تتمة فوائد حديث عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفنا منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
الشيخ : وكلاهما أي : كلا المعنيين لازم للآخر ، فإن المعمول إذا كان مخلوقًا لله لزم أن يكون العمل الذي حصل به المعمول مخلوقًا لله ، طيب إذن لا بد من الإيمان بهذه الأركان الأربعة ، فهل الأمة الإسلامية التي تستقبل القبلة هل اتفقت عليها ؟ لا ، اختلفت فيها ما بين غالٍ فيها وجافٍ ما بين مفرّط ومفرط ، غلا فيها الجبرية ، أثبتوا كل هذه المراتب الأربع لكن مع القول بالجبر ، أي : أن الإنسان مجبر على فعله ليس له أي اختيار ولا إرادة ، حتى إنهم - أعني غلاتهم - جعلوا فعل العبد نفس فعل الله ، ولا شك أن هذا منكر من القول وزور ، وأن هذا يؤدي بكل سهولة إلى القول بوحدة الوجود ، فهو درجة سهلة قصيرة المدى ، غير وعرة الصعود للقول بوحدة الوجود ، إذا قالوا : فعل الإنسان هو فعل الله ، ما بقي إلا أن نقول : والإنسان هو الله ، هؤلاء يقولون الإنسان مجبور على عمله وليس له اختيار فيه ، ولا فرق بين شخص يلقى من السطح قهرًا عليه وآخر ينزل من السطح درجة درجة ، لا فرق بينهما الكل يفعل بغير اختيار ، فقيل لهم : هذا يستلزم أن يكون الله ظالمًا ، حيث يجبر العبد على فعل السيئات ويعاقبه عليها ، قالوا : إن الله ليس بظالم ، إذا فعل هذا فليس بظالم ، لأن الكل ملكه ، وإذا عذب المطيع فقد تصرف في ملكه ، والمتصرف في ملكه لا يكون ظالمًا ، واضح ؟ هذا كلامهم ، لكن هذا غير صحيح ، لأن نقول : كل عاقل يعرف أنه لو كان أحدٌ يقول : افعل كذا وأعطيك عليه عشرة دراهم ، ففعل ، ولم يعطه عشرة الدراهم ، هل يكون هذا ظالمًا له ؟ نعم كل عاقل يقول هذا ظلم ، حتى لو كان ملكه عبده ، فإنه يكون ظالمًا له لأنه وعده فأخلفه ، والطائفة الثانية تطرفت بإثبات إرادة العبد وقالوا : إن الإنسان مستقلٌّ بعمله ، إرادة وفعلًا ، وليس لله فيه أدنى علاقة ، وهؤلاء هم القدرية مجوس الأمة ، وقد مرّ علينا في الحديث الأول أن غلاتهم قالوا : إن الأمر أنف يعني مستأنف ، ولا علم لله تعالى بما يفعله العباد إلّا إذا وقع علم الله ذلك ، أما أهل السنة والجماعة فآمنوا بهذه المراتب الأربع التي ذكرناها ، وآمنوا بأن للعبد اختيارًا وإرادة ، وأن الإنسان يعرف الفرق بين الفعل الذي يجبر عليه والفعل الذي يفعله باختياره ، حتى إن الله أسقط العقوبة وأسقط حكم الفعل عمن أكره عليه ، أعظم الذنوب الكفر ، وإذا أكره الإنسان عليه فإنه لا يترتب عليه حكم ولا يترتب عليه عقوبة ، ومن فوائد الحديث : أن الإحسان أعلى مراتب الإيمان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وصفه بأن تعبد الله كأنك تراه ، وهذه عبادة الشوق والطلب ، لأن الذي يعبد الله كأنه يراه مشتاق لهذا الذي يتصور أنه يراه ، ويطلبه ، وهي أعلى من مرتبة الهرب ، ولهذا قال : فإن لم تكن تراه فإنه يراك فخف منه ، فالأول مرتبة الطلب والثانية مرتبة الهرب ، فعليه يكون الإحسان درجتين : أولاهما أعلاهما ، وهي أن تعبد الله كأنك تراه ، والدرجة الثانية وهي دونها : فإن لم تكن تراه يعني ولم تعبده