كتاب الجنائز-05b
تتمة المناقشة حول صفة الصلاة على الميت.
الشيخ : (( واعف عنا واغفرلنا وارحمنا )) في القرآن والعطف المغايرة سليم هاه
السائل : العفو ... بالنسبة للمتفاجئ واعف عنا من ما حضرتها
الشيخ : بعد التي طيب ما حضرت
السائل : لا بس حضرت يا شيخ
الشيخ : سلامة
السائل : ... السوء في عذاب القبر والمعافاة أي
الشيخ : واعف عنا
السائل : واعف عنا ما حصل لنا
السائل : خواتيم ... .
الشيخ : مهما مرة يعني غريب ها
السائل : هذه ... من سوء عذاب القبر وتجاوز عنا ... .
الشيخ : إذا المعافاة معناها السلامة من آثام المحرم والعفو التجاوز عن ترك الواجب أما العافية البدنية فلا محل لها هنا طيب قال المؤلف وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، طيب عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة بالقرآن والسنة ولنا أن نقول بإجماع الأمة وذكرنا أدلته من القرآن هل تستخدمونها الآن
السائل : قال الله تعالى (( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة ))
الشيخ : إيش
السائل : النار ... .
الشيخ : أحسنت هذا من الدليل دليل آخر بدر ها من القرآن يحيى
السائل : (( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) إنه ... وإنما توفون أجوركم يوم القيامة يعني يوم القيامة توفى
الشيخ : هو على كل حال استدل بعض العلماء بهذا وقالوا التوفية تكون بتكميل الشيء لكن فيها نظر
السائل : قال تعالى ولو ترى إذ الملائكة
الشيخ : (( إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم )) (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )) اليوم اليوم بالعهد الحضوري
السائل : قول الله عز وجل (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ))
الشيخ : هذه أيضا استدل بها بعض العلماء لكنه يضاف على كل حال القرآن فيه أدلة واضحة طيب من السنة من السنة؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ... .
الشيخ : صحيح هذا ثبوت عذاب القبر نعم حديث الحجرات طويل وذكر فيه إنه يعذب يضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه العامر
السائل : نعم ... .
الشيخ : قال الرسول ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليقل اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ) نعم ولا يتعوذ من شيء غير واقع ثم إن إجماع المسلمين على قبول هذا الإرشاد يدل على أن المسألة إجماعية ومع ذلك أنكر بعض الناس عذاب القبر ولكن قولهم محجوج بالقرآن والسنة الثابتة نعم طيب
السائل : الدليل من القرآن
الشيخ : إيه ما يحتاج يكفي المدلول يثبت به واحد طيب نقول يقول المؤلف رحمه الله تعالى الدراسة اليوم.
السائل : العفو ... بالنسبة للمتفاجئ واعف عنا من ما حضرتها
الشيخ : بعد التي طيب ما حضرت
السائل : لا بس حضرت يا شيخ
الشيخ : سلامة
السائل : ... السوء في عذاب القبر والمعافاة أي
الشيخ : واعف عنا
السائل : واعف عنا ما حصل لنا
السائل : خواتيم ... .
الشيخ : مهما مرة يعني غريب ها
السائل : هذه ... من سوء عذاب القبر وتجاوز عنا ... .
الشيخ : إذا المعافاة معناها السلامة من آثام المحرم والعفو التجاوز عن ترك الواجب أما العافية البدنية فلا محل لها هنا طيب قال المؤلف وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار، طيب عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة بالقرآن والسنة ولنا أن نقول بإجماع الأمة وذكرنا أدلته من القرآن هل تستخدمونها الآن
السائل : قال الله تعالى (( لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة ))
الشيخ : إيش
السائل : النار ... .
الشيخ : أحسنت هذا من الدليل دليل آخر بدر ها من القرآن يحيى
السائل : (( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز )) إنه ... وإنما توفون أجوركم يوم القيامة يعني يوم القيامة توفى
الشيخ : هو على كل حال استدل بعض العلماء بهذا وقالوا التوفية تكون بتكميل الشيء لكن فيها نظر
السائل : قال تعالى ولو ترى إذ الملائكة
الشيخ : (( إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم )) (( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون )) اليوم اليوم بالعهد الحضوري
السائل : قول الله عز وجل (( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة ))
الشيخ : هذه أيضا استدل بها بعض العلماء لكنه يضاف على كل حال القرآن فيه أدلة واضحة طيب من السنة من السنة؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم ... .
