كتاب الصلاة-21a
تتمة شرح قول المصنف " ... ساجدا على سبعة أعضاء : رجليه ثم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته مع أنفه...".
الشيخ : يقول "ساجدا على سبعة أعضاء" "سبعة أعضاء" وبيّنها، قال "رجليه ثم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته مع أنفه" كم هذه؟
السائل : سبعة.
الشيخ : سبعة؟ نعدّها زين؟ رجليه ثم ركبتيه أربعة ثم يديه ستة ثم جبهته مع أنفه، الجبهة والأنف واحد؟
السائل : الأنف والجبهة واحد.
الشيخ : واحد؟ عضو واحد، طيب، لو قطم الإنسان أنف رجل كان فيه نصف الدية وإلا دية كاملة؟
السائل : كاملة.
الشيخ : طيب إذا كان هو والجبهة والعضو واحد معناه ما قطم إلا نصف العضو.
السائل : ... .
الشيخ : طيب، نقول الواقع أن الجبهة والأنف ليس شيئا واحد في الحقيقة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ألحق الأنف بالجبهة إلحاقا وسنتلوا الحديث روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أمِرنا أن نسجد على سبعة أعضاء أو أعضاء، على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه ) وهنا لو كان الأنف من الجبهة حُكما وحقيقة ما أشار إليها، أليس كذلك؟ ولو كان عضوا مستقلا لنصّ عليه وجعله مستقلا وقال على الجبهة وعلى الأنف إذّا فهو تابع، تابع فهو من الجبهة حكما لا حقيقة ولهذا أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أشارة، طيب.
الجبهة واليدين، يقول المؤلف "ثم يديه" يديه والحديث كفيه والكفين فهل بينهما فرق؟ لا، لأن اليد عند الإطلاق هي الكف فقط، اليد عند الإطلاق هي الكف فقط أرأيتم قوله تعالى (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا )) ثم أرأيتم قوله تعالى (( فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) ماذا يُطلَق عليه لفظ اليدين في الأيتين؟ الكف، ولهذا يُقطع السارق من مفصل الكف وفي التيمّم أرى النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر كيف مسح اليدين فمسح ظاهر كفيه ومسح الشمال على اليمين، طيب.
إذًا كلام المؤلف لا يُعارض الحديث لأن اليدين عند الإطلاق يُراد بهما الكف وأما إذا قُيّدت اليد فعلى حسب ما قُيّدت به كما في قوله تعالى (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) يقول المؤلف رحمه الله "وأطراف"، نعم، " ثم يديه ثم جبهته مع أنفه " "جبهته مع أنفه" ولهذا ما قال جبهته وأنفه أو ثم أنفه قال مع إشارة إلى أن الأنف تابع مصاحب، تابع مصاحب وهو كذلك وبقي علينا نظر أخر في هذه العبارة أولا قال المؤلف "على سبعة أعضاء رجليه" أليس هو قائم على رجليه من الأصل؟
السائل : ... .
الشيخ : في السجود ربما يرفعهما، ربما يرفعهما إذا سجد كذا وإلا لا؟ ولهذا نص عليهما حتى لا يرفعهما إذا سجد ثم قال المؤلف "ثم ركبتيه ثم يديه" فأفادنا المؤلف بالنص الصريح أن الركبتان مقدمتان على اليدين، أن الركبتان مقدمتان على اليدين وهذا الذي ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعامة أهل العلم ومنه الأئمة الثلاثة أحمد وأبو حنيفة والشافعي على أن الركبتين مقدمتان على اليدين وهذا مقتضى النص، مقتضى النص المرويّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا والذي ثبت عنه أو كاد يثبت قولا وهو أيضا مقتضى النظر الصحيح.
أما الأول وهو أنه مقتضى النص فلأن النبي صلى الله عليه وسلم رُوِي عنه أنه كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه لكن هذا الحديث طَعَن فيه كثير من أهل العلم وقالوا إنه ضعيف وأما ما ثبت عنه قولا أو كاد يثبت فهو حديث أبي هريرة وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبرك الرجل كما يبرك البعير والبعير إذا برك يُقدّم يديه فيُقدّم مُقدّمه على موخّره كما هو ظاهر وقد ظن بعض أهل العلم أن معنى قوله ( فلا يبرك كما يبرك البعير ) يعني فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير وأنه نهى أن يبرك الإنسان على ركبتيه وعلى هذا فيُقدّم يديه ولكن بين اللفظين فرق واضح ولكن بين اللفظين فرقا واضحا فإن النهي في قولك كما يبرك نهي عن الكيفية لأن الكاف للتشبيه وأما النهي فلا يبرك على ما يبرك لو كان بهذا اللفظ لكان نهيا على ما يُسجد عليه وعلى هذا فلا يسجد على الركبتين لأن البعير يسجد أو يبرك على ركبتيه.
وأما النظر فلأن الوضع الطبيعي للبدن أن ينزل شيئا فشيئا كما أنه يقوم من الأرض شيئا فشيئا فإذا كان ينزل شيئا فشيئا فالأسفل منه ينزل قبل الأعلى وإذا قام شيئا فشيئا فالأعلى يكون قبل الأسفل وعلى هذا فيكون هذا القول الذي عليه عامة أهل العلم هو الموافق للمنقول والطبيعة لكن مع ذلك لو أن إنسانا كان ثقيلا أو مريضا أو في ركبتيه ما يشُقّ عليه به السجود على الركبتين ففي هذا الحال نقول لا بأس أن الإنسان يفعل ويُقدّم اليدين ويكون النهي ما لم يوجد سبب يقتضيه فإن وُجِد سبب يقتضيه كالحاجة لمرض أو كِبر أو ألم في الركبتين أو غير ذلك فإن هذا لا بأس به لأن مبنى الدين الإسلامي ولله الحمد على اليسر والسهولة ففي القرأن الكريم يقول الله تعالى (( يريد الله بكم اليسر )) والإرادة هنا شرعية يعني أن الشرع هو التيسير وفي السنّة ( بُعثت بالحنيفية السمحة يسّروا ولا تعسروا ) فالمقصود الوصول إلى السجود فإن تمكّن الإنسان به على الوجه الأكمل فهو أكمل وإن شق عليه فإنه يفعل ما تيسر ومن العلماء من يقول بل يسجد على يديه أولا ظنا منه أن قوله فلا يبرك كما يبرك البعير يُراد به فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير وقال إن ركبتي البعير في يديه وهذا صحيح أن ركبتي البعير وكل ذات أربع في اليدين لكن الحديث لا يساعد اللفظ، لا يساعد لفظه على هذا المعنى وأما أخر الحديث المفرّع على أوله ففيه انقلاب كما حقّقه ابن القيم وهو قوله وليضع يديه قبل ركبتيه لأنه لوكان على الصحة لكان مناقضا لأول الحديث وكلام النبي عليه الصلاة والسلام لا مناقضة فيه.
