الشيخ : التخلف عن الإمام ضد السبق فإذا تخلف حتى وصل الإمام إلى الركن الذي يليه بطلت صلاته على القول الراجح كالسبق إلى الركن ، تبطل صلاته لأنه خالف قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إذا ركع فاركعوا ) والفاء في جواب الشرط تدل على أنه لا بد أن يبادر بالركوع وكذلك بقية الأفعال ، الثالث الموافقة والموافقة قيل إنها حرام لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن بانتقال المأموم إلا بعد تمام الإمام وقيل إنها مكروهة لأنها دون السبق ، ولا شك أن الإنسان على خطر إذا وافق الإمام ، الرابع المتابعة أن يأتي الإنسان بالأفعال بعد انتهاء الإمام منها فورا وهذه هي التي أمر بها ، وهي المطلوب ، لكن كل هذا التفصيل في غير تكبيرة الإحرام ، أما تكبيرة الإحرام فإن السبق بها والموافقة فيها مبطلة للصلاة ، فلو أن الإنسان كبر للإحرام عند قول الإمام الباء أو عند نطق الإمام بالباء بطلت صلاته ، لأنه لا بد أن يكبر وراء إمام قد انعقدت صلاته ولا تنعقد الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام ، نعم.

السائل : حديث : ( أن يجعل الله وجهه وجه حمار ) ما يرجح أن يكون التحويل للرأس لا للبلادة ؟
الشيخ : حتى قوله صورته صورة حمار لكن الذي يشكل على هذا أنه لم يسمع حتى الآن مع كثرة الذين يخالفون أن الله حول رؤوسهم رؤوس حمار ، نعم.

السائل : قلنا أنه إذا لم يستطع المأموم قراءة الفاتحة لأن الإمام يسرع فإنه ينوي الفراق فمن قاس ذلك على من أدرك الركوع مع الإمام ولم يقرأ الفاتحة ما هو التوجيه ؟
الشيخ : التوجيه أن الثاني مسبوق ، الثاني مسبوق لم يدرك القيام الذي هو محل قراءة الفاتحة.
السائل : طيب الضابط يا شيخ.
الشيخ : أي ضابط ؟
السائل : من لم يستطع ... لسرعة الإمام أو أنه قد يسرح حتى يكبر.
الشيخ : أما الذي يسرح فلا عذر له ، ولا يجوز له أن ينفرد لكن عليه أن يتم مع الإمام ثم يأتي بركعة بدل التي ترك قراءتها ، نعم ، آخر واحد.

السائل : الذي نوى الانفراد بالصلاة بعد ذلك ... الإمام يستطيع يتابعه هل له بنية ؟
الشيخ : له أن يرجع ، له أن يرجع فيكون مأموما ، نعم.

القارئ : باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم ).

الشيخ : النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة ثابت كما رأيتم وفيه الوعيد ( لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم )، تخطف والعياذ بالله يعمى في الحال ، وهذا يدل على أن رفع البصر إلى السماء في الصلاة من كبائر الذنوب ، وكما أن النقل جاء به فكذلك العقل ، لأن رفع بصره إلى السماء فيه نوع من سوء الأدب ، إذ أن الإنسان مأمور أن يخضع ويخنع لله عز وجل ، ورفع البصر منافٍ للأدب ، ولهذا كان جزاؤه أن هُدد بهذا التهديد العظيم ، واختلف العلماء هل تبطل صلاته أو لا ؟ فقال بعض العلماء إنها تبطل لأنه فعل منهيا عنه في الصلاة بخصوصه ، والقاعدة : " أن ما نهي عنه في العبادة لخصوصه فإنه يبطلها " ، قالوا ولأنه غير مستقبل للقبلة ببدنه كله ، وجهه يا سعد ؟ رافع بصره ، طيب ، وهذا القول ليس ببعيد من الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنه وتوعد عليه ، وبهذا نعرف خطأ من إذا جاء يصلي ورفع من الركوع قال ربنا ولك الحمد رفع رأسه ، ورأيت بعض الناس إذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه ، بدل ما يقول كذا يقول كذا ، هذا أيضا غلط ، والظاهر والله أعلم أن هذا مبني على القنوت وأنهم كانوا في بلادهم يقنتون فظنوا أن هذا هو سنة رفع اليدين بعد الركوع ، نعم.

