حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل قال أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه
القارئ : قال الشيخ مسلم بن حجاج القشيري رحمه الله : باب تحريم إيذاء الجار حدّثنا يحيى بن أيّوب ، وقتيبة بن سعيدٍ ، وعليّ بن حجرٍ ، جميعًا عن إسماعيل بن جعفرٍ ، قال ابن أيّوب : حدّثنا إسماعيل ، قال : أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ( لا يدخل الجنّة من لا يأمن جاره بوائقه ) الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم قوله رحمه الله حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعًا يحتمل أنهم حدثوه في وقت واحد ، ومكان واحد ، ويحتمل أنهم حدثوه كل واحد على انفراد ، لكن الجميع يعود على التحديث لا على زمانه ومكانه ، وأيًّا كان فإنه يدل على أن الجميع اتفقوا على هذا اللفظ ، ( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ) بوائقه يعني : غشمه وظلمه ، وذلك لكونه ظالمًا غشيمًا ، فلا يأمن جاره أن يظلمه أو يتعدى عليه إما بنظر من الطاقة ، أو من الجدار ، أو بدق يزعج ، أو بأصوات تزعج ، أو ما أشبه ذلك ، ثم هل هذا نفي مطلق أو نفي لمطلق الدخول ؟ الجواب : الأول ، يعني : لا يدخل الدخول المطلق الذي لم يسبق بعذاب من لا يأمن جاره بوائقه ، وأما مطلق الدخول فإنه حاصل ، لأن من لا يأمن جاره بوائقه ليس كافرًا حتى نقول إن الجنة عليه حرام ، وبهذا يحصل الجمع بين هذا الحديث وبين الأحاديث الدالة على أنه لا يحرم من دخول الجنة إلا من كان كافرًا كفرًا محضًا ، وفي هذا التحذير من العدوان على الجار ، وأن الواجب على المؤمن أن يكرم جاره وأن يكون جاره آمنًا من بوائقه.
ما حكم من منع وصول ماء المطر لبيته فدخل بيت جاره بدون قصد.؟
السائل : ... منع دخول الماء شقته مثلا يدخل على جاره ، ماذا يصنع ، ماء المطر إذا منعته يدخل داخل شقتي دخل عند جاري ؟ الشيخ : منك أو من الله ؟ السائل : من الله الشيخ : طيب ، ماذا تصنع ، هذا شيء أنت مرغم عليه.
هل قول:( لا يؤمن أحدكم... ) يدل على أنها من الكبائر.؟
السائل : في الأحاديث السابقة ، لا يؤمن أحدكم ، وفي هذا الحديث لا يدخل الجنة، فهل نقول أن هذه تجعل الأمرين من الكبائر ؟ الشيخ : نعم ، كل ذنب رتّب عليه عقوبة خاصة فهو من الكبائر ، هذه القاعدة ، سواء نفي إيمان أو نفي دخول الجنة ، أو التبرؤ منه أو غير ذلك أو اللعنة أو الغضب. السائل : هذه من أحاديث الوعيد التي قال بعض العلماء أنها تجرى على ظاهرها ، التي يحصل بها التخويف ... ؟ الشيخ : هذا القول ضعيف ، لأنه يقال : إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أراد ما قال أو لم يرده ، فإن كان لم يرده كان كلامه لغوًا لا فائدة منه ، وإن كان قد أراده فلا بد من تخريج لهذا الوعيد حتى يتفق مع الأدلة الأخرى ولا بد ، لكنه نعم ، إطلاق هذا الوعيد يوجب النفور منه ، والرهبة والخوف ، ولعله إذا لم يأمن جاره بوائقه لعله أن يعمل أعمالًا توجب أن يحرم من دخول الجنة في المستقبل بناء على هذا السبب.
