تتمة شرح باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر
الشيخ : إن حدثته نفسه بفعل ، أو تتكلم إن حدثته نفسه بقول. ولكن إذا حدثتك النفس بأشياء تخل بالعقيدة ، فماذا تصنع؟ لأن الشيطان يتسلط على المؤمن الصريح الإيمان ، لأجل أن يفسد عليه إيمانه ، ويشككه ، فالجواب عن هذا : أن الدواء في كلمتين بينهما النبي صلى الله عليه وسلم ، أولهما : الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ، استعذ وتصوّر نفسك كأنك فارٌّ من عدو ، لاجئ إلى ولي ، ما هو مجرد أن تقول أعوذ بالله باللسان. لا ، تصور نفسك أنك فار من عدو إلى ولي يتولاك ويحميك من هذا العدو هذه واحد. الثاني : انته. فالأول دواء إيجابي ، والثاني دواء سلبي. انته ، اعرض عن هذا ، لا يطرأ على بالك ، اشتغل بغيره حتى لو تأخذ مسحاة وتحرث الأرض افعل ، لأنك لو اشتغلت بعمل أوجب لك أن تلهو عما في قلبك من هذه الوساوس. ولا شك أن الإنسان حارث وهمام ، إذا هم بشيء نسي الآخر ، فأنت أعرض ، ولهذا قال : ولينته بأي شيء يوجب أن تنتهي عن هذا وتعرض عنه فاعمل. ومر عليّ أن ابن عباس أو ابن مسعود قيل له : إن اليهود يقولون : نحن لا نوسوس في صلاتنا. يعني إذا قلنا على الصلاة خلاص القلب حاضر. ونحن المسلمين نوسوس أكثر ما تأتي الوساوس في الصلاة فقال كلمة عجيبة ، قال : وما يصنع الشيطان بقلب خراب. سبحان الله ، لأي شيء ، الخراب ما يأتي الشيطان ليخربه ، لأنه خربان ، بل يخرب العامر السليم حتى يدمره.
الوساوس التي يستطيع الإنسان أن يجاب عنها هل يسأل عنها.؟
السائل : الوساوس التي يستطيع الإنسان أن يجيب عنها ...؟ الشيخ : الرسول صلى الله عليه وسلم قال لهم: (من أحس بذلك فليستعذ بالله ولينته) ولكن الوساوس التي ما تستقر، يطردها الإنسان ما تكلف أي شيء يكفي السائل : ...؟ الشيخ : في شيء لا يمكن التخلص منه إلا بهذا. السائل : مر علينا فائدة أنه ينبغي ذكر السند حتى لو كان موثوقاً؟ الشيخ : ليس السند بل المستند ، خصوصاً إذا رأيت المستفتي عنده شيء من القلق.
القارئ : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه: باب إذا همّ العبد بحسنةٍ كتبت ، وإذا همّ بسيّئةٍ لم تكتب الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم ترتيب المؤلف جيد ، ذكر بالأول الكلام على قوله تعالى : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) وأن الصحابة شق عليهم ذلك ، ثم ذكر أن الله عفا عن هذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. ثم ذكر الهم بالحسنة والهم بالسيئة ، وهذا ترتيب طيب. رحمه الله ، ولهذا قال الناظم : " تشاجر قوم في البخاري ومسلم *** لدي فقالوا أي ذين تقدم فقلت لقد فاق البخاري صحة *** كما فاق في حسن الصناعة مسلم " ومسلم كما رأيتم في حسن صناعة الإسناد لا شك أن بينه وبين البخاري فرقًا عظيمًا ، في جمع الأسانيد ، كما رأيتم.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر قال إسحاق أخبرنا سفيان وقال الآخران حدثنا بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا هم عبدي بسيئة فلا تكتبوها عليه فإن عملها فاكتبوها سيئة وإذا هم بحسنة فلم يعملها فاكتبوها حسنة فإن عملها فاكتبوها عشرا
القارئ : حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حربٍ ، وإسحاق بن إبراهيم ، واللّفظ لأبي بكرٍ ، قال إسحاق : أخبرنا سفيان ، وقال الآخران : حدّثنا ابن عيينة ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عزّ وجلّ : إذا همّ عبدي بسيّئةٍ فلا تكتبوها عليه ، فإن عملها فاكتبوها سيّئةً ، وإذا همّ بحسنةٍ فلم يعملها فاكتبوها حسنةً ، فإن عملها فاكتبوها عشرًا ).