الشيخ : صحيح هذا ثبوت عذاب القبر نعم حديث الحجرات طويل وذكر فيه إنه يعذب يضيق عليه القبر حتى تختلف أضلاعه العامر
السائل : نعم ... .
الشيخ : قال الرسول ( إذا تشهد أحدكم التشهد الأخير فليقل اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ) نعم ولا يتعوذ من شيء غير واقع ثم إن إجماع المسلمين على قبول هذا الإرشاد يدل على أن المسألة إجماعية ومع ذلك أنكر بعض الناس عذاب القبر ولكن قولهم محجوج بالقرآن والسنة الثابتة نعم طيب
السائل : الدليل من القرآن
الشيخ : إيه ما يحتاج يكفي المدلول يثبت به واحد طيب نقول يقول المؤلف رحمه الله تعالى الدراسة اليوم.
قال المؤلف :" وافسح له في قبره ونور له فيه "
الشيخ : قال " وافسح له في قبره ونور له فيه " يعني هذا أيضا من دعاء الميت افسح له في قبره أي وسع له لأن الفسحة يعني السعة وهذا التوسيع ليس توسيعا محسوسا بحيث يكون قبره يتسع حتى يملأ المقبرة لكنه فسح غير محسوس إحساسا دنيويا لأنه من أحوال الآخرة وكما تشاهدون أو كما ترون في المنام أن الإنسان يرى أنه في مكان فسيح وفي نخيل وفي أشياء تبهج نفسه وهو لا يزال في فراشه متغط بغطائه فعذاب القبر يشبه من بعض الوجوه ما يراه النائم وإن كان يعني أشد منه بالحقيقة يعني أشد منه في كونه حقيقة إذا يفسح له في قبره لكن لا يلزم منه أن يتسع القبر اتساعا حسيا وإنما قلنا ذلك لئلا يورد علينا مورد بأن الناس في قبورهم لا تتسع القبور أكثر مما هي عليه في الواقع فنقول له هذا أمر غيبي وليس أمرا حسيا معروفا ونوّر له فيه يعني اجعل له فيه نورا هو يقول افسح له نور له فيه وكل الضمائر التي مرت علينا بصيغة المفرد المذكر فلو كان الميت أنثى فإنها تكون بصيغة المفرد المؤنث فيقال اللهم اغفرلها وارحمها وعافها واعف عنها إلى آخره وإن كان الميت اثنين يقول اللهم اغفر لهما وإن كان الأموات ثلاثة يقول اللهم اغفر لهم إن كانوا ذكورا واغفر لهن إن كن إناثا وإن كانوا ذكروا وإناثا يغلب جانب الذكورية فيقول اللهم اغفر لهم وهذا إذا كان يعلم الجنازة يسهل عليه لكن إذا كان لا يعلم فهل يذكر أو يؤنث أو يفرد أو يثني أو يجمع الأخ؟
السائل : كلاهما سواء
الشيخ : كلاهما سواء
السائل : مذكر هذا مذكر إنه ... .
الشيخ : يعني يجوز التذكير والتأنيث باعتبار القص فكأنه يقول اللهم اغفرله أي لمن بين أيدينا سواء كان ذكرا أو أنثى واحدا أو متعددا.
السائل : كلاهما سواء
الشيخ : كلاهما سواء
السائل : مذكر هذا مذكر إنه ... .
الشيخ : يعني يجوز التذكير والتأنيث باعتبار القص فكأنه يقول اللهم اغفرله أي لمن بين أيدينا سواء كان ذكرا أو أنثى واحدا أو متعددا.
قال المؤلف :" وإن كان صغيرا قال: اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وأجرا وشفيعا مجابا "
الشيخ : قال المؤلف وإن كان صغيرا " إن كان صغيرا قال اللهم اجعله ذخرا لوالديه وفرطا وشفيعا مجابا اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم " ننظر في هذا الدعاء أولا هل ثبت هذا الدعاء بهذه الصيغة للصغير؟ الجواب لا لم يثبت بهذه الصيغة للصغير لكنه ورد أنه يصلى عليه ويدعى له أو يدعى لوالديه لفظان في المسألة ولكن العلماء رحمهم الله استحسنوا أن يقول هذا الدعاء " اللهم اجعله ذخرا لوالديه " الذخر بمعنى المذخور يعني إنه مصدر بمعنى اسم المفعول أي مذخورا لوالديه يرجعان إليه عند الحاجة " وفرطا " الفرط السابق السالف وهنا يشكل كيف نقول إنه فرط لوالديه لو كانا قد ماتا قبله فيقال إنه فرط لوالديه في الآخرة يتقدمهما ليكون لهما أجرهم وذخرا وفرطا لوالديه " وأجرا وشفيعا مجابا " أجرا يعني يجعل لهما أجرا وهذا ظاهر فيما إذا كانا حيين لأنهما سوف يصابان به فإذا أصيبا به فصبرا على هذه المصيبة صار أجرا لهما أما إذا كانا ميتين فلا يظهر هذا لكن لعل الفقهاء ذكروا هذا بناء على الأغلب يقول " وشفيعا مجابا " شفيعا مجابا الشفيع بمعنى الشافع كالسميع بمعنى السامع فمن هو الشفيع؟ الشفيع هو الذي يتوسط لغيره بجلب منفعة أو دفع مضرة وسمي شفيعا لأنه يجعل المشفوع له اثنين بعد أن كان وترا واحدا فلهذا صار بضم صوته إلى صوت المشفوع له صار شفيعا له وقوله مجابا لأن الشفيع قد يجاب وقد لا يجاب فسأل الله أن يكون شفيعا مجابا.