حدثني حرملة بن يحيى أنبأنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه
القارئ : حدّثني حرملة بن يحيى ، أنبأنا ابن وهبٍ ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهابٍ ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) الشيخ : هذا يقال فيه مثل ما قيل في الأول : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ) أي : من أراد أن يحقق الإيمان بالله واليوم الآخر فليفعل كذا ، ولا يعني ذلك أن من لم يفعل فقد انتفى عنه الإيمان بالله واليوم الآخر ، وإنما ذكر الإيمان باليوم الآخر لأنه يوم الجزاء والحساب ، وقوله : ( فليقل خيرًا ) يشمل القول الذي هو خير في نفسه ، والقول الذي هو خيرًا في غيره ، فمن الأول : الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ومن الثاني : أن يكون كلامًا ليس فيه ثواب في حد ذاته ، لكن المتكلم به يقصد إدخال السرور على جليسه ، أو يقصد كف الجليس عن القول المحرم ، فيكون هذا القول خيرًا باعتبار ذاته أو باعتبار معنى آخر ؟ يكون هذا خيرا باعتبار معنى آخر ، وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فليكرم جار فليكرم ضيفه ) أطلق الإكرام ، ولم يقيده بشيء معين ، فيشمل الإكرام القولي والفعلي ، ويدخل في الفعلي الكف ، أن تكف عنه الأذى ، وعلى هذا فإذا قيل : كيف إكرام الجار كيف إكرام الضيف ؟ قلنا : بما جرى به العرف ، بناء على القاعدة المشهورة عند العلماء : " أن ما أطلق في الشرع وليس له ضابط شرعي فإنه يرجع فيه إلى العرف " وعليه قول الناظم : " وكلّ ما أتى ولم يحدّد بالشّرع *** كالحرز فبالعرف احددِ " كالحرز أي : ما تحفظ به الأموال ، فبالعرف احدد ، نعم
السائل : ... حديث الجار ... أهون ممن زنا بعشرة نسوة أهون من أن يزني بحليلة جاره وقال صلى الله عليه وسلم : ( أوصاني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ) وهذا يدل على عظم حقوق الجار أكثر من غيره ؟ الشيخ : ما في شك ، ثم إن الجار قال العلماء : إن كان مسلمًا قريبًا فله ثلاثة حقوق : حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة ، وإن كان مسلمًا أجنبيًّا بعيدًا فله حقَّان : حق الجوار وحق الإسلام ، وإن كان كافرًا : فله حق واحد وهو حق الجوار ، إلَّا أن يكون قريبًا فله حق القرابة أيضًا.
السائل : الضيف يشمل كل زائر ... ؟ الشيخ : الضيف هو المسافر الوارد على أهل القرى ، وللضيافة شروط ، منها أن بعض العلماء اشترط أن يكون في القرى التي لا يوجد فيها مطاعم ، ولكن ظاهر الأدلة العموم ، حتى لو وجد فيها مطاعم ، لأن الإنسان قد يستحي أن يذهب إلى المطعم ، فإذا نزل بك ضيف فأكرمه.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن أبي حصينٍ ، عن أبي صالحٍ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت ) الشيخ : هذا بمعنى الأول لكنه قال : ( فلا يؤذي جاره ) يعني : يكون الإكرام لا يصحبه أذى ، لا بمنة ولا بغيرها ، وقوله : ( فلا يؤذي جاره ) عندي بالياء ، ومقتضى الإعراب حذف الياء ، لأن لا ناهية ، والفعل المضارع إذا كان آخره حرف علة فإنه يحذف حرف العلة ، وعلى هذا فالمطابق للقواعد العربية أن يقال : فلا يؤذ جاره ، لكن إثبات الياء له وجه ، وهي أن تكون الجملة خبرية ، والمعنى : فإنه لا يؤذي جاره فتكون هنا إنشاءً بمعنى الخبر ، أي : نهيًا بمعنى النفي.
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي حصين غير أنه قال فليحسن إلى جاره
القارئ : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عيسى بن يونس ، عن الأعمش ، عن أبي صالحٍ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمثل حديث أبي حصينٍ ، غير أنّه قال : ( فليحسن إلى جاره ) الشيخ : قوله : بمثل ، قد يقول قائل : لماذا لم يقل : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديثه ؟ والجواب : أن الجار والمجرور متعلق بقوله : حدثنا أي : حدثنا فلان عن فلان عن فلان بمثل هذا.
إذا جرى العرف على أن يحلف الرجل للضيف كي يدخل بيته فهل يعمل به.؟
السائل : إذا كان جرى العرف على أن الضيف إكراماً له ، أن تحلف عليه ليدخل بيتك فهل هذا داخل ... ؟ الشيخ : والله ما أدري عن هذا العرف أخشى أن هذا العرف مخالف للشرع ، لأن العرف إذا خالف الشرع سقط. السائل : مخالف للآية (( واحفظوا أيمانكم )) الشيخ : أقول ما دام مخالف للشرع فما كان مخالفا للشرع فإنه يسقط ، أي نعم
السائل : الورش التي تكون أسفل المنازل مثل المناجر وأشباهها كل يوم يدقدقون فإذا نذهب مثلا نكلمهم يقولون أكل عيشنا ؟ الشيخ : أما إذا كانوا نازلين على الجار ، إذا كانوا هم الذين نزلوا بعد الجار فيمنعون ، وإذا كانوا قبل الجار ونزل هو عليهم فلا يمنعون لأنه يقال : أنت الذي أتيت. السائل : ما تتحقق الأذية ؟ الشيخ : المهم أيهما الحادث ؟ السائل : الحادث المنجرة مثلا الشيخ : إذًا يُمنع ...
