سلسلة الهدى والنور-084
الشيخ محمد ناصر الالباني
سلسلة الهدى والنور
موعظة في تقوى الله عز وجل .
السائل : ... هذه ... ، والضيف يكرم ، ولكن نحن الحين عليه فلعله يتفضل مشكورا ، في كلمة بصيرة من آيات الله سبحانه وتعالى وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وشكر الله له ووفق الله الجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : ... لا عليك نحن ضيوف معكم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )). أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
من المعلوم لدى عامة المسلمين قول رب العالمين في كتابه الكريم (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، مع شهرة هذه الآية لدى عامة المسلمين ، فنقول آسفين ،إن أكثر هؤلاء المسلمين ، لا يتأثرون بها، ولا يقفون عند معناها ، ولا يتجاوبون مع نصها الصريح ، الذي يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، ومن أشهرها وأطمها وأعمها ابتلاء الأغنياء من المسلمين بإيداعهم لأموالهم في البنوك ، سواء ما كان منها يسمى ، بالبنوك الإسلامية أو غيرها ، ويزعمون بأنهم لا يستطيعون أن يودعوا أموالهم ، إلا في هذه البنوك محافظة عليها فأين هم وهذه الآية الكريمة ، (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))، والكلام في هذا الصدد طويل الذيل ، لكني أريد أن أذكر إخواننا الحاضرين لبعض الأحاديث الصحيحة التي يمكن اعتبارها تفسيرا لهذه الآية الكريمة ، كنماذج كيف يظهر أثر التقوى في صاحبها ، وكيف أن الله عز وجل ، يجد لصاحبها مخرجا ، من ذلك مثلا حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما وحديث النعمان بن بشير ، وغيرهما ، في الصحيحين وغيرهما أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال بينما ثلاثة نفر ، ممن كان قبلكم يمشون ) وقبل أن أتم لكم هذا الحديث وربنا إذا ما ساعدنا الوقت تابعناه أو أتبعناه بحديث آخر ، قبل ذلك أريد أن أذكر بأن القصص التي تتعلق بمن قبلنا من النصارى واليهود ممن يعرفون بأهل الكتاب وتعرف القصص التي تتعلق بهم بأنها إسرائيليات ، يجب أن نعلم أن هذه الإسرائيليات تنقسم إلى قسمين : قسم منها تحدث بها محمد صلى الله عليه وسلم ، والقسم الآخر تحدث بها الناس سواء كانوا من الذين أسلموا من أهل الكتاب أو من غيرهم ، هذا القسم الثاني ، هو الذي يعنيه الرسول عليه السلام بقوله ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) لكن القسم الأول الذي حدث به الرسول عليه الصلاة والسلام فهو من أحاديثه التي ينبغي لنا بعد أن ثبتت لدينا بالأسانيد الصحيحة ، أن نتلقاها بالقبول ، ولا يجوز لنا أن نتردد في روايتها ، بخلاف الروايات الإسرائيليات الأخرى التي ليست تنسب إلى نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح البخاري كما في صحيح البخاري من حديث ابن عمرو رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ... )، بلغوا عني أي حدثوا عني ولو آية ، وليس المقصود بلفظ الآية هنا ، الآية في العرف العام أي الآية الكريمة وإنما المقصود بها، ما هو أعم من ذلك أي الجملة، التي جاءتنا من طريق رسولنا صلى الله عليه وسلم ، سواء كانت آية كريمة ، أو حديثا نبويا ، فالحديث عام ، بكل ما يتعلق بالإسلام كتابا وسنة ، ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار )، إعلالا وتجاوبا منا مع هذا الحديث الصحيح ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ... )، فنحن نتحدث إليكم ببعض هذه القصص ، التي صحت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، منها قصة الثلاثة ، وهي في صحيح البخاري ومسلم ، قال عليه الصلاة والسلام ،( بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ، يمشون إذا أصابهم المطر فآووا إلى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء انظروا أعمالا صالحة عملتموها لله )، ويشترط في هذه الأعمال شرطان اثنان : صالحة أي مشروعة ، والشرط الثاني خالصة لله تبارك وتعالى، انظروا ( أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها )، أي توسلوا إلى الله بعمل صالح تعلمونه من أنفسكم ، أنه خرج من قلوبكم ، لوجه الله تبارك وتعالى ، لا تريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا ، فقام أحدهم وقال : ( ورفع يديه ، اللهم إن كنت تعلم ، أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت ، فبدأت بأبوي قبل بنيّ ، فنأى بي ذات يوم الشجر ، فما رجعت إلا وقد أمسيت ، فجئت إلى أبوي وحلبت كما كنت أحلب ، وجئت أبوي فوجدتهما قد ناما ، فقمت على رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون من الجوع عند قدمي )- تصور ما هذه الحالة وكيف كانت قال حتى أصبح الصباح ، وهو قائم عند رأس أبويه ، والحلاب يعني وعاء الحليب في يديه لا يتجرأ أن يوقظهما ويزعجهما بالإيقاظ ، ولا يتجرأ أن يسقي الصبية ، فيقدمهم على أبويه ، قال ( فلم يزل ذلك دأبي ، ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها ، فرجة نرى منها السماء ، فانزاحت الصخرة ) ما تفهمون أن الصخرة حجر صغير ، جبل انحط على الغار قطعة من الجبل لا يمكن لأحد أن يزحزحه إلا الله تبارك وتعالى ، لما أتم هذا الرجل ودعاه بقوله ( اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنها منها فرجة، نرى منها السماء فانزاحت الصخرة شيئا قليلا ، ولكن لا يستطيعون الخروج ، حتى قام الرجل الثاني فقال اللهم إنك تعلم أنه كان لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت منها نفسها فأبت ، حتى آتيها بمائة دينار ، فتعبت حتى جمعت لها مائة دينار ، فلما وقعت بين رجليها، قالت يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ) ... تصورا هذه الحالة الرجل ليس غنيا، ليس من هؤلاء الأغنياء البطرين ، الذين تخرج منهم الملايين ، ولا يحسون ولا يشعرون بها لكثرة أموالهم ، إنما هو رجل فقير ، لأنه يقول تعبت حتى جمعت لها مائة دينار ، ويجب أن تلاحظوا معي هذا التعب الذي أشار إليه لتعرفوا قيمة تركه لهذا المال وإعراضه عن قضاء شهوته التي اشتراها بهذا المال ، ( لما قالت له المرأة اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ، وتركت لها المائة دينار ، فإن كنت تعلم ، أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، ففرج عنا منها فرجة ، فانزاحت الصخرة ، بقدرة الله عز وجل ، شيئا قليلا ، لكن لما يستطيعوا الخروج حتى قام الرجل الثالث ، فقال اللهم إنك كنت تعلم أني كنت استأجرت أجيرا على فرق من أرز كيل ، من أرز فلما قضى عمله ، عرضت عليه فرقه فرغب عنه ، في بعض الروايات الأخرى استقله ، وطلب أكثر مما سبق مع صاحب العمل ، قال هذا الرجل ، فلم أزل أزرعه ، أخذ هذا الفرق من الأرز ، قال فلم أزل أزرعه ، حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ثم جاءني ، ألمت به سنة جدب فتذكر أن له عند فلان فرقا من أرز فجاءه بعد سنين طويلة ، قال: يا فلان اتق الله ، وأعطني حقي ، يعني الفرق من الأرز ، قال : انظر إلى تلك البقر اذهب وخذها ، قال : يا عبد الله اتق الله ولا تستهزئ بي فإنما لي عندك فرق من أرز، قال: اذهب وخذها ، فإنما تلك البقر من ذاك الفرق، فذهب واستاقها لقمة سائغة بقر ورعيان من أثر فرق من أرز ، قال: اللهم إن كنت تعلم ، أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، ففرج عنا ما بقي ، ففرج الله عنهم ما بقي وخرجوا من ذلك الغار )، هذا (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))، حديث آخر من هذه الأحاديث التي تحدث بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، عن من كانوا من قبلنا من اليهود والنصارى ، قال عليه السلام ، والحديث هذا في صحيح البخاري ، ( جاء رجل ممن قبلكم إلى غني ، فقال له أقرضني مائة دينار ، قال هات الكفيل ، قال الله الكفيل ، قال هات الشهيد ، قال الله الشهيد ، فنقده مائة دينار ذهب أحمر )، بناء على هذه الكلمة ، هذه الكلمة في بعض البلاد العربية كسوريا والأردن يعبرون عنها بالدروشة ، أو جذبة أو لا أدري ماذا تقولون عنها، .
السائل : الله ويه .
الشيخ : آه ، الله ويه تمام لا شهيد ولا كفيل إلا الله ، تبارك وتعالى يبدوا أن كلا من المستقرض والمقرض ، على قاعدة الطيبون للطيبين، إن الطيور على أشكالها تقع في عندنا رجل غني ، تجاوب مع هذا القول ، ونقده مائة دينار ، لا كفيل ولا شهيد إلا رب العالمين ، تبارك وتعالى ، ( وافترقا على ميعاد يوم معلوم للوفاء ، وانطلق المستقرض في البحر ضاربا ، وعمل ما شاء الله وحل اليوم الموعود ، وهو لا يستطيع أن يحضر البلد التي فيها الغني ، فماذا فعل أخذ خشبة ونقرها وحفرها ، ودك فيها مائة دينار ذهب أحمر ، ثم حشرها حشرا ، ثم جاء إلى ساحل البحر ، فقال اللهم أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ، ورمى الخشبة في البحر )، من يفعل هذا ؟ هو المتوكل على الله ، اتكالا ليس بعده اتكال ، ( الله تبارك وتعالى بقدرته ، وحكمته أمر الأمواج أن تسوق هذه الخشبة، حتى تصل إلى البلدة التي فيها الغني ، ويخرج الغني لتلقى المستقرض منه، في اليوم الموعود ، وينتظر وينتظر عبثا ، لكنه يرى الخشبة ، تتقاذفها الأمواج بين يديه ، وتتلاعب بها فألهم أن يأخذها بيده وإذا هي ثقيلة وازنه، لما أخذها إلى داره وكسرها ، إنهار أمامه مائة دينار ، ذهب فعجب لهذا الأمر ، ثم جاءه الرجل المستقرض - تأملوا الآن كيف هذا الرجل مخلص- وأنه يعلم أنه عمل عملا فوق الأسباب الكونية هو فعل هذا وليس عنده وحي يوحى إليه ، بأننا نحن نطمئن أن نوصل هذه المائة دينار إلى الدائن ولهذا تجاهل كل ما فعل ، ومائة دينار ، نقده مائة دينار يدا بيد ، فعجب ذلك الرجل فقص عليه قصة الخشبة وكيف أنه تلقاها من البحر ، قال له والله أنا الذي فعلت ذلك ، ولأني لما شعرت بأن الموعد قد حان ، وحل الأجل وإني عاجز عن الوفاء بالوعد ، فعلت ما فعلت ، وتوكلت على الله تبارك وتعالى قال له) -انظروا كيف الطيبون للطيبين- ، ( بارك الله لك في مالك ، وأعاد عليه المائة دينار ، واكتفي بالمئة دينار التي أرسلها الله إليه ) ، معجزة من معجزات الله الباقية، أليس هذا مثال واضح للآية السابقة (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، هذا الحديث الصحيح في البخاري معناه أن الله عز وجل سخر البحر ، لهذا المؤمن التقي الورع ، مثل هذا الحديث الثالث وبه ننهي هذه الكلمة ، هذا الحديث الثالث رواه الإمام مسلم في صحيحه ، الأحاديث الثلاثة كلها صحيحة بحمد الله وفضله ، الحديث الأول ، متفق عليه بين الشيخين ، البخاري ومسلم ، حديث الغار ، الحديث الثاني رواه البخاري الحديث الثالث الآتي ، رواه مسلم قال بإسناده الصحيح ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل ممن كان قبلكم، يمشي في فلاة من الأرض صحراء ، إذ سمع صوتا من السحاب ، يخاطب السحاب يقول له ، اسق أرض فلان، فلان بن فلان - اسم من أسماء بني آدم في ذلك الزمان- صوت خارق للعادات من السماء ، ولاحظ هذا الرجل بأن السحاب اتجه وجهة معينة ، فسار والسحاب ، إلى أن وجد السحاب يلقي مشحونه من المطر في حديقة ، فأطل فيها ، فوجد رجلا يعمل فيها بالمنكاش أو المسحاة ، فسلم عليه فرد عليه السلام وتعجب منه ، لأنه ليس من تلك البلاد ، هو رجل غريب، فسأله كيف عرفت ، فقص عليه القصة أنه بينما يمشي ، سمع صوتا من السحاب ، اسق أرض فلان فسرت والسحاب ، حتى وصلت إليك فعرفت أنك أنت المقصود بذاك الخطاب ، فبما نلت هذه المنقبة، وحظيت بهذه الفضيلة ، قال لا أدري ، إنما أنا عندي هذه الأرض ، أزرعها ثم أحصدها، فأجعل حصيدها ، ثلاثة أثلاثا ، ثلث ، أنفقه على نفسي وأهلي ، ثلث أعيده إلى أرضي ، والثلث الثالث أتصدق به ، على جيراني والفقراء الذين من حولي ، قال فبهذا استحققت هذه الفضيلة من الله تبارك وتعالى )، فانظروا الآن ، كيف الله عز وجل سخر السحاب لهذا المؤمن ولأنه يقوم بواجب نفسه وأهله وواجب أرضه وواجب جيرانه ، نحن اليوم ضعف إيماننا ،ولم نعد نثق بأن المسلم إذا كان عنده ألوف مؤلفة من الدراهم أو الدنانير ، أن الله عز وجل يحفظها له ، بطريقة من الطرق التي هو أدرى بها من البشر عادة ، وهذا لا يعني أن لا يتخذ المسلم الأسباب ، أسباب صيانة ماله والمحافظة عليه وكما أقول في كثير من المناسبات كهذه المناسبة ، هل من الضروري أن الغني يرفع راية ، حيث وضع ماله وحفظه ليعرف الناس أن هنا مال مكنوز بالملايين ، حتى يأتي ، عليه أن يتعاطى الأسباب ويتوكل على رب الأرباب ، كهذا الرجل أدّراكه الوقت ولم يستطع أن يأتي في اليوم الموعود ليفي ما عليه من الدين ، لم يقل هكذا اللهم وفيّ عني الدين ، لكن تحرك وتعاطى السبب ولو كان السبب هذا غير سبب كوني طبيعي ، فالله عز وجل وفى عنه بهذه الطريقة العجيبة ، لذلك نحن بحاجة إلى أن نحي الإيمان ، الذي مات أو كاد أن يموت من قلوبنا ، لنتمكن من الاستغناء عن التعامل بالربا ، والتعامل مع البنوك ، ولكي نستغني عن الاعتذار ، بإيداعنا لأموالنا ، في هذه البنوك فنستحق بذلك لعنة الله والعياذ بالله ، الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الصحيح ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) ، فلا ينبغي للمسلم الغني أن يظن أنه لا مسؤولية عليه إذا أودع ماله في البنك ، أي بنك كان ، ويظن أنه يحسن صنعا حين ، يقول أنا لا آخذ الربا ، هو ينسى أنه يوكل الربا غيره ، فسواء أكل أو أطعم ، كل ذلك محرم أشد التحريم ، بدليل هذا الحديث ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يوفقنا لاتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يحلينا بحلية التقوى، ونكون بذلك يومئذ من الناجين ، يوم نلقى الله تبارك وتعالى ،يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين .
السائل : شكر الله لكم .
