كتاب الطهارة-01b
تتمة شرح قول المصنف :" وربما حذفت منه مسائل نادرة الوقوع وزدت ما على مثله يعتمد "
الشيخ : ... مثله من المسائل الهامة وهذا من خير ما ... من باب الاتفاق لأنه أحيانا تكون عبارة هذا الرجل المتأخر كعبارة المتقدم من غير أن نطّلع عليها ولكن اتفاقا وقد يكون من المؤلف يستعين بكتاب ... لكن الظاهر و الله أعلم أنه من الباب الاتفاق لأن المؤلف ليس هين عالم من أجلاء العلماء وإذا أردت أن تعرف مقدار علمه فانظر إلى كتابه الإقناع كتاب الإقناع تجد أن الرجل مع كونه واسع الإطلاع في المذهب له أيضا اختيارات وترجيحات وكثيرا ما يميل إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية .
السائل : ... .
الشيخ : والله نسيت مؤلفه الآن ما يحضرني ولكن ذكره صاحب الإنصاف ذكره في الإنصاف من ألفه ... .
السائل : ... .
الشيخ : والله نسيت مؤلفه الآن ما يحضرني ولكن ذكره صاحب الإنصاف ذكره في الإنصاف من ألفه ... .
شرح قول المصنف :" إذ الهمم قد قصرت والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل "
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله " إذ الهمم قد قصرت " إذ حرف تعليل والهمم مبتدأ والجملة قد قصرت خبره الهمم جمع همة وهي الإرادة الجازمة وقد يراد بالهمة ما دون الإرادة الجازمة وهي شاملة لهذا وهذا همم الناس منذ زمن المؤلف رحمه الله في القرن الثامن أو التاسع قد قصرت والآن أقصر وأقصر ... الله أعلم وقوله " إذ الهمم قد قصرت " هذه الجملة تعليق لقوله مختصر وحذفت يعني اختصرته وحذفت هذا لأن الهمم قد قصرت الهمم قصرت في زمنه أيضا مع قصور الهمم هناك صوارف فليس هناك مقتضي المقتضي ضعف وش المقتضِي الهمة ضعفت هناك أيضا صوارف ولهذا قال " والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت " فإذا ضعف أو قصر الباعث وقوي الصارف يتم الشيء ولا لا ما يتم الشيء وقوله " الأسباب " جمع سبب وهو في اللغة ما يتوصل به إلى المطلوب وهو المراد هنا المراد به السبب اللغوي وليس الاصطلاحي " المثبطة " المفترة للهمم " قد كثرت " وهذا في زمنه كثيرا وفي زمننا أكثر وأكثر وأكثر ونحن وبعضكم أيضا أدرك زمنا ليس ببعيد أن الأسباب المثبطة عن العلم قليلة الأسباب المثبطة عن العلم والإقبال كثيرة داخلية في نفس بيت الإنسان وفي نفس بلده وفي نفس حكومته وخارجية أيضا خارجية فهي كحجر ألقيته في الماء الدائرة تكون صغيرة ثم تتسع وتكون دوائر الآن في الحقيقة الأسباب المثبطة قد أحاطت بالإنسان من قُرب ومن بُعد ولكن مع ذلك ما دام الإنسان يشعر بأنه في جهاد وأنه كلما قوي الصارف ودافعه الإنسان ينال بذلك أجرين أجر العمل وأجر دفع المقاومة ولهذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن أيام الصبر للعامل فيهن أجر خمسين من الصحابة لأن هناك أسباب مثبطة كثيرة وصارفة فأنت إذا استعنت بالله عز وجل وقاومت هذه الصوارف والأسباب المانعة أعانك الله عز وجل وجعل لك قوة تدفع بها وتندفع لكن إذا أعرضت فهذه المصيبة والذنوب من أكبر العوارض (( فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم )) ليس كل الذنوب وهذا دليل على أن ... الإنسان عن الذكر هذا أسبابه الذنوب فمع الاستغفار والتوبة إلى الله عز وجل وصدق النية مع الله ييسر الله لك الأمر رأيت بعض العلماء استنبط من قوله تعالى (( إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما )) استنبط إنه ينبغي الإنسان إذا نزلت به حادثة سواء إفتاء أو حكم قضاء أن يُكثر من الاستغفار لأنّ الله قال (( لتحكم )) ثم قال (( واستغفر )) وهذا ليس ببعيد لأن الذنوب تمنع من رؤية الحق (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون )) نسأل الله أن يغفر لنا ولكم قال " ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل " مع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل وش هو الحجم حجم الشيء يعني جسمه وملمسه وما أشبه ذلك " مع صغره حوى " أي جمع " ما يغني عن التطويل " لأنه جامع الكتاب وهو أجمع من كتاب الشيخ مرعي رحمه الله وهو دليل الطالب ودليل الطالب أحسن من هذا الترتيب فدليل الطالب في الترتيب أحسن من هذا لأنه يذكر الشروط والأركان والواجبات لكنه بالنسبة لمسائل هذا أكثر بكثير يعني ذاك يمكن ثلثين هذا في المسائل إنما ذاك صحيح يعني مفصل ومبين ولهذا كان شيخنا عبد الرحمن بن السعدي قد حفظ متن الدليل وتفقه به لكنه مع ذلك كان يشير على طلابه بهذا ولا يدرسنا إلا هذا الكتاب لأنه يقول إنه أجمع وشرح الشيخ منصور رحمه الله له فيه عليه أحسن من شروح دليل الطالب قال " وما يغني عن التطويل " .
