تفسير سورة النساء-07a
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
تفسير القرآن الكريم
لو قلنا إن الذي يقر بالزنا ثم يتوب تقبل توبته بعد القدرة عليه لكن هذا فيه فتح الباب للمجرمين فإنهم إن علموا ذلك زداوا في إجرامهم ؟
السائل : لو قلنا إن الذي يقر بالزنا ثم يتوب تقبل توبته بعد القدرة عليه لكن هذا فيه فتح الباب للمجرمين فإنهم إن علموا ذلك ازدادوا في إجرامهم ؟
الشيخ : هذه أهون إشكالا ممن قالوا له الرجوع عن إقراره ، الآن المشهور من المذهب وهو الذي عليه ... أنه متى رجع عن إقراره وجب الكف عنه حتى في أثناء الحد حتى لو أنه أقرر إقرارا واضحا مفصلا قال إنه زنى بامرأة اسمها فلانة في هذه الحجرة في ليلة فلانية وأنه أولا أتى بالشاي والحليب . إياها ، لو كل شيء فصل وحاكم عليه القاضي بأن يرجم أو يجلد وفي أثناء ذلك قال أبدا أنا راجع أن إقراري ، يقولون خلاص روح ، لكن هذا في الحقيقة هذا هو الذي قال شيخ الإسلام رحمه الله قال: لو أننا قبلنا رجوع المقر في الحد ما ثبت حد في الدنيا ، كل إنسان لاسيما في وقتنا الحاضر الذي الناس ما عندهم دين .
السائل : القول الراجح يا شيخ ؟
الشيخ : لا يرفع عنه الحد أبدا ، قول ضعيف هذا ، ضعيف جدا .
الشيخ : هذه أهون إشكالا ممن قالوا له الرجوع عن إقراره ، الآن المشهور من المذهب وهو الذي عليه ... أنه متى رجع عن إقراره وجب الكف عنه حتى في أثناء الحد حتى لو أنه أقرر إقرارا واضحا مفصلا قال إنه زنى بامرأة اسمها فلانة في هذه الحجرة في ليلة فلانية وأنه أولا أتى بالشاي والحليب . إياها ، لو كل شيء فصل وحاكم عليه القاضي بأن يرجم أو يجلد وفي أثناء ذلك قال أبدا أنا راجع أن إقراري ، يقولون خلاص روح ، لكن هذا في الحقيقة هذا هو الذي قال شيخ الإسلام رحمه الله قال: لو أننا قبلنا رجوع المقر في الحد ما ثبت حد في الدنيا ، كل إنسان لاسيما في وقتنا الحاضر الذي الناس ما عندهم دين .
السائل : القول الراجح يا شيخ ؟
الشيخ : لا يرفع عنه الحد أبدا ، قول ضعيف هذا ، ضعيف جدا .
1 - لو قلنا إن الذي يقر بالزنا ثم يتوب تقبل توبته بعد القدرة عليه لكن هذا فيه فتح الباب للمجرمين فإنهم إن علموا ذلك زداوا في إجرامهم ؟ أستمع حفظ
لكن لو جدت قرينة قوية على عدم الزنا مثر وهو قد أقر على نفسه بالزنا مثلا ؟
السائل : لو وجدت قرينة قوية على عدم الزنا وهو قد أقر على نفسه بالزنا مثلا ؟
الشيخ : كيف قرينة وهو يقر ؟ إذا معناه أن الرجل علقه مختلط .
الشيخ : كيف قرينة وهو يقر ؟ إذا معناه أن الرجل علقه مختلط .
سؤال عن كون القرآن قديم النوع وحادث الآحاد؟
السائل : سؤال عن كون القرآن قديم النوع وحادث الآحاد ؟
الشيخ : بلى ، لكن ماذا يقولون ؟ يؤولون ، يقولون ...
الشيخ : بلى ، لكن ماذا يقولون ؟ يؤولون ، يقولون ...
مناقشة عن معاني الآية : (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالةٍ ... )) .
السائل : سبق لنا أن الله سبحانه وتعالى التزم بنفسه أن يتوب فمن الذي التزم الله أن يتوب عليه ؟
الشيخ : الذين عملوا السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب .
ذكرنا أن التوبة نوعان ؟
الطالب : توبة قبل التوبة يعني التوفيق للتوبة ، والثانية قبول التوبة ،
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : قوله تعالى: (( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا )) .
الشيخ : ما معنى قوله: (( السوء بجهالة )) ؟
الطالب : أي بغير علم ،
الشيخ : بالسفاهة ، لماذا نحمله على السفاهة دون جهل الذي هو ضد العلم ؟
الطالب : لأن من عمل سوء بجهل فلا ذنب عليه أصلا .
الشيخ : هل لديك دليل أو شاهد على أن الجهل يأتي بمعنى السفاهة من كلام العرب ؟ شاهد من كلام العرب ما هو دليل ؟
قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين ،
الشيخ : نعم أحسنت .
الشيخ : ما المراد بقوله: (( من قريب )) ؟
الطالب : يعني قبل الموت .