السائل : شيخ بارك الله فيكم يرفعون أيديهم لفعل أبي بكر رضي الله عنه عندما رفع يديه ؟
الشيخ : لا أبدا ولا يدرون عن فعل أبي بكر ولا هم .
السائل : ما يكون دليل.
الشيخ : لا لا ، هم لو قالوا هكذا لقلنا فيه مناقشة لأن الرسول كان يرفع رأسه من الركوع ويحمد الله ولا يرفع يديه ، لكن هذه نعمة متجددة قضية أبي بكر ما هي دائمة وفرق بين الذكر الدائم والذكر المتجدد بسبب جديد ، نعم.

السائل : ما حكم رفع البصر إلى السماء حال الدعاء في الصلاة ؟
الشيخ : أي نعم ، في حال الدعاء في غير الصلاة يعني ؟ لا في الصلاة ما يجوز ، في بعضها في الصلاة وبعضها في الدعاء كما عندك في اللفظ.

الشيخ : لكن السؤال هل رفع البصر إلى السماء حين الدعاء خارج الصلاة هل هو منهي عنه أو لا ؟ قال بعض أهل العلم : إنه منهي عنه لأن فيه سوء أدب مع الله عز وجل ، والصحيح أنه لا بأس به.

السائل : ... .
الشيخ : أي نعم ، يعني رفع اليدين في الدعاء بطونهما نحو السماء ، فهل هناك صفة أخرى بحيث تكون ظهورهما نحو السماء كذا ؟ ، قال بعض العلماء نعم ، إذا كان الدعاء لطلب شدة فإن اليدين تقلبان تكون بطونهما نحو الأرض واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل يدعو في صلاة الاستسقاء وظهور كفيه نحو السماء فأخذوا هذه القاعدة ، قالوا إذا كنت تدعو لزوال شدة فاجعل ظهورهما أيش ؟ إلى السماء ، وإن كنت تطلب شيئا فاجعل بطونهما إلى السماء لأن الطالب يقول هكذا وذاك الثاني مدافع ، ولكن الصحيح خلاف ذلك ويجاب عن حديث أنس بن مالك في صلاة الاستسقاء أن النبي صلى الله عليه وسلم من شدة رفعه صار ظهورهما نحو السماء ، هكذا أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية ، ثلاثة يقول ، أنت ، الحبيب دائما هو اللي ... نعم.

القارئ : حدثني أبو الطاهر وعمرو بن سواد قالا أخبرنا ابن وهب حدثني الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لينتهين أقوام عن رفعهم أبصارهم عند الدعاء في الصلاة إلى السماء أو لتخطفن أبصارهم ).

القارئ : باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال : ( خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة. قال ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال : مالي أراكم عزين. قال ثم خرج علينا فقال : ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها. فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال : يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ).
الشيخ : النهي واضح ؟ هاه ما واضح ؟ طيب ، يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس أسكنوا في الصلاة ، كانوا في الصلاة يرفعون أيديهم هكذا كأنها أذناب خيل شمس ، والخيل الشمس هي التي لا تستقر قدمها على الأرض ، تجد ذيلها قائم هكذا ، وكانوا يفعلون ذلك عند السلام ، السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله ، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، والثاني يقول خرج علينا فرآنا حلقا فقال مالي أراكم عزين يعني متفرقين ، لأن الأولى أن الذين يكونون في مكان واحد يجتمع بعضهم إلى بعض سواء في حلقة القرآن أو علم أو غير ذلك ، وأن لا يتفرقوا لأن الناس إذا تفرقوا بالأجسام تفرقت القلوب ، والثالث خرج علينا فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ، قلنا يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها ، قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ، هذه صفتهم صفة صف الملائكة عند الله أنهم يتراصون ويكملون الأول فالأول ، قال الله تعالى : (( وإنا لنحن الصافون )) يعني الملائكة ، نعم ، حبيب.