على هذا الوصف فإنه يراك فخف منه ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الساعة لا يعلم متى تأتي إلّا الله ، فلا يعلم بها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وأقرب الملائكة فيما نعلم جبريل عليه السلام كما قال تعالى : (( إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش )) فوصفه بأنه عند الله ، لأنه هو صاحب العرش جل وعلا ، والرسول محمد صلى الله عليه وسلم أفضل رسل الله ، فهذا الملك المقرب وهذا النبي المرسل لا يعلمان عن الساعة ، ولهذا قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ، وعليه فمن ادّعى أن علم الساعة فإنه كاذب ، ومن صدّقه فإنه كافر ، والأول كاذب كافر الذي يدعي علم الساعة ، والذي يصدقه كافر ، مصدق بالكفر والعياذ بالله ، فلا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله سبحانه وتعالى ، وما نشر في الجريدة جريدة روز اليوسف في عددها الصادر قبل عدد أو عددين فإنه كفرٌ ، حيث قالوا عن بعض السفهاء من الغربيين إنه سوف تقوم الساعة على تمام الألفين يعني باقي سبع سنوات أو شبهها ، كل هذا كذب وكفر والمصدق به يكون كافرًا ، طيب ومن فوائد هذا الحديث : أن للساعة أشراطًا وعلامات ، ولهذا قال : أخبرني عن أماراتها ، أي : علاماتها الدالة على قربها ، وقد ألّف العلماء رحمهم الله الكتب والرسائل في أشراط الساعة ، لكن وردت في أشراط الساعة أحاديث ضعاف من حيث السند ، إلا أنها من حيث الواقع قوية لأن الواقع يصدقها ويشهد لها ، ولهذا يجب الاحتراز ، لكن الأشراط الصحيحة هي على صحتها ، من جملتها : كثرة الهرج ، يعني : القتل ، ولم أعلم أنه كثر القتل في الأيام الأخيرة مثل كثرته هذه الأيام ، الآن القتال في الجمهوريات التي كانت جمهوريات سوفيتية في الأول ، وكذلك أيضًا في البوسنة والهرسك ، وكذلك أيضًا في الصومال ، وفي مواطن كثيرة ، فالإنسان يتعجب سبحان الله العظيم من كثرة القتل مع أنهم لا يدري القاتل فيم قتل ولا المقتول فيما قتل ، شيء في النفوس يجيش ثم يقدم كل واحد على القتال ، ومن فوائد هذا الحديث : أن من أماراتها أن تلد الأمة ربتها ، كيف تلد الأمة ربتها ؟ أشكل على بعض العلماء هذا اللفظ ما معناه ؟ فقيل : المعنى أن الأمة تكون تحت الملك ملك من الملوك ، فيطؤها ، فتلد أنثى جارية ، هذه الجارية بنت الملك ، فهي بالنسبة لأمها سيدة لها ، فولدت الأمة ربتها ، وقيل : إن المراد بذلك الجنس ، ليس المراد أمة معينة تلد بنتًا للملك فتكون سيدة لها ، بل المراد الجنس ، أي : أن أبناء الإماء يكونون أسيادًا وملوكًا ، وهو كناية عن كثرة الأموال ووفرتها بدليل قوله : وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ، أربعة أوصاف كلها تدل على الفقر ، ثم بعد ذلك : يتطاولون في البنيان ، فهذان نوعان من أشراط الساعة ، الحفاة : الذين ليس عليهم نعال ، العراة : ليس عليهم ثياب ، عالة : فقراء ، رعاء الشاء : ما عندهم حضارة ، ليسوا بحضر ، بل بدو ومع ذلك يأتون إلى الحاضرة ويتطاولون في البنيان ، وهذه الأوصاف واقعة ، يعني : كان ناس في البادية في الأول تجد الصبي يرعى الغنم ، تجده عاريًا ليس عليه ثياب إطلاقًا ، حافيًا ، وأبوه فقير ، وهو أيضًا فقير ثم تحوّلت الأمور حتى تحضر هؤلاء البادية وصاروا يتطاولون في البنيان ، طيب التطاول في البنيان هل هو تطاول نحو السماء أو التطاول يشمل التطاول نحو السماء والتطاول في الحسن والزخرفة ؟ يشمل الأمرين ، هذا وهذا ، ومن فوائد هذا الحديث : حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الأمة ، حيث قال لعمر : أتدري من السائل ؟ وإلا فالصحابة غفلوا عن هذا وقالوا هذا أعرابي جاء وسأل ومشى لكن بعد مدة سأل ، فقال : أتدري من السائل ؟ قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، ومن فوائده : جواز الجمع بين الله ورسوله فيما يتعلق بالأمور الشرعية ، لقوله : الله ورسوله أعلم ، ولم يقل : ثم رسوله ، وذلك لأن حكم الرسول صلى الله عليه وسلم هو حكم الله وعلم الرسول بالشريعة هو علم الله ، فلهذا يأتي مقترنًا بالواو ، ومن فوائد هذا الحديث : أن السائل معلّم من أين يؤخذ ؟ من قوله : جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، لأن جبريل يعلم ، وهو يصدق لكنه من أجل أن يعلم الناس ، ويتفرع على هذه الفائدة : أنه ينبغي لطالب العلم إذا كان هناك مسألة يحتاج الناس إلى علمها أن يسأل عنها حتى ينتفع الناس بذلك وإن كان هو يعلمها ، ويكون بذلك معلمًا ، ومن فوائد الحديث : أن للسبب حكم المباشرة من أين تؤخذ ؟ من قوله : يعلمكم ، مع أنه لم يعلم لكن هو السبب ، فالسبب له حكم المباشرة ، وأما في الضمان فقد علمتم أن في ذلك تفصيلًا.
السائل : ... ؟ الشيخ : ما تقولون في هذا السؤال ؟ هل من سوء الأدب أن يقول التلميذ مثلًا لأستاذه أو المستفتي للمفتي صدقت ؟ لأن الصحابة عجبوا لذلك ، كيف يسأله ويصدقه ، الظاهر نعم ، لكن زال هذا السوء حيث قال بعد ذلك : إن هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ، وإلا فليس من الأدب أن تسأل عالمًاً مثلا تقول : حكم ستر العورة في الصلاة ؟ قال : ستر العورة في الصلاة واجب أو شرط قال : صدقت ما حكم سجود السهو ؟ إذا كان على الزيادة قال : بعد السلام قال : صدقت ، طيب ليش تسأل ، فهذا لا شك أن فيه سوء أدب. السائل : مثله هز الرأس يا شيخ في الدرس ؟ الشيخ : أحيانًا تكون على سبيل التعجب ، يعني بأن يذكر الإنسان مثلا وعيد أو وعد وما أشبه ذلك فهذا السائل : إذا كان من عادته ؟ الشيخ : أما إذا كان عاديًا وكأنه يملي عليه يقول : نعم نعم فالظاهر أنه أيضًا من سوء الأدب لكنها أهون من تلك.
قلتم أن حديث جبريل يكفي العوام في باب الإيمان فهل يجب عليهم معرفة تفاصيله.؟
السائل : ذكرتم في غير هذا الموضع أن هذا الحديث يكفي العوام في باب الإيمان ، فهل ينبغي أن يعرفوا تفاصيله بحيث يعرفون مراتب القدر ؟ الشيخ : لا ما يحتاج ، العوام تقول عندما تقرر خيره وشره تقول : كل شيء من الله ، المطر من الله والجدب من الله الثمار الطيبة من الله وهكذا ، يعني تذكر له عموميات ، لأن العامي لا يدرك التفصيل هذه واحدة ، ولأنه ربما إذا دخل في التفصيل دخل في بحر يغرقه يُوِّلد عليه الشيطان شكوكا ووساوس يعجز عنها.
حدثني محمد بن عبيد الغبري وأبو كامل الجحدري وأحمد بن عبدة قالوا حدثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر قال لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر أنكرنا ذلك قال فحججت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حجة وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمس وإسناده وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم قال مسلم رحمه الله تعالى : حدّثني محمّد بن عبيدٍ الغبريّ ، وأبو كاملٍ الجحدريّ ، وأحمد بن عبدة قالوا : حدّثنا حمّاد بن زيدٍ ، عن مطرٍ الورّاق ، عن عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، قال : " لمّا تكلّم معبدٌ بما تكلّم به في شأن القدر أنكرنا ذلك ، قال : فحججت أنا وحميد بن عبد الرّحمن الحميريّ حجّةً "، وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمسٍ وإسناده ، وفيه بعض زيادةٍ ونقصان أحرفٍ .
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عثمان بن غياث حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبد الرحمن قالا لقينا عبد الله بن عمر فذكرنا القدر وما يقولون فيه فاقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر رضي الله عنه ثم عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئا
القارئ : وحدّثني محمّد بن حاتمٍ ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان ، قال حدّثنا عثمان بن غياثٍ ، قال حدّثنا عبد الله بن بريدة ، عن يحيى بن يعمر ، وحميد بن عبد الرّحمن قالا : " لقينا عبد الله بن عمر ، فذكرنا القدر ، وما يقولون فيه "، فاقتصّ الحديث كنحو حديثهم ، عن عمر رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، وفيه شيءٌ من زيادةٍ وقد نقص منه شيئًا.
وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا يونس بن محمد عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن بن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم بنحو حديثهم
القارئ : وحدّثني حجّاج بن الشّاعر ، قال حدّثنا يونس بن محمّدٍ ، قال حدّثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن يحيى بن يعمر ، عن ابن عمر ، عن عمر ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم الشيخ : وكل هذه متابعات ، وفيه إشارة إلى أنه لا يلزم من المتابعات أن يكون اللفظ لا زيادة فيه ولا نقصان ، وأنه إذا اتفق على أصل حديث كفى بذلك متابعة وتقوية ، نعم
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن بن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رءوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلى صلى الله عليه وسلم إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قال ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا علي الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم
القارئ : وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حربٍ ، جميعًا عن ابن عليّة ، قال زهيرٌ : حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي حيّان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جريرٍ ، عن أبي هريرة أنّه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا بارزًا للنّاس ، فأتاه رجلٌ ، فقال : يا رسول الله ، ما الإيمان ؟ قال : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتابه ، ولقائه ، ورسله ، وتؤمن بالبعث الآخر ، قال : يا رسول الله ، ما الإسلام ؟ قال : الإسلام أن تعبد الله ، ولا تشرك به شيئًا ، وتقيم الصّلاة المكتوبة ، وتؤدّي الزّكاة المفروضة ، وتصوم رمضان قال : يا رسول الله ، ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنّك تراه ، فإنّك إن لا تراه فإنّه يراك ، قال : يا رسول الله ، متى السّاعة ؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السّائل ، ولكن سأحدّثك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربّها ، فذاك من أشراطها ، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس النّاس ، فذاك من أشراطها ، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان ، فذاك من أشراطها في خمسٍ لا يعلمهنّ إلّا الله ، ثمّ تلا صلى الله عليه وسلم : (( إنّ الله عنده علم السّاعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا وما تدري نفسٌ بأيّ أرضٍ تموت إنّ الله عليمٌ خبير )) قال : ثمّ أدبر الرّجل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ردّوا عليّ الرّجل ، فأخذوا ليردّوه ، فلم يروا شيئًا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذا جبريل جاء ليعلّم النّاس دينهم ) الشيخ : لا شك أن هذا الحديث في سياقه مخالف لسياق الحديث الأول من رواية كهمس ، وأن الرواية الأولى أوفر ، ففي هذا الحديث لم يذكر الإيمان بالقدر ، وذكره هناك ، وفي هذا الحديث ذكر الإيمان بلقاء الله وبالبعث الآخر ، والإيمان بلقاء الله هو الإيمان بالبعث الآخر ، والظاهر أن في هذا اختلافًا على الرواة ، وكذلك أيضًا في الإسلام ذكر التوحيد أن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا ولم يذكر الرسالة ، وفي اللفظ الأول ذكر : أن تشهد أن لا إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، وفي الأول أيضًا ذكر الحج وهنا لم يذكر الحج.
