الشيخ محمد بن صالح العثيمين-زاد المستقنع-كتاب الجنائز-الشريط 01b

الشيخ : ما تتأخر، ثم يقول له أيضا يبين له مسألة هامة يهملها كثير من كتاب الوصايا فيقول له قل وهذه الوصية ناسخة لما سبقها ويؤرّخها لأننا وجدنا أن بعض الموصيين يوصي بوصيتين وصية سابقة فيها أشياء يطلب تنفيذها، ووصية لاحقة فيها أشياء يطلب تنفيذها خلاف الأشياء الأولى فيحصل بذلك تضارب وارتباك عند الأوصياء، ولهذا ينبغي أن يقول كلما كتب وصية أن يقول كلما كتب وصية أن يقول وهذه الوصية ناسخة لما سبقها حتى لا يرتبك وحتى لا يحصل تضارب بين الوصايا ويرتاح الإنسان وهذه كلمة ما تضر وإن كان قد يقول قائل العبرة بالوصية الأخيرة لأن المتأخر ناسخ نقول لكن إذا أمكن الجمع فلا نسخ وقد تكون التنافيذ في الأولى كثيرة وفي الثانية كثيرة ويمكن الجمع

السائل : الآن يا شيخ فك السحر عند طبيب يتعامل مع الجن؟
الشيخ : إيش
السائل : أقول فك السحر عند طبيب يتعامل مع الجن هذا شيء مشاهد الآن ملموس يأتي المسحور إلى الطبيب يكون الشفاء على يد هذا الطبيب
الشيخ : طيب ما رأيكم أولا في المعاملة مع الجن وإيش تقولون يعني مثلا لو كان الإنسان يعرف جنيا صالحا حبيبا يأتي إليه ويدرس عليه ويتعلم منه ويخدمه فيه شيء نعم وش تقول يا ابن داود
السائل : شيخ الإسلام ابن تيمية قال يجوز
الشيخ : هاه
السائل : قال يجوز لأن في من الجن صالحين
الشيخ : إيه نعم وهو كذلك في القرآن (( وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك )) (( وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون )) فإذا كان شيخ الإسلام رحمه الله فصل قال إذا كان يستعين بالجن على وجه ليس بطريق محرم ولا على فعل محرم فلا بأس به، ومنعه بعض العلماء مطلقا وقال لا يمكن أن يستعين الإنسي بالجني لأن الله يقول في سورة الأنعام (( ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم )) وقال إن المعاونة نوع من الاستمتاع ولكن لا دلالة في الآية لأنك إذا قرأت ما بعدها عرفت أن هذا الاستمتاع مبني على الظلم ولهذا قال (( وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون )) فإذا كان هذا الانتفاع ليس مبنيا على ظلم وليس فيه ظلم لأحد فما قاله شيخ الإسلام رحمه الله متوجه وحسب ما اشتهر عند الناس أن من الناس من له أصحاب من الجن يحدثونه بالأشياء التي لا يفهمها يعني لا يعلمها وهذا ليس من علم الغيب علم الغيب هو ادعاء علم المستقبل هذا هو الذي لا يجوز أن يصدق به أما شيء حصل فهو غيب نسبي غيب على من؟ على من لم يره أو لم يسمعه أما من رآه أو سمعه فليس غيبا نعم
السائل : يتعامل مع جن مشركين يعينهم على أقول هذا يأتي مثلا إلى هذا الطبيب اللي يتعامل مع جن مشركين هو أصلا مشرك أصلا ما وصل إلى المرتبة إلا بعد أن أشرك
الشيخ : إللي هو الإنسي
السائل : أيوة الإنسي
الشيخ : لا هذا ما يجوز ما يجوز ما فيه إشكال
السائل : لكن إذا قالوا يا شيخ إنه يحصل الشفاء في أناس الآن ما عندهم خلاف طيبيون بسبب
الشيخ : لكن هذا إعانة على شركهم معناه إننا أغريناهم بهذا
السائل : لو استدلوا بحديث النشرة
الشيخ : نعم
السائل : حديث النشرة
الشيخ : النشرة وش قال الرسول؟ قال ( هي من عمل الشيطان )
السائل : ثاني يا شيخ عند اليهود والنصارى الآن لو قال قائل وجودهم الآن في الجزيرة غير شرعي مخالف للنص
الشيخ : وجهها للمسؤولين
السائل : طيب وش معنى نقول
الشيخ : طيب ما بعد استفتينا حتى نقول
السائل : لكن نقول الآن وجودهم الآن غير شرعي
الشيخ : أقول وجه هذا للمسؤولين يا يحيى نعم .