السائل : هل الالتفات بالبصر في الصلاة يبطلها ؟ .
الشيخ : الالتفات بالبصر لا يبطل الصلاة ، أقول لا يبطل الصلاة لكنه عبث ينقصها لا شك.

السائل : ... من حلق أصبعيه الإبهام.
الشيخ : الظاهر أنه إذا صار في التشهد الأخير وقد حلق بين إبهامه ووسطاه أنه يبقى حتى تنتهي الصلاة حتى يسلم التسليمة الثانية ، نعم.

السائل : لماذا لا نقول أنه إذا لم يوافق الإمام عند الانصراف من سبق أو تقدم عليه تبطل صلاته كما .
الشيخ : كيف ؟
السائل : أقول ... الصلاة ... انصرف قبل ... إمامه تبطل صلاته ؟
الشيخ : أولا بارك الله فيك نحن قلنا أن الانصراف الظاهر أنه ليس للتحريم وثانيا لو فرض أنه للتحريم فلا يقتضي بطلان الصلاة لأن الصلاة قد تمت وانتهى ، سُلم منها ، نعم.

القارئ : وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس قالا جميعا حدثنا الأعمش بهذا الإسناد نحوه.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن مسعر ح وحدثنا أبو كريب واللفظ له قال أخبرنا ابن أبي زائدة عن مسعر حدثني عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال : ( كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : علام تؤمنون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله ).
الطالب : ... .
الشيخ : أيش ؟
الطالب : ... .
الشيخ : على أخيه ... .
الطالب : يسلمُ.
الشيخ : حتى عندنا ، يسلمَ ؟
القارئ : ... بالنصب.
الشيخ : الظاهر أنه لا بأس أن تنصب ، لكن الإستئناف أحسن ، كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا السلام عليكم ورحمة الله يعني التسليم في الصلاة ، السلام عليكم ورحمة الله وأشار بيده إلى الجانبين هكذا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تومئون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس ، إنما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله.

الشيخ : صداع ؟ شفاه الله ولا أشفاه.
نعم ؟ شفاه الله ولا أشفاه.
الطلاب : آمين.
الشيخ : أي نعم ، تؤمنون على هذا ؟ نعم ، أي نعم شفاه الله ولا أشفاه ، شفاه الله من المرض ولا أشفاه أهلكه ، أشفاه بمعنى أهلكه ، نعم ، خلص انتهى انتهى ، أي لكن ليش ما جاء قبل ؟! يلا سم ، نعم ؟

القارئ : باب تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الأول فالأول منها والازدحام على الصف الأول والمسابقة إليها وتقديم أولي الفضل وتقريبهم من الإمام.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس وأبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير التيمي عن أبي معمر عن أبي مسعود قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول : استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. قال أبو مسعود : فأنتم اليوم أشد اختلافا ).

الشيخ : هذا الحديث فيه بيان كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعدل الصفوف ، وأنه صلى الله عليه وسلم يمسح المناكب في الصلاة ، المناكب يعني الأكتاف حتى تكون على سواء ، يعني ولا يكتفي بقول استووا أقيموا صفوفكم وهذا إذا دعت الحاجة إليه ، أما إذا لم تدع الحاجة إليه لكون الناس كانوا على الوجه الأكمل أو كانوا اثنين أو ثلاثة بحيث لا يحتاجون إلى مسح المناكب فلا حاجة لذلك ، وقال عليه الصلاة والسلام ، وقال ويقول استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ، هذا يبين ما سبق في قوله فتختلف وجوهكم ، لأنه إذا اختلف الناس في المكان فإن ذلك يؤدي إلى الاختلاف في القلوب وهذا شيء مشاهد ، الإنسان يجد في نفسه شيئا إذا تقدم أخوه عليه ، ثم قال ليلني منكم أولوا الأحلام والنهى ، أولوا بمعنى أصحاب والأحلام جمع حلم أي البالغين يعني به البالغين ، والنهى جمع نهية وهي العقل ، ويعني به العقلاء ، فأمر صلى الله عليه وسلم أن يليه من ؟ البالغون العقلاء وهذا أمر موجه للذين يُطلب منهم التقدم ، ولم يقل لا يلني إلا ، لو قال لا يلني إلا هؤلاء لكان ينهى أن يتقدم الصغار ولكنه أمر أن يتقدم الكبار حتى يلوه ويأخذوا عنه ويردوا عليه إذا أخطأ وما أشبه ذلك ، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ، يعني يقدم الأعقل الأكبر ثم من بعده ثم من بعده إلى آخره ، وقد أخذ بعض العلماء من هذا أنه يقام الصبي من الصف الأول إلى الثاني إلى الثالث وكلما جاء الرجال أخّر هؤلاء الصبيان إلى آخر الصفوف ، ولكن هذا ليس بصحيح لما يترتب عليه من التشويش ، وخّر يا ولد في أثناء الصلاة ، كلما جاء عشرة رجال طلعنا مقابلهم لا خمسة عشر ، خمسة عشر صبيا ، ثم إذا جاء آخرون طلعناهم نعم فيشوشوا ، ثم إن بقاءهم صفا واحدا أيضا مما يدعو إلى التشويش واللعب ، نعم.