الشيخ : ختم الله الآية بقوله: (( عليما حكيما )) مع أن المتوقع أن يقول " توابا رحيما " فما هي الحكمة ؟ الطالب : لأنه عليم بكل ما وقع ،
الشيخ : بس العلم والحكمة هل تناسب التوبة ؟ التوبة قلنا ربما (( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) ؟ هو التواب الرحيم فيما مضى قبل ، وين ؟ فإن تابا وأصلحا ؟ إن الله كان توابا رحيما ، لأن الله عز وجل يعلم أصحاب التوبة مما ، يعني سيأتي حال لا يتقبل فيها التوبة فناسب أن يبين أن توبتهم هؤلاء مبنية على العلم والحكمة .
الشيخ : نحن نتكلم دائما على " الحكيم " ونقول إنه مأخوذ من الحكم والحكمة ، فكم أنواع أحكام الله ؟ الطالب : حكم كوني وحكم شرعي ،
الشيخ : هات مثالا على الحكم الكوني ؟
الطالب : الحكم الكوني السماء والأرض ،
الشيخ : لا ، آية فيها لفظ " حكم " يراد بها الحكم الكوني ؟
الطالب : قول الله عز وجل: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ))
الشيخ : نعم هذا حكم كوني . ونريد مثالا على الحكم الشرعي ؟
الطالب : قول الله عز وجل: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم ))
الشيخ : حين ذكر أحكاما في النساء المؤمنات اللاتي يأتين من الكفار ، في سورة الممتحنة .
الشيخ : وذكرنا أيضا أنه مأخوذ من الحكمة أو من الأحكام وهو إتقان الشيء ، وعن الحكمة نوعان ؟
الطالب : غائية وصورية ،
الشيخ : ما معنى الأول ؟
الطالب : لكون الشيء على ما هو عليه ، و
الشيخ : كون الغاية منه ، كذا وكذا هذا أيضا حكمة أخرى .
الشيخ : الذين عملوا السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب .
ذكرنا أن التوبة نوعان ؟
الطالب : توبة قبل التوبة يعني التوفيق للتوبة ، والثانية قبول التوبة ،
الشيخ : ما الدليل ؟
الطالب : قوله تعالى: (( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا )) .
الشيخ : ما معنى قوله: (( السوء بجهالة )) ؟
الطالب : أي بغير علم ،
الشيخ : بالسفاهة ، لماذا نحمله على السفاهة دون جهل الذي هو ضد العلم ؟
الطالب : لأن من عمل سوء بجهل فلا ذنب عليه أصلا .
الشيخ : هل لديك دليل أو شاهد على أن الجهل يأتي بمعنى السفاهة من كلام العرب ؟ شاهد من كلام العرب ما هو دليل ؟
قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين ،
الشيخ : نعم أحسنت .
الشيخ : ما المراد بقوله: (( من قريب )) ؟
الطالب : يعني قبل الموت .
الشيخ : ختم الله الآية بقوله: (( عليما حكيما )) مع أن المتوقع أن يقول " توابا رحيما " فما هي الحكمة ؟ الطالب : لأنه عليم بكل ما وقع ،
الشيخ : بس العلم والحكمة هل تناسب التوبة ؟ التوبة قلنا ربما (( ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم )) ؟ هو التواب الرحيم فيما مضى قبل ، وين ؟ فإن تابا وأصلحا ؟ إن الله كان توابا رحيما ، لأن الله عز وجل يعلم أصحاب التوبة مما ، يعني سيأتي حال لا يتقبل فيها التوبة فناسب أن يبين أن توبتهم هؤلاء مبنية على العلم والحكمة .
الشيخ : نحن نتكلم دائما على " الحكيم " ونقول إنه مأخوذ من الحكم والحكمة ، فكم أنواع أحكام الله ؟ الطالب : حكم كوني وحكم شرعي ،
الشيخ : هات مثالا على الحكم الكوني ؟
الطالب : الحكم الكوني السماء والأرض ،
الشيخ : لا ، آية فيها لفظ " حكم " يراد بها الحكم الكوني ؟
الطالب : قول الله عز وجل: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين ))
الشيخ : نعم هذا حكم كوني . ونريد مثالا على الحكم الشرعي ؟
الطالب : قول الله عز وجل: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم ))
الشيخ : حين ذكر أحكاما في النساء المؤمنات اللاتي يأتين من الكفار ، في سورة الممتحنة .
الشيخ : وذكرنا أيضا أنه مأخوذ من الحكمة أو من الأحكام وهو إتقان الشيء ، وعن الحكمة نوعان ؟
الطالب : غائية وصورية ،
الشيخ : ما معنى الأول ؟
الطالب : لكون الشيء على ما هو عليه ، و
الشيخ : كون الغاية منه ، كذا وكذا هذا أيضا حكمة أخرى .
فوائد الآية : (( إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالةٍ ... )) .