2 - شرح قول المصنف :" إذ الهمم قد قصرت والأسباب المثبطة عن نيل المراد قد كثرت ومع صغر حجمه حوى ما يغني عن التطويل " أستمع حفظ
شرح قول المصنف :" ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل "
الشيخ : " ولا حول ولا قوة إلا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل " قوله لا حول ولا قوة هذه نافع للجنس ولا أدري هل تذكرون أن في إعرابها أوجها ها فيها أوجها من يعلمنا بها حول القوة ثلاثة أوجه البناء على الفتح والنصب والرفع ولكن ابن مالك يقول " إن رفعت أولا لا تنصبن " ولكن الأول يجوز في وجهين فقط النصب ليس بصحيح ما هو جائز إما البناء على الفتح وإلا الرفع أما الثاني فيجوز فيه ثلاثة أوجه لكن إن رفعت فلا تنصب طيب وجه ذلك أما الأول إذا بنيناه على الفتح فمعناه أننا أعملنا " لا " كم يجوز للثاني يجوز البناء على الفتح على الإعمال والنصب عطفا على محل اسم لا والرفع على الإلغاء وتكون عطفا على محل لا واسمها أما إذا رفعنا لا حولٌ فحنا رفعناه على إنها مبتدأ وجعلناها ملغاة والثاني يجوز فيها وجهان الإعمال لمباشرة " لا " لها والإلغاء طيب ما معنى لا هذا إعرابها لكن ما معناها لا حول ولا قوة إلا بالله الحول معناه التحول وتغير الأمر التحول من شيء إلى شيء فهي حول بمعنى تحول والقوة معروفة صفة يستطيع بها القوي أن يفعل بدون ضعف وقوله " إلا بالله " أيضا هنا للإعانة الباء للإعانة فحينئذ يكون الحول والقوة بالنسبة لنا بالنسبة لنا ليس لنا حول ولا قوة إلا بإعانة الله عز وجل بدونه لا نستطيع عرفتم ممكن أن يجوز وجه لكنه ضعيف أن نجعل الباء بمعنى في يعني ما هنا أحد له حول وقوة سوى الله يكون معنى الحول المطلق والقوة المطلقة لا تكون إلا في الله عز وجل لكن الأول أصح وذلك لأن هذه الكلمة كلمة استعانة لا حول ولا قوة إلا بالله كلمة استعانة يقولها الإنسان حينما يستعين الله عز وجل وحينئذ يكون المعنى - سامي - المعنى لا حول لي أنا يعني ما أستطيع أن أتحول من شيئ إلى شيء ولا قوة لي على ذلك إلا بمن إلا بالله سبحانه وتعالى إذا كأنه المؤلف رحمه الله استعان بهذه الجملة استعان الله عز وجل أن ييسر له الأمر وهذا يدل على أن هذه الخطبة قبل تأليف الكتاب أليس كذلك طيب لكنه يشكل على هذا إنه المؤلف قال في أول الكلام أما بعد " فهذا مختصر " هذا والإشارة الحسية تكون إلى شيء موجود كيف يقول هذا مختصر ثم يقول هذه الخطبة سابقة على التأليف يقول العلماء إن الإشارة هنا إلى ما قام في ذهنه وتصوره من هذا الكتاب الذي يريد تأليفه فالإشارة ليست إلى شيء محسوس معلوم بين يديه ولكنها إلى شيء متصور متخيل في الذهن بعض المؤلفين يؤلف أولا ثم يشوف مضمون الكتاب وأبوابه وما أشبه ذلك ثم يجيب الخطبة قال " وهو حسبنا ونعم والوكيل " وهو أي الله عز وجل حسب بمعنى كاف كل من توكل على الله فإن الله حسبه كما قال تعالى (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) أي كافيه ومن لا يتوكل على الله فليس الله حسبه لأنه كما تقدم لنا مرارا الجملة الشرطية تقتضي بمنطوقها حصول الجواب بحصول الشرط وتقتضي بمفهومها تخلف الجواب في تخلف الشرط فمن يتوكل على الله فهو حسبه ومن لا يتوكل على الله فليس حسبه يوكل إلى نفسه وإذا وكل إلى نفسه فهو قد وكل إلى ضعفه وقوله " ونعم الوكيل " الوكيل هنا فاعل ويقول النحويون إنّ نعم تحتاج إلى فاعل ومخصوص أين المخصوص محذوف أو مستتر إن قلنا محذوف صارت ونعم الوكيل الله تكون جملة مستقلة عن ما سبق قبلها وإن قلنا إنه مستتر يعود على قوله إلا بالله وهو الله حسبنا ونعم هو صح أيضا يجوز هذا وهذا وقوله " الوكيل " الوكيل كما سبق لنا في التوحيد الوكيل هو الذي فوض إليه الأمر ولا شك أن الله تعالى قد فوض العباد إليه جميع أمورهم أو لا ولكن ليس تفويض الأمور إلى الله عز وجل كتفويضنا الأمور إلى وكيلنا في الدنيا تفويضنا الأمور إلى وكيلنا في الدنيا على أننا نحن الذي بيدنا الأمر نملك عزله ونرى أنه في منزلة دون منزلتنا من حيث التصرف لأنه ما يتصرف إلا حسب ما أوكل فيه لكن تفويضنا أمرنا إلى الله تفويض افتقار وحاجة وأنه سبحانه وتعالى هو الذي منه الإعداد والإمداد كما أنه هو الذي منه الإيجاد فنحن ما أوجدنا أنفسنا ولا نعد أنفسنا لما يطلب منا ولا نمدها أيضا بما يقوينا على ذلك كل هذا إلى الله عز وجل فتفويض الإنسان لمثله في بيع وشراء وتأجير وما أشبه ذلك ليس كتفويض الإنسان أمره إلى ربه إش الفرق تفويض الإنسان أمره إلى ربه تفويض افتقار وحاجة واعتماد على الله عز وجل أما تفويض الإنسان مثله في العقول والمعاملات فهذا ليس كذلك بل هو تفويض من يرى أن الأمر بيده لو شاء عزله والوكيل لا يتصرف إلا حسب ما وكله موكله ما يستطيع بأكثر من ذلك وقوله " هو حسبنا ونعم الوكيل هل لها نظير في القرآن (( إن الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل )) إذا قالوا ذلك تفويضا إلى الله ليحصل لهم المطلوب ويندفع عنهم المرهوب لأنهم يريدون أن يدفعوا هؤلاء الذين جمعوا لهم فصارت الكلمة هذه يراد بها أمران حصول المطلوب ودفع المكروب قال ابن عباس إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قالها حينما ألقي في النار دفعا للمكروب وطلبا للمحبوب وهو النجاة ولهذا كان الجواب فورا (( قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم )) هذه الخطبة فيها كما عرفتم أشياء كثيرة من التوحيد ومن صفات الله عز وجل وهي من بركة التأليف إذا صُدِّر بمثل هذه المعاني العظيمة ".
شرح قول المصنف :" كتاب الطهارة : وهي ارتفاع الحدث وما في معناه " .