أقول من العلماء من قال إنه يبدأ بيديه قبل ركبتيه ومن العلماء بل ما هو من العلماء بل من الناس الإخوة المبتدئين من حاول أن يجمع بين الأمرين فقال لا أنزّل أعالي بدني ولا أسجد على الركبتين أجلس مستوفزا ثم أضع يديّ على الأرض كذا ثم أدفعهما إلى الأمام كذا يسحبهم إلى الأمام فنقول من جاء بهذه الصفة؟ هذه الصفة ما قال بها أحد من المتقدّمين أبدا والجمع بين النصوص بصفة تخالف ما تقتضيه النصوص وتَخرج عما قاله العلماء خطأ، خطأ، رأيت بعض الناس يحط يديه إذا بغى يسجد "يبوغز" كما نقول باللغة العامة وما أدري إخواني اللي، هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه، هذا الأن واقف هناك، نعم، يقول هكذا يحاول أن يجمع بين وصول اليدين إلى الأرض قبل الركبتين وبين أن لا يخضع أعاليه وإيش اللي بعد؟ أعاليه قبل أسافله، فالحقيقة أن هذه الصفة غريبة ما رأيت أحدا من أهل العلم قال بها أبدا وتحتاج إلى دليل إثبات أن الرسول يُخلي يديه يسحّهم من عند الرُكب إلى أن يوازي الوجه هذا فعل خلاف ما تقتضيه الطبيعة والجبلّة وكل فعل يخالف ما تقتضيه الطبيعة والجبلّة في الصلاة يحتاج إلى دليل لأنه الصلاة عبادة كلها بأفعالها وأقوالها وهذه قاعدة أحبّ أن تنتبهوا لها كل فعل يخالف مقتضى الطبيعة العادي يعني في تنقلات البدن يحتاج إلى دليل على إثباته لأنه يكون مشروع كما أن كل، نعم، وبناءً على ذلك نقول الأصل وضع الأشياء على ما هي عليه، الأعضاء على ما هي عليه في الصلاة حتى يقوم دليل على إيش؟ على المخالفة ولهذا لولا أنه ورد ما يدل على تطابق الرجلين في السجود لولا ذلك لو كنا نقول إن الإنسان يجعلهما طبيعيتين فإذا كان الركبتان متباعدتان فلتكن القدمان كذلك لكن لما ورد ما يدل على أنها يلصق بعضهما ببعض خرجنا عن هذا الأصل فكل شيء لم يُنقل مما خرج عن عادة البدن فإنه يبقى على ما هو عليه من عادة البدن، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ومر علينا أن، قلنا أنه يجوز ... إذا اشترط ذلك.
الشيخ : نعم.
السائل : قياسا على حديث ضباعة بنت الزبير.
الشيخ : نعم.
السائل : وها نحن ... .
الشيخ : ما هو هذه، هذه ما هي في الصفة.
السائل : ... .
الشيخ : هذه ما هي في الصفة، هذه ليست في الصفة لأن الرسول ( إن لك على ربك ما استثنيت ) فهذا التعليل يدُل على أن كل عبادة تلزم بالدخول فيها إذا استثنى فيها الإنسان فله ذلك.
السائل : ... .
الشيخ : أقول التعليل ( فإن لك على ربه ما استثنيت ) يدل على أن كل عبادة إذا شرع فيها الإنسان لزِمته فإنه إذا استثنى فيها فله على ربه ما استثناه يعني فيه علّة تشير إلى هذا، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، لا هذا، قال الفقهاء أنه يُشرع، الفقهاء رحمهم الله استثنوا من السجود مسألتين، المسألة الأولى إذا سجد التلاوة والمسألة الثانية إذا سجد بعد القنوت في الوتر ولكن لا دليل على ذلك، الصحيح أنه يُستثنى شيء.
السائل : ... يقدم يديه على ركبتيه.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
السائل : سبعة.
الشيخ : سبعة؟ نعدّها زين؟ رجليه ثم ركبتيه أربعة ثم يديه ستة ثم جبهته مع أنفه، الجبهة والأنف واحد؟
السائل : الأنف والجبهة واحد.
الشيخ : واحد؟ عضو واحد، طيب، لو قطم الإنسان أنف رجل كان فيه نصف الدية وإلا دية كاملة؟
السائل : كاملة.
الشيخ : طيب إذا كان هو والجبهة والعضو واحد معناه ما قطم إلا نصف العضو.
السائل : ... .
الشيخ : طيب، نقول الواقع أن الجبهة والأنف ليس شيئا واحد في الحقيقة لكن الرسول عليه الصلاة والسلام ألحق الأنف بالجبهة إلحاقا وسنتلوا الحديث روى ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( أمِرنا أن نسجد على سبعة أعضاء أو أعضاء، على الجبهة وأشار بيده إلى أنفه ) وهنا لو كان الأنف من الجبهة حُكما وحقيقة ما أشار إليها، أليس كذلك؟ ولو كان عضوا مستقلا لنصّ عليه وجعله مستقلا وقال على الجبهة وعلى الأنف إذّا فهو تابع، تابع فهو من الجبهة حكما لا حقيقة ولهذا أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أشارة، طيب.
الجبهة واليدين، يقول المؤلف "ثم يديه" يديه والحديث كفيه والكفين فهل بينهما فرق؟ لا، لأن اليد عند الإطلاق هي الكف فقط، اليد عند الإطلاق هي الكف فقط أرأيتم قوله تعالى (( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا )) ثم أرأيتم قوله تعالى (( فلم تجدوا ماء فتيمّموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )) ماذا يُطلَق عليه لفظ اليدين في الأيتين؟ الكف، ولهذا يُقطع السارق من مفصل الكف وفي التيمّم أرى النبي صلى الله عليه وسلم عمار بن ياسر كيف مسح اليدين فمسح ظاهر كفيه ومسح الشمال على اليمين، طيب.
إذًا كلام المؤلف لا يُعارض الحديث لأن اليدين عند الإطلاق يُراد بهما الكف وأما إذا قُيّدت اليد فعلى حسب ما قُيّدت به كما في قوله تعالى (( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق )) يقول المؤلف رحمه الله "وأطراف"، نعم، " ثم يديه ثم جبهته مع أنفه " "جبهته مع أنفه" ولهذا ما قال جبهته وأنفه أو ثم أنفه قال مع إشارة إلى أن الأنف تابع مصاحب، تابع مصاحب وهو كذلك وبقي علينا نظر أخر في هذه العبارة أولا قال المؤلف "على سبعة أعضاء رجليه" أليس هو قائم على رجليه من الأصل؟
السائل : ... .
الشيخ : في السجود ربما يرفعهما، ربما يرفعهما إذا سجد كذا وإلا لا؟ ولهذا نص عليهما حتى لا يرفعهما إذا سجد ثم قال المؤلف "ثم ركبتيه ثم يديه" فأفادنا المؤلف بالنص الصريح أن الركبتان مقدمتان على اليدين، أن الركبتان مقدمتان على اليدين وهذا الذي ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعامة أهل العلم ومنه الأئمة الثلاثة أحمد وأبو حنيفة والشافعي على أن الركبتين مقدمتان على اليدين وهذا مقتضى النص، مقتضى النص المرويّ عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلا والذي ثبت عنه أو كاد يثبت قولا وهو أيضا مقتضى النظر الصحيح.
