الشيخ محمد بن صالح العثيمين-زاد المستقنع-كتاب الصيام-الشريط 03b

الشيخ : طيب، يلا عبد الله، افرض أنهم ما اتحدوا في المطالع أو أنهم اتحدوا ولكن رؤية البلد الذي صام فيه يعني غير حقيقية.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم، إذا أتمّ ثلاثين أفطر. ما افطروا عندهم اليوم عندهم تسع وعشرين وصام اليوم ثلاثين ... أفطر، يفطر وفي الليلة الثانية صايمين.
السائل : ... .
الشيخ : يفطر سرا لأنه أتمّ ثلاثين ويكون سرا لئلا يخالف الجماعة، طيب، إذًا عندنا قولان، قول مجزوم به وهو أنه يفطر سرا، نعم، وقول متردَّد فيه لأن صاحبه لم ترسخ قدمُه هل يصوم معهم أو لا، فما تروْن؟ نعم، القول بأنه يُفطر سرا له وجه لا شك لكن أرْجح منه أنه يصوم معهم ولو زاد على ثلاثين يوما، يصوم لأنه الأن هذا المكان الذي هو فيه ما ثبت خروج رمضان، لم يثبت خروج رمضان وهذا أقرب إلى الصواب وربما يُقاس على ما إذا سافر الإنسان نهارا من بلد إلى بلد أخر يتأخّر غروب الشمس فيه، هل يُفطر إذا غربت الشمس في البلد الذي ارتحل منه وإلا يبقى حتى تغرب الشمس في البلد هذا؟ يبقى حتى تغرب الشمس في البلد هذا، أي نعم، طيب، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : لا ما بينهم فرق.
السائل : ... .
الشيخ : وهذا زاد ساعات لأن اليوم في البلد الذي ارتحل منه اثنا عشر ساعة واليوم في البلد الذي وصل إليه اثنا عشر ساعة فهو اثنا عشر ساعة في البدين، نعم.
السائل : ... من صلى الظهر.
الشيخ : لا الصحيح غلط ... خلاص أخطأنا، أنا أخطأت أني راجعتك، نعم بعد ناقش بعد ذلك، طيب، على كل حال هذا الأرجح ولكن فيه قول إنه يُفطر سرا اعتبارا بالبلد الذي انتقل منه والمذهب أنه يُفطر سرا، ليش؟ لأنهم يقولون إذا رئي في مكان لزِم جميع الناس حُكْم الصوم أو الفطر وطبعا الفطر في المكان الذي انتقل منه قد ثبت، نعم. انتهى المناقشة نأخذ درس جديد مع أنه باقي علينا يا جماعة ليش؟
السائل : تأخّرنا.
الشيخ : تأخّرتم، هاه؟ كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : أخر درس، لا لا باقي أخر درس واللي قبله، باقي درسان، تبغون نناقش فيها وإلا نخليهم؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، إيه.
السائل : ... .
الشيخ : طيب إذًا الدرس الآتي إن شاء الله مناقشة لأنه الدرس الأتي فيه خمسة أسطر أو أكثر بعد، نناقش أيضا الدرس على العادة، الدرس الماضي الأخير نُناقش فيه.

الشيخ : هناك فرق بين وجود سبب الوجوب وبين زوال المانع فنريد صورا تبيّن هذا الشيء، نعم؟
السائل : زوال المانع ... .
الشيخ : اصبر، حائض تطهر، هذا زوال المانع فإذا زال المانع في أثناء النهار فما الحكم على ما جرى عليه المؤلف؟
السائل : ... .
الشيخ : أنه يلزم الإمساك، اصبر ما وصلنا إلى الصحيح يلزم الإمساك والقضاء، لماذا يلزم الإمساك؟
السائل : ... .
الشيخ : كيف؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه لكن لماذا يلزم الإمساك؟
السائل : ... .
الشيخ : إيش؟ لأن لأن.
السائل : ... .
الشيخ : يعني لحرمة الزمن، تمام، ولماذا يلزم القضاء؟
السائل : ... .