السائل : قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) ألا يستفاد منه أن أولي الأحلام و النهى يقدمون ولا يتقدمون ؟
الشيخ : لا يتقدمون ، يتقدمون ، يعني معناه احرصوا أن تتقدموا ، مثلا جاء جماعة كبار عقلاء وآخرون صاروا في مؤخر المسجد ، يقال تقدموا ، تقدموا حتى تلوا من سبقكم ، نعم ، اللي راح راح ، نعم.

السائل : ... .
الشيخ : لا ، المراد السلام الصلاة ، هم كانوا إذا سلموا في الصلاة يقولوا السلام عليكم ورحمة الله ، السلام عليكم ورحمة الله فنهاهم عن ذلك ، نعم.

السائل : الصبي المميز ... .
الشيخ : من دون البلوغ ، لكن الصبي الذي يحصل منه أذية يخاطب وليه ويقال لا تحضره.
السائل : ... .
الشيخ : إلى متى يصير من أصحاب العقول ؟ ، حدد ، أي حد تحده فأنت متحكم ، أي حد تحده فأنت متحكم ، ثمانية عشر ما الدليل ، عشرين ما الدليل ، وكم من إنسان في سن السادسة عشرة ويكون عنده من العقل والتدبير والتصرف ما ليس عند صاحب العشرين ، سن الرشد وهو ؟ البلوغ ، نعم.
السائل : ... .
الشيخ : ثلاثة ، ... وش الحديث هذا ؟! ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، وين هو فيه ؟ ، نعم.
الطلاب : ... .
الشيخ : طيب ، أظن أنا شرحناه.
القارئ : نقرأه.
الشيخ : لا لا ، لا تقرأه ، المثبت مقدم على النافي.

القارئ : وحدثناه إسحاق أخبرنا جرير ح قال وحدثنا ابن خشرم أخبرنا عيسى يعني ابن يونس ح قال وحدثنا ابن أبي عمر حدثنا ابن عيينة بهذا الإسناد نحوه.

القارئ : حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي وصالح بن حاتم بن وردان قالا حدثنا يزيد بن زريع حدثني خالد الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليلني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثلاثا وإياكم وهيشات الأسواق ).

القارئ : حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ).