أما الأول وهو أنه مقتضى النص فلأن النبي صلى الله عليه وسلم رُوِي عنه أنه كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه لكن هذا الحديث طَعَن فيه كثير من أهل العلم وقالوا إنه ضعيف وأما ما ثبت عنه قولا أو كاد يثبت فهو حديث أبي هريرة وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبرك الرجل كما يبرك البعير والبعير إذا برك يُقدّم يديه فيُقدّم مُقدّمه على موخّره كما هو ظاهر وقد ظن بعض أهل العلم أن معنى قوله ( فلا يبرك كما يبرك البعير ) يعني فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير وأنه نهى أن يبرك الإنسان على ركبتيه وعلى هذا فيُقدّم يديه ولكن بين اللفظين فرق واضح ولكن بين اللفظين فرقا واضحا فإن النهي في قولك كما يبرك نهي عن الكيفية لأن الكاف للتشبيه وأما النهي فلا يبرك على ما يبرك لو كان بهذا اللفظ لكان نهيا على ما يُسجد عليه وعلى هذا فلا يسجد على الركبتين لأن البعير يسجد أو يبرك على ركبتيه.
وأما النظر فلأن الوضع الطبيعي للبدن أن ينزل شيئا فشيئا كما أنه يقوم من الأرض شيئا فشيئا فإذا كان ينزل شيئا فشيئا فالأسفل منه ينزل قبل الأعلى وإذا قام شيئا فشيئا فالأعلى يكون قبل الأسفل وعلى هذا فيكون هذا القول الذي عليه عامة أهل العلم هو الموافق للمنقول والطبيعة لكن مع ذلك لو أن إنسانا كان ثقيلا أو مريضا أو في ركبتيه ما يشُقّ عليه به السجود على الركبتين ففي هذا الحال نقول لا بأس أن الإنسان يفعل ويُقدّم اليدين ويكون النهي ما لم يوجد سبب يقتضيه فإن وُجِد سبب يقتضيه كالحاجة لمرض أو كِبر أو ألم في الركبتين أو غير ذلك فإن هذا لا بأس به لأن مبنى الدين الإسلامي ولله الحمد على اليسر والسهولة ففي القرأن الكريم يقول الله تعالى (( يريد الله بكم اليسر )) والإرادة هنا شرعية يعني أن الشرع هو التيسير وفي السنّة ( بُعثت بالحنيفية السمحة يسّروا ولا تعسروا ) فالمقصود الوصول إلى السجود فإن تمكّن الإنسان به على الوجه الأكمل فهو أكمل وإن شق عليه فإنه يفعل ما تيسر ومن العلماء من يقول بل يسجد على يديه أولا ظنا منه أن قوله فلا يبرك كما يبرك البعير يُراد به فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير وقال إن ركبتي البعير في يديه وهذا صحيح أن ركبتي البعير وكل ذات أربع في اليدين لكن الحديث لا يساعد اللفظ، لا يساعد لفظه على هذا المعنى وأما أخر الحديث المفرّع على أوله ففيه انقلاب كما حقّقه ابن القيم وهو قوله وليضع يديه قبل ركبتيه لأنه لوكان على الصحة لكان مناقضا لأول الحديث وكلام النبي عليه الصلاة والسلام لا مناقضة فيه.
أقول من العلماء من قال إنه يبدأ بيديه قبل ركبتيه ومن العلماء بل ما هو من العلماء بل من الناس الإخوة المبتدئين من حاول أن يجمع بين الأمرين فقال لا أنزّل أعالي بدني ولا أسجد على الركبتين أجلس مستوفزا ثم أضع يديّ على الأرض كذا ثم أدفعهما إلى الأمام كذا يسحبهم إلى الأمام فنقول من جاء بهذه الصفة؟ هذه الصفة ما قال بها أحد من المتقدّمين أبدا والجمع بين النصوص بصفة تخالف ما تقتضيه النصوص وتَخرج عما قاله العلماء خطأ، خطأ، رأيت بعض الناس يحط يديه إذا بغى يسجد "يبوغز" كما نقول باللغة العامة وما أدري إخواني اللي، هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه، هذا الأن واقف هناك، نعم، يقول هكذا يحاول أن يجمع بين وصول اليدين إلى الأرض قبل الركبتين وبين أن لا يخضع أعاليه وإيش اللي بعد؟ أعاليه قبل أسافله، فالحقيقة أن هذه الصفة غريبة ما رأيت أحدا من أهل العلم قال بها أبدا وتحتاج إلى دليل إثبات أن الرسول يُخلي يديه يسحّهم من عند الرُكب إلى أن يوازي الوجه هذا فعل خلاف ما تقتضيه الطبيعة والجبلّة وكل فعل يخالف ما تقتضيه الطبيعة والجبلّة في الصلاة يحتاج إلى دليل لأنه الصلاة عبادة كلها بأفعالها وأقوالها وهذه قاعدة أحبّ أن تنتبهوا لها كل فعل يخالف مقتضى الطبيعة العادي يعني في تنقلات البدن يحتاج إلى دليل على إثباته لأنه يكون مشروع كما أن كل، نعم، وبناءً على ذلك نقول الأصل وضع الأشياء على ما هي عليه، الأعضاء على ما هي عليه في الصلاة حتى يقوم دليل على إيش؟ على المخالفة ولهذا لولا أنه ورد ما يدل على تطابق الرجلين في السجود لولا ذلك لو كنا نقول إن الإنسان يجعلهما طبيعيتين فإذا كان الركبتان متباعدتان فلتكن القدمان كذلك لكن لما ورد ما يدل على أنها يلصق بعضهما ببعض خرجنا عن هذا الأصل فكل شيء لم يُنقل مما خرج عن عادة البدن فإنه يبقى على ما هو عليه من عادة البدن، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : نعم.
السائل : ومر علينا أن، قلنا أنه يجوز ... إذا اشترط ذلك.
الشيخ : نعم.
السائل : قياسا على حديث ضباعة بنت الزبير.
الشيخ : نعم.
السائل : وها نحن ... .
الشيخ : ما هو هذه، هذه ما هي في الصفة.
السائل : ... .
الشيخ : هذه ما هي في الصفة، هذه ليست في الصفة لأن الرسول ( إن لك على ربك ما استثنيت ) فهذا التعليل يدُل على أن كل عبادة تلزم بالدخول فيها إذا استثنى فيها الإنسان فله ذلك.
السائل : ... .
الشيخ : أقول التعليل ( فإن لك على ربه ما استثنيت ) يدل على أن كل عبادة إذا شرع فيها الإنسان لزِمته فإنه إذا استثنى فيها فله على ربه ما استثناه يعني فيه علّة تشير إلى هذا، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : إيش؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، لا هذا، قال الفقهاء أنه يُشرع، الفقهاء رحمهم الله استثنوا من السجود مسألتين، المسألة الأولى إذا سجد التلاوة والمسألة الثانية إذا سجد بعد القنوت في الوتر ولكن لا دليل على ذلك، الصحيح أنه يُستثنى شيء.
السائل : ... يقدم يديه على ركبتيه.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
1 - تتمة شرح قول المصنف " ... ساجدا على سبعة أعضاء : رجليه ثم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته مع أنفه...". أستمع حفظ
ما قولكم في فعل ابن عمر لما كان يبدأ بالسجود على يديه؟
الشيخ : الإجابة عن هذا من وجهين، الوجه الأول أنه فعل صحابي مُعارض بفعل من هو أعلم منه وهو أبوه عمر والوجه الثاني إن ابن عمر رضي الله عنهما كان في أخر عمره ثقيلا فقد كان حتى في جلوسه في الصلاة يتربّع ولا يفترش وسأله أحد أبنائه لماذا كان يصنع ذلك والرسول عليه الصلاة والسلام كان يفترش قال إن رجليّ لا تقلاني ورجل تصل به الحال إلى هذا لا شك أنه يحتاج إلى أن ينزل على يديه لأنه أيسر له، نعم يا نصر.
سؤال عن كيفية الخروج من الخلاف الذي وقع بين أهل العلم في الهوي للسجود على ما يسجد ؟
نصر : ... .
الشيخ : لا، لو قال خروجا من الخلاف أولا النصوص ما تدل على هذا حتى يُثبت الخلاف وأقوال العلماء إذا لم يكن لها حظ من النظر يبقى أهل العلم فيها معذورين بما ذهبوا إليه لكن لا يُجعل قولهم قول المشرعة وليست هذه المسألة كجلسة الإستراحة التى يمكن أن تحمل على حال دون حال كما سيأتينا إن شاء الله تعالى بل هذه صفة إما هذه وإلا هذه، نعم.
نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين.
الشيخ : لا، لو قال خروجا من الخلاف أولا النصوص ما تدل على هذا حتى يُثبت الخلاف وأقوال العلماء إذا لم يكن لها حظ من النظر يبقى أهل العلم فيها معذورين بما ذهبوا إليه لكن لا يُجعل قولهم قول المشرعة وليست هذه المسألة كجلسة الإستراحة التى يمكن أن تحمل على حال دون حال كما سيأتينا إن شاء الله تعالى بل هذه صفة إما هذه وإلا هذه، نعم.
نبينا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين.
مناقشة ما سبق.
الشيخ : " يخرّ مكبرا ساجدا على سبعة أعضاء رجليه ثم ركبتيه ثم يديه ثم جبهته مع أنفه " وأوردنا إشكالا على قوله "رجليه" بندر ما هو الإشكال؟
بندر : نعم، رجليه يكون مضمومتين أو.
الشيخ : لا لا أوردنا إشكالا على قول المؤلف رجليه مع أن الرجلين في الأرض من الأصل.
بندر : أي نعم، نعم ولذلك إذا سجد فإنهما يرتفعان عن الأرض.
الشيخ : إذا سجد فلا يرفعهما عن الأرض، طيب، ثم إن كيفيتهما في القيام غير كيفيتهما في السجود، أليس كذلك؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، يقول " ثم جبهته مع أنفه " .
بندر : نعم، رجليه يكون مضمومتين أو.
الشيخ : لا لا أوردنا إشكالا على قول المؤلف رجليه مع أن الرجلين في الأرض من الأصل.
بندر : أي نعم، نعم ولذلك إذا سجد فإنهما يرتفعان عن الأرض.
الشيخ : إذا سجد فلا يرفعهما عن الأرض، طيب، ثم إن كيفيتهما في القيام غير كيفيتهما في السجود، أليس كذلك؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، يقول " ثم جبهته مع أنفه " .
شرح قول المصنف " ... ولو مع حائل ليس من أعضاء سجوده...".
الشيخ : قال " ولو مع حائل ليس من أعضاء سجوده " "ولو مع حائل" يعني يسجد على الأرض ولو مع حائل ليس من أعضاء السجود، الحائل يشمل الثوب والغُطرة والمشلح وما كان من جنس الأرض وما كان من غير جنسه، عام لكن لا بد أن يكون طاهرا لأنه لا يمكن للسجود على النجس إذ أن من شرط الصلاة كما سبق اجتناب النجاسة.
وقول المؤلف " ليس من أعضاء سجوده " يعني لا يجوز أن يسجد على حائل من أعضاء السجود بأن يضع جبهته على كفيه مثلا أو يضع يديه بعضهما على بعض أو يضع رجليه بعضهما على بعض لأنه إذا فعل ذلك فكأنما سجد على عضو واحد، إذا وضع جبهته على يديه فلم يسجد على الجبهة في الحقيقة بل سجد على العضو المباشر دون العضو الذي فوقه.
وقوله رحمه الله " ولو مع حائل ليس من أعضاء السجود " لم يُبيّن حكم السجود على الحائل إذا كان من غير أعضاء السجود إنما بيّن أن السجود مجْزٍ مع الحائل لكن ما حكم وضع الحائل؟ قال أهل العلم إن الحائل ينقسم إلى قسمين، قسم متصل بالمصلي فهذا يُكره أن يسجد عليه إلا من حاجة مثل الثوب الملبوس والمشلح الملبوس والغطرة وما أشبهها ودليل ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدّة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يُمكّن جبهته من الأرض بسَط ثوبه فسجد عليه ) فقوله ( إذا لم يستطع أن يُمكّن ) دل على أنهم لا يفعلون ذلك مع الإستطاعة ثم التعبير ( إذا لم يستطع ) يدل على أنه مكروه لا يُفعل إلا عند الحاجة أما إذا كان الحائل منفصلا فهذا لا بأس به، لا بأس به ولا كراهة فيه لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على الخُمْرة والخُمْرة عبارة عن خصيف من النخل يسع جبهَة المصلي وكفيه فقط وعلى هذا فتكون الحوائل ثلاثة أقسام، قسم من أعضاء السجود فهذا السجود عليه حرام ولا يُجْزئ السجود وقسم من غير أعضاء السجود لكنه متصل بالمصلي فهذا مكروه ولو فعَل لأجزأ السجود لكنه مع الكراهة والثالث قسم منفصل فهذا لا بأس به ولكن قال أهل العلم يُكره أن يخُصّ جبهته فقط بما يسجد عليه وعلّلوا ذلك بأن هذا يُشابه فعل الرافضة في صلاتهم فإن الرافضة يتخذون هذا تديّنا يُصلون على قطعة من المدر كالفخار يصنعونها مما يُسمونه النجف الأشرف ولهذا تجد عند أبواب مساجدهم تجد الصناديق دواليب مملوءة من هذه الحجارة إذا أراد الإنسان أن يدخل المسجد أخذ حجارة ليسجد عليها ومنهم من يفعل ذلك لأنه يرى أنه لا يجوز السجود إلا على شيء من جنس الأرض فلا يجوز السجود على الفراش ولا من خصيف النخل مع أنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سجد على خصيف النخل كما في حديث أنس حينما غسَل له الحصير الذي اسودّ من طول ما لُبِس وصلى عليه صلى الله عليه وسلم لكن هم لا يروْن ذلك فيسجدون على شيء معيّن لكن يضعون الجبهة عليه فقط ولهذا قال أهل العلم يُكره أن يخُصّ جبهته بما يسجد عليه لأنه فِعْل الرافضة، نعم.
طيب، المؤلف رحمه الله يقول "يسجد على أعضائه السبعة ولو مع حائل ليس من أعضاء السجود" السجود على هذه الأعضاء السبعة واجب في كل حال السجود، واجب في كل حال السجود بمعنى أنه لا يجوز أن يرفع عضوا من أعضائه حال سجوده لا يدًا ولا رجلا ولا أنفا ولا جبهة ولا شيء من هذه الأعضاء السبعة فإن فعل فإن كان في جميع حال السجود فلا شك أن سجوده لا يصح لأنه نقصَ عضو من الأعضاء التى يجب أن تسجد وأما إذا كان في أثناء السجود بمعنى أن رجلا حكّته رجله فحكّها بالرجل الأخرى فهذا محل نظر، قد يُقال إنها لا تصح صلاته لأنه ترك هذا الركن جزءً من السجود وقد يقال إنه يُجزئه لأن العبرة بالأعمّ والأكثر فإذا كان الأعمّ والأكثر أنه ساجد على أعضاءه السبعة أجزأه وعلى هذا فيكون الإحتياط ألا يرفع شيئا، ألا يرفع شيئا وليصبر حتى لو أصابته حِكّة في يده مثلا أو في فخذه أو في رجله فليصبر حتى يقوم من السجود.
وقول المؤلف " ليس من أعضاء سجوده " يعني لا يجوز أن يسجد على حائل من أعضاء السجود بأن يضع جبهته على كفيه مثلا أو يضع يديه بعضهما على بعض أو يضع رجليه بعضهما على بعض لأنه إذا فعل ذلك فكأنما سجد على عضو واحد، إذا وضع جبهته على يديه فلم يسجد على الجبهة في الحقيقة بل سجد على العضو المباشر دون العضو الذي فوقه.
وقوله رحمه الله " ولو مع حائل ليس من أعضاء السجود " لم يُبيّن حكم السجود على الحائل إذا كان من غير أعضاء السجود إنما بيّن أن السجود مجْزٍ مع الحائل لكن ما حكم وضع الحائل؟ قال أهل العلم إن الحائل ينقسم إلى قسمين، قسم متصل بالمصلي فهذا يُكره أن يسجد عليه إلا من حاجة مثل الثوب الملبوس والمشلح الملبوس والغطرة وما أشبهها ودليل ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في شدّة الحر فإذا لم يستطع أحدنا أن يُمكّن جبهته من الأرض بسَط ثوبه فسجد عليه ) فقوله ( إذا لم يستطع أن يُمكّن ) دل على أنهم لا يفعلون ذلك مع الإستطاعة ثم التعبير ( إذا لم يستطع ) يدل على أنه مكروه لا يُفعل إلا عند الحاجة أما إذا كان الحائل منفصلا فهذا لا بأس به، لا بأس به ولا كراهة فيه لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على الخُمْرة والخُمْرة عبارة عن خصيف من النخل يسع جبهَة المصلي وكفيه فقط وعلى هذا فتكون الحوائل ثلاثة أقسام، قسم من أعضاء السجود فهذا السجود عليه حرام ولا يُجْزئ السجود وقسم من غير أعضاء السجود لكنه متصل بالمصلي فهذا مكروه ولو فعَل لأجزأ السجود لكنه مع الكراهة والثالث قسم منفصل فهذا لا بأس به ولكن قال أهل العلم يُكره أن يخُصّ جبهته فقط بما يسجد عليه وعلّلوا ذلك بأن هذا يُشابه فعل الرافضة في صلاتهم فإن الرافضة يتخذون هذا تديّنا يُصلون على قطعة من المدر كالفخار يصنعونها مما يُسمونه النجف الأشرف ولهذا تجد عند أبواب مساجدهم تجد الصناديق دواليب مملوءة من هذه الحجارة إذا أراد الإنسان أن يدخل المسجد أخذ حجارة ليسجد عليها ومنهم من يفعل ذلك لأنه يرى أنه لا يجوز السجود إلا على شيء من جنس الأرض فلا يجوز السجود على الفراش ولا من خصيف النخل مع أنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه سجد على خصيف النخل كما في حديث أنس حينما غسَل له الحصير الذي اسودّ من طول ما لُبِس وصلى عليه صلى الله عليه وسلم لكن هم لا يروْن ذلك فيسجدون على شيء معيّن لكن يضعون الجبهة عليه فقط ولهذا قال أهل العلم يُكره أن يخُصّ جبهته بما يسجد عليه لأنه فِعْل الرافضة، نعم.
طيب، المؤلف رحمه الله يقول "يسجد على أعضائه السبعة ولو مع حائل ليس من أعضاء السجود" السجود على هذه الأعضاء السبعة واجب في كل حال السجود، واجب في كل حال السجود بمعنى أنه لا يجوز أن يرفع عضوا من أعضائه حال سجوده لا يدًا ولا رجلا ولا أنفا ولا جبهة ولا شيء من هذه الأعضاء السبعة فإن فعل فإن كان في جميع حال السجود فلا شك أن سجوده لا يصح لأنه نقصَ عضو من الأعضاء التى يجب أن تسجد وأما إذا كان في أثناء السجود بمعنى أن رجلا حكّته رجله فحكّها بالرجل الأخرى فهذا محل نظر، قد يُقال إنها لا تصح صلاته لأنه ترك هذا الركن جزءً من السجود وقد يقال إنه يُجزئه لأن العبرة بالأعمّ والأكثر فإذا كان الأعمّ والأكثر أنه ساجد على أعضاءه السبعة أجزأه وعلى هذا فيكون الإحتياط ألا يرفع شيئا، ألا يرفع شيئا وليصبر حتى لو أصابته حِكّة في يده مثلا أو في فخذه أو في رجله فليصبر حتى يقوم من السجود.
بيان حكم ما إذا عجز المصلي عن السجود على بعض أعضاءه فكيف يصنع، مع مواصلة ذكر بعض ما يتعلق بالسجود.
الشيخ : ومن المباحث في هذا الركن أنه إذا عجز عن السجود ببعض الأعضاء فهل يسجد على البقيّة أو لا؟ نقول لدينا قاعدة تُبيّن هذا وغيره وهي قوله تعالى (( فأتقوا الله ما استطعتم )) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) فإذا قُدّر أن إحدى يديه جريحة لا يستطيع أن يسجد عليها فليسجد على بقية الأعضاء لقوله تعالى (( فاتقوا الله ما استطعتم )) وإذا قُدّر أنه قد عمل عملية في عينيه وقيل له لا تسجد على الأرض فليومئ ما أمكنه وليضع من أعضاء السجود ما أمكنه وأما قول بعض الفقهاء من عجَز عن السجود بالجبهة لم يلزمه بغيرها فهذا مسلّم في بعض الأحوال مسلّم فيما إذا كان لا يستطيع أن ينحنيَ بحيث يكون إلى السجود التام أقرب منه إلى الإعتدال التام فهذا مسلّم أن يُقال لا يلزمك السجود، مثلا لو كان ما يستطيع إلا أن يكون هكذا ما نقول ضع يديك لأنه لو وضع يديه ليس كهيأة الساجد لكن إذا كان يستطيع أن يومئ بحيث يكون إلى السجود التام أقرب منه إلى الجلوس التام فهنا يلزمه أن يسجد ببقية الأعضاء فيدنوا من الأرض بقدر ما يمكنه ثم يضع إيش؟ يضع يديه، فإذا قال قائل ما هو الدليل على هذا؟ قلنا الدليل أننا أمرنا بالسجود وأمرنا أن نتقيَ الله ما استطعنا فإذا كنا أقرب إلى السجود وجب أن نقرب لأننا نكون كهيأة الساجد الذي رفع جبهته فيلزمنا ذلك، أما إذا كنا لا نستطيع أن ندنوا من الأرض بحيث نكون إلى السجود أقرب ففرضنا حينئذ الإيماء، فرضنا الإيماء فيومئ الإنسان ولا يلزمه أن يضع يديه أو ركبتيه على الأرض، أفهمنا هذا؟ طيب.
إذًا بيّنا هذا الأمر ببحثين، ما هما؟ استدامة السجود على الأعضاء السبعة والثاني إذا عجزنا عن بهضها فهل يلزمنا البعض الأخر؟ وعرفتم التفصيل، فإذا قال قائل ما هي الحكمة من السجود؟ وما هو السر في هذا السجود؟ قلنا لأنه من كمال التعبّد لله والذل له فإن الإنسان يضَعُ أشرف ما فيه بحذاء أدنى ما فيه، كذا؟ يضع أشرف ما فيه وهو وجهه، بحذاء أسفل ما فيه وهو قدمه وأيضا يضعه على موطئ الأقدام، على موطئ الأقدام كل هذا تعبّدا لله تعالى وتقرّبا إليه ومن أجل هذا التطامن والنزول للرب عز وجل صار أقرب ما يكون الإنسان من ربه وهو ساجد مع أنه لو قام لكان أعلى وأقرب، كلما أعلى الإنسان كان أقرب إلى الله عز وجل لكن هذا نزل حتى صار في الأسفل ولنزوله لله عز وجل صار أقرب إلى الله، من تواضع لله رفعه، هذا هو الحكمة والسر في هذا السجود العظيم ولهذا ينبغي لنا أن تسجد قلوبنا قبل أن تسجد جوارحنا، قبل أن تسجد أعضانا بأن يشعر الإنسان بهذا الذل والتطامن والتواضع لله عز وجل حتى يُدرك لذة السجود وحلاوته ويعرف أنه الأن قرُب من ربه سبحانه وتعالى بل هو أقرب ما يكون إلى الله.
هذا المعنى قد يغفُل عنه أصحاب الظواهر الذين يريدون أن يجمّلوا الطاعات بظاهِرِها وهم يُحمدون على هذا، لا شك أننا مأمورون بأن نُجمّل الطاعات بالظواهر، بظواهرها أو نُجمّل ظواهرها بتمام الإتباع وكماله لكن هناك شيء أخر يغفل عنه كثيرا من الناس ويعتني به أرباب السلوك وهو تكميل الباطن بحيث يركع القلب قبل ركوع البدن ويسجد قبل سجود البدن ولكن قد يُخطئ أرباب السلوك الذين يعتنون بالبواطن، قد يُقصرّون في الأصح قد يقصرون في إصلاح الظواهر، فتجدهم يُخلّون كثيرا في إصلاح الظواهر والكمال هو إصلاح الأمرين جميعا والعناية بكمالهما جميعا بكمال البواطن وكمال الظواهر وإني والله وأشهد الله أننا لو أقمنا الصلاة كما ينبغي لخرجنا في كل ما نخرج من صلاة بإيمان جديد قوي لأن الله يقول (( اتلوا ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) لكن نسأل الله أن يُعاملنا بعفوه ندخل فيها بقلب ونخرج منها بقلب هو القلب الأول إن لم يكن أردى لأننا ما نأتي بما ينبغي أن نأتيَ به من خضوع القلب وحضوره وشعوره بهذه التنقلات التى هي رياض في الواقع، رياض عبادة يعني الصلاة هي صلاة واحدة لكنها رياض متنوعة، أفعال مختلفة متنوعة وأقوال كذلك ما بين قراءة كلام الله عز وجل وذكره وتعظيمه وتكبيره ودعائه والثناء عليه ووصفه بأكمل الصفات " التحيات لله والصلوات والطيبات " إلى أخره فهي رياض، رياض عظيمة لكن فينا قصور من جهة مراعاة هذه الأسرار.
إذًا نقول إن هذا هو السر في السجود كمال التعبّد لله والتواضع له ولهذا كان جزاء الساجد أن يكون أقرب ما يكون من ربه عز وجل لأنه تواضع لله ونزل فرفعه الله وصار أقرب ما يكون إلى ربه وقد ورد في الحديث أن الله حرّم على النار أن تأكل أعضاء السجود فيمن يدخل النار من العصاة لأن عصاة المؤمنين إذا لم يتُب الله عليهم ولم تكن لهم حسنات ترجح على سيّئاتهم فإنهم يُعذّبون في النار بقدر ذنوبهم لكن أعضاء السجود محترمة لا تأكلها النار ولا تؤثّر فيها ولهذا قال بعضهم
"يا ربي أعضاء السجود عتقتها من فضلك الوافي وأنت الباقي
والعتق يسري في الغنى يا ذا الغنى فامنن على الفاني بعتق الباقي"
نعم، ... إلى الله بعتق هذه الأعضاء إلى أن يعتق جميع البدن بسريان العتق إليه، قال المؤلف رحمه الله " ولو مع حائل ليس من أعضاء سجوده " .
إذًا بيّنا هذا الأمر ببحثين، ما هما؟ استدامة السجود على الأعضاء السبعة والثاني إذا عجزنا عن بهضها فهل يلزمنا البعض الأخر؟ وعرفتم التفصيل، فإذا قال قائل ما هي الحكمة من السجود؟ وما هو السر في هذا السجود؟ قلنا لأنه من كمال التعبّد لله والذل له فإن الإنسان يضَعُ أشرف ما فيه بحذاء أدنى ما فيه، كذا؟ يضع أشرف ما فيه وهو وجهه، بحذاء أسفل ما فيه وهو قدمه وأيضا يضعه على موطئ الأقدام، على موطئ الأقدام كل هذا تعبّدا لله تعالى وتقرّبا إليه ومن أجل هذا التطامن والنزول للرب عز وجل صار أقرب ما يكون الإنسان من ربه وهو ساجد مع أنه لو قام لكان أعلى وأقرب، كلما أعلى الإنسان كان أقرب إلى الله عز وجل لكن هذا نزل حتى صار في الأسفل ولنزوله لله عز وجل صار أقرب إلى الله، من تواضع لله رفعه، هذا هو الحكمة والسر في هذا السجود العظيم ولهذا ينبغي لنا أن تسجد قلوبنا قبل أن تسجد جوارحنا، قبل أن تسجد أعضانا بأن يشعر الإنسان بهذا الذل والتطامن والتواضع لله عز وجل حتى يُدرك لذة السجود وحلاوته ويعرف أنه الأن قرُب من ربه سبحانه وتعالى بل هو أقرب ما يكون إلى الله.
هذا المعنى قد يغفُل عنه أصحاب الظواهر الذين يريدون أن يجمّلوا الطاعات بظاهِرِها وهم يُحمدون على هذا، لا شك أننا مأمورون بأن نُجمّل الطاعات بالظواهر، بظواهرها أو نُجمّل ظواهرها بتمام الإتباع وكماله لكن هناك شيء أخر يغفل عنه كثيرا من الناس ويعتني به أرباب السلوك وهو تكميل الباطن بحيث يركع القلب قبل ركوع البدن ويسجد قبل سجود البدن ولكن قد يُخطئ أرباب السلوك الذين يعتنون بالبواطن، قد يُقصرّون في الأصح قد يقصرون في إصلاح الظواهر، فتجدهم يُخلّون كثيرا في إصلاح الظواهر والكمال هو إصلاح الأمرين جميعا والعناية بكمالهما جميعا بكمال البواطن وكمال الظواهر وإني والله وأشهد الله أننا لو أقمنا الصلاة كما ينبغي لخرجنا في كل ما نخرج من صلاة بإيمان جديد قوي لأن الله يقول (( اتلوا ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر )) لكن نسأل الله أن يُعاملنا بعفوه ندخل فيها بقلب ونخرج منها بقلب هو القلب الأول إن لم يكن أردى لأننا ما نأتي بما ينبغي أن نأتيَ به من خضوع القلب وحضوره وشعوره بهذه التنقلات التى هي رياض في الواقع، رياض عبادة يعني الصلاة هي صلاة واحدة لكنها رياض متنوعة، أفعال مختلفة متنوعة وأقوال كذلك ما بين قراءة كلام الله عز وجل وذكره وتعظيمه وتكبيره ودعائه والثناء عليه ووصفه بأكمل الصفات " التحيات لله والصلوات والطيبات " إلى أخره فهي رياض، رياض عظيمة لكن فينا قصور من جهة مراعاة هذه الأسرار.