الشيخ : ... لا عليك نحن ضيوف معكم .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ))، (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )). أما بعد : فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
من المعلوم لدى عامة المسلمين قول رب العالمين في كتابه الكريم (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، مع شهرة هذه الآية لدى عامة المسلمين ، فنقول آسفين ،إن أكثر هؤلاء المسلمين ، لا يتأثرون بها، ولا يقفون عند معناها ، ولا يتجاوبون مع نصها الصريح ، الذي يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، والأمثلة على ذلك كثيرة ، ومن أشهرها وأطمها وأعمها ابتلاء الأغنياء من المسلمين بإيداعهم لأموالهم في البنوك ، سواء ما كان منها يسمى ، بالبنوك الإسلامية أو غيرها ، ويزعمون بأنهم لا يستطيعون أن يودعوا أموالهم ، إلا في هذه البنوك محافظة عليها فأين هم وهذه الآية الكريمة ، (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))، والكلام في هذا الصدد طويل الذيل ، لكني أريد أن أذكر إخواننا الحاضرين لبعض الأحاديث الصحيحة التي يمكن اعتبارها تفسيرا لهذه الآية الكريمة ، كنماذج كيف يظهر أثر التقوى في صاحبها ، وكيف أن الله عز وجل ، يجد لصاحبها مخرجا ، من ذلك مثلا حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ، رضي الله عنهما وحديث النعمان بن بشير ، وغيرهما ، في الصحيحين وغيرهما أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم ( قال بينما ثلاثة نفر ، ممن كان قبلكم يمشون ) وقبل أن أتم لكم هذا الحديث وربنا إذا ما ساعدنا الوقت تابعناه أو أتبعناه بحديث آخر ، قبل ذلك أريد أن أذكر بأن القصص التي تتعلق بمن قبلنا من النصارى واليهود ممن يعرفون بأهل الكتاب وتعرف القصص التي تتعلق بهم بأنها إسرائيليات ، يجب أن نعلم أن هذه الإسرائيليات تنقسم إلى قسمين : قسم منها تحدث بها محمد صلى الله عليه وسلم ، والقسم الآخر تحدث بها الناس سواء كانوا من الذين أسلموا من أهل الكتاب أو من غيرهم ، هذا القسم الثاني ، هو الذي يعنيه الرسول عليه السلام بقوله ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) لكن القسم الأول الذي حدث به الرسول عليه الصلاة والسلام فهو من أحاديثه التي ينبغي لنا بعد أن ثبتت لدينا بالأسانيد الصحيحة ، أن نتلقاها بالقبول ، ولا يجوز لنا أن نتردد في روايتها ، بخلاف الروايات الإسرائيليات الأخرى التي ليست تنسب إلى نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول في صحيح البخاري كما في صحيح البخاري من حديث ابن عمرو رضي الله عنه ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ... )، بلغوا عني أي حدثوا عني ولو آية ، وليس المقصود بلفظ الآية هنا ، الآية في العرف العام أي الآية الكريمة وإنما المقصود بها، ما هو أعم من ذلك أي الجملة، التي جاءتنا من طريق رسولنا صلى الله عليه وسلم ، سواء كانت آية كريمة ، أو حديثا نبويا ، فالحديث عام ، بكل ما يتعلق بالإسلام كتابا وسنة ، ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب عليّ متعمدا ، فليتبوأ مقعده من النار )، إعلالا وتجاوبا منا مع هذا الحديث الصحيح ( بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ... )، فنحن نتحدث إليكم ببعض هذه القصص ، التي صحت نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، منها قصة الثلاثة ، وهي في صحيح البخاري ومسلم ، قال عليه الصلاة والسلام ،( بينما ثلاثة نفر ممن كان قبلكم ، يمشون إذا أصابهم المطر فآووا إلى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم، فقال بعضهم لبعض يا هؤلاء انظروا أعمالا صالحة عملتموها لله )، ويشترط في هذه الأعمال شرطان اثنان : صالحة أي مشروعة ، والشرط الثاني خالصة لله تبارك وتعالى، انظروا ( أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله بها )، أي توسلوا إلى الله بعمل صالح تعلمونه من أنفسكم ، أنه خرج من قلوبكم ، لوجه الله تبارك وتعالى ، لا تريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا ، فقام أحدهم وقال : ( ورفع يديه ، اللهم إن كنت تعلم ، أنه كان لي أبوان شيخان كبيران وامرأتي وكان لي صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت حلبت ، فبدأت بأبوي قبل بنيّ ، فنأى بي ذات يوم الشجر ، فما رجعت إلا وقد أمسيت ، فجئت إلى أبوي وحلبت كما كنت أحلب ، وجئت أبوي فوجدتهما قد ناما ، فقمت على رؤوسهما أكره أن أوقظهما من نومهما، وأكره أن أسقي الصبية قبلهما ، والصبية يتضاغون من الجوع عند قدمي )- تصور ما هذه الحالة وكيف كانت قال حتى أصبح الصباح ، وهو قائم عند رأس أبويه ، والحلاب يعني وعاء الحليب في يديه لا يتجرأ أن يوقظهما ويزعجهما بالإيقاظ ، ولا يتجرأ أن يسقي الصبية ، فيقدمهم على أبويه ، قال ( فلم يزل ذلك دأبي ، ودأبهم حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنا منها ، فرجة نرى منها السماء ، فانزاحت الصخرة ) ما تفهمون أن الصخرة حجر صغير ، جبل انحط على الغار قطعة من الجبل لا يمكن لأحد أن يزحزحه إلا الله تبارك وتعالى ، لما أتم هذا الرجل ودعاه بقوله ( اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ففرج عنها منها فرجة، نرى منها السماء فانزاحت الصخرة شيئا قليلا ، ولكن لا يستطيعون الخروج ، حتى قام الرجل الثاني فقال اللهم إنك تعلم أنه كان لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء، فطلبت منها نفسها فأبت ، حتى آتيها بمائة دينار ، فتعبت حتى جمعت لها مائة دينار ، فلما وقعت بين رجليها، قالت يا عبد الله اتق الله، ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ) ... تصورا هذه الحالة الرجل ليس غنيا، ليس من هؤلاء الأغنياء البطرين ، الذين تخرج منهم الملايين ، ولا يحسون ولا يشعرون بها لكثرة أموالهم ، إنما هو رجل فقير ، لأنه يقول تعبت حتى جمعت لها مائة دينار ، ويجب أن تلاحظوا معي هذا التعب الذي أشار إليه لتعرفوا قيمة تركه لهذا المال وإعراضه عن قضاء شهوته التي اشتراها بهذا المال ، ( لما قالت له المرأة اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقمت عنها ، وتركت لها المائة دينار ، فإن كنت تعلم ، أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، ففرج عنا منها فرجة ، فانزاحت الصخرة ، بقدرة الله عز وجل ، شيئا قليلا ، لكن لما يستطيعوا الخروج حتى قام الرجل الثالث ، فقال اللهم إنك كنت تعلم أني كنت استأجرت أجيرا على فرق من أرز كيل ، من أرز فلما قضى عمله ، عرضت عليه فرقه فرغب عنه ، في بعض الروايات الأخرى استقله ، وطلب أكثر مما سبق مع صاحب العمل ، قال هذا الرجل ، فلم أزل أزرعه ، أخذ هذا الفرق من الأرز ، قال فلم أزل أزرعه ، حتى جمعت منه بقرا ورعاءها ثم جاءني ، ألمت به سنة جدب فتذكر أن له عند فلان فرقا من أرز فجاءه بعد سنين طويلة ، قال: يا فلان اتق الله ، وأعطني حقي ، يعني الفرق من الأرز ، قال : انظر إلى تلك البقر اذهب وخذها ، قال : يا عبد الله اتق الله ولا تستهزئ بي فإنما لي عندك فرق من أرز، قال: اذهب وخذها ، فإنما تلك البقر من ذاك الفرق، فذهب واستاقها لقمة سائغة بقر ورعيان من أثر فرق من أرز ، قال: اللهم إن كنت تعلم ، أني فعلت ذلك ابتغاء مرضاتك ، ففرج عنا ما بقي ، ففرج الله عنهم ما بقي وخرجوا من ذلك الغار )، هذا (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ))، حديث آخر من هذه الأحاديث التي تحدث بها نبينا صلوات الله وسلامه عليه ، عن من كانوا من قبلنا من اليهود والنصارى ، قال عليه السلام ، والحديث هذا في صحيح البخاري ، ( جاء رجل ممن قبلكم إلى غني ، فقال له أقرضني مائة دينار ، قال هات الكفيل ، قال الله الكفيل ، قال هات الشهيد ، قال الله الشهيد ، فنقده مائة دينار ذهب أحمر )، بناء على هذه الكلمة ، هذه الكلمة في بعض البلاد العربية كسوريا والأردن يعبرون عنها بالدروشة ، أو جذبة أو لا أدري ماذا تقولون عنها، .
السائل : الله ويه .
