تتمة فوائد حديث عبد الله بن مسعود قال كنا نسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علينا فلما رجعنا من عند النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا فقلنا يا رسول الله كنا نسلم عليك في الصلاة فترد علينا فقال إن في الصلاة شغلا
الشيخ : بل إذا دخلنا في الصلاة جاءتنا الأشغال الخارجية وكأنها فروق من الطيف مختلفة الألوان والأشكال، فينبغي لنا أن نحرص على استحضار القلب ما استطعنا لقول الله تعالى : (( فاتقوا الله ما استطعتم ))، فإن قلتم : لو أن الإنسان انشغل بهذه الوساوس من أول الصلاة إلى آخرها فهل تبطل الصلاة؟ قال بعض أهل العلم إنها تبطل، لأن لب الصلاة وروحها فقدت من هذه الصلاة، هذه حركات بلا معنى، ولكن جمهور العلماء على أن الصلاة صحيحية ولكنها ناقصة، واستدلوا بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن الشيطان يأتي المصلي فيقول : اذكر كذا في وقت كذا إلخ، ولكني أقول الآن : مهما كان فإن صلاته ناقصة بحسب ما ذهب من خشوعه.
التحيات من الأذكار التوقيفية فهل يقتصر على ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فقط مما جاء بكاف الخطاب.؟
السائل : الآن (التحيات) من الأذكار التوقيفية، ... بصرف النظر عما قيل عن الخطاب ؟ الشيخ : ما فيها شك، لكن المشكلة أن قول ابن مسعود : ( كنا نقول )، مثل هذا له حكم الرفع كما هو معروف في مصطلح الحديث، وهذا هو الذي جعل بعض المتأخرين يذهب إلى هذا القول، ولكن نقول : إن هذا القول الذي قاله ابن مسعود رضي الله عنه من اجتهاده، وليس كل الصحابة يفعلون ذلك، بدليل حديث عمر رضي الله عنه، فيكون هذا من فهمه، والإنسان يخطئ ويصيب.
هل تجهيز عمر للجيش من الوسواس في الصلاة وهل يقاس عليه المسائل العلمية.؟
السائل : ... كما كان يجهز عمر الجيش . الشيخ : لا، فعل عمر مأمور به، وليس فعل وسواس، ولهذا في صلاة الخوف تغَيَّر الصلاة نفسها من أجل مصلحة الجهاد فهذه من مصلحة الجهاد، لا يقاس عليها مسألة العلم، فإذا شرعت في صلاتك بدأت تفكر في مسألة فقهية قال فلان كذا وقال فلان كذا، ثم بعدئذ تفكر في المسائل النحوية، وقلت هذه من الوسائل المساعدة والمساندة، ثم بعد ذلك تأتي تبحث في المسائل الحسابية وقلت هذا مما يفيد في علم الفرائض، ما يستطيع، لكن الجهاد ضروري يفكر به الآن، محتاج أن يفكر في هذا. السائل : هل يكون هذا للإمام أو لغيره؟ الشيخ : كل من له اهتمام بالغزو، حتى غير الإمام ربما يطرأه فكراً لم يكن على فكر الإمام.
حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني عن زيد بن أرقم قال : ( كنا نتكلم في الصلاة يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة حتى نزلت : (( وقوموا لله قانتين فأمرنا )) بالسكوت ونهينا عن الكلام ). الشيخ : هذا كالأول لكن فيه بيان سبب النهي وهو نزول هذه الآية الكريمة : ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ))، والمراد بالقيام هنا ليس القيام الذي هو الوقوف، بل القيام الذي هو التلبُّس بالعبادة.
الأمر بالسكوت في الصلاة ألا يستلزم النهي عن الكلام.؟
السائل : الأمر بالسكوت لا يستلزم النهي عن الكلام ؟ الشيخ : الأمر بالسكوت من باب التوكيد، أمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام، نعم، والمراد بالسكوت السكوت عن كلام الآدميين.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع ح قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد بهذا الإسناد نحوه
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير ووكيع ح قال وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد بهذا الإسناد نحوه.