حدثنا زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن نمير جميعا عن بن عيينة قال بن نمير حدثنا سفيان عن عمرو أنه سمع نافع بن جبير يخبر عن أبي شريح الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت
القارئ : حدّثنا زهير بن حربٍ ، ومحمّد بن عبد الله بن نميرٍ ، جميعًا عن ابن عيينة ، قال ابن نميرٍ : حدّثنا سفيان ، عن عمرٍو ، أنّه سمع نافع بن جبيرٍ يخبر عن أبي شريحٍ الخزاعيّ ، أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت )
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة كلاهما عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب وهذا حديث أبي بكر قال أول من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصلاة مروان فقام إليه رجل فقال الصلاة قبل الخطبة فقال قد ترك ما هنالك فقال أبو سعيد أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال حدّثنا وكيعٌ ، عن سفيان ، ح وحدّثنا محمّد بن المثنّى ، قال حدّثنا محمّد بن جعفرٍ ، قال حدّثنا شعبة ، كلاهما عن قيس بن مسلمٍ ، عن طارق بن شهابٍ - وهذا حديث أبي بكرٍ - قال : أوّل من بدأ بالخطبة يوم العيد قبل الصّلاة مروان فقام إليه رجلٌ ، فقال : الصّلاة قبل الخطبة ، فقال : قد ترك ما هنالك ، فقال أبو سعيدٍ : ( أمّا هذا فقد قضى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرًا فليغيّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان )
الشيخ : قال : أما هذا فقضى ما عليه ففيه دليل على وجوب إنكار المنكر ، ولكن هذا الرجل لم يعنف في الرد على مروان ، بل قال له : الصلاة قبل الخطبة ، وقوله : ترك ما هنالك ،يقال له : ما الذي أوجب الترك ؟ أأنتم تشرعون ؟! يقول : الذي أوجب الترك أن الناس كانوا إذا سلم الإمام من صلاة العيد انصرفوا ، فلم يستمعوا إلى الخطبة ، فرأى أن يقدمها على الصلاة من أجل أن ينتفع الناس بها ، وهنا نقول : هذا رأيٌ في مقابلة النصّ ، والرأي في مقابلة النص مطرح ، ولا يجوز العمل به ، حتى وإن كان الناس ينفرون من الخطبة بعد الصلاة ، فمن أراد أن يستمع فليستمع ، ومن أراد أن ينصرف فلينصرف ، وفي هذا دليل على وجوب إعانة المنكِر وتأييده ، لقول أبي سعيد : ( أما هذا فقد قضى ما عليه ) ثم استشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ) وهذا أنكره بلسانه ، لأن هذا منتهى قدرته ، ( فإن لم يستطع فبقلبه ، وهذا أضعف الإيمان ) ، وفي الحديث نص صريح على أن الإيمان يزيد ونقص ، لقوله : ( وذلك أضعف الإيمان ) وهذا هو الحق ، أن الإيمان يزيد وينقص ، والإيمان يتعلق بالقلب ، وباللسان ، وبالجوارح ، فهو اعتقاد وقول وعمل ، أما زيادته بالعمل بعمل الجوارح فواضح ، فإن من صلى أربع ركعات أزيد ممن صلى ركعتين ، وهذا لا إشكال فيه ، وأما زيادته فيما يتعلق باللسان فواضح أيضًا ، فإن من ذكر الله عشرًا أزيد إيمانًا ممن ذكره خمسًا ، وأما القلب فكذلك أيضًا ، فإن يقين القلب يتفاوت بحسب طرق العلم الموصلة إليه ، فإنه إذا أخبرك من تثق به بخبر ، أوجد ذلك في قلبك علمًا ، ثم إذا جاء آخر فأخبرك ازداد هذا العلم ، ثم إذا جاء الثالث فأخبرك ازداد هذا العلم ، ولهذا قال العلماء : " إن المتواتر يفيد العلم واليقين " ، ويدل لهذا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام لربه : (( أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي )) وهذا كما أنه قد دل عليه الشرع فقد دل عليه الحس والواقع ، فالإنسان الذي يشاهد الشيء ليس كالذي يخبر به ، وكذلك أيضًا كلما ازدادت طرق العلم ازداد اليقين ، فالصواب عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص ، سواء ما يتعلق بالقلب أو اللسان أو الجوارح ، طيب إذا قال قائل : هل يجوز للإنسان أن يبقى عند أصحاب المنكر ويقول إنه منكر بقلبه ؟ فالجواب : لا ، لأن الله تعالى قال في الكتاب : (( وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم )) ، اللهم إلا أن يُكره على الجلوس معهم مثل أن يحبسوه بإغلاق الأبواب أو بتقييد الجوارح ، أو يخشى على نفسه إذا خرج أن يؤذى بالحبس أو بالضرب أو ما أشبه ذلك.