الشيخ : آه ، الله ويه تمام لا شهيد ولا كفيل إلا الله ، تبارك وتعالى يبدوا أن كلا من المستقرض والمقرض ، على قاعدة الطيبون للطيبين، إن الطيور على أشكالها تقع في عندنا رجل غني ، تجاوب مع هذا القول ، ونقده مائة دينار ، لا كفيل ولا شهيد إلا رب العالمين ، تبارك وتعالى ، ( وافترقا على ميعاد يوم معلوم للوفاء ، وانطلق المستقرض في البحر ضاربا ، وعمل ما شاء الله وحل اليوم الموعود ، وهو لا يستطيع أن يحضر البلد التي فيها الغني ، فماذا فعل أخذ خشبة ونقرها وحفرها ، ودك فيها مائة دينار ذهب أحمر ، ثم حشرها حشرا ، ثم جاء إلى ساحل البحر ، فقال اللهم أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ، ورمى الخشبة في البحر )، من يفعل هذا ؟ هو المتوكل على الله ، اتكالا ليس بعده اتكال ، ( الله تبارك وتعالى بقدرته ، وحكمته أمر الأمواج أن تسوق هذه الخشبة، حتى تصل إلى البلدة التي فيها الغني ، ويخرج الغني لتلقى المستقرض منه، في اليوم الموعود ، وينتظر وينتظر عبثا ، لكنه يرى الخشبة ، تتقاذفها الأمواج بين يديه ، وتتلاعب بها فألهم أن يأخذها بيده وإذا هي ثقيلة وازنه، لما أخذها إلى داره وكسرها ، إنهار أمامه مائة دينار ، ذهب فعجب لهذا الأمر ، ثم جاءه الرجل المستقرض - تأملوا الآن كيف هذا الرجل مخلص- وأنه يعلم أنه عمل عملا فوق الأسباب الكونية هو فعل هذا وليس عنده وحي يوحى إليه ، بأننا نحن نطمئن أن نوصل هذه المائة دينار إلى الدائن ولهذا تجاهل كل ما فعل ، ومائة دينار ، نقده مائة دينار يدا بيد ، فعجب ذلك الرجل فقص عليه قصة الخشبة وكيف أنه تلقاها من البحر ، قال له والله أنا الذي فعلت ذلك ، ولأني لما شعرت بأن الموعد قد حان ، وحل الأجل وإني عاجز عن الوفاء بالوعد ، فعلت ما فعلت ، وتوكلت على الله تبارك وتعالى قال له) -انظروا كيف الطيبون للطيبين- ، ( بارك الله لك في مالك ، وأعاد عليه المائة دينار ، واكتفي بالمئة دينار التي أرسلها الله إليه ) ، معجزة من معجزات الله الباقية، أليس هذا مثال واضح للآية السابقة (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) ، هذا الحديث الصحيح في البخاري معناه أن الله عز وجل سخر البحر ، لهذا المؤمن التقي الورع ، مثل هذا الحديث الثالث وبه ننهي هذه الكلمة ، هذا الحديث الثالث رواه الإمام مسلم في صحيحه ، الأحاديث الثلاثة كلها صحيحة بحمد الله وفضله ، الحديث الأول ، متفق عليه بين الشيخين ، البخاري ومسلم ، حديث الغار ، الحديث الثاني رواه البخاري الحديث الثالث الآتي ، رواه مسلم قال بإسناده الصحيح ، عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( بينما رجل ممن كان قبلكم، يمشي في فلاة من الأرض صحراء ، إذ سمع صوتا من السحاب ، يخاطب السحاب يقول له ، اسق أرض فلان، فلان بن فلان - اسم من أسماء بني آدم في ذلك الزمان- صوت خارق للعادات من السماء ، ولاحظ هذا الرجل بأن السحاب اتجه وجهة معينة ، فسار والسحاب ، إلى أن وجد السحاب يلقي مشحونه من المطر في حديقة ، فأطل فيها ، فوجد رجلا يعمل فيها بالمنكاش أو المسحاة ، فسلم عليه فرد عليه السلام وتعجب منه ، لأنه ليس من تلك البلاد ، هو رجل غريب، فسأله كيف عرفت ، فقص عليه القصة أنه بينما يمشي ، سمع صوتا من السحاب ، اسق أرض فلان فسرت والسحاب ، حتى وصلت إليك فعرفت أنك أنت المقصود بذاك الخطاب ، فبما نلت هذه المنقبة، وحظيت بهذه الفضيلة ، قال لا أدري ، إنما أنا عندي هذه الأرض ، أزرعها ثم أحصدها، فأجعل حصيدها ، ثلاثة أثلاثا ، ثلث ، أنفقه على نفسي وأهلي ، ثلث أعيده إلى أرضي ، والثلث الثالث أتصدق به ، على جيراني والفقراء الذين من حولي ، قال فبهذا استحققت هذه الفضيلة من الله تبارك وتعالى )، فانظروا الآن ، كيف الله عز وجل سخر السحاب لهذا المؤمن ولأنه يقوم بواجب نفسه وأهله وواجب أرضه وواجب جيرانه ، نحن اليوم ضعف إيماننا ،ولم نعد نثق بأن المسلم إذا كان عنده ألوف مؤلفة من الدراهم أو الدنانير ، أن الله عز وجل يحفظها له ، بطريقة من الطرق التي هو أدرى بها من البشر عادة ، وهذا لا يعني أن لا يتخذ المسلم الأسباب ، أسباب صيانة ماله والمحافظة عليه وكما أقول في كثير من المناسبات كهذه المناسبة ، هل من الضروري أن الغني يرفع راية ، حيث وضع ماله وحفظه ليعرف الناس أن هنا مال مكنوز بالملايين ، حتى يأتي ، عليه أن يتعاطى الأسباب ويتوكل على رب الأرباب ، كهذا الرجل أدّراكه الوقت ولم يستطع أن يأتي في اليوم الموعود ليفي ما عليه من الدين ، لم يقل هكذا اللهم وفيّ عني الدين ، لكن تحرك وتعاطى السبب ولو كان السبب هذا غير سبب كوني طبيعي ، فالله عز وجل وفى عنه بهذه الطريقة العجيبة ، لذلك نحن بحاجة إلى أن نحي الإيمان ، الذي مات أو كاد أن يموت من قلوبنا ، لنتمكن من الاستغناء عن التعامل بالربا ، والتعامل مع البنوك ، ولكي نستغني عن الاعتذار ، بإيداعنا لأموالنا ، في هذه البنوك فنستحق بذلك لعنة الله والعياذ بالله ، الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في الحديث الصحيح ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) ، فلا ينبغي للمسلم الغني أن يظن أنه لا مسؤولية عليه إذا أودع ماله في البنك ، أي بنك كان ، ويظن أنه يحسن صنعا حين ، يقول أنا لا آخذ الربا ، هو ينسى أنه يوكل الربا غيره ، فسواء أكل أو أطعم ، كل ذلك محرم أشد التحريم ، بدليل هذا الحديث ( لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ) ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا وأن يوفقنا لاتباع كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم ، وأن يحلينا بحلية التقوى، ونكون بذلك يومئذ من الناجين ، يوم نلقى الله تبارك وتعالى ،يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، والحمد لله رب العالمين .
السائل : شكر الله لكم .
التعامل مع البنوك الربوية .؟
السائل : هناك سرقات كثيرة .
الشيخ : نفس الكلام يا أخي .
السائل : نفس الكلام ويعتبر أننا نساعدهم .
الشيخ : ما فيه ضرورة للتعامل بالربا أبدا .
السائل : يعني فقط أودع مالي فقط .
الشيخ : يا أخي هذا تعامل بارك الله فيك ، نبهنا على هذا ، لا يكفي أن تقول أنا لا آكل الربا ، فيكفي أنك توكل الربا غيرك ، تطعم الربا غيرك هذا المال الذي أنت تودعه في البنك ، ماذا يفعل به صاحب البنك ؟
السائل : يرابي به .
الشيخ : فإذا أنت كنت السبب يعني ولا مؤاخذة لو تفكرنا الآن أي بنك في الدنيا رأس ماله عملاؤه ، لو أن هؤلاء العملاء صاحبوا رؤوس أموالهم ، أفلس البنك ، لا يستطيع أن يستمر إذا البنك يقوم على إيداع المتعاملين معه أموالهم عنده فهذه مساعدة وأكبر مساعدة .
الشيخ : نفس الكلام يا أخي .
السائل : نفس الكلام ويعتبر أننا نساعدهم .
الشيخ : ما فيه ضرورة للتعامل بالربا أبدا .
السائل : يعني فقط أودع مالي فقط .
الشيخ : يا أخي هذا تعامل بارك الله فيك ، نبهنا على هذا ، لا يكفي أن تقول أنا لا آكل الربا ، فيكفي أنك توكل الربا غيرك ، تطعم الربا غيرك هذا المال الذي أنت تودعه في البنك ، ماذا يفعل به صاحب البنك ؟
السائل : يرابي به .
الشيخ : فإذا أنت كنت السبب يعني ولا مؤاخذة لو تفكرنا الآن أي بنك في الدنيا رأس ماله عملاؤه ، لو أن هؤلاء العملاء صاحبوا رؤوس أموالهم ، أفلس البنك ، لا يستطيع أن يستمر إذا البنك يقوم على إيداع المتعاملين معه أموالهم عنده فهذه مساعدة وأكبر مساعدة .
تحويل المال عن طريق البنك ما حكمه .؟
السائل : وإن كان مجرد تحويل ؟
الشيخ : مجرد تحويل هذا لا بأس ، لكن نحن نتكلم عن الإيداع .
السائل : إذا كان وضعها في البنوك الإسلامية .
الشيخ : إيش البنوك الإسلامية ؟
السائل : إذا كنت يا شيخ تعبان اجعل لك الكرسي هنا .
الشيخ : لا ما فيه تعب إن شاء الله
السائل : تكملة السؤال الأول يا شيخ حديث العترة ؟
الشيخ : مجرد تحويل هذا لا بأس ، لكن نحن نتكلم عن الإيداع .
السائل : إذا كان وضعها في البنوك الإسلامية .
