معنى الإيمان الإقرار، وهذا في اللغة، أما في الشرع فهو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، ليس مجرد الإقرار الإيمان، بل لابد من أن يقبل ما جاء به الرسول ويذعن له، ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنا مع أنه مقر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يقبله ولم يذعن له فلم يكن مؤمنا، وإذا كان هذا هو الإيمان أي الإقرار المستلزم للقبول والإذعان فإنه يتضمن جميع شرائع الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، أن الإيمان شامل للاعتقاد وقول اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب أيضا، عمل القلب والجوارح وقول اللسان واعتقاد القلب، أربعة أشياء كلها من الإيمان .
(( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم )) (( لن يضروا الله شيئا )) كالآيات السابقة تماما، (( ولهم عذاب أليم )) هنا قال: إنه أليم، وهناك قال: إنه عظيم، فيجتمع في عذابهم ـ والعياذ بالله ـ العظم والألم، و (( أليم )) هنا بمعنى مؤلم، بمعنى مؤلم، وليست بمعنى شديد، فهي بمعنى اسم الفاعل من الرباعي من آلمه يؤلمه إيلاما فهو مؤلم .
وهل يأتي فعيل بمعنى مفعل ؟
الطلب: نعم،
الشيخ : مثاله ؟
الطلب: سميع بمعنى مسمع،
الشيخ : أي نعم صح، السميع بمعنى مسمع على حد قول الشاعر:
أمن ريحانة الداع السميع يؤرقني وأصحابي هجوع،
الداعي السميع يعني المسمع .
وقوله: (( اشتروا الكفر بالإيمان )) إذا قال قائل: هم لم يؤمنوا ؟
قلنا لكن اختيارهم للكفر أخرجهم من الفطرة التي كانوا عليها وهي التوحيد، فهم اشتروا الكفر بعد الإيمان، وسبق معنى الكفر، وأما الإيمان فإنه في اللغة قيل: التصديق، واستدلوا لذلك بقوله تعالى: (( وما أنت بمؤمن لنا )) وقيل: الإقرار، والإقرار أخص من التصديق، واستدل هؤلاء بأن الكلمة إذا كانت بمعنى الكلمة فلابد أن تتعدى بما تتعدى به، ومن المعلوم أن الإيمان لا يتعدى كما يتعدى التصديق، فإنك تقول: صدقته ولا تقول آمنته، لا تقول آمنته، إذا فليس معناهما واحدة، بل معنى الإيمان الإقرار، وهذا في اللغة، أما في الشرع فهو الإقرار المستلزم للقبول والإذعان، ليس مجرد الإقرار الإيمان، بل لابد من أن يقبل ما جاء به الرسول ويذعن له، ولهذا لم يكن أبو طالب مؤمنا مع أنه مقر بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يقبله ولم يذعن له فلم يكن مؤمنا، وإذا كان هذا هو الإيمان أي الإقرار المستلزم للقبول والإذعان فإنه يتضمن جميع شرائع الإسلام كما هو مذهب أهل السنة والجماعة، أن الإيمان شامل للاعتقاد وقول اللسان وعمل الجوارح وعمل القلب أيضا، عمل القلب والجوارح وقول اللسان واعتقاد القلب، أربعة أشياء كلها من الإيمان .
(( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم )) (( لن يضروا الله شيئا )) كالآيات السابقة تماما، (( ولهم عذاب أليم )) هنا قال: إنه أليم، وهناك قال: إنه عظيم، فيجتمع في عذابهم ـ والعياذ بالله ـ العظم والألم، و (( أليم )) هنا بمعنى مؤلم، بمعنى مؤلم، وليست بمعنى شديد، فهي بمعنى اسم الفاعل من الرباعي من آلمه يؤلمه إيلاما فهو مؤلم .
وهل يأتي فعيل بمعنى مفعل ؟
الطلب: نعم،
الشيخ : مثاله ؟
الطلب: سميع بمعنى مسمع،
الشيخ : أي نعم صح، السميع بمعنى مسمع على حد قول الشاعر:
أمن ريحانة الداع السميع يؤرقني وأصحابي هجوع،
الداعي السميع يعني المسمع .
