القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير قال يحيى: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان ، قال: سمعت جابرا، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) .
حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وعثمان بن أبي شيبة كلاهما عن جرير قال يحيى أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان قال سمعت جابرا يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، وعثمان بن أبي شيبة، كلاهما عن جرير قال يحيى: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان ، قال: سمعت جابرا، يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) .
حدثنا أبو غسان المسمعي حدثنا الضحاك بن مخلد عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة
القارئ : حدثنا أبو غسان المسمعي، حدثنا الضحاك بن مخلد، عن ابن جريج ، قال: أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) . الشيخ : مسلم رحمه الله لم يترجم لحديث جابر هذا، لكن ترجم له النووي بقوله: ( باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة ) وظاهر كلامه رحمه الله أنه لا يرى كفر تارك الصلاة، وإنما أطلق عليه اسم الكفر الذي هو كفر دون كفر. والصحيح الذي لا شك فيه أن تارك الصلاة كافر، خارج عن الملة ، فهو كفر أكبر ويفرق بين أن يقال: من فعل كذا فهو كافر، أو يقال: هذا العمل كفر أو يقال: بين الرجل وبين الشرك والكفر وما أشبه ذلك، لأن ( أل ) في قوله: الشرك والكفر داخلة على أنها ( ال ) المبينة للحقيقة، فلا يمكن أن يراد بها الكفر المجازي، وقد أشار إلى هذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه: ( اقتضاء الصراط المستقيم ) قال: فرق بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( اثنتان في الناس هما بهم كفر ) ، وبين قوله: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) ويدل لهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان إذا قرأ وسجد اعتزل الشيطان يبكي، يقول: أمر بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار وقد استدل بهذا الحديث من يرى أن من ترك صلاة واحدة فهو كافر. ولا شك أن من تركها استكباراً فإنه كافر كفر استكبار، لا كفر تهاون، وإبليس ترك السجود ترك استكبار، كما قال تعالى: (( إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين )). والحاصل: أن هذا الحديث لا ينبغي إدخاله في هذا الباب على أنه ليس الكفر المخرج عن الملة، بل إنه كفر مخرج عن الملة، وأن من ترك الصلاة استكبارا فإنه يكفر بترك صلاة واحدة، بل لو ترك سجدة واحدة. وأما من تركها تهاوناً وكسلاً فهذا موضع الخلاف، والصحيح أنه يكون كافرا كفرا مخرج عن الملة.
حديث علي الذي فيه لايبغضك إلا منافق هل هو نفاق عملي.؟
السائل : قول النبي عليه الصلاة والسلام لعلي: ( لا يبغضك إلا منافق ) هل هذا نفاق عملي؟ الشيخ : لا هذا من النفاق العملي إذا كان مسلمًا، أما إذا كان النبي? يحكي عن المنافقين في عهده وأنهم يُبغضون عليًّا فيكون هذا من باب العلامة.
السائل : ...؟ الشيخ : فائدة هذا أنه يكون متابعة، تعرف أن الحديث إذا جاء من عدة طرق كان أقوى السائل : ...؟ الشيخ : سبق لنا في المقدمة أنه يقدم السند الذي لا يكون في رواته مطعن، وأنهم من كبار الأئمة الحفاظ، ثم بعده يأتي بالتقوية وكذلك ربما يكون في السند الأول التصريح بالتحديث في جميع الأداء، وفي الثاني عنعنة، هو يقدم ما كان أعلى.
وحدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم بن سعد ح وحدثني محمد بن جعفر بن زياد أخبرنا إبراهيم يعني بن سعد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله قال ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قال ثم ماذا قال حج مبرور وفي رواية محمد بن جعفر قال إيمان بالله ورسوله
القارئ : وحدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا إبراهيم بن سعد ح، وحدثني محمد بن جعفر بن زياد، قال أخبرنا إبراهيم، يعني ابن سعد، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة ، قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال : إيمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال: الجهاد في سبيل الله قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور ) وفي رواية محمد بن جعفر قال: ( إيمان بالله ورسوله )
حدثني أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن زيد حدثنا هشام بن عروة ح وحدثنا خلف بن هشام واللفظ له حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الليثي عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال قلت أي الرقاب أفضل قال أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال قلت فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال قلت يا رسول الله أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل قال تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك
القارئ : حدثني أبو الربيع الزهراني، حدثنا حماد بن حدثنا هشام بن عروة ، ح وحدثنا خلف بن هشام - واللفظ له - قال حدثنا حماد بن زيد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه، عن أبي مراوح الليثي، عن أبي ذر ، قال: ( قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ قال: الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال: قلت : أي الرقاب أفضل؟ قال: أنفسها عند أهلها وأكثرها ثمنا قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك ).
حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن حبيب مولى عروة بن الزبير عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فتعين الصانع أو تصنع لأخرق
القارئ : حدثنا محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، قال عبد : أخبرنا وقال ابن رافع : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن حبيب مولى عروة بن الزبير ، عن عروة بن الزبير ، عن أبي مراوح ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ، غير أنه قال : ( فتعين الصانع أو تصنع لأخرق ) .
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لوقتها قال قلت ثم أي قال بر الوالدين قال قلت ثم أي قال الجهاد في سبيل الله فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر، عن الشيباني، عن الوليد بن العيزار، عن سعد بن إياس أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها قال : قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين قال: قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله فما تركت أستزيده إلا إرعاء عليه ).
حدثنا محمد بن أبي عمر المكي حدثنا مروان الفزاري حدثنا أبو يعفور عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا نبي الله أي الأعمال أقرب إلى الجنة قال الصلاة على مواقيتها قلت وماذا يا نبي الله قال بر الوالدين قلت وماذا يا نبي الله قال الجهاد في سبيل الله
القارئ : حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، قال: حدثنا مروان الفزاري، قال: حدثنا أبو يعفور، عن الوليد بن العيزار، عن أبي عمرو الشيباني ، عن عبد الله بن مسعود، قال: ( قلت : يا نبي الله، أي الأعمال أقرب إلى الجنة؟ قال: الصلاة على مواقيتها قلت: وماذا يا نبي الله ؟ قال : بر الوالدين قلت: وماذا يا نبي الله ؟ قال: الجهاد في سبيل الله ) .
وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الوليد بن العيزار أنه سمع أبا عمرو الشيباني قال حدثني صاحب هذه الدار وأشار إلى دار عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها قلت ثم أي قال ثم بر الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد في سبيل الله قال حدثني بهن ولو استزدته لزادني
القارئ : وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال حدثنا أبي، قال حدثنا شعبة، عن الوليد بن العيزار، أنه سمع أبا عمرو الشيباني ، قال: (حدثني صاحب هذه الدار ، وأشار إلى دار عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : الصلاة على وقتها قلت: ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين قلت: ثم أي؟ قال: ثم الجهاد في سبيل الله قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني )
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل الأعمال أو العمل الصلاة لوقتها وبر الوالدين
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أفضل الأعمال - أو العمل - الصلاة لوقتها ، وبر الوالدين ). الشيخ : هذه الأحاديث كما ترون فيها بيان أن الأعمال مراتب، في الفضل، وكل ما كان أفضل فهو أحب إلى الله عز وجل، ولهذا جاء بعضها بلفظ: ( أي: العمل أحب إلى الله ) وفي بعضها: ( أي العمل أفضل ) كلما كان العمل أفضل كان أحب إلى الله، ولكنكم ترون في هذه الأحاديث أن بعضها قد يخالف الآخر في ظاهره ، فمثلا في حديث أبي هريرة ( سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل؟ قال : إيمان بالله، قال ثم ماذا: قال: الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور ). ومعلوم أن الصلاة أفضل من الجهاد وأفضل من الحج المبرور ، كما دل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وقيل إن هذا الخلاف باعتبار حال السائل أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف من حال السائل أن الأفضل في حقه كذا دون كذا ويبقى الفضل الآخر المطلق في أحاديث أخرى ، وهذا أقرب ما يكون. وقيل إن أفضل اسم تفضيل، فإذا قيل عن هذا العمل أفضل وعن هذا العمل أفضل فلا منافاة لاشتراكهما في الأفضلية ، وعلى هذا فيكون الأفضل على تقدير ( من ) أي: ( من أفضل الأعمال ) ولكن هذا ليس بوجيه، فحين يوجه السؤال إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقال: ( أي العمل أحب إلى الله؟ ) لا يستقيم ، صحيح أن السائل يريد العمل الأعلى ، والظاهر والله أعلم أن الصواب هو الوجه الأول ، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب كل إنسان بما يليق بحاله. ولا شك أن الإيمان بالله هو الأصل، فهو أفضل من الصلاة ، ولا تقبل صلاة بلا إيمان بالله ، ولا شك أن الصلاة أيضا أفضل من الجهاد في سبيل الله، لأنها عمود الإسلام ، ولأن تاركها كافر ،بخلاف الجهاد ، الجهاد ذروة سنام الإسلام، فهو كماله وأما الصلاة فإنها عمود الإسلام، فهي أصل من أصوله. وكذلك بر الوالدين مع الجهاد هذا يمكن أن يختلف الناس فيه، فنقول لشخص: برك لوالديك أفضل من الجهاد، ونقول للآخر: جهادك أفضل من بر الوالدين، فمثلاً إذا كان الأول ضعيف البنية قليل الإقدام وكان والداه محتاجين له ، فلا شك أن بقاءه عند والديه أفضل، وإذا كان الأمر بالعكس رجل قوي نشيط شجاع ، ووالداه لا يحتاجانه كثيراً فهنا الجهاد في حقه أفضل. وكذلك يقال في الحج المبرور مع الجهاد، تتفاضل بحسب حال الشخص وفي الأحاديث في جملتها: إثبات محبة الله عز وجل وأن الأعمال تتفاضل عند الله في المحبة ، فبعضها أحب إلى الله من بعض ، وهذه المحبة هل هي محبة حقيقية أو مراد بها الثواب والأجر؟ كافة أهل السنة والجماعة فيما أضافه الله إلى نفسه أنه على حقيقته، وأن صرفه إلى غير ظاهره تحريف وعلى هذا فنقول: إن المحبة محبة حقيقية ثابتة لله عز وجل على الوجه اللائق به ، وليس محبة طلب النفع أو طلب دفع ضرر بل هي محبة لأن المحبوب فعل ما يرضيه عز وجل فهي محبة كمال محبة إحسان محبة خير. وأما من أنكر المحبة وقال المراد بالمحبة الثواب أو إرادة الثواب، فهذا لا شك أنه محرف. وتعليل بعضهم أن المحبة إنما تكون بين شيئين متجانسين فهذا تعليل عليل، بل باطل، لأننا نرى أن المحبة تكون بين شيئين بينهما من التضاد ما هو واضح فالإنسان مثلاً يحب بيته الشرقي دون الغربي، مع أن الكل جماد ليس من جنسه بل من أبعد الأشياء عنه يحب قلمه الأزرق أشد من محبة قلمه الأحمر مثلا يحب الساعة الفلانية أكثر من الساعة الفلانية وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: هذا أحد جبل يحبنا ونحبه فأثبت المحبة بين الإنسان والجماد، فكيف لا تثبت المحبة بين خالق ومخلوق ؟! ثم يقال أيضاً: من الأدلة العقلية على ثبوت المحبة لله عز وجل: إثابة الطائعين على طاعتهم تدل على أن الله يحب الطاعة ، ويحب المطيع ، ولولا المحبة ما أثابهم، وهذا دليل عقلي لا ينكره أحد، والعجب أن هؤلاء الذين ينكرون المحبة يقولون إن العقل يمنعها أو إن العقل لا يدل عليها، لأن لهم طريقين في النفي، منهم من قال: إذا كان العقل لا يثبت هذه الصفة فلا نثبتها، ومنهم من قال: إذا كان العقل ينفي هذه الصفة فلا تثبتها. وبينهما فرق، فذاك يقول: إثباتها يتوقف على إثبات العقل لها فإن لم يثبتها وجب عليك النفي ، والثاني يقول: نفيها يتوقف على نفي العقل لها.