الشيخ : إيش البنوك الإسلامية ؟
السائل : إذا كنت يا شيخ تعبان اجعل لك الكرسي هنا .
الشيخ : لا ما فيه تعب إن شاء الله
السائل : تكملة السؤال الأول يا شيخ حديث العترة ؟
ما معنى آل البيت في كثير من الأحاديث ؟ وما هي الطريقة الصحيحة لفهم النصوص .؟
السائل : إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله وأهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض جميعا ، فالإشكال من من أهل البيت كلهم أو بعضهم ، ثم يعني الواقع يخالف هذا ، يعني تفرقوا في بعض الأماكن وفي بعض الأحوال ... ( أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم يه كتاب الله ) ، ( وعترتي أهل بيتي ) وفي الثالث ، أحدهم ( ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) ؟
الشيخ : قبل الإجابة عن هذا السؤال مباشرة أريد أن أذكر إخواننا على طريقة فهم النصوص ، هذه الطريقة هي أنه إذا أراد طالبا العالم أن يفهم نصا من نصوص الشريعة ، فلا ينبغي أن يصب بحثه وفكره في هذا النص فقط وحده ، وإنما عليه أن يستحضر كل النصوص التي تتعلق والتي تساعده على فهم النص فهما صحيحا ، حينما قال عز وجل (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ... )) أفادت هذه الآية إنه لا يجوز للمسلم ، أن يفهم حكما شرعيا ، من آية فقط بل لا بد له أن يستحضر إن كان هناك في السنة شيء ، توضح المراد من الآية التي يريد فهمها ، لأننا نعلم جميعا ، باعتبارنا طلاب علم، أن هناك من النصوص ما هو عام مطلق ، وما هو عام مخصص ، وما هو نص مطلق ، وما هو مقيد ، وما هو ناسخ ومنسوخ ونحو ذلك لا تتبين هذه الوجوه التي ذكرناها ، إلا بجمع النصوص الواردة في المسألة ، وأنا أضرب في سبيل ذلك مثالا واحدا فقط، ثم أذكر الإجابة في صلب السؤال ، لو أن سائلا سأل حافظا للقرآن الكريم ، ودارسا له ، لكن لا علم عنده بالسنة ، سأله فقال له ما حكم السمك الميت ؟ هل يجوز أكله أم لا ، هو فيما يحفظ من كتاب الله ، فيجد فيه صراحة (( حرمت عليكم الميتة ))، فيجيب بناء على هذه الآية ، أن السمك الميت حرام ، كذلك لو سئل عن الجراد الميت ، فسيقول حراما بدليل الآية في القرآن ، لكنه لو كان ضم إلى هذه الآية بعض الأحاديث التي وردت في صدد تخصيصها أو تقييدها ، مثل الحديث المعروف بالسنن ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( أحلت لنا ميتتان ودمان ، الحوت والجراد والكبد والطحال ) ، حينئذ ستتغير فتواه وسيتغير جوابه ، ويقول السمك الميت حلال ، والجراد حلال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنزل القرآن عليه ببيانه ، قد بيّن أن هذه ليست على عمومها وشمولها هي عامة إلا في السمك والجراد فيما يتعلق بالميتة هكذا يجب أن ننظر حينما نريد أن نفهم نصا في الكتاب والسنة الآن بعد هذا المثال نعود إلى الحديث أنت سألت سؤالا ومع ذلك بنيت عليه إشكالا ، قلت هل المراد عموم العترة كيف يستطيع المسلم أن يفهم بل كيف يجوز له أن يتساءل هل المراد هنا في الحديث عترتي كل العترة الصالحون منهم والطالحون وهو القائل في الحديث الصحيح في صحيح مسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )، ثم إذا استثنينا من العترة هنا الذين خرجوا عن هدي صاحب العترة ، وأساس العترة وهو الرسول عليه السلام ، ننظر إذا كان هناك من العترة صالحين ، ولكنهم ليسوا من العلماء فهل يقصدون بمثل هذا النص ؟ في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الجواب لا يستوون ، إذا يجب على المسلم حينما يسمع مثل هذا الحديث ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله و، وعترتي ) وفي رواية أخرى ( وسنتي ) ، هي مفسرة لعترتي ، لأن المقصود بالعترة هنا ، بعد هذا البيان ، ليس كل عترة أولا صالحيهم وطالحيهم ، وليس كل الصالحين منهم ، علماءهم وجهالهم ، وإنما المقصود بهم علماءهم حينئذاك تجد أن قوله عليه السلام في الحديث الآخر ، الذي نحن نصححه وسنتي تفسير لعترتي ، أي عترتي هم المتمسكون بسنتي ، هكذا تفسر الروايات ، تفسر روايات بعضها ببعض ، وهذا ما صرح به كثير من أهل المتقدمين من أهل العلم ، وفي الكتاب الذي أشرت إليه سابقا سلسلة الأحاديث الصحيحة ، توسعت في تخريج الحديث أولا وبينت له من الطرق ما خفي على هذا الدكتور
ثانيا : تعرضت للإجابة عن هذه الشبهة التي يستغلها الشيعة ويتهجمون لها على أهل السنة ولا سبيل لهم إلى ذلك إذا كان أهل السنة أهل علم وفضل فنقلت عن أبي جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الآثار هذا المعني الذي أوردته لكم آنفا أن المقصود بالعترة ، هم علماء أهل البيت ، هم علماء أهل البيت ، حينئذ فلا إشكال ، حينئذ أمر الرسول عليه السلام ، باتباع العترة كأمر الرسول صلى عليه السلام باتباع الخلفاء الراشدين في الحديث المعروف ، من حديث العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله ، قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وليّ عليكم عبد حبشي ، وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا إليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ، فكما أمر باتباع الخلفاء الراشدين لأنهم أهل علم وفضل ، كذلك أمر باتباع العترة والمعنى كما عرفتم، أهل العلم والصلاح منهم - بسم الله - لعله زال الإشكال إن شاء الله ؟
الشيخ : قبل الإجابة عن هذا السؤال مباشرة أريد أن أذكر إخواننا على طريقة فهم النصوص ، هذه الطريقة هي أنه إذا أراد طالبا العالم أن يفهم نصا من نصوص الشريعة ، فلا ينبغي أن يصب بحثه وفكره في هذا النص فقط وحده ، وإنما عليه أن يستحضر كل النصوص التي تتعلق والتي تساعده على فهم النص فهما صحيحا ، حينما قال عز وجل (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ... )) أفادت هذه الآية إنه لا يجوز للمسلم ، أن يفهم حكما شرعيا ، من آية فقط بل لا بد له أن يستحضر إن كان هناك في السنة شيء ، توضح المراد من الآية التي يريد فهمها ، لأننا نعلم جميعا ، باعتبارنا طلاب علم، أن هناك من النصوص ما هو عام مطلق ، وما هو عام مخصص ، وما هو نص مطلق ، وما هو مقيد ، وما هو ناسخ ومنسوخ ونحو ذلك لا تتبين هذه الوجوه التي ذكرناها ، إلا بجمع النصوص الواردة في المسألة ، وأنا أضرب في سبيل ذلك مثالا واحدا فقط، ثم أذكر الإجابة في صلب السؤال ، لو أن سائلا سأل حافظا للقرآن الكريم ، ودارسا له ، لكن لا علم عنده بالسنة ، سأله فقال له ما حكم السمك الميت ؟ هل يجوز أكله أم لا ، هو فيما يحفظ من كتاب الله ، فيجد فيه صراحة (( حرمت عليكم الميتة ))، فيجيب بناء على هذه الآية ، أن السمك الميت حرام ، كذلك لو سئل عن الجراد الميت ، فسيقول حراما بدليل الآية في القرآن ، لكنه لو كان ضم إلى هذه الآية بعض الأحاديث التي وردت في صدد تخصيصها أو تقييدها ، مثل الحديث المعروف بالسنن ألا وهو قوله صلى الله عليه وسلم ( أحلت لنا ميتتان ودمان ، الحوت والجراد والكبد والطحال ) ، حينئذ ستتغير فتواه وسيتغير جوابه ، ويقول السمك الميت حلال ، والجراد حلال ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي أنزل القرآن عليه ببيانه ، قد بيّن أن هذه ليست على عمومها وشمولها هي عامة إلا في السمك والجراد فيما يتعلق بالميتة هكذا يجب أن ننظر حينما نريد أن نفهم نصا في الكتاب والسنة الآن بعد هذا المثال نعود إلى الحديث أنت سألت سؤالا ومع ذلك بنيت عليه إشكالا ، قلت هل المراد عموم العترة كيف يستطيع المسلم أن يفهم بل كيف يجوز له أن يتساءل هل المراد هنا في الحديث عترتي كل العترة الصالحون منهم والطالحون وهو القائل في الحديث الصحيح في صحيح مسلم ( من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه )، ثم إذا استثنينا من العترة هنا الذين خرجوا عن هدي صاحب العترة ، وأساس العترة وهو الرسول عليه السلام ، ننظر إذا كان هناك من العترة صالحين ، ولكنهم ليسوا من العلماء فهل يقصدون بمثل هذا النص ؟ في القرآن الكريم (( هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )) الجواب لا يستوون ، إذا يجب على المسلم حينما يسمع مثل هذا الحديث ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله و، وعترتي ) وفي رواية أخرى ( وسنتي ) ، هي مفسرة لعترتي ، لأن المقصود بالعترة هنا ، بعد هذا البيان ، ليس كل عترة أولا صالحيهم وطالحيهم ، وليس كل الصالحين منهم ، علماءهم وجهالهم ، وإنما المقصود بهم علماءهم حينئذاك تجد أن قوله عليه السلام في الحديث الآخر ، الذي نحن نصححه وسنتي تفسير لعترتي ، أي عترتي هم المتمسكون بسنتي ، هكذا تفسر الروايات ، تفسر روايات بعضها ببعض ، وهذا ما صرح به كثير من أهل المتقدمين من أهل العلم ، وفي الكتاب الذي أشرت إليه سابقا سلسلة الأحاديث الصحيحة ، توسعت في تخريج الحديث أولا وبينت له من الطرق ما خفي على هذا الدكتور