5 - تفسير الآية : (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليمٌ )) . أستمع حفظ
فوائد الآية : (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليمٌ )) .
في هذه الآية الكريمة: بيان شدة رغبة الكفار بالكفر، لأنهم اشتروه اشتراء، والمشتري طالب للسلعة، فهم يأخذونها ـ والعياذ بالله ـ عن رغبة، يأخذون الكفر عن رغبة .
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان خسران هؤلاء حيث أخذوا الكفر بدلا عن الإيمان، وهذه أخسر صفقة على وجه الأرض أن يأخذ الإنسان الكفر بالإيمان، طائعا طيبة به نفسه ـ والعياذ بالله ـ.
ومن فوائدها: بيان كمال الله عزوجل وأنه لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) .
ومن فوائدها: كمال سلطان الله، حيث إن هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان لم يضروا الله شيئا، مع أن المعروف أن الملك كلما قلت جنوده ضعفت قوته إلا الله عزوجل فإنه لا يضره شيء.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن عذاب هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان عذاب مؤلم، ولذلك قال الله تعالى: (( وهم يصطرخون فيها )) يصارخون: (( ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )) فينادون توبيخا: (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير )) .
ومن فوائد الآية الكريمة: بيان خسران هؤلاء حيث أخذوا الكفر بدلا عن الإيمان، وهذه أخسر صفقة على وجه الأرض أن يأخذ الإنسان الكفر بالإيمان، طائعا طيبة به نفسه ـ والعياذ بالله ـ.
ومن فوائدها: بيان كمال الله عزوجل وأنه لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائعين، لقوله: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) .
ومن فوائدها: كمال سلطان الله، حيث إن هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان لم يضروا الله شيئا، مع أن المعروف أن الملك كلما قلت جنوده ضعفت قوته إلا الله عزوجل فإنه لا يضره شيء.
ومن فوائد الآية الكريمة: أن عذاب هؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان عذاب مؤلم، ولذلك قال الله تعالى: (( وهم يصطرخون فيها )) يصارخون: (( ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل )) فينادون توبيخا: (( أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير )) .
6 - فوائد الآية : (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليمٌ )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم ... )) .
ثم قال الله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )) (( ولا يحسبن الذين كفروا )) أي لا يظن الذين كفروا، وفيها قراءة ثانية سبعية: (( ولا تحسبن الذين كفروا )) وقوله: (( أنما نملي لهم )) أي نمهلهم عن الأخذ بالعقوبة، خيرا أو خير ؟ (( خير لأنفسهم )).
وهنا يقع تساؤل: لماذا كانت خير مع أنه قال: (( نملي )) والفعل المضارع ينصب المفعول به ؟ ... لكن أنما: هنا ما اسم موصول، أو أنما حرف حصر ؟
الطالب: أنما: اسم موصول من أسماء ... ،
الشيخ : صح إذا يكون التقدير: أن الذي نملي لهم خير، مع أن عندي مرسومة متصلة بأن، فصورتها صورة الحصر، ولكن هذا لا يمنع من أن تكون اسما موصولا، لأن العلماء اتبعوا في رسم المصحف الرسم العثماني، وإلا لو مشينا على القاعدة الموجودة الآن لكتبت أن وحدها وما وحدها .
قال الله تعالى: (( إنما نملي لهم )) هذه إنما على الحصر (( إنما نملي لهم )) أي نمهلهم (( ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )) قوله: (( ليزدادوا إثما )) اللام للتعليل باعتبار فعل الله، يعني أنه عزوجل يملي من أجل زيادة الإثم، وللعاقبة باعتبار حال المشركين أو الكافرين، لأنهم ما كفروا لأجل أن يزدادوا إثما ولكن كفرهم كان سببا لزيادة الإثم، وقوله: (( ليزدادوا إثما )) أي إلى إثمهم، لأن الرجل إذا كفر عشرة أيام وزاد يوما زاد كفرا، إذا زاد عشرة أيام أخرى زاد أكثر وهكذا، فهم ـ والعياذ بالله ـ لا يستفيدون من دنياهم بل يزدادون بذلك كفرا.