القارئ : وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، قال الإمام مسلم رحمه الله في كتاب الإيمان : باب كون الشرك أقبح الذنوب، وبيان أعظمها بعده
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا جرير وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال قلت له إن ذلك لعظيم قال قلت ثم أي قال ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال قلت ثم أي قال ثم أن تزاني حليلة جارك
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم، قال إسحاق: أخبرنا جرير، وقال عثمان : حدثنا جرير، عن منصور ، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل ، عن عبد الله ، قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال: قلت له: إن ذلك لعظيم قال: قلت : ثم أي؟ قال : ثم أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم أن تزاني حليلة جارك ). الشيخ : ابن مسعود رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله، وسأله: أي الذنب أعظم. يعني أي الذنوب أعظم. فسأله عن أحب الأشياء إلى الله وعن أعظم الذنوب. وهل سأله لمجرد أن يعرف أن هذا أحب إلى الله وهذا أعظم الذنوب؟ لا، الصحابي إذا سأله ذلك إنما يسألون من أجل التسابق إلى أحب الأعمال إلى الله، والتباعد عن أعظم الذنوب. ليسوا مثلنا ، نسأل سؤالا نظريا هذا أحب وهذا أعظم إنما يسألون ذلك لا تعنتا ولا تنطعا ولكن من أجل أن يجتنبوا ما هو أعظم وأن يقوموا بما هو أحب هذا شأن الصحابة رضي الله عنهم. يقول: أعظم الذنب أن تجعل لله ندا وهو خلقك ندا في أي شيء؟ في الربوبية وفي العبودية وكذلك في الأسماء والصفات، لكنها تتفاوت، هذا أعظم الذنب. ( وهو خلقك ) يعني : لم يشاركه أحد في خلقك فكيف تجعل له ندا في الخلق وفي العبادة. قال: ( قلت : إن ذلك لعظيم ) وكأن ابن مسعود رضي الله عنه أخذه من قوله تعالى: ( إن الشرك لظلم عظيم ). قلت: ثم أي ؟ قال: ( أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك ) وهذا فيه ذنبان: الذنب الأول: القطيعة العظمى في الرحم ، حيث قتلت ولدك الذي هو بضعة منك، والثانية أن فيه أيضا عدم ثقة بالله عز وجل لأن قوله: ( مخافة أن يطعم معك ) يعني يضيق عليك الرزق ، مع أن الله عز وجل يقول: ((ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ))، ويقول: (( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا )). وهذا في العقوق بل في القطيعة، لأن العقوق في الوالدين، والقطيعة فيما سواهما من الأقارب. الثالث في العرض (قال: ثم أي : قال : أن تزاني حليلة جارك ) لم يقل أن تزني بها، ( أن تزاني ) وتزاني على وزن ( تفاعل ) تقتضي الفعل من الطرفين، وكأن هذا الجار والعياذ بالله يحاول التغرير بحليلة جاره وهي الزوجة حتى يزني بها -نسأل الله العافية- وحتى تنقاد له، ومعلوم أنها إذا انقادت له فإنها سوف تكون طوعا له متى شاء زنى بها، بخلاف إذا زنى بها مرة واحدة فقد لا تطيعه في المرة الأخرى، أما المزاناة -والعياذ بالله- بحيث يقع من الطرفين فهذا يقتضي أن يكون هناك استدعاء للزنا من الطرفين، وإذا كان كذلك فلا تسأل عن كثرة فعل الفاحشة بينهما، لا سيما إن كانا شابين. وهذا يتعلق بايش؟ بالعرض.
