تابع لباب منع المار بين يدي المصلي .

القارئ : ( مساغا إلا بين يدي أبي سعيد فعاد فدفع في نحره أشد من الدفعة الأولى فمثل قائما فنال من أبي سعيد ثم زاحم الناس فخرج فدخل على مروان فشكا إليه ما لقي قال ودخل أبو سعيد على مروان فقال له مروان مالك ولابن أخيك جاء يشكوك فقال أبو سعيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفع في نحره فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان ).

الشيخ : وهذا من فوائد السترة أن الإنسان إذا صلى إلى سترة فله أن يمنع من يحول بينه وبينها وله أن يقاتل على ذلك ، لقوله إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس وفي هذا دليل على حسن حال الخلفاء فيما سبق والأمراء لأن أبا سعيد حين استدل عليه بالحديث سكت ولم يحر جوابا ، نعم ، أي نعم.

السائل : ... .
الشيخ : ثلاث حركات ما تؤثر ، الذي حصل من أبي سعيد ثلاث مرات.

السائل : ... .
الشيخ : أن ؟
السائل : ... .
الشيخ : الرجل لا يقطع الصلاة سواء مر بين يدي امرأة أو بين يدي رجل ، نعم.

السائل : ... .
الشيخ : هاه ؟
السائل : ... .
الشيخ : ظاهر الحديث أنه يجب لأنه قال فلا يدع أحدا يمر بين يديه ، لكن من المعلوم أن الدفع لا تظن أن الدفع يعطيه لَكْس ، نعم ، الدفع إذا منعه قال هكذا هذا دفع ، جالس تفتق صدور الناس ، نعم.

القارئ : حدثني هارون بن عبد الله ومحمد بن رافع قالا حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن صدقة بن يسار عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا كان أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله فإن معه قرين ).

الشيخ : هذا الحديث ظاهره أنه لا يدع أحدا يمر بين يديه سواء جعل له سترة أم لا ، فهل نقول إن هذا مطلق فيحمل على المقيد ، أو نقول إن المقيد بعض أفراد هذا المطلق فلا يقيد به ؟ الظاهر الثاني وأن الإنسان إذا كان يصلي سواء إلى سترة أو إلى غير سترة فلا يدع أحدا يمر بين يديه ، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن أبى فليقاتله.

القارئ : حدثني إسحاق بن إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان حدثنا صدقة بن يسار قال سمعت ابن عمر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بمثله.

القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر عن بسر بن سعيد : ( أن زيد بن خالد الجهني أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي قال أبو جهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه ).

الشيخ : في هذا الحديث رواية الأقران ، في أي مثال ؟
القارئ : زيد بن خالد عن أبي جهيم.
الشيخ : أي نعم ، صحابي عن صحابي ، وقوله عليه الصلاة والسلام لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه المراد من العقوبة ، بدليل قوله لكان أن يقف أربعين خير له من أن يمر بين يديه ، وقد جاء ذلك صريحا ولكنه في غير رواية الصحيحين ، وقوله لا أدري أربعين يوما أو شهرا أو سنة ، ولم يقل ساعة ، إذًا أقل ما يقال أن يبقى أربعين يوما ، يعني لو جاء في العشرين من شعبان قلنا قف إلى عيد الفطر ولا تمر بين يدي المصلي ، والناس الآن لا يقفون ولا أربعين دقيقة ، نعم ، يمكن ولا أربعين ثانية ، لازم بيمشي ، وحينئذٍ يكون عليه هذه العقوبة والعياذ بالله ، التي أبهمها النبي صلى الله عليه وسلم تفخيما لها ، لأن الإبهام قد يراد به التفخيم والتعظيم ، كقوله تعالى : (( الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة )) ، وغير ذلك من الأمثلة ، نعم.

الشيخ : محجوب.
السائل : ... حتى ولو ترتب على ذلك ... .
الشيخ : ليش ترتب ... .
السائل : مر من أمامه إمام البلد .
الشيخ : إمام البلد ؟
السائل : أي ، ... .
الشيخ : من ... ؟
السائل : ... .
الشيخ : طيب ، يمنعه ، هاه أيش ؟
السائل : يعني يفعل له ذلك.
الشيخ : يفعل.
السائل : ... .
الشيخ : لا ما يروح إن شاء الله إلا بالخير ، إذا امتثل أمر الرسول ، نعم سامح.

السائل : إذا صلى الإنسان في طريق الناس هل يجوز المرور بين يديه ؟
الشيخ : طيب هذه المسألة ينبغي أن تستثنى ، قال العلماء ما لم يصل في مرر الناس فإن فعل فهو المعتدي ، وكذلك ما لم يصل في المطاف فإن فعل فهو المعتدي وللطائف أن يمر بين يديه ولا يهتم به ، لماذا ؟ لأنه هو المعتدي إذ أن الطائف لا يمكن أن يطوف إلا في هذا المكان ، أما هو يصلي فيصلي في أي مكان من المسجد ، إذًا تستثنى هذه الحالة بل هاتان الحالان : الأولى إذا صلى في طريق الناس فهو المعتدي ، والثانية إذا صلى في المطاف فإنه المعتدي ولا حرمة له.