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله " كتاب الطهارة " كتاب الطهارة كتاب فعال بمعنى مكتوب يعني هذا مكتوب في الطهارة فالإضافة على تقدير اللام أو من أو في أن تكون على تقدير في ويحسن على تقدير اللام أي هذا كتاب لبحث أحكام الطهارة أو على تقدير من فهذا كتاب من الطهارة لكن هذه أضعفها الطهارة في اللغة النظافة طهر الثوب من الأذى والقذر يعني تنظف وفي الشرع تطلق على معنين أحدهما أصل والثاني فرع أما الأصل فهي طهارة القلب من الشرك في عبادة الله والغل والبغضاء لعباد الله المؤمنين هذه طهارة القلب وهي أهم من طهارة البدن أليس كذلك بل لا يمكن تقوم طهارة البدن مع وجود نجس الشرك نجس الشرك قال الله تعالى (( إنما المشركون نجس )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إن المؤمن لا ينجس ) وقال ( لا يمس القرآن إلا طاهر ) يعني إلا مؤمن فالحاصل أن الطهارة في اللغة النظافة وفي الشرع تطلق على معنيين أحدهما أصل وهو طهارة في القلب من الإشراك في عبادة الله وطهارته من الغل والحقد والبغضاء لعباد الله طيب هذا طهارة معنوية أما الطهارة الحسية الفقهية التي يتكلم عليها الفقهاء فعرّفها المؤلف بقوله " وهي ارتفاع الحديث ومافي معناه وزوال الخبث " ارتفاع الحدث يعني زوال الوصف المانع من الصلاة ونحوها هذا معنى إخفاء الحدث الحدث وصف يقوم بالشخص يمنعه من الصلاة ونحوها مما تفترض له الطهارة وما الحدث شيء معروف عين تكون على البدن لا وصف يتصف به الإنسان يمنعه من الصلاة ونحوها ما تشترط له الطهارة فمعنى ارتفاع الحدث ارتفاع هذا الوصف يعني زوال هذا الوصف زوال الوصف القائم بالبدن المانع من الصلاة ونحوها هذا ارتفاع الحدث مثال ذلك رجل بال واستنجى ثم توضأ كان حين بعد بوله يستطيع يصلي لا لما توضأ يستطيع لأنه ارتفع الحدث زال وصف المانع من الصلاة ونحوها تمام طيب وقول المؤلف " ارتفاع الحدث " ارتفاع فسرتها بمعنى الحدث الوصف القائم بالبدن المانع من الصلاة ونحوها ما تشترط له الطهارة وقال المؤلف " وما في معناه " ما في معناه الضمير هنا يعود على الحدث ولا يعود على الارتفاع يعود على الارتفاع لا على الحدث يعني وما في معنى ارتفاع الحدث يعني ما يكون فيه ارتفاع الحدث لكن فيه معنى ارتفاع الحدث طيب مثل غسل اليدين بعد القيام من نوم الليل هذا واجب يسمى طهارة هل هو حدث لا لأنه ما يرتفع الحدث لو غسلت يديك ما جاز تصلي ما يرتفع الحدث لكنه في معنى ارتفاع الحدث طيب رجل جدد الوضوء يعني توضأ وهو على وضوئه ثمة طهارة ولا لا ثمة طهارة هل في ذلك ارتفاع حدث لكنه في معنى ارتفاع الحدث صاحب سلس بول توضأ على شان يبول يبى يصلي توضأ من البول هل البول زال ولا ما زال ما زال إذا يكون هذا الوضوء حصل به ارتفاع الحدث ولا معنى ارتفاع الحدث يكون معنى ارتفاع الحدث لأن الحدث ما زال فصار معنى ارتفاع الحدث قوله " وما في معناه " و هو كل طهارة لا يحصل بها رفع للحدث أو لا تكون عن حدث .
شرح قول المصنف :" وزوال الخبث "
الشيخ : انتبه لقوله " وزوال الخبث " ولم يقل وإزالة الخبث فزوال الخبث طهارة سواء زال بنفسه أو زال بمزيل آخر فيعتبر ذلك طهارة والخبث هو النجاسة فالنجاسة كل عين يحرم تناولها لا لضررها ولّا لاستقذارها ولا لحرمتها هكذا حددوه بأنها كل عين يحرم تناولها لا لضررها ولا لاستقذارها ولا لحرمتها فقولنا حرمت تناولها خرج به المباح فكل مباح تناوله فهو طاهر وقولنا لا لضررها خرج بها السم وشبه لأنه حرام لكن لماذا لضرره ولا لاستقذارها خرج به المخاط وشبه ولا لحرمتها خرج به الصيد في حال الإحرام والصيد في داخل الحرم داخل الأميال فإنه يحرم تناوله لكن لحرمته وعلى كل حال النجاسة ستأتينا إن شاء الله سبحانه وتعالى في بابها وبيانها والأصل في الأشياء الطهارة كما سيأتي أيضا وقول المؤلف " وزوال الخبث " قلت إنه أعم من قوله وإزالة الخبث أعم لأن الخبث قد يزول بنفسه فمثلا إذا فرضنا أن أرضا نجست بالبول ثم جاء المطر فطهرها تطهر ولا لا وهل مني إزالة ولكن الخبث زال ولو كان عندي ماء نجس بالتغير تغيّر رائحته ثم زالة الرائحة بنفسها تطهر ولا لا تطهر ولو كان عند الإنسان خمر ثم تخلل بنفسه صار طاهرا وإن كان الصواب أن الخمر طاهر ولو كان على صفته خمرا كما سيأتي إن شاء الله تعالى طيب هذا إذا تعريف الطهارة اصطلاحا وهي ارتفاع الحدث ومافي معناه وزوال الخبث وبدأ المؤلف بالطهارة بدأ المؤلف بالطهارة لسببين السبب الأول أن الطهارة تخلية تخلية من الأذى ويقولون إن التخلية قبل التحلية يعني طهر الشيء مما يشوبه من النقائص ثم أكمله بالكمالات التحلية ثانيا أن الطهارة مفتاح الصلاة والصلاة آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين ولذلك بدأ الفقهاء رحمهم الله بدؤوا بكتاب الطهارة لأنها مفتاح الصلاة على كل حال الطهارة تحتاج إلى شيء يتطهر به ويزال به الحدث يرفع به الحدث ويزال به النجس وهو الماء ولهذا بدأ المؤلف به .
شرح قول المصنف :" المياه ثلاثة : طهور لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس الطارئ غيره وهو الباقي على خلقته "
الشيخ : فقال المياه ثلاثة يعني أنواعها ثلاثة والمياه جمع ماء ثلاثة أنواعها ثلاثة الأول طهور بفتح الطاء على وزن فعول وفعول اسم لما يتوصل به إلى ذلك الشيء فالطَهور بالفتح اسم لما يتوصل به للطهارة والوَضوء بالفتح اسم للماء الذي يتوضأ به والسَّحور بالفتح اسم للطعام الذي يتسحر به أما طُهور بالضم طُهور وُضوء بضم الطاء فهو الفعل يعني التطهر وُضوء بالضم الفعل اللي هو التوضؤ سُحور بالضم الفعل الذي هو التسحر المياه ثلاثة طَهور قال المؤلف " لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس غيره " ينبغي أن نعرف الطهور قبل أن نعرف حكمه الطهور هو الماء الباقي على خلقته هذا الطهور الماء الباقي على خلقته حقيقة أو حكما هذا الطهور تعريفه والماء الباقي على خلقته مثلا أخرجت الماء من البئر على طبيعته ساخن ما تغير نظيف إيش يكون هذا هذا طهور نزل المطر من السماء فأخذته على طبيعته هذا أيضا طهور لأنه باق على خلقته نقول الباقي على خلقته حقيقة أو حكما المثالان اللذان ذكرنا حقيقة أو حكما كالماء المتغير بغير ممازج أو المتغير بما يشق صون الماء عنه هذا طهور لكن ما بقي على خلقته وكذلك الماء المسخن الماء المسخن مو على خلقته سخن ومع ذلك فهو طهور لأنه باق على خلقته حكما يقول " لا يرفع الحدث غيره " غير الماء البنزين ما يرفع الحدث ما يرفع الحدث البنزين والغاز ما يرفع الحدث والعصير كل شيء سوى الماء لا يرفع الحدث لو يتوضأ الإنسان بلبن أو عصير أو غاز أو بنزين ما ارتفع حدثه وش الدليل الدليل قوله تعالى (( فلم تجدوا ماء فتيمموا )) فأمر بالعدول إلى التيمم إذا لم نجد الماء يعني وإن وجدنا غيره من المائعات والسوائل واضح طيب قوله لا يرفع الحدث غيره التراب في التيمم يرفع الحدث ولا لاّ المذهب لا التراب في التيمم على