الشيخ : هل سمعوا الأذان من قبل أم لم يسمعوا ؟ طيب إذا كانوا في نفس البلد الذي فيه الأذان فأذان البلد يكفي أما إذا كانوا في البر ثم وصلوا إلى البلد فإنهم يؤذنون ، لكن لا يؤذنون بالمكرفون بل يؤذنون في المكان الذي يصلون فيه يعني لفرض مثلًا أن إنسانًا جاء من الرياض ودخل عليه الوقت في أثناء الطريق ووصل البلد فإنه يؤذن إذا كانوا جماعة ، عرفت أما إذا كانوا في نفس البلد فيكفي أذان البلد ، المنفرد سنة الأذان في حقه ، حكمه مثل الجماعة ، كأن يؤذن برًّا وهو ما في البلد يؤذن استحبابًا.
ما حكم من سافر إلى بلد لم يفطروا إلا بعد فطر بلده بيوم فيكون صام واحدا وثلاثين.؟
السائل : ... أول يوم في السيارة وسافر لبلد ثانية يوم الخميس وكان بداية الشهر عندهم ... يكون صام هو ثلاثين يوم ... يصوم واحد وثلاثين ؟ الشيخ : سمعتم السؤال ؟ يقول أنه سافر إلى بلد لم يفطروا إلا بعد فطر بلده بيوم فيكون صام 31 ؟ هذا صحيح صواب ، يجب عليه أن يبقى صائمًا معهم حتى يفطروا ، ولو زاد يومًا كما لو سافر مثلًا إلى المنطقة الشرقية هنا إلى الغربية ، سيزيد عليه ساعة في اليوم.
الشيخ : هذا يقول أحمد حكمي ، يسأل يقول أيهما أعم عند الإطلاق شيخ الإسلام أم لفظة الإمام ؟ كيف يعني ؟ الإمام هو الذي له أتباع ومذهب قائم ، هذا هو الذي يسمى إمام ، وشيخ الإسلام هو الذي له نفع في الإسلام وإن لم يكن له أتباع قائمون أو مذهب قائم يسمى شيخ الإسلام. السائل : أيهما أرفع درجة ؟ الشيخ : والإمام أرفع درجة ، أي أرفع ما في شك ، ولهذا من سنن المتأخرين الآن يخلون حتى طالب العلم يسمى إمام ...