الشيخ : صحيح، لأن صومها هذاك اليوم ليس بصحيح، إمساكها لا يُعد صوما، طيب، يلا يا ناصر، هل هناك قول أخر؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، ما هو حجة لزوم القضاء عليها؟
السائل : ... .
الشيخ : لأنها لم تصُم وما هو حجة عدم الإمساك؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، ما يمكن تعلل بالحكم.
السائل : ... .
الشيخ : طيب إذا قال مثل ما قال الأخ، لو قال هذا الزمن محترم.
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم، صحيح قاله لكن نريد تعليلا بيّنا لأن كلام ابن مسعود رضي الله عنه حُكْم لكن نريد توجيه هذا الحكم، نعم يا مصطفى؟
السائل : ... .
الشيخ : أحسنت، لأنها أفطرت بعذر شرعي والنهار بالنسبة إليها ليس له حرمة لأنه يُباح لها الفطر ظاهرا وباطنا، طيب، هذا القول هو الراجح، هذا القول هو الصحيح وقد سبق، طيب، نريد مثالا لما تجدّد فيه سبب الوجوب أو حدث فيه سبب الوجوب؟
السائل : ... .
الشيخ : بلوغ الصبي، نعم، إذا بلغ الصبي في أثناء النهار فقد وُجِد سبب الوجوب في أثناء النهار، فماذا يلزم؟ يلزمه الإمساك، طيب، على كلام المؤلف.
السائل : ... .
الشيخ : يلزمه الإمساك والقضاء، تمام، لماذا يلزمه الإمساك أحمد؟
السائل : ... .
الشيخ : قام، لا يا شيخ، البيّنة قامت من الليل، اليوم الرابع من الشهر.
السائل : ... .
الشيخ : لا، الرجل، البيّنة قائمة اليوم الرابع من الشهر ما قامت البيّنة في أثناء النهار نحن الأن في رمضان.
السائل : وجد سبب الوجوب.
الشيخ : يعني لأنه كُلِّف فلزِمه الصوم أو الإمساك، طيب. يلا ءادم ولماذا يلزمه القضاء؟
السائل : ... .
الشيخ : لأنه ليس من أهل الوجوب، طيب، لو صام من الفجر هل يلزمه القضاء؟ لو صام من الفجر وبلغ في أثناء النهار هل؟
السائل : ... .
الشيخ : صام من الفجر مع الناس؟
السائل : ... .
الشيخ : إي صحيح وإذا صحّ التعليل الذي ذكرت فالحكم كما قلت إنه يلزمه القضاء لأنه في أول النهار ليس من أهل الوجوب لكن هل هذا التعليل هو الصحيح؟ نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، يعني لم يصم من أول النهار، صحيح، طيب. فيه قول أخر في المسألة؟ نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أنه يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء، نعم، لماذا يلزمه الإمساك؟ لأنه صار من أهل الوجوب فلزِمه الإمساك كما لو قامت البيّنة في أثناء، طيب، ولماذا لا يلزمه القضاء؟ علي؟
السائل : ... .
الشيخ : تمام، لأنه ليس من أهل الوجوب من أول النهار فلا يلزمه القضاء وهذا القول هو الراجح أنه يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء.
السائل : ... .
الشيخ : إي نعم، يلزمه الإمساك -سبحان الله- هذا صبي بلغ في أثناء النهار يلزمه الإمساك ولا يلزمه القضاء وهذا الذي علّل الأخ علي، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : إي ... لكن ... غير مكلف، الحال قلنا زوال المانع وهذا الأن نقرّر الفرق بين زوال المانع ووجود سبب الوجوب، بينهما فرق، طيب.

الشيخ : ما حكم الصوم بالنسبة للمسافر؟ نعم، عبد الملك، إي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : اصبر، أعطنا حالات وبعدين نشوف الأحكام.
السائل : ... .
الشيخ : مشقة محتملة يعني ليست شديدة، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : تمام، الأول، إي نعم.
السائل : ... .
الشيخ : أي أنت؟
السائل : المسافر الذي ... لا يشق عليه الصوم فهذا ... .
الشيخ : لا يجوز أن يُفطر؟
السائل : المسافر الذي لا يشق عليه الصوم.
الشيخ : نعم.
السائل : ... .
الشيخ : يعني الفطر والصوم في حقه سواء؟
السائل : المسافر ..
الشيخ : رجل مسافر ولا يشُق عليه الصوم أبدا؟
السائل : ... .
الشيخ : له؟ وله أن، يعني كلاهما على حد سواء؟ طيب، كأن الناس يريدوا أن يعارضوك؟ نعم، بن دواد؟
السائل : الصوم أفضل.
الشيخ : الصوم أفضل، والمسألة خلافية فيها رأي إن الفطر أفضل، طيب، لماذا فضّلنا الصوم؟ نعم، عبد الرحمان؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب، إذا صار ما فيه إلا هو يعني هو وحده مسافر ما عنده ناس صايمين ولا مفطرين.
السائل : ... الأصل يصوم مع الناس.
الشيخ : طيب، ما عندك غير هذا التعليل؟
السائل : ... .
الشيخ : لأنه أسهل إذًا، إذًا لأن صومه في وقته أسهل.
السائل : نعم.
الشيخ : هذه واحدة.
السائل : تبرأ ذمته.
الشيخ : سرعة براءة الذمة، اثنين، أي نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : هذه قلناها، عبد الله؟
السائل : ... .
الشيخ : أنه فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، طيب.
السائل : ... .
الشيخ : طيب، فضل الزمن، طيب، الثاني أن يشق عليه مشقة لكنها ليست شديدة إنما فيه مشقة إنما ليست شديدة، نعم، يلا.
السائل : يُكره له الصوم.
الشيخ : يكره له الصوم.
السائل : الأفضل في حقه الفطر.
الشيخ : الدليل؟
السائل : النبي صلى الله عليه وسلم ... بعد العصر رأى بعض الصحابة شق عليهم الصوم فأتى له بماء ..
الشيخ : غير هذه، غير هذه، دليل أخر؟ نعم؟ أي نعم؟ ما هو؟
السائل : ... .
الشيخ : لا، سبحان الله، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : صحيح، ( رأى رجلا قد ظُلِّل عليه وعليه زحام فقال ما هذا؟ قالوا صائم قال ليس من البر الصيام في السفر ) ، طيب، لدينا قاعدة معروفة عند العلماء " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " أفلا يقتضي هذا أن يكون الصوم في السفر ليس من البر مطلقا؟ إي أنت؟
السائل : ... .
الشيخ : لماذا؟
السائل : ... .
الشيخ : لكن الحديث في الأخير ( ليس من البر الصيام في السفر ) ولم يقل مع المشقة؟
السائل : ... .
الشيخ : إيه، فهمتم يا جماعة؟ يقول نعم العبرة بعموم اللفظ فلا نقول إن الذي انتفى عنه البر هو هذا الشخص بعينه بل كل من شاركه في هذا المعنى داخل في الحديث وهذا صحيح وقد نبّه على هذا ابن دقيق العيد رحمه الله في شرح "العمدة" وهو واضح لمن تأمله فلا نقول كما استدل بعض العلماء بأنه يُكره الصوم في السفر لهذا الحديث نقول هذا الحديث مبني على سبب، سبب لمعنى مخصّص وهو المشقة. ثالث إذا شق شديدا.
السائل : يحرم الصوم.
الشيخ : يحرم؟
السائل : إذ شق مشقة شديدة.
الشيخ : إيه.
السائل : يلحقه ضرر.
الشيخ : نعم.
السائل : يحرم الصوم.
الشيخ : ما دليلك؟
السائل : الذي رواه مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم في عام الفتح أنه شق عليهم الصيام وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم وقيل له إنهم ينظرون ماذا تفعل فأخذ قدَحا من الماء وشرب بعد العصر والناس ينظرون.
الشيخ : اللهم صلي وسلم عليه.
السائل : فأفطر بعض الناس وبعضهم لازال صائما فأخبٍر بذلك قال ( أولئك العصاة أولئك العصاة ) .