الشيخ : يستفاد من هذا الحديث من حيث العموم : أن الذنوب تتفاوت في عظمها ، وهو كذلك فالذنوب منها كبائر وصغائر ، وهذا جنس ، ومن الكبائر ما هو أكبر وما دون ذلك وهذا نوع ، وكذلك من الصغائر ما هو قريب من الكبائر وما هو دون ذلك. فإذن الجنس كم؟ اثنان ، كبائر وصغائر، والكبائر : نوعان ، وإن شئت فقل أنواع كثيرة ، وكذلك نقول في الصغائر. وإذا كانت الذنوب تتفاوت في العظم فهي تتفاوت في الكراهة عند الله عز وجل، ولهذا بين الله سبحانه وتعالى أنه يكره بعض الأشياء أشد من بعض، فقال: (( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) .
السائل : لماذا كان الشرك أعظم الذنوب؟ الشيخ : لأنه من أعظم الناس حقاً عليك؟ السائل : ... الشيخ : أن قلت الناس والمراد ، من أعظم كل ما في الكون حقا عليك؟ الله عز وجل، لأنه هو الذي خلقك وأمدك وأعدك. وأسبغ عليك نعمه، فإذا جعلت له ندا فهذا أكفر ما يكون من النعم. لكن لو عصيت والديك أو جعلت أحد من الناس بمنزلتهما لكان هذا دون الشرك.
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل قال قال عبد الله قال رجل يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله قال أن تدعو لله ندا وهو خلقك قال ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله عز وجل تصديقها والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما
القارئ : حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير، قال عثمان: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عمرو بن شرحبيل، قال: قال عبد الله، ( قال رجل : يا رسول الله، أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله ندا وهو خلقك قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله عز وجل تصديقها: ((والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً )) ) الشيخ : هذا الحديث كالأول، لكن فيه بيان سبب نزول الآية : (( والذين لا يدعون مع الله )) وهو لا ينافي الأول باختلاف الصيغة ، ففي الأول أن عبد الله بن مسعود هو الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم وفي الثاني قال رجل، ولا يبعد أن يكون كنى عن نفسه باسم رجل، لأنه هو رجل من الرجال فلا يقال إن القصة متعددة، وأن ابن مسعود سأل، ورجلا آخر سأل ، بل الرجل هو عبد الله بن مسعود، فإذا قال: ( قال رجل ) فربما يريد أن يخفي اسمه في هذا السياق، وهو يريد بالرجل نفسه.
السائل : ...؟ الشيخ : لأنها حل له، إشارة إلى أنها حل له، فهي حرام عليه السائل : ...؟ الشيخ : مع أنه يحتمل أن يقال: حليلة الجار يشمل حتى السُّرِّيَّة، لو كان لجارك مملوكة يتسراها فربما تدخل في عموم قوله: (حليلة جارك)
السائل : ...؟ الشيخ : الجار الملاصق، لأن الجار الملاصق هو أشد الناس أمنًا بالنسبة له، يعني تأمنه أكثر من غيره، لأنه جارك فإذا خنته هذه الخيانة العظمى والعياذ بالله فهو أشد.