هل يعتبر الرازي إمام أهل الكلام قد تاب بعد قوله للأبيات المشهورة.؟
الشيخ : هل يعتبر الرازي الذي كان من رؤساء المتكلمين من السلف بعد قوله نهاية العقول عقال ، لقد جربت الطرق ؟ هذا صحيح ، هذه تعتبر توبة منه وإقرار على أن المذهب الفلسفي ليس بشيء السائل : هل يعتبر ... الشيخ : يعتبر رجع عاد الله أعلم هو سلفي ولا غير سلفي
الشيخ : هذه ورقة السائل : هذه توزع في الأماكن العامة ... الشيخ : هذه الشيخ أحمد ؟ تعني هذه ، هذه تكلمنا عليها يوم الجمعة الماضي ، وبيَّنا أنها كذب ولها أكثر من مئة سنة مئتين سنة تقريبا أكثر من مئتين سنة وهي تدور حتى يقول محمد رشيد رضا أني كنت في زمن الطلب صغير وأنها رفعت إلى والده وأنني بعد ذلك سألت أهل المسجد النبوي هل عندكم أحد يسمى أحمد ؟ قالوا ما نعرف أحمد أبد ، عرفت السائل : ... الشيخ : هذه التي بين يدي هذه ، يجب أن يبين أن هذا كذب ، هاه ، مضمونها يقول أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأن الرسول قال الأمة ضاعت وضلت وو ، وبلغهم السلام وقل لهم وافعل واترك وأن الذي يقرأ هذه وينشرها خمس وعشرين يقول ؟ ويوزعه يحصل له من الثواب والذي ما يفعل يموت عياله ويموت هو ... كلام فاضي ، هاه ؟ ...
حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال مسلم رحمه الله تعالى : حدّثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثّقفيّ ، عن مالك بن أنسٍ فيما قرئ عليه عن أبي سهيلٍ ، عن أبيه ، أنّه سمع طلحة بن عبيد الله يقول : ( جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجدٍ ثائر الرّأس ، نسمع دويّ صوته ، ولا نفقه ما يقول حتّى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا هو يسأل عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خمس صلواتٍ في اليوم واللّيلة فقال : هل عليّ غيرهنّ ؟ قال : لا ، إلّا أن تطّوّع ، وصيام شهر رمضان ، فقال : هل عليّ غيره ؟ فقال : لا ، إلّا أن تطّوّع ، وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزّكاة ، فقال : هل عليّ غيرها ؟ قال : لا ، إلّا أن تطّوّع ، قال : فأدبر الرّجل ، وهو يقول : والله ، لا أزيد على هذا ولا أنقص منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق )
حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعا عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
القارئ : حدّثني يحيى بن أيّوب ، وقتيبة بن سعيدٍ ، جميعًا عن إسماعيل بن جعفرٍ ، عن أبي سهيلٍ ، عن أبيه ، عن طلحة بن عبيد الله ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث نحو حديث مالكٍ ، غير أنّه قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفلح وأبيه إن صدق ، أو دخل الجنّة وأبيه إن صدق )
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث فيه بيان وجوب الصلاة ، ووجوب الزكاة ، ووجوب صوم رمضان وأنه لا يجب غيرها إلا أن يتطوع ، وقد أخذ بعض العلماء هذا الحديث أصلًا في أنه لا تجب صلاة الوتر ولا تجب صلاة الكسوف ولا تجب تحية المسجد ، ولا غيرها مما قيل إنه واجب ، وقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم نفى أن يكون عليه غيرها إلا أن يطوع ، وهذا في سياق البيان والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة ، ثم إن الظاهر أن هذا في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم في عام الوفود الذي هو السنة التاسعة ، ولكن يقال : أما من ادّعى أن شيئًا من الصلوات يجب بدون سبب فإن هذا الحديث دليل على ضعف قوله ، فالوتر مثلًا من ادّعى أنه واجب فهذا الحديث يدل على ضعف قوله ، لأن الوتر