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لحاجة ثم أدركته وهو يسير قال قتيبة يصلي فسلمت عليه فأشار إلي فلما فرغ دعاني فقال إنك سلمت آنفا وأنا أصلي وهو موجه حينئذ قبل المشرق
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني لحاجة ثم أدركته وهو يسير قال قتيبة يصلي فسلمت عليه فأشار إلي فلما فرغ دعاني فقال إنك سلمت آنفا وأنا أصلي وهو موجه حينئذ قبل المشرق ). الشيخ : فيه دليل على أن الإمام إذا انصرف من الصلاة فإنه ينصرف إما عن اليمين أو عن الشمال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان وجهه نحو المشرق فقد كان انصرافه عن جهة اليسار أم اليمين؟ طيب المسجد جهته جنوب قبلته الجنوب، فإذا ... نحو المشرق صار عن اليسار، الآن الجنوب هو القبلة، فإذا كان وجهه قبل المشرق أين تكون القبلة؟ عن اليمين، إذن التفاته عن اليسار.
حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثني أبو الزبير عن جابر قال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى بني المصطلق فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته فقال لي بيده هكذا وأومأ زهير بيده ثم كلمته فقال لي هكذا فأومأ زهير أيضا بيده نحو الأرض وأنا أسمعه يقرأ يومئ برأسه فلما فرغ قال ما فعلت في الذي أرسلتك له فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي قال زهير وأبو الزبير جالس مستقبل الكعبة فقال بيده أبو الزبير إلى بني المصطلق فقال بيده إلى غير الكعبة
القارئ : حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثني أبو الزبير عن جابر قال : ( أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منطلق إلى بني المصطلق فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته فقال لي بيده هكذا وأومأ زهير بيده ثم كلمته فقال لي هكذا فأومأ زهير أيضا بيده نحو الأرض وأنا أسمعه يقرأ يومئ برأسه فلما فرغ قال ما فعلت في الذي أرسلتك له فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي ) قال زهير : ( وأبو الزبير جالس مستقبل الكعبة فقال بيده أبو الزبير إلى بني المصطلق فقال بيده إلى غير الكعبة ).
حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فبعثني في حاجة فرجعت وهو يصلي على راحلته ووجهه على غير القبلة فسلمت عليه فلم يرد علي فلما انصرف قال إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي
القارئ : حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن كثير عن عطاء عن جابر قال : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فبعثني في حاجة فرجعت وهو يصلي على راحلته ووجهه على غير القبلة فسلمت عليه فلم يرد علي فلما انصرف قال : إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كنت أصلي ).
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا معلى بن منصور حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا كثير بن شنظير عن عطاء عن جابر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة بمعنى حديث حماد
القارئ : وحدثني محمد بن حاتم حدثنا معلى بن منصور حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا كثير بن شنظير عن عطاء عن جابر قال : ( بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ) بمعنى حديث حماد. الشيخ : إذن يُمسح كلامنا عن الحديث الأول، اللفظ الأول، لأنه تبين الآن أن النبي صلى الله عليه وسلم كان وجهه نحو المشرق لأنه كان يصلي على راحلته، وليس لك بعد انصرافه من الصلاة كما فهمناه من الأول.
الشيخ : وفيه دليل على أن المتنفل يصلي حيث كان وجهه، وهل يثشترط أن يبتدئ الصلاة إلى القبلة ثم ينحرف حيث كان سيره؟ أو يجوز أن يكبر ولو كان وجهه نحو سيره؟ وهذا هو الأصح، وذهب بعض العلماء إلى أنه لا بد أن يبتدئ التكبير نحو القبلة. وفيه كيفية الإشارة ( أومأ بيده نحو الأرض ) يعني : اسكت، لكن لو أشار على غير هذا الوجه تصح صلاته أو لا؟ تصح.
حدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة حدثنا محمد وهو بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه فدعته فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم ثم ذكرت قول أخي سليمان رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي فرده الله خاسئا وقال بن منصور شعبة عن محمد بن زياد
القارئ : حدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور قالا أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة حدثنا محمد وهو بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عفريتا من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع علي الصلاة وإن الله أمكنني منه فدعته فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون أو كلكم، ثم ذكرت قول أخي سليمان : رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي، فرده الله خاسئا ) وقال ابن منصور شعبة عن محمد بن زياد.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا الحديث عنون له بجواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة، وفيه فوائد : أولا : أن العفريت من الجن هو الصارم الفتاك المتمرد الخبيث يعني : الشديد من الجن ( جعل يفتك علي بارحة ليقطع صلاتي ) يعني : أنه يحاول يغيْر عليه أو يأتي إليه بشدة وقوة ليقطع عليه صلاته، والمراد بالقطع هنا إفسادها فيما يظهر، وذلك بإلقاء الوساوس في قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن المعنى : ليقطع علي صلاتي ليمرَّ بين يديه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علل الكلب الأسود الذي يقطع الصلاة بين يدي المصلي بأنه شيطان. يقول : ( وأن الله مكنني منه فدعتُّه فلقد هممت أن أربطه إلى جنب سارية ) وكأن النبي صلى الله عليه وسلم تمكَّن منه - من هذا الشيطان -، و( دعته ) نحتاج إلى بيانها.
القارئ : " قوله : فدعته هو بذال معجمة وتخفيف العين المهملة أي خنقته قال مسلم وفي رواية أبي بكر بن أبي شيبة فدعته يعني بالدال المهملة وهو صحيح أيضا ومعناه دفعته دفعا شديدا والدعت والدع الدفع الشديد وأنكر الخطابي المهملة وقال لا تصح وصححها غيره وصوبوها وإن كانت المعجمة أوضح وأشهر وفيه دليل على جواز العمل القليل في الصلاة ".
الشيخ : وفي هذا الحديث من الفوائد ما ذكره النووي رحمه الله جواز العمل اليسير في الصلاة، وفيه دليل على جواز دفع الصائل، فلو سار على إنسان عقرب أو حية أو ما أشبه ذلك فله أن يدافعها وهو يصلي. وفيه تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حين ترك العفريت من الجن أن يربطه بسارية إلى جانب سارية من سواري لمسجد، لقول سليمان عليه الصلاة والسلام : ( ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي ). وفيه أيضا من فوائده : أن الله رد هذا العفريت خاسئا: أي خائبا خاسرا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك ربطه إلى جنب سارية في المسجد تواضعا لله عز وجل، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإن قال قائل : كيف يقول سليمان : ربِّ اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي : فهل هذا على سبيل الحسد؟ فالجواب : لا، إنما أراد ملكا عظيما لا ينالهه أحد من بعده، وهذا لعظمته، وهذا الأمر كذلك كان. فإن قال قائل : ألا يدل التورع من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه لا يجوز استخدام الجني مطلقاً، لأن سليمان كان يستخدمهم كما قال الله تعالى : (( والشياطين كل بنَّاء وغواص وآخرين مقرَّنين في الأصفاد )) قلنا لا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تورع من معاقبتهم، والسيطرة عليهم، لأنه لو ربطه إلى جنب سارية في المسجد لكان كقوله وآخرين مقرَّنين في الأصفاد، فهذا الذي تورع منه النبي عليه الصلاة والسلام، أما أن ينتفع الإنس بهم فهذا شيء آخر. الحديث بهذا اللفظ ليس فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعنه ، لكن سيأتي فيما بعد.
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد هو بن جعفر ح قال وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة كلاهما عن شعبة في هذا الإسناد وليس في حديث بن جعفر قوله فدعته وأما بن أبي شيبة فقال في روايته فدعته
القارئ : حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد هو بن جعفر ح قال وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة كلاهما عن شعبة في هذا الإسناد وليس في حديث بن جعفر قوله : ( فدعته ) وأما ابن أبي شيبة فقال في روايته : ( فدعته ).
حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة
القارئ : حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب عن معاوية بن صالح يقول حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : أعوذ بالله منك ثم قال ألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك. قال : إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ). الشيخ : هذه قصة أخرى الأول كما رأيتم من حديث أبي هريرة وليس في حضرة الصحابة رضي الله عنهم أما هذا من حديث أبي الدرداء وهو بحضرة الصحابة رضي الله عنهم والشاهد من الترجمة قوله : ( ألعنك بلعنة الله ) إلى آخره.
الشيخ : وفي هذا الحديث دليل على جواز الذكر إذا وجد سببه أثناء الصلاة، يؤخذ من قوله : ( أعوذ بالله منك )، لأن هذا ذكر مشروع عند تسلط الشيطان على الإنسان. وفيه من فوائده : تكرار الدعاء ثلاثا، وكان هذا من عادة النبي صلى الله عليه وسلم غالبا، وفيه حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم لقوله : ( سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ). وفيه جواز الحركة اليسيرة في أثناء الصلاة، لقوله : ( بسط يده )، وفيه : أن إبليس عدو لله عز وجل، وهو أعدى الأعداء، ومن بعده من الأعداء فإنه أخذ العداوة منه. وفيه أيضاً : أن مسائل الجن أمور غيبية ، لأن هذا الشيطان جاء بشهاب من نار ومع هذا لم يره الصحابة رضي الله عنهم ما رأوا الشهاب، لكن هذه أمور غيبية. ومن فوائده : أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر، لا يملك دفع الضر عن نفسه، ولهذا لجأ إلى من إلى الله عز وجل، فقال : ( أعوذ بالله منك ) ثلاث مرات. وفيه - من فوائده - : جواز الدعاء على إبليس باللعمنة، لقوله : ألعنك بلعنة الله، وقد أشكل هذا على بعض أهل العلم، وقال إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الإنسان إذا عثر أن يقول : تعس الشيطان، وأخبر أنه إذا قال ذلك فإن الشيطان يتعاظم، فكيف جاز أن يقال : ألعنك بلعنة الله؟ لماذا لا نقتصر على قوله : ( أعوذ بالله منك )؟ هذا إشكال، الإشكال الثاني : أنه قال : ألعنك بكاف الخطاب، والصلاة لا يجوز فيها شيء من كلام الآدميين، فنقول : أما الأول : فإن هذا قضية غير قضية ما إذا عثر الإنسان، لأن هذا تسلط عليك، تسلط عليك تسلطا لا يحميك منه إلا أن تستبعده فتقول : ألعنك بلعنة الله، وأما الثاني فقد يُقال : إنه يخاطب غير إنسان، يخاطب من ؟ يخاطب الشيطان، والرسول صلى الله عليه وسلم قال : (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ). ومن فوائد هذا الحديث : جواز إضافة الشيء إلى سببه المعلوم الصحيح، لقوله : ( لولا دعوة أخي سليمان ) ولم يقل : لولا الله ثم دعوة فإذا اضيف الشيء إلى سببه الصحيح مع اعتقادد المريد بأن هذا سبب محض فإن هذا لا بأس به، فلو قلت مثلاً : لولا فلانٌ لغرقت، وهو الذي أخرجك من الماء فهذا صحيح ولا يقدح في التوحيد، ما دام القائل يعتقد أنه سبب، وإنقاذ الغريق بقدرة الإنسان، ليس أمرا مستحيلاً على الإنسان حتى نقول لا يجوز إضافته إليه، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمه أبي طالب : ( لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )، لولا أنا . ومن فوائد هذا الحديث : تواضع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث تحاشى أن يفعل ما هو من خصائص سليمان عليه الصلاة والسلام، فإن قال قائل : وهل إذا وجد شيء يقتضي الذكر هل نقول هذا الذكر؟ يعني إذا عطس الإنسان مثلاً وهو في الصلاة، هل نقول : لا تحمد الله لأن في الصلاة شغلاً أو نقول احمد الله؟ الصحيح الثاني، وكذلك إذا وُجد سبب الذكر في أثناء الصلاة فلك أن تقول ذلك الذكر إلا أننا استثنينا فيما سبق إجابة المؤذن، وقلنا : أن إجابة المؤذن طويلة، توجب انشغال الإنسان بها عن الصلاة، أما الكلمة أو الكلمتان فهذا لا بأس به.
كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الشيطان ولم يستأخر؟
السائل : انقدح في نفسي كيف رسول الله يلعن الشيطان ولا يستأخر؟ الشيخ : كيف ما يستأخر ؟ هو في القصة الأولى تأخر لكن في هذه يقول فلم يستأخر : يعني فلم يستأخر من دعائه ولكن الله هو الذي أخره.
حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك حدثك عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها قال يحيى قال مالك نعم
القارئ : حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد قالا حدثنا مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير ح وحدثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك حدثك عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي العاص بن الربيع فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها قال يحيى قال مالك نعم ).
الشيخ : هذا الحديث فيه أيضا فوائد منها : حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يحمل الصبيان وهو يصلي بالناس، فإن قال قائل : ما الذي أوجب على النبي صلى الله علبيه وسلم حمل أن يحمل هذه الطفلة وهو يصلي بالناس، لماذا لم يتركها مع أهلها؟ فالجواب من أحد وجهين: إما أن الصبية تعلقت به، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يطيب قلبها، أو كما قال بعضهم: إن ذلك كان حين وفاة أمها زينب، فالله أعلم، إنما هي قضية عين، والمقصود تواضع النبي صلى الله عليه وسلم حيث حمل هذه الطفلة في الصلاة. ومنها - من فوائده - : جواز العمل اليسير في الصلاة، لأنه كان إذا قام حملها وإذا سجد وضعها. ومنها : أنه يعفى عن حمل الصبيان في الصلاة وإن كان قد يغلب على الظن أن ثيابهم نجسة، لكن الأصل الطهارة. ومن فوائد هذا الحديث : أن الطفلة لا تقطع الصلاة، توافقون على هذا؟ لماذا ؟ لأنهما ليست مارَّة ، والحمل والوضع ليس مروراً، ولهذا كانت عائشة رضي الله عنها تضطجع في قبلة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يصلي ولا تقطع صلاته.
السائل : هل يستفاد أن الجن قد يراه بعض الناس على صورته الحقيقية ؟ الشيخ : الأصل أن الجن عالم غيبي لا يُرى، ثم الذين يرونهم هل رأوهم على صورهم الحقيقية أو أن الجن تصوَّر بصورة ما رآه هذا الرائي ؟ فيه احتمال.
حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان سمعا عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة الأنصاري قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص وهى ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها
القارئ : حدثنا محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن عثمان بن أبي سليمان وابن عجلان سمعا عامر بن عبد الله بن الزبير يحدث عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة الأنصاري قال : ( رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص وهي ابنة زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم على عاتقه فإذا ركع وضعها وإذا رفع من السجود أعادها ).
حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب عن مخرمة بن بكير ح قال وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي قال سمعت أبا قتادة الأنصاري يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقه فإذا سجد وضعها
القارئ : حدثني أبو الطاهر أخبرنا بن وهب عن مخرمة بن بكير ح قال وحدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني مخرمة عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي قال سمعت أبا قتادة الأنصاري يقول : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقه فإذا سجد وضعها ).
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح قال وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر جميعا عن سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي سمع أبا قتادة يقول بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو حديثهم غير أنه لم يذكر أنه أم الناس في تلك الصلاة
القارئ : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح قال : وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر جميعا عن سعيد المقبري عن عمرو بن سليم الزرقي سمع أبا قتادة يقول : ( بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) بنحو حديثهم غير أنه لم يذكر أنه ( أم الناس في تلك الصلاة ).
حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن عبد العزيز قال يحيى أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن نفرا جاؤوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أي عود هو فقال أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه قال فقلت له يا أبا عباس فحدثنا قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة قال أبو حازم إنه ليسميها يومئذ انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها فعمل هذه الثلاث درجات ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت هذا الموضع فهي من طرفاء الغابة ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقري حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال يا آيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد كلاهما عن عبد العزيز قال يحيى أخبرنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه : ( أن نفرا جاؤوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أي عود هو؟ فقال أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله. ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول يوم جلس عليه قال فقلت له : يا أبا عباس فحدثنا؟ قال أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى امرأة -قال أبو حازم إنه ليسميها- : يومئذ انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادا أكلم الناس عليها ، فعمل هذه الثلاث درجات ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت هذا الموضع فهي من طرفاء الغابة ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقري حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال : يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ).
الشيخ : هذا الحديث الذي سمعتم فيه فوائد منها : أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان في أول أمره لا يخطب على المنبر، وإنما كان يخطب إلى جذع نخلة، ثم بدا له عليه الصلاة والسلام أن يخطب على المنبر لأن ذلك أرفع لصوته حتى يسمعه الناس، لأن المقصود من الخطبة إسماع المخاطَبين. ومن فوائد هذا الحديث : جواز الاستعانة بالغير، لأن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من هذه المرأة أن يعمل له غلامها النجار هذا المنبر. ومنها : أن منبر الرسول صلى الله عليه وسلم كان ثلاث درجات، ثم أكثر الناس من الدرجات فيما بعد حتى بلغت الدرجات في عصر مضى إلى نحو عشرين درجة، وذلك من أجل كثرة الناس واتساع المسجد، صار الناس يكثرون، رأيت هذا في المسجد الحرام. ومن فوائد هذا الحديث : جواز علو الإمام على المأمومين، لأن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي على الدرجة الأولى، ويلزم من ذلك أن يعلو على المأمومين، لكن قال العلماء : يُكره إذا كان العلو ذراع فأكثر، إذا كان كثيراً فإنه يُكره، وأما علو المأموم فلا بأس به. ومن فوائد هذا الحديث : جواز الحركة اليسيرة في الصلاة لا سيما إذا كانت لمصلحة الصلاة، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما فعل ذلك من أجل مصلحة الجماعة. ومن فوائد هذا الحديث : أنه لا بد من السجود على الأرض، إذ لو كان الأمر غير واجب لأمكنه أن يسجد بالإيماء، ولكنه لا بد أن يكون السجود على الأرض. ومن فوائد هذا الحديث أيضاً : أنه لا بد في السجود ألا يعلو أعلى البدن علوا فاحشاً، لأنه لو سجد على الدرجة الثاثة مثلاً لكان يسجد وكأنه قاعد، فلا بد أن يكون الانخفاض في السجود انخفاضاً بيِّنا يتبين به الإنسان أنه ساجد. ومن فوائد هذا الحديث : جواز قصد الإنسان في صلاته أن يعلم الناس، وهذا لا ينافي الإخلاص، لأن أصل العبادة إنما هي لله عز وجل، لكن نوى مع ذلك أن يتعلم منه الناس، وهذا أمر فعله النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، وفعله في الحج، حيث قال : ( خذوا عني مناسككم )، ولا