قال المؤلف :" اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم "
الشيخ : " اللهم ثقل به موازينهما " ثقل به موازينهما يعني موازين الأعمال وذلك بكونه أجرا لهما لأنه كلما كان أجرا ثقلت به الموازين والموازين جمع ميزان وهو ما يوزن به أعمال العباد يوم القيامة واختلف العلماء هل هو ميزان حقيقي أو كناية عن إقامة العدل فذهبت المعتزلة إلى أنه كناية عن إقامة العدل وأنه ليس هناك ميزان حسي والصواب أنه ميزان حسي لحديث صاحب البطاقة أن ذنوبه تجعل في كفة ولا إله إلا الله في كفة وكذلك يظهر من قول الرسول عليه الصلاة والسلام ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ) فالمراد أنه ميزان له كفتان ولكن هاتين الكفتين لا نعلم كيفيتهما لأنهما من أمور الغيب التي لم يعلم عنها وهل الذي يوزن العمل أو العامل أو صحائف العمل؟ على أقوال ثلاثة منهم من قال إن الذي يوزن العمل ومنهم من قال إن الذي يوزن العامل ومنهم من قال إن الذي يوزن صحائف الأعمال وذلك لاختلاف النصوص في ذلك والصحيح أن الذي يوزن هو العمل لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ) ولقول الله تعالى (( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره )) فمن يعمل مثقال ذرة خيرا فهذا يدل على أن الذي يوزن العمل وهو كذلك وهذا الصحيح وحجة من قال إن الذي يوزن صاحب العمل قوله تعالى (( أولئك الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ذلك جزاؤهم )) قبلها إن الذين كفروا بآياتنا
السائل : ... .
الشيخ : لا آخرها أعرفها (( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) وحديث ابن مسعود لما قام فهبت الريح فجعلت تكفئه فضحك الناس منه لأنه رضي الله عنه كان دقيق الساقين وكان صغيرا فضحك الناس منه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إن ساقيه في الميزان أعظم من أحد ) فهذا يدل على أن الذي يوزن العامل وأما دليل من قال إن الذي يوزن صحائف العمل فهو حديث صاحب البطاقة الذي يؤتى له بسجلات عظيمة كلها ذنوب حتى إذا رأى أنه قتلك قيل له إن لك عندنا حسنة فيؤتى ببطاقة صغيرة فيها لا إله إلا الله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول إنك لا تظلم شيئا ثم توضع البطاقة في كفة وبقية الأعمال في كفة فترجح بهم وتميل بهم فيقال إن حقيقة هذا وزن الأعمال لأن الصحائف إنما تثقل وتخف بما فيها من العمل فتكون حقيقة وزنها وزنا بالعمل وقد يقال إن الأكثر هو وزن الأعمال وقد توزن صحائف الأعمال والله أعلم لكن الراجح الذي عليه الجمهور أن الذي يوزن هو العمل طيب " وأعظم به أجورهما " أعظم به أجورهما يعني اجعل أجورهما عظيمة وهنا إشكال نحوي لغوي قال أجورهما مع أن المضاف إليه مثنى أي لم يقل عظم به أجريهما والجواب على ذلك أن الأفصح في اللغة العربية إذا أضيف إلى المثنى أن يؤتى بالجمع، ثم بالإفراد ثم بالتثنية إلا أن يكون هناك داع يستلزم أن يؤتى بالتثنية أو الإفراد أو الجمع ولا في الأصل هو ما ذكرنا أن الأفصح الجمع ثم الإفراد ثم التثنية (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) مع أنه ليس لهما إلا قلبان (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) ولم يقل فقد صغت قلباكما ولم يقل فقد صغى قلبكما نعم لأن الأفصح هو ما ذكرنا الجمع نعم يقول " وألحقه بصالح سلف المؤمنين " ألحقه بصالح سلف المؤمنين أي صغار المؤمنين الذين سلفوا وذلك أن الصغار من الولدان كانوا في كفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد رآهم النبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به عند إبراهيم وسأل عنهم فقيل له هؤلاء ولدان المؤمنين ولهذا قال اجعله في كفالة إبراهيم قال " وقه برحمتك عذاب الجحيم " قه من الوقاية يعني اجعله سالما من عذاب الجحيم وأما قوله برحمتك فهو من باب التوسل بصفة الله عز وجل وفي هذه الجملة إشكال كيف يقول قه برحمتك عذاب الجحيم وهو صغير لم يبلغ وليس عليه عذاب نعم قال بعض العلماء إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأنه ( ما من إنسان إلا مسته النار ولو تحلة القسم ) ومن ذلك الصغار لقوله تعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فيكون هذا دعاء لهذا الصبي أن يقيه الله عذاب الجحيم إذا عرض عليها يوم القيامة.