من فوائد الآية الكريمة: (( إنما التوبة على الله )) : بيان فضل الله عزوجل على عباده فإيجابه التوبة على نفسه (( إنما التوبة على الله )) . ومن فوائدها: أن لله أن يوجب على نفسه ما شاء ، وليس للعباد أن يوجبوا عليه شيئا ، لقوله تعالى: (( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون عما يفعلون )) لكن له أن يوجب على نفسه ما شاء وله أن يحرم على نفسه ما شاء ، قال الله تعالى في الحديث القدسي: ( يا عبادي إن حرمت الظلم على نفسي ) هذا حرم على نفسه الظلم ، وقال تعالى: (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) هذا إلزام وفرض ، وفي هذه الآية (( إنما التوبة على الله )) . ومن فوائدها: أن كل عامل سوء فإنما يعمله بجهالة وسفه ، والسفه ضد الرشد ، فمن عمل سيئا فقد فقد منه الرشد . ومن فوائدها: أن الرشد يختلف باختلاف مواضعه ، فالرشد في المال إحسان التصرف فيه ، والرشد في الولاية معرفة ما يجب لها للولاية ، إن كانت ولاية سلطان وعمارة فلها رشد معين ، إن كانت ولاية نكاح فالرشد في الولي أن يعرف الكفو كفو المرأة ومصالح النكاح ، إن كان الرشد في معاملة الناس فكذلك أيضا له رشد يخصه ، ويجمع هذا كله إحسان التصرف ، إحسان التصرف فيما يتصرف فيه هذا هو الرشد ، وضده إساءة التصرف . ومن فوائدها: الحث على المبادرة بالتوبة ، لقوله: (( ثم يتوبون من قريب )) بل وجوب المبادرة بالتوبة ، ووجهه أن المراد بالقرب هنا الموت والموت ليس معلوما وقته ، وإذا كان كذلك كانت المبادرة بالتوبة واجبة ، لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له ، وهو كذلك الواجب المبادرة بالتوبة ، ولأن الإنسان إذا أصر على المعصية فإنه يقسو قلبه وتكون هذه الصغيرة ولو من صغائر الذنوب تكون كبيرة ، ولهذا ذكر بعض العلماء أن التهاون بالمعصية والاستمرار المعصية الصغيرة يجعلها كبيرة ، فإذا فعل الإنسان صغيرة تهاونا بالله وبأوامر الله صارت كبيرة لما قام بقلبه من التهاون بها ، بل وقال: وإذا فعل الكبيرة مع شدة تعظيمه الله عزوجل وخوفه منه وخجله منه لكن سولت له نفسه أن يفعلها فإن ذلك يجعلها صغيرة ، والرجل الذي كان ... في الخمر لما لعنه أحد الصحابة قال له النبي عليه الصلاة والسلام: ( إنه يحب الله ورسوله ) ، فالإنسان العاصي قد يقوم بقلبه من هيبة الله وإجلاله وتعظيمه ما يجعله عند فعل المعصية خجلا من الله مستحي منه فتنقلب الكبيرة صغيرة بما قارنها من خوف الله وتعظيمه وإجلاله ، لأن الحسنات يذهبن السيئات ، والعكس بالعكس قد يتهاون الإنسان بأمر الله ويعصي الله بمعصية صغيرة لكنه متهاون غير مبال بعظمة الله فهذا تكون هذه الصغيرة كبيرة لما قام في قلبه التهاون في حق الله عز وجل . ومن فوائدها: قبول الله للتوبة إذا تاب الإنسان من قريب ، لقوله: (( فأولئك يتوب الله عليهم )) . ومن فوائدها: والحكم أيضا ، المفهومة من قوله: (( وكان الله عليما حكيما )) وقد بينا في التفسير أن علم الله تعالى واسع شامل لكل صغير وكبير وقريب وبعيد (( إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) . ومن فوائدها: إثبات هذين الاسمين لله ، وهما: العليم والحكيم .
تفسير الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ... )) .
ثم قال الله تبارك وتعالى: (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات )) هنا قال: (( ليست التوبة )) ولم يقل: على الله ، لأن هذه التوبة منتفية شرعا فهي ليست حقيقة (( ليست التوبة للذين يعملون السيئات )) السيئات يحتمل أن يراد بها الجنس وهو الأظهر ، أو الجمع لأنه ظاهر اللفظ (( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) هؤلاء لا توبة لهم لأن توبتهم توبة ضرورة كالمكره على العمل والمكره على العمل لا حكم لعمله كما هو معروف بأن من أكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان لم يحكم بكفره كذلك هذا الذي تاب بعد أن أئس من الدنيا وأيقن أنه راحل فإن هذه التوبة لا تنفعه ، (( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) الآن عندما شاهد الموت يتوب ، أي توبة صادقة لشخص علم أنه قد فارق الدنيا ، وهذا نظير قوله صلى الله عليه وآله وسلم من بعض الوجوه: ( خير الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البقاء وتخشى الفقر ) تأمل البقاء لصحته ، الصحيح يستبعد الموت ، وتخشى الفقر لأنه شحيح ( ولا تمهل ) يعني تأخر ( حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا وقد كان لفلان ) من فلان الذي كان له ؟ الوارث ، وهذا يقع كثيرا ، إذا أئس الإنسان من حياته ذهب يوصي أو يكتب لأعمال البر ، والصدقة على الفقراء ، طبع الكتب ، بناء المساجد ، طيب قبل عشرة أيام ما توصي ؟ لأنه الآن أئس من حياته وعلم أنه مفارق لا محالة ، قال: (( ولا الذين يموتون وهم كفار )) " الواو " حرف عطف و" لا " زائدة للتوكيد ، و(( الذين )) معطوفة على قوله: (( للذين يعملون )) يعني وليست التوبة أيضا للذين يموتون وهم كفار ، الذين يموتون وهم كفار لا توبة لهم ، وظاهر الآية مشكل ، لأن من مات انقطع عمله فكيف يقول: (( ولا الذين يموتون وهم كفار )) ؟ نقول: المراد بذلك ندمهم يوم القيمة ، حيث يندمون ويقولون: (( يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين )) قال الله تعالى: (( بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون )) فتوبة الكافر بعد الموت يراد بها ندمه الذي يظهره يوم القيمة فإن ذلك لا ينفعه لأن وقت العمل انتهى ما بقي إلا وقت الجزاء فلا تنفعهم ، (( أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما )) (( أولئك )) المشار إليه الكفار الذين ماتوا على الكفر ، أعد الله لهم عذابا أليما ، أما من مات على ما دون الكفر فهذا أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، فإعداد النار إنما هو للكافرين ، أما العصاة فقد يعفى عنهم ولا يدخلون النار أبدا .
