كتاب الطهارة-01a
شرح قول المصنف :" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد "
الشيخ : ... سبحانه وتعالى " بسم الله الرحمن الرحيم " البسملة تقدم الكلام عليها مبسوطا وقلنا إن الجار والمجرور في بسم الله متعلق بمحذوف فعل مؤخر مناسب للمقام فعندما تريد أن تقرأ تقول التقديم بسم الله أقرأ عندما تتوضأ بسم الله أتوضأ تذبح بسم الله أذبح وإنما قدرناه فعلا لأن الأصل في العمل الأفعال وقدرناه مؤخرا لفائدتين الفائدة الأولى التبرك بالبداءة بسم الله سبحانه وتعالى الثاني إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق تفيد تقديم المتعلِّق بالكسر يفيد الحصر وقدرناه مناسبا لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلا عندما نريد أن نقرأ في الشرح بسم الله ابتدأ ما يدرى بماذا تبتدأ ؟ لكن بسم الله أقرأ يكون أدل على المراد المراد الذي ابتدئ به وأما لفظ الله فهو علم على الباري جل وعلا وهو الاسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله تعالى (( العزيزِ الحميدِ الله ِالذي له مافي سماوات ومافي الأرض )) (( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد الله )) ما نقول إن الله صفة بل نقول هي عطف بيان لأنه هذا الاسم تتبعه بقية الأسماء فهو موصوف بها دائما وأما الرحمن فهو أيضا من الأسماء المختصة بالله عز وجل ما يطلق على غيره والرحمن معناه المتصف بالرحمة الواسعة وأما قوله الرحيم فإنه قد يطلق على غير الله والمراد به ذو الرحمة الواصلة الأول ذو الرحمة الواسعة والثاني ذو الرحمة الواصلة فإذا جمع مع الرحمن صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال تعالى (( يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون )) ثم قال المؤلف ، نعم وابتدأ المؤلف كتابه بالبسملة اقتداء بكتاب الله عز وجل فإنه مبدوء بالبسملة واتباعا لحديث ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر ) واقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام فإنه يبدأ كتبه بالبسملة قال المؤلف " الحمد لله " هذه جملة اسمية مكونة من مبتدأ وخبر فالحمد إيش معنى الحمد حمدت الله يعني ذكرته بأوصاف الكمال فالحمد وصف المحمود بالكمال سواء كان ذلك كمالا بالعظمة أو كمالا بالإحسان والنعمة فالله تعالى محمود على أوصافه كلها واللام في قول لله اللام قال أهل العلم إنها للاختصاص والاستحقاق فالمستحق للحمد المطلق من هو الله والمحمود على كل حال له الحمد المطلق ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا أصابته سراء قال ( الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ) وإن أصابته سراء قال ( الحمد لله على كل حال ) فالذي له الحمد المطلق هو الله عز وجل لا يستحقه أحد سواه أما غيره فيحمد على أشياء خاصة معينة مو على كل حال وأيضا هي للاختصاص يعني أن الذي يختص بالحمد المطلق الكامل هو الله فهو المستحق له المختص به " حمدا لا ينفد " حمدا مصدر والعامل فيه المصدر قبله فهو مصدر معمول لمصدر وقد سبق لنا أن المصدر المحلى بأل يعمل مطلقا نعم " حمدا " هذه مصدر مؤكد لعامله مؤكد لعامله كذا من أين عرفنا أنه مؤكد لأنه إذا جاء المصدر بلفظ الفعل أو معناه فهو مؤكد مثل (( وكلم الله موسى تكليما )) لكنه مع ذلك كلمة حمدا مع كونه مؤكدا وصف بقوله " لا ينفد " فيكون أيضا بصفته مبينا لنوع الحمد وأنه حمد لا ينفد بل هو دائم والرب عز وجل سبحانه وتعالى مستحق للحمد الذي لا ينفد لأن كمالاته لا تنفد فكذلك الحمد الذي هو وصفه بالكمالات لا ينفد وليس المعنى لا ينفد مني قولا لا لأنه ينفد منه قولا كيف ذلك يموت أو يتشاغل بغيره لكن معنى أن الله مستحق للحمد الذي لا ينفد باعتبار ذلك منسوبا إلى الله عز وجل فهو لا ينفد " أفضل ما ينبغي أن يحمد " أفضل ما ينبغي صفة لحمدا فيكون وصف الحمد رحمه الله بوصفين الاستمرارية في قوله " لا ينفد " وكمال النوعية في قوله " أفضل ما ينبغي أن يحمد " أي ما يستحق أن يحمد يعني أفضل حمد يستحق أن يحمده وعلى هذا فتكون " ما " نكرة موصوفة تكون ما نكرة موصوفة يعني يعني أفضل حمد ينبغي أن يحمده سبحانه وتعالى فوصف الحمد هنا بالاستمرارية وبكمال النوعية يا إخوان وبكمال النوعية .