(( ولهم عذاب مهين )) مهين: مذل من الإهانة، وذلك لأنهم إنما كفروا استكبارا وعلوا فعوقبوا بعذاب يذلهم ويهينهم
وهنا يقع تساؤل: لماذا كانت خير مع أنه قال: (( نملي )) والفعل المضارع ينصب المفعول به ؟ ... لكن أنما: هنا ما اسم موصول، أو أنما حرف حصر ؟
الطالب: أنما: اسم موصول من أسماء ... ،
الشيخ : صح إذا يكون التقدير: أن الذي نملي لهم خير، مع أن عندي مرسومة متصلة بأن، فصورتها صورة الحصر، ولكن هذا لا يمنع من أن تكون اسما موصولا، لأن العلماء اتبعوا في رسم المصحف الرسم العثماني، وإلا لو مشينا على القاعدة الموجودة الآن لكتبت أن وحدها وما وحدها .
قال الله تعالى: (( إنما نملي لهم )) هذه إنما على الحصر (( إنما نملي لهم )) أي نمهلهم (( ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين )) قوله: (( ليزدادوا إثما )) اللام للتعليل باعتبار فعل الله، يعني أنه عزوجل يملي من أجل زيادة الإثم، وللعاقبة باعتبار حال المشركين أو الكافرين، لأنهم ما كفروا لأجل أن يزدادوا إثما ولكن كفرهم كان سببا لزيادة الإثم، وقوله: (( ليزدادوا إثما )) أي إلى إثمهم، لأن الرجل إذا كفر عشرة أيام وزاد يوما زاد كفرا، إذا زاد عشرة أيام أخرى زاد أكثر وهكذا، فهم ـ والعياذ بالله ـ لا يستفيدون من دنياهم بل يزدادون بذلك كفرا.
(( ولهم عذاب مهين )) مهين: مذل من الإهانة، وذلك لأنهم إنما كفروا استكبارا وعلوا فعوقبوا بعذاب يذلهم ويهينهم
فوائد الآية : (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خيرٌ لأنفسهم ... )) .
يقول الله عزوجل: (( ولا يحسبن الذين كفروا ... ))
من فوائد هذه الآية: أنه يجب على الإنسان أن لا يظن أن إمهال الله له خير له، من أين تؤخذ ؟ من النهي، والأصل في النهي التحريم، فلا يجوز للإنسان أن يغتر بإمهال الله له .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله عزوجل بحكمته قد يستدرج بعض الخلق فيعطيه النعم تترى وذاك متجاوز لحدوده، ليبلغ في الطغيان غايته حتى إذا أخذه لم يفلته، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) .
فإن قال قائل: هل تقيسون العاصي على الكافر ؟ بمعنى أنه قد يمهل له وهو مقيم على المعصية ؟
قد نقول بالقياس بجامع أن كل واحد منهما أمهله الله ولم يعاقبه، وقد نقول بعدم القياس، وذلك لأن الكفر أعظم من الفسوق، ولكن من رجع إلى ظاهر القرآن تبين له أنه حتى الفاسق ربما يمهل له، في قوله تعالى: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) .
من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يعتبر في عمره، وهل هو قد أمضاه في طاعة الله فليبشر بالخير، وإن أمضاه في معصية الله والله تعالى يدر عليه النعم فليعلم أن هذا استدراج .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الإنسان قد يغتر بظواهر الحال ولو كان من المتقين، لقوله: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما )) فالإنسان قد يغتر بظاهر الحال ويقول إن الله لم ينعم علي نعمة إلا لأنني أهل، كما قال قارون: (( إنما أوتيته على علم عندي )) .
من فوائد الآية الكريمة: إثبات زيادة الآثام، لقوله: (( ليزدادوا إثما )) فتدل بالمفهوم على زيادة الإيمان، كذا ؟ لأنه إذا زادوا إثما فما نقص عن الإثم كانت زيادة في الإيمان، ولهذا قال أهل السنة والجماعة: إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات العقوبة المذلة لهؤلاء، لقوله: (( ولهم عذاب مهين )) .