حرج على الإنسان أن يفعل العبادة من أجل أن يتقرب بها إلى الله تعالى ويتعلم منه إخوانه المسلمون. ومن فوائد هذا الحديث : أن الذي يظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يفرق بين التكبيرات، لأنه لو فرَّق بين التكبيرات لعلم الناس أنه راكع أو ساجد باختلاف التكبير. ومن فوائد هذا الحديث : جواز رؤية المأموم للإمام أثناء الصلاة، لأنه لا يمكنهم الإئتمام به إلا إذا كانوا يرونه ، وهذا هو الظاهر من فعل الصحابة خلف النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا ينظرون إليه، فهل نقول : إن هذا ثابت بغير الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان الصحابة ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه أسوة فينظرون إليه ماذا يفعل حتى يفعلوا مثله، وأن غيره ليس كذلك ؟ نقول : هذا يحتمل، يحتمل الخصوصية، ويحتمل عدم الخصوصية، ونظر المأموم لإمام لا شك أنه أدعى للإتمام به أكثر مما لو كان لا يراه، ولهذا كان الصحابة لا يحني أحد ظهره في القيام حتى يقع النبي صلى الله عليه وسلم ساجد في الأرض ثم يسجدون، وهذا يدل على أنهم ينظرون إلى النبي عليه الصلاة والسلام. ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي للإنسان إذا فعل ما لم يكن يفعله من قبل أن يبين السبب، من أين يؤخذ؟ ثم أقبل الناس فقال : ( يا أيها الناس )، وإنما كان كذلك لأنه سيقع في نفوس القوم تساؤلات، لماذا فعل؟ فإذا بين لهم كان مزيلاً لهذا الإشكال ومجيباً على التساؤلات، وهكذا ينبغي، يعني كلما رأيت من أخيك أنه يحب أن يطلع على شيء وهو لا يضرك الاطلاع عليه فإنه ينبغي أن تطلعه عليه، لا سيما إذا كان في ذلك مصلحة، فمثلاً : لو كان معك كتاب، ورأيت أخاك ينظر إلى هذا الكتاب إلا أنه يستحي أن يقول : أرنيه، فإن من حسن الخلق أن تريه إياه، إلا إذا كان الشيء لا تحب أن يطلع عليه أحد كما لو كان بيدك فواتير اشتريت بها حاجات، ورأيت الرجل ينظر إلى هذه الفواتير، تقول تفضل انظر أو لا؟ لا تقل، ليس كل أحد يحب أن يطلع عليه، لكن الشيء الذي لا ضرر فيه والذي ترى أخاك متشوف له ، فإن من حسن الخلق أن تشبع رغبته، وأن تريه إياه. ومن فوائد هذا الحديث : إقبال الإمام على المأمومين بعد الصلاة، لقوله : ( ثم أقبل على الناس )، يحتمل أن يكون هذا الإقبال من أجل ما صنع ، ويحتمل أنه الإقبال العادي، والمعروف أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من صلاته أقبل على الناس. هل يؤخذ من هذا الحديث : جواز تذكير الإنسان في العلم وهو يصلي؟ نعم، لقوله : ( ولتعلموا صلاتي )، لأن الإنسان إذا كان يتعلم لا بد أن يقع في ذهنه تعبئة، يعبي الذهن بما شاهد، لكن قد يُقال : إن هذا أهون مما لو أن الإنسان جعل يفكر، لأن الذي يفكر يغيب عن الصلاة وينشغل، بخلاف هذا الذي رأى ليس فيه إلا مجرد حفظ ما رأى في حافظته فقط، وهذا ليس كالذي يتأمل ويفكر: ما الذي يُستنبط من قوله تعالى؟ ما الذي يُستنبط من قوله صلى الله عليه وسلم؟ كذا وكذا، ما الجمع بين قول الله تعالى وقول الرسول مثلاً؟ تعارض المغني وشرح المهذب، ارجع إلى الحاشية، وهو يصلي! فرق بين هذا وهذا، فعلى كل حال الذي يظهر لي أن هذا لا يدل على ما ذكرنا، لأن هناك فرقا بين شخص يرى ويُبصر ثم يحفظه بحافظته، وبين إنسان يفتِّش في أوراق الكتب وغير ذلك لأن هذا الثاني ينشغل كثيرا عن الصلاة. ومن فوائد هذا الحديث : الحث على تعلم صلاة الرسول عليه الصلاة والسلام، لقوله : ( ولتعلَّموا صلاتي )، وهكذا كل أمر مشروع فإنه يُرغَّب الإنسان في أن يقتدي فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر )).
السائل : ... . الشيخ : نعم، لا تجوز الزيادة نعم، لكن هل نهى عن هذا، ولماذا فعله إلا من أجل أن يبلغ صوته ما يبلغ، فإذا كان هذا هو المعلوم من فعله قلنا إذا كان الأمر يستدعي أن تُرفع الدرلجات أو تُزاد فلتزد مع أن في الوقت الحاضر الآن لسنا بحاجة لوجود مكبر الصