سلسلة الهدى والنور-810
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
ذكر إبراهيم شقرة مقدمة بين يدي الشيخ الألباني .
إبراهيم شقرة : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار في هذا المجلس المبارك حيث نلتقي شيخنا و أستاذنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني الذي عودنا على كثير من هذه المجالس العلمية التي يتبوأ فيها علم الكتاب و السنة فيها مبوأ صدق و رغبة في العمل إليه و لاطالما اشتاقت نفوسنا إلى كثير من القضايا التي تدور في واقعنا الحياتي و نتأملها فيما مضى في غابر القرون تسعى ... نفسها أن تصل هذا الحاضر الذي نعيشه بها على ما كان فيها من فساد و ضلال و ... الأحداث في حاضرنا إلى أن تمشي بأرجل قوية إلى المستقبل لعلها تجد أيضا أناسا يحتضنونها كما احتضنها في هذا الحاضر أناس كثيرون و كما كان لها في الماضي أنصار كثيرون أول طالما تاقت نفوسنا إلى عرض مثل هذه القضايا التي و لا نقول ذلك مجاملة لشيخنا حفظه الله و جزاه عن الإسلام و المسلمين خيرا بل هي الحقيقة التي لا مرية فيها و إنه وحده الذي يستطيع أن يجيب على هذه الحوادث التي تقع في حاضرنا سواء ما كان منها متعلقا بشؤون الاقتصاد أم بشؤون التربية و التعليم أم بالشؤون العامة الأخرى التي تهم المسلمين عامة و نحن إذ نحمد الله تعالى على وجود بيننا فنحمده سبحانه و تعالى مرة أخرى أنه يمكننا بين الفينة و الفينة أن نأخذ عنه ما قدر الله له و ما أفاء عليه بهذا العلم الذي انتشر في أقطار الأرض كلها لذلك و نحن الآن و من غد و بعد غد و لا ندري إلى أين مدى تبقى هذه الأحداث متتابعة و هذه القضايا يأخذ بعضها برقاب بعض و الناس حائرون من حولها فمن قائل سوف تنتهي بذاتها و الثمن كثير بإزالتها و من قائل إن التغيير لابد له من يد مغيرة قوية قادرة على التغيير و من قائل إننا بالصبر و المصابرة و أخذ الأمور بالحكمة و اللين و توجيه الناس الوجهة الصحيحة الصائبة للحق و الهدى و العدل إن هذا كفيل بتغيير هذه الحوادث و إزالتها و لو طال الزمن و لو بذل الجهد الكثير و من ضمن القضايا و الحوادث نستطيع أن نقول إننا و الحمد لله رب و من فضله الذي امتن به علينا أننا و الحمد لله قد نجونا منها و ذلك بنهينا عنها بعلم أفدناه من الكتاب و السنة على يدي شيخنا جزاه الله عنا و لا أريد هنا أن أقدم لسامعينا الشيخ ناصر الدين الألباني فهو غني عن التعريف و لعل التعريف بالمعرف لا ينبغي أن يكون لما أعلم من نفسي أنني لا أضرب للشيخ بأي وصف وصفته يعرف مني أنني أصدقه فيما أقوله فيه و يعرف الناس مني ذلك و لكنني أقول إن القضايا الكبيرة العظيمة تحتاج إلى رجل كبير عظيم و لا أحسب إلا أن شيخنا هو ذلك الذي يجب أن يكون قولة فصل في أي قضية من هذه القضايا و في أي أمر من الأمور و في أي حادثة من الحوادث و لابد أن أقول أيضا إن الأحداث لو وقفت عند واحدة أو اثنتين أو ثلاث لهان القصد و لكنها أخذ بعضها برقاب بعض و كل حادثة تقول للتي سبقتها أنا ظهير من ورائك أنا كفيل أن أدفع الشر الذي يراد بك أن تكوني من أمام الإصلاح بل إنني كفيل و ظهير أن تبقي دائما أما الإصلاح عقبة كؤودا لا تتحركين و لاتزولين و الأحداث التي تقع في عالمنا اليوم لا أقول في العالم كله بل في عالمنا الإسلامي بخاصة أحداث لا نستطيع أن نصفها إلا بأنهاسوداء قاتمة و بأنها ... ظالمة بأنها صعبة عسيرة و بأنها من الصعب جدا أن يفكر الإنسان في زحزحتها إلا أن يقول اللهم عونك الذي لا ينقطع عن الضعفاء و المستضعفين في الأرض و أنه لا ملجأ منك إلا إليك فنسأل الله أن يجعل ملجأنا إليه وحده سبحانه و أن يكونوا ظهير هذه الطائفة المصلحة الصالحة التي قال فيها النبي عليه الصلاة و السلام ( طوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس من أمتي ) و السؤال الذي نوجهه لشيخنا بمناسبة الأحداث التي تجري في بعض البلاد العربية و التي تميزت بالعنف و الشدة و لا أريد أن أسمي بلدا بعينه فما من بلد أو فما يكاد بلد من بلاد المسلمين يخلوا من هذه الأحداث التي استبيحت فيها الدماء و التي انتهزت فيها الأموال و التي شاعت منها البدع و كثر فيها الرعب و اختفى الأمن و ضاع الرخاء و صار كل واحد من المسلمين يبحث عن ذاته في خضم هذه الأحداث يمينا و شمالا و أماما و خلفا و من تحت رجليه و من فوق رأسه ينتظر في كل لحظة من اللحظات أن يصيبه من شواظ فتنة جديدة أو شظية من حادثة رعيبة أو سوء ينتظره أو لا ينتظره يأتيه على غفلة على حين غرة فنريد أن نوجه لشيخنا الشيخ محمد ناصر الدين الألباني سؤالا و هو و إن كان طويلا لكن طوال نفسه جزاه الله خيرا و طول باعه في العلم سوف يأتينا على طول هذا السؤال بلا ملل و لا زجر بل إن الجياد من الجياد كلما طال المسير بها كانت أسرع و أقوى وأجهد و أصبر لبلوغ الغاية البعيدة السؤال شيخنا حفظك الله التبس الأمر على المسلمين في هذه الأيام و لا أقول علينا نحن من هو على منهج الكتاب و السنة و أن الله عزّ و جل يعطي أصحاب هذا المنهج بصيرة واعية و فكرة سديدة و رأيا يحميها من الوقوع في الخطأ الذي تقع فيه الجماعات الإسلامية الأخرى و الواقع المشهود شاهد على ذلك فأقول انطبق الأمر على المسلمين بعامة و بوجود الجماعات الإسلامية التي تدعي كل جماعة منها أنها على حق و كلها تتفق على وجوب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لكن كل جماعة تنهج منهجا تتختلف على الأخرى و أبرز ما يظهر على السّاحة منهجان اثنان أما الأول فهو داع إلى التغيير بقوة السلاح و هو العنف بحجة أن الأنظمة الحاكمة اليوم أنظمة ... و أما المنهاج الآخر فهو داع إلى التغيير بالحكمة و الموعظة الحسنة و الصبر و المصابرة و لا شك أن ما ... على المسلمين فى كل فجر يوم جديد و ما لا يغيب مع ظهور الشمس بل يتكاثر يوما بعد يوم يجعل الأمة أو يجعلنا نحن على الأقل و من هو على مثل ما نحن عليه يفكر تفكيرا يقرب أحيانا و يبعد أحيانا أخرى إلى أين يمكن أن تصل الأمة و هي على مثل هذا الحال ! فقد فسد تفكيرها تفكيرها العلمي و تفكيرها الاقتصادي و تفكيرها السياسي و تفكيرها العسكري و لا أدل على ذلك من الفرقى الضاربة فينا بين ضهرانينا فكل فريق من المسلمين يعادي الفريق آخر و كل حزب ينشد الخير لنفسه و يحجبه على الآخرين و أصبح لكل بلد من بلاد المسلمين تفكيرا يختلف عن تفكير البلد الآخر و له نظام يقوده يختلف في شكله و مضمونه عن شكل النظام الآخر و تفكيره و مضمونه فأين الطريق و أين نحن الآن و كيف نحدد الاتجاه الذي نسلكه إزاء هذه الفتن المتكاثرة و التي يظهر منها بين الآونة و الأخرى بعض المظاهر أو الظواهر التي تبأ عن حقيقة لا تستطيع العقول أن تتصور ما يمكن لو تحركت هذه الحقائق لا قدر الله و تفجرت على أرض المسلمين فماذا سيحدث يحدث في بلاد المسلمين الاقتلال بالسلاح و يحدث في بلاد المسلمين الاحتراب بالعلم باسم العلم و باسم الفقه و يحد فى بلاد المسلمين أن يكون هناك حكومات تلتقي فيها الأيدي و الأذرع على أمور يتعجلونها و لهم فيها أنات لو انتظروا حتى يأتي حينها و نترك المجال ... .
كيف يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في واقع العالم الإسلامي المتموج بالفتن والإنحراف .؟
إبراهيم شقرة : و نترك المجال لشيخنا ليحديثنا كيف ينبغي أن يكون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر فى مثل هذا الواقع الذي يعيشه المسلمين و جزاه الله خيرا
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله أما بعد فإن خير كلام كلام الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله تعالى عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد فلا سيبقي على كل مسلم أن الإسلام إما يقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي على المنكر و طالما تكررت الآيات الكريمة في كلام الله عز و جل آمرة أن تكون هناك أمة و جماعة تقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين قاطبة و إنما قد يكون هناك خلاف في تطبيق هذا الأمر الواجب و هنا لابد الوقوف قليلا إن كثيرا من المسلمين الذين آوتو حظا و لو قليلا من العلم يظنون أنلم يزل بأمن و أنه يجب تغيره يبادرون إلى تغيره دون أن يفكروا بعاقبة ذلك التغيير الذي يتبغي أن يلاحظه القائمون على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر رغم اختلاف مناهيجيهم و دعواتهم ما جاء الإشارة إلى ذلك فى كلام الأستاذ السائل فنحن نذكر بحقيقة علمية ينبغي أن لا يكون فيها خلاف أيضا ألا وهي أنه إذا كان من المعلوم شرعا أن العلم يسبق العمل و أن العلم ينبغي أن يقترن به العمل و إلا كان هذا العلم و بالا على صاحبه إذا كان هذا معروفا إلى كافة طلاب العلم فضلا عن العلماء و لكن ينبغي أن يكون قائما في أذهانهم غير غائب عن بالهم أنه في كثير من الأحيان تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر بالمعروف و النهي عن منكر تأجيلا عملي عن العلم تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر و النهي عن منكر تأجيل قرن العمل بالعلم و إن كان الأصل كما ذكرت آنفا أن يتبع العلم العمل لكن هذا ليس قاعدة مطردة ففي بعض الأحيان قد توجب المصلحة الشرعية تأجيل العمل و تأخيره عن العلم و من أوضح الأمثلة الثابتة في السنة كشاهد على هذا الذي نقوله إنما هو حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما ناصره الله على أعدائه المشركين و فتح عليه الفتح العظيم ألا و هو فتح مكة و دخلها منصورا و قضي على الشرك و أهله دخل جوف الكعبة و صلى فيها ركعتين شكرا لله تبارك و تعالى على ما أنعم عليه من الفتح العظيم فأرادت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن تستن بزوجها و بنبيها صلى الله عليه و آله و سلم وأن تدخل الكعبة لتصلي كما صلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله أما بعد فإن خير كلام كلام الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله تعالى عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار و بعد فلا سيبقي على كل مسلم أن الإسلام إما يقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي على المنكر و طالما تكررت الآيات الكريمة في كلام الله عز و جل آمرة أن تكون هناك أمة و جماعة تقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر هذا أمر لا خلاف فيه بين المسلمين قاطبة و إنما قد يكون هناك خلاف في تطبيق هذا الأمر الواجب و هنا لابد الوقوف قليلا إن كثيرا من المسلمين الذين آوتو حظا و لو قليلا من العلم يظنون أنلم يزل بأمن و أنه يجب تغيره يبادرون إلى تغيره دون أن يفكروا بعاقبة ذلك التغيير الذي يتبغي أن يلاحظه القائمون على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر رغم اختلاف مناهيجيهم و دعواتهم ما جاء الإشارة إلى ذلك فى كلام الأستاذ السائل فنحن نذكر بحقيقة علمية ينبغي أن لا يكون فيها خلاف أيضا ألا وهي أنه إذا كان من المعلوم شرعا أن العلم يسبق العمل و أن العلم ينبغي أن يقترن به العمل و إلا كان هذا العلم و بالا على صاحبه إذا كان هذا معروفا إلى كافة طلاب العلم فضلا عن العلماء و لكن ينبغي أن يكون قائما في أذهانهم غير غائب عن بالهم أنه في كثير من الأحيان تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر بالمعروف و النهي عن منكر تأجيلا عملي عن العلم تقتضي مصلحة الدعوة و مصلحة الأمر و النهي عن منكر تأجيل قرن العمل بالعلم و إن كان الأصل كما ذكرت آنفا أن يتبع العلم العمل لكن هذا ليس قاعدة مطردة ففي بعض الأحيان قد توجب المصلحة الشرعية تأجيل العمل و تأخيره عن العلم و من أوضح الأمثلة الثابتة في السنة كشاهد على هذا الذي نقوله إنما هو حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما ناصره الله على أعدائه المشركين و فتح عليه الفتح العظيم ألا و هو فتح مكة و دخلها منصورا و قضي على الشرك و أهله دخل جوف الكعبة و صلى فيها ركعتين شكرا لله تبارك و تعالى على ما أنعم عليه من الفتح العظيم فأرادت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أن تستن بزوجها و بنبيها صلى الله عليه و آله و سلم وأن تدخل الكعبة لتصلي كما صلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم .
2 - كيف يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في واقع العالم الإسلامي المتموج بالفتن والإنحراف .؟ أستمع حفظ
بيان الشيخ الألباني ضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
الشيخ : فقال عليه الصلاة و السلام لها ( صلي فالحجر فإنه من الكعبة و إن قومك لما قصرت بهم النفقة أخرجوا الحجر عن الكعبة و لو لا ) و هنا الشاهد قال عليه السلام ( و لو لا أن قومك حديث عهد بالشرك لهدمت الكعبة و لبنيتها على أساس إبراهيم عليه الصلاة و السلام و لجعلت لها بابين مع الأرض بابا يدخلون منه و بابا يخرجون منه ) فأبقى عليه الصلاة و السلام الكعبة على ما بناه عليها المشركون في الجاهلية و لم يعده صيغته الأولى على قواعد إبراهيم عليه الصلاة و السلام خشية أن يترتب من وراء هذا الإصلاح الإصلاح الواجب و هو إعادة الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام لم يفعل ذلك و هو من حيث قدرته و تمكنه و بخاصة من بعد أن فتح الله له مكة كان قادرا على ذلك من الناحية الحربية أو القوة المادية لكنه امتنع من تنفيذ ذلك الذي هو كان قادرا عليه منعه من ذلك أنه نظر إلى عاقبة هذا الأمر فخشي عليه الصلاة و السلام أن يكون إعادته لبناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام ما إثارة فتنة لبعض الضعفاء من المؤمنين الذين كانوا حديث عهد بالإسلام من هذا الحديث يأخذ علماء المسلمين قولهم المعروف و قد روي حديثا عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم و لكنه من حيث إسناده لا يصح إلا أنه حكمة مستنبطة من هذا الحديث و أمثاله ألا و هو قولهم من كان آمرا بالمعروف فليكن أمره بالمعروف و لا يكون الأمر بالمعروف معروفا إلا إذا كانت المصلحة من الأمر بالمعروف راجحة على المفسدة من هنا نحن نقول إن قيام بعض الأفراد أو بعض الجماعات ببعض الأوامر التي تدخل في باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قيامهم بهذا و أمثاله لا يلاحظ فيه هذه القاعدة التي ذكرتها آنفا و المستنبطة من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها من كان أمره بالمعروف فليكن أمره بالمعروف نقول هذه حكمة يقولها الفقهاء مستنبطيين لها من حديث عائشة و قد روي حديثا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لكنه لا يصح فحسبنا أن نقول إنها حكمة تبنها العلماء من هذا الحديث العظيم الذي نطق به النبي الكريم في عزة قوته مع ذلك لم يبادر إلى تغيير بناء الكعبة هذا البناء الذي أقامه المشركون في الجاهلية فلم يغيير شيئا من ذلك خشية المفسدة الكبرى عاى النص الظاهر من هنا قلت ما قلت آنفا أنه لا ينبغي لبعض أو جماعات أن يتقدموا إلى تغيير بعض الأمور سواء أمرا بالمعروف أو نهيا عن منكر إذا كان يترتب من وراء ذلك مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة نحن نسمع في كثير من البلاد الإسلامية أن بعض الجماعات تقوم بمثل هذا الذي نحن ندندن حوله من الأمر بمعروف و النهي عن منكر لكن بالطريقة غير حكيمة و ربنا عز و جل فيما حينما ذكر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر قرن ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة فنرى أن كثيرا من الشباب أو الجماعات الإسلامية حينما يقومون بمثل هذا التغيير تكون مفاسد التغيير أكثر من الصلاح الذي يرجونه من وراء ذلك الأمر بالمعرف و النهي عن المنكر و نريد أن نذكر مثلا البلاد الإسلامية كلها اليوم تعيش في ورطة الإعراض عن هذه الحكمة من أجل هذا نحن ندندن دائما و أبدا و ننصح الجماعة الإسلاميىة في كل بلد أن يستنوا بسنة النبي صلى الله عليه و آله و سلم في الإصلاح حيث إنه عليه الصلاة و السلام لم يبدأ الدعوة إلى الإسلام و إلى الإيمان بالتوحيد بالقوة و إنما باللسان و الحجة و البينة من أجل ذلك قال تعالى (( ادع إلى سبيل ربك ببالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن )) رسولنا صلوات الله و سلامه عليه الذي بدأ الدعوة هكذا حينما قوي ساعده و اشتد عوده قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فإذا قالوها فقد عصموا مني دمائهم و أموالهم إلا بحقها و حسابهم على الله ) فإذا القوة استعمالها لها وقتها أما الدعوة بالحكمة و الموعظة الحسنة فهي مستمرة و قائمة في كل مكان و في كل زمان لهذا نحن ننكر بشدة استعمال بعض الجماعات أو الأفراد القوة و لما تقوم قائمة الدعوة في أي بلد إسلامي في الحدود التي أمر الله بها و هي أن تكون هناك حكومة رشيدة هي التي تقوم بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لا تكون الحكومة هكذا في اعتقادنا جازمين بما نقول إلا إذا كان أمرها كما قال ربنا تبارك تعالى (( و أمرهم شورى بينهم )) و لا يكونوا الشورى إلا باستشارة أهل العلم و الرأي في كل علم و بخاصة ما كان متعلقا بالعلوم من الأحكام الشرعية فهذا المجلس من مجلس الشورى هو الذي يتبنى متى يكون الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر الذي أراده الله عز و جل و ليس الفرد الذي لا يتمكن بطبيعة الضعف البشري أن يحيط علما بواقع الأمة أو الجماعة التي يريد هو أن يقوم فيها بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و لذلك فما نسمعه بين آونة و أخرى من قيام بعض الناس بالتكسير أو بالتحطيم في بعض الأمور المنكرة شرعا وهم بعد لما يأسسوا لهذه الدعوة أسسها و لما يضعوا لها قواعدها فهؤلاء في اعتقادي يصدق عليهم الحكمة التي تكلم بها بعضهم ألا و هي " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " ونحن نقرأ بهذه المناسبة أقوالا لبعض أئمة السنة و لفقه هناك بلا شك من الأمور المستنكرة شرعا اليوم انتشار آلات المعازف و الطرب قال كثير من علماء المسلمين القدامى و أخص بالذكر منهم إمام السنة أحمد ابن حنبل قال أنه ينبغي تكسيرها و قيد ذلك إذا استطاع ذلك و لم يترتب وراء ذلك مفسدة على هذه القاعدة ينبغي أن ينطلق المسلمون في وقت قيام دولتهم في وقت قيام دولتهم المسلمة لأن هذه الدولة هي التي ستسمح بنظامها و بمنهجها لأهل العلم و أهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر أن يغيروا كل ما ينبغي تغييره أما أن يقوم فرد أو أفراد أو جماعة أو جماعات للتغيير و الحاكم المسيطر الذي يملك التغيير بالقوة فلا يفعل فلا نرى هذا من الحكمة أن نستعلي على هؤلاء لأن السلطة و القوة عليهم و المفسدة تكون أكبر و أعظم جدا من هذه المصلحة التي يبتغيها هذا الذي يغير الأمر على وفق الشريعة لكنه استعجل الأمر كما قلنا و حين ذلك يبتلى قدر ما ... خلاصة القول في هذا المجال هو أن الأصل أول الآية المذكورة (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة )) و لا شك أن من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ثم الحديث حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي بيّن لنا لا يجب تغيير كل منكر أو تحقيق كل معروف إلا إذا لم يخش من وراء ذلك مفسدة كبرى هذا ما يحضرني جوابا عن هذا السؤال و نسأل الله عز و جل أن يلهم المسلمين حكما و محكومين أن يلتزموا كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و أن يعودوا إلى ما كان عليه السلف الصالح من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالتي هي أحسن .
هل يستدل بقاعدة عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة على تغيير المنكر مهما كان .؟
السائل : جزاك الله خيرا و أحسن إليك شيخنا .
الشيخ : أمين .
السائل : ... برزت استفسارات و أسئلة من أثناء الكلام الذي فتح الله به عليكم جوابا عن ذاك السؤال بعض الناس ربما يتذرعون بالقاعدة القائلة أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فإذا كان البيان قولا فلابد أن يكون عملا و إن له كذلك فإنه لا يجوز للمسلم الذي يرى منكرا أن يسكت عليه و لو كان عاجزا عن إزالته لأنه يؤجر عن البيان بيان وجه الحق في هذا المنكر و إن أصابه ما أصابه من الشر و الضر فماذا الجواب عن ذلك ؟
الشيخ : أن النبي صل الله عليه و آله و سلم حينما أمر المسلمين أن يؤمروا بالمعروف و قد جعل الأمر على ثلاثة مراتب ذلك قوله عليه الصلاة و السلام الذي رواه الإمام مسلم بصحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) هذا الحديث في الواقع له علاقة بالشخص الآمر من جهة و بالمجتمع الذي يحياه من جهة أخرى أما علاقة الحديث بالشخص الآمر ذلك لأن الآمرين بالمعروف و الناهين عن منكر يختلفون اختلافا شديدا من حيث قوة إيمانهم ومنهم القوى الذي لا تأخذه في الله لومة لائم فهو يغير المنكر لو ترتب وراء ذلك هلاك نفسه و على هذا جاء الحديث ألا وهو قوله عليه السلام ( أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر ) لكن و الأمر مشاهد و معروف في كل تاريخ الإسلامي سواء الذي جاء به محمد عليه السلام أو ما كان عليه الأنبياء و الرسل الكرام من قبل أن ناس فى ذلك متفاوتون أشد التفاوت طبيعة الإنسان تختلف من ضعف و قوة و لذلك الشارع الحكيم الذي أوحى إلى نبيه الكريم بمثل هذا الحديث لاحظ تفاوت الناس في إيمانهم فجعل المرتبة العليا بالأمر بالمعروف و التغير باليد ( من رأي منكم منكر فليغيره بيده ) فإن لم يستطع لأن ينزل منزلة أخرى و هي التغير بلسانه و بكلامه و قد يصل البعض بإنسان ما أنه لا يستطيع أن يغيير لا بيده و لا بلسانه فلذلك فأقل درجات التغيير هو أن يغير بقلبه و أن يقول بلسان حاله و قد يكون ذلك بلسان قوله اللهم إن هذا منكرا لا نرضى به هذا ما يتعلق بالشخص و قد يتعلق بالمجتمع كما حدثت آنفا إنسان قوي و ليس هناك أقوي أحد بعد رسول الله صل الله عليه و آله و سلم و كما لمحت بل و صرحت آنفا بأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما فتح الله عزّ و جل على يديه مكة المكرمة كان في منتهى القوة من حيث أنه يتمكن من التغير لكنه لاحظ أن المجتمع الذي هو فيه عليه السلام لا يساعده على تغير المنكر إذا قوله عليه السلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ) هذه المراتب لا تتعلق فقط بالشخص كما قلنا آنفا بل أحيانا تتعلق بالمجتمع و لو كان الشخص قويا في المرتبة العليا من الأمر بالمعوف و هو التغير باليد ذلك كان هو الرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حينما فتح مكة لكنه ما غيره هل كان ذلك عجز منه حاشه و لكنه رأى أن التغيير باليد هنا قد يسبب حكمة و مفسدة كبرى لذلك اكتفى بالتغيير باللسان حيث أشار أن هذا الكعبة ينبغي أن يعاد بنيانها على قواعد إبراهيم عليه السلام لولا أن القوم هم حديث عهد بالشرك لذلك بارك الله فيكم أنا أقول بأن هؤلاء الذين يقولون بأم مسلم مأمور بالتغير هذا كلام صحيح في الجملة و ليس صحيحا في التفصيل ، التفصيل و هو كما ذكرت آنفا تارة يتعلق بالشخص و قد يكون عاجزا هو بإمكانه من حيث المجتمع بإمكانه أن يغير لكنه ضعيف لا يكتفي بالتغير باللسان لكنه أشد ضعفا من ذلك فيكتفي بالتغير بالقلب و هذا أدنى درجات الإيمان كما جاء ذلك مصرحا فى بعض الأحاديث الصحيحة و منها أن الحديث نفسه و ليس وراء ذلك ذرة من إيمان أو كما قال عليه الصلاة و السلام لعلى أجبت عن هذا السؤال إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخنا ما من مجلس نجلسه يوما و ساعة معك إلا و يجري الله عز و جل الحكمة على لسانك فنفيد و الله الذي لا نحلف إلا به و في ... كثير كثير فهنيئا لك علمك و هنيئا لنا سماعه و العمل به إن شاء الله لقد و الله وضعت قاعدة ما التفت إليها فى ظني عالما فجزاك الله خيرا !شيخنا من الأمور التي لفت لا أقول نظري وإنما سمعي و أنت تتحدث فقلت يقول علماء المسلمين هذه الكلمة ذكرتني بأمرين أما الأمر الأول فتعظيمك العلماء و تقديرك إياهم و حرصك على الاستفادة منهم و الاعتراف بفضلهم و قدرهم في حياتهم و بعد مماتهم هذه الأولى أما الثانية كما يقوله أولائك المفترون الهالكون عندما يذكرون شيخ ناصر وهو شوكة في حلوق الكثيرين من أعداء هذه الأمة فغير المنصفين أن أعداء هذه الأمة المنصفون فأنت لست شوكة حلوقهم إنما أنت قلم يجري على قراطيسهم اعترافا بفضل علمك عليهم فجزاك الله خيرا و بارك الله فيك .
الشيخ : وإياك .
أبو مالك : شيخنا أيضا هناك مسألة .
الشيخ : أمين .
السائل : ... برزت استفسارات و أسئلة من أثناء الكلام الذي فتح الله به عليكم جوابا عن ذاك السؤال بعض الناس ربما يتذرعون بالقاعدة القائلة أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فإذا كان البيان قولا فلابد أن يكون عملا و إن له كذلك فإنه لا يجوز للمسلم الذي يرى منكرا أن يسكت عليه و لو كان عاجزا عن إزالته لأنه يؤجر عن البيان بيان وجه الحق في هذا المنكر و إن أصابه ما أصابه من الشر و الضر فماذا الجواب عن ذلك ؟
الشيخ : أن النبي صل الله عليه و آله و سلم حينما أمر المسلمين أن يؤمروا بالمعروف و قد جعل الأمر على ثلاثة مراتب ذلك قوله عليه الصلاة و السلام الذي رواه الإمام مسلم بصحيحه من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلم ( من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ) هذا الحديث في الواقع له علاقة بالشخص الآمر من جهة و بالمجتمع الذي يحياه من جهة أخرى أما علاقة الحديث بالشخص الآمر ذلك لأن الآمرين بالمعروف و الناهين عن منكر يختلفون اختلافا شديدا من حيث قوة إيمانهم ومنهم القوى الذي لا تأخذه في الله لومة لائم فهو يغير المنكر لو ترتب وراء ذلك هلاك نفسه و على هذا جاء الحديث ألا وهو قوله عليه السلام ( أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر ) لكن و الأمر مشاهد و معروف في كل تاريخ الإسلامي سواء الذي جاء به محمد عليه السلام أو ما كان عليه الأنبياء و الرسل الكرام من قبل أن ناس فى ذلك متفاوتون أشد التفاوت طبيعة الإنسان تختلف من ضعف و قوة و لذلك الشارع الحكيم الذي أوحى إلى نبيه الكريم بمثل هذا الحديث لاحظ تفاوت الناس في إيمانهم فجعل المرتبة العليا بالأمر بالمعروف و التغير باليد ( من رأي منكم منكر فليغيره بيده ) فإن لم يستطع لأن ينزل منزلة أخرى و هي التغير بلسانه و بكلامه و قد يصل البعض بإنسان ما أنه لا يستطيع أن يغيير لا بيده و لا بلسانه فلذلك فأقل درجات التغيير هو أن يغير بقلبه و أن يقول بلسان حاله و قد يكون ذلك بلسان قوله اللهم إن هذا منكرا لا نرضى به هذا ما يتعلق بالشخص و قد يتعلق بالمجتمع كما حدثت آنفا إنسان قوي و ليس هناك أقوي أحد بعد رسول الله صل الله عليه و آله و سلم و كما لمحت بل و صرحت آنفا بأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم حينما فتح الله عزّ و جل على يديه مكة المكرمة كان في منتهى القوة من حيث أنه يتمكن من التغير لكنه لاحظ أن المجتمع الذي هو فيه عليه السلام لا يساعده على تغير المنكر إذا قوله عليه السلام ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ) هذه المراتب لا تتعلق فقط بالشخص كما قلنا آنفا بل أحيانا تتعلق بالمجتمع و لو كان الشخص قويا في المرتبة العليا من الأمر بالمعوف و هو التغير باليد ذلك كان هو الرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم حينما فتح مكة لكنه ما غيره هل كان ذلك عجز منه حاشه و لكنه رأى أن التغيير باليد هنا قد يسبب حكمة و مفسدة كبرى لذلك اكتفى بالتغيير باللسان حيث أشار أن هذا الكعبة ينبغي أن يعاد بنيانها على قواعد إبراهيم عليه السلام لولا أن القوم هم حديث عهد بالشرك لذلك بارك الله فيكم أنا أقول بأن هؤلاء الذين يقولون بأم مسلم مأمور بالتغير هذا كلام صحيح في الجملة و ليس صحيحا في التفصيل ، التفصيل و هو كما ذكرت آنفا تارة يتعلق بالشخص و قد يكون عاجزا هو بإمكانه من حيث المجتمع بإمكانه أن يغير لكنه ضعيف لا يكتفي بالتغير باللسان لكنه أشد ضعفا من ذلك فيكتفي بالتغير بالقلب و هذا أدنى درجات الإيمان كما جاء ذلك مصرحا فى بعض الأحاديث الصحيحة و منها أن الحديث نفسه و ليس وراء ذلك ذرة من إيمان أو كما قال عليه الصلاة و السلام لعلى أجبت عن هذا السؤال إن شاء الله .
السائل : جزاك الله خيرا يا شيخنا ما من مجلس نجلسه يوما و ساعة معك إلا و يجري الله عز و جل الحكمة على لسانك فنفيد و الله الذي لا نحلف إلا به و في ... كثير كثير فهنيئا لك علمك و هنيئا لنا سماعه و العمل به إن شاء الله لقد و الله وضعت قاعدة ما التفت إليها فى ظني عالما فجزاك الله خيرا !شيخنا من الأمور التي لفت لا أقول نظري وإنما سمعي و أنت تتحدث فقلت يقول علماء المسلمين هذه الكلمة ذكرتني بأمرين أما الأمر الأول فتعظيمك العلماء و تقديرك إياهم و حرصك على الاستفادة منهم و الاعتراف بفضلهم و قدرهم في حياتهم و بعد مماتهم هذه الأولى أما الثانية كما يقوله أولائك المفترون الهالكون عندما يذكرون شيخ ناصر وهو شوكة في حلوق الكثيرين من أعداء هذه الأمة فغير المنصفين أن أعداء هذه الأمة المنصفون فأنت لست شوكة حلوقهم إنما أنت قلم يجري على قراطيسهم اعترافا بفضل علمك عليهم فجزاك الله خيرا و بارك الله فيك .
الشيخ : وإياك .
أبو مالك : شيخنا أيضا هناك مسألة .
هل كانت قواعد إبراهيم عليه السلام معروفة أم لا ؟
السائل : ذكرتم في الحديث الذي عرضتموه و هو الحديث قوله صلى الله عليه و سلم ( لو لا أنك قومك حديث عهد لأعدت البيت على قاعد إبراهيم عليه السلام ) ثم لما أمره أن تصلي في الحجر السؤال الحقيقة الذي أريد أن أسأله و لا ربما يكون معلوما الجواب عند الكثيرين و لكن نريد شيئا من البيان و التفصيل هذا السؤال هو كأنما يلمح أو الحديث يكاد يصرح بأن االقواعد كأنما كانت متوارثة جيلا عن جيل من عهد إبراهيم عليه السلام هذا الشطر الأول من السؤال و أما الشطر الثاني كأني ألمح أيضا من الحديث أن بناء البيت الذي بناه أو أقام قواعده إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام كأنما كان تحديد قواعده وحي من الوحي فنريدوا شيء من البيان و التفصيل حول هذا السؤال بالشطرين بارك الله فيك ؟
الشيخ : أما بالنسبة لكون القواعد التي كانت الكعبة قد بنيت عليها من إبراهيم عليه السلام أنها كانت معروفة فهو كذلك .
الشيخ : أما بالنسبة لكون القواعد التي كانت الكعبة قد بنيت عليها من إبراهيم عليه السلام أنها كانت معروفة فهو كذلك .
تكلم على بناء عبد الله ابن الزبير الكعبة .
الشيخ : و كان قد ألقي في نفسي و أنا أتحدث عن حديث عائشة هذا من أن أستطرد قليلا أتحدث بأن الكعبة قد بنيت فيما بعد على قواعد إبراهيم عليه السلام لكني خشيت من أن يكون هذا الاستطراد غير مناسب بالنسبة للجواب فصرفت النظر عنه و الآن أقول إن الكعبة قد كتب الله عز و جل لها أن يعود بنيانها قليلا على قواعد إبراهيم عليه الصلاة و السلام ذلك في زمن خروج عبد الله بن الزبير على الخليفة الأموي أظن عبد الملك أي نعم و دعوة الناس لمبايعته خليفة في مكة ...في حالة كونه هناك قد نصب نفسه خليفة للمسلمين فهدم طرفا من الكعبة و أقام و كشف عن قواعد إبراهيم عليه السلام و توصف وصفا لا يحضرني الآن لأنه وصف هندسي ما أدري كيف كانت ... مطبقة أو راكبة بعضها على بعض فعبد الله بن الزبير رضي الله عنه و عن أبيه أيضا قد أعاد بناء الكعبة على أساس إبراهيم عليه السلام و ذلك لأنه كان قد تلقى الأمر عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها و أنت تعلمون أن عبد الله ابن الزبير هو يكون ابن أخت السيدة عائشة أسماء رضي الله تعالى عنها و لكن مع الأسف الشديد تدخلت السياسة و الأحقاد التي كانت تجري يومئذ بين بعض االحكام حينما قدر الله عز و جل بحكمة أرادها أن يُقتل عبد الله بن الزبير رضي الله تعالى عنه و أن يسقر الأمر و الخلافة لعبد الملك بن مروان فأمر بهدم الكعبة التي جددها عبد الله بن الزبير و إعادتها إلى ما كانت عليه في زمن الجاهلية بل في زمن الرسول عليه السلام الذي تمنى أن يعيدها على أساس إبراهيم لكنه خشي من الفتنة فأقر البنيان الجاهلي للكعبة كما كان فعبد الملك ابن مروان أعاد الكعبة إلى ما كانت عليه في العهد الأول ثم المؤسف أنه ندم و ليته أنه يعني ما فعل ما يندم عليه حيث روى الإمام مسلم في صحيحه أنه كان هناك مجلس بين يدي عبد الملك بن مروان فجرى موضوع الكعبة و ما فعله عبد الله بن الزبير لإعادتها على قواعد إبراهيم عليه السلام فبطبيعة الحال أنكر ذلك عبد الملك على عبد الله بن الزبير فكان أحدالحاضرين ممن سمع الحديث عن ما أذكر الآن الواسطة إنما هو غير عبد الله بن الزبير عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أنها هي التي حدثت عبد الله بن الزبير بقواعد إبراهيم عليه السلام و أن عبد الله بن الزبير ما فعل إلا ما تلقاه عن الرسول عليه السلام من طريق خالته عائشة هنا ندم عبد الملك و قال لو علمت ذلك من قبل لما فعلت ما فعلت لذلك الأسس و هذه القواعد معروفة معروفة أنها باقية أظن الشطر .