ومن فوائدها أيضا: أن الجزاء من جنس العمل، فإن هؤلاء لما استكبروا على الخلق وعلوا عليهم أذلهم الله
من فوائد هذه الآية: أنه يجب على الإنسان أن لا يظن أن إمهال الله له خير له، من أين تؤخذ ؟ من النهي، والأصل في النهي التحريم، فلا يجوز للإنسان أن يغتر بإمهال الله له .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن الله عزوجل بحكمته قد يستدرج بعض الخلق فيعطيه النعم تترى وذاك متجاوز لحدوده، ليبلغ في الطغيان غايته حتى إذا أخذه لم يفلته، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته وتلا قوله تعالى: (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) .
فإن قال قائل: هل تقيسون العاصي على الكافر ؟ بمعنى أنه قد يمهل له وهو مقيم على المعصية ؟
قد نقول بالقياس بجامع أن كل واحد منهما أمهله الله ولم يعاقبه، وقد نقول بعدم القياس، وذلك لأن الكفر أعظم من الفسوق، ولكن من رجع إلى ظاهر القرآن تبين له أنه حتى الفاسق ربما يمهل له، في قوله تعالى: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) .
من فوائد هذه الآية الكريمة: أنه يجب على الإنسان أن يعتبر في عمره، وهل هو قد أمضاه في طاعة الله فليبشر بالخير، وإن أمضاه في معصية الله والله تعالى يدر عليه النعم فليعلم أن هذا استدراج .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: الإشارة إلى أن الإنسان قد يغتر بظواهر الحال ولو كان من المتقين، لقوله: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما )) فالإنسان قد يغتر بظاهر الحال ويقول إن الله لم ينعم علي نعمة إلا لأنني أهل، كما قال قارون: (( إنما أوتيته على علم عندي )) .
من فوائد الآية الكريمة: إثبات زيادة الآثام، لقوله: (( ليزدادوا إثما )) فتدل بالمفهوم على زيادة الإيمان، كذا ؟ لأنه إذا زادوا إثما فما نقص عن الإثم كانت زيادة في الإيمان، ولهذا قال أهل السنة والجماعة: إن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة: إثبات العقوبة المذلة لهؤلاء، لقوله: (( ولهم عذاب مهين )) .
ومن فوائدها أيضا: أن الجزاء من جنس العمل، فإن هؤلاء لما استكبروا على الخلق وعلوا عليهم أذلهم الله
الإقرار هل هو أخص من التصديق .؟
السائل : الإقرار هل هو أخص من التصديق في قوله تعالى: (( والذي جاء بالصدق وصدق به )) هنا نقول الله أقر ... ؟
الشيخ : لا يا أخي، أقره غير أقر به، أقره يعني لم ينكر عليه، وأقر به اعترف به، لكن أقر أخص ليس كل مصدق مقرا، يعني يصدق وفي نفسه شيء
الشيخ : لا يا أخي، أقره غير أقر به، أقره يعني لم ينكر عليه، وأقر به اعترف به، لكن أقر أخص ليس كل مصدق مقرا، يعني يصدق وفي نفسه شيء
التصديق والإيمان ما هو الفرق بينهما.؟
السائل : عدم المفارقة بين التصديق والإيمان هل هو مبرر لأن نقول بأن الإيمان هو الإقرار لا التصديق، وما الجواب على قوله تعالى : (( وما أنت بمؤمن لنا )) ؟
الشيخ : واضح لأنه مصدق، هنا مؤمن بمعنى مصدق، فالإيمان إذا تعدى باللام صار بمعنى التصديق، الإيمان المعدى بالباء كما هو الإيمان بالله وملائكته ... لا يطابق الإيمان بالتصديق، هذا البحث في الحقيقة ما رأيت أحدا بحثه وسدد فيه إلا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان، وأنكر على من قال إن الإيمان هو التصديق .
الشيخ : واضح لأنه مصدق، هنا مؤمن بمعنى مصدق، فالإيمان إذا تعدى باللام صار بمعنى التصديق، الإيمان المعدى بالباء كما هو الإيمان بالله وملائكته ... لا يطابق الإيمان بالتصديق، هذا البحث في الحقيقة ما رأيت أحدا بحثه وسدد فيه إلا شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان، وأنكر على من قال إن الإيمان هو التصديق .