ثانيا : تعرضت للإجابة عن هذه الشبهة التي يستغلها الشيعة ويتهجمون لها على أهل السنة ولا سبيل لهم إلى ذلك إذا كان أهل السنة أهل علم وفضل فنقلت عن أبي جعفر الطحاوي في كتابه مشكل الآثار هذا المعني الذي أوردته لكم آنفا أن المقصود بالعترة ، هم علماء أهل البيت ، هم علماء أهل البيت ، حينئذ فلا إشكال ، حينئذ أمر الرسول عليه السلام ، باتباع العترة كأمر الرسول صلى عليه السلام باتباع الخلفاء الراشدين في الحديث المعروف ، من حديث العرباض بن سارية قال ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله ، قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن وليّ عليكم عبد حبشي ، وإنه من يعيش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا إليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) ، فكما أمر باتباع الخلفاء الراشدين لأنهم أهل علم وفضل ، كذلك أمر باتباع العترة والمعنى كما عرفتم، أهل العلم والصلاح منهم - بسم الله - لعله زال الإشكال إن شاء الله ؟
هل يدل حديث ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترة أهل بيتي ) هل يدل هذا الحديث على أن علماء أهل البيت لا يجتمعون على ضلالة .؟
السائل : نعم ، بقي شيء فهل يجوز هذا الحديث على أنه لا يجتمع أهل البيت كلهم على ضلالة ، بل يكون بعض منهم لابد على الحق ، يعني هل هذا الحديث يدل على ذلك كما ذكر بعض العلماء ؟
الشيخ : لا يعرج على هذا المعنى لكن إذا عرفت المعنى السابق فهو يستثني غير العاملين بالكتاب والسنة وغير العالمين به فهو يقصد به أهل العلم منهم والصالحين منهم فقط ، أما ...
السائل : هنا يقول ابن تيمية ،بأن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة ؟
الشيخ : كالمسلمين كلهم يجتمعون على ضلالة ؟
السائل : لا حاشا
الشيخ : لا تجتمع أمتي على ضلالة ، فشأنهم في ذلك شأن الأمة، فهي طائفة من الأمة ، نعم .
السائل : في المعنى نفسه حديث علي رضي الله عنه ، أنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دوننا ، قال إلا شيئا في جرابي ؟
السائل : فيه حديث كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خاطب فاطمة رضي الله عنها فقال ( يا فاطمة خذ من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا ) هذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغني عن أهل البيت إذا ما كانوا على سيرته وطريقته ... .
الشيخ : هذا صحيح فيه أحاديث كثيرة في هذا الصدد ، نعم غيره .
الشيخ : لا يعرج على هذا المعنى لكن إذا عرفت المعنى السابق فهو يستثني غير العاملين بالكتاب والسنة وغير العالمين به فهو يقصد به أهل العلم منهم والصالحين منهم فقط ، أما ...
السائل : هنا يقول ابن تيمية ،بأن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة ؟
الشيخ : كالمسلمين كلهم يجتمعون على ضلالة ؟
السائل : لا حاشا
الشيخ : لا تجتمع أمتي على ضلالة ، فشأنهم في ذلك شأن الأمة، فهي طائفة من الأمة ، نعم .
السائل : في المعنى نفسه حديث علي رضي الله عنه ، أنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دوننا ، قال إلا شيئا في جرابي ؟
السائل : فيه حديث كذلك الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خاطب فاطمة رضي الله عنها فقال ( يا فاطمة خذ من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا ) هذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يغني عن أهل البيت إذا ما كانوا على سيرته وطريقته ... .
الشيخ : هذا صحيح فيه أحاديث كثيرة في هذا الصدد ، نعم غيره .
5 - هل يدل حديث ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وعترة أهل بيتي ) هل يدل هذا الحديث على أن علماء أهل البيت لا يجتمعون على ضلالة .؟ أستمع حفظ
ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
السائل : موالد الرسول عليه السلام ، وقد شاعت في هذه البلاد ، بينما هي شائعة في بلدان أخرى أكثر من هذه البلاد وأكثر ما ينكرون على من ينكر هذه الموالد ، هم أكثرهم يدعون أنهم من أهل البيت ، أو ينتسبون لأهل البيت وبعضهم يسيئون للعلماء أو طلبة العلم ، فما رأيك بهذا بارك الله فيك ؟
الشيخ : نحن والحمد لله ندعو لاتباع الكتاب والسنة ، والابتعاد عن كل بدعة ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته في خطبه ، وفي مواعظه أن يفتتح الكلام ، بخطبة الحاجة التي سمعتموها في المسجد والتي فيها ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله في كتابه العظيم - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - " أنه لا يجوز أن يؤول كلام الرسول عليه السلام ، الذي يكرره على مسامع الناس ، وعلى مجامع الناس، على وتيرة واحدة ، دائما وأبدا هو يسمعهم هذه الكلمة العامة ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) "، فلا يجوز أن يؤول مثل هذا الكلام ، فيقال لا هذا من العام المخصوص ، أي الرسول يقول ( كل بدعة ضلالة ) أولئك يقولون لا ليس كل بدعة ضلالة ، كيف يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تكراره واعتياده أن يقول هذه الكلمة الطيبة ، في كل الخطب ، خطبة جمعة أو خطبة عيد أو مناسبة أخرى ، كيف يعقل أن يكرر هذه الجملة ، ثم لا يلفت نظر السامعين أن هذا العموم ، ليس على عمومه وشموله ، هذا لا يليق أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فقوله عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كقوله عليه السلام من حيث العموم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) لا يتصور أن عاقلا مسلما يقول لا ، ليس كل مسكر خمر ، وليس كل خمر حرام ، رسول الله يقول كل مسكر خمر وأنت تقول ، ليس كل مسكر خمر ، هذا محاداة ومشاقة لله والرسول ، كما قال تعالى (( ومن يشاقق الرسول ، من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))، ولذلك فهذا الحديث الذي كرره الرسول عليه السلام وتفنن - إن صح التعبير - بعبارات أخرى ، كلها تؤدي إلى هذا العموم ، كحديث البخاري ومسلم ، مثلا عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذه الأحاديث الكثيرة والكثيرة جدا ، التيتدل أولا على ذم كل بدعة وأنه لا يستثنى من البدعة الضلالة شيء على هذا الفهم جرى سلفنا الصالح ، مثلا صح عن عبد الله بن عمر ، توضيح التعليم وكأنه رحمه الله نظر إلى البعيد الى مثل زمننا هذا ، فرد عليهم ، فقال ( كل بدعة ضلالة ؟ وإن رآها الناس حسنة )، ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة )، كلام صحابي يفسر لنا هذه الجملة العامة الشاملة ويبين أنها على عمومها وشمولها ، وأنه لا تقييد فيها ، ولكن الناس فيما بعد ، قد يستحسنون أشياء فيجب أن يعلموا أن كل بدعة ضلالة دون أي استثناء هذا ابن عمر كما يقال اليوم ، يضع النقاط على الحروف، يطبق هذا الكلام عمليا فكان في مجلس ، لما عطس رجل ، فقال هذا العاطس " الحمد لله والصلاة على رسول الله "، فقال ابن عمر ، هذا أسلوب في الواقع يجب أن ننبه إخواننا إليه ، يجب أن نقتدي به ، انظروا ماذا فعل معه ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله "، أحدنا ماذا يفعل اليوم ؟ لا تصل على الرسول ، هذا بدعة ، صحيح هذا بدعة ، لكن الأسلوب ينبغي أن يكون حكيما ناعما كأسلوب ابن عمر هذا شاركه في القول ، أنا أقول أحيانا لإخواننا هناك في سوريا والأردن ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد الله والصلاة وعلى رسول الله"، فالشيطان يرجع فيقول له ما أنت وهابي تنكر الصلاة على الرسول ولو أنه ما فيه وهابية يومئذ ، لكن هكذا اليوم يفعلون ، فيقولون مثلا من جهلهم ومن ضلالهم أن ابن تيمية وهابي ، وهو قبل محمد بن عبد الوهاب بقرون ، ذلك من جهلهم وضلالهم ، وعلى سبيل الترويح عن النفس وقع معه أغرب من ذلك كان في الجامعة السورية في دمشق أستاذ في الجامعة نصراني ، يمكن تسمعوا فيه ، اسمه فارس الخوري يعلم يدرس التاريخ ، ومع ذلك مع الأسف كان يدرس التاريخ الإسلامي لكن الحقيقة كان نصرانيا مثقفا ، وكأنه كان متأثرا بعض التأثر بالإسلام ، جاء دور تحدثه عن تاريخ الحركة الوهابية في نجد ، فتحدث طويلا بالتاريخ الحقيقي لحركة محمد بن عبد الوهاب ، هذا التاريخ الذي يجهله كثير من مشايخ المسلمين مع الأسف اليوم ، ماذا قال أحد الطلاب المضللين من المشايخ هناك قال يظهر أن الأستاذ وهابي ، وهو نصراني ... لماذا ؟ لأنه يتكلم حقائق تاريخية عن الحركة ، حركة محمد بن عبد الوهاب ، الشاهد ابن عمر يقول لذلك العاطس ، : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ، لكن ما هكذا علمنا رسول الله " فلا ينبغي أن يندفع الإنسان ليقول له لا تصل على الرسول ، والصلاة على الرسول بدعة ، لا شاركه في المبدأ العام ، أظهر له إيمانك وحبك للرسول عليه السلام والصلاة على الرسول ، لكن ألفت النظر إلى خطئه ، إلى استدراكه على نبيه ، لأنه لو كان وضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا المكان لشرعه ذلك ربنا على لسان نبيا صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عنه في الحديث الصحيح ، ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ، إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه ) ، فماذا قال ابن عمر : " أنا أقول معك الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل الحمد لله رب العالمين ، وفي رواية الحمد لله على كل حال "، إذا ابن عمر الذي قال كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ، طبقها ها هنا ، لأن هذا العاطس لم ير شيئا في أن يضم إلى حبه لربه ، الصلاة على نبيه ، استحسن ذلك فوجه نظره ابن عمر إلى أن هذه زيادة تزيدها عليّ وكأنك تستدرك على نبيك الذي علمك آداب العطاس ، فلا تزد وقل كما علمنا الرسول عليه السلام .
مثل ذلك أثر آخر في مسند الإمام أحمد الأثر السابق عن ابن عمر في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم ،أثر آخر في مسند الإمام أحمد من طريق سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يلبي في الحج ، فيقول : " لك لبيك ذا الفواضل "، قال: " إنه لذا الفواضل ، لكن ما هكذا كنا نلبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول لبيك اللهم لبيك "، أيضا هذا وافقه أن الله عز وجل ذا الفواضل ، لكن الرسول ما علمنا إلا أن نقول لبيك اللهم لبيك، آثار وآثار كثيرة جدا كلها تتجاوب مع عموم قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) والبحث في هذا لو أفردنا فيه ربما يأخذ معنا ساعات في الحقيقة ، لكن حسبنا هذا القدر لكي ندخل إلى صلب الموضوع ، لنقول هذا الذي تسمونه بالاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن نقول هذا الاحتفال ، إما أن يكون خيرا ولا أقول إما يكون شرا ، لا حسبي أن أقول إأما أن يكون خيرا ، وبعبارة أخرى إما أن يكون عبادة أوليس بعبادة ، فإذا كان عبادة هل يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته وهو المأمور بقول ربه (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالتك ، والله يعصمك من الناس )) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين في قصة طويلة لسنا بصددها : " ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تبارك وتعالى (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب )) ، ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت قوله تعالى (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) قالت: ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه ، فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت الآية السابقة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ... ) إلى آخرها ، وقالت : " وهذه فائدة " ، ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم قول ربه (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) .. ) ، فيه معاتبة من الله لرسوله فلو كان كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، لكن حاشاه أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة فجزاه الله تبارك وتعالى خير الجزاء عن هذه الأمة فإن كان الاحتفال بالمولد النبوي كما يقولون خيرا فلا بد أن الرسول عليه السلام ، قد بلغ هذا الخير إلى الأمة ، ثم إن بلغ هذا الخير إلى الأمة ، من الذي سيبادر إلى العمل به ، لاشك أن أسرع الناس هم أصحابه الذين فدوه بأرواحهم وأموالهم ، وكذلك من بعدهم التابعون واتباعهم الذين تحدث عنهم الرسول عليه السلام ، في الحديث الصحيح المتواتر حين قال ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .. ) من المتفق بين المسلمين جميعا ، سنيهم وبدعيهم أن القرون الثلاثة لا تعرف هذا الاحتفال فيا سبحان الله ، كيف يخفى هذا الخير على هذه القرون الثلاثة ، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم ، وانتهاء بآخر عالم، في القرن الثالث للهجري ، الذي هو من القرون الخيرية ، المشهود لها بلسان خير البرية ، هذا أمر مستحيل أن يكون خير ، نحن نسبقهم إليه، بل الأمر كما يقول علماء السنة ، لو كان خيرا لسبقونا إليه ، أريد أن أذكر شيئا تأكيدا لأثر معروف ، عن بعض السلف ويرويه ، بعضهم حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يصح إسناده ( وهو ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة )، هذا مرفوع لا يصح لكنه ورد عن بعض السلف ، لكن هذا المعنى نلمسه لمس اليد ، المعنى صحيح ، " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "، نحن نضرب على هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا ، يكفينا مثال واحد في بلادنا نحن ، يدخل أحدنا المسجد ، يأتي الميضأة فيجد صاحبه يتوضأ ماذا يقول له ، زمزم طيب ، بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول حق المسلم على المسلم إذا لقيته تسلم عليه ، طاح السلام ذهب حل محله البدعة ، يلقي صاحبه بعد الصلاة يقول له تقبل الله ، أخي قول له السلام عليكم إلا ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ، وهذا ما أصاب هؤلاء المحتفلين بهذا المولد المبتدع ، أنا أقول عندنا احتفالان بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أحدهما سنة والآخر بدعة تمسك الناس بالبدعة وأهملوا السنة ، ما هو الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ، وما هو الدليل عليه جاء في صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين )، يوم الاثنين تعلمون أنه يوم ميلاد الرسول عليه السلام ، ( ما تقول في صيام يوم الاثنين ، قال: ) في الجواب على أسلوب الحكيم ضمن الجواب .