الشيخ : قوله : ( سووا صفوفكم ) هو أمر لا شك فيه ، وجاء حض النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك في قوله : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها. قالوا : وكيف تصف عند ربها؟ قال يتراصون ويكملون الأول فالأول )، وغضب صلى الله عليه وسلم حين رأى رجلا باديا صدره فقال : ( عباد الله لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم )، وهذه الأدلة تدل على أن تسوية الصف واجبة ، وهو الصحيح وأنه يجب على المأمومين أن يسووا صفوفهم ، لأمر النبي صلى الله عليه وسلم به وتأكيده عليه وتوعده على المخالفة ، وأكثر العلماء يرون أن تسوية الصف سنة وليست بواجبة ، لكنّ فيه نظرا ، واستدلوا على عدم الوجوب بقوله فإن تسوية الصف من تمام الصلاة ، ولم يقل من واجبات الصلاة ، ولكن يقال إن التمام قد يكون تمام واجب وتمام مستحب وكون الرسول عليه الصلاة والسلام يؤكد هذا التأكيد يدل على الوجوب ، كونه يأخذ ناحية الشمال والجنوب من الصف ويمسح المناكب ويقول سووا الصفوف كل هذا يدل على الوجوب ، وفيه أيضا يؤخذ من هذا الحديث أن على الإمام أن يلاحظ ذلك وأن لا يكون هذا النطق بمنزلة كلام يردد ، كما هو عند الكثير من الأئمة ، أكثر الأئمة استووا اعتدلوا على العادة حتى لو رأى الصف من أتم ما يكون قال استووا اعتدلوا ولو رآه من أعوج ما يكون لم يزد على قوله استووا اعتدلوا ، ويذكر لي أن رجلا أم شخصا واحدا على يمينه فقال استووا اعتدلوا ، ما عندك أحد على اليسار ولسنا كثيرين واحد ، ليش لأنهم يظنون أن هذا أمر يقال وإن لم يقصد به المعنى ، ولهذا ينبغي للإمام إذا رأوا الصف مستويا أن لا يقول استووا لا حاجة ، أمر بما هو حاصل وليعرف أن لهذه الكلمة معناها ، نعم ، شرافي.

السائل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل كل هذا الفعل مع الصحابة وهم أولو الفضل والعلم فإن حاجتنا الآن إلى هذا أحوج لكن الناس الآن إذا الواحد قال استووا فقط وبدأ ... ما هو الضابط يا شيخ في يعني ؟
الشيخ : نحن الآن ولله الحمد يسر لنا أمورا كثيرة ما هي موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم منها هذه الخطوط البيضاء أو لون آخر المهم أنها تضبط الناس ضبطا تاما ، وإلا فإن مخاطبكم في يوم من الأيام في مصلى العيد يقول استووا استووا فرآى رجلا باديا صدره وأظن بطنه أيضا فتقدم إليه قال يا فلان تأخر جزاك الله خير سوّ الصف قال إن شئت أطلع من المسجد ، هذا ناس ما يتحمل اللهم عافنا ، لكن إذا عوّد الناس على مثل هذه الأمور تعودوا ، نعم.

السائل : هل تساوي الأصابع الأمامية هي العبرة في تسوية الصفوف ؟
الشيخ : العبرة بارك الله فيك بالكعب كما كان الصحابة يعتبرون ذلك بالكعب ، لأن الكعب هو الذي عليه ركب البدن ، ولأن لو اعتبرنا أطراف الأصابع لكان بعض الناس رجله طويلة وبعض الناس رجله قصيرة فلا عبرة ، نعم.

السائل : شيخ ( إياكم وهيشات الأسواق )مناسبتها للحديث ؟
الشيخ : أي لئلا تنازعوا ، هيشات الأسواق منازعاتها واللغط ولعل منها ما قال الأخ محمد شرافي لعل منها ما قال الأخ محمد شرافي ، نعم ، ثلاثة.

القارئ : حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث عن عبد العزيز وهو ابن صهيب عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أتموا الصفوف فإني أراكم خلف ظهري )
الشيخ : أتموا الصفوف يحتمل أن المراد به الإتمام المعنوي ويحتمل أن المراد به الإتمام الحسي ، والمعنيان صحيحان ولا منافاة بينهما وعلى هذا فيكون الأمر بإتمام الصفوف شاملا لإتمامها الحسي والمعنوي ، وإذا عوّد الناس تعودوا وإذا تركوا لم يبالوا ، تجد أحيانا بعض المساجد الصف الأول فيه نصفه والثاني ثلثه والثالث ربعه والرابع دون ذلك وكأنها مثلث هرم ، وسبب ذلك تقصير الأئمة ، لا يتحملون أن يقولوا للناس تقدموا أتموا الصف ، لكن إذا عود الناس تعودوا ، نعم ، الحديث الواحد ما فيه إلا ثلاثة أسئلة يا إخواني وهذا حديث واحد ، نعم.