السائل : شيخنا تعقيبا يعني على ما جرى بين عبد الملك بن مروان و الحارث بن عبد الله في الحقيقة على قرب العهد الذي كان بينهم و بين زمن النبوة لم يكن هناك فارق بعيد في الزمن كلهم في القرن الأول و لكن مع هذا يتبين لنا أن معرفة الروايات و السنن و الآثار معرفة المتأخرين على المتقدمين على القرب و البعد سواء يعني أقصد في النسيان و الترك فمنهم من ينسى و منهم من يترك ما يعرف و منهم من لم يعرف أصلا فإذا أقول القرب و البعد سواء في هذا الأمر و أعني بذلك أن معرفة أو أن العلم يعتمد على معرفة الآثار و السنن التي ثبتت نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصور عبد الملك بن مروان أنكر على نفسه فيما بعد حيث قال لو كنت أعلم ما أعلم لا تركت و ما تحملت فإذا هنا يتبين لنا أن عبد الملك في نباهته ما كان يعلم عن ما جاء عن الرسول صلى الله عليه و سلم أو ما روى عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها و هذه حجة لنا تمضي بنا إلى الطريق ... إلى يوم القيامة أننا و الحمد لله إن نسينا أو أخطأنا فنحن و الحمد لله في عصمة من أمرنا يعني نحمي أنفسنا بهذه القاعدة نحن نتكلم على العهد الأول و مع ذلك في العهد الأول ما أنكر أحد عن أحد و إنما اعترف عبد الملك أخيرا بأن الأمر كان عليه دلالة الأمر الثاني شيخنا أن استقرار البدعة سبحان الله العظيم استقرار البدعة و طول دوامها في الناس يجعلها سنة ماضية في ما هو معروف و لذلك عبد الملك بن مروان لو تريث أو دعى الناس على الأقل أن يعني ينظروا في الأمر أو دعا لو أنه مثل أفشى في الناس سؤالا فقال من منكم يعلم أن عبد الله بن الزبير كان على حق فيما فعل فربما كان أجابه الكثيرون غير حتى الحارث بن عبد الله لذلك أقول طول مكث الناس على البدعة يجعلهم يتسرعون أيضا في تغيير السنة و إزالتها و هذا الذي كان و غفر الله لعبد الملك ابن مروان و غفر الله لعبد الله ابن الزبير و ألحقنا إن شاء الله بالصالحين شيخنا ذكرتم كلمة الإمام أحمد أنه كان يرى تكسير آلات المعازف و الطرب و لكن على أن لا تحصل مفسدة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله و هو الصابر المحتسب الذي أحيا سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بصبره على الأذى و قصته في خلق القرآن قصة لا تنسى على الدهر هذا الرجل القوي يضع هذه القاعدة بنفسه و يتحدث عنها فما بالك بنا في هذه الأيام التي لا يقوى الواحد منا في كثير من الأحيان على أن يصبر أمام فتنة صغيرة و صغيرة جدا !
الشيخ : رحمه الله .
السائل : رحم الله الإمام أحمد بن حنبل .
سائل آخر : كان الرسول صلى الله عليه و سلم في أوجه قوته ... .
السائل : ثم الثانية شيخنا لفت نظري في نظرتكم أو في هذه القاعدة التي أظهرتوها جلية جديدة أنه لابد يعني الفرد الواحد إذا أراد أن ينكر أن ينكر المنكر و يجد في نفسه القوة لا يجوز له استعمال هذه القوة إلا بعد أن ينظر في داخل هذه الجماعة هذه واحدة أما الثانية أننا لو استقرأنا تاريخ الإسلام من أوله إلى آخره لوجدنا الذين وقفوا هذا الموقف الذي يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه و سلم ( سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى إمام جائر فأمره فقتله ) هذا قلة قليلة يعني مع القياس إلى جماهير الأمة أقل من القليل جدا و لذلك عندما نستشهد مثلا بسعيد ابن جبير أو فلان و فلان من هؤلاء الذين مضوا في هذا التاريخ في الحقيقة نحن نذكر الإمام أحمد رحمه الله أول من نذكر نذكر الإمام أحمد و مع ذلك قال هذه الكلمة العظيمة التي يحذر كأنما يحذر ... التي نسمعها كثيرا في مثل هذه الأيام شيخنا بقي هناك جزء من السؤال أيضا أرجوا و إن كان الجواب عنه تقرر أو وقع فيما سبق في كثير من المجالس العلمية التي شهدناها معكم أو عندكم بارك الله فيكم نحن ذكرنا منهجين اثنين عند هؤلاء الجماعات الإسلامية منهجين كل منهم كل واحد منهما يقول صاحبه و يدعي بأنه هو صاحب الحق في هذا لأنه لا يتغير من الأمر شيء إلا إذا طبق المنهج الذي يعتقده قلنا بأن هناك فلنسمهم متشددين نقول الذين يقولون بوجوب التغيير بالقوة مهما كانت النتائج و لا بل على ذلك مما وقع في بعض بلاد المسلمين الآن من إقدام بعض الشباب المتحمسين و لا ندري ما وراء ذلك أيضا هو إقبالهم على إزالة بعض القبور التي القديمة التي يدعي الناس بأنها قبور صالحين أو كذا هو الله أعلم بما قدم !
الشيخ : تقصد البناء .
السائل : أقصد البناء نعم و لست أقصد نبش القبور و إنما أقصد البناء الذي شيد على القبور في بعض بلاد المسلمين أقبولوا على إزالتها بالقوة هو لا شك أنه في ذلك مفسدة عظيمة من إهدار الدم و استباحة الأنفس إلى غير ذلك من مفاتن عظيمة نتيجة التشدد التي وقع فيها هؤلاء ... مثل هذه المخاطر العظيمة و الآثار الرهيبة التي أودت بأرواح بعض الناس الفريق الثاني الذي يقول أو أصحاب المنهج الثاني ييقولون لابد من التدرج في العمل الإصلاحي البدء بتفقيه الناس و تعليمهم و البدء بتصحيح العقيدة و تصفيتها و تربية الأجيال تربية إسلامية على وفق الأحكام الشرعية و الفروع الدينية التي نزل بها الروح الأمين على قلب الرسول صلى الله عليه و سلم فنحن نريد أيضا كلمة خاصة في هذا الأمر حتى يتبين وجه الحق لا أقول لنا مرة أخرى و إنما لغيرنا فنحن و الحمد لله نعرف وجه الحق فيها و لكن بيانا و توضيحا لمن يجهل هذا الأمر و جزاك الله خيرا ؟
السائل : شيخنا تعقيبا يعني على ما جرى بين عبد الملك بن مروان و الحارث بن عبد الله في الحقيقة على قرب العهد الذي كان بينهم و بين زمن النبوة لم يكن هناك فارق بعيد في الزمن كلهم في القرن الأول و لكن مع هذا يتبين لنا أن معرفة الروايات و السنن و الآثار معرفة المتأخرين على المتقدمين على القرب و البعد سواء يعني أقصد في النسيان و الترك فمنهم من ينسى و منهم من يترك ما يعرف و منهم من لم يعرف أصلا فإذا أقول القرب و البعد سواء في هذا الأمر و أعني بذلك أن معرفة أو أن العلم يعتمد على معرفة الآثار و السنن التي ثبتت نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصور عبد الملك بن مروان أنكر على نفسه فيما بعد حيث قال لو كنت أعلم ما أعلم لا تركت و ما تحملت فإذا هنا يتبين لنا أن عبد الملك في نباهته ما كان يعلم عن ما جاء عن الرسول صلى الله عليه و سلم أو ما روى عبد الله بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها و هذه حجة لنا تمضي بنا إلى الطريق ... إلى يوم القيامة أننا و الحمد لله إن نسينا أو أخطأنا فنحن و الحمد لله في عصمة من أمرنا يعني نحمي أنفسنا بهذه القاعدة نحن نتكلم على العهد الأول و مع ذلك في العهد الأول ما أنكر أحد عن أحد و إنما اعترف عبد الملك أخيرا بأن الأمر كان عليه دلالة الأمر الثاني شيخنا أن استقرار البدعة سبحان الله العظيم استقرار البدعة و طول دوامها في الناس يجعلها سنة ماضية في ما هو معروف و لذلك عبد الملك بن مروان لو تريث أو دعى الناس على الأقل أن يعني ينظروا في الأمر أو دعا لو أنه مثل أفشى في الناس سؤالا فقال من منكم يعلم أن عبد الله بن الزبير كان على حق فيما فعل فربما كان أجابه الكثيرون غير حتى الحارث بن عبد الله لذلك أقول طول مكث الناس على البدعة يجعلهم يتسرعون أيضا في تغيير السنة و إزالتها و هذا الذي كان و غفر الله لعبد الملك ابن مروان و غفر الله لعبد الله ابن الزبير و ألحقنا إن شاء الله بالصالحين شيخنا ذكرتم كلمة الإمام أحمد أنه كان يرى تكسير آلات المعازف و الطرب و لكن على أن لا تحصل مفسدة الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله و هو الصابر المحتسب الذي أحيا سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم بصبره على الأذى و قصته في خلق القرآن قصة لا تنسى على الدهر هذا الرجل القوي يضع هذه القاعدة بنفسه و يتحدث عنها فما بالك بنا في هذه الأيام التي لا يقوى الواحد منا في كثير من الأحيان على أن يصبر أمام فتنة صغيرة و صغيرة جدا !
الشيخ : رحمه الله .
السائل : رحم الله الإمام أحمد بن حنبل .
سائل آخر : كان الرسول صلى الله عليه و سلم في أوجه قوته ... .
السائل : ثم الثانية شيخنا لفت نظري في نظرتكم أو في هذه القاعدة التي أظهرتوها جلية جديدة أنه لابد يعني الفرد الواحد إذا أراد أن ينكر أن ينكر المنكر و يجد في نفسه القوة لا يجوز له استعمال هذه القوة إلا بعد أن ينظر في داخل هذه الجماعة هذه واحدة أما الثانية أننا لو استقرأنا تاريخ الإسلام من أوله إلى آخره لوجدنا الذين وقفوا هذا الموقف الذي يدل عليه حديث النبي صلى الله عليه و سلم ( سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى إمام جائر فأمره فقتله ) هذا قلة قليلة يعني مع القياس إلى جماهير الأمة أقل من القليل جدا و لذلك عندما نستشهد مثلا بسعيد ابن جبير أو فلان و فلان من هؤلاء الذين مضوا في هذا التاريخ في الحقيقة نحن نذكر الإمام أحمد رحمه الله أول من نذكر نذكر الإمام أحمد و مع ذلك قال هذه الكلمة العظيمة التي يحذر كأنما يحذر ... التي نسمعها كثيرا في مثل هذه الأيام شيخنا بقي هناك جزء من السؤال أيضا أرجوا و إن كان الجواب عنه تقرر أو وقع فيما سبق في كثير من المجالس العلمية التي شهدناها معكم أو عندكم بارك الله فيكم نحن ذكرنا منهجين اثنين عند هؤلاء الجماعات الإسلامية منهجين كل منهم كل واحد منهما يقول صاحبه و يدعي بأنه هو صاحب الحق في هذا لأنه لا يتغير من الأمر شيء إلا إذا طبق المنهج الذي يعتقده قلنا بأن هناك فلنسمهم متشددين نقول الذين يقولون بوجوب التغيير بالقوة مهما كانت النتائج و لا بل على ذلك مما وقع في بعض بلاد المسلمين الآن من إقدام بعض الشباب المتحمسين و لا ندري ما وراء ذلك أيضا هو إقبالهم على إزالة بعض القبور التي القديمة التي يدعي الناس بأنها قبور صالحين أو كذا هو الله أعلم بما قدم !