السائل : والمرأة ... .
الشيخ : أيش ؟
السائل : ... .
الشيخ : لا ، تقطعها ، أي نعم ، نعم ؟ يعني بمعنى أن الطائف يجوز أن يمر.
السائل : ... .
الشيخ : أي نعم يجوز أن تمر بين يدي الرجل ثم تبطل صلاته ويعيد ، نعم ، استمر استمر.
القارئ : اعتقدت أنك تعني غيري.
الشيخ : أيش ؟
القارئ : أقول اعتقدت أنك تعني غيري.
الشيخ : أي طيب.
القارئ : قال أبو النضر : " لا أدري قال أربعين يوما أو شهرا أو سنة ".

القارئ : حدثنا عبد الله بن هاشم بن حيان العبدي حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد أن زيد بن خالد الجهني أرسل إلى أبي جهيم الأنصاري ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول فذكر بمعنى حديث مالك.

القارئ : باب دنو المصلي من السترة .

القارئ : حدثني يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا ابن أبي حازم حدثني أبي عن سهل بن سعد الساعدي قال : ( كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة ).
الشيخ : يعني قدر ممر الشاة.

القارئ : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى واللفظ لابن المثنى قال إسحاق أخبرنا وقال ابن المثنى حدثنا حماد بن مسعدة عن يزيد يعني بن أبي عبيد عن سلمة وهو ابن الأكوع : ( أنه كان يتحرى موضع مكان المصحف يسبح فيه وذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتحرى ذلك المكان وكان بين المنبر والقبلة قدر ممر الشاة ).

القارئ : حدثناه محمد بن المثنى حدثنا مكي قال يزيد أخبرنا قال : ( كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأُسطوانة التي عند المصحف فقلت له يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأُسطوانة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها ).

القارئ : باب قدر ما يستر المصلي.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية ح قال وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم يصلي فإنه يستره إذا كان بين يديه مثل آخرة الرحل فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته الحمار والمرأة والكلب الأسود. قلت : يا أبا ذر ما بال الكلب الأسود من الكلب الأحمر من الكلب الأصفر قال يا ابن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال : الكلب الأسود شيطان ).

الشيخ : في الحديث السابق أنه ينبغي للإنسان أن يكون قريبا من السترة لأن ذلك أجمع لقلبه وبصره ولئلا يأخذ من المكان ولا سيما المكان العام كالمساجد أكثر مما يحتاج والناس قد يحتاجون إلى هذا المكان ، فلهذا صار ذلك من السنة.

الشيخ : أما حديث أبي ذر فإنه يفيد أن الحمار والمرأة والكلب الأسود كلها تقطع الصلاة والقطع معناه البتر وفصل الشيء عن الشيء ، فيقال قطع الحبل أي فصل بعضه عن بعض ، وهذا يدل على أن ممر هذه الأشياء يعني فصل آخر الصلاة عن أولها وهذا هو إفسادها ، وقد اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة في مسألة المرأة هل تقطع الصلاة أم لا ؟ ، فمنهم من قال لا تقطع وعلى رأسهم عائشة رضي الله عنها حتى قالت رضي الله عنها : ( شبهتمونا بالكلاب )، واحتجت بأن النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهي معترضة بين يديه فإذا قام مدت رجليها وإذا سجد قبضت رجليها ، ولكنها رضي الله عنها وعفا عنها استدلت بغير مستدل ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر هؤلاء الثلاثة إذا مروا ، وفعلها هي ليس مرورا وإذا اختلفت الحقيقتان فإنه لا يجوز أن تعارض إحداهما بالأخرى ، ومن فوائد هذا الحديث أن الحمار يقطع سواء كان صغيرا أم كبيرا ، وسواء كان أسود أم أبيض ، وأن الكلب يقطع الصلاة سواء كان كبيرا أم صغيرا ، أصفر أو أبيض.
الطلاب : ... أسود فقط.
الشيخ : نعم ، إذًا لا بد أن يقيد بالأسود ، وأن المرأة تقطع الصلاة سواء كانت صغيرة أم كبيرة ، لا ، لأنه لا يطلق اسم المرأة إلا على البالغة ، وعلى هذا فنقول إن مرور الصغيرة لا يقطع الصلاة ، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بين يديه عمر بن أبي سلمة وأخته أظنها زينب فمنع الصبي فامتنع ومنع الصبية فلم تمتنع مرت فلما سلم قال : ( هن أغلب ) يعني النساء ، فدل ذلك على أن المراد بالمرأة البالغة ، وفي هذا الحديث دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة الحكمة في أحكام الله عز وجل ، وجه الدلالة سؤال أبي ذر عن اختلاف الحكم بين الكلب الأسود وغيره ، وفيه أيضا حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فإنه هو المشرع عن الله ومع ذلك لم ينكر طلب بيان الحكمة من اختلاف الحكم بين الأسود وغير الأسود وقال : ( الكلب الأسود شيطان ) ، فهل نقول أجب كل من سألك عن الحكمة أو نقول إن الحال تختلف فمن سألك يريد التعنت فأنت بالخيار كما قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم عن بني إسرائيل : (( فإن جاؤوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم )) ومن سأل يريد الإسترشاد فلا حرج بل يجب عليك أن تبين له ما تعلم من الحكمة ، ومثل ذلك أيضا لو سألك عن حكم وعلمت أن الرجل لا يريد إلا التعنت أو يريد أن يأخذ منك كلاما ويذهب إلى العالم الآخر ويقول أفتني في كذا ثم إذا أفتاه قال قال فلان كذا ، فلك الخيار في أن تجيبه أو لا ، والحاصل أن من غلب على ظنك أنه ليس مسترشدا وله غرض آخر فأنت بالخيار إن شئت أجبه وإن شئت فلا تجبه ، نعم.