المذهب لا يرفع الحدث والصواب أنه يرفع الحدث لأن الله عز وجل يقول (( فلم تجدوا ماء فيتمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم )) ومعنى التطهير أن الحدث ارتفع ولقول النبي عليه الصلاة والسلام ( جعلت لي الأرض مسجدا ) وطُهورا ولاّ طَهورا ( وطَهورا ) فإذا التراب مطهر ومعنى ذلك أنه رافع للحدث وهذا هو الصواب أنه يرفع الحدث لكنه إذا وجد الماء أو زال السبب الذي من أجله تيّمم كالجرح برأ فإنه يجب عليه أن يتوضأ أو أن يغتسل إن كان قد تيّمم عن جنابة طيب وقوله " و لا يزيل النجس الطارئ غيره " يعني لا يزيل النجس إلا الماء الدليل قول النبي عليه السلام في دم الحيض يصيب الثوب ( تقرصه ثم تنضحه بالماء ثم تصلي فيه ) الشاهد قوله ( بالماء ) فهذا دليل على تعيّن الماء بإزالة النجاسة ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الأعرابي الذي بال في المسجد ( أريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء ) ولأنه ( لما بال الصبي على حجره أو في حجره دعا بماء فأتبعه إيّاه ) طيب فدل هذا على أنه لا يزيل النجس إلا الماء طيب لو أزلنا النجاسة بغير الماء أزلناها ببنزين أو بسبيرتو أو بمطهر آخر تطهر ولا ما تطهر ما تطهر على كلام المؤلف لا تطهر لا يزيل النجس إلا الماء كما لا يرفع الحدث إلا الماء ولكن هذه المسألة أيضا فيها نظر والصواب أنه إذا زالت النجاسة في أي مزيل كان طهرت لأن النجاسة عين خبيثة فإذا زالت زال حكمها ما هي وصف كالحدث لا يزال إلا بما جاءت به السنة أو ما جاء به الشرع هذه عين متى زالت زال حكمها والدليل على ذلك أن الفقهاء أنفسهم رحمهم الله يقولون إذا زال تغيّر الماء النجس بنفسه صار طهورا لو ما أضفنا إليه شيء ويقولون إذا تخللت الخمرة وهم يرون أن الخمر نجسة صارت طاهرة وهذا ما استعمل فيه الماء الماء لم يستعمل فالصواب أنه أن النجس يزال بكل مزيل ويطهر بكل مزيل وسيأتي إن شاء الله ... البحث فيه ... وقول المؤلف " النجس الطارئ " انتبه له الطارئ يعني معناه أن المحل كان قبل طرو هذه النجاسة كان طاهرا مثل أن تقع النجاسة على الثوب أوعلى البساط أو على الكتاب أو ما أشبه ذلك هي وقعت على محل طاهر فهي طارئة تزال أما النجاسة العينية التي هي نجسة عينها نجس فهذه لا تطهر أبدا لا يُطهرها لا ماء ولا غير الماء مثل الكلب مثلا لو أنك غسلت الكلب سبع مرات إحداها بالتراب يصير طاهر .
السائل : لا .
الشيخ : غسلته سبع مرات يا إخوان لا نفس الكلب يكون طاهرا طيبا لماذا لأنه عينه نجسة هل ذهبت عينه لما صبينا عليه الماء وجبنا التراب !
السائل : يعني سابع مرة .
الشيخ : لا هذا لو تنجس شيء لو نجاسة الكلب وقعت على شيء طاهر الكلب نفسه ما يمكن أن يطهر أبدا لأن نجاسته عينية عينه نجسة طيب روثة الحمار نجسة ولاّ لاَ فجاء إنسان وصب عليها ماء إلى أنه إغرقه ويبس الماء تكون الروثة طاهرة كيف لأن عينها نجسة ما يمكن تطهر النجس ما يمكن يطهر تطهر عينه كذا إلا أنه سيأتينا إن شاء الله تعالى في باب إزالة النجاسة عن بعض أهل العلم أنه إذا استحالت النجاسة استحالت طهرت كما لو أوقد في الروث فصار رمادا فإنه يكون طاهرا وكما لو سقط كلب في مملحة وصار ملحا فإنه يكون طاهرا نعم لأنه استحال استحال وتحول إلى شيء آخر فيكون طاهرا راحت العين الأولى كلها هذا الكلب اللي كان بالأول لحم وعصب وعظام ومخ ودم وش صار الآن صار ملح الهيئة هي هي لكن الآن هذا ملح الملح قضى على العين الأولى قضى عليها وسيأتينا إن شاء الله تعالى قولان في هذه المسألة وحكم النجاسة إذا استحالت هل تطهر أم لا والخلاف في هذا مشهور المهم أننا نمشي على كلام المؤلف هنا فنقول الطارئ طارئ من أين من النجس عينا اللي عينه نجسة هذا ما يطهره الماء لأن عينه باقية يقولون إن النجاسة الطارئة تسمّى نجاسة حكمية وأما النجاسة غير الطارئة تسمى نجاسة عيّنية قال وهو الباقي على خلقته هذا تعريفه وهو الباقي على خلقته وتقدم .