1 - شرح قول المصنف :" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمدا لا ينفد أفضل ما ينبغي أن يحمد " أستمع حفظ
شرح قول المصنف :" وصلى الله وسلم على أفضل المصطفين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تعبد "
الشيخ : ولما اثنى على الله عز وجل بما ينبغي أن يثنى عليه ثنى بالصلاة والسلام على أفضل الخلق فقال " وصلى الله وسلم " صلى الله ما معنى صلى الله على محمد كلنا نقرأ صلى الله على محمد في صلاتنا لكن ما معناها قال بعض أهل العلم الصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدميين الدعاء ولكن هذا ليس بصواب والصواب ما قاله أبو العالية " إن الصلاة من الله ثناؤه على المصلى عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين " وهذا أخص من الرحمة المطلقة وهذا فصلى الله على محمد أي اثنى عليه وهذه الجملة خبرية لفظا إنشائية معنى لأنه ليس المراد أني أخبر بأن الله صلى ولكنني أدعو الله عز وجل أن يصلي فهي خبرية لفظا إنشائية معنى بمعنى الدعاء نعم وعلى هذا فيصح أن أقول فلان رحمه الله يعني اسأل الله أن يرحمه وقوله " وسلَّم " هذا أيضا جملة خبرية لفظا إنشائية معنى أي تدعو الله تعالى بأن يسلم على محمد صلى الله عليه وسلم أن يلقي عليه السلام والسلام هو الانتفاء من الآفات والنقائص فإذا ضم السلام إلى الصلاة حصل به المطلوب وزال به المرهوب فبالسلام يزول المرهوب ونتنفي النقائض وبالصلاة يحصل المطلوب وتثبت الكمالات وقوله " على أفضل المصطفينَ " أو المصطفينِ .
السائل : المصطفينَ .
الشيخ : بالفتح كيف مثنى يكون مفتوح النون كيف يكون جمعا وهو مفتوح ما قبل الياء وجمع المسلمين مكسور ما قبل الياء الجواب لأن ما قبل الياء محذوف اللي قبل محذوف والفاء هذه ما كانت الياء يعني تباشرها فأصبح المصطفيين هذا أصبح المصطفَيِيِن أو المصطفيين صح المصطفيين هذا أصلها يعني - استغفر الله العظيم- أصلها الصطفى هذا المفرد المثنى المصطفيان الجمع المصطفَيُونَ فإذا نصبت أبدل الواو ياءً فيكون المصطفَييْن المصطفيين هذا أصلها لكن حصل في إعلال بحذف الياء فصارت المصْطفين والمصطفين أصلها المصتفين بالتاء من الصفوة وهي خلاصة الشيء ومنهم المصطفين من الخلق البشر لاشك أن المصطفى منهم الأنبياء ثم الرسل ثم أولي العزم الخلاصة أو خلاصة الخلاصة أو خلاصة خلاصة الخلاصة هم أولي العزم وهم مذكورون في القرآن الكريم في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك )) هذه واحدة (( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) وفي سورة الشورى (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك )) اثنان (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) نعم ، هذه الخمسة هم أولو العزم فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم ويدل لذلك أنه خاتمهم نعم ويدل لذلك أيضا أنه إمامهم ليلة المعراج ولا يقدم إلا الأفضل ويدل لذلك أنه صاحب الشفاعة يوم القيامة الشفاعة العظمى فهذه ثلاثة أشياء تدل وهناك أشياء أخرى لكن هذه ذكرنها كأمثلة نماذج خاتم النبيين هذا في عالم الحس إمامهم في المعراج في عالم الغيب كونه هو الشافع يوم القيامة في عالم الغيب لكنه في عالم الآخرة نعم وقوله " محمد " وش إعراب محمد هذه عطف بيان لأن أفضل المصطفين ما يعرف من هو فإذا قيل محمد صار عطف بيان يبين من هذا الأفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي عليه الصلاة والسلام وهو كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) فكان عليه الصلاة والسلام خيارا من خيار قال " وعلى آله وأصحابه ومن تعبد " الثلاثة هؤلاء نحن نقول في التحيات اللهم صل على محمد وعلى آله بس لكن هنا المؤلف يقول " آله وأصحابه ومن تعبد " فاعلم أنه إذا ذكر الآل وحده فالمراد جميع أتباع على دينه كل أتباعه على دينه ويدخل فيهم بالأولوية أتباعه على دينه من قرابته لأنهم آل من وجهين من جهة الاتباع ومن جهة القَرابة وأما إذا ذكر معه غيره فإنه بحسب السياق فهنا ذكر آل وأصحاب ومن تعبد آله نفسرها هنا بأنهم المؤمنون من قرابته مثل علي بن أبي طالب وفاطمة ، عبد الله بن عباس، حمزة ، العباس وما أشبه ذلك طيب " وأصحابه " نعم هم جمع صحب وصحب اسم جمع صاحب فأصحابي كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك هؤلاء الأصحاب كل من اجتمع به من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لم يرهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ولو لم يرهم ولو لم تطل الصحبة ولو لم تطل الصحبة وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائصه أن كل من اجتمع به مؤمنا به فهو من أصحابه وإن لم يره وإن لم يجتمع به أما غيره من الناس ما يكون صاحبا له إلا من لازمه مدة يستحق أن ينطبق عليه وصف صاحب وقوله " ومن تعبد " من تعبد هذا كلمة من اسم موصول ومعناها إيش معناها الذي تعبد فهو للعموم وقوله تعبد لمن لله عز وجل أي تذلل له بالطاعة والعبادة مبنية على أمرين هما الحب والتعظيم فبالحب يكون طلب الوصول إلى مرضاة المعبود وبالتعظيم يكون الهرب من الوقوع في معصيته لأنك تعظيمه فتخافه تحبه فتطلبه فالعبادة مبنية على هذين الأساسين الحب والتعظيم وأما شرط قبولها فهما الإخلاص والمتابعة طيب كلمة " من تعبد " عامة في كل من تعبد لله عز وجل من هذه الأمة ومن غيرها أو بس من هذه الأمة من هذه الأمة ومن غيرها ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قولنا ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال ( إنكم إذا قلتم فقد سلتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) حتى الملائكة حتى الجن حتى أتباع الأنبياء السابقين يدخلون في هذا فهي من أعم ما يكون كلمة " ومن تعبد " لكن هل يدخل فيها الأصحاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآله المؤمنون يدخلون ؟ هذا مبني على خلاف بين العلماء هل إذا عطفنا العام على الخاص يكون الخاص داخلا في العام أو خارجا منه بالتخصيص في هذا قولان لأهل العلم فمنهم من يقول إنه داخل فيه يعني العموم يشمله ومنهم من قال إن ذكره بخاصته يدل على إنه غير مراد عرفتم وهذا الخلاف قد يترتب عليه بعض المسائل الحُكمية لكن من قال إنه يدخل في العموم قال إنه يكون الخاص مذكورا كم مرة مرتين مرة بالخصوص ومرة بالعموم نعم قال .