الكافر هل يدعا له بالهداية وهل تجب دعوته.؟
السائل : بالنسبة للكافر عندما تشاهده إذا كان قريبا تتأسف له وتتمنى له الهداية وهل تدعو له ؟ الشيخ : نعم، تقول: اللهم اهده، لاسيما إذا كان من الرؤساء لأن الرؤساء إذا هداهم الله اهتدى بهم أمة ...
الطالب: هل القراءات في: (( ولا تحسبن )) بكسر السين ؟
الشيخ : ما أعرف الذي عندي ما ذكر بكسر السين يقول: (( تحسَبن )) بس .
الطالب: قوله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير من أنفسهم )) ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا )) هذا مبتدأ المناقشة ؟ قبلها .
الطالب: هل القراءات في: (( ولا تحسبن )) بكسر السين ؟
الشيخ : ما أعرف الذي عندي ما ذكر بكسر السين يقول: (( تحسَبن )) بس .
الطالب: قوله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملي لهم خير من أنفسهم )) ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيمة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعملون خبير لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد )).
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قال الله تبارك وتعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا )) هذا مبتدأ المناقشة ؟ قبلها .
مناقشة حول الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )).
الشيخ : قال الله تعالى: (( ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا ... )) الخطاب في هذه الآية لمن ؟
الطالب: للنبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ولا تصح لكل من يتأتى خطابه ؟
الطالب: لا،
الشيخ : لا يصح طيب.
الشيخ : ما الذي يفيده هذا النهي ؟
الطالب: يفيده بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حرصه وحزنه على عدم إيمان هؤلاء الكفار،
الشيخ : أحسنت، يعني يفيد حزن النبي عليه الصلاة والسلام على عدم إسلام هؤلاء الكفار، وعلى مسارعتهم في الكفر .
الشيخ : قوله: (( يسارعون في الكفر )) لماذا عدى يسارعون بفي مع أن المعروف أنها تعدى بإلى ؟ معروف أن يسارع تتعدى بإلى مثل: (( وسارعوا إلى مغفرة )) فلماذا عديت هنا بفي ؟
الطالب: المعنى أنهم إذا وصلوا للكفر سارعوا فيه فازدادوا منه وهم كفار.
الشيخ : لكن كيف نخرج أنها عديت بفي مع أنها تعدى بإلى،
الطالب: مر معنا في الدرس أن في بمعنى إلى،
الشيخ : في بمعنى إلى أحسنت هذا وجه، الثاني ؟
الطالب: معنى يسارعون يقعون.
الطالب: المسارعة هو الدخول في الكفر،
الشيخ : يعني إذا التضمين هنا بالفعل لا بالحرف، على المعنى الأول التضمين بالحرف ضمن معنى إلى، وعلى الثاني التضمين في الفعل.
الشيخ : أيهما أفصح يا خالد ؟
الطالب: في الفعل أفصح لأنه يتضمن معنى زائد .
الشيخ : يتضمن المعنى وزيادة، هل لك أن تأتي بمثال سوى هذا يوضح ؟
الطالب: قوله: (( عينا يشرب بها عباد الله ))
الشيخ : يشرب تتعدى بأيش في الأصل ؟
الطالب: بمن ؟
الشيخ : وهنا عديت بالباء، خرجها على الوجهين ؟
الطالب: عين يشرب منها،
الشيخ : هذا وجه يعني الباء ضمنت معنى من،
الطالب: الثاني: ضمن الفعل يعني عين يروى بها ويشرب،
الشيخ : عينا يروى بها وإذا قلنا يروى بها فيتضمن الشرب، لأنه لا ري إلا بعد الشرب .
الشيخ : كيف نجمع بين قوله تعالى: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) وبين قوله تعالى: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) ؟ لا يستلزم من الأذية أن يكون فيها ضرر قد يتأذى الإنسان بشيء ولا يتضرر به، مثل؟
الطالب: الذي يستهزؤون بالنبي عليه الصلاة والسلام،
الشيخ : لا، لا ما نريد مثال بالنسبة لله ورسوله، عادي طبيعي ؟
الطالب: قد يتكلم إنسان على الآخر ولكن لا يضره، يؤذيه ولا يضره،
الشيخ : يؤذيه بكلامه ولا يضره، طيب هذا معنى، حسي ؟ جلس إلى جنبك رجل آكل ثوما، الطالب: أتأذى من الرائحة ولكن لا يضرني،
الشيخ : صح ؟ إذا الآن عندنا مثالين، معنوي يتكلم علي إنسان ويؤذيني بكلامه ولكن ما يضرني، يجلس إلى جنبي وهو آكل ثوما أتأذى به ولكن لا أتضرر، إذا لا يلزم من الأذية الضرر، وبهذا لا يكون هناك تعارض بين هذه الآية وبين قوله: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) .
الشيخ : ما معنى قوله: (( ألا يجعل لهم حظا في الآخرة )) ؟
الطالب: نصيبا،
الشيخ : نصيبا، كلمة حظا هنا هل هي للعموم أو للخصوص ؟
الطالب: للعموم،
الشيخ : بأي طريق كان العموم هنا ؟ العموم له مواضع وطرق، فما هو طريق العموم هنا، يعني ما هو التركيب الذي استفدنا منه العموم ؟
الطالب: لأن النكرة جاءت في سياق النفي،
الشيخ : لأنها نكرة جاءت في سياق النفي، والقاعدة عبيد الله ؟ بأي طريق حصل العموم ؟ الطريق هو أنها نكرة جاءت في سياق النفي .
الطالب: للنبي صلى الله عليه وسلم.
الشيخ : ولا تصح لكل من يتأتى خطابه ؟
الطالب: لا،
الشيخ : لا يصح طيب.
الشيخ : ما الذي يفيده هذا النهي ؟
الطالب: يفيده بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من حرصه وحزنه على عدم إيمان هؤلاء الكفار،
الشيخ : أحسنت، يعني يفيد حزن النبي عليه الصلاة والسلام على عدم إسلام هؤلاء الكفار، وعلى مسارعتهم في الكفر .
الشيخ : قوله: (( يسارعون في الكفر )) لماذا عدى يسارعون بفي مع أن المعروف أنها تعدى بإلى ؟ معروف أن يسارع تتعدى بإلى مثل: (( وسارعوا إلى مغفرة )) فلماذا عديت هنا بفي ؟
الطالب: المعنى أنهم إذا وصلوا للكفر سارعوا فيه فازدادوا منه وهم كفار.
الشيخ : لكن كيف نخرج أنها عديت بفي مع أنها تعدى بإلى،
الطالب: مر معنا في الدرس أن في بمعنى إلى،
الشيخ : في بمعنى إلى أحسنت هذا وجه، الثاني ؟
الطالب: معنى يسارعون يقعون.
الطالب: المسارعة هو الدخول في الكفر،
الشيخ : يعني إذا التضمين هنا بالفعل لا بالحرف، على المعنى الأول التضمين بالحرف ضمن معنى إلى، وعلى الثاني التضمين في الفعل.
الشيخ : أيهما أفصح يا خالد ؟
الطالب: في الفعل أفصح لأنه يتضمن معنى زائد .
الشيخ : يتضمن المعنى وزيادة، هل لك أن تأتي بمثال سوى هذا يوضح ؟
الطالب: قوله: (( عينا يشرب بها عباد الله ))
الشيخ : يشرب تتعدى بأيش في الأصل ؟
الطالب: بمن ؟
الشيخ : وهنا عديت بالباء، خرجها على الوجهين ؟
الطالب: عين يشرب منها،
الشيخ : هذا وجه يعني الباء ضمنت معنى من،
الطالب: الثاني: ضمن الفعل يعني عين يروى بها ويشرب،
الشيخ : عينا يروى بها وإذا قلنا يروى بها فيتضمن الشرب، لأنه لا ري إلا بعد الشرب .