حدثني عمرو بن محمد بن بكير بن محمد الناقد حدثنا إسماعيل بن علية عن سعيد الجريري حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور أو قول الزور وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت
القارئ : حدثني عمرو بن محمد بن بكير بن محمد الناقد، حدثنا إسماعيل ابن علية، عن سعيد الجريري، حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثا الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور - أو قول الزور - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم متكئا، فجلس فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ). الشيخ : قوله: ( باب بيان الكبائر ) الكبائر اختلف العلماء رحمهم الله هل تدرك بالعد أو تدرك بالحد؟ فمنهم من قال تدرك بالعد وعدها، وتتبع كل حديث جاء فيه ذكر الكبائر فقال: هذا من الكبائر فعلى هذا يكون ما سواها من الصغائر، وبعضهم قال: إنها تتدرك بالحد، واختلفوا في هذا الحد، هل هو مثلا من لعن فاعله، أو غضب عليه أو ما أشبه ذلك. وأعم شيء هو ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية وذكره غيره من قبل: أن الكبيرة هي ما رتب عليها عقوبة خاصة، يعني بعينها، فما رتب عليه عقوبة خاصة بعينه فهو من الكبائر، وذلك أن المحرمات تنقسم إلى قسمين: قسم ورد النهي عنه، أو قيل: إنها حرام، أو قيل إنها لا تحل وما أشبه ذلك، دون أن يذكر لها عقوبة خاصة، هذه نقول إنها صغيرة هي حرام وصغيرة. وقسم آخر ذكر لها عقوبة خاصة، أو وصف خاص بها ، فهذه تكون من الكبائر، ثم هي ليست على حد سواء، حتى الكبائر تختلف فيها أكبر وفيها أصغر وفيها وسط، والدليل على هذا حديث أبي بكر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ) وبناء على ذلك نقول: الزنا من الكبائر، لأنه ورد فيه عقوبة خاصة، ووصف خاص (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة )) والزاني يجلد مائة جلدة ويرجم حسب ما تقتضيه الشريعة. هذا أحسن ما قيل في تعريف الكبيرة. ثم الكبائر كما قلت لكم تقسم إلى كبائر أكبر وأصغر ومتوسط.
الشيخ : وفي هذا الحديث بيان أنه ينبغي للعالم أن يعرض التعليم على المتعلم ولا يقال هذا إثقال منه على الحاضرين، بل هذا كرم منه على الحاضرين، لأنه إذا قال: ( ألا أنبئكم ) من المعلوم إذا كان أحد لا يريد قال: لا تنبئنا ليس هذا وقت بالحديث! فيكون عرض عليه وقول الرسول: ( ألا أنبئكم ) الظاهر لي أن المراد بذلك التشويق والتنبيه، ليس السؤال يعني أن الرسول لا بد أن يخبرهم، لكن عرضه بهذا المعرض تشويقاً وتنبيهاً ، ثم قال: ثلاثاً: يعني كررها ثلاثاً ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ) ولا شك أن هذا سوف يسترعي الانتباه أكثر إذا كرر الرسول صلى الله عليه وسلم مثل هذا العرض. قالوا: بلى كما في رواية أخرى ( قال: الإشراك بالله ) لأن أعظم الحقوق عليك هي حقوق الله عز وجل، الذي خلقك أوجدك وأمدك وأعدك أمدك بالنعم وأنت في بطن أمك لا تملك لنفسك نفعاً ولا ضراً، بل ولا يملك أبواك لك نفعاً ولا ضراً، حتى الأم لا تستطيع أن ترسل إليك الغذاء وكذلك الأب وإنما الله هو الذي تولى ذلك سبحانه وتعالى. كذلك أعدك يعني: جعلك قابلاً لما تقوم به مصالح دينك ودنياك وذلك بالسمع والبصر والنطق والشم والعقل وغير ذلك فهو منه الإيجاد والإعداد والإمداد. (( واتقوا الذي أمدكم بما لا تعلمون أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون )) فهذا أعظم الذنب أن تجعل لله نداً، وهذا الند لن يأتك منه الخير ولا يملك لك لا نفعاً ولا ضراً. والثاني: عقوق الوالدين ، والثالث : شهادة الزور. عقوق الوالدين: يعني قطع برهما ، لأنه مأخوذ من العق وهو القطع، ومنه سميت العقيقة للولد، لأنها تقطع أوداجها. فعقوق الوالدين إذن: قطع برهما. والمراد بالوالدين: الأب والأم ثم الجد والجد لكن حقهما دون حق الأب والأم. ( وشهادة الزور أو: قول الزور ) شك من الراوي، شهادة الزور هل المراد الشهاد بالزور، أو شهادة الشيء المحرم؟ وكذلك نقول في قول الزور، هل المراد به القول بالزور أو الشهادة بالزور؟ الظاهر أن المراد بشهادة الزور أن تشهد زوراً، وقول الزور أن تقول بشهادة الزور وذلك لأننا لو قلنا إن المراد بقول الزور كل قول محرم لم يكن هذا سليماً، إذ من الأقوال المحرمة ما ليس بكبيرة، فضلاً عن كونه من أكبر الكبائر، المراد بقول الزور وشهادة الزور أن يشهد الإنسان بشهادة باطلة، أو يقول بشهادة باطلة كذب. واعلم أن الشهادة لها ثلاث حالات: - أن يشهد بما علم. - أن يشهد بما علم أن الواقع بخلافه. - أن يشهد بما لا يعلم أن الواقع بخلافه أو بوفاقه أو بوفاقه. فما هي الشهادة الحق؟ الأولى، أن يشهد بما علم. وانتبه لقولنا: بما علم فإن الشهادة لا تبنى على الظن، لا ينفع فيها إلا اليقين، ((إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)) فالظن لا يكفي وإن أردت أن تقول في شهادتك عند القاضي: رأيت كذا وكذا وأظن فلا بأس، لأنك شهدت بما علمت، والقاضي يستفيد من قولك: ( أظن ) يستفيد أن تكون هذه قرينة، لكن لا يحكم بها، لا يحكم إلا بشهادة صادرة عن علم. القسم الثاني: أن يشهد بما يعلم أن الأمر بخلافه، فهذا ما فيه شك أنه من أعظم أعظم ما يكون من شهادة الزور. الحالة الثالثة: أن يشهد بما لا يعلم ثبوته ولا انتفاءه فهذا أيضاً من شهادة الزور، لقول الله تعالى: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً )) . قال: ( وكان متكئاً فجلس ) كيف يكون متكئاً عند القول بعقوق الوالدين والإشراك بالله ويجلس حينما تكلم عن شهادة الزور؟ لأن ضررها أعظم إذ أن ضررها يقتضي حل الدماء، وحل الفروج، وحل الأموال. لو شهد إنسان على شخص بأنه قتل آخر عمداً وشهد معه آخر وهي شهادة زور ماذا يترتب عليه؟ قتل، إراقة الدماء، لو شهد على فلان أنه عقد له على فلانة، وشهد معه آخر تضمن ايش؟ استحلال الفروج، لو شهد على إنسان أن في ذمته له مليون ريال، وهو كاذب، استباحة الأموال. فالمسألة عظيمة والداعي إليها كثير، يعني الداعي إلى عقوق الوالدين قليل، وإلى الإشراك بالله قليل، لكن الداعي إلى شهادة الزور كثير، منها: القرابة، قد يحابي الإنسان قريبه فيشهد الزور، الصداقة، الرشوة، الكراهة وما أشبه ذلك، فلهذا كان متكئاً فجلس. وفي الحديث من الفوائد: جواز التحديث والإنسان متكئ.
وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد وهو بن الحارث حدثنا شعبة أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر قال الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس وقول الزور
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان. في : باب بيان الكبائر وأكبرها وحدثني يحيى بن حبيب الحارثي، حدثنا خالد وهو ابن الحارث، حدثنا شعبة، أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكبائر، قال: ( الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس، وقول الزور )
وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال حدثني عبيد الله بن أبي بكر قال سمعت أنس بن مالك قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر أو سئل عن الكبائر فقال الشرك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قال قول الزور أو قال شهادة الزور قال شعبة وأكبر ظني أنه شهادة الزور
القارئ : وحدثنا محمد بن الوليد بن عبد الحميد، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، قال: حدثني عبيد الله بن أبي بكر، قال: سمعت أنس بن مالك، قال: ( ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الكبائر - أو سئل عن الكبائر - فقال: الشرك بالله، وقتل النفس، وعقوق الوالدين وقال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قال: قول الزور - أو قال : شهادة الزور - قال شعبة: وأكبر ظني أنه شهادة الزور ).
حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب قال حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اجتنبوا السبع الموبقات قيل يا رسول الله وما هن قال الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل مال اليتيم وأكل الربا والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات
القارئ : حدثني هارون بن سعيد الأيلي، قال حدثنا ابن وهب، قال: حدثني سليمان بن بلال، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات قيل: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم وأكل الربا، والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات ) . الشيخ : هذا الحديث أوسع مما قبله ، إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اجتنبوا السبع الموبقات ). ( الموبقات ) يعني: المهلكات، أولاً: لما سئل ما هن؟ قال: ( الشرك بالله ) وسبق الكلام عليه. و( السحر ) السحر هو نوعان: نوع يكون بمساعدة الشياطين، ومعاونتهم، وهو أعظم وهو الذي يكون في النفث في العقد ونحوها، وهذا كفر أي فاعله يكفر ويجب قتله. دفعاً لأذيته، ومن أجل ردته. حتى لو فرض أنه تاب فإننا نقتله، لأنه حد، كما جاء في الحديث: ( حد الساحر ضربه بالسيف ) اللهم إلا أن تقوم القرائن القوية على أن الرجل نزع عن هذا وتاب توبة نصوحاً، فهنا نقول إنه تقبل توبته، أما مجرد أن يقول: ( تبت ) ولم تظهر قرائن، فإنه لا يقبل منه. النوع الثاني: يكون بالأدوية المركبة، وهذا أهون من الأول، ولذلك قال كثير من العلماء إنه لا يكفر، لأن هذا مثل الذي يعتدي على الغير بأي عدوان كان وكل من النوعين من كبائر الذنوب، الأول كبيرة الكفر والثاني كبيرة دون الكفر. الثالث: ( قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ) وهي التي يعبر عنها العلماء بالنفس المعصومة، وهم أربعة أجناس: المسلم، والذمي، والمعاهد، والمستأمن، هذه هي النفوس التي حرم الله قتلها، إلا بالحق إلا بسبب، فالمسلم يجوز قتله بسبب مثل أن يقتل غيره، أو يكون ثيباً زانياً أو ما أشبه ذلك. وهذا القيد ( التي حرم الله إلا بالحق ) يقيد ما سبق في الأحاديث من إطلاق قتل النفس. ( وأكل مال اليتيم ) واليتيم هو الذي مات أبوه قبل بلوغه، وإنما كان أكل ماله أشد من غيره، لأنه يتيم فهو محل الرحمة والعطف والحنان، فإذا تجرأ أحد على أكل ماله صار هذا أعظم مما لو تجرأ على أكل مال من ليس مستحقاً بالرحمة رحمة اليتيم ، هذا من جهة ، من جهة أخرى أن اليتيم ليس له من يدافع عنه، فكان يتغافله الناس، ويأكلون ماله. يحملهم الطمع على هذا. وقوله: ( أكل مال اليتيم ) عبر بالأكل والمراد إتلاف مال اليتيم بأكل أو إحراق أو إفساد أو غير ذلك. لكنه عبر بالأكل لأنه أغلب وجوه الانتفاع، أو يقال: لأنه إذا كان أكل ماله من كبائر الذنوب فإتلافه الذي لا منفعة فيه من باب أولى. (وأكل الربا) أكل الربا أيضاً من الموبقات والربا في اللغة الزيادة وفي الشرع : تفاضل أو زيادة في الأشياء..