السائل : أنه وأصحابي فيمن كل من اجتمع به فيهما ولو لم يجتمع به ولو لم يره ؟
الشيخ : لا لا قلنا وإن لم يره ما قلنا وإن لم يجتمع به نحن ما قلنا وإن لم يجتمع به قلنا إن اجتمع به ولم يره هذا يكون صحابيا .
السائل : يكون المقصود الاجتماع .
الشيخ : إيه لازم الاجتماع به لازم تكون بالاجتماع .
السائل : المصطفينَ .
الشيخ : بالفتح كيف مثنى يكون مفتوح النون كيف يكون جمعا وهو مفتوح ما قبل الياء وجمع المسلمين مكسور ما قبل الياء الجواب لأن ما قبل الياء محذوف اللي قبل محذوف والفاء هذه ما كانت الياء يعني تباشرها فأصبح المصطفيين هذا أصبح المصطفَيِيِن أو المصطفيين صح المصطفيين هذا أصلها يعني - استغفر الله العظيم- أصلها الصطفى هذا المفرد المثنى المصطفيان الجمع المصطفَيُونَ فإذا نصبت أبدل الواو ياءً فيكون المصطفَييْن المصطفيين هذا أصلها لكن حصل في إعلال بحذف الياء فصارت المصْطفين والمصطفين أصلها المصتفين بالتاء من الصفوة وهي خلاصة الشيء ومنهم المصطفين من الخلق البشر لاشك أن المصطفى منهم الأنبياء ثم الرسل ثم أولي العزم الخلاصة أو خلاصة الخلاصة أو خلاصة خلاصة الخلاصة هم أولي العزم وهم مذكورون في القرآن الكريم في موضعين في سورة الأحزاب وفي سورة الشورى (( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك )) هذه واحدة (( ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم )) وفي سورة الشورى (( شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك )) اثنان (( وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى )) نعم ، هذه الخمسة هم أولو العزم فمحمد صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم ويدل لذلك أنه خاتمهم نعم ويدل لذلك أيضا أنه إمامهم ليلة المعراج ولا يقدم إلا الأفضل ويدل لذلك أنه صاحب الشفاعة يوم القيامة الشفاعة العظمى فهذه ثلاثة أشياء تدل وهناك أشياء أخرى لكن هذه ذكرنها كأمثلة نماذج خاتم النبيين هذا في عالم الحس إمامهم في المعراج في عالم الغيب كونه هو الشافع يوم القيامة في عالم الغيب لكنه في عالم الآخرة نعم وقوله " محمد " وش إعراب محمد هذه عطف بيان لأن أفضل المصطفين ما يعرف من هو فإذا قيل محمد صار عطف بيان يبين من هذا الأفضل محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم القرشي عليه الصلاة والسلام وهو كما قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ) فكان عليه الصلاة والسلام خيارا من خيار قال " وعلى آله وأصحابه ومن تعبد " الثلاثة هؤلاء نحن نقول في التحيات اللهم صل على محمد وعلى آله بس لكن هنا المؤلف يقول " آله وأصحابه ومن تعبد " فاعلم أنه إذا ذكر الآل وحده فالمراد جميع أتباع على دينه كل أتباعه على دينه ويدخل فيهم بالأولوية أتباعه على دينه من قرابته لأنهم آل من وجهين من جهة الاتباع ومن جهة القَرابة وأما إذا ذكر معه غيره فإنه بحسب السياق فهنا ذكر آل وأصحاب ومن تعبد آله نفسرها هنا بأنهم المؤمنون من قرابته مثل علي بن أبي طالب وفاطمة ، عبد الله بن عباس، حمزة ، العباس وما أشبه ذلك طيب " وأصحابه " نعم هم جمع صحب وصحب اسم جمع صاحب فأصحابي كل من اجتمع به مؤمنا به ومات على ذلك هؤلاء الأصحاب كل من اجتمع به من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لم يرهم ؟
السائل : ... .
الشيخ : ولو لم يرهم ولو لم تطل الصحبة ولو لم تطل الصحبة وهذا من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من خصائصه أن كل من اجتمع به مؤمنا به فهو من أصحابه وإن لم يره وإن لم يجتمع به أما غيره من الناس ما يكون صاحبا له إلا من لازمه مدة يستحق أن ينطبق عليه وصف صاحب وقوله " ومن تعبد " من تعبد هذا كلمة من اسم موصول ومعناها إيش معناها الذي تعبد فهو للعموم وقوله تعبد لمن لله عز وجل أي تذلل له بالطاعة والعبادة مبنية على أمرين هما الحب والتعظيم فبالحب يكون طلب الوصول إلى مرضاة المعبود وبالتعظيم يكون الهرب من الوقوع في معصيته لأنك تعظيمه فتخافه تحبه فتطلبه فالعبادة مبنية على هذين الأساسين الحب والتعظيم وأما شرط قبولها فهما الإخلاص والمتابعة طيب كلمة " من تعبد " عامة في كل من تعبد لله عز وجل من هذه الأمة ومن غيرها أو بس من هذه الأمة من هذه الأمة ومن غيرها ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في قولنا ( السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ) قال ( إنكم إذا قلتم فقد سلتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ) حتى الملائكة حتى الجن حتى أتباع الأنبياء السابقين يدخلون في هذا فهي من أعم ما يكون كلمة " ومن تعبد " لكن هل يدخل فيها الأصحاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وآله المؤمنون يدخلون ؟ هذا مبني على خلاف بين العلماء هل إذا عطفنا العام على الخاص يكون الخاص داخلا في العام أو خارجا منه بالتخصيص في هذا قولان لأهل العلم فمنهم من يقول إنه داخل فيه يعني العموم يشمله ومنهم من قال إن ذكره بخاصته يدل على إنه غير مراد عرفتم وهذا الخلاف قد يترتب عليه بعض المسائل الحُكمية لكن من قال إنه يدخل في العموم قال إنه يكون الخاص مذكورا كم مرة مرتين مرة بالخصوص ومرة بالعموم نعم قال .