الشيخ : كيف نجمع بين قوله تعالى: (( إنهم لن يضروا الله شيئا )) وبين قوله تعالى: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) ؟ لا يستلزم من الأذية أن يكون فيها ضرر قد يتأذى الإنسان بشيء ولا يتضرر به، مثل؟
الطالب: الذي يستهزؤون بالنبي عليه الصلاة والسلام،
الشيخ : لا، لا ما نريد مثال بالنسبة لله ورسوله، عادي طبيعي ؟
الطالب: قد يتكلم إنسان على الآخر ولكن لا يضره، يؤذيه ولا يضره،
الشيخ : يؤذيه بكلامه ولا يضره، طيب هذا معنى، حسي ؟ جلس إلى جنبك رجل آكل ثوما، الطالب: أتأذى من الرائحة ولكن لا يضرني،
الشيخ : صح ؟ إذا الآن عندنا مثالين، معنوي يتكلم علي إنسان ويؤذيني بكلامه ولكن ما يضرني، يجلس إلى جنبي وهو آكل ثوما أتأذى به ولكن لا أتضرر، إذا لا يلزم من الأذية الضرر، وبهذا لا يكون هناك تعارض بين هذه الآية وبين قوله: (( إن الذين يؤذون الله ورسوله )) .
الشيخ : ما معنى قوله: (( ألا يجعل لهم حظا في الآخرة )) ؟
الطالب: نصيبا،
الشيخ : نصيبا، كلمة حظا هنا هل هي للعموم أو للخصوص ؟
الطالب: للعموم،
الشيخ : بأي طريق كان العموم هنا ؟ العموم له مواضع وطرق، فما هو طريق العموم هنا، يعني ما هو التركيب الذي استفدنا منه العموم ؟
الطالب: لأن النكرة جاءت في سياق النفي،
الشيخ : لأنها نكرة جاءت في سياق النفي، والقاعدة عبيد الله ؟ بأي طريق حصل العموم ؟ الطريق هو أنها نكرة جاءت في سياق النفي .
12 - مناقشة حول الآية : (( و لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئاً ... )). أستمع حفظ
منافشة حول الآية : (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئاً ولهم عذابٌ أليمٌ )) .
الشيخ : ما معنى قوله: (( اشتروا الكفر بالإيمان )) ؟
الطالب: استبدلوا الكفر بالإيمان،
الشيخ : يعني أخذوا الكفر بديلا عن الإيمان .
الشيخ : يقول علماء البلاغة إن في هذه الجملة مجاز بالاستعارة التصريحية التبعية أو الاستعارة المكنية هل تعرف ذلك ؟
الطالب: يعني في قوله: (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان ))
الشيخ : أي نعم، يعني هذه يجوز أن تجعلها استعارة تبعية أو استعارة مكنية ؟
الطالب: أجتهد ؟
الشيخ : اجتهد إما أن تخطئ وإما أن تصيب ؟
الطالب: الكفر لا يشترى ومع ذلك قال الله عزوجل: (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان )) فهذه استعارة، كأنه شبه الكفر بالسلعة تشترى،
الشيخ : فاستعار الكفر من الإيمان، فحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، الظاهر ما عندكم علم بالبلاغة ؟ شبه الكفر بالسلعة التي تباع وتشترى وحذف المشبه به، لكن رمز إليه بشيء من لوازمه وهو الشراء،
الشيخ : طيب هذا على أنها مكنية، على أنها تصريحية تبعية ؟ ... التصريحية التبعية معناه أنها تجرى الاستعارة بالفعل أو باسم الفاعل يعني بالشيء مشترك، فهنا اشتروا بمعنى اختاروا، فشبه الاختيار بالشراء ثم اشتق من لفظ الشراء اشتروا على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، عرفتم ؟ اتركوها مادام أنا ظننت أن فيه دراسة سابقة .
الشيخ : في قوله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم )) إشكال نحوي ؟ الطالب: أنه رفع خير، ورفعت لأنها خبر أن
الشيخ : أين اسمها ؟
الطالب: الاسم الموصول
الشيخ : الاسم الموصول ما .
الشيخ : هل الكتابة هنا في المصحف جارية على القواعد المعروفة الآن ؟
الطالب: غير جار على القواعد،
الشيخ : القاعدة المعروفة الآن أن نفصل أن عن ما، لأنها اسم موصول، وهنا كتابتها كأنها أداة حصر.