الشيخ : إيه نعم قال المؤلف رحمه الله تعالى كتاب الجنائز وذكرنا أن الجنائز يا عبدالله جمع
السائل : جَنازة
الشيخ : جمع جِنازة أو جَنازة
السائل : جَنازة
الشيخ : بالفتح أو بالكسر بالفتح مطلقا هاه؟
السائل : إذا قلنا بالفتح يقصد الميت
الشيخ : النعش
السائل : جِنازة
الشيخ : بالكسر وهو صالح في هذا وهذا طيب إذا الجنائز جمع جنازة بفتح الجيم للميت وبكسرها للنعش الذي يحمل عليه الميت طيب ما هي المناسبة في أنه ذكر هذا الباب في كتاب الصلاة أو في آخر كتاب الصلاة؟
السائل : ... .
الشيخ : لأن أهم ما يفعل بالميت الصلاة عليه ولهذا ذكرت في كتاب الصلاة دون الوصايا والمواريث نعم حكم التداوي يا خالد؟
السائل : التداوي اختلف أهل العلم في التداوي على عدة أقوال فالقول الأول قال الأفضل عدم التداوي واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما لد ولد جميع من حوله إلا العباس وقول الصديق عندما قالوا تداوى قال تداويت فطلع عليه الطبيب
الشيخ : ألا ندعو لك الطبيب
السائل : قالوا ألا ندعو لك الطبيب؟ قال لقد اطلع علي الطبيب قالوا ماذا قال؟ قال أفعل ما أريد وقال بعض أهل العلم إن التداوي فعله أفضل لأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولأنه من الأسباب النافعة التي تقوي الإنسان على فعل الطاعات وقال بعض أهل العلم وفصل في ذلك قال إن الواجب إذا غلب على الظن أن ترك التداوي يهلك الإنسان ففعله واجب وإذا كان فيه من باب المخاطرة فتركه أفضل والصحيح أنه إذا كان يؤدي الإنسان إلى التهلكة ففعله واجب وكذلك إذا غلب على الظن إنه تركه يؤدى إلى التهلكة ففعله واجب هذا الصحيح من قولك
الشيخ : من صححه؟
السائل : قولك
الشيخ : ما أدري هل قلنا هذا
سائل آخر : لا ليس
السائل : الصحيح قول إذا كان
الشيخ : إن ظن نفعه فهو أفضل
السائل : نعم وإذا كان يؤدي إلى التهلكة كالسرطان الموضعي ففعله واجب
الشيخ : إذا كان تركه يؤدي إلى الهلاك قطعا وفعله يؤدي إلى السلامة لابد من هذا
السائل : كالسرطان الموضعي
الشيخ : طيب، هل يجوز التداوي بالمحرم؟
السائل : ... .
الشيخ : لا يجوز
السائل : ولا تداووا بمحرم
الشيخ : ولا تداووا بحرام، طيب التعليل؟
السائل : أنه لا يمكن لو كان منفعة
الشيخ : لو كان فيه منفعة لم يحرّم صح طيب ما رأيك خالد بمن يقول لجواز التداوي بآلات الموسيقى إيه نعم
السائل : الموسيقى ليست بدواء
الشيخ : لا يكون فيها راحة للنفس يستريح الواحد إذا سمع الموسيقى الهادئة
السائل : ... الشياطين
الشيخ : هذا هم الآن يفعلونها
السائل : إن كان طقوس شيطانية ... حرام وأحيانا أن يتداووا المسيحي فإن كان ... فلا يجوز أن يتداوى بالموسيقى
الشيخ : يعني إذا يفصل إن كان المريض كافرا فلا بأس
السائل : إيه نعم
الشيخ : وإن كان مسلما
السائل : أصلا الموسيقى ما تنفع المسلم ... .