القارئ : حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال : ( أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة ).

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت سالم بن أبي الجعد الغطفاني قال سمعت النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).
الشيخ : الجملة لتسون جملة مؤكدة بثلاث مؤكدات وهي اللام والنون والقسم المقدر والتقدير والله لتسون ، فذكر أنه لا بد من أحد أمرين إما التسوية وإما المخالفة بين الوجوه والمخالفة بين الوجوه سبق أن المراد بها المخالفة بين القلوب ، نعم.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن سماك بن حرب قال سمعت النعمان بن بشير يقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح حتى رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر فرأى رجلا باديا صدره من الصف فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).
الشيخ : قوله : ( يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح )، القداح هي عبارة عن السهام ، وكانوا يحرصون غاية الحرص على استوائها وأن لا يزيد شيء على آخر لأنه إذا زاد شيء على آخر اختلت تركيبة القوس فكانوا يضبطونها تماما و... تماما في التسوية ، وقوله حتى رأى أنا قد عقلنا عنه أي فهمنا وعرفنا ثم خرج فرأى رجلا باديا صدره وقد سبق ، نعم.

القارئ : حدثنا حسن بن الربيع وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو الأحوص ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة بهذا الإسناد نحوه.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا ).

الشيخ : قوله : ( لو يعلم الناس ما في النداء )يعني به الأذان يعني من الفضل والأجر لاستهموا عليه يعني ضربوا عليه القرعة أيهم يتولاه ، والثانية : والصف الأول في صلاة الجماعة لو يعلمون ما فيه لاستهموا عليه يعني اقترعوا عليه ، وفي هذا دليل واضح على جواز القرعة في مسائل العبادة عند المشاحة ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام أثبت ذلك ثم قال : ( ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ) التهجير الخروج في الهاجرة وهي شدة الحر من أجل إقامة صلاة الجماعة الظهر ، ( ولو يعلمون ما في العتمة يعني العشاء والصبح لأتوهما ولو حبوا )، اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، لو يعلمون ما فيهما من الأجر والثواب ويحتمل أن يقال وما في تركهما من العقاب لأتوهما ولو حبوا يعني حبوا على الركب ، ففي هذا دليل على فضيلة الأذان والصف الأول والتهجير والعتمة والصبح ، نعم.

السائل : ... .
الشيخ : نعم أيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : أيش ؟
السائل : هل الأمر بإتمام الصفوف للوجوب أم للإستحباب ؟
الشيخ : أي ، الظاهر أنه على الإستحباب لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا صلاة لمنفرد خلف الصف ) وهذا يدل على أنه لو كان اثنان لصحت صلاتهما.

السائل : بعض الأئمة يعض المصلين لإقامة الصفوف بقوله : استووا استقيموا إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ؟
الشيخ : جاب حديث ما هو بصحيح ، أقول أتى بحديث غير صحيح إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج منكر.
السائل : ... .
الشيخ : دعنا من معناه بعد ما وصلنا إلى معناه لكن ما قاله الرسول ما هو حديث ، هذا حديث حديث ، لا ، الموعظة تكون عند المخالفة ، نعم ، منصور.

السائل : هل قوله صلى الله عليه وسلم : ( ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ) هل هو للمبالغة ؟
الشيخ : كيف ؟ لا مو مبالغة حقيقة ، حقيقة ، لكن نحن نعلم أنه فيه فضل على سبيل الإجمال لكن ما نعلم أن الفضل محدد بهذا القدر العظيم ، نعم ، عبيد ، ثلاثة ؟ طيب خير ، يلا.

القارئ : حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب عن أبي نضرة العبدي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم : ( تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ).