الشيخ : ما معنى الإملاء في قوله: (( أنما نملي لهم )) ويش معنى نملي لهم ؟
الطالب: نستدرجهم،
الشيخ : أملى له نمهله، إنما نملي لهم نمهله .
الشيخ : اللام في قوله تعالى: (( ليزدادوا إثما )) هل هي للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب: للتعليل،
الشيخ : التعليل يعني أن الله أمهلهم من أجل زيادة الإثم، فيكون الله تعالى قد أراد منهم شرا.
اللام للتعليل، الله سبحانه وتعالى أملى لهم حتى يزدادوا إثما أو أنها للعاقبة ... الوجهان،
الشيخ : يعني باعتبار فعل الله يجوز أن نجعلها للتعليل، وباعتبار فعلهم هم ما هم عليه تكون للعاقبة ولابد، لأنهم هم لا يحبون أن تطول أعمارهم لأجل أن يزدادوا إثما، لكن الله عزوجل قد يحب ذلك لحكمة تقتضي هذا.
الطالب: استبدلوا الكفر بالإيمان،
الشيخ : يعني أخذوا الكفر بديلا عن الإيمان .
الشيخ : يقول علماء البلاغة إن في هذه الجملة مجاز بالاستعارة التصريحية التبعية أو الاستعارة المكنية هل تعرف ذلك ؟
الطالب: يعني في قوله: (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان ))
الشيخ : أي نعم، يعني هذه يجوز أن تجعلها استعارة تبعية أو استعارة مكنية ؟
الطالب: أجتهد ؟
الشيخ : اجتهد إما أن تخطئ وإما أن تصيب ؟
الطالب: الكفر لا يشترى ومع ذلك قال الله عزوجل: (( إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان )) فهذه استعارة، كأنه شبه الكفر بالسلعة تشترى،
الشيخ : فاستعار الكفر من الإيمان، فحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، الظاهر ما عندكم علم بالبلاغة ؟ شبه الكفر بالسلعة التي تباع وتشترى وحذف المشبه به، لكن رمز إليه بشيء من لوازمه وهو الشراء،
الشيخ : طيب هذا على أنها مكنية، على أنها تصريحية تبعية ؟ ... التصريحية التبعية معناه أنها تجرى الاستعارة بالفعل أو باسم الفاعل يعني بالشيء مشترك، فهنا اشتروا بمعنى اختاروا، فشبه الاختيار بالشراء ثم اشتق من لفظ الشراء اشتروا على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية، عرفتم ؟ اتركوها مادام أنا ظننت أن فيه دراسة سابقة .
الشيخ : في قوله تعالى: (( ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم )) إشكال نحوي ؟ الطالب: أنه رفع خير، ورفعت لأنها خبر أن
الشيخ : أين اسمها ؟
الطالب: الاسم الموصول
الشيخ : الاسم الموصول ما .
الشيخ : هل الكتابة هنا في المصحف جارية على القواعد المعروفة الآن ؟
الطالب: غير جار على القواعد،
الشيخ : القاعدة المعروفة الآن أن نفصل أن عن ما، لأنها اسم موصول، وهنا كتابتها كأنها أداة حصر.
الشيخ : ما معنى الإملاء في قوله: (( أنما نملي لهم )) ويش معنى نملي لهم ؟
الطالب: نستدرجهم،
الشيخ : أملى له نمهله، إنما نملي لهم نمهله .
الشيخ : اللام في قوله تعالى: (( ليزدادوا إثما )) هل هي للتعليل أو للعاقبة ؟
الطالب: للتعليل،
الشيخ : التعليل يعني أن الله أمهلهم من أجل زيادة الإثم، فيكون الله تعالى قد أراد منهم شرا.
اللام للتعليل، الله سبحانه وتعالى أملى لهم حتى يزدادوا إثما أو أنها للعاقبة ... الوجهان،
الشيخ : يعني باعتبار فعل الله يجوز أن نجعلها للتعليل، وباعتبار فعلهم هم ما هم عليه تكون للعاقبة ولابد، لأنهم هم لا يحبون أن تطول أعمارهم لأجل أن يزدادوا إثما، لكن الله عزوجل قد يحب ذلك لحكمة تقتضي هذا.
اضيفت في - 2006-04-10