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل إذا هم عبدي بحسنة ولم يعملها كتبتها له حسنة فإن عملها كتبتها عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف وإذا هم بسيئة ولم يعملها لم أكتبها عليه فإن عملها كتبتها سيئة واحدة
القارئ : حدّثنا يحيى بن أيّوب ، وقتيبة ، وابن حجرٍ ، قالوا : حدّثنا إسماعيل وهو ابن جعفرٍ ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عزّ وجلّ : إذا همّ عبدي بحسنةٍ ولم يعملها ، كتبتها له حسنةً ، فإن عملها كتبتها عشر حسناتٍ إلى سبع مائة ضعفٍ ، وإذا همّ بسيّئةٍ ولم يعملها ، لم أكتبها عليه ، فإن عملها كتبتها سيّئةً واحدةً ).
وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمل فإذا عملها فأنا أكتبها بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فأنا أغفرها له ما لم يعملها فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الملائكة رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة وهو أبصر به فقال ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها وإن تركها فاكتبوها له حسنة إنما تركها من جراي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف وكل سيئة يعملها تكتب بمثلها حتى يلقي الله
القارئ : وحدّثنا محمّد بن رافعٍ ، قال حدّثنا عبد الرّزّاق ، قال أخبرنا معمرٌ ، عن همّام بن منبّهٍ قال : هذا ما حدّثنا أبو هريرة ، عن محمّدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر أحاديث منها قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ : ما عندنا فذكر أحاديث عندكم ؟ وجد في بعض النسخ بعد صلى الله عليه وسلم وقبل قال هذه الزيادة: فذكر أحاديث منها ، كأنها نسخة القارئ : فذكر أحاديث منها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله عزّ وجلّ : إذا تحدّث عبدي بأن يعمل حسنةً ، فأنا أكتبها له حسنةً ما لم يعمل ، فإذا عملها ، فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدّث بأن يعمل سيّئةً ، فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها ، فأنا أكتبها له بمثلها ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قالت الملائكة : ربّ ، ذاك عبدك يريد أن يعمل سيّئةً ، وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه فإن عملها فاكتبوها له بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنةً ، إنّما تركها من جرّاي ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه ، فكلّ حسنةٍ يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعفٍ ، وكلّ سيّئةٍ يعملها تكتب بمثلها حتّى يلقى الله ).
وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت
القارئ : وحدّثنا أبو كريبٍ ، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر ، عن هشامٍ ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من همّ بحسنةٍ فلم يعملها ، كتبت له حسنةً ، ومن همّ بحسنةٍ فعملها ، كتبت له عشرًا إلى سبع مائة ضعفٍ ، ومن همّ بسيّئةٍ فلم يعملها ، لم تكتب ، وإن عملها كتبت ).
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث عن الجعد أبي عثمان حدثنا أبو رجاء العطاردي عن بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة
القارئ : حدّثنا شيبان بن فرّوخ ، حدّثنا عبد الوارث ، عن الجعد أبي عثمان ، قال حدّثنا أبو رجاءٍ العطارديّ ، عن ابن عبّاسٍ ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى ، قال : ( إنّ الله كتب الحسنات والسّيّئات ، ثمّ بيّن ذلك ، فمن همّ بحسنةٍ فلم يعملها ، كتبها الله عنده حسنةً كاملةً ، وإن همّ بها فعملها ، كتبها الله عزّ وجلّ عنده عشر حسناتٍ إلى سبع مائة ضعفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ ، وإن همّ بسيّئةٍ فلم يعملها ، كتبها الله عنده حسنةً كاملةً ، وإن همّ بها فعملها ، كتبها الله سيّئةً واحدةً ).