السائل : ... .
الشيخ : لا آخرها أعرفها (( فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا )) وحديث ابن مسعود لما قام فهبت الريح فجعلت تكفئه فضحك الناس منه لأنه رضي الله عنه كان دقيق الساقين وكان صغيرا فضحك الناس منه فقال النبي عليه الصلاة والسلام ( إن ساقيه في الميزان أعظم من أحد ) فهذا يدل على أن الذي يوزن العامل وأما دليل من قال إن الذي يوزن صحائف العمل فهو حديث صاحب البطاقة الذي يؤتى له بسجلات عظيمة كلها ذنوب حتى إذا رأى أنه قتلك قيل له إن لك عندنا حسنة فيؤتى ببطاقة صغيرة فيها لا إله إلا الله فيقول يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول إنك لا تظلم شيئا ثم توضع البطاقة في كفة وبقية الأعمال في كفة فترجح بهم وتميل بهم فيقال إن حقيقة هذا وزن الأعمال لأن الصحائف إنما تثقل وتخف بما فيها من العمل فتكون حقيقة وزنها وزنا بالعمل وقد يقال إن الأكثر هو وزن الأعمال وقد توزن صحائف الأعمال والله أعلم لكن الراجح الذي عليه الجمهور أن الذي يوزن هو العمل طيب " وأعظم به أجورهما " أعظم به أجورهما يعني اجعل أجورهما عظيمة وهنا إشكال نحوي لغوي قال أجورهما مع أن المضاف إليه مثنى أي لم يقل عظم به أجريهما والجواب على ذلك أن الأفصح في اللغة العربية إذا أضيف إلى المثنى أن يؤتى بالجمع، ثم بالإفراد ثم بالتثنية إلا أن يكون هناك داع يستلزم أن يؤتى بالتثنية أو الإفراد أو الجمع ولا في الأصل هو ما ذكرنا أن الأفصح الجمع ثم الإفراد ثم التثنية (( إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما )) مع أنه ليس لهما إلا قلبان (( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه )) ولم يقل فقد صغت قلباكما ولم يقل فقد صغى قلبكما نعم لأن الأفصح هو ما ذكرنا الجمع نعم يقول " وألحقه بصالح سلف المؤمنين " ألحقه بصالح سلف المؤمنين أي صغار المؤمنين الذين سلفوا وذلك أن الصغار من الولدان كانوا في كفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقد رآهم النبي صلى الله عليه وسلم حين عرج به عند إبراهيم وسأل عنهم فقيل له هؤلاء ولدان المؤمنين ولهذا قال اجعله في كفالة إبراهيم قال " وقه برحمتك عذاب الجحيم " قه من الوقاية يعني اجعله سالما من عذاب الجحيم وأما قوله برحمتك فهو من باب التوسل بصفة الله عز وجل وفي هذه الجملة إشكال كيف يقول قه برحمتك عذاب الجحيم وهو صغير لم يبلغ وليس عليه عذاب نعم قال بعض العلماء إن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأنه ( ما من إنسان إلا مسته النار ولو تحلة القسم ) ومن ذلك الصغار لقوله تعالى وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فيكون هذا دعاء لهذا الصبي أن يقيه الله عذاب الجحيم إذا عرض عليها يوم القيامة.