الشيخ : أن النبي وصف الذين لم يُفطروا مع مشقة الصوم بأنهم عصاة أي جمع عاص والعاصي لا يكون إلا بإثم، طيب.

الشيخ : المريض حكم الصوم في حقه يا عبد الرحمان؟
السائل : فيه تفصيل.
الشيخ : فيه التفصيل ما هو؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا كان لا يرجى برؤه فإنه يُطعم عن كل يوم مسكينا، طيب، وإذا كان يرجى برؤه؟
السائل : ... .
الشيخ : مطلقا يُفطر، هاه؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا كان يشق عليه. لو قال لك قائل الأية مطلقة (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) وأنتم قلتم في السفر له الفطر وإن لم يشق عليه فقولوا في المرض له الفطر وإن لم يشق عليه حتى الإنسان الذي فيه زكام يسير نقول له أفطر، نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : فيه قول، طيب، هذه أحسن مما يُقال عن ابن جني فيه قولان. ابن جني يقولون هو رجل هو معروف عالم في النحو وله شيخ كبير العمامة أبوه من شيوخ العمائم ولا يعرف وكان الناس يسألونه فيُقال إنه قال له ابنه كلما قالوا لك قل فيه قولان لأنه ما تخلو مسألة من خلاف فقيل له أفي الله شك؟ قال فيه قولان، توّرط بهذا، الله ما فيه شك عز وجل ولا أحد يقول أنه فيه شك.
قالوا لما شافوه تورّط قالوا الحل عند ابنه، قال نعم، فيه قولان في إعرابه، في إعرابه قولان فبعض الناس الأن ينقدح في ذهنه أن المسألة فيها يعني تردّد فيقول فيها قولان.
السائل : ... .
الشيخ : وفيها قول لكن نريد ما هو القول الصحيح؟ يعني كيف يُجاب عن الأية لأن ظاهر الأية في الحقيقة يعني ظاهر الأية يحتمل لهذا القول أنه مجرد المرض يُبيح الفطر، طيب، أنت؟
السائل : ... ولكن الصحيح أنه لا يُفطر ... .
الشيخ : طيب، كيف نجيب عن مسألة السفر؟
السائل : بإثبات السنّة العملية أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصوم ويفطر في السفر ... .
الشيخ : والصحابة يصومون ويُفطرون ولولا هذا لقلنا إن السفر لا يجوز فيه الفطر إلا إذا كان فيه، في الصوم مشقة لكن لما رأينا الصحابة أفطروا بدون مشقة قلنا هكذا، طيب.
السائل : ... .
الشيخ : المرض؟ ما علمنا أحدا من السلف أفطر بأي مرض، المرض إذا كان الإنسان لا يتأثّر بالصوم ولا ... صداع يسير أو وجع ضرس يسير أو وجع عين يسير أو وجع أذن يسير أو وجع رِجْل أو ركبة أو ما أشبه ذلك، نقول أفطر؟ طيب. أظن انتهى الوقت وإلا نأخذ درس؟
السائل : ... .
الشيخ : أسئلة؟ طيب، يلا؟

الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم، قال رحمه الله تعالى " وإن نوى حاضر صوم يوم ثم سافر في أثنائه فله الفطر " الحاضر يجب عليه أن يصوم كما هو واضح فإذا سافر في أثناء اليوم فهل له أن يُفطر أو لا يُفطر؟ في هذه المسألة قولان لأهل العلم، القول الأول أن له أن يُفطر لكن بشرط كما سنذكره.