الشيخ : قوله : ( تقدموا فائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم ) قد يقال إن ظاهره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بالتكبير لكن يقال هذا الظاهر مردود بما تقدم حين خرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مريض وأبو بكر يصلي بالناس فصف إلى جنبه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر ثم يكبر بعده أبو بكر ليسمع الناس التكبير ، وعلى هذا فالظاهر والله أعلم أن المراد ائتموا بي وليأتم بكم من بعدكم أن المراد به الحركات الإئتمام بالحركات لأن الذي خلف الرسول هم الذين يرونه والآخرون يرون من ؟ من خلف النبي وهلم جرا ، وأما الإئتمام بالصوت والإنتقال فهذا يعلم بالتكبير ، نعم ، ما زلنا في حديث واحد الآن ؟ نعم ؟ طيب يلا لكم ثلاثة أسئلة ، عبيد.

السائل : تسوية الصف معنويا ؟
الشيخ : تسوية الصف معنويا أن يكون على الوجه المطلوب شرعا من كل النواحي ، نعم ؟ كيف ؟
السائل : ... .
الشيخ : إي لكن إذا قلنا من تمام الصلاة أتموا صفوفكم ، يعني مثلا لو كان الصف تام لكن فيه اعوجاج هذا ليس تاما معنويا ، حسيا تام من الجدار إلى الجدار لكن معنىً ليس بتام ، نعم.

السائل : أين يكون الصف الأول في المسجد الحرام ؟
الشيخ : الصف الأول هو الذي خلف الإمام ، وعلى حسب الدائرة والذين يكونون في الجهة الأخرى أقرب إلى الكعبة من الإمام هؤلاء عسى أن نقول إنكم بمنزلة من على يمينه وشماله ... الصف الأول ، نعم ثلاثة.
الطلاب : اثنين.
الشيخ : اثنين ؟

السائل : أعرف إمام لا يقول استووا ولا اعتدلوا ، وإذا.
الشيخ : والصف تام.
السائل : لا يكون تام ... .
الشيخ : يعني إمام لا يأمر بالإستواء والإعتدال
السائل : وإذا قيل له لماذا لا تقول استووا اعتدلوا الأمر للوجوب يقول أنت ... .
الشيخ : غير الإمام يقوله ؟ قول وكّلني أمام الجماعة وعلى العين والرأس ، هذا الظاهر أنه يعني قصده يقول لا تقل لي شيء ، معنى كلامه أنه لا تقل له شيء
السائل : بس هو كفيف ما يشوف الصف.
الشيخ : آه كفيف ، لا بأس ، لكن حتى لو هو كفيف ينبغي أن يقول استووا وأنت تلاحظ ، لأن هذا من مسؤوليات الإمام ، نعم.

القارئ : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي حدثنا بشر بن منصور عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال : ( رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما في مؤخر المسجد ) فذكر مثله.

القارئ : حدثنا إبراهيم بن دينار ومحمد بن حرب الواسطي قالا حدثنا عمرو بن الهيثم أبو قطن حدثنا شعبة عن قتادة عن خلاس عن أبي رافع عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لو تعلمون أو يعلمون ما في الصف المقدم لكانت قرعة ) وقال بن حرب الصفِ الأول ما كانت إلا قرعة.
الشيخ : الصفُ الأول.
القارئ : عندي بالكسر ، غلط يعني يا شيخ ؟
الشيخ : وقال ابن حرب.
القارئ : أي نعم عندي .. الكسر .
الشيخ : أنا ظننت أنك تفسر ، هذا لفظ آخر : ما في الصفِ الأول ما كانت إلا قرعة
القارئ : وقال ابن حرب نقول ما في ولا بدونها ؟
الشيخ : الصف الأول.
القارئ : وقال ابن حرب الصفِ الأول ما كانت إلا قرعة.
الشيخ : لا هذا السياق لأنه قال ابن حرب قال في سياقه لو تعلمون أو يعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة.

القارئ : حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ).

القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن سهيل بهذا الإسناد.

الشيخ : قوله عليه الصلاة والسلام خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها فيه دليل على تفاضل الأعمال ، شر وخير ، وتفاضل الأعمال يستلزم تفاضل العامل وهذا أيضا يدل على تفاضل الناس في الإيمان كما يتفاضلون في العمل ، وفيه دليل على أن المقدم من صفوف الرجال أفضل من المؤخر والمؤخر من صفوف النساء أفضل من .