فوائد الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ... )) .
في هذه الآية عدة فوائد ، منها: أن التوبة تنقطع باحتضار المرء أي بحضور الموت ، لقوله: (( حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) . ومن فوائدها: أن المحتضر لا حكم لقوله ، هكذا ؟ أو نقول لا حكم لقوله الذي يستعتب به لأنه في هذه الحال ليس وقت استتاب أما لو قال قولا آخر فإنه يعتبر ؟ الجواب: الأول ، المحتضر لا عبرة بقوله ، لأنه غير كامل الشعور ، غير كامل الشعور فلا يعتبر بقوله .
ومن فوائدها: أنه يشترط لصحة التوبة أن تكون في الزمن الذي تقبل فيه التوبة ، وذلك قبل حضور الموت ، وحينئذ يحسن بنا أن نأتي على شروط التوبة وقد تتبعناها فوجدناها خمسة: الشرط الأول: الإخلاص لله عزوجل ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة إلا محبة الله والقرب إليه والخوف من عذابه لا لينال شيئا من الدنيا أو يدفع عنه مذمة في الدنيا ، إنما يحمل على التوبة الإخلاص لله عز وجل . الثاني: الندم ، الندم على ما فعل من الذنب ، فإن تاب بلا ندم فتوبته إما فاسدة لعدم تمام شروطها أو ناقصة جدا ، وقد أورد بعض العلماء على هذا الشرط إشكالا وهو أن الندم انفعال والإنسان يفعل ولا ينفعل ، كيف يندم ؟ والجواب عن ذلك هل جدا: الندم أن يشعر بنفسه أنه أساء فيحزن وتمنى أن لم يكن فعل ذلك ، هذا هو الندم المراد به ، وهذا شيء ممكن ، هذا شيء ممكن ، ولهذا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الانفعال قد يملكه الإنسان ، فقال: ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) مع أن الغضب انفعال ، إذا وجد الغضب ... الإنسان ما يستطيع ، لكن مع ذلك يمكن أن يملك نفسه ، فكذلك أيضا بعث الانفعال يمكن ، فتهدئة الانفعال ممكن وبعثه أيضا يمكن . الشرط الثالث: الإقلاع ، الإقلاع عن الذنب ، فإن لم يقلع فتوبته كاذبة ، وهو إلى الاستهزاء بالله أقرب منه إلى تعظيم الله ، كيف يقول إنه تائب من شرب الخمر وهو مدمن عليه ؟ كيف يقول إنه تائب من الربا وهو مصر عليه ؟ هذا استهزاء بالله عزوجل ، لو أنك أتيت ملكا من الملوك وقلت أنا تائب ، أنا تائب ما أسب ولا أقول شيء ، لكن من حين ما يجد الغفلة من الملك ولو بتكليم من إلى جنبه يقول ولو بالإشارة : هذا ملك لا خير فيه ، هل يكون هذا توبة ؟ أبدا ما هو بتوبة ، فكيف بملك الملوك عزوجل ؟ كيف تتوب إلى الله من ذنب أنت مصر عليه ؟ هذا لا يمكن . فإذا قال قائل: نرى بعض الناس يقول: وإذا كان الذنب حقا لآدمي فلابد من إيصاله إليه ؟ قلنا هذا الشرط لا يخرج عما قلنا وهو الإقلاع ، إقلاع عن الذب ، إذا كان ذنبك حقا لآدمي و على إضاعة هذا الحق فأنت لم تقلع عن الذنب ، فإن كان حق الآدمي إن كان مالا فأعطه إياه ، إن كان دما فأعطه إياه ، إن كان عرضا فاستحلله منه ، إذا كان مالا وقد مات الذين ظلمته فيه فماذا أصنع ؟ ابحث عن ورثته ، فإن لم تجد وتعذر عليك فتصدق به ، وحينئذ تتصدق به عن الورثة أو عن الميت ؟ تتصدق به عن الميت ، الميت مات ؟ إذا مات الميت ينتقل الحق إلى من في ماله ؟ إلى الورثة ، فأن تتصدق به عن الورثة مع الاستغفار من ظلم الميت ، ولذلك لو أنك أديت المال إلى الورثة لأنك لم تتب توبة تامة حتى تستغفر الله للميت ، لأنك حقيقة ح ... بينه وبين ماله ، طيب إذا كان الحق دما مثل أن يكون الرجل قد دهس شخصا وهرب خوفا من السلطة ثم ندم وتاب فماذا يصنع ؟ يذهب إلى أوليائه ويقول هذا الذي حصل ، وكذلك لو قتله عمدا وندم يذهب أوليائه ويقول قتلت صاحبكم عمدا ، إذا كان غيبة يعني عرضا يعني قد ظلم شخصا في عرضه فماذا يصنع ؟ قال بعض العلماء لابد أن يستحله ، لابد أن يستحله يذهب إليه ويقول إني اغتبتك فحللني ، وهذه المسألة اعترض عليها بعض العلماء وقال إنه إذا ذهب يقول إني اغتبتك فحللني ربما تأخذه العزة بالإثم ويقول لا ، ولكن يجب التفصيل وهو أنه إذا كان قد علم بأنك اغتبته وجب عليك أن تستحله ، أما إذا لم يعلم ولا تخشى أن يعلم فإنه يكفي أن تستغفر له على ما جاء في الحديث: ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) فتستغفر له وتذكره بخير في المجالس التي كنت اغتبته فيها . الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود في المستقبل إلى ما تاب منه ، فإن كان تاب ندم وأقلع لكن في قلبه أنه لو تمكن من فعل الشيء مرة ثانية فعل ، فهذا لم تصح توبته ، لأنه لم يعزم على ألا يعود بل لابد أن يعزم على ألا يعود ، فإن كان يحدث نفسه بأني لو حصل له هذا الذنب لعاد إليه فإنه لم يتب ، ويجب أن نعرف الفرق بين قولنا " العزم على ألا يعود " أو شرط ألا يعود ، هذا ليس بشرط ألا يعود ، الشرط أن يعزم ألا يعود ، والفرق بينهما ظاهر ، لأنك إذا قلت يشترط العزم على ألا يعود وعزم ألا يعود ثم سولت له نفسه بعد ذلك فعاد فإن توبة الأولى صحيحة ، لكن لو قلت يشترط ألا يعود فإنه إذا عاد بعد ذلك فتوبته غير صحيحة ، ولكن العلماء يقولون يشترط أن يعزم ألا يعود . الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت تقبل من التائب ، فإن كانت في وقت لا تقبل منه كما لو حضر الأجل أو طلعت الشمس من مغربها فإن التوبة لا تقبل ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تنقطع التوبة حتى تنقطع الهجرة ولا تنقطع الهجرة حتى تطلع الشمس من مغربها ) فإذا تاب الإنسان عند طلوع الشمس من مغربها أو عند حضور الأجل لم تقبل منه ، وهذا فرعون لما أدركه الغرق أسلم بل آمن ، قال: (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )) يعني الله عزوجل ، لكنه لم يصرح باسم الله وإنما قال: (( أمنت به بنو إسرائيل )) مبالغة في التذلل وإتباعه لبني إسرائيل بعد ما كان مستعليا عليهم ومتكبرا عليهم ، الآن صار تابعا لهم (( إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) المسلمين لله ، فقيل له: (( آلآن )) تتوب ؟ (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بالتوبة قبل حضور الأجل ـ ، واختلف العلماء رحمهم الله هل يشترط لقبول التوبة أن ينزع عن جميع المعاصي أو لا يشترط ، فمنهم من قال يشترط أي ينزع عن جميع المعاصي وأن تاب من الزنا وهو يرابي فإن توبته من الزنا لا تقبل ، لأن التوبة الحقيقة هي التي تملأ قلب العبد خشية لله وعظيما لله ، والذي يتوب من ذنب وهو مصر على الآخر لا يتحقق في حقه ذلك ، ومنهم من فصل وقال: إن كان الذنب الذي أصر عليه من جنس الذنب الذي تاب منه فإنه لا تقبل توبته ، وإن كان من غير جنسه فإنها تقبل ، مثال ذلك: لو تاب من النظر إلى النساء النظر المحرم ولكنه يلمس النساء لمسا محرما ، فهنا الجنس واحد فلا تقبل توبته من النظر لأنه يمارس جنسه ، فالنفس إذا متعلقة بهذا الجنس ولم تقلع عنها ، أما إذا كان من غير جنسه فلا بأس ، ويزني ويشرب الخمر فتوبته من الربا صحيحة مقبولة ، ولو تاب من شرب الخمر وهو مصر على الزنا فتوبته منه مقبولة ، والصحيح أن التوبة من الذنب تقبل مع الإصرار على غيره لكنه لا يستحق ـ أعني التائب ـ وصف التوابين وصف المطلق ، وإنما هو تائب توبة مقيدة ، بأيش ؟ بهذا الذنب المعين ، فالوصف المطلق للتائبين لا يستحقه ، لكن وصفه بالتوبة من هذا الذنب وهو وصف مقيد يثبت له ، لأن هذا هو العدل ، والله عزوجل أمر بالعدل والقسط وهو سبحانه وتعالى أهل العدل والقسط ، وهذا القول هو الصحيح ، وابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " لما تلكم على هذه المسألة قال " وبعد فإن هذه المسألة لها غور بعيد " يعني أنها ليست بأمر هين الذي تلقى أحكامه على اللسان ، لأن لها تعلقا بالقلوب والقلوب حساسة كالكرة على سطح الماء تهتز لا يمسكها شيء ، فالمسألة دقيقة لها غور عظيم ، وأصل التوبة تعظيم الله عزوجل وإجلاله والخشية منه والخوف منه ، فإذا تحقق للإنسان هذا هانت عليه التوبة ، وأما مع عدم ذلك فالتوبة عليه صعبة . ـ نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم ـ .