إذًا نقول إن هذا هو السر في السجود كمال التعبّد لله والتواضع له ولهذا كان جزاء الساجد أن يكون أقرب ما يكون من ربه عز وجل لأنه تواضع لله ونزل فرفعه الله وصار أقرب ما يكون إلى ربه وقد ورد في الحديث أن الله حرّم على النار أن تأكل أعضاء السجود فيمن يدخل النار من العصاة لأن عصاة المؤمنين إذا لم يتُب الله عليهم ولم تكن لهم حسنات ترجح على سيّئاتهم فإنهم يُعذّبون في النار بقدر ذنوبهم لكن أعضاء السجود محترمة لا تأكلها النار ولا تؤثّر فيها ولهذا قال بعضهم
"يا ربي أعضاء السجود عتقتها من فضلك الوافي وأنت الباقي
والعتق يسري في الغنى يا ذا الغنى فامنن على الفاني بعتق الباقي"
نعم، ... إلى الله بعتق هذه الأعضاء إلى أن يعتق جميع البدن بسريان العتق إليه، قال المؤلف رحمه الله " ولو مع حائل ليس من أعضاء سجوده " .
6 - بيان حكم ما إذا عجز المصلي عن السجود على بعض أعضاءه فكيف يصنع، مع مواصلة ذكر بعض ما يتعلق بالسجود. أستمع حفظ
شرح قول المصنف " ... ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخديه...".
الشيخ : قال " ويُجافي عضديه عن جنبيه " "يجافي" الفاعل من؟ المصلي الساجد، يجافي عضديه عن جنبيه يعني يُبعدهما لأنه ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يفعل ذلك حتى إن الصحابة ... له، يرقّون له من شدة مجافاته صلوات الله وسلامه عليه وحتى إنه ليُرى بياض إبطه من شدة مجافاته يعني رداءه يتمايز عن جنبيه حتى يبدوَ بياض إبطه وحتى إنه لو شاءت أن تمرّ البهمة وهي صغار الغنم من تحته لمرت من شدة مجافاته، نعم، فيجافي عضديه عن جنبيه ويستثنى من ذلك ما إذا كان في جماعة وخشِيَ أن يؤذي جاره فإنه لا يُستحب له أذيّة جاره وذلك لأن هذه المجافاةِ أو المجافاةَ؟ بالفتح لأن هذه المجافاة سنّة والإيذاء أقلّ أحواله الكراهة ولا يمكن أن يُفعل شيء مكروه مؤذٍ لجارك مشوّش عليه من أجل سنّة ولهذا استثنى العلماء رحمهم الله ذلك فقالوا مالم يُؤذي جاره فإن ءاذى جاره فلا يفعل ولكن اعلم أنك متى تركت السنّة لدرْء المفسدة والله يعلم أنه لولا ذلك لفعلت فإنه يُكتب لك أجرها فإن الرجل إذا ترك العمل لله عوّضه الله عز وجل بل إذا تركه بغير اختياره ( من مرض أو سافر كُتِب له ما كان يعمل صحيحا مقيما ) .
فيجافي عضديه عن جنبيه وقال " وبطنه عن فخذيه " يجافي بطنه عن فخذيه أي يرفعه، يرفعه والأفضل وكذلك أيضا يرفع الفخذين عن الساقين، يرفع الفخذين عن الساقين فهذه ثلاثة أشياء، التجافي بالعضدين عن إيش؟ عن الجنبين وبالبطن عن الفخذين وبالفخذين عن الساقين ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( اعتدلوا في السجود ) اعتدلوا يعني اجعلوه سجودا معتدلا لا تخْصِرون فتنزل البطن على الفخذ والفخذ على الساق ولا تمتدّون أيضا كما يفعل بعض الناس تجده إذا سجد يمتد حتى يقرب من الإنبطاح فهذا لا شك أنه من البدعة لأنه ليس بسنّة ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن الصحابة فيما نعلم أن الإنسان يمُدّ ظهره في السجود إنما مد الظهره في حال إيش؟ الركوع، أما السجود فإنه يرتفع ببطنه، يرتفع ببطنه ولا يمدّه.
يقول المؤلف رحمه الله " وعضده عن جنبيه " .
فيجافي عضديه عن جنبيه وقال " وبطنه عن فخذيه " يجافي بطنه عن فخذيه أي يرفعه، يرفعه والأفضل وكذلك أيضا يرفع الفخذين عن الساقين، يرفع الفخذين عن الساقين فهذه ثلاثة أشياء، التجافي بالعضدين عن إيش؟ عن الجنبين وبالبطن عن الفخذين وبالفخذين عن الساقين ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ( اعتدلوا في السجود ) اعتدلوا يعني اجعلوه سجودا معتدلا لا تخْصِرون فتنزل البطن على الفخذ والفخذ على الساق ولا تمتدّون أيضا كما يفعل بعض الناس تجده إذا سجد يمتد حتى يقرب من الإنبطاح فهذا لا شك أنه من البدعة لأنه ليس بسنّة ما ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن الصحابة فيما نعلم أن الإنسان يمُدّ ظهره في السجود إنما مد الظهره في حال إيش؟ الركوع، أما السجود فإنه يرتفع ببطنه، يرتفع ببطنه ولا يمدّه.
يقول المؤلف رحمه الله " وعضده عن جنبيه " .
شرح قول المصنف " ... ويفرق ركبتيه...".
الشيخ : " ويفرق ركبتيه " "يفرق ركبتيه" يعني لا يضُمّ ركبتيه بعضهما إلى بعض، طيب، واليدين؟ يجافيهم، إذًا لا بد أن يُفرقّهما والركبتين تُفرّق، القدمان؟
السائل : ... .
الشيخ : اختلف العلماء في ذلك فمن العلماء من يقول إنه يُفرّق قدميه أيضا لأن القدمين تابعان للساقين والركبتين فإذا كانت السنّة تفريق الركبتين فلتكن السنّة أيضا تفريق القدمين حتى إن بعض الفقهاء رحمهم الله قدّروا ذلك بأن يكون بينهما مقدار شبر بالتفريق ولكن الذي يظهر من السنّة أن القدمين تكونان مرصوصتين يعني يرُصّ القدمين بعضهما ببعض كما في الصحيح، في حديث عائشة حين فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت يدُها على قدميه منصوبتين وهو ساجد واليد الواحدة لا تبقى على القدمين إلا في حال التراصّ وقد جاء ذلك أيضا في صحيح ابن خزيمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرُصّ قدميه وعلى هذا فالسنّة في القدمين هو التراصّ بخلاف الركبتين واليدين.