وحدثنا يحيى بن يحيى حدثنا جعفر بن سليمان عن الجعد أبي عثمان في هذا الإسناد بمعنى حديث عبد الوارث وزاد ومحاها الله ولا يهلك على الله إلا هالك
القارئ : وحدّثنا يحيى بن يحيى ، حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن الجعد أبي عثمان ، في هذا الإسناد بمعنى حديث عبد الوارث ، وزاد : ( ومحاها الله ولا يهلك على الله إلّا هالكٌ ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه الأحاديث في بيان الهم بالحسنات والسيئات ، فالهم بالحسنات حسنة ، عملها أو لم يعملها ، لأن مجرد همه بها يدل على أنه يريد الخير ، سواء فعل أم لم يفعل ، ولهذا إذا هم بها ولم يعملها كتبها الله حسنة كاملة. والحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بها وعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. ولكن إذا هم بها ولم يعملها ينظر إذا كان من عادته أن يعملها ولكن تركها عجزًا فإنه يكتب له أجرها كاملًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من مرض أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا ) وهذه من نعمة الله عز وجل ، أن الله يجري للإنسان عمله الذي كان يعمله في حال السعة ، إذا عجز عنه في حال الضيق. أما السيئة فإن هم بها وعملها كتبها الله سيئة واحدة ، وتأمل الحسنة قال كاملة ، والسيئة قال واحدة ، سواء في الحرمين أو في الحل ، وعلى هذا فلا تضاعف السيئة في مكة مضاعفة كمية ، لكنها تضاعف مضاعفة كيفية. ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى : (( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون )) وهذه الآية نزلت في مكة ، لأن سورة الأنعام كلها مكية. ولقوله تعالى: (( ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم )) أي مؤلم. فهي مضاعفة في كيفيتها لا في كميتها. وبهذا نعرف بطلان ما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه خرج إلى الطائف وقال :" لا أسكن مكة بلدًا حسناته وسيئاته سواء" فإن هذا لا يصح عن عبد الله بن عباس وهو أفقه من أن يقول مثل هذا الكلام. فإن هم بالسيئة ولم يعملها : فالأدلة تدل على أن ذلك أقسام ، القسم الأول : أن يدعها عجزًا عنها مع فعل ما قدر عليه منها ، فهذا يكتب كفاعلها تمامًا. أن يتركها مع فعل ما قدر عليه منها ، فهذا يكتب له إثمها كاملًا ، ودليله قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قالوا : هذا القاتل فما بال المقتول ؟! قال : لأنه كان حريصًا على قتل صاحبه ) الحال الثانية : أن يتركها عجزًا دون أن يفعل ما قدر عليه منها ، كرجل هم بسرقة لكنه رأى الناس حوله ، فتركها ، فهذا عليه وزرها ، لكنه ليس كالذي فعل ما قدر عليه منها ، لأن هذا لم يفعل شيئًا ، لكن عليه الوزر ، وزر النية بلا شك.. الثالث : أن يهم بالسيئة، ثم يتركها لله. فهذا تكتب له حسنة كاملة لقوله تبارك وتعالى في الحديث القدسي: ( فإنما تركها من جرائي ) أي: من أجلي فتكتب له حسنة كاملة. الرابع : ألا يطرأ على باله تلك السيئة من الأصل ، كرجل لم يطرأ عليه السرقة ولم يطرأ عليه الزنا ولا شرب الخمر. فهذا ليس له أجر وليس عليه وزر. لأنه ليس عنده نية لا لفعل السيئة ولا لتركها. فهذه أقسام أربعة دلت عليها النصوص.
الشيخ : وفي هذه الأحاديث بجميع سياقاتها واختلاف ألفاظها : دليل على سعة كرم الله سبحانه وتعالى ، وأن رحمته سبقت غضبه ، وأن العطاء أحب إليه من العقوبة. وفيه أيضًا : دليل على أن الملائكة يكتبون ما يكتبون بأمر الله ، ولهذا يأمرهم الله وينهاهم : اكتبوها، لا تكتبوها. وهو كذلك.. والله سبحانه وتعالى قد وكل لكل إنسان ملكين ، يكتبان الحسنات ويكتبان السيئات. (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))(( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد )) فاحفظ نفسك ، إذا كنت تخشى من سطوة سلطان ، لو سجلت كلامًا يعاقبك به هذا السلطان ، شريط ( كاست ) فاعلم أن أعمالك تكتب مثل ما ينطبع قولك بالشريط وأن هذا سيعرض عليك يوم القيامة ، إلا أن تأتي بحسنات تمحوه أو توبة.
الشيخ : وفي بعض ألفاظ الحديث : قال : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه فكل حسنة..) إلى آخره . هل المراد إذا أحسن إسلامه في الحسنة التي يفعلها ، أو على سبيل الإطلاق ؟ إن كان الثاني فقد هلكنا ، ولم نحصل على هذا الثواب في الحسنات ، وإن كان الأول إذا أحسن أحدكم إسلامه بمعنى أن الإسلام يطلق على كل جزء من أجزائه ، فالأمر أهون. بل هو نعمة من الله عز وجل ، فالظاهر لي هو هذا ، أن المراد إذا أحسن أحدكم إسلامه فيما عمل ، وإلا من الذي يحسن إسلامه على سبيل الإطلاق ؟! ولو قلنا : لا تكتب الحسنة بعشرة أمثالها إلا إذا أحسن إسلامه على سبيل الإطلاق لاختل هذا الثواب في كثير من الناس. لأنه ما من إنسان إلا وفي إسلامه نقص وإساءه. فالظاهر لي ، وأرجو من الله أن يكون هو الواقع ، أن المراد إذا حسن إسلامه فيما عمل به ، يعني في العمل الذي عمل به بأن كان مخلصًا لله موافقًا لشريعة الله.
السائل : إذا ... فعل السئات لعلمه بتحريم الله سبحانه وتعالى هل نقول أنها لا تكتب له ولا يؤجر عليها؟ الشيخ : هل تركها لتحريم الله لها؟ السائل : نعم الشيخ : إذن يثاب، هذا نوع من الطاعة.