السائل : أحياناً يكون الإنكار بالقلب ، إذا كان الإنسان أمام طاغية من الطواغيت ، يكون من الحكمة أن ينكر بقلبه فقط هل هذا ضعف ؟ الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( فإن لم يستطع ) علّق الأمر بالاستطاعة ، فإذا كان يخشى الإنسان إذا أنكر بلسانه أن يزداد المنكر بسبب عناد هذا الذي ينكر عليه ، فحينئذٍ يكون إنكار المنكر منكرًا ، لأنك إذا أنكرته تحول المنكر الضعيف إلى منكر أشد ، والمقصود من إنكار المنكر تخفيفه أو إزالته.
السائل : إذا وجدنا شخص من العلماء ، وجد أن من الحكمة أن إنكار المنكر يكون بالقلب ، هل يكون ضعيف الإيمان ؟ الشيخ : أيش معنى أنكر بقلبه ، هل جلس معهم أو لا ؟ لأنه إذا أنكر بقلبه معناه أنه لا يجلس معهم ، لو كان القلب يكره هذا ما جلس. السائل : جلس معهم مكرهاً ؟ الشيخ : مكرها إذًا لم يستطع الانكار بالقول ولا بالفعل . السائل : هل يعتبر من ضعف الإيمان ؟ الشيخ : لا هذا أضعف الإيمان ليس بالنسبة له ، بل بالنسبة للعموم ، لأنه لو كان الإيمان قوياً في الناس ، لأمكن هذا أن يُنكر بلسانه. السائل : ... ولكن يترتب عليه منكر أعظم منه ؟ الشيخ : هذه المسألة التي قلناها قبل قليل ، هي المسألة التي أجبنا عليها ، المقصود من إنكار المنكر تخفيفه أو إزالته ، فإذا كان لا يخف ، فأنت مخيَّر ، وإن كان يزيد فأنت منهيٌّ عن الإنكار . فالأحوال إذن أربعة : إما أن يزول بالكلية ، أو يخف وفي هذه الحال يجب الإنكار ، أو يزيد : وفي هذه الحال يحرم الإنكار ، أو ترى أنه لا يزيد ولا ينقص فتكون مخيَّرًا والإنكار أولى. السائل : ... هل يكون ضعيف الإيمان ... ؟ الشيخ : لكن أنت ترى أنه لا يُنكر بقلبه لأنه إذا أنكر لزاد المنكر السائل : نعم الشيخ : ما صار ضعيف الإيمان ، هذا ترك الإنكار لأنه يتحول إلى منكر أشد ، وقد يقال إن المراد بضعيف الإيمان ما هو ضعف إيمان المنكر ، اضعف الإيمان معناه أن مستوى الناس في الإيمان ضعيف ، إذا كان الرجل لا يستطيع أن ينكر بلسانه فمعناه أن الإيمان عند الناس عمومًا ضعيف ، لأنه لو كان قويًا لأمكن هذا أن ينكر بلسانه أو بيده.
حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد الخدري وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن أبي سعيد الخدري في قصة مروان وحديث أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث شعبة وسفيان
القارئ : حدّثنا أبو كريبٍ محمّد بن العلاء ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاءٍ ، عن أبيه ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ ، وعن قيس بن مسلمٍ ، عن طارق بن شهابٍ ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ ، في قصّة مروان ، وحديث أبي سعيدٍ ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بمثل حديث شعبة ، وسفيان.