الشيخ : تقصد البناء .
السائل : أقصد البناء نعم و لست أقصد نبش القبور و إنما أقصد البناء الذي شيد على القبور في بعض بلاد المسلمين أقبولوا على إزالتها بالقوة هو لا شك أنه في ذلك مفسدة عظيمة من إهدار الدم و استباحة الأنفس إلى غير ذلك من مفاتن عظيمة نتيجة التشدد التي وقع فيها هؤلاء ... مثل هذه المخاطر العظيمة و الآثار الرهيبة التي أودت بأرواح بعض الناس الفريق الثاني الذي يقول أو أصحاب المنهج الثاني ييقولون لابد من التدرج في العمل الإصلاحي البدء بتفقيه الناس و تعليمهم و البدء بتصحيح العقيدة و تصفيتها و تربية الأجيال تربية إسلامية على وفق الأحكام الشرعية و الفروع الدينية التي نزل بها الروح الأمين على قلب الرسول صلى الله عليه و سلم فنحن نريد أيضا كلمة خاصة في هذا الأمر حتى يتبين وجه الحق لا أقول لنا مرة أخرى و إنما لغيرنا فنحن و الحمد لله نعرف وجه الحق فيها و لكن بيانا و توضيحا لمن يجهل هذا الأمر و جزاك الله خيرا ؟
تكلم الشيخ على طرق الإصلاح .
الشيخ : لا أظن عندي شيء زيادة على ما تقدم إلا أن كثيرا ممن يدعون الإصلاح و يتفقون معنا على أنه لا ينبغي الاستعجال بالأمر و بالتغيير للمنكر بالقوة و بالشدة لا أعتقد أن كثيرا من هؤلاء الذين يدعون الإصلاح بالتي هي أحسن هم يسلكون طريق الإصلاح لأنكم تعلمون و الحمد لله لأن سلوك طريق الإصلاح يتطلب علما و يتطلب علما من نوع خاص لا يعرفوه اليوم جماهير علماء المسلمين فضلا عن طلاب العلم فضلا عمن يدعون أنهم من الدعاة الإسلاميين و يبتغون الإصلاح في المسلمين و أن يعودوا بالمسلمين إلى ما كان عليه السلف الصالح أعتقد أن كثيرا من هؤلاء الذين يدعون الإصلاح و قد يسمون بهذا الإسم نفسه هم ما سلكوا طريق الإصلاح .
تكلم الشيخ على الدعوة السلفية بين الغلو والجفاء .
الشيخ : لأن طريق الإصلاح هو الرجوع إلى الكتاب و السنة و السنة الصحيحة كما تعلمون و ذلك من باب التصديق لمثل قوله تعالى (( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا )) هم قد يتفقون معنا في أن طريق الإصلاح هو الدعوة بالتي هي أحسن كما ذكرنا و لكنه يصدق على كثير منهم قول الشاعر : " ترجوا النجاة و لم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليبس " .
نحن نقول بأن الإسلام كما قال ابن القيم رحمه الله :
" قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس يتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه" .
إلى آخر الأبيات الشاهد أن هؤلاء الدعاة الإصلاح ما نبه العالم الإسلامي و لا فهموهم و دلوهم على السنة في نفس مسألة القبور مثلا لكن إذا ما فوجئ بأن بعض الشباب أو بعض الجماعات اشتطوا و تسرعوا فغيروا و أنكروا باليد صاحوا بأن هذه شدة و لكن ما هو اللين اللين أن تبين للناس أن هذا منكر فإذا ما أنكر هذا المنكر و لو بالشدة هان الأمر لأن الناس يكونون على بينة و على ذكر من أن هذا التغيير ليس من باب عدم احترام الأموات و من باب الاستهانة بالأموات خاصة إذا كانوا من الصاحين أو الأولياء و قد يكون هناك قبور بعض الأنبياء كما يقال في بعض البلاد إلى آخره حينما يكون الشعب قد هيئ لتقبل هذا التغيير و لو كان بشدة سابقة لأوانها يكون وقت هذا التغيير خفيفا جدا لكن هم لا يسعون لتنبيه الناس و إيقاظهم و تبيين السنة التي نفر جماهير الناس عنها ... في غفلة و هم ساهون فإذا هم اشتط بعضهم لتغيير هذا المنكر و هو منكر فعلا لكن بقوة و بشدة اشتد عليهم الأمر مضاعفا أولا من الناحية العلمية لأنه ما عندهم علم أن هذا منكر ينبغي تغييره و ثانيا أنه أتى التغيير فعلا و اقترن معه الشدة ولذلك أنا أقول لإخواننا من باب أن أذكر به أنفسنا ثم إخواننا دعوتنا هي في حقيقة أمرها هي ثقيلة على الناس خاصة أولئك الناس الذين أشرت إليهم اعتادوا على البدعة و على إهمال السنن و لذلك فحينما ندعوا الناس التي ماتت السنن بين ظهرانيهم و أحييت البدعة من بينهم دعوتنا تكون ثقيلة عليهم لأنها حق (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فيكفيهم ثقلا ثقل طبيعة الدعوة فلا ينبغي بها أو لها أن نقرن إلى هذه الدعوة التي حق و الحق ثقيل على النفوس ثقلا آخر و هو غير مشروع و هو الشدة في إنكار المنكر في غير محله إنكار المنكر أقول في غير محله و إلا ما أريد أن أقول أن الشدة ليست مشروعة دائما و أبدا لا إنما هو كما قلنا بالحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ما هي الحكمة ؟ يقول العلماء أن تضع الشيء محله أو في محله هذه الحكمة فإذا كان المكان في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يتطلب لينا فهي الحكمة وإذا كان الأمر بالمعروف أو نهيا عن منكر يتطلب شدة فاستعمال اللين في محل الشدة هنا هي ضد الحكمة فأريد أن أقول أننا ندعوا إلى الإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة ... نصرة للمسلمين و ننكر استعمال الشدة في غير محلها لكن الطوائف الأخرى أو الجماعات الأخرى لا يهتمون بإعادة المسلمين إلى ما كان عليه المسلمين الأولون من حيث أنهم يفهمون الإسلام إسلاما مصفى هكذا ينبغي أن تكون دعوتنا إن شاء الله .
السائل : شيخنا أنا أستنبط أو أكاد أني أقول قد صرحتم بما لا يدع مجال إلى شك أن الذي يلتزم هذه القواعد المنهجية الأصيلية التي أوضحتموها في هذا الحديث العظيم الطيب هو على الذي أن نستطيع أن نقول هو على منهج السلف الصالح كتابا و سنة و فقها على وفق ما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن كان على غير هذا المنهج فهو ليس و إن ادّعى و إن ادّعى فهو ليس بذاك لذلك أريد أن أقول هنا أن منهج أو أن هذه الدعوة بهذه القواعد الأصولية أو هذه المناهج أو هذه الكليات التي أحطتم بها في هثل هذ الحديث يجب أن تكون هي المعتمدة في التصور الحقيقي لمن كان على مثل هذا المنهج .
نحن نقول بأن الإسلام كما قال ابن القيم رحمه الله :
" قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس يتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول و بين رأي فقيه" .
إلى آخر الأبيات الشاهد أن هؤلاء الدعاة الإصلاح ما نبه العالم الإسلامي و لا فهموهم و دلوهم على السنة في نفس مسألة القبور مثلا لكن إذا ما فوجئ بأن بعض الشباب أو بعض الجماعات اشتطوا و تسرعوا فغيروا و أنكروا باليد صاحوا بأن هذه شدة و لكن ما هو اللين اللين أن تبين للناس أن هذا منكر فإذا ما أنكر هذا المنكر و لو بالشدة هان الأمر لأن الناس يكونون على بينة و على ذكر من أن هذا التغيير ليس من باب عدم احترام الأموات و من باب الاستهانة بالأموات خاصة إذا كانوا من الصاحين أو الأولياء و قد يكون هناك قبور بعض الأنبياء كما يقال في بعض البلاد إلى آخره حينما يكون الشعب قد هيئ لتقبل هذا التغيير و لو كان بشدة سابقة لأوانها يكون وقت هذا التغيير خفيفا جدا لكن هم لا يسعون لتنبيه الناس و إيقاظهم و تبيين السنة التي نفر جماهير الناس عنها ... في غفلة و هم ساهون فإذا هم اشتط بعضهم لتغيير هذا المنكر و هو منكر فعلا لكن بقوة و بشدة اشتد عليهم الأمر مضاعفا أولا من الناحية العلمية لأنه ما عندهم علم أن هذا منكر ينبغي تغييره و ثانيا أنه أتى التغيير فعلا و اقترن معه الشدة ولذلك أنا أقول لإخواننا من باب أن أذكر به أنفسنا ثم إخواننا دعوتنا هي في حقيقة أمرها هي ثقيلة على الناس خاصة أولئك الناس الذين أشرت إليهم اعتادوا على البدعة و على إهمال السنن و لذلك فحينما ندعوا الناس التي ماتت السنن بين ظهرانيهم و أحييت البدعة من بينهم دعوتنا تكون ثقيلة عليهم لأنها حق (( إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )) فيكفيهم ثقلا ثقل طبيعة الدعوة فلا ينبغي بها أو لها أن نقرن إلى هذه الدعوة التي حق و الحق ثقيل على النفوس ثقلا آخر و هو غير مشروع و هو الشدة في إنكار المنكر في غير محله إنكار المنكر أقول في غير محله و إلا ما أريد أن أقول أن الشدة ليست مشروعة دائما و أبدا لا إنما هو كما قلنا بالحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ما هي الحكمة ؟ يقول العلماء أن تضع الشيء محله أو في محله هذه الحكمة فإذا كان المكان في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر يتطلب لينا فهي الحكمة وإذا كان الأمر بالمعروف أو نهيا عن منكر يتطلب شدة فاستعمال اللين في محل الشدة هنا هي ضد الحكمة فأريد أن أقول أننا ندعوا إلى الإسلام بالحكمة و الموعظة الحسنة ... نصرة للمسلمين و ننكر استعمال الشدة في غير محلها لكن الطوائف الأخرى أو الجماعات الأخرى لا يهتمون بإعادة المسلمين إلى ما كان عليه المسلمين الأولون من حيث أنهم يفهمون الإسلام إسلاما مصفى هكذا ينبغي أن تكون دعوتنا إن شاء الله .