السائل : ...؟ الشيخ : سيئة واحدة الإنسان يعرف أن هذا تقليل لها ، يعني مثل ما يقول الصبي إذا رأى الإنسان يخرف النخلة يقول : هات لي واحدة ، أسقط عليّ واحدة ، تقليل. لكن كاملة لا شك أن فيها تنويه بها.
من هم بسيئة ثم تركها قلنا ينظر إلى غايته فكيف إذا ترك حسنة.؟
السائل : من هم بالسيئة ولم يعلمها ينظر إلى عادته هل من عادته يعملها فإن كان يعملها كتبت له حسنة ؟ الشيخ : متى تركها لله السائل : الحسنة إذا هم بها ولم يعملها هل من عادته أنه يعملها؟ الشيخ : لا ، يعملها أو لا إذا تركها لعذر، لأن المرض والسفر عذران يقتضيان ألا يفعل، السائل : إذا لم لم يكن من عادته أن يعملها؟ الشيخ : إذا لم يكن من عادتها أن يعملها فلا يكتب له أجر. السائل : ولو هم بها؟ الشيخ : نعم يكتب له أجر الهم، لكن ذاك تكتب له أجر كامل. يعني مثلاً: صلى منفردًا في السفر، ومن عادته أن يصلي جماعة في الحضر، كم تكن صلاته؟ أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.
حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال وقد وجدتموه قالوا نعم قال ذاك صريح الإيمان
القارئ : حدّثني زهير بن حربٍ ، حدّثنا جريرٌ ، عن سهيلٍ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : ( جاء ناسٌ من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فسألوه : إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلّم به ، قال : وقد وجدتموه ؟ قالوا : نعم ، قال : ذاك صريح الإيمان ).
وحدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة ح وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد وأبو بكر بن إسحاق قالا حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق كلاهما عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث
القارئ : وحدّثنا محمّد بن بشّارٍ ، قال حدّثنا ابن أبي عديٍّ ، عن شعبة ، ح ، وحدّثني محمّد بن عمرو بن جبلة بن أبي روّادٍ ، وأبو بكر بن إسحاق ، قالا : حدّثنا أبو الجوّاب ، عن عمّار بن رزيقٍ ، كلاهما عن الأعمش ، عن أبي صالحٍ ، عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث.
حدثنا يوسف بن يعقوب الصفار حدثني علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان
القارئ : حدّثنا يوسف بن يعقوب الصّفّار ، حدّثني عليّ بن عثّامٍ ، عن سعير بن الخمس ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال : ( سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة ، قال : تلك محض الإيمان ).
حدثنا هارون بن معروف ومحمد بن عباد واللفظ لهارون قالا حدثنا سفيان عن هشام عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله
القارئ : حدّثنا هارون بن معروفٍ ، ومحمّد بن عبّادٍ ، واللّفظ لهارون ، قالا : حدّثنا سفيان ، عن هشامٍ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال النّاس يتساءلون حتّى يقال : هذا خلق الله الخلق ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئًا ، فليقل : آمنت بالله ).
وحدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو النضر حدثنا أبو سعيد المؤدب عن هشام بن عروة بهذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق السماء من خلق الأرض فيقول الله ثم ذكر بمثله وزاد ورسله
القارئ : وحدّثنا محمود بن غيلان ، حدّثنا أبو النّضر ، حدّثنا أبو سعيدٍ المؤدّب ، عن هشام بن عروة ، بهذا الإسناد ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يأتي الشّيطان أحدكم فيقول : من خلق السّماء ؟ من خلق الأرض ؟ فيقول : الله ) ثمّ ذكر بمثله وزاد ، ورسله.
حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا وكذا حتى يقول له من خلق ربك فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته
القارئ : حدّثني زهير بن حربٍ ، وعبد بن حميدٍ ، جميعًا عن يعقوب ، قال زهيرٌ : حدّثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدّثنا ابن أخي ابن شهابٍ ، عن عمّه ، قال : أخبرني عروة بن الزّبير ، أنّ أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي الشّيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا وكذا ؟ حتّى يقول له : من خلق ربّك ؟ فإذا بلغ ذلك ، فليستعذ بالله ولينته ).
حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبي عن جدي قال حدثني عقيل بن خالد قال قال بن شهاب أخبرني عروة بن الزبير أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي العبد الشيطان فيقول من خلق كذا وكذا مثل حديث بن أخي بن شهاب
القارئ : حدّثني عبد الملك بن شعيب بن اللّيث ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، قال : حدّثني عقيل بن خالدٍ ، قال : قال ابن شهابٍ ، أخبرني عروة بن الزّبير ، أنّ أبا هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يأتي العبد الشّيطان فيقول : من خلق كذا وكذا ؟ ) مثل حديث ابن أخي ابن شهابٍ.
حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد قال حدثني أبي عن جدي عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال الناس يسألونكم عن العلم حتى يقولوا هذا الله خلقنا فمن خلق الله قال وهو آخذ بيد رجل فقال صدق الله ورسوله قد سألني اثنان وهذا الثالث أو قال سألني واحد وهذا الثاني
القارئ : حدّثني عبد الوارث بن عبد الصّمد ، قال : حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أيّوب ، عن محمّد بن سيرين عن أبي هريرة ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يزال النّاس يسألونكم عن العلم حتّى يقولوا : هذا الله خلقنا ، فمن خلق الله ؟ قال : وهو آخذٌ بيد رجلٍ ، فقال : صدق الله ورسوله ، قد سألني اثنان وهذا الثّالث ، أو قال : سألني واحدٌ وهذا الثّاني )
وحدثنيه زهير بن حرب ويعقوب الدورقي قالا حدثنا إسماعيل وهو بن علية عن أيوب عن محمد قال قال أبو هريرة لا يزال الناس بمثل حديث عبد الوارث غير أنه لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الإسناد ولكن قد قال في آخر الحديث صدق الله ورسوله
القارئ : وحدّثنيه زهير بن حربٍ ، ويعقوب الدّورقيّ ، قالا : حدّثنا إسماعيل وهو ابن عليّة ، عن أيّوب ، عن محمّدٍ ، قال : قال أبو هريرة : ( لا يزال النّاس ) ، بمثل حديث عبد الوارث ، غير أنّه لم يذكر النّبيّ صلى الله عليه وسلم في الإسناد ، ولكن قد قال في آخر الحديث : صدق الله ورسوله.
وحدثني عبد الله بن الرومي حدثنا النضر بن محمد حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثنا يحيى حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتى يقولوا هذا الله فمن خلق الله قال فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناس من الأعراب فقالوا يا أبا هريرة هذا الله فمن خلق الله قال فأخذ حصى بكفه فرماهم ثم قال قوموا قوموا صدق خليلي صلى الله عليه وسلم
القارئ : وحدّثني عبد الله بن الرّوميّ ، حدّثنا النّضر بن محمّدٍ ، حدّثنا عكرمة وهو ابن عمّارٍ ، حدّثنا يحيى ، حدّثنا أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يزالون يسألونك يا أبا هريرة حتّى يقولوا : هذا الله ، فمن خلق الله ؟ قال : فبينا أنا في المسجد إذ جاءني ناسٌ من الأعراب ، فقالوا : يا أبا هريرة ، هذا الله ، فمن خلق الله ؟ قال : فأخذ حصًى بكفّه فرماهم ، ثمّ قال : قوموا قوموا صدق خليلي ).
حدثني محمد بن حاتم حدثنا كثير بن هشام حدثنا جعفر بن برقان حدثنا يزيد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسألنكم الناس عن كل شيء حتى يقولوا الله خلق كل شيء فمن خلقه
القارئ : حدّثني محمّد بن حاتمٍ ، قال حدّثنا كثير بن هشامٍ ، حدّثنا جعفر بن برقان ، حدّثنا يزيد بن الأصمّ ، قال : سمعت أبا هريرة ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليسألنّكم النّاس عن كلّ شيءٍ حتّى يقولوا : الله خلق كلّ شيءٍ ، فمن خلقه ؟ ).
حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي حدثنا محمد بن فضيل عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل إن أمتك لا يزالون يقولون ما كذا ما كذا حتى يقولوا هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله
القارئ : حدّثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرميّ ، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ ، عن مختار بن فلفلٍ ، عن أنس بن مالكٍ ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عزّ وجلّ : إنّ أمّتك لا يزالون يقولون : ما كذا ؟ ما كذا ؟ حتّى يقولوا : هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله )
وحدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة كلاهما عن المختار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن إسحاق لم يذكر قال قال الله إن أمتك
القارئ : حدّثناه إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جريرٌ ، ح ، وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا حسين بن عليٍّ ، عن زائدة كلاهما عن المختار ، عن أنسٍ ، عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث ، غير أنّ إسحاق لم يذكر قال : ( قال الله إنّ أمّتك ). الشيخ : هذه الأحاديث في باب الوسوسة ، وهي حديث النفس ، هل يؤاخذ الإنسان بها أو لا يؤاخذ؟ إن الصحابة رضي الله عنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فقال : أوجدتموه ؟ قالوا : نعم. قال : ذاك صريح الإيمان. وقد تأول الشارح رحمه الله كما في الحاشية عندي ، تأول قوله : ( أوجدتموه ) بمعنى : أوجدتم استعظام ذلك. لا أوجدتم الوسوسة ، وهذا تحريف ، ليس هذا معنى الحديث ، والدليل على هذا اللفظ الثاني ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الوسوسة فقال : تلك محض الإيمان ) تلك يعني الوسوسة. ولكن لما لم يتبين لبعض العلماء معنى قوله : ( ذاك صريح الإيمان ) جعلوا صريح الإيمان هو استعظام هذه الوسوسة ، ولكن هذا تحريفٌ، والصواب أن معنى ( أوجدتموه ) أي : وجدتم ذلك في نفوسكم ، أي : هذه الوسوسة التي يستعظم أحدكم أن يتكلم بها ، ولا يستطيع أن يتكلم بها. ووجه كون ذلك صريح الإيمان ، أن هذه الوسوسة لم ترد إلا على قلب خالص خالٍ منها ، لأن الوسوسة شيء طارئ يطرأ على خالٍ من الوسوسة ، فإذا حصلت هذه الوسوسة دلّ ذلك على أن القلب سليم ، وأنه مؤمن ، لأنه لولا ذلك ما صحّ أن نقول أن الوسوسة ترد علي. ولهذا يتعاظم الإنسان أن يتكلم بما يرد على قلبه من هذه الوسوسة ، لكن هذه الوسوسة تدل على أن الإنسان صريح الإيمان خالص الإيمان ، ولهذا هاجمه الشيطان بهذه الوسوسة لعله يخلخل الإيمان الذي معه. وقد ذكرنا لكم فيما سبق أن اليهود افتخروا على المسلمين فقالوا : إننا لا نوسوس في صلاتنا ، وأن ابن عباس أو ابن مسعود (سئل عن ذلك فقال : صدقوا ، وما يفعل الشيطان بقلب خراب ؟! ) الشيطان لا يأتي للقلب الخارب يخربه لأنه خربان ، يأتي للقلب العامر ليخربه. وعلى هذا فنقول: إذا حدث في قلبك مثل هذه الوسوسة فاعلم أنك صريح الإيمان ، وأن إيمانك خالص ولولا ذلك ما وردت عليه الوسوسة ، لكن استعمل الدواء. الإنسان الذي يتأثر بما يكون في جسده من ميكروبات ، علام يدل ذلك؟ على صحة الجسد أم على عدمها ؟ على صحته. لأنه إذا لم يتأثر فمعناه أنه فقد المناعة ، وهذا مرض. كذلك أيضًا هذا القلب لم يتأثر بهذه الوسوسة إلا لأنه سليم. علينا الآن أن نداوي هذا ، إن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نداوي ذلك ، فقال : فليستعذ بالله ولينته. هذا دواء يضاف إلى ذلك أن يقول : ( آمنت بالله ورسله ). يضاف إلى ذلك أيضًا ما ورد في السنن : ( الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ). فالإنسان العاقل يعرف كيف يداوي هذه الوسوسة التي ألقاها الشيطان في قلبه ، لكنها بشرى للمؤمن حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذاك صريح الإيمان.
الشيخ : وفي هذه الأحاديث منع التسلسل في المؤثرين ، لا في الآثار وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حينما يلقي الشيطان من خلق الله أمر أن الإنسان يستعيذ بالله ولينتهي يوقف التسلسل. ولهذا اتفق الفلاسفة والمتكلمون على أنه لا يمكن التسلسل في المؤثرين ، لأنك لو أردت أن تجعلها متسلسلة إلى أين ؟ ما تنتهي. ولهذا كان ممنوعًا عقلًا وشرعا إذا أوصلتها إلى الخالق عز وجل أن تقف. ممنوع أن تستمر في التسلسل. لأنك لو أردت أن تستمر فإلى أين؟! عليك أن تستعيذ بالله وتنتهي تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وتنتهي: تعرض عن هذا ، تعرض عن هذا، اشتغل بأمور أخرى، ولا يهمنك. وفي حديث أبي هريرة حين حصب الأعراب : دليل على الغيرة لله عز وجل ، وأن الإنسان يجب ألا يتكلم في مثل هذه الأمور التي قد تفسد عقيدته ، ولكن هل نقول : إن هناك طريقًا أسلم مما سلكه أبو هريرة ؟ نقول : نعم ، لو حدثهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( استعيذوا بالله وانتهوا ) لكان أحسن ، ولكن الغيرة حملته في تلك الساعة على أن يفعل ما فعل. فيه حديث لكنه ضعيف
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان من صحيحه: باب وعيد من اقتطع حقّ مسلمٍ بيمينٍ فاجرةٍ بالنّار
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرنا العلاء وهو بن عبد الرحمن مولى الحرقة عن معبد بن كعب السلمي عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة فقال له رجل وإن كان شيئا يسيرا يا رسول الله قال وإن قضيبا من أراك
القارئ : حدّثنا يحيى بن أيّوب ، وقتيبة بن سعيدٍ ، وعليّ بن حجرٍ ، جميعًا عن إسماعيل بن جعفرٍ ، قال ابن أيّوب : حدّثنا إسماعيل بن جعفرٍ ، قال : أخبرنا العلاء وهو ابن عبد الرّحمن مولى الحرقة ، عن معبد بن كعبٍ السّلميّ ، عن أخيه عبد الله بن كعبٍ ، عن أبي أمامة ، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من اقتطع حقّ امرئٍ مسلمٍ بيمينه ، فقد أوجب الله له النّار ، وحرّم عليه الجنّة فقال له رجلٌ : وإن كان شيئًا يسيرًا يا رسول الله ؟ قال : وإن قضيبًا من أراكٍ ).
وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم وهارون بن عبد الله جميعا عن أبي أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن كعب أنه سمع أخاه عبد الله بن كعب يحدث أن أبا حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
القارئ : وحدّثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، وهارون بن عبد الله ، جميعًا عن أبي أسامة ، عن الوليد بن كثيرٍ ، عن محمّد بن كعبٍ أنّه سمع أخاه عبد الله بن كعبٍ ، يحدّث أنّ أبا أمامة الحارثيّ ، حدّثه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا بن نمير حدثنا أبو معاوية ووكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي واللفظ له أخبرنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان قال فدخل الأشعث بن قيس فقال ما يحدثكم أبو عبد الرحمن قالوا كذا وكذا قال صدق أبو عبد الرحمن في نزلت كان بيني وبين رجل أرض باليمن فخاصمته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل لك بينة فقلت لا قال فيمينه قلت إذن يحلف قال فيمينك قلت إذن يحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان فنزلت إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
القارئ : وحدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا وكيعٌ ، ح ، وحدّثنا ابن نميرٍ ، حدّثنا أبو معاوية ، ووكيعٌ ، ح ، وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظليّ ، واللّفظ له ، أخبرنا وكيعٌ ، حدّثنا الأعمش ، عن أبي وائلٍ عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من حلف على يمين صبرٍ ، يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ هو فيها فاجرٌ ، لقي الله وهو عليه غضبان قال: فدخل الأشعث بن قيسٍ ، فقال : ما يحدّثكم أبو عبد الرّحمن ؟ قالوا : كذا وكذا ، قال : صدق أبو عبد الرّحمن ، فيّ نزلت ، كان بيني وبين رجلٍ أرضٌ باليمن ، فخاصمته إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال : هل لك بيّنةٌ ؟ فقلت : لا ، قال : فيمينه قلت : إذن يحلف ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : من حلف على يمين صبرٍ ، يقتطع بها مال امرئٍ مسلمٍ هو فيها فاجرٌ ، لقي الله وهو عليه غضبان فنزلت : (( إنّ الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا )) )
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال من حلف على يمين يستحق بها مالا هو فيها فاجر لقي الله وهو عليه غضبان ثم ذكر نحو حديث الأعمش غير أنه قال كانت بيني وبين رجل خصومة في بئر فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال شاهداك أو يمينه
القارئ : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جريرٌ ، عن منصورٍ ، عن أبي وائلٍ ، عن عبد الله ، قال : ( من حلف على يمينٍ يستحقّ بها مالًا ، هو فيها فاجرٌ ، لقي الله وهو عليه غضبان )، ثمّ ذكر نحو حديث الأعمش ، غير أنّه قال : ( كانت بيني وبين رجلٍ خصومةٌ في بئرٍ ، فاختصمنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : شاهداك أو يمينه ).