السائل : حديث : ( فإذا لم يكن بين يديه مثل آخرة الرحل ) ظاهره.
الشيخ : أن ما دون ذلك تقطع الصلاة ، أي نعم لكن الأحاديث الأخرى تقيد هذا ، تبين أن ما دون ذلك يكفي.
السائل : ... .
الشيخ : ما أظن ، الظاهر أنا نقول يستتر ولو بسهم يكفي.

الشيخ : بقي أن يقال الكلب الأسود شيطان هل المعنى أنه شيطان تصور بصورة كلب أو أن المعنى أنه شيطان الكلاب كما يقال شياطين الإنس ؟ الظاهر الثاني وبناء على ذلك لا يرد اختلاف العلماء لو مر بين يديه شيطان هل تبطل صلاته أم لا ؟ منهم من قال تبطل لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل بأن الأسود شيطان ، ومنهم من قال لا تبطل لأنه ليس المراد شيطان الجن وإنما المراد شيطان الكلاب.

القارئ : حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة ح قال وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة ح قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي ح قال وحدثنا إسحاق أيضا أخبرنا المعتمر بن سليمان قال سمعت سلم بن أبي الذيال ح قال وحدثني يوسف بن حماد المعني حدثنا زياد البكائي عن عاصم الأحول كل هؤلاء عن حميد بن هلال بإسناد يونس كنحو حديثه.

القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المخزومي حدثنا عبد الواحد وهو ابن زياد حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم حدثنا يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقطع الصلاة المرأة والحمار والكلب ويقي ذلك مثل مؤخرة الرحل ).

القارئ : باب الاعتراض بين يدي المصلي.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا معترضة بينه وبين القبلة كاعتراض الجنازة ).

الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم
أورد المؤلف رحمه الله هذا الحديث بعدما سبق من أن المرأة تقطع الصلاة ليبين أن اعتراض المرأة بين يدي المصلي لا يقطع الصلاة لأن الذي يقطع الصلاة إنما هو المرور ، ويحتمل أنه أورده معارضة للحديث السابق لكن الاحتمال الأول أولى ، وفي قولها كاعتراض الجنازة دليل على أن من عادتهم أن الجنازة تكون بين يدي المصلي عليها ، وقد اشترط الفقهاء هذا وقالوا يشترط لصلاة الجنازة حضور الجنازة بين يديه ، يعني فلو صلى وهي على يساره أو يمينه فإنها لا تصح الصلاة ، نعم.

السائل : هل يجوز اتخاذ ... سترة ؟
الشيخ : أما الدابة فيجوز ، الدابة يجوز ، وأما الآدمي فلا أدري ، الله أعلم.
السائل : ... .
الشيخ : لا ما ، الرسول ما اتخذها سترة ، نعم.

السائل : هل تقطع المرأة صلاة المرأة ؟
الشيخ : أي نعم ، نعم نعم ، نعم يا عبد الله.

السائل : ... .
الشيخ : إمام ولا مأموم ؟
السائل : إمام .
الشيخ : إمام ؟ نعم تعاد الصلاة ، تعاد الصلاة جمعة.
السائل : ... .
الشيخ : هاه ، تعاد جمعة ، ثلاثة ، نعم.

القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاته من الليل كلها وأنا معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت ).

القارئ : وحدثني عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن عروة بن الزبير قال قالت عائشة : ( ما يقطع الصلاة؟ قال : فقلنا المرأة والحمار فقالت إن المرأة لدابة سوء لقد رأيتني ).