السائل : أنه وأصحابي فيمن كل من اجتمع به فيهما ولو لم يجتمع به ولو لم يره ؟
الشيخ : لا لا قلنا وإن لم يره ما قلنا وإن لم يجتمع به نحن ما قلنا وإن لم يجتمع به قلنا إن اجتمع به ولم يره هذا يكون صحابيا .
السائل : يكون المقصود الاجتماع .
الشيخ : إيه لازم الاجتماع به لازم تكون بالاجتماع .
شرح قول المصنف :" أما بعد فهذا مختصر في الفقه "
الشيخ : ثم قال المؤلف " أما بعد فهذا مختصر في الفقه " أما بعد هذه كلمة يؤتى بها عند الدخول في الموضوع الموضوع الذي يقصد يؤتى به بأما بعد وأما قول بعضهم كلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر فهذا غير صحيح لأنه دائما الأساليب تتنقل يتنقل العلماء ومن أسلوب إلى آخر ولا يأتون بأما بعد ولكنه نقول يؤتى بها عند الدخول في صلب الموضوع الذي من أجله قدمت الخطبة مثلا " أما بعد " أما إعرابها فإعرابها من أعجب ما يكون قلنا لكن أن إعرابها هو أن نقول أما نائبة عن شرط وفعل الشرط نعم التقدير مهما يكن من شيء بعد ذلك فهذا مختصر شفت فيكون هنا أما بمعنى مهما يكن من شيء وبعد ظرف متعلق بيكن المحذوفة مع شرطها مبني على الضم في محل نصب لأنه حذف المضاف إليه ونوي معناه نعم وهذه الظروف بعد وأخواتها إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه بنيت على الضم كما في قوله تعالى (( لله الأمر من قبل ومن بعد )) " أما بعد فهذا مختصر في الفقه " مختصر مفتعل فهو اسم مفعول والمختصر قال العلماء ما قل لفظه وكثر معناه أي أن لفظه قليل لكن معناه كثير وقوله " في الفقه " الفقه لغة الفهم ومنه قوله تعالى (( وإن من شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )) وهذا النفي صحيح يعني ما نفقه تسبيحهم (( قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول )) يعني ما نفهم هذا النفي صحيح يظهر أنه ليس بصحيح ولكنه جحد نعم طيب إذا الفقه في اللغة الفهم وفي الشرع الشرع وقال أحسن نقول في الاصطلاح إن قلنا في الشرع فنقول إن الفقه معرفة أحكام الله عقائد وعمليات معرفة أحكام الله تعالى العقدية والعملية هذا شرعا لأن الفقه في الشرع ما هو خاص بأفعال المكلفين أو بالأحكام العملية بل يشمل حتى الأحكام العقدية العقدية حتى إن أهل العلم يقولون إن علم العقيدة هو الفقه الأكبر والفقه الأكبر والأشرع وهذا حق لأنك لا تتعبد للمعبود إلا بعد معرفة توحيده بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته وإلا كيف تتعبد لمجهول هذا غير ممكن ولذلك الأساس الأول هو التوحيد وحقا أن يسمى بالفقه الأكبر لكن مراد المؤلف هنا في الفقه الفقه الاصطلاحي ما هو الفقه الاصطلاحي هو يقول العلماء إنه معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية الفقه معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية قولنا معرفة أو نقول العلم والأحكام أيهما أحسن ؟
السائل : معرفة .
الشيخ : ها معرفة السبب ؟
السائل : لأن كل معرفة ... الظن هو الأولى منه .
الشيخ : نعم والفقه إما علم وإما ظن ما كل مسألة فقه علمية قطعا فيها كثير من المسائل ظنية وهذا كثير في المسائل الاجتهادية ما يصل فيها الإنسان إلى درجة اليقين لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولهذا نعبر بمعرفة ولا نعبر بعلم ونتناول العلم إيش بعد والظن بأن مسائل الفقه علمية وإش بعد وظنية الفقه معرفة الأحكام العملية ، العملية احترازا من الأحكام العقدية فهذا لا يدخل في الاصطلاح وإن كان يدخل في الشرع وقولنا بأدلتها التفصيلية احترازا من أصول الفقه لأن أصول الفقه ما تعرف الفقه بأدلتها التفصيلية ولكن تعرف قواعد عامة وربما تأتي بمسألة تفصيلية للتمثيل فقط وعلم من قولنا بأدلتها معرفة الأحكام العملية بأدلتها أن المقلد ليس فقيها ليش ما يعرفها بأدلتها غاية ما هنالك أنه يقول لك ما في الكتاب فقط فالمقلد ليس فقيها وقد نقل ابن عبد البر إجماع العلماء على أن المقلد ليس من العلماء وبهذا نعرف أهمية معرفة الدليل وأن طالب العلم يجب عليه أن يتلقى المسائل بدلائلها حتى يكون جامعا بين العلم الحقيقي وهذا هو الذي ينجيه عند الله عز وجل لأن الله سيقول له يوم القيامة ماذا أجبتم أم أعرف ماذا أجبتم المؤلف الفلاني والمؤلف الفلاني (( ماذا أجبتم المرسلين )) إذا فلابد أن نعرف ماذا قالت الرسل ولكن التقليد عند الضرورة جائز لقوله تعالى (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإلى أين نذهب إذا كنا لا نستطيع أن نعرف الحق بدليله فلابد لنا أن نسأل ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية " إن التقليد بمنزلة أكل الميتة " متى يجوز للضرورة ومع عدم الضرورة لا يجوز إذا كان الإنسان يستطيع أن يعرف الدليل الحكم بدليله ما يحتاج يقلد طيب إذا الفقه صار له ثلاثة تعريفات لغوي وشرعي واصطلاحي اللغوي إيش معناه الفهم طيب إذا الفقه في الشرع الفقه له ثلاثة اصطلاحات لغة وشرع واصطلاح ففي اللغة الفهم وفي الشرع معرفة الأحكام الشرعية العقدية والعملية وأما الاصطلاح فهو معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية نعم .
السائل : معرفة .
الشيخ : ها معرفة السبب ؟
السائل : لأن كل معرفة ... الظن هو الأولى منه .
الشيخ : نعم والفقه إما علم وإما ظن ما كل مسألة فقه علمية قطعا فيها كثير من المسائل ظنية وهذا كثير في المسائل الاجتهادية ما يصل فيها الإنسان إلى درجة اليقين لكن لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولهذا نعبر بمعرفة ولا نعبر بعلم ونتناول العلم إيش بعد والظن بأن مسائل الفقه علمية وإش بعد وظنية الفقه معرفة الأحكام العملية ، العملية احترازا من الأحكام العقدية فهذا لا يدخل في الاصطلاح وإن كان يدخل في الشرع وقولنا بأدلتها التفصيلية احترازا من أصول الفقه لأن أصول الفقه ما تعرف الفقه بأدلتها التفصيلية ولكن تعرف قواعد عامة وربما تأتي بمسألة تفصيلية للتمثيل فقط وعلم من قولنا بأدلتها معرفة الأحكام العملية بأدلتها أن المقلد ليس فقيها ليش ما يعرفها بأدلتها غاية ما هنالك أنه يقول لك ما في الكتاب فقط فالمقلد ليس فقيها وقد نقل ابن عبد البر إجماع العلماء على أن المقلد ليس من العلماء وبهذا نعرف أهمية معرفة الدليل وأن طالب العلم يجب عليه أن يتلقى المسائل بدلائلها حتى يكون جامعا بين العلم الحقيقي وهذا هو الذي ينجيه عند الله عز وجل لأن الله سيقول له يوم القيامة ماذا أجبتم أم أعرف ماذا أجبتم المؤلف الفلاني والمؤلف الفلاني (( ماذا أجبتم المرسلين )) إذا فلابد أن نعرف ماذا قالت الرسل ولكن التقليد عند الضرورة جائز لقوله تعالى (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وإلى أين نذهب إذا كنا لا نستطيع أن نعرف الحق بدليله فلابد لنا أن نسأل ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية " إن التقليد بمنزلة أكل الميتة " متى يجوز للضرورة ومع عدم الضرورة لا يجوز إذا كان الإنسان يستطيع أن يعرف الدليل الحكم بدليله ما يحتاج يقلد طيب إذا الفقه صار له ثلاثة تعريفات لغوي وشرعي واصطلاحي اللغوي إيش معناه الفهم طيب إذا الفقه في الشرع الفقه له ثلاثة اصطلاحات لغة وشرع واصطلاح ففي اللغة الفهم وفي الشرع معرفة الأحكام الشرعية العقدية والعملية وأما الاصطلاح فهو معرفة الأحكام العملية بأدلتها التفصيلية نعم .
شرح قول المصنف :" من مقنع الإمام الموفق أبي محمد على قول واحد وهو الراجح في مذهب أحمد "
الشيخ : يقول " مختصر في الفقه من مقنع " من مقنع جار ومجرور صفة لمختصر " من مقنع الإمام الموفق أبي محمد " مقنع الكتاب اسم الكتاب اسمه المقنع وقوله " الإمام الموفق " هذا من باب التساهل بعض الشيء لأنه موفق ليس كالإمام أحمد أو الشافعي أو أبي حنيفة أو مالك لكنه إمام مقيد يعني له من ينصر أقواله ويأخذ بها فيكون إماما بهذا الاعتبار أما الإمامة التي كالإمام أحمد بن حنبل وما أشبهه فإنه لم يصل إلى هذه الدرجة وقد كثر في الوقت الأخير إطلاق الإمام عند الناس إمام إمام إمام حتى يمكن إنه من أدنى أهل العلم يسمونه إماما وهذا أمر لو كان لا يتعدى اللفظ لكان هينا لكنه يتعدى إلى المعنى لأنني إذا رأيت هذا يوصف بالإمام تكون أقواله عندي قدوة تكون أقواله قدوة مع أنه لا يستحق وهذا كقولهم الآن في كل من قتل ظلما أنه شهيد وهذا حرام ما يجوز لا يجوز أن نشهد لكل شخص بعينه ولهذا بوب البخاري رحمه الله على هذه المسألة بقوله " باب لا يقال فلان شهيد " نعم عمر بن الخطاب رضي الله عنه نهى عن ذلك قد يكون شهيد ربما إنه ... بعيره من الغلو الرجل يكون شهيد والشهادة محلها القلب كما قال النبي عليه السلام والسلام ( والله أعلم بمن يُكْلم في سبيله أو بمن يجاهد في سبيله ) ولو أنا سوغنا لأنفسنا هذا لسوغنا لهذا الرجل الذي مات على الإيمان أن نقول نشهد أنه في الجنة لأنه مؤمن وكل مؤمن فهو في الجنة وهذا ما يجوز .
فالمهم من بعض الناس الآن ما يحسبون مثل هذه الأمور لا يحسبون لها حسابها ولا يعلمون أو يغفلون عن أنه (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) وأنه سيحاسب على كل لفظة نعم تقول من قتل مظلوما فهو شهيد صح من قتل بهدم أو غرق فهو شهيد من قتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد أما أن تشهد على شخص بعينه فكلا نعم " الإمام الموفق " هذه اسم مفعول يراد به اتصافه بهذه الصفة تكون له اسم أو لقب نعم نقول نعم هو لقب لهذا الرجل العالم رحمه الله والمقنع كتاب متوسط يذكر فيه القولين والروايتين والوجهين في مذهب الإمام أحمد ولكن بدون ذكر الأدلة أو التعليق اللهم إلا نادرا وله كتاب فوقه اسمه الكافي يذكر القولين أو الروايتين أو الوجهين في مذهب الإمام أحمد أو الاحتمالين أيضا ولكنه يذكر الأدلة والتعليل إلا أنه ما يخرج عن مذهب الإمام أحمد وله كتاب فوق ذلك وهو المغني فقه مقارن يذكر القولين والروايتين عن الإمام أحمد وعن غيره من أهل العلم من السّلف والخلف وله كتاب مختصر اسمه " العمدة في الفقه " مختصر على قول واحد لكنه رحمه الله يذكر الأدلة مع الأحكام فيجمع بين الأمرين ولهذا قيل فيه :
" كفى الناس بالكافي وأقنع طالبا *** بمقنع فقه عن كتاب مطول .
وأغنى بمغني الفقه من كان باحثا *** أو كلمة نحوها وعمدته من يعتمدها يحصل " .
أربعة كتب لهذا الرجل رحمه الله أبي محمد إش اسمه عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي وإنه قد توفي سنة ستمائة وعشرين رحمه الله سنة ستمائة وعشرين كم يكون له أسقط ستمائة وعشرين من ألف وثلاثمائة وستة ... ألف وأربع مئة وستة أين الحسّابة ستمائة وعشرين ... سبعمائة سنة وست وثمانين الآن نحن ندرس أولاد علم هذا المختصر بالنسبة للفقه كالولد والمقنع كالأم فنحن ندرس الآن في الحقيقة ولد ابن ولد ... كما قلت لكم سابقا على قولين ومعنى على قولين يعني على إنه معناه أنه أكثر من قول لأنه قد يأتي في المسألة بثلاثة أقوال أو أكثر وقوله " على قول واحد " يعني ما يأتي بأكثر من قول وذلك من أجل الاختصار وعدم تشتيت ذهن الطالب لأن الطالب المتبدئ إذا أتيت له بأقوال شتته وصار ما يمسك شيئا فالأحسن للطالب المبتدئ ألا يذكر له إلا قول واحد حتى يرسخ في ذهنه ثم بعد ذلك يمرن على معرفة القولين وعلى بيان الراجح من المرجوح قال " وهو الراجح في مذهب أحمد " الراجح يعني من القولين وقد لا يكون في المسألة إلا قول واحد وحينئذ يكون هذا الكتاب المختصر موافقا للكتاب المختصر منه الأصل وقوله " الراجح في مذهب أحمد " المذهب في اللغة اسم لمكان الذهاب أو زمانه أو هو الذهاب نفسه يعني أنه يصلح أن يكون مصدرا ميميا أو اسم مكان أو اسم زمان لكنه في الاصطلاح مذهب الشخص ما قاله المجتهد بدليل ، ما قاله بدليل ومات قائلا به هذا المذهب فتلاقي مذهب أحمد مذهب الشافعي مذهب مالك فمعناه ما قاله بدليل ومات عليه فلو تغير رأيه فأي القولين مذهبه الأخير ، الأخير هو مذهبه وقوله وما قاله المجتهد خرج به ما قاله المقلد لأن المقلد لا مذهب له بل وليس عنده علم المقلد قال ابن عبد البر إنه بإجماع العلماء ليس من العلماء ولهذا قال ابن القيم في النونية : " العلم معرفة الهدى بدليله " هذا العلم " ما ذاك والتقليد يستويان " صدق هل يستوي من يعرف الهدى بدليله من شخص لا يعرفه لا يستويان بل قال بعض الشعراء " لا فرق بين مقلد وبهيمة *** تنقاد بين دعاثر وجناب " نعم
ولكن مع ذلك التقليد يجوز للضرورة بنص القرآن من لا يستطيع أن يصل إلى العلم بنفسه ففرضه التقليد قال الله تعالى (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وأحيانا تلمّ بالإنسان تلم به مسألة ما يتمكن من مراجعة الأصول حتى يعرف الدليل فيها فحينئذ ليس له إلا أن يقلد للضرورة أما إذا كان يستطيع بنفسه أن يعرف الحق بدليله فهذا هو الواجب عليه يقول " مذهب الإمام أحمد " ، أحمد بن حنبل الشيباني إمام أهل السنة إمام أهل الحديث إمام أهل الفقه رحمه الله فهو إمام أهل السنة في العقائد والتوحيد وقد جرى عليه من المحن في ذات الله عز وجل ما نرجو له به رفعة الدرجات وتكفير السيئات وقد علم أنه لم يصمد أمام المأمون وأعوانه من المحرفين لكلام الله إلا هو ونفر قليل يعدَّون بالأصابع لكن هو رحمه الله أشدهم وهو رحمه الله تعالى أوثق من غيره عند العامة ولهذا كان الناس ينتظرون ماذا يقول الإمام أحمد في خلق