وحدثنا بن أبي عمر المكي حدثنا سفيان عن جامع بن أبي راشد وعبد الملك بن أعين سمعا شقيق بن سلمة يقول سمعت بن مسعود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا
القارئ : وحدّثنا ابن أبي عمر المكّيّ ، حدّثنا سفيان ، عن جامع بن أبي راشدٍ ، وعبد الملك بن أعين ، سمعا شقيق بن سلمة ، يقول : سمعت ابن مسعودٍ ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حلف على مال امرئٍ مسلمٍ بغير حقّه ، لقي الله وهو عليه غضبان قال عبد الله : ثمّ قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله : (( إنّ الّذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنًا قليلًا )) إلى آخر الآية )
حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السري وأبو عاصم الحنفي واللفظ لقتيبة قالوا حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه قال جاء رجل من حضر موت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحضرمي يا رسول الله إن هذا قد غلبني على أرض لي كانت لأبي فقال سنان هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرمي ألك بينة قال لا قال فلك يمينه قال يا رسول الله إن الرجل فاجر لا يبالي على ما حلف عليه وليس يتورع من شيء فقال ليس لك منه إلا ذلك فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أدبر أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلما ليلقين الله وهو عنه معرض
القارئ : حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وهنّاد بن السّريّ ، وأبو عاصمٍ الحنفيّ ، واللّفظ لقتيبة ، قالوا : حدّثنا أبو الأحوص ، عن سماكٍ ، عن علقمة بن وائلٍ ، عن أبيه ، قال : ( جاء رجلٌ من حضرموت ورجلٌ من كندة إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، فقال الحضرميّ : يا رسول الله إنّ هذا قد غلبني على أرضٍ لي كانت لأبي ، فقال الكنديّ : هي أرضي في يدي أزرعها ليس له فيها حقٌّ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحضرميّ : ألك بيّنةٌ ؟ قال : لا ، قال : فلك يمينه قال : يا رسول الله ، إنّ الرّجل فاجرٌ لا يبالي على ما حلف عليه ، وليس يتورّع من شيءٍ ، فقال : ليس لك منه إلّا ذلك ، فانطلق ليحلف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا أدبر : أما لئن حلف على ماله ليأكله ظلمًا ، ليلقينّ الله وهو عنه معرضٌ ).
وحدثني زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن أبي الوليد قال زهير حدثنا هشام بن عبد الملك حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجلان يختصمان في أرض فقال أحدهما إن هذا انتزى على أرضي يا رسول الله في الجاهلية وهو امرؤ القيس بن عابس الكندي وخصمه ربيعة بن عبدان قال بينتك قال ليس لي بينة قال يمينه قال إذن يذهب بها قال ليس لك إلا ذاك قال فلما قام ليحلف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتطع أرضا ظالما لقي الله وهو عليه غضبان قال إسحاق في روايته ربيعة بن عيدان
القارئ : وحدّثني زهير بن حربٍ ، وإسحاق بن إبراهيم ، جميعًا عن أبي الوليد ، قال زهيرٌ : حدّثنا هشام بن عبد الملك ، حدّثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عميرٍ ، عن علقمة بن وائلٍ ، عن وائل بن حجرٍ ، قال : ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ) الشيخ : عن وائل القارئ : عن وائل ابن حجر الشيخ : عندي عن أبيه ، لكن ما هو بالظاهر، لأن الحديث من حديث وائل ابن حجر ، ما ذكر في الشرح؟ يقول : عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر عن أبيه، والسياق الذي قبله وائل، إي عن أبيه ، الذي قبله عن علقمة بن وائل عن أبيه هذا الذي قبله ، على كل حال لازم يرجع لتصحيح النسخة القارئ : عن علقمة بن وائل عن وائل بن حجر قال : ( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجلان يختصمان في أرضٍ ، فقال أحدهما : إنّ هذا انتزى على أرضي يا رسول الله في الجاهليّة -وهو امرؤ القيس بن عابسٍ الكنديّ ، وخصمه ربيعة بن عبدان- قال : بيّنتك قال : ليس لي بيّنةٌ ، قال : يمينه قال : إذن يذهب بها ، قال : ليس لك إلّا ذاك، قال : فلمّا قام ليحلف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اقتطع أرضًا ظالمًا ، لقي الله وهو عليه غضبان ) قال إسحاق في روايته : ربيعة بن عيدان. الشيخ : هذه الأحاديث كما رأيتم في الوعيد على من حلف ليقتطع بيمينه مال امرئ مسلم ، والعقوبات متنوعة ، وظاهر هذه الأحاديث أنه لا فرق بين القليل والكثير ، حتى وإن قضيبًا من آراك. فإن قال قائل : كيف يستحق هذا الوعيد الشديد وهو لم يحلف إلا على قضيب من آراك ، يعني مسواك. فيقال : الذنوب تعظم ليس بقدر حجمها المادي ، ولكن بقدر ما حصل فيها من الأمر المعنوي ، وذلك أن هذا الرجل حلف بالله عز وجل ، فانتهك عظمة الله سبحانه وتعالى ، واقتطع بها مال أخيه ، ولهذا لو غصب قضيبًا من آراك أو ما هو أعظم لم يستحق هذا الوعيد. لكن يستحقه بسبب اليمين الكاذبة الفاجرة ، فالوعيد على مجموع الأمرين : على ظلم أخيه ، وعلى انتهاك عظمة الله عز وجل باليمين الفاجرة. وفي هذا التحذير من ظلم الناس ، بأخذ حقوقهم ، لا سيما إذا كانت عند المخاصمة ، وذلك لأن المخاصمة يحصل فيها الظلم من وجهين :