4 - قال المؤلف :" اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح سلف المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم وقه برحمتك عذاب الجحيم " أستمع حفظ
قال المؤلف :" ويقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه ويرفع يديه مع كل تكبيرة "
الشيخ : " ويقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه " يقف قليلا ليتميز التكبير من السلام أو من أجل أن يتراد إليه نفسه وقوله يقف قليلا ثم يسلم يظهر منه أنه لا يدعو واختار بعض الأصحاب رحمهم الله أنه يدعو ولكن بماذا؟ قال بعضهم يدعو بقوله " اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفرلنا وله " وقال بعضهم يدعو بقوله " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " لأن هذا الدعاء تختم به الأدعية ولهذا جعله النبي عليه الصلاة والسلام في منتهى كل شوط في الطواف حيث يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ) والقول بأنه يدعو بما تيسر أولى من السكوت لأن الصلاة عبادة ليس فيها سكوت أبدا إلا لسبب كالاستماع لقراءة إمام والحداب قال " ويسلم واحدة عن يمينه " يسلم واحدة عن اليمين وإن سلم تلقاء وجهه فلا بأس لكن عن اليمين أفضل وظاهر كلام المؤلف أنه لا تسن الزيادة على التسليمة الواحدة وهو المذهب والصحيح أنه لا بأس أن يسلم مرة ثانية لورود ذلك في بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن الذين قالوا إنه يسلم واحدة استدلوا بأثر وفي صحته نظر واستدلوا بالمعنى أن هذه الصلاة مبنية على التخفيف والتسليمة الواحدة أخف لكن لو سلم مرتين فلا حرج ولا ينكر عليه ثم قال " ويرفع يديه مع كل تكبيرة " يرفع، الضمير يعود على المصلي يرفع يديه مع كل تكبيرة على صفة ما يرفعهما في صلاة الفريضة أي يرفعهما حتى يكونا حذو منكبيه أو حذو فروع أذنيه وقوله " مع كل تكبيرة " هذا هو القول الصحيح لأنه صح عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا أنه كان يرفع يديه بكل تكبيرة ومثل هذا العمل لا يثبت بالاجتهاد فله حكم الرفع على أن الدارقطني روى الحديث بسند جيد كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه في كل تكبيرة وأعله الدارقطني بعمر بن شبه ولكن الشيخ عبدالعزيز رد هذا التعليل بأن عمر ثقة والزيادة من الثقة عند علماء الحديث مقبولة إذا لم تكن منافية وهنا لا تنافي لأن المسكوت عنه ليس كالمنطوق ولا منافاة إلا إذا تعارض نطقان أما إذا كان أحدهما ناطقا والثاني ساكتا فهنا لا معارضة وذلك لأن عدم النقل ليس نقلا للعدم فالصحيح أنه يرفع يديه مع كل تكبيرة بهذا الحديث ولأن المعنى يقتضيه لأنه إذا حرك يديه اجتمع في الانتقال من التكبيرة الأولى قول وعمل أو قول وفعل كسائر الصلوات فإن الصلوات يكون مع القول فعل إما ركوع وإما سجود وإما قيام وإما قعود فكان من المناسب أن يكون مع القول فعل ولا فعل هنا يناسب إلا رفع اليدين لأن السجود والركوع متعذر فيبقى رفع اليدين وحينئذ يكون رفع اليدين في كل تكبيرة يكون مؤيدا بالأثر والنظر.
هل تظهر بعض آثار عذاب القبر على الميت.؟
السائل : هل يكون تظهر بعض آثار عذاب القبر؟
الشيخ : نعم
السائل : تظهر بعض آثار عذاب القبر
الشيخ : إيه يعني تظهر لكن ليس لكل لأحد هي ظهرت للنبي عليه الصلاة والسلام في قصة الرجلين الذين يعذبان بالنميمة وعدم التنزه من البول وربما يسمع من بعض القبور صياح صياح كما يذكره بعض الناس لنا وابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ذكر من هذا أشياء .
الشيخ : نعم
السائل : تظهر بعض آثار عذاب القبر
الشيخ : إيه يعني تظهر لكن ليس لكل لأحد هي ظهرت للنبي عليه الصلاة والسلام في قصة الرجلين الذين يعذبان بالنميمة وعدم التنزه من البول وربما يسمع من بعض القبور صياح صياح كما يذكره بعض الناس لنا وابن القيم رحمه الله في كتاب الروح ذكر من هذا أشياء .
تتمة شرح قول المؤلف :" ويقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه ويرفع يديه مع كل تكبيرة "
الشيخ : " ويقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه " يقف يعني المصلي على الجنازة يقف قليلا ويسلم واحدة عن يمينه واختلف العلماء رحمهم الله في هذه الوقفة هل يدعو فيها أو لا فقال بعضهم إنه لا يدعو فيها وهو ظاهر كلام المؤلف وقال بعضهم بل يدعو فيها فيقول " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " لأن هذا الدعاء ينبغي أن يختم به الدعاء كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يختم به دعاء كل شوط في الطواف وقوله بعد الرابعة " يقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه " يسلم واحدة عن يمينه وإن سلم مرتين فحسن لأنه كله قد جاءت فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فاختار بعض العلماء أن يسلم واحدة واختار آخرون أن يسلم اثنتين والراجح أن الأمر في هذا واسع يسلم أحيانا مرة وأحيانا مرتين ولا حرج في ذلك " ويرفع يديه مع كل تكبيرة " كما يرفعها في صلاة الفريضة والنافلة فهنا يرفعها في كل تكبيرة لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك ففي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة ومثل هذا لا يفعله ابن عمر بمجرد الرأي بل هذا يعتبر من المرفوع حكما لأن كل شيء لا مجال للرأي فيه من أحكام أو أخبار فإنه في حكم الرفع إذا صدر من الصحابي إلا أن الأخبار يشترط فيها ألا يكون الصحابي معروفا بالأخذ عن بني إسرائيل خوفا من أن يكون ما ذكره من أخبار بني إسرائيل ثم إنه قد روي مرفوعا صريحا عن النبي صلى الله عليه وسلم بسند قال فيه الشيخ عبدالعزيز بن باز إنه سند جيد وعلى هذا فيكون هو المعتمد وما يروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يكبر أول تكبيرة ثم لا يعود فهذا إن صح فلعله في بعض الأحيان والمعنى مناسب للرفع في كل تكبيرة لأنه كل تكبيرة تعتبر ركعة مستقلة كالركعات في صلاة الفريضة والنافلة فكان الأنسب والأقوم أن يجتمع في هذا الانتقال من تكبيرة إلى أخرى أن يجتمع الفعل والقول كما اجتمع الفعل والقول في الانتقال في الصلوات الأخرى وقوله مع كل تكبيرة مرّ علينا في كتاب الصلاة أنه إن شاء ابتدأ الرفع مع ابتداء التكبير وإن شاء إذا كبر رفع وإن شاء رفع ثم كبر كل ذلك جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
7 - تتمة شرح قول المؤلف :" ويقف بعد الرابعة قليلا ويسلم واحدة عن يمينه ويرفع يديه مع كل تكبيرة " أستمع حفظ
قال المؤلف :" وواجبها قيام وتكبيرات أربع "
الشيخ : ثم قال المؤلف " وواجبها قيام " وواجبها يعني ما يجب فيها وليس المراد بالواجب الاصطلاحي الذي هو قسيم الركن أو الشرط بل المراد بالواجب هنا أي ما يجب فيها كما يقول مثلا قراءة الفاتحة واجبة في الصلاة فقوله واجبها ليس ضد أو ليس قسيم أركانها لأن هذا الذي ذكره المؤلف أركان قيام لكن القيام واجب فيما كان فريضة منها وعلى هذا فإذا أعيدت الجنازة صلاة الجنازة مرة ثانية كان القيام في المرة الثانية سنة وليس بواجب لأن الصلاة المعادة ليست فريضة " واجبها قيام وتكبيرات أربع " تكبيرات أربع واجبة ولكنها في الحقيقة أركان هي أركان لأن كل تكبيرة منها كالركعة وقوله أربع بالتنوين وإلا بغير التنوين؟ يجوز الوجهان أربع أو أربعٌ وقوله أربع يعني ألا تقلّ عن أربع وله الزيادة إلى خمس وإلى ست وإلى سبع وإلى ثمان وإلى تسع كل هذا ورد لكن الثابت في صحيح مسلم إلى خمس ولهذا ينبغي للأئمة أن يكبروا أحيانا على الجنازة خمس مرات إحياء للسنة وسيقول بعض الناس إن إمامنا نسي فزاد خامسة لكن إذا فعلها مرة ومرة وبين للناس الذين يسألون يقولون إنك نسيت فكبرت خمسا أن يبين لهم أن هذا من السنة لأنه ثبت أن زيد بن أرقم صلى على جنازة فكبر فيها خمسا وأخبر أن ذلك من فعل النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبرنا خمسا فماذا نقول بعد الرابعة؟ أنا لا أعلم في هذا سنة لكنني إذا أردت أن أكبر خمسا جعلت دعاء الثالثة الدعاء العام والرابعة الدعاء الخاص بالميت وما بعدها ما بعد الخامسة " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " ولهذا قد يعرف النبيه أنني أريد أن أكبر خمسا إذا صار الدعاء بعد الثالثة قصيرا نعم
قال المؤلف :" والفاتحة والصلاة على الني صلى الله عليه وسلم ودعوة للميت والسلام "
الشيخ : يقول " وتكبيرات أربع والفاتحة " والفاتحة ركن لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) وقرأها ابن عباس رضي الله عنهما وجهر بها وقال ليعلموا أنها سنة يعني أنها مشروعة وليس المعنى أنها سنة إن شئت تفعلها وإن شئت فلا ولكن أنها مشروعة " والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " هذا أيضا من واجباتها وهو ركن على المشهور من المذهب وهو مبني على القول بركنية الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلوات أما إذا قلنا بإنها ليست بركن في الصلوات فهي هنا أيضا ليست بركن لكن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام لها شأن وذلك لأن الفاتحة ثناء على الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة عليه والثالثة دعاء وينبغي للداعي أن يقدم بين يديه الثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقوله " والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " ولم يبين هنا لكنه بين فيما سبق أنها كالتشهد لكن يكفي أن يقول اللهم صلّ على محمد " ودعوة للميت " هذا من الأركان أيضا لقول النبي عليه الصلاة والسلام ( إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء ) ولأن هذا هو لب هذه الصلاة أصل الصلاة على الميت إنما كانت للدعاء له وإن كان فيها عبادة لكن ليست مجرد عبادة لله عز وجل " ودعاء للميت والسلام " ركن أو واجب؟ ركن لكنه يكفي فيه مرة واحدة كما مر قال " ومن فاته شيء من التكبير " طيب السلام دليله قول عائشة رضي الله عنه " كان يختم الصلاة بالتسليم " وهذا وإن لم يكن ظاهرا في عموم صلاة الجنازة لكن يصح أن يكون متمسكا ولأنها عبادة افتتحت بالتكبير فتختتم بالتسليم كالصلاة المفروضة
قال المؤلف :" ومن فاته شيء من التكبير قضاه على صفته ومن فاتته الصلاة عليه صلى على القبر "
الشيخ : قال " ومن فاته شيء من التكبير قضاه على صفته " أي على صفة ما فاته لعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما فاتكم فأتموا ) ويستفاد من قول المؤلف شيء من التكبير أن التكبير بمنزلة الركعة طيب وإذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة فهل يقرأ الفاتحة أو يدعو للميت بأن هذا مثلا الدعاء الظاهر لي أنه في هذه الحال يدعو للميت حتى على القول بأن ما يدركه المسبوق أول صلاته فينبغي لصلاة الجنازة أن يتابع الإمام فيما هو فيه لأننا لو قلنا لهذا الذي أدرك الإمام في التكبيرة الثالثة لو قلنا اقرأ الفاتحة ثم كبر الإمام للرابعة وقلنا صلّ على النبي ثم حملت الجنازة فاته الدعاء لها وقول المؤلف " من فاته شيء من التكبير قضاه على صفته " ظاهره الوجوب أنه يقضيه على صفته وظاهره أيضا أنه يقضيه سواء خشي حمل الجنازة أم لم يخش ووجه ذلك أنه إذا قدر أن الجنازة رفعت قبل أن يتمم فإنه يدعو لها ولو في غيبتها للضرورة ولكن قيده الأصحاب رحمهم الله قالوا ما لم يخش رفعها أي رفع الجنازة فإن خشي الرفع تابع تابع وسلم والغالب في جنائزنا الغالب أنها ترفع لا يتأخرون فيها حتى يقضي الناس وعلى هذا فيتابع التكبير ويسلم ومع هذا قالوا وله أن يسلم مع الإمام له أن يسلم مع الإمام لأن الفرض سقط بصلاة الإمام فما بعد صلاة الإمام يعتبر نافلة والنافلة يجوز قطعها فالأحوال إذا ثلاثة المسبوق بصلاة الجنازة له ثلاث حالات الحال الأولى أن يمكن قضاء ما فات قبل أن تحمل الجنازة فهنا نقول اقضه ولا إشكال فيه لعموم قوله عليه الصلاة والسلام ( وما فاتكم فأتموا ) يشمل هذا الحال الثانية أن يخشى من رفعها فيتابع التكبير وإن لم يدع إلا دعاء قليلا للميت، الحال الثالثة أن يسلم مع الإمام ويسقط عنه ما بقي من التكبير وعلته ما ذكرت لكم هو أن الفرض سقط بالصلاة الأولى التي هي صلاة الإمام فكان ما بقي مخيرا فيه ومع هذا فليس هناك نص صحيح صريح في الموضوع لكنه أعني في موضوع أنه يسلم مع الإمام أو يتابع التكبير بدون دعاء لكنه اجتهاد من أهل العلم رحمهم الله ثم قال " ومن فاتته الصلاة عليه صلى على القبر " من فاتته الصلاة عليه فلم يدرك فإنه يصلي على القبر إن أدركها قد دفنت وإلا صلى عليها ولا ينتظر لأن الصلاة على القبر إنما تكون للضرورة إذا لم يمكن حضور الميت بين يديه فإنه يصلي على القبر ودليل ذلك قصة المرأة التي كانت تقم المسجد أي ترفع قمامته وتنظفه منها ماتت ليلا ولم يؤذنوا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك تحقيرا لشأنها من وجه ولئلا يشقوا على النبي صلى الله عليه وسلم من وجه آخر فلما أصبح أو فلما سأل عنها أخبروه أنها ماتت فقال ( هلاّ كنتم آذنتموني ) أي أخبرتموني فقالوا كأنهم صغروا لشأنها ثم قال دلوني على قبرها فخرج بنفسه عليه الصلاة والسلام وصلى على قبرها وفي هذا من عناية الرسول عليه الصلاة والسلام بأهل الخير حتى إنها امرأة سوداء عنايته بأهل الخير الذين يعملون الخير العام النفع ماهو ظاهر هذه ليس من عملها إلا أنها تقم المسجد وفيه أيضا عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بالمساجد كما جاء في حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور وأن تنظف وتطيب وفيه أيضا تواضع النبي صلى الله عليه وسلم للخروج إلى قبرها ليصلي عليه وإلا فبإمكانه أن يدعو لها في مكانه لكنه خرج تواضعا لله وتعيظما لشأن هذه المرأة السوداء وشكرا لها على عملها ولكن كيف يصلي على القبر يصلي على القبر صلاة الجنازة المعروفة إن كان رجلا وقف عند رأسه وإن كان أنثى عند وسط القبر فيجعل القبر بينه وبين القبلة
10 - قال المؤلف :" ومن فاته شيء من التكبير قضاه على صفته ومن فاتته الصلاة عليه صلى على القبر " أستمع حفظ
قال المؤلف :" وعلى غائب بالنية إلى شهر "
الشيخ : قال " وعلى غائب بالنية " على غائب بالنية لأن الغائب ليس بين يديه حتى ينوي يصلي على شيء مشاهد ولكن بالنية إلى شهر فالصلاة إذا الصلاة على الميت إما أن يكون بين يديه وذلك قبل الدفن أو بعده على القبر وإما أن يكون غائبا لكن كلمة غائب ماذا تعني؟ تعني أنه غائب عن البلد ولو دون المسافة يصلي عليه صلاة الغائب أما من في البلد فإنه لا يشرع أن يصلي عليه صلاة الغائب بل المشروع أن يخرج إلى قبره فيصلي عليه ولهذا يخطئ بعض الجهال الذين يصلون على الميت في أطراف البلد وهو ميت في بلدهم فإن هذا خلاف السنة، السنة أنك أن تخرج إلى القبر وتصلي عليه ثم قال " إلى شهر " يصلي على الغائب وعلى القبر إلى شهر وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر إلى شهر يعني إلى نهاية الشهر هذا هو الدليل ولكن كون الرسول عليه الصلاة والسلام صلى على قبر له شهر لا يدل على التحديد لأن هذا فعل اتفاقا ليس مقصودا فلا ندري لو كان له أكثر هل يصلي أو لا ولو كان له دون هل يصلي أو لا وما فعل اتفاقا فليس بدليل اتفاقا لأنه لم يقصد ولهذا نقول الصحيح أنه يصلي على الغائب ولو بعد الشهر ويصلي أيضا على القبر ولو بعد الشهر إلا أن بعض العلماء قيده بقيد حسن قال بشرط أن يكون هذا المدفون قد مات في زمن يكون فيه المصلي أهلا للصلاة معلوم هاه؟ إلا أن يكون الميت قد مات في زمن بلغ فيه المصلي أن يكون من أهل الصلاة.
اضيفت في - 2006-04-10