ليس له سبب ، بل هو مؤقت بوقت فهو كالصلوات الخمس ، فلو كان واجبًا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم وأما ما كان واجبًا بسبب فقد يقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما بين الواجبات التي ليس لها سبب ، أما ما له سبب فإنه مربوط بسببه ، وعلى هذا فلا يكون في هذا الحديث دليل على عدم وجوب صلاة الخسوف مثلًا ، أو على عدم وجوب تحية المسجد ، لأنا نقول : إنما نفى النبي صلى الله عليه وسلم الواجبات اليومية التي تتكرر في اليوم والليلة ، أما ما له سبب فهو مربوط بسببه ، ويدل لذلك : أن الإنسان لو نذر أن يصلي لوجب عليه أن يصلي لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) وهنا قال : إلا أن تطوع ولم يقل : إلا أن تطوع أو تنذر ، وفي قوله : ( لا إلا أن تطوع ) سؤال ، هل هذا الاستثناء متصل أو منقطع ؟ منقطع لأنه لو كان متصلًا لكان التطوع واجبًا ، إذ أن المستثنى المتصل يكون من جنس المستثنى منه ، وعلى هذا فيكون تقدير الكلام لا ، لكن إن تطوعت فلا مانع ، وفي هذا الحديث إشكال وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أفلح وأبيه إن صدق ) إشكاله من وجهين : الوجه الأول : لماذا أقسم النبي صلى الله عليه وسلم بدون أن يستقسم ؟ والجواب عن هذا الإشكال أن يقال : إن القسم يحسن في مقام الاستقسام وفي مقام التوكيد ، حتى وإن لم يستقسم إذا كانت الحال تستدعي توكيد الحكم فإنه لا مانع من القسم ، وإن لم يطلب منه ، أما الإشكال الثاني فهو قوله : ( وأبيه ) فإنه حلف بالأب ، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن الحلف بالآباء فقال : ( لا تحلفوا بآبائكم من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت ) وكذلك جاء عنه أنه قال : ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) فما الجواب ؟ اختلف العلماء في الإجابة عن هذا الحديث ، نقول عن هذا الحديث أم على هذا الحديث ؟ نقول عن ، لأنه إذا كان الجواب لكشف المسألة فهو على ، وإن كان الجواب دفعًا عن إيراد فيقال : عن ، طيب اختلفوا في الجواب عن هذا الحديث فقال بعضهم : إنه خاصٌّ بالنبي صلى الله عليه وسلم والخصوصية كما نعلم تحتاج إلى دليل ، قال : الدليل هو بُعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يعظّم أباه كما يعظم مولاه ، وهذه الخصلة لا تقع لغير الرسول صلى الله عليه وسلم ، غير الرسول يمكن أن يحلف بأبيه منزلًا أباه منزلة مولاه ، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم يبعد منه هذا ، هذه واحدة ، وجه آخر : أنه من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم بناء على قاعدة أنه إذا تعارض فعل الرسول وقوله فقوله مقدّم ، لاحتمال الخصوصية ، واحتمال النسيان ، واحتمال مراعاة أحوال أخرى ، وهذا ما يمشي عليه الشوكاني رحمه الله في كتابه " شرح المنتقى " ، حتى أنه قال في استدبار الكعبة في البنيان : إن هذا خاصٌّ بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن حديث أبي أيوب : ( لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ) عامٌّ ، وكون النبي صلى الله عليه وسلم رؤي يقضي حاجته مستدبر الكعبة هذا فعل ، وعموم القول مقدّم على خصوص الفعل ، لاحتمال النسيان ، أو الخصوصية ، أو العذر ، أو ما أشبه ذلك ، لكن هذا القول مرجوح ، وذلك لأن قول الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله كلاهما سنة ، فمتى أمكن الجمع فلن نعدل إلى الخصوصية ، إذن ادعاء الخصوصية من وجهين : الوجه الأول : بعد إرادة الشرك من الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يعظم أباه كما يعظم