ولم يذكر المؤلف رحمه الله أين يكون محل اليدين؟ هنا ما ذكر ولكنه ذكره في أول باب صفة الصلاة حين قال "يرفع يديه حذوَ منكبيه كالسجود" كالسجود وعلى هذا فيكون موضع اليدين على حذاء المنكبين وإن شاء قدّمهما وسجد وجعلهما على حذاء الجبهة أو فروع الأذنين لأن كل هذا مما جاءت به السنّة فله أن يجعلهما على حذو منكبيه وله أن يُقدّمهما حتى يكونا حذو جبهته وأنفه كل هذا جاءت به السنّة ولكن ماذا يصنع لو طال السجود بأن كان خلف إمام يُطيل السجود فماذا يصنع؟ هل يضع ذراعيه على الأرض؟ يتكئ على الأرض أو ماذا يصنع؟ نقول لا، لا يتكئ على الأرض لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك قال ( لا يبسُط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) .
طيب إذًا أين يضعهما؟ قال العلماء رحمهم الله يعتمد على ركبتيه يعني يضع طرف المرفق على الركبة إذا شقّ عليه طول السجود وهذا إذا كان مع إمامه أما إذا كان في نفسه فإنه لا ينبغي له أن يُكلّف نفسه ويَشُقّ عليها بل إذا شقّ عليه وتعِب فإنه يقوم ولا ينبغي على الإنسان أن يشُقّ على نفسه لأن الله سبحانه وتعالى يسّر على عباده، نعم.
يقول رحمه الله " ويفرق " .
السائل : ... .
الشيخ : اختلف العلماء في ذلك فمن العلماء من يقول إنه يُفرّق قدميه أيضا لأن القدمين تابعان للساقين والركبتين فإذا كانت السنّة تفريق الركبتين فلتكن السنّة أيضا تفريق القدمين حتى إن بعض الفقهاء رحمهم الله قدّروا ذلك بأن يكون بينهما مقدار شبر بالتفريق ولكن الذي يظهر من السنّة أن القدمين تكونان مرصوصتين يعني يرُصّ القدمين بعضهما ببعض كما في الصحيح، في حديث عائشة حين فقدت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعت يدُها على قدميه منصوبتين وهو ساجد واليد الواحدة لا تبقى على القدمين إلا في حال التراصّ وقد جاء ذلك أيضا في صحيح ابن خزيمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرُصّ قدميه وعلى هذا فالسنّة في القدمين هو التراصّ بخلاف الركبتين واليدين.
ولم يذكر المؤلف رحمه الله أين يكون محل اليدين؟ هنا ما ذكر ولكنه ذكره في أول باب صفة الصلاة حين قال "يرفع يديه حذوَ منكبيه كالسجود" كالسجود وعلى هذا فيكون موضع اليدين على حذاء المنكبين وإن شاء قدّمهما وسجد وجعلهما على حذاء الجبهة أو فروع الأذنين لأن كل هذا مما جاءت به السنّة فله أن يجعلهما على حذو منكبيه وله أن يُقدّمهما حتى يكونا حذو جبهته وأنفه كل هذا جاءت به السنّة ولكن ماذا يصنع لو طال السجود بأن كان خلف إمام يُطيل السجود فماذا يصنع؟ هل يضع ذراعيه على الأرض؟ يتكئ على الأرض أو ماذا يصنع؟ نقول لا، لا يتكئ على الأرض لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك قال ( لا يبسُط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب ) .
طيب إذًا أين يضعهما؟ قال العلماء رحمهم الله يعتمد على ركبتيه يعني يضع طرف المرفق على الركبة إذا شقّ عليه طول السجود وهذا إذا كان مع إمامه أما إذا كان في نفسه فإنه لا ينبغي له أن يُكلّف نفسه ويَشُقّ عليها بل إذا شقّ عليه وتعِب فإنه يقوم ولا ينبغي على الإنسان أن يشُقّ على نفسه لأن الله سبحانه وتعالى يسّر على عباده، نعم.
يقول رحمه الله " ويفرق " .
شرح قول المصنف " ... ويقول سبحان ربي الأعلى...".
الشيخ : " ركبتيه ويقول سبحان ربي الأعلى " يقول في حال السجود "سبحان ربي الأعلى" وقد مر علينا معنى التسبيح وما الذي يُسبَّح الله عنه أي يُنزّه وأما قوله "ربي الأعلى" دون أن يقول ربيَ العظيم لأن ذكر علوّ الله هنا أنسب من ذكر العظمة فإن الإنسان الأن أنْزل ما يكون، أنْزل ما يكون فلما كان أنزل ما يكون كان من المناسب أن يُثني على الله بماذا؟ بالعلو، وانظر إلى الحكمة والمناسبة في مثل هذه الأمور كيف كان الصحابة رضي الله عنهم في السفر إذا علَوا شيء كبّروا وإذا هبطوا واديا سبّحوا، لماذا؟ لأن الإنسان إذا علا وإرتفع قد يتعاظم في نفسه ويتكبّر ويعلو فناسب أن يقول الله أكبر ليُذكّر نفسه بكبرياء الله عز وجل أما إذا نزل فإن النزول لا شك أنه نقْص فكان ذكر التسبيح أولى، تنزيه الله عز وجل عن النقص الذي أنا كنت فيه الأن انحدرت فكان هذا من المناسب أن الإنسان يُذكّر نفسه بما هو أعلى منه ونظير هذا من بعض الوجوه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى شيئا يُعجبه من الدنيا يقول ( لبّيك إن العيْش عيْش الأخرة ) سبحان الله، لبّيك ويش المناسبة لبّيك؟ لأن الإنسان إذا رأى ما يُعجبه من الدنيا ربما يلتفت إليه فيُعرض عن الله فيقول لبّيك استجابة لله عز وجل ثم يُوطّن نفسه فيقول "إن العيش عيش الأخرة" فهذا العيش الذي يُعجبك لا تغترّي به، عيْش زائل، العيش حقيقة فهو عيش الأخرة ولهذا كان من السنّة إذا رأى الإنسان ما يُعجبه في الدنيا وخاف أن تنقاد نفسه إليه أن يقول ( لبّيك إن العيش عيْش الأخرة ) .
ذكرنا هذا استطرادا، المهم أن الإنسان يقول في سجوده "سبحان ربي الأعلى" وما المراد بالعلوّ؟ أعُلُوّ المكان أم علُوّ الصفة؟ نعم، يشمل الأمرين جميعا، وهذا أمر أعني أنه يشمل الأمرين جميعا متفق عليه في فِطَر الناس إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته فإن علُوّ الله عز وجل علُوّ ذات أمرٌ مفطور عليه الخلق لو أنك قلت للعامي ماذا تريد بقولك "سبحان ربي الأعلى" ويش يقول؟
ذكرنا هذا استطرادا، المهم أن الإنسان يقول في سجوده "سبحان ربي الأعلى" وما المراد بالعلوّ؟ أعُلُوّ المكان أم علُوّ الصفة؟ نعم، يشمل الأمرين جميعا، وهذا أمر أعني أنه يشمل الأمرين جميعا متفق عليه في فِطَر الناس إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته فإن علُوّ الله عز وجل علُوّ ذات أمرٌ مفطور عليه الخلق لو أنك قلت للعامي ماذا تريد بقولك "سبحان ربي الأعلى" ويش يقول؟
اضيفت في - 2006-04-10