القرآن إلا أنه رحمه الله صمّمّ على أن يقول إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق حتى يضربونه بالسياط فيغشى عليه ويجرونه بالبغال في الأسواق لأنه قال كلمة الحق يريدون منه أن يقول كلمة الباطل لكنه صمّمّ ولهذا ماذا أثابه الله عليه أثابه أن جعله إماما (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) يوقنون أن العاقبة للمتقين وللصابرين لاسيما على أمر يتعلق بالدين ولذلك كان إمام أهل السنة بلا منازع هذا الإمام رحمه الله مع كونه إماما في الحديث كما يعرفه من يقرأ المسند كان أيضا إماما في التوحيد وفي العقيدة وكان إماما في الفقه أيضا وشف سبحان الله العظيم كيف جعل الله له هؤلاء أتباع الذين خدموا كلامه أعظم خدمة بعد خدمة كلام الله ورسوله ومع ذلك ما ألف إلا كتبا يسيرة لكن كلماته تكتب وتحفظ حتى صار منها مذهب مستقل واعلم أن قول العلماء مذهب فلان يراد به أمران المذهب الشخصي والمذهب الاصطلاحي والغالب عند المتأخرين إذا قالوا هذا مذهب أحمد أو مذهب الشافعي أو ما أشبه ذلك الغالب أنه المذهب الاصطلاحي حتى إن الإمام نفسه قد يقول بخلاف ما يسمى بمذهبه ولكنهم يجعلون مذهبه ما اصطلحوا عليه فهنا في مذهب أحمد مراده المذهب الاصطلاحي لا المذهب الشخصي في مذهب الإمام أحمد .
فالمهم من بعض الناس الآن ما يحسبون مثل هذه الأمور لا يحسبون لها حسابها ولا يعلمون أو يغفلون عن أنه (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) وأنه سيحاسب على كل لفظة نعم تقول من قتل مظلوما فهو شهيد صح من قتل بهدم أو غرق فهو شهيد من قتل في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا فهو شهيد أما أن تشهد على شخص بعينه فكلا نعم " الإمام الموفق " هذه اسم مفعول يراد به اتصافه بهذه الصفة تكون له اسم أو لقب نعم نقول نعم هو لقب لهذا الرجل العالم رحمه الله والمقنع كتاب متوسط يذكر فيه القولين والروايتين والوجهين في مذهب الإمام أحمد ولكن بدون ذكر الأدلة أو التعليق اللهم إلا نادرا وله كتاب فوقه اسمه الكافي يذكر القولين أو الروايتين أو الوجهين في مذهب الإمام أحمد أو الاحتمالين أيضا ولكنه يذكر الأدلة والتعليل إلا أنه ما يخرج عن مذهب الإمام أحمد وله كتاب فوق ذلك وهو المغني فقه مقارن يذكر القولين والروايتين عن الإمام أحمد وعن غيره من أهل العلم من السّلف والخلف وله كتاب مختصر اسمه " العمدة في الفقه " مختصر على قول واحد لكنه رحمه الله يذكر الأدلة مع الأحكام فيجمع بين الأمرين ولهذا قيل فيه :
" كفى الناس بالكافي وأقنع طالبا *** بمقنع فقه عن كتاب مطول .
وأغنى بمغني الفقه من كان باحثا *** أو كلمة نحوها وعمدته من يعتمدها يحصل " .
أربعة كتب لهذا الرجل رحمه الله أبي محمد إش اسمه عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي وإنه قد توفي سنة ستمائة وعشرين رحمه الله سنة ستمائة وعشرين كم يكون له أسقط ستمائة وعشرين من ألف وثلاثمائة وستة ... ألف وأربع مئة وستة أين الحسّابة ستمائة وعشرين ... سبعمائة سنة وست وثمانين الآن نحن ندرس أولاد علم هذا المختصر بالنسبة للفقه كالولد والمقنع كالأم فنحن ندرس الآن في الحقيقة ولد ابن ولد ... كما قلت لكم سابقا على قولين ومعنى على قولين يعني على إنه معناه أنه أكثر من قول لأنه قد يأتي في المسألة بثلاثة أقوال أو أكثر وقوله " على قول واحد " يعني ما يأتي بأكثر من قول وذلك من أجل الاختصار وعدم تشتيت ذهن الطالب لأن الطالب المتبدئ إذا أتيت له بأقوال شتته وصار ما يمسك شيئا فالأحسن للطالب المبتدئ ألا يذكر له إلا قول واحد حتى يرسخ في ذهنه ثم بعد ذلك يمرن على معرفة القولين وعلى بيان الراجح من المرجوح قال " وهو الراجح في مذهب أحمد " الراجح يعني من القولين وقد لا يكون في المسألة إلا قول واحد وحينئذ يكون هذا الكتاب المختصر موافقا للكتاب المختصر منه الأصل وقوله " الراجح في مذهب أحمد " المذهب في اللغة اسم لمكان الذهاب أو زمانه أو هو الذهاب نفسه يعني أنه يصلح أن يكون مصدرا ميميا أو اسم مكان أو اسم زمان لكنه في الاصطلاح مذهب الشخص ما قاله المجتهد بدليل ، ما قاله بدليل ومات قائلا به هذا المذهب فتلاقي مذهب أحمد مذهب الشافعي مذهب مالك فمعناه ما قاله بدليل ومات عليه فلو تغير رأيه فأي القولين مذهبه الأخير ، الأخير هو مذهبه وقوله وما قاله المجتهد خرج به ما قاله المقلد لأن المقلد لا مذهب له بل وليس عنده علم المقلد قال ابن عبد البر إنه بإجماع العلماء ليس من العلماء ولهذا قال ابن القيم في النونية : " العلم معرفة الهدى بدليله " هذا العلم " ما ذاك والتقليد يستويان " صدق هل يستوي من يعرف الهدى بدليله من شخص لا يعرفه لا يستويان بل قال بعض الشعراء " لا فرق بين مقلد وبهيمة *** تنقاد بين دعاثر وجناب " نعم