السائل : إذا كانت التوبة لا تنفع عند حضور الأجل فما الفائدة من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعمه أبو طالب : ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها عند الله ) ؟
الشيخ : والجواب على ذلك: أن هذه قضية عين ، فكما أن أبا طالب ينتفع بشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام دون غيره من الكافرين فقد ينتفع بإسلامه دون غيره من التائبين في هذه الحال ، هذه واحدة ، الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجزم بأنها تنفعه ، ماذا قال ؟ أحاج ، والمحاج قد تقبل حجته وقد لا تقبل ، فإذا كان هذا الحديث لا يدل على أنها تقبل جزما فإنه من المتشابه الذي يحمل على المحكم وأن التوبة في هذه الحال لا تقبل .
السائل : سؤال غير واضح ؟
الشيخ : نحن نجيب على هذا بجوابين ، الجواب الأول سبق وأن العامل للسوء بجهل الذي هو ضد العلم لا يؤاخذ به أصلا فلا تلزمه التوبة منه ، والثاني: أن الجهالة لا تطلق على الجهل الذي هو ضد العلم بل هي معنى عن السفاهة .
السائل : أليس توبة قول الكافر " لا إله إلا الله " الذي قتله أسامة رضي الله عنه ؟
الشيخ : هذه قضية عين ولا ندري إن اليهودي هذا قد حضره الأجل ... إنه قريب منه
ومن فوائدها: أنه يشترط لصحة التوبة أن تكون في الزمن الذي تقبل فيه التوبة ، وذلك قبل حضور الموت ، وحينئذ يحسن بنا أن نأتي على شروط التوبة وقد تتبعناها فوجدناها خمسة: الشرط الأول: الإخلاص لله عزوجل ، بأن لا يكون الحامل له على التوبة إلا محبة الله والقرب إليه والخوف من عذابه لا لينال شيئا من الدنيا أو يدفع عنه مذمة في الدنيا ، إنما يحمل على التوبة الإخلاص لله عز وجل . الثاني: الندم ، الندم على ما فعل من الذنب ، فإن تاب بلا ندم فتوبته إما فاسدة لعدم تمام شروطها أو ناقصة جدا ، وقد أورد بعض العلماء على هذا الشرط إشكالا وهو أن الندم انفعال والإنسان يفعل ولا ينفعل ، كيف يندم ؟ والجواب عن ذلك هل جدا: الندم أن يشعر بنفسه أنه أساء فيحزن وتمنى أن لم يكن فعل ذلك ، هذا هو الندم المراد به ، وهذا شيء ممكن ، هذا شيء ممكن ، ولهذا أرشد النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن الانفعال قد يملكه الإنسان ، فقال: ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) مع أن الغضب انفعال ، إذا وجد الغضب ... الإنسان ما يستطيع ، لكن مع ذلك يمكن أن يملك نفسه ، فكذلك أيضا بعث الانفعال يمكن ، فتهدئة الانفعال ممكن وبعثه أيضا يمكن . الشرط الثالث: الإقلاع ، الإقلاع عن الذنب ، فإن لم يقلع فتوبته كاذبة ، وهو إلى الاستهزاء بالله أقرب منه إلى تعظيم الله ، كيف يقول إنه تائب من شرب الخمر وهو مدمن عليه ؟ كيف يقول إنه تائب من الربا وهو مصر عليه ؟ هذا استهزاء بالله عزوجل ، لو أنك أتيت ملكا من الملوك وقلت أنا تائب ، أنا تائب ما أسب ولا أقول شيء ، لكن من حين ما يجد الغفلة من الملك ولو بتكليم من إلى جنبه يقول ولو بالإشارة : هذا ملك لا خير فيه ، هل يكون هذا توبة ؟ أبدا ما هو بتوبة ، فكيف بملك الملوك عزوجل ؟ كيف تتوب إلى الله من ذنب أنت مصر عليه ؟ هذا لا يمكن . فإذا قال قائل: نرى بعض الناس يقول: وإذا كان الذنب حقا لآدمي فلابد من إيصاله إليه ؟ قلنا هذا الشرط لا يخرج عما قلنا وهو الإقلاع ، إقلاع عن الذب ، إذا كان ذنبك حقا لآدمي و على إضاعة هذا الحق فأنت لم تقلع عن الذنب ، فإن كان حق الآدمي إن كان مالا فأعطه إياه ، إن كان دما فأعطه إياه ، إن كان عرضا فاستحلله منه ، إذا كان مالا وقد مات الذين ظلمته فيه فماذا أصنع ؟ ابحث عن ورثته ، فإن لم تجد وتعذر عليك فتصدق به ، وحينئذ تتصدق به عن الورثة أو عن الميت ؟ تتصدق به عن الميت ، الميت مات ؟ إذا مات الميت ينتقل الحق إلى من في ماله ؟ إلى الورثة ، فأن تتصدق به عن الورثة مع الاستغفار من ظلم الميت ، ولذلك لو أنك أديت المال إلى الورثة لأنك لم تتب توبة تامة حتى تستغفر الله للميت ، لأنك حقيقة ح ... بينه وبين ماله ، طيب إذا كان الحق دما مثل أن يكون الرجل قد دهس شخصا وهرب خوفا من السلطة ثم ندم وتاب فماذا يصنع ؟ يذهب إلى أوليائه ويقول هذا الذي حصل ، وكذلك لو قتله عمدا وندم يذهب أوليائه ويقول قتلت صاحبكم عمدا ، إذا كان غيبة يعني عرضا يعني قد ظلم شخصا في عرضه فماذا يصنع ؟ قال بعض العلماء لابد أن يستحله ، لابد أن يستحله يذهب إليه ويقول إني اغتبتك فحللني ، وهذه المسألة اعترض عليها بعض العلماء وقال إنه إذا ذهب يقول إني اغتبتك فحللني ربما تأخذه العزة بالإثم ويقول لا ، ولكن يجب التفصيل وهو أنه إذا كان قد علم بأنك اغتبته وجب عليك أن تستحله ، أما إذا لم يعلم ولا تخشى أن يعلم فإنه يكفي أن تستغفر له على ما جاء في الحديث: ( كفارة من اغتبته أن تستغفر له ) فتستغفر له وتذكره بخير في المجالس التي كنت اغتبته فيها . الشرط الرابع: أن يعزم على ألا يعود في المستقبل إلى ما تاب منه ، فإن كان تاب ندم وأقلع لكن في قلبه أنه لو تمكن من فعل الشيء مرة ثانية فعل ، فهذا لم تصح توبته ، لأنه لم يعزم على ألا يعود بل لابد أن يعزم على ألا يعود ، فإن كان يحدث نفسه بأني لو حصل له هذا الذنب لعاد إليه فإنه لم يتب ، ويجب أن نعرف الفرق بين قولنا " العزم على ألا يعود " أو شرط ألا يعود ، هذا ليس بشرط ألا يعود ، الشرط أن يعزم ألا يعود ، والفرق بينهما ظاهر ، لأنك إذا قلت يشترط العزم على ألا يعود وعزم ألا يعود ثم سولت له نفسه بعد ذلك فعاد فإن توبة الأولى صحيحة ، لكن لو قلت يشترط ألا يعود فإنه إذا عاد بعد ذلك فتوبته غير صحيحة ، ولكن العلماء يقولون يشترط أن يعزم ألا يعود . الشرط الخامس: أن تكون التوبة في وقت تقبل من التائب ، فإن كانت في وقت لا تقبل منه كما لو حضر الأجل أو طلعت الشمس من مغربها فإن التوبة لا تقبل ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تنقطع التوبة حتى تنقطع الهجرة ولا تنقطع الهجرة حتى تطلع الشمس من مغربها ) فإذا تاب الإنسان عند طلوع الشمس من مغربها أو عند حضور الأجل لم تقبل منه ، وهذا فرعون لما أدركه الغرق أسلم بل آمن ، قال: (( آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل )) يعني الله عزوجل ، لكنه لم يصرح باسم الله وإنما قال: (( أمنت به بنو إسرائيل )) مبالغة في التذلل وإتباعه لبني إسرائيل بعد ما كان مستعليا عليهم ومتكبرا عليهم ، الآن صار تابعا لهم (( إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين )) المسلمين لله ، فقيل له: (( آلآن )) تتوب ؟ (( وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين )) نسأل الله أن يمن علينا وعليكم بالتوبة قبل حضور الأجل ـ ، واختلف العلماء رحمهم الله هل يشترط لقبول التوبة أن ينزع عن جميع المعاصي أو لا يشترط ، فمنهم من قال يشترط أي ينزع عن جميع المعاصي وأن تاب من الزنا وهو يرابي فإن توبته من الزنا لا تقبل ، لأن التوبة الحقيقة هي التي تملأ قلب العبد خشية لله وعظيما لله ، والذي يتوب من ذنب وهو مصر على الآخر لا يتحقق في حقه ذلك ، ومنهم من فصل وقال: إن كان الذنب الذي أصر عليه من جنس الذنب الذي تاب منه فإنه لا تقبل توبته ، وإن كان من غير جنسه فإنها تقبل ، مثال ذلك: لو تاب من النظر إلى النساء النظر المحرم ولكنه يلمس النساء لمسا محرما ، فهنا الجنس واحد فلا تقبل توبته من النظر لأنه يمارس جنسه ، فالنفس إذا متعلقة بهذا الجنس ولم تقلع عنها ، أما إذا كان من غير جنسه فلا بأس ، ويزني ويشرب الخمر فتوبته من الربا صحيحة مقبولة ، ولو تاب من شرب الخمر وهو مصر على الزنا فتوبته منه مقبولة ، والصحيح أن التوبة من الذنب تقبل مع الإصرار على غيره لكنه لا يستحق ـ أعني التائب ـ وصف التوابين وصف المطلق ، وإنما هو تائب توبة مقيدة ، بأيش ؟ بهذا الذنب المعين ، فالوصف المطلق للتائبين لا يستحقه ، لكن وصفه بالتوبة من هذا الذنب وهو وصف مقيد يثبت له ، لأن هذا هو العدل ، والله عزوجل أمر بالعدل والقسط وهو سبحانه وتعالى أهل العدل والقسط ، وهذا القول هو الصحيح ، وابن القيم رحمه الله في " مدارج السالكين " لما تلكم على هذه المسألة قال " وبعد فإن هذه المسألة لها غور بعيد " يعني أنها ليست بأمر هين الذي تلقى أحكامه على اللسان ، لأن لها تعلقا بالقلوب والقلوب حساسة كالكرة على سطح الماء تهتز لا يمسكها شيء ، فالمسألة دقيقة لها غور عظيم ، وأصل التوبة تعظيم الله عزوجل وإجلاله والخشية منه والخوف منه ، فإذا تحقق للإنسان هذا هانت عليه التوبة ، وأما مع عدم ذلك فالتوبة عليه صعبة . ـ نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم ـ .