السائل : شيخنا أنا أستنبط أو أكاد أني أقول قد صرحتم بما لا يدع مجال إلى شك أن الذي يلتزم هذه القواعد المنهجية الأصيلية التي أوضحتموها في هذا الحديث العظيم الطيب هو على الذي أن نستطيع أن نقول هو على منهج السلف الصالح كتابا و سنة و فقها على وفق ما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم ومن كان على غير هذا المنهج فهو ليس و إن ادّعى و إن ادّعى فهو ليس بذاك لذلك أريد أن أقول هنا أن منهج أو أن هذه الدعوة بهذه القواعد الأصولية أو هذه المناهج أو هذه الكليات التي أحطتم بها في هثل هذ الحديث يجب أن تكون هي المعتمدة في التصور الحقيقي لمن كان على مثل هذا المنهج .
تكلم إبراهيم شقرة عما نجم من فتنة الجزائر .
إبراهيم شقرة : و من هنا أذكر شيخنا جزاكم الله خيرا عندما قدموا لنا بعض إخواننا من الجزائر و جلسنا معهم و تحدثنا لهم وذكرناهم و بين لهم المخاطر التي إن هم خالفوا الأمور السياسية فإنهم سوف يلاقون عقبات كثيرة و مع ذلك مضوا في هذا الطريق و فجأت اليوم اليوم فجأت و أنا أسمع نبأ ... و الله جدا منذ أن قامت الفتنة في الجزائر بعد أن أبطل المجلس مجلس النواب الذي فازت فيه جبهة الإنقاذ حتى اليوم كان عدد القتلى عشرة آلاف قتيل طبعا كلهم مسلمون و الحمد لله إلا القليل آيه نعم فنتخيل هذه الثمرة و لعل الكثيرين من أولئك الذين يفلسفون الوقوف بالتحدي و القوة و الشدة في وجه الأنظمة لعلهم يقول إن هؤلاء شهداء هكذا يمنون أنفسهم بأن يكونوا شهداء و أنا لا أدري كيف تفسر الشهادة إذا كان وقودها هؤلاء العشرات أو هؤلاء الألوف الكثيرة في فتنة لا يدرى لها مدخل و لا يدرى لها مخرج و نحن نقول هنا لإخواننا نذكّرهم أيضا في الجزائر و في غير الجزائر أن يتقوا الله في دماء المسلمين و في أعراضهم و في أنفسهم و أن يسموا الأشياء بمسمياتها أو بأسماها الحقيقية و أن لا يخرجوا عن الخط الشرعي الذي رسم الله تبارك و تعالى في مثل قوله (( و أن هذا صرطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) (( فاستقم كما أمرت و من تاب معك و لا تطغوا إنه بما تعملون بصيرا )) .
نصيحة الشيخ لعامة المسلمين بالعلم النافع والعمل الصالح .
إبراهيم شقرة : كلمة أخيرة شيخنا بعد هذا كله نصيحة قصيرة لإخواننا المسلمين عامة في كل أرجاء الأرض مشارقها و مغاربها و ما رأيتكم المستقبلية لهذا الإسلام و هل سيكون إن شاء الله نصر للإسلام يجريه الله عز و جل على أيدي عباده المخلصين و متى سيكون إن شاء الله ؟
الشيخ : نصيحتي لإخواننا المسلمين في سائر أقطار الدنيا هو العلم النافع و العمل الصالح العلم النافع لا يكون إلا مأخوذا من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هي السنة الصحيحة الثابتة عنه ثم هذا العلم ما يفيد المسلمين إلا إذا كما أشرنا آنفا في بعض كلماتنا متقدمة إلا إذا كان مقرونا بالعمل الصالح و مما لا شك فيه و لا ريب فيه أن العمل ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بذات الإنسان و بمن ... به و ممن له صولة و دولة عليه وأمر عليه فهذا النوع من العمل الذي لا يعذر فيه المسلم إذا ما قصر في القيام به لأن لا عذر له إطلاقا فليس للحاكم و ليس للدولة سلطة عليه في حدود سلطة الخاصة به و بأهله و لذلك فنحن ننصح بالعلم النافع و العمل الصالح و أن يعمل المسلم بكل ما يستطيع أن يعمله و يحاول أن يوسع دائرة عمله إلى الآخرين الذين قد يكونون بعيدين عنه لكنه باستطاعته أن يصلهم بعلمه و بتوجيهه و هكذا فالمسلمين اليوم فيما أفهمه و فيما ألمسه من واقع في العالم الإسلامي اليوم و بخاصة في هذه السيطرة التي تسمى الحكم العالم الجديد في اعتقادي أن الآية المعروفة آن وقتها و محلها ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) ما نفكر نحن الآن تفكيرا عمليا مباشرا لتغيير حكم الحكّام إنما نفكر بتغيير عملي مباشر بحكمنا نحن على أنفسنا وعلى أهلينا و لا شك و لا ريب أبدا أن المسلمين في من يلتزمون هذا الخط فسيكون آثار ذلك قيام المجتمع الإسلامي و إلا أنا أعجب من أناس يفكرون لإقامة الدولة المسلمة دون أن يحققوا تلك الحكمة التي رويت عن بعض الدعاة الإسلاميين و لكن أتباع هذا الداعي خالفوه في تلك الحكمة التي تقول " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " فما لم يقم المسلمون دولة الإسلام في قلوبهم في بيوتهم في حكوماتهم الخاصة بهم و التي لا يتدخل فيها لا الحاكم الكافر المعلن كفره و لا الحاكم الفاسق المنحرف عن كثير من أحكام دينه ليس لذلك و لا لهذا علاقة بحكم الإنسان على نفسه وعلى غيره يوم ينطلق المسلمون في تطبيق هذه الآية الكريمة (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) يكون المسلمون قد سلكوا و أخذوا برأس الصراط المستقيم و أن ذلك سيحقق لهم أولا المجتمع الإسلامي ... و على مثل هذا المجتمع ستقوم الدولة المسلمة و أرجوا أن يكون ذلك قريبا و أنا على الرغم مما مضى مما يحمل الإنسان بطبيعته البشرية على التشائم فأنا غير متشائم فأنا متفائل جدا لأن طبيعة السنن الإلاهية الكونية الطبيعية إن صح هذا التعبير كما قيل " اشتدي أزمة تنفرجي " (( حتى استيئس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء )) فبالإضافة إلى هذا أقولها صراحة كما قلتها مرارا و تكرارا أنهم هم السبب في هذا ... الذي أصاب المسلمين اليوم ليس لهم قرار في البلاد و هي فلسطين ذلك لأن من الأحاديث الصحيحة أن عيسى عليه الصلاة و السلام حينما يخرج الدجال من المشرق يكون في صحبته سبعون ألف من اليهود عليهم الطيلسمات في صحبة الدجال الأكبر فيمر على البلاد الإسلامية و لا يبقى بلد إلا و يطؤه هذا الدجال الأكبر إلا مكة و المدينة وإلا بيت المقدس حيث يكون في بيت المقدس عيسى عليه الصلاة و السلام و المؤمنون حوله ... الدجال و عيسى في بيت المقدس إذا ليس هناك يهود ، يهود في الخارج و لذلك سوف لا يبقى هؤلاء اليهود مهما تجبروا و مهما غلوا في اعتدادهم و قوتهم مادية و الله عز و جل من ورائهم محيط و سوف يأتي يوم عن ما قريب تحقق تلك الأكذوبة التي كانت يتستر من وراءها بعض الدعاة من العرب العلمانيين الذين يقولون نحن نريد في البحر هؤلاء لا يستطيعون أن يخرجوا ... من بلد واحد و إنما الذين سيخرجونهم هم الذين وعد الله عز و جل بنصرهم الآية التي تقول (( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة )) .
السائل : (( و أتوا الزكاة )) .
الشيخ : (( و أمروا بالمعروف و نهو عن المنكر )) هذا هو ، هؤلاء الذين يقولون بمثل هذه الأوامر الشرعية أو الذين سيطردون اليهود من فلسطين و سيلجؤون إلى الدجال الأكبر و هو الدجال الأعظم و يأتون في صحبته لمحاصرة عيسى عليه السلام و هو في بيت المقدس فيخرج إلى الدجال و يقتله فتجري المعركة المنبأ بها في الحديث الصحيح في حديث مسلم هناك يتكلم الشجر و الحجر إلا شجر الغرقد و يقول وراءي مسلم ورائي يهودي فاقتله إذا هؤلاء المسلمون هم الذين سيحقيقون من رمي اليهود في البحر أو على الأقل إخراجهم من ما احتلوا من بلاد الإسلامية لكني نهاية كلمة و لعلها خاتمة هذا المجلس إن شاء الله أذكر بالسنة الإلهية الكونية ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ، لذلك أن أقول مع الأسف الشديد المسلمون اليوم على وضعهم الحاضر ليس هؤلاء الذين يخرجون اليهود إنما هو جيل لعله هذا الجيل الناشئ الذي أتحدث عنهم بأنهم يعشون الآن في صحوة لكن أنا في اعتقادي أنها في أول الصحوة لأنها صحوة فكرية علمية و لما تقترن بعدها معها صحوة تربوية أخلاقية هؤلاء بعد زمن إن شاء الله لعله لا يكون طويلا هم الذين سيضطرون اليهود إلى أن يخرجوا من بلاد المسلمين و أن يطاح بهم بعيدا و بعيدا جدا عن بلاد الإسلام إذا علينا أن نذكر بهذه الآية الكريمة أنفسنا و غيرنا من إخواننا (( إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) إذا أنا مستبشر خيرا و عسى أن يكون قريبا .