حدثني عمرو الناقد وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد واللفظ لعبد قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل قال أبو رافع فحدثه عبد الله بن عمر فأنكره علي فقدم بن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت بن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته بن عمر قال صالح وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع
القارئ : حدّثني عمرٌو النّاقد ، وأبو بكر بن النّضر ، وعبد بن حميدٍ ، واللّفظ لعبدٍ ، قالوا : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعدٍ ، قال :حدّثني أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن الحارث ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن المسور ، عن أبي رافعٍ ، عن عبد الله بن مسعودٍ ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من نبيٍّ بعثه الله في أمّةٍ قبلي إلّا كان له من أمّته حواريّون ، وأصحابٌ يأخذون بسنّته ويقتدون بأمره ، ثمّ إنّها تخلف من بعدهم خلوفٌ يقولون ما لا يفعلون ، ويفعلون ما لا يؤمرون ، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمنٌ ، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمنٌ ، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمنٌ ، وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردلٍ ) قال أبو رافعٍ : فحدّثته عبد الله بن عمر فأنكره عليّ ، فقدم ابن مسعودٍ فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده ، فانطلقت معه فلمّا جلسنا سألت ابن مسعودٍ عن هذا الحديث ، فحدّثنيه كما حدّثته ابن عمر ، قال صالحٌ : وقد تحدّث بنحو ذلك عن أبي رافعٍ.
وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق بن محمد أخبرنا بن أبي مريم حدثنا عبد العزيز بن محمد قال أخبرني الحارث بن الفضيل الخطمي عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما كان من نبي إلا وقد كان له حواريون يهتدون بهديه ويستنون بسنته مثل حديث صالح ولم يذكر قدوم بن مسعود واجتماع بن عمر معه
القارئ : وحدّثنيه أبو بكر بن إسحاق بن محمّدٍ ، قال أخبرنا ابن أبي مريم ، قال حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ ، قال : أخبرني الحارث بن الفضيل الخطميّ ، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم ، عن عبد الرّحمن بن المسور بن مخرمة ، عن أبي رافعٍ مولى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، عن عبد الله بن مسعودٍ : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ما كان من نبيٍّ إلّا وقد كان له حواريّون يهتدون بهديه ، ويستنّون بسنّته ) مثل حديث صالحٍ ، ولم يذكر قدوم ابن مسعودٍ واجتماع ابن عمر معه.
الشيخ : الحديث هذا فيه فوائد ، أولًا : أن الله سبحانه وتعالى ، ما من نبي بعثه الله في أمة قبل الرسول إلا كان له من أمته حواريون ، وأصحاب يأخذون بسنته ، ويقتدون بأمره ، هذا العموم مخصوص بمثل قوله تعالى : (( ويقتلون النبيين بغير حق )) ، وبما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه رأى النبي ومعه الرهط ، والنبي معه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ) فعلى هذا يكون الحديث عامًّا مخصوصًا ، وفيه أيضًا : أنه كلما بعد عهد النبوة حدثت البدع ، وحدثت المعاصي ، لقوله : ( ثم تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون ) ، ومن فوائده : أن من جاهد هؤلاء بيده أو لسانه أو قلبه فإنه مؤمن ، وفيه أيضًا من الفوائد : أن من أنكر الحديث لاستغرابه له فإنه لا يعد كافرًا ، ولا رادًّا لما جاء به الرسول ، لأنه لم يرد ما حُدّث به من أجل نفس الحديث ولكن من أجل الشك في ثبوته ، كما أنكر عمر رضي الله عنه على الرجل ما قرأه في سورة الفرقان ، وأخذ يجره إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أن إنكار شيء من القرآن كفر ، لكن عمر أنكره لأنه لم يثبت عنده أنه من القرآن ، وعلى هذا فمن أنكر حديثًا عن النبي صلى الله عليه وسلم للشك في صحته ، فإنه لا يلام إذا كان حسن العقيدة ، وأما من أنكره وهو يقول : إنه ثابت عن الرسول فإنه كافرٌ ، لأنه مكذبٌ لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن فوائد هذا الحديث : أن الإيمان يزيد وينقص ، حتى يصل إلى مثقال حبة خردل ، وحبة الخردل حبة صغيرة وهي من البذورات المعروفة يضرب بها المثل في الصغر.
الإنكار باليد ثم باللسان ألا يعارض أن الجاهل يعلم أولا ثم ينكر عليه.؟
السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنكار باليد ثم باللسان ألا يعارض ما ذكره العلماء أن الجاهل يعلم أولا ثم ينكر عليه بعد ذلك ؟ الشيخ : لا يعارضه لأن الجاهل يعلَّم أولًا ثم ينكر عليه ، أو يقال : إن الإنكار لا يعني بذلك التوبيخ ، الإنكار أن يقول له إن هذا لا يجوز ، فليس الإنكار معناه التوبيخ أو التأديب أو التعزير.