الشيخ : وش تقول يا ابن داود؟
السائل : هؤلاء يصدق عليهم قول الله ... .
الشيخ : اصبر ما بعد وصلنا ماذا يصدق عليهم ماذا تقول في شخص يقول إننا سنداوي هذا المريض بصوت الموسيقى الهادئة؟
السائل : هذا يا شيخ حادث ما رأيته
الشيخ : هذا حرام وإلا لا؟
السائل : حرام
الشيخ : حرام هل يشملها قول العلماء يحرم التداوي بالحرام
السائل : يشملها
الشيخ : يشملها وأيضا يشملها والحديث ( لا تداووا بحرام ) صحيح ولا يمكن أن ينشرح الصدر ويطمئن القلب لهذا إلا وفيه مرض لا شك لأن القلب السليم لابد أن ينفر من هذا ولا يزيده هذا إلا مرضا وبلاء طيب.

الشيخ : عيادة المريض ما حكمها على ما يراه المؤلف إيه نعم؟
السائل : سنة
الشيخ : سنة وما حكم السنة لدى الفقهاء؟
السائل : ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها
الشيخ : نعم صح
السائل : نعم
الشيخ : طيب هل هناك قول آخر؟
السائل : أنه ليس في كل حال سنة فقط تكون واجبة كعيادة الابن لأبيه ... قريب
الشيخ : هذا شيء آخر يعني إذا كان يترتب عليها العقوق على تركها العقوق صارت واجبة لكن نحن نريد العيادة من حيث هي
السائل : فرض كفاية
الشيخ : في قول آخر أنها فرض كفاية وهذا القول هو الراجح طيب لأن النبي عليه الصلاة والسلام جعلها من حقوق المسلم على المسلم ولا يمكن أن يفرط به، طيب هل كل مريض يعاد بدر؟
السائل : ليس كل مريض يعاد
الشيخ : من الذي يعاد؟
السائل : يعاد الذي يخشى عليه
الشيخ : من الموت
السائل : من الموت أو
الشيخ : معناه إنه ما يعاد إلا إذا صار مريضا مدنفا؟
السائل : ليس كذلك يا شيخ
الشيخ : هاه
السائل : ليس كذلك
الشيخ : أعطنا قاعدة يحيى
السائل : الذي يعاد المسلم
الشيخ : طيب صح المسلم أو الذمي إذا رجي إسلامه هذا باعتبار الشخص لكن باعتبار المرض هل يعاد الإنسان من كل مرض؟
السائل : لا، المرض الذي يحبسه عن الخروج
الشيخ : أحسنت هذه القاعدة المرض الذي يحبسه عن الخروج أما الذي يخرج فلا يحتاج يعاد لأنه هو بارز للناس طيب هل كلام المؤلف تسن عيادة المريض يتضمن أن يعوده صباحا ومساء أو في هذا تفصيل
السائل : لا هو مرة واحدة
الشيخ : مرة واحدة في الشهر
السائل : مرة واحدة
الشيخ : في الشهر يعني لو يبقى سنة ما نعوده إلا مرة واحدة؟ سلامة
السائل : ... حال المريض
الشيخ : هاه
السائل : حسب ما تقتضيه حال المريض بالنسبة للعيادة
الشيخ : إيه حسب ما تقتضيه حال المريض وحسب ما تقتضيه الحال مطلقا إذا كان قريبا له ليس كالبعيد واضح؟ طيب إذا بحسب الحال يرى بعض العلماء أن العيادة مشروعة غبّا؟ صلاح فما رأيك هل نجعل هذا أمرا مستقرا بمعنى أن نقول تزور تعود غبا يعني يوم تعود ويوم لا تعود
السائل : ينظر للمصحلة على حال المريض إذا كان يأنس بحضور الواجب عليه أن يجلس معاه فإنه على حسب نفسه إذا كان
الشيخ : إذا المرجع في هذا إلى ما تقتضيه المصلحة وحال المريض، تمام هل ينبغي أن يخبر المريض بحاله أو ينفس له في الأجل؟
السائل : لا ينبغي أن يخبر المريض بحاله لأن ذلك ... .