السائل : لا .
الشيخ : غسلته سبع مرات يا إخوان لا نفس الكلب يكون طاهرا طيبا لماذا لأنه عينه نجسة هل ذهبت عينه لما صبينا عليه الماء وجبنا التراب !
السائل : يعني سابع مرة .
الشيخ : لا هذا لو تنجس شيء لو نجاسة الكلب وقعت على شيء طاهر الكلب نفسه ما يمكن أن يطهر أبدا لأن نجاسته عينية عينه نجسة طيب روثة الحمار نجسة ولاّ لاَ فجاء إنسان وصب عليها ماء إلى أنه إغرقه ويبس الماء تكون الروثة طاهرة كيف لأن عينها نجسة ما يمكن تطهر النجس ما يمكن يطهر تطهر عينه كذا إلا أنه سيأتينا إن شاء الله تعالى في باب إزالة النجاسة عن بعض أهل العلم أنه إذا استحالت النجاسة استحالت طهرت كما لو أوقد في الروث فصار رمادا فإنه يكون طاهرا وكما لو سقط كلب في مملحة وصار ملحا فإنه يكون طاهرا نعم لأنه استحال استحال وتحول إلى شيء آخر فيكون طاهرا راحت العين الأولى كلها هذا الكلب اللي كان بالأول لحم وعصب وعظام ومخ ودم وش صار الآن صار ملح الهيئة هي هي لكن الآن هذا ملح الملح قضى على العين الأولى قضى عليها وسيأتينا إن شاء الله تعالى قولان في هذه المسألة وحكم النجاسة إذا استحالت هل تطهر أم لا والخلاف في هذا مشهور المهم أننا نمشي على كلام المؤلف هنا فنقول الطارئ طارئ من أين من النجس عينا اللي عينه نجسة هذا ما يطهره الماء لأن عينه باقية يقولون إن النجاسة الطارئة تسمّى نجاسة حكمية وأما النجاسة غير الطارئة تسمى نجاسة عيّنية قال وهو الباقي على خلقته هذا تعريفه وهو الباقي على خلقته وتقدم .
6 - شرح قول المصنف :" المياه ثلاثة : طهور لا يرفع الحدث ولا يزيل النجس الطارئ غيره وهو الباقي على خلقته " أستمع حفظ
شرح قول المصنف :" فإن تغير بغير ممازج كقطع كافور أو دهن أو بملح مائي أو سخن بنجس كره "
الشيخ : ثم قال فإن خلط " فإن تغير بغير ممازج كقطع كافور أو دهن أو بملح مائي أو سخن بنجس كره " إن تغير الماء بشيء لا يمازجه مثل قطع الكافور الكافور نوع من الطيب يكون قطعا ويكون ناعما دقيقا غير قطع هذه القطع إذا وضعت بالماء تغير الماء تغير رائحته وطعمه لكنها لا تمازجه يعني ما تختلط فيه وتموع فإذا تغير بهذا فهو طهور لكنه مكروه طهور لكنه مكروه كيف يكون طهورا وقد تغير قالوا لأن هذا التغير ليس عن ممازجة ولكن عن مجاورة فالماء هنا ما تغيّر لأن هذه القطع مازجته ولكن لأنها جاورته فالتغيّر هنا بالمجاورة لا بالممازجة فيكون طهورا يكون طهورا طيب لماذا يكون مكروها يقولون لأن بعض أهل العلم قال إنه يكون طاهرا غير مطهر فيرى أن هذا التغير يسلبه الطهورية انتبه فصار التعليل الآن بماذا بالخلاف التعليل بالخلاف يعني لو سألك سائل أنت الآن تقول تغير بفعل ممازج فإنه يكره يعني ويكون طهورا ولا طاهرا يكون طهورا يطهر يزيل النجاسات ويرفع الأحداث إذا كان طهورا لماذا كرهته قال لأن العلماء اختلفوا فيه فذهب بعضهم إلى أنه في هذه الحال يكون طاهرا غير مطهر فمن أجل هذا الخلاف قلنا إنه يكره فعللوا بالخلاف ولكن الصواب أن التعليل بالخلاف عليل ولا يستقيم التعليل بالخلاف عليل ومعنى عليل يعني مريض في الخلاف التعليل بالخلاف لا يصح لأننا لو قلنا بذلك لكرهنا مسائل كثيرة في أبواب العلم لأن