السائل : الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة شيخنا ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت ما زوى لي منها فرأيت مشارقها و مغاربها و إن ملك أمتي ليبلغوا ما زوى لي منها ) أقول شيخنا جزاك الله خيرا و أحسن إليك على هذا الذي فتح الله به عليكم و أجراه على لسانكم من الحق و العلم و البيان الواضح الذي نرجوا الله تبارك و تعالى أن يكون سببا في هداية الكثيرين و رجوع الغاوين و ردة المحبين إلى الحق لا إلى زيادة في الشر لا قدر الله و نسأل الله تبارك و تعالى أن يمد في عمركم و أن يبارك في عملكم و أن يجزيكم عنا و عن المسلمين و عن الإسلام خير الجزاء و أن يجعلكم دائما طودا شامخا و علما عاليا و طريقا منيرا إلى الحق الواصل إلى رضوان الله و أسأل الله أن يفيد المسلمين الذين يسمعون هذا الكلام في مشارق الأرض و مغاربها و أن يجمعنا مع المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و أن يجعلنا هداة مهتدين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم .
سائل آخر : و جزاكم الله خير شيخنا .
الشيخ : نصيحتي لإخواننا المسلمين في سائر أقطار الدنيا هو العلم النافع و العمل الصالح العلم النافع لا يكون إلا مأخوذا من كتاب الله و من سنة رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و هي السنة الصحيحة الثابتة عنه ثم هذا العلم ما يفيد المسلمين إلا إذا كما أشرنا آنفا في بعض كلماتنا متقدمة إلا إذا كان مقرونا بالعمل الصالح و مما لا شك فيه و لا ريب فيه أن العمل ينقسم إلى قسمين قسم يتعلق بذات الإنسان و بمن ... به و ممن له صولة و دولة عليه وأمر عليه فهذا النوع من العمل الذي لا يعذر فيه المسلم إذا ما قصر في القيام به لأن لا عذر له إطلاقا فليس للحاكم و ليس للدولة سلطة عليه في حدود سلطة الخاصة به و بأهله و لذلك فنحن ننصح بالعلم النافع و العمل الصالح و أن يعمل المسلم بكل ما يستطيع أن يعمله و يحاول أن يوسع دائرة عمله إلى الآخرين الذين قد يكونون بعيدين عنه لكنه باستطاعته أن يصلهم بعلمه و بتوجيهه و هكذا فالمسلمين اليوم فيما أفهمه و فيما ألمسه من واقع في العالم الإسلامي اليوم و بخاصة في هذه السيطرة التي تسمى الحكم العالم الجديد في اعتقادي أن الآية المعروفة آن وقتها و محلها ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) ما نفكر نحن الآن تفكيرا عمليا مباشرا لتغيير حكم الحكّام إنما نفكر بتغيير عملي مباشر بحكمنا نحن على أنفسنا وعلى أهلينا و لا شك و لا ريب أبدا أن المسلمين في من يلتزمون هذا الخط فسيكون آثار ذلك قيام المجتمع الإسلامي و إلا أنا أعجب من أناس يفكرون لإقامة الدولة المسلمة دون أن يحققوا تلك الحكمة التي رويت عن بعض الدعاة الإسلاميين و لكن أتباع هذا الداعي خالفوه في تلك الحكمة التي تقول " أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم " فما لم يقم المسلمون دولة الإسلام في قلوبهم في بيوتهم في حكوماتهم الخاصة بهم و التي لا يتدخل فيها لا الحاكم الكافر المعلن كفره و لا الحاكم الفاسق المنحرف عن كثير من أحكام دينه ليس لذلك و لا لهذا علاقة بحكم الإنسان على نفسه وعلى غيره يوم ينطلق المسلمون في تطبيق هذه الآية الكريمة (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) يكون المسلمون قد سلكوا و أخذوا برأس الصراط المستقيم و أن ذلك سيحقق لهم أولا المجتمع الإسلامي ... و على مثل هذا المجتمع ستقوم الدولة المسلمة و أرجوا أن يكون ذلك قريبا و أنا على الرغم مما مضى مما يحمل الإنسان بطبيعته البشرية على التشائم فأنا غير متشائم فأنا متفائل جدا لأن طبيعة السنن الإلاهية الكونية الطبيعية إن صح هذا التعبير كما قيل " اشتدي أزمة تنفرجي " (( حتى استيئس الرسل و ظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء )) فبالإضافة إلى هذا أقولها صراحة كما قلتها مرارا و تكرارا أنهم هم السبب في هذا ... الذي أصاب المسلمين اليوم ليس لهم قرار في البلاد و هي فلسطين ذلك لأن من الأحاديث الصحيحة أن عيسى عليه الصلاة و السلام حينما يخرج الدجال من المشرق يكون في صحبته سبعون ألف من اليهود عليهم الطيلسمات في صحبة الدجال الأكبر فيمر على البلاد الإسلامية و لا يبقى بلد إلا و يطؤه هذا الدجال الأكبر إلا مكة و المدينة وإلا بيت المقدس حيث يكون في بيت المقدس عيسى عليه الصلاة و السلام و المؤمنون حوله ... الدجال و عيسى في بيت المقدس إذا ليس هناك يهود ، يهود في الخارج و لذلك سوف لا يبقى هؤلاء اليهود مهما تجبروا و مهما غلوا في اعتدادهم و قوتهم مادية و الله عز و جل من ورائهم محيط و سوف يأتي يوم عن ما قريب تحقق تلك الأكذوبة التي كانت يتستر من وراءها بعض الدعاة من العرب العلمانيين الذين يقولون نحن نريد في البحر هؤلاء لا يستطيعون أن يخرجوا ... من بلد واحد و إنما الذين سيخرجونهم هم الذين وعد الله عز و جل بنصرهم الآية التي تقول (( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة )) .
السائل : (( و أتوا الزكاة )) .
الشيخ : (( و أمروا بالمعروف و نهو عن المنكر )) هذا هو ، هؤلاء الذين يقولون بمثل هذه الأوامر الشرعية أو الذين سيطردون اليهود من فلسطين و سيلجؤون إلى الدجال الأكبر و هو الدجال الأعظم و يأتون في صحبته لمحاصرة عيسى عليه السلام و هو في بيت المقدس فيخرج إلى الدجال و يقتله فتجري المعركة المنبأ بها في الحديث الصحيح في حديث مسلم هناك يتكلم الشجر و الحجر إلا شجر الغرقد و يقول وراءي مسلم ورائي يهودي فاقتله إذا هؤلاء المسلمون هم الذين سيحقيقون من رمي اليهود في البحر أو على الأقل إخراجهم من ما احتلوا من بلاد الإسلامية لكني نهاية كلمة و لعلها خاتمة هذا المجلس إن شاء الله أذكر بالسنة الإلهية الكونية ألا و هي قوله تبارك و تعالى (( إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) ، لذلك أن أقول مع الأسف الشديد المسلمون اليوم على وضعهم الحاضر ليس هؤلاء الذين يخرجون اليهود إنما هو جيل لعله هذا الجيل الناشئ الذي أتحدث عنهم بأنهم يعشون الآن في صحوة لكن أنا في اعتقادي أنها في أول الصحوة لأنها صحوة فكرية علمية و لما تقترن بعدها معها صحوة تربوية أخلاقية هؤلاء بعد زمن إن شاء الله لعله لا يكون طويلا هم الذين سيضطرون اليهود إلى أن يخرجوا من بلاد المسلمين و أن يطاح بهم بعيدا و بعيدا جدا عن بلاد الإسلام إذا علينا أن نذكر بهذه الآية الكريمة أنفسنا و غيرنا من إخواننا (( إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) إذا أنا مستبشر خيرا و عسى أن يكون قريبا .
السائل : الأحاديث الدالة على ذلك كثيرة شيخنا ( إن الله زوى لي الأرض فرأيت ما زوى لي منها فرأيت مشارقها و مغاربها و إن ملك أمتي ليبلغوا ما زوى لي منها ) أقول شيخنا جزاك الله خيرا و أحسن إليك على هذا الذي فتح الله به عليكم و أجراه على لسانكم من الحق و العلم و البيان الواضح الذي نرجوا الله تبارك و تعالى أن يكون سببا في هداية الكثيرين و رجوع الغاوين و ردة المحبين إلى الحق لا إلى زيادة في الشر لا قدر الله و نسأل الله تبارك و تعالى أن يمد في عمركم و أن يبارك في عملكم و أن يجزيكم عنا و عن المسلمين و عن الإسلام خير الجزاء و أن يجعلكم دائما طودا شامخا و علما عاليا و طريقا منيرا إلى الحق الواصل إلى رضوان الله و أسأل الله أن يفيد المسلمين الذين يسمعون هذا الكلام في مشارق الأرض و مغاربها و أن يجمعنا مع المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و أن يجعلنا هداة مهتدين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه وسلم .
سائل آخر : و جزاكم الله خير شيخنا .
اضيفت في - 2004-08-16