مولاه بخلاف غيره. والثاني : أنه إذا تعارض قوله وفعله يقدّم قوله ، الوجه الثاني من الجواب عن هذا الحديث أن هذا قبل النهي ، وعليه فيكون منسوخًا ، وهذه الدعوى لم تتم ، لأن من شرط قبول دعوى النسخ العلم بالتاريخ ، وإذا لم نعلم التاريخ فإن الدعوى غير مقبولة ، وعلى هذا فيسقط هذا الوجه. الوجه الثالث : أن هذا مما يجري على اللسان بلا قصد ، لأننا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي نهى عن الحلف بالآباء لن يحلف بالأب عن قصد ، وإنما ذلك مما يجري على لسانه وما يجري على اللسان بدون كسب القلب فإنه لا عبرة به ، لقوله تعالى : (( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم )) والآية الثانية (( بما عقدتم الأيمان )) وإذا لم يكن عن قصد فإنه معفوٌّ عنه ، وهذا الجواب أيضًا فيه نظر لأنه قد يقال : إن الذي حمل النبي صلى الله عليه وسلم على النهي عن الحلف بالآباء هو كثرة الحلف به ، فنهاهم عن ذلك وإن لم يكونوا يقصدون هذا ، لكنه له وجه من النظر. الوجه الرابع : وهو أضعف الأقوال ، أن الحديث حصل فيه تحريف ، وأن ( وأبيه ) أصلها : ( والله ) لكن لما كان الكُتاب فيما سبق لا يعجمون الكلمة اشتبه كتابة ( والله ) بكتابة ( وأبيه ) لأن النبرات فيها واحدة ، لكن هذا القول ضعيف جدًّا جدًا هذا الوجه ، لأن الأحاديث منقولة بالكتابة ومنقولة بالمشافهة ، فكيف نقول إن الرواة الذين نطقوا بالحديث ( وأبيه ) نطقوا بذلك عن تحريف ؟ لكنه قول قد قيل " " قد قيل ما قيل إن صدقًا وإن كذبًا *** فما اعتذارك من قول إذا قيل " وأقرب الأوجه الأول ، أنه خاصٌّ بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم الثالث أن هذا مما يجري على اللسان بلا قصد ، والقاعدة الشرعية أنه إذا تعارض محكم ومتشابه فالذي يقدم المحكم ، فعندنا نصٌّ محكم لا اشتباه فيه وهو النهي عن الحلف بالآباء ، فنأخذ به ، وندع هذا المتشابه ، ونقول : إن تيسّر لنا الجمع بوجه مقبول أخذنا به ، وإن لم يتيسر إلا على وجه مستكره فلسنا بملزمين به ، وعندنا نصٌّ محكم.
السائل : شيخ الآن بعض الناس يحلفون بغير الله سبحانه وتعالىى وإذا يعني قلت لهم يقول هذه جرت على ألسنتنا لم نقصد الحلف بغير الله ؟ الشيخ : إي نعم هذه ترد على من قال أن هذا من باب ما يجري على اللسان بلا قصد ، لكنها دعوى يقال : صلح لسانك.
هل يصح أن يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم مبلغ وليس بمشرع.؟
السائل : شيخ مر معنا أن بعض العلماء يقول لا يجوز أن تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم مشرع بل هو مبلغ كما وصفه الله في القرآن ؟ الشيخ : هذا ما هو صحيح السائل : أيش الذي يثبت أنه مشرع ؟ الشيخ : هو مشرّع ومبلغ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ) أو ( مع كل صلاة ) فجعل نفسه مشرعًا ، لكن هو تشريعه تشريع لله ، لأن إقرار الله إياه على الشيء الذي يتعبد به الإنسان لربه ، هذا تشريع من الله السائل : الأشياء التي لم يقره الله عليها ألا تقوي هذا القول ؟ الشيخ : لا تقويه ، لأن هذا صادر عن اجتهاد ، فيبين الله له أن هذا الاجتهاد ليس بصحيح.
هل يصح أن يكون معنى الحديث :( أفلح وأبيه ) أي أفلح مع أبيه.؟
السائل :( أفلح وأبيه إن صدق ) المراد به أفلح هو وأبوه ؟ الشيخ : لا أحد يقول هذا إلا إنسان ما يعرف اللغة العربية أبدا ، وهو يريد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعرف العربية أيضًا ، إما أفلح وأباه على أنه مفعول معه ، أو أفلح وأبوه ، أما ( أفلح وأبيه ) هذه ما تصلح السائل : أفلح ورب أبيه ؟ الشيخ : وهذه لا تصلح ، لأنه إذا حذف المضاف قام المضاف إليه مقامه.