ولكن مع ذلك التقليد يجوز للضرورة بنص القرآن من لا يستطيع أن يصل إلى العلم بنفسه ففرضه التقليد قال الله تعالى (( فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وأحيانا تلمّ بالإنسان تلم به مسألة ما يتمكن من مراجعة الأصول حتى يعرف الدليل فيها فحينئذ ليس له إلا أن يقلد للضرورة أما إذا كان يستطيع بنفسه أن يعرف الحق بدليله فهذا هو الواجب عليه يقول " مذهب الإمام أحمد " ، أحمد بن حنبل الشيباني إمام أهل السنة إمام أهل الحديث إمام أهل الفقه رحمه الله فهو إمام أهل السنة في العقائد والتوحيد وقد جرى عليه من المحن في ذات الله عز وجل ما نرجو له به رفعة الدرجات وتكفير السيئات وقد علم أنه لم يصمد أمام المأمون وأعوانه من المحرفين لكلام الله إلا هو ونفر قليل يعدَّون بالأصابع لكن هو رحمه الله أشدهم وهو رحمه الله تعالى أوثق من غيره عند العامة ولهذا كان الناس ينتظرون ماذا يقول الإمام أحمد في خلق القرآن إلا أنه رحمه الله صمّمّ على أن يقول إن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق حتى يضربونه بالسياط فيغشى عليه ويجرونه بالبغال في الأسواق لأنه قال كلمة الحق يريدون منه أن يقول كلمة الباطل لكنه صمّمّ ولهذا ماذا أثابه الله عليه أثابه أن جعله إماما (( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون )) يوقنون أن العاقبة للمتقين وللصابرين لاسيما على أمر يتعلق بالدين ولذلك كان إمام أهل السنة بلا منازع هذا الإمام رحمه الله مع كونه إماما في الحديث كما يعرفه من يقرأ المسند كان أيضا إماما في التوحيد وفي العقيدة وكان إماما في الفقه أيضا وشف سبحان الله العظيم كيف جعل الله له هؤلاء أتباع الذين خدموا كلامه أعظم خدمة بعد خدمة كلام الله ورسوله ومع ذلك ما ألف إلا كتبا يسيرة لكن كلماته تكتب وتحفظ حتى صار منها مذهب مستقل واعلم أن قول العلماء مذهب فلان يراد به أمران المذهب الشخصي والمذهب الاصطلاحي والغالب عند المتأخرين إذا قالوا هذا مذهب أحمد أو مذهب الشافعي أو ما أشبه ذلك الغالب أنه المذهب الاصطلاحي حتى إن الإمام نفسه قد يقول بخلاف ما يسمى بمذهبه ولكنهم يجعلون مذهبه ما اصطلحوا عليه فهنا في مذهب أحمد مراده المذهب الاصطلاحي لا المذهب الشخصي في مذهب الإمام أحمد .
4 - شرح قول المصنف :" من مقنع الإمام الموفق أبي محمد على قول واحد وهو الراجح في مذهب أحمد " أستمع حفظ
شرح قول المصنف :" وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع وزدت ما على مثله يعتمد "
الشيخ : " وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع " ربما حذفت منه منين من المقنع مسائل جمع مسألة والمسألة ما يستدل له في العلم يعني ما يبرهن عنه في العلم والدّين ويطلب له الدليل يسمى مسألة ولهذا قالوا " إن العلم مسائل ودلائل " والدلائل سمعية وعقلية فإن كانت بنص من كتاب أو سنة أو إجماع فهي سمعية وإن كانت بقياس فهي عقلية فإذا العلم كله حتى أصول الدين العقائد مسائل ودلائل مسائل تُثْبَت أحكام ودلائل تُثْبِت هذه المسائل الدلائل قلنا إنها سمعية وعقلية فالسمعية الكتاب والسنة والإجماع والعقلية القياس وما يقتضيه النظر طيب " مسائل نادرة الوقوع " قليلة الوقوف لأن المسائل النادرة يعني ما ينبغي الإنسان أن يشغل نفسه بها مثل من يشغلون أنفسهم بمسائل الألغاز كثير من الناس يكون له شغف بالمسائل النادرة جدا اللي يمكن ما تقع المسائل الألغاز علشان إنه كما قالت العامة " خالف تذكر " لكن المسائل النادرة مالها داعي تكتب المسائل النادرة إذا وقعت يسهل الله حلّها لكن كثيرة الوقوع هي المهمة ولهذا قال المؤلف كثيرة الوقوع " وزدت ما على مثله " يعتمد زدت ما ما هذه اسم موصول بمعنى الذي صلتها قوله يعتمد وعلى مثله هو متعلق بيعتمد يعني زدت ما يعتمد على مثله لكن قدّمه للتجانس تجانس السّجع " وزدت ما على مثله يعتمد " يعني زدت من المسائل أشياء مهمة يعتمد عليها إذا فهذا الكتاب صنيعه بالنسبة للمقنع اشتمل على ثلاثة أمور أولا الاختصار على قول واحد .
اضيفت في - 2006-04-10