السائل : إذا كانت التوبة لا تنفع عند حضور الأجل فما الفائدة من قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعمه أبو طالب : ( قل لا إله إلا الله كلمة أحاج بها عند الله ) ؟
الشيخ : والجواب على ذلك: أن هذه قضية عين ، فكما أن أبا طالب ينتفع بشفاعة الرسول عليه الصلاة والسلام دون غيره من الكافرين فقد ينتفع بإسلامه دون غيره من التائبين في هذه الحال ، هذه واحدة ، الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يجزم بأنها تنفعه ، ماذا قال ؟ أحاج ، والمحاج قد تقبل حجته وقد لا تقبل ، فإذا كان هذا الحديث لا يدل على أنها تقبل جزما فإنه من المتشابه الذي يحمل على المحكم وأن التوبة في هذه الحال لا تقبل .
السائل : سؤال غير واضح ؟
الشيخ : نحن نجيب على هذا بجوابين ، الجواب الأول سبق وأن العامل للسوء بجهل الذي هو ضد العلم لا يؤاخذ به أصلا فلا تلزمه التوبة منه ، والثاني: أن الجهالة لا تطلق على الجهل الذي هو ضد العلم بل هي معنى عن السفاهة .
السائل : أليس توبة قول الكافر " لا إله إلا الله " الذي قتله أسامة رضي الله عنه ؟
الشيخ : هذه قضية عين ولا ندري إن اليهودي هذا قد حضره الأجل ... إنه قريب منه
بعض الفساق الآن الذين يشربون الخمر ويرابون قد يتركون هذا الشيء لا توبة إلى الله ولكن ندما منه فهل يوصفون بالفسق؟
السائل : بعض الفساق الآن الذي يشربون الخمر ويرابون قد يتركون هذا الشيء لا توبة إلى الله ولكن ندما منه فهل يوصفون بالفسق ؟
الشيخ : نقول: أما باطنا فهم فساق ، وأما ظاهرا فلا ، لأننا لا نحكم إلا بالظاهر حتى وإن وجدت قرينة ... والدليل على ذلك حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حين لحقه المشرك فلما أدركه قال المشرك " لا إله إلا الله " فقتله متأولا ، فلما بلغ النبي صلى اله عليه وآله وسلم قال له: ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال نعم ، قال قتلته ؟ قال نعم ، قال: ما تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيمة ) ؟ ما زال يكرر قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله حتى قال تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد ، نحن الآن نوافق أسامة على أيش ؟ على أن الرجل قالها تعوذا ، قالها تعوذا من القتل ، لكن مع ذلك لم يجعل .
الشيخ : نقول: أما باطنا فهم فساق ، وأما ظاهرا فلا ، لأننا لا نحكم إلا بالظاهر حتى وإن وجدت قرينة ... والدليل على ذلك حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه حين لحقه المشرك فلما أدركه قال المشرك " لا إله إلا الله " فقتله متأولا ، فلما بلغ النبي صلى اله عليه وآله وسلم قال له: ( قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال نعم ، قال قتلته ؟ قال نعم ، قال: ما تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيمة ) ؟ ما زال يكرر قتلته بعد أن قال لا إله إلا الله حتى قال تمنيت أني لم أكن أسلمت بعد ، نحن الآن نوافق أسامة على أيش ؟ على أن الرجل قالها تعوذا ، قالها تعوذا من القتل ، لكن مع ذلك لم يجعل .
8 - بعض الفساق الآن الذين يشربون الخمر ويرابون قد يتركون هذا الشيء لا توبة إلى الله ولكن ندما منه فهل يوصفون بالفسق؟ أستمع حفظ
أليس توبة قول الكافر لا إله إلا الله ( الذي قتله أسامة رضي الله تعالى عنه)؟
السائل : أليس توبة قوله لا إله إلا الله ؟
الشيخ : التوبة إذا كان صادقا .
الشيخ : التوبة إذا كان صادقا .
قراءة الآيات؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، ((َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً َوكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقاً غَلِيظاً )) . قال الله تبارك وتعالى: (( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها )) ، بقيت الفوائد ؟ .
تتمة فوائد الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ... )) .
قال الله تعالى: (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدكم الموت قال إن تبت الآن ... )) . من فوائد هذه الآية الكريمة: .لو تاب يوم القيمة لم ينفعه توبته ، لقوله: (( ولا الذين يموتون وهم كفار )) . ومن فوائدها: وجوب المبادرة بالتوبة لأن الله علق قبولها على أمد لا يعلم ، فإذا كان كذلك وجب المبادرة بها. ومن فوائدها: أ، الله سبحانه وتعالى أعد للكافرين الذين يموتون على الكفر عذابا أليما . ومن فوائدها: بطلان قول من يقول إن أهل النار يتكيفون بها فلا يضرهم حرها ، لأن الله قال: (( عذابا أليما )) ولو كان الأمر كما ذكروا ...
11 - تتمة فوائد الآية : (( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت ... )) . أستمع حفظ
تفسير الآية : (( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهًا ولا تعضلوهن ... )) .
ثم قال الله عز وجل: (( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ... )) سبق لنا أن الخطاب إذا ابتدئ بالنداء فإنه دليل على أهميته والعناية به ، وسبق لنا أ،ه إذا صدر بهذا الوصف (( يا أيها الذين آمنوا )) كان دليلا على أن امتثاله من مقتضيات الإيمان
اضيفت في - 2006-04-10