إذا حصل منكر في الفصل فهل الإنكار يكون أمام الطلبة.؟
السائل : أحيانا ًيقع منكر من المدرس أو الطالب ، .... إذا خرج ننكر عليه ؟ الشيخ : من الأدب أنه إذا أخطأ المدرس لا ترد عليه الخطأ أمام الطلبة ، لكن إذا خرجت فبين له الخطأ ، فإن رجع فهذا هو المطلوب ، وإن لم يرجع فإنه في الدرس القادم تبين الخطأ ولا بد.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبي ح وحدثنا أبو كريب حدثنا بن إدريس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثنا يحيى بن حبيب الحارثي واللفظ له حدثنا معتمر عن إسماعيل قال سمعت قيسا يروي عن أبي مسعود قال أشار النبي صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال ألا إن الإيمان ههنا وأن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين ثم أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو أسامة ، ح وحدّثنا ابن نميرٍ ، حدّثنا أبي ، ح وحدّثنا أبو كريبٍ ، قال حدّثنا ابن إدريس كلّهم ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ ، ح وحدّثنا يحيى بن حبيبٍ الحارثيّ - واللّفظ له - قال حدّثنا معتمرٌ ، عن إسماعيل ، قال : سمعت قيسًا يروي عن أبي مسعودٍ ، قال : ( أشار النّبيّ صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن ، فقال : ألا إنّ الإيمان ههنا ، وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين ، عند أصول أذناب الإبل ، حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر ) الشيخ : الشاهد من هذا قوله : الإيمان والقسوة فيدل هذا على الإيمان سبب لرقة القلب ، وهذا هو المشاهد ، فتجد الرجل إذا كان مؤمنًا حقًّا يكون لين القلب ، وقد أشار الله تعالى إلى هذا في قوله : (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )) وقوله : ( في الفدادين ) هم رعاة الإبل ، لأن راعي الإبل يكون عنده من القسوة والغلظة ما ليس عند غيره بخلاف راعي الغنم ، فإنه يكون فيه السكينة والرحمة والطمأنينة ، ولهذا كان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يرعون الغنم كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أما أصحاب الإبل ففيهم الغلظة والقسوة والجفاء ، وهذا مشاهد إلى يومنا هذا تجد الرجل الذي عنده إبل وليس عنده غنم تجده غليظًا مترفعًا يرى أنه فوق الناس بخلاف صاحب الغنم ، هل يمكن أن يؤخذ من هذا أن الإنسان قد يتأثر بجليسه وإن لم يكن من جنسه ؟ يمكن أن يتأثّر ، كما أنه يتأثر بالمأكولات ، ولهذا حرّمت البهائم أو الحيوانات التي لها ناب من السباع أو لها مخلب من الطير.
السائل : إذا قام السلطان بتقديم الخطبة على الطلاة ، فهل نقول ... يصلون معه ؟ الشيخ : نعم ، يصلون معه لأن الصحابة صلوا مع مروان مع أنه قدَّم الخطبة ، وتابعوه.
حدثنا أبو الربيع الزهراني أنبأنا حماد حدثنا أيوب حدثنا محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية
القارئ : حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ ، أنبأنا حمّادٌ ، حدّثنا أيّوب حدّثنا محمّدٌ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( جاء أهل اليمن ، هم أرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ ، والفقه يمانٍ ، والحكمة يمانيةٌ ). الشيخ : نعم ، لكن هذا لا يلزم أن يكون هذا الوصف لأهل اليمن إلى يوم القيامة ، ولكن هذا على سبيل العموم ، كما نقول مثلًا : خير الناس قرن النبي صلى الله عليه وسلم ثم الذين يلونهم ، هل معنى ذلك أن كل فرد من الذين يلونهم خير من كل فرد من تابعي التابعين ؟ لا ، ولهذا وجد في أهل اليمن من عنده قسوة في القلب وطموح عن الخير واستكبار على الحق ، وعلى الخلق ، لكن هذا على سبيل العموم ، وقوله : ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) قال بعض أهل العلم إن مكة والمدينة تعتبر من اليمن ، ولهذا نزلت الحكمة التي جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم إما في مكة -أولًا- وإما في المدينة -ثانيًا- ، وهما باعتبار الشام وفلسطين وما والاهما باعتبار ذلك تكون يمانية.