الشيخ : لا ينبغي أن يخبر بحاله لأنه؟
السائل : لأن في ذلك مضرة
الشيخ : وش المضرة؟
السائل : قد يزداد المرض عليه
الشيخ : لأنه ربما يلحقه الخوف فيزداد المرض عليه توافقون على هذا أنه لا يخبر بحاله بل يقال ما شاء الله أنت اليوم طيب والمرض هذا خفيف نعم؟ إيه نعم هاه ما هو التفصيل؟
السائل : ينظر لحال المريض إن كان قويا متوكلا على الله عز وجل قويا فهذا يخبر بحاله حتى يستعد وينفذ ما يجب تنفيذه قبل الممات فهذا يخبر وأما إن كان ضعيف الإيمان أو يخشى عليه إن يخبر جزع وسخط وخاف فهذا لا يخبر
الشيخ : إذا بحسب الحال، صحيح بحسب الحال ولا ينبغي أن يروّع المريض فيقال مثلا والله هذا المرض أصاب فلان ولا بقي له إلا خمسة أيام ومات لو تقول له هذا الكلام بحسب الأيام ولهذا بعض الأخوان يجتهد فإذا جاء المريض وعاده يخبره بكل شيء فيروّعه وهذا ينبغي كما قال الأخ خالد ينظر للمصلحة أظن هذا وقفنا عليه قال المؤلف رحمه الله تعالى " ويسن تذكيره التوبة والوصية "
السائل : أخذناه
الشيخ : أخذناه طيب ما هي التوبة؟ إيه نعم ما حضرت؟
السائل : تنقسم إلى قسمين
الشيخ : ماهي تعريفها العام
السائل : الامتناع عن المعاصي
الشيخ : الرجوع من معصية الله إلى طاعته نعم
السائل : تنقسم إلى قسمين بحق الله سبحانه وتعالى وبحق العباد
الشيخ : من حق الله ومن حق العباد هذه لا شك إن هذا صحيح لكن ما أظن أن قصدنا هذا يلا عبيد الله التوبة لها شروط
السائل : خمسة
الشيخ : شروطها خمسة ما هي؟
السائل : أولا الإخلاص لله
الشيخ : الإخلاص لله
السائل : والإقلاع عن المعصية
الشيخ : لا، يسبق الإقلاع شيء
السائل : والعزم
الشيخ : يسبقه شيء الندم
السائل : الندم والإقلاع
الشيخ : الإقلاع
السائل : والعزم على ألا يعود
الشيخ : العزم على ألا يعود
السائل : في وقت قبول التوبة
الشيخ : تكون التوبة في وقت قبول التوبة هذه خمسة شروط، طيب لو قال قائل يا زكي الندم انفعال والإنفعال ليس فعلا فكيف نقول لابد من الندم لأن الإنسان ما يستطيع أن يأتي بالإنفعال
السائل : شيخ الندم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم التوبة لا يشترط أن تكون
الشيخ : هو لا في الوقت الندم انفعال في النفس ما هو بفعل جوارح ولا قول لسان مثل الغضب تماما هل يمكن تغضب بدون سبب؟
السائل : لا
الشيخ : هاه قلنا يعرف الندم بلازمه بأن يتمنى أنه لم يفعل هذا الشيء طيب ما تقول في رجل قال إنه تائب من الغيبة ولكنه متى سنحت له الفرصة اغتاب الناس الأخ يلا أحمد؟
السائل : إذا كان تاب ورجع إلى الغيبة
الشيخ : لا، هو تاب لأنه ما وجد أحد يتحدث إليه ها وش اللي اختل من الشروط
السائل : أنه لم يقلع عن هذا الذنب
الشيخ : طيب رجل ماهي التوبة.

الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله " وإذا نزل به سن تعاهد بلّ حلقه إلى آخره " هذا مبتدأ درس اليوم إذا نزل به أي نزل به الملك لقبض روحه والملك الذي يقبض الروح هو ملك واحد يسمى ملك الموت لقوله تعالى (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم )) وتسميته عزرائيل لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي من أخبار بني إسرائيل ولم يثبت من أسماء الملائكة إلا خمسة أسماء وهي جبريل ميكائيل إسرافيل مارج ورضوان هذا الذي نعرف
السائل : حيزوم
الشيخ : هذا بس حيزوم مو من الملائكة اللي يباشرون أعمال العباد ولا خنزب أيضا من أسماء الشياطين فهذه الأسماء الثابتة فيمن يتولون أعمال العباد وأما منكر ونكير اللذان يسألان الميت في قبره فقد أنكرهما كثير من أهل العلم ولكن ورد فيها آثار المهم أن ملك الموت لا يسمى بعزرائيل لأنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه من الأمور الغيبية التي يتوقف إثباتها أو نفيها على ما ورد به الشرع ثم إن ملك الموت له أعوان يعينونه على إخراج الروح من الجسد حتى يوصلوها إلى الحلقوم فإذا أوصلوها إلى الحلقوم قبضها ملك الموت وقد أضاف الله تعالى الوفاة إلى نفسه وإلى رسله أي الملائكة وإلى ملك واحد فقال الله سبحانه وتعالى (( الله يتوفى الأنفس حين موتها )) وأضافها إلى ملك واحد في قوله (( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم )) وإلى الملائكة في قوله (( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون )) ولا معارضة بين هذه الآيات فأضاف الله تعالى ذلك إلى نفسه لأنه واقع بأمره وأضافه إلى الملائكة (( توفته رسلنا )) لأنهم أعوان لملك الموت يخرجون الروح إلى الحلقوم وأضافه أضاف الوفاة إلى ملك الموت لأنه هو الذي يتولى قبضها من البدن فإذا نزل به يعني نزل الملك لقبض روحه يقول " سن تعاهد بلّ حلقه بماء أو شراب " لأن الشفة يابسة والحلق يابس تحتاج إلى تندية وقول المؤلف بماء أو شراب الماء معروف والشراب ما سوى الماء مثل عصير أو شبهه المهم الشيء الذي يصل إلى حلقه فيبله.

الشيخ : " وتلقينه لا إله إلا الله " تلقينه لا إله إلا الله يعني تعليمه إياها كما يلقن التلميذ وهل يقولها بلفظ الأمر فيقول قل لا إله إلا الله أو يقولها بدون لفظ الأمر بأن يذكر الله عنده حتى يسمعه ينبغي أن ينظر في هذا إلى حال المريض فإن كان المريض قويا يتحمل أو كان كافرا فإنه يؤمر قال قل لا إله إلا الله اختم حياتك بلا إله إلا الله وما أشبه ذلك وإن كان مسلما ضعيفا فإنه لا يؤمر وإنما يذكر الله عنده حتى يسمع فيتذكر وهذا التفصيل مأخوذ من الأثر والنظر أما الأثر فلأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمه أبا طالب عند وفاته أن يقول لا إله إلا الله قال يا عم قل لا إله إلا الله لأنه إن قالها فهو كسب وإن لم يقلها فهو كافر يعني لو فرض أنه ضاق صدره بهذا الأمر ولم يقلها فهو باق على حاله لم يؤثر عليها شيئا أما إذا كان مسلما وهو ممن يتحمل فإن أمرنا إياه بها لا يؤثر عليه وإن كان ضعيفا فإن أمرنا إياه بها ربما يحصل منه رد فعل بحيث يضيق صدره ويغضب فينكر يقول لا يشره على صاحبه الذي عنده وهو في حال فراق الدنيا يأمره بعض الناس حتى في حال الحياة في غير حال الاحتضار إذا قلت له قل لا إله إلا الله يا ابن الحلال قل لا إله إلا الله قال ماني بقائل لا إله إلا الله إيه نعم فيه في ناس عند الغضب يغضب حتى ينسى فيقول لا أقول لا إله إلا الله فما بالك بهذه الحال؟ فالصواب في هذه المسألة أن يقال أما من كان كافرا فإنه يؤمر بها لأن المفسدة التي يخشى منها هي موجودة إن قالها فهو غنم وإن لم يقلها فلم نغرم شيئا لأن الرجل كان كافرا ودليله أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمه أبا طالب أن يقول لا إله إلا الله أما إذا كان مسلما فينظر إلى الحال إلى حال الشخص وقوله تلقينه لا إله إلا الله ولم يقل محمدا رسول الله لأن هذا هو الذي ورد به الحديث ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) وقال النبي عليه الصلاة والسلام ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) فهي مفتاح الإسلام أعني كلمة التوحيد وما يأتي بعدها فهو من مكملاتها وفروعها قال " ولم يزد على ثلاث " لم يزد على ثلاث يعني لا يلقنه أكثر من ثلاث لأنه لو زاد على ذلك ضجر يعني يقول لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله ثم يسكت لو كرر ربما يتضجر المريض لأنه في حال صعبة لا يدركها إلا من كان على هذا الحال يتضجر فيقول أنا في حال وهذا يكرر علي لا إله إلا الله فيضجر إنما يقولها ثلاثا فقط لأن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم غالبا أنه إذا تكلم تكلم ثلاثا وإذا سلم سلم ثلاثا وإذا استأذن استأذن ثلاثا فالثلاث عدد معتبر في كثير من الأشياء قال " إلا أن يتكلم بعده فيعيد تلقينه برفق " إلا أن يتكلم بعده من الفاعل؟ المريض المحتضر إذا تكلم بعد أن قال لا إله إلا الله فإنه يعيد تلقينه لكن برفق كالأول وقوله فيعيد هل نقرأها بالنصب أو بالرفع؟
السائل : بالنصب
الشيخ : هاه
السائل : بالنصب
الشيخ : بالرفع على الاستئناف لأنه لا تصلح العطف والاستئناف بالفاء كثير ومنه قوله تبارك وتعالى (( وإن تبدوا مافي أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر )) فالفاء هنا للاستئناف والمعنى يفسد فيما لو قلنا فيعيدَ بالنصب عطفا على يتكلم يعني يكون المعنى إلا أن يتكلم فأن يعيد تلقينه وهذا ليس بمقصود، المقصود إلا أن يتكلم فإدا تكلم أعاد تلقينه أو يعيد تلقينه برفق.

الشيخ : قال " ويقرأ عنده يس " يقرأ القارئ عنده عند المحتضر سورة يس لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا على موتاكم يس ) وهذا الحديث مختلف فيه وفيه مقال ومن كان عنده هذا الحديث حسنا أخذ به وقوله عليه الصلاة والسلام ( اقرؤوا على موتاكم ) على موتاكم أي على من كان في سياق الموت وسمي ميتا باعتبار ما يؤول إليه وتسمية الشيء ما يؤول إليه واردة في اللغة العربية ومنه قول الراعي ليوسف (( إني أراني أعصر خمرا )) وهو ليس يعصر خمرا إنما يعصر عنبا يكون خمرا نعم والقراءة عند المحتضر ذكر بعض العلماء أن من فائدتها أعني قراءة يس تسهيل خروج الروح تسهيل خروج الروح، لأن فيها تشويقا مثل قوله تعالى (( قيل ادخل الجنة )) فيها تشويقا والتشويق للجنة يسهل خروج الروح ولهذا إذا بشرت نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن تبشر روحه بالجنة إذا بشرت بالجنة سهل عليها أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه ففيها (( قيل ادخل الجنة )) وفيها (( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال )) وفي آخرها إثبات قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى ففيها تشويق للسامع ولكن هل يقرأها سرا أو يقرأها جهرا أو في ذلك تفصيل؟ قوله ( اقرؤوا على موتاكم ) يقتضي أن تكون قراءتها جهرا ولاسيما إذا قلنا إن العلة تشويق الميت إلى ما يسمعه في هذه السورة ولكن إذا كان يخشى على المريض من الانزعاج وأنه إذا سمع القارئ يقرأ سورة يس انزعج نعم وقال ما بالك أتراني في سياق الموت فنقول لا إذا كان الإنسان في شك من كون الإنسان في النزع فلا يرفع صوته بها وإن كان جازما والإنسان الذي يكثر حضور المحتضرين يعرف أنه احتضر أو لا كان عازم جزم بأن الرجل الآن في سياق الموت فإنه يقرأها بصوت مرتفع ولا حرج في هذا لأن الرجل محتضر نعم.