الخلاف في مسائل العلم كثير ولا قليل كثير جدا ولقلنا كلما وجدنا خلافا في مسألة قلنا إنها مكروهة لكان كثير من مسائل العلم تكون مكروهة لوجود الخلاف فيها وهذا لا يستطيع إذا فالتعليل بالخلاف ليست علة شرعية ولا تقبل ولا نقول خروجا من خلاف لأن خروجا من خلاف هو معنى التعليل بالخلاف بل نقول إذا كان لهذا الخلاف حظ من النظر وكانت الأدلة تحتمله فنحن نكرهه لا لأنه فيه خلافا ولكن لأن الأدلة تحتمله فيكون تركه من باب ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) أما إذا كان خلافا لا حظ له من النظر فلا يمكن أن نعلل به المسائل ونأخذ منه حكما : "
وليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا جاء له حظ من النظر" ، ما كل خلاف يعتبر والحاصل هذه قاعدة مفيدة من قواعد الأصول أن التعليل بالخلاف عليل لا يقبل لماذا لأن الأدلة ما تثبت إلا بدليل من قال لنا إن مراعاة خلاف دليل شرعي تثبت به الأحكام ويقال هذا مكروه أو غير مكروه من قال ذلك ثم لو قلنا به للزم أن نكره كثيرا من مسائل العلم لأن الخلاف في مسائل العلم كثير أليس كذلك إذا ماذا نقول إذا جاءت مسألة خلافية نقول إذا كان هذا الخلاف تحتمله الأدلة ومرجوحيته ليست تلك المرجوحية البالغة فيمكن هنا أن نقول بأن الأولى ترك هذا الشيء أو ربما نتجاسر ونقول إنه يكره لا لأن فلانا قال به وخالف ولكن لأن الأدلة تحتمل هذا القول فيكون الأخذ بها من باب ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) طيب هذه واحد " أو دهن " تغير بغير ممازج كدهن دهن شلون دهن تعرفون الدهن وضع إنسان دهنة في ماء وتغير الماء بها فإنه لا يسلبه الطهورية يبقى طاهرا لماذا لأن الدهن لا يمازج الماء تجده طافيا على أعلاه ما يمكن يمازجه فتغيره به تغير مجاورة وليس تغير ممازجة فلأجل ذلك لا يسلبه الطهورية ولو كان ساخنا ولو كان الماء ساخنا ولو مع الدهن وقوله .
وليس كل خلاف جاء معتبرا *** إلا خلافا جاء له حظ من النظر" ، ما كل خلاف يعتبر والحاصل هذه قاعدة مفيدة من قواعد الأصول أن التعليل بالخلاف عليل لا يقبل لماذا لأن الأدلة ما تثبت إلا بدليل من قال لنا إن مراعاة خلاف دليل شرعي تثبت به الأحكام ويقال هذا مكروه أو غير مكروه من قال ذلك ثم لو قلنا به للزم أن نكره كثيرا من مسائل العلم لأن الخلاف في مسائل العلم كثير أليس كذلك إذا ماذا نقول إذا جاءت مسألة خلافية نقول إذا كان هذا الخلاف تحتمله الأدلة ومرجوحيته ليست تلك المرجوحية البالغة فيمكن هنا أن نقول بأن الأولى ترك هذا الشيء أو ربما نتجاسر ونقول إنه يكره لا لأن فلانا قال به وخالف ولكن لأن الأدلة تحتمل هذا القول فيكون الأخذ بها من باب ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) طيب هذه واحد " أو دهن " تغير بغير ممازج كدهن دهن شلون دهن تعرفون الدهن وضع إنسان دهنة في ماء وتغير الماء بها فإنه لا يسلبه الطهورية يبقى طاهرا لماذا لأن الدهن لا يمازج الماء تجده طافيا على أعلاه ما يمكن يمازجه فتغيره به تغير مجاورة وليس تغير ممازجة فلأجل ذلك لا يسلبه الطهورية ولو كان ساخنا ولو كان الماء ساخنا ولو مع الدهن وقوله .
اضيفت في - 2006-04-10