القول الثاني ليس له أن يُفطر. الأول هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وعلّلوا ذلك بعموم قوله تبارك وتعالى (( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر )) يعني فأفطر فعدة من أيام أخر وهذا الأن سافر وصار على سفر فيصدق عليه أنه ممن رُخِّص له في الفطر فيُفطر والقول الثاني علّلوا بأن الإنسان شرَع في صوْمٍ واجب فلزمه إتمامه كما لو شَرَع في القضاء فإنه يلزمه أن يُتِمّ وإن كان لولا شروعه لم يلزَمْه أن يصوم يعني مثلا إنسان عليه يوم من رمضان فقال أصومه غدًا أو بعد غد نقول أنت بالخيار، غدًا أو بعد غد لكن إذا صامه غدًا فهل له أن يُفطر في أثنائه ليصوم بعد غد؟ لا، فهذا مثله لكن الصحيح ما ذهب إليه المؤلف أن له أن يُفطر وقد جاءت السنّة بذلك والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم أنه إذا سافر في أثناء اليوم فله الفطر ولكن هل يُشترط أن يُفارق قريته أو إذا عزَم على السفر وارتحل فله أن يُفطر؟ في هذا أيضا قولان عن السلف والصحيح أنه لا يُفطر حتى يُفارق القرية لأنه لم يكن الأن على سفر ولكنه ناوٍ للسفر ولذلك لا يجوز أن يقْصُر الصلاة حتى يخرج من البلد فكذلك لا يجوز أن يُفطر حتى يخرج من البلد وإذا جاز أن يُفطر بعد السفر في أثناء اليوم فهل يُفطر بالأكل والشرب أو بأي مفطّر شاء؟ الجواب الثاني، له أن يفطر بالأكل والشرب وجماع أهله إذا كانوا معه بأي مفطر له أن يفعله.

الشيخ : ثم قال المؤلف " وإن أفطرت حامل أو مرضع خوفا على أنفسهما قضتاه فقط وعلى ولديهما قضتاه وأطعمتا لكل يوم مسكينا " "إن أفطرت حامل أو مرضع " إلى أخره أفادنا المؤلف رحمه الله أنه يجوز للحامل أن تفطر ويجوز للمرضع أن تفطر وإن لم تكونا مريضتين وذلك لأن الحامل يشق عليها الصوم من أجل الحمل لا سيما في أشهره الأخيرة ولأن صيامها ربما يؤثّر على نمُوّ الحمل إذا لم يكن في جسمها غذاء فربما يضمُر الحمل ويضعف وكذلك في المرضع هي سليمة صحيحة ما فيها شيء لكن إذا صامت ربما يقِلّ لبنُها فيتضرر بذلك الطفل لهذا كان من رحمة الله عز وجل بهما أن رخّصا لهم في الفطر ولكن إفطارهم قد يكون مراعاة لحالهما وقد يكون مراعاة لحال الولد الحمل أو الطفل وقد يكون مراعاة لحالهما مع الولد فما الحكم في الأحوال الثلاثة؟ نقول أما القضاء فلا بد منه، القضاء لا بد منه لأن الله تعالى فرَض الصيام على كل مسلم وقال في المريض والمسافر (( فعدة من أيام أخر )) مع أنهما مفطران بعذر فإذا لم يسقط القضاء عمن أفطر لعذر من مرض أو سفر فعدم سقوطه عمن أفطرت بس لمجرد الراحة من باب أولى فالقضاء لا بد منه ولكن الإطعام هل يلزم أو لا؟ ذكر المؤلف رحمه الله حالين فقال في الحال الأولى " وإن أفطرت حامل أو مرضع خوْفا على أنفسهما قضتاه فقط " أي قضتا الصوم فقط وقوله "فقط" هذه كلمة تعني أنه لا زيادة على ذلك وعلى ولديهِما قضتا وأطعمتا لكل يوم مسكينا فزاد هنا أنه في الحال التي يُفطران مراعاة للولد يلزمهما القضاء وأن يطعما عن كل يوم مسكينا أما القضاء فواضح لأنهما أفطرتا وأما الإطعام فلأنهما أفطرتا لمصلحة الغير فلزِمهما الإطعام وفيه أيضا قال ابن عباس رضي الله عنهما كانت رخصة للشيخ قوله (( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ )) قال " كانت رخصة للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة وهما يطيقان الصيام يُفطرا ويطعما لكل يوم مسكينا والمرضع والحبلى إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا " رواه أبو داود وروِي عن ابن عمر رضي الله عنه فعلى هذا يلزمهما -تمشي؟-.
السائل : أو أطعمتا.