إذا كان صاحب البدعة ينكر ويكذب بما يخالف بدعته فكيف يتعامل معه.؟
السائل : ... ؟ الشيخ : إذا قال : نعم ثبت هذا عن رسول الله ، ولكنني لا أقر به ، هذا كافر ، أما إذا قال : هذا ثابت عن رسول الله لكن ليس مراده كذا ، فهذا يعتبر إنكار تأويل ، والأول إنكار تكذيب ، وبينهما فرق ، فإنكار التأويل لا يخرج به الإنسان من الإسلام ، اللهم إلا أن يكون لا مساغ له إطلاقًا ، فإن هذا التأويل لا يقبل منه. السائل : المروي عن أبي عبيد ... حينما بلغه الحديث فقال ... ؟ الشيخ : أولا لا بد من صحة السند السائل : هذا مروي في ... الشيخ : أي ما يخالف مروي ، لا بد من صحة السند ، لماذا ؟ لأن الناس في هذه الأمور ربما يتحاملون على الشخص ، فيروون عنه ما لم يكن ثم إذا صحّ وكان في حال اعتدال ليس في حال مناظرة ، لأن الإنسان في حال المناظرة ربما يرتكب الطامّات دفاعًا عن نفسه فإنه لا شك في كفره ، والمعتزلة كما تعرفون دعاتهم مثل دعاة الجهمية.
السائل : ما هي القاعدة لمنكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ الشيخ : أردت عمرا وأراد الله خارجة ، أردت خالدا لكن ما شاء الله الشيبة ، نعم السائل : القاعدة يا شيخ لأن كل إنسان يأتي يقول هذا الحديث غير واضح ضعيف ، ما هي القاعدة في هذا الرجل ، ... ؟ الشيخ : القاعدة في هذا أن يرجع إلى كتب الحديث ، إلى كتب الرجال وكتب التاريخ ، فكتب الرجال نعرف هذا الرجل هو عدل أو غير عدل ، وكتب التاريخ نعرف هل الإسناد منقطع أو غير منقطع ، ولهذا أسباب رد الحديث تعود إلى شيئين فقط : وهما انقطاع السند ، والطعن في الراوي كل أسباب الرد تنحصر في شيئين : إما انقطاع السند ، وحينئذٍ نحتاج إلى معرفة التاريخ ، وإما الطعن في الراوي ، الطعن في الراوي من أسباب الرد ، مثلًا الشاذ ، طعن في الراوي لأنه روى ما خالفه غيره من الثقات.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي ح وحدثني عمرو الناقد حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق كلاهما عن بن عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
القارئ : حدّثنا محمّد بن المثنّى ، حدّثنا ابن أبي عديٍّ ، ح وحدّثني عمرٌو النّاقد ، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق كلاهما ، عن ابن عونٍ ، عن محمّدٍ ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله.
وحدثني عمرو الناقد وحسن الحلواني قالا حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن الأعرج قال قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبا وأرق أفئدة الفقه يمان والحكمة يمانية
القارئ : وحدّثني عمرٌو النّاقد ، وحسنٌ الحلوانيّ ، قالا : حدّثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعدٍ ، قال حدّثنا أبي ، عن صالحٍ ، عن الأعرج ، قال : قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاكم أهل اليمن هم أضعف قلوبًا وأرقّ أفئدةً ، الفقه يمانٍ ، والحكمة يمانيةٌ )
حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم
القارئ : حدّثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالكٍ ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رأس الكفر نحو المشرق ، والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل الفدّادين أهل الوبر ، والسّكينة في أهل الغنم ) الشيخ : في هذا التحذير ممن يأتي من المشرق ، ولهذا كان الدجال يأتي من المشرق وكذلك يأجوج ومأجوج يأتون من المشرق ، فالمشرق في الغالب أشد من المغرب ، لكن إذا قال قائل : المشرق نسبي ، رب مشرق قوم هو مغرب قوم آخرين ؟ قلنا : الاعتبار بالمكان الذي حدث فيه النبي صلى الله عليه وسلم .
وحدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل قال أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإيمان يمان والكفر قبل المشرق والسكينة في أهل الغنم والفخر والرياء في الفدادين أهل الخيل والوبر
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه إلى يوم الدين قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان : وحدّثني يحيى بن أيّوب ، وقتيبة ، وابن حجرٍ ، عن إسماعيل بن جعفرٍ ، قال ابن أيّوب : حدّثنا إسماعيل ، قال : أخبرني العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الإيمان يمانٍ ، والكفر قبل المشرق ، والسّكينة في أهل الغنم ، والفخر والرّياء في الفدّادين أهل الخيل والوبر ) الشيخ : سبق الكلام على هذا.
وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم
القارئ : وحدّثني حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهبٍ ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهابٍ ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرّحمن ، أنّ أبا هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( الفخر والخيلاء في الفدّادين أهل الوبر ، والسّكينة في أهل الغنم )
وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري بهذا الإسناد مثله وزاد الإيمان يمان والحكمة يمانية
القارئ : وحدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن الدّارميّ ، أخبرنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيبٌ ، عن الزّهريّ ، بهذا الإسناد مثله ، وزاد : ( الإيمان يمانٍ والحكمة يمانيةٌ )
حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا أبو اليمان عن شعيب عن الزهري حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة وأضعف قلوبا الإيمان يمان والحكمة يمانية السكينة في أهل الغنم والفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر قبل مطلع الشمس
القارئ : حدّثنا عبد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرنا أبو اليمان ، عن شعيبٍ ، عن الزّهريّ ، قال حدّثني سعيد بن المسيّب ، أنّ أبا هريرة قال : سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقول : ( جاء أهل اليمن هم أرقّ أفئدةً ، وأضعف قلوبًا ، الإيمان يمانٍ ، والحكمة يمانيةٌ ، السّكينة في أهل الغنم ، والفخر والخيلاء في الفدّادين ، أهل الوبر ، قبل مطلع الشّمس )
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية رأس الكفر قبل المشرق
القارئ : وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو كريبٍ ، قالا : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالحٍ ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتاكم أهل اليمن ، هم ألين قلوبًا وأرقّ أفئدةً ، الإيمان يمانٍ ، والحكمة يمانيةٌ ، رأس الكفر قبل المشرق )
وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي ح وحدثني بشر بن خالد حدثنا محمد يعني بن جعفر قالا حدثنا شعبة عن الأعمش بهذا الإسناد مثل حديث جرير وزاد والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أصحاب الشاء
القارئ : وحدّثنا محمّد بن المثنّى ، قال حدّثنا ابن أبي عديٍّ ، ح وحدّثني بشر بن خالدٍ ، قال حدّثنا محمّدٌ يعني ابن جعفرٍ قالا : حدّثنا شعبة ، عن الأعمش بهذا الإسناد ، مثل حديث جريرٍ وزاد : ( والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل ، والسّكينة والوقار في أصحاب الشّاء )
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز
القارئ : وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزوميّ ، عن ابن جريجٍ ، قال : أخبرني أبو الزّبير ، أنّه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( غلظ القلوب ، والجفاء في المشرق ، والإيمان في أهل الحجاز ) الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه الأحاديث كما رأيتم بين فيها النبي صلى الله عليه وسلم أوصافًا تكون لأناس معينين إما بأعمالهم ، وإما بأماكنهم ، ومثل هذه الأوصال التي تقيّد بالأعمال أو بالأماكن لا يعني أنها تكون في كل فرد ، ولكن المراد بذلك الجملة ، فقد يكون في أصحاب الغنم من هو جافٍ غليظ القلب ، ويكون في أصحاب الإبل من هو رقيق القلب ، وقد يكون في أهل اليمن من هو غير مؤمن أصلًا ، وقد يكون في أهل المشرق من هو مؤمن أيضًا ، فمثل هذا الكلام يكون على وجه العموم ، ولا يعني ذلك أنه يختص بكل فرد ويتعين في كل فرد ، وهذا أمر يظهر بالتتبع ، فالتفضيل في الجملة لا يعني التفضيل في كل فرد ، وفي قوله صلى الله عليه وسلم ( الإيمان في أهل الحجاز ) ما يؤيد تفسير من فسّر اليمن بأنه الحجاز عمومًا ، فتدخل فيه المدينة ومكة وأهل اليمن -صنعاء وعدن- وغير ذلك ، فهو أعم مما هو مفهوم عند كثير من الناس في اليمن.
السائل : ما المقصود بالرياء الذي مع أصحاب الإبل ؟ الشيخ : الرياء معناه أنهم يحبون الفخر ومراءاة الناس ، فهو قريب من معنى الحديث الأول. السائل : ... الطاعة ؟ الشيخ : لا لا لا ، في أمور الدنيا.