الشيخ : نحن والحمد لله ندعو لاتباع الكتاب والسنة ، والابتعاد عن كل بدعة ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته في خطبه ، وفي مواعظه أن يفتتح الكلام ، بخطبة الحاجة التي سمعتموها في المسجد والتي فيها ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله في كتابه العظيم - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - " أنه لا يجوز أن يؤول كلام الرسول عليه السلام ، الذي يكرره على مسامع الناس ، وعلى مجامع الناس، على وتيرة واحدة ، دائما وأبدا هو يسمعهم هذه الكلمة العامة ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) "، فلا يجوز أن يؤول مثل هذا الكلام ، فيقال لا هذا من العام المخصوص ، أي الرسول يقول ( كل بدعة ضلالة ) أولئك يقولون لا ليس كل بدعة ضلالة ، كيف يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تكراره واعتياده أن يقول هذه الكلمة الطيبة ، في كل الخطب ، خطبة جمعة أو خطبة عيد أو مناسبة أخرى ، كيف يعقل أن يكرر هذه الجملة ، ثم لا يلفت نظر السامعين أن هذا العموم ، ليس على عمومه وشموله ، هذا لا يليق أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فقوله عليه الصلاة والسلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كقوله عليه السلام من حيث العموم ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) لا يتصور أن عاقلا مسلما يقول لا ، ليس كل مسكر خمر ، وليس كل خمر حرام ، رسول الله يقول كل مسكر خمر وأنت تقول ، ليس كل مسكر خمر ، هذا محاداة ومشاقة لله والرسول ، كما قال تعالى (( ومن يشاقق الرسول ، من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ))، ولذلك فهذا الحديث الذي كرره الرسول عليه السلام وتفنن - إن صح التعبير - بعبارات أخرى ، كلها تؤدي إلى هذا العموم ، كحديث البخاري ومسلم ، مثلا عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذه الأحاديث الكثيرة والكثيرة جدا ، التيتدل أولا على ذم كل بدعة وأنه لا يستثنى من البدعة الضلالة شيء على هذا الفهم جرى سلفنا الصالح ، مثلا صح عن عبد الله بن عمر ، توضيح التعليم وكأنه رحمه الله نظر إلى البعيد الى مثل زمننا هذا ، فرد عليهم ، فقال ( كل بدعة ضلالة ؟ وإن رآها الناس حسنة )، ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة )، كلام صحابي يفسر لنا هذه الجملة العامة الشاملة ويبين أنها على عمومها وشمولها ، وأنه لا تقييد فيها ، ولكن الناس فيما بعد ، قد يستحسنون أشياء فيجب أن يعلموا أن كل بدعة ضلالة دون أي استثناء هذا ابن عمر كما يقال اليوم ، يضع النقاط على الحروف، يطبق هذا الكلام عمليا فكان في مجلس ، لما عطس رجل ، فقال هذا العاطس " الحمد لله والصلاة على رسول الله "، فقال ابن عمر ، هذا أسلوب في الواقع يجب أن ننبه إخواننا إليه ، يجب أن نقتدي به ، انظروا ماذا فعل معه ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله "، أحدنا ماذا يفعل اليوم ؟ لا تصل على الرسول ، هذا بدعة ، صحيح هذا بدعة ، لكن الأسلوب ينبغي أن يكون حكيما ناعما كأسلوب ابن عمر هذا شاركه في القول ، أنا أقول أحيانا لإخواننا هناك في سوريا والأردن ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد الله والصلاة وعلى رسول الله"، فالشيطان يرجع فيقول له ما أنت وهابي تنكر الصلاة على الرسول ولو أنه ما فيه وهابية يومئذ ، لكن هكذا اليوم يفعلون ، فيقولون مثلا من جهلهم ومن ضلالهم أن ابن تيمية وهابي ، وهو قبل محمد بن عبد الوهاب بقرون ، ذلك من جهلهم وضلالهم ، وعلى سبيل الترويح عن النفس وقع معه أغرب من ذلك كان في الجامعة السورية في دمشق أستاذ في الجامعة نصراني ، يمكن تسمعوا فيه ، اسمه فارس الخوري يعلم يدرس التاريخ ، ومع ذلك مع الأسف كان يدرس التاريخ الإسلامي لكن الحقيقة كان نصرانيا مثقفا ، وكأنه كان متأثرا بعض التأثر بالإسلام ، جاء دور تحدثه عن تاريخ الحركة الوهابية في نجد ، فتحدث طويلا بالتاريخ الحقيقي لحركة محمد بن عبد الوهاب ، هذا التاريخ الذي يجهله كثير من مشايخ المسلمين مع الأسف اليوم ، ماذا قال أحد الطلاب المضللين من المشايخ هناك قال يظهر أن الأستاذ وهابي ، وهو نصراني ... لماذا ؟ لأنه يتكلم حقائق تاريخية عن الحركة ، حركة محمد بن عبد الوهاب ، الشاهد ابن عمر يقول لذلك العاطس ، : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ، لكن ما هكذا علمنا رسول الله " فلا ينبغي أن يندفع الإنسان ليقول له لا تصل على الرسول ، والصلاة على الرسول بدعة ، لا شاركه في المبدأ العام ، أظهر له إيمانك وحبك للرسول عليه السلام والصلاة على الرسول ، لكن ألفت النظر إلى خطئه ، إلى استدراكه على نبيه ، لأنه لو كان وضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا المكان لشرعه ذلك ربنا على لسان نبيا صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عنه في الحديث الصحيح ، ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ، إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه ) ، فماذا قال ابن عمر : " أنا أقول معك الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل الحمد لله رب العالمين ، وفي رواية الحمد لله على كل حال "، إذا ابن عمر الذي قال كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ، طبقها ها هنا ، لأن هذا العاطس لم ير شيئا في أن يضم إلى حبه لربه ، الصلاة على نبيه ، استحسن ذلك فوجه نظره ابن عمر إلى أن هذه زيادة تزيدها عليّ وكأنك تستدرك على نبيك الذي علمك آداب العطاس ، فلا تزد وقل كما علمنا الرسول عليه السلام .
مثل ذلك أثر آخر في مسند الإمام أحمد الأثر السابق عن ابن عمر في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم ،أثر آخر في مسند الإمام أحمد من طريق سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يلبي في الحج ، فيقول : " لك لبيك ذا الفواضل "، قال: " إنه لذا الفواضل ، لكن ما هكذا كنا نلبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول لبيك اللهم لبيك "، أيضا هذا وافقه أن الله عز وجل ذا الفواضل ، لكن الرسول ما علمنا إلا أن نقول لبيك اللهم لبيك، آثار وآثار كثيرة جدا كلها تتجاوب مع عموم قوله عليه السلام ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) والبحث في هذا لو أفردنا فيه ربما يأخذ معنا ساعات في الحقيقة ، لكن حسبنا هذا القدر لكي ندخل إلى صلب الموضوع ، لنقول هذا الذي تسمونه بالاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن نقول هذا الاحتفال ، إما أن يكون خيرا ولا أقول إما يكون شرا ، لا حسبي أن أقول إأما أن يكون خيرا ، وبعبارة أخرى إما أن يكون عبادة أوليس بعبادة ، فإذا كان عبادة هل يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته وهو المأمور بقول ربه (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالتك ، والله يعصمك من الناس )) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين في قصة طويلة لسنا بصددها : " ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تبارك وتعالى (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب )) ، ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت قوله تعالى (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) قالت: ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه ، فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت الآية السابقة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ... ) إلى آخرها ، وقالت : " وهذه فائدة " ، ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم قول ربه (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) .. ) ، فيه معاتبة من الله لرسوله فلو كان كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، لكن حاشاه أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة فجزاه الله تبارك وتعالى خير الجزاء عن هذه الأمة فإن كان الاحتفال بالمولد النبوي كما يقولون خيرا فلا بد أن الرسول عليه السلام ، قد بلغ هذا الخير إلى الأمة ، ثم إن بلغ هذا الخير إلى الأمة ، من الذي سيبادر إلى العمل به ، لاشك أن أسرع الناس هم أصحابه الذين فدوه بأرواحهم وأموالهم ، وكذلك من بعدهم التابعون واتباعهم الذين تحدث عنهم الرسول عليه السلام ، في الحديث الصحيح المتواتر حين قال ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .. ) من المتفق بين المسلمين جميعا ، سنيهم وبدعيهم أن القرون الثلاثة لا تعرف هذا الاحتفال فيا سبحان الله ، كيف يخفى هذا الخير على هذه القرون الثلاثة ، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم ، وانتهاء بآخر عالم، في القرن الثالث للهجري ، الذي هو من القرون الخيرية ، المشهود لها بلسان خير البرية ، هذا أمر مستحيل أن يكون خير ، نحن نسبقهم إليه، بل الأمر كما يقول علماء السنة ، لو كان خيرا لسبقونا إليه ، أريد أن أذكر شيئا تأكيدا لأثر معروف ، عن بعض السلف ويرويه ، بعضهم حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يصح إسناده ( وهو ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة )، هذا مرفوع لا يصح لكنه ورد عن بعض السلف ، لكن هذا المعنى نلمسه لمس اليد ، المعنى صحيح ، " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "، نحن نضرب على هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا ، يكفينا مثال واحد في بلادنا نحن ، يدخل أحدنا المسجد ، يأتي الميضأة فيجد صاحبه يتوضأ ماذا يقول له ، زمزم طيب ، بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول حق المسلم على المسلم إذا لقيته تسلم عليه ، طاح السلام ذهب حل محله البدعة ، يلقي صاحبه بعد الصلاة يقول له تقبل الله ، أخي قول له السلام عليكم إلا ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ، وهذا ما أصاب هؤلاء المحتفلين بهذا المولد المبتدع ، أنا أقول عندنا احتفالان بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أحدهما سنة والآخر بدعة تمسك الناس بالبدعة وأهملوا السنة ، ما هو الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ، وما هو الدليل عليه جاء في صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين )، يوم الاثنين تعلمون أنه يوم ميلاد الرسول عليه السلام ، ( ما تقول في صيام يوم الاثنين ، قال: ) في الجواب على أسلوب الحكيم ضمن الجواب .
اضيفت في - 2004-08-16