الشيخ : نعم، لا، "وأطعمتا" فعلى هذا يلزمهما شيئان، الأول القضاء لأنهما أفطرتا والثاني الإطعام لأن فطرهما كان لمصلحة الغير، بقي حال ثالثة لم يذكرها المؤلف ما هي؟
السائل : ... .
الشيخ : إذا أفطرتا لمصلحتهما ومصلحة الولد الجنين أو الطفل فالمؤلف سكت عن ذلك رحمه الله ولكن المذهب انه يُغلّب جانب مصلحة الأم وعلى هذا فتقضيان فقط فيكون الإطعام في حال واحدة وهي إذا كان لمصلحة الغير، لمصلحة الولد الجنين أو الطفل وهذا أحد الأقوال في المسألة والقول الثاني أنه لا يلزمهما القضاء وإنما يلزمهما الإطعام فقط سواءٌ أفطرتا لمصلحتهما أو مصلحة الولد أو للمصلحتين جميعا واستدل قائل هذا القول بهذا الأثر، أثر ابن عباس " إذا خافتا على أولادهما أفطرتا وأطعمتا " ولم يذكر القضاء وبحديث أخر ( أن الله تعالى وضع الصيام عن الحبلى والمرضع ) وقال بعض العلماء يلزمهما القضاء فقط دون الإطعام وهذا القول أرجح الأقوال عندي لأن غاية ما يكون في حالهما أنهما كالمريض والمسافر فيلزمهما القضاء فقط وأما سكوت ابن عباس رضي الله عنهما في هذا الأثر عن القضاء فلأنه معلوم وأما ما ورد أن الله وضع عن الحبلى والمرضع الصيام فالمراد بذلك وجوب أداءه وعليه القضاء.

الشيخ : فإذا قال قائل أرأيتم لو أن شخصا أفطر لمصلحة الغير في غير هذه المسألة مثل أن يُفطر لإنقاذ غريق أو لإطفاء حريق فهل يلزمه القضاء والإطعام؟ نقول في هذا قولان للعلماء، منهم من قال يلزمهما القضاء والإطعام قياسًا على الحامل والمرضع ومنهم من قال لا يلزمه إلا القضاء فقط واستدل لذلك بأن النص إنما ورد في الحبلى والمرضع دون غيرهما ولكن قال الأخرون وإن ورد النص بذلك لكن القياس في هذه المسألة تام وهو أنه أفطر لمصلحة الغير والإفطار لمصلحة الغير له صور منها إنقاذ الغريق، لو أن رجلا رأى شخصا معصوما سقط في الماء وهو يقول لا أستطيع أن أخرجه إلا إذا شربت لأني عطشان، لا أستطيع أن أتحرك فنقول إيش؟ اشرب وأنقِذْه وكذلك في إطفاء الحريق لو قال أنا لا أستطيع أن أطفئ الحريق حتى أشرب قلنا لا بأس اشرب وأطفئ الحريق.
في هذه الحال إذا أخرج الغريق، إذا شرب وأخرج الغريق هل له أن يأكل ويشرب بقيّة اليوم؟ نعم؟
السائل : ... .
الشيخ : نعم، له أن يأكل ويشرب بقية اليوم لأن هذا الرجل أذِن له في فطر هذا اليوم وإذا أُذِن له في فطر هذا اليوم صار هذا اليوم في حقه ليس من الأيام التي يجب إمساكها فيبقى مفطرا إلى أخر النهار، طيب.
كذلك لو أن شخصا احتيج إلى دمِه بحيث أصيب رجل أخر في حادث ونزف دمه وقالوا إن دم هذا الصائم يصلح له وأنه إن لم يُستدرك هذا المريض قبل الغروب لمات فهل له أن يأذن في استخراج دمه من أجل إنقاذ المريض؟ نعم؟ له ذلك؟
السائل : نعم.
الشيخ : إي نعم، له ذلك وفي هذه الحال يُفطر بناء على القول الراجح أن ما ساوى الحجامة فهو مثلها وتعلمون الخلاف في هذه المسألة أن المذهب أنه لا يُفطر بإخراج الدم إلا بالحجامة فقط دون الفَصًد ودون الشرط لكن الصحيح أن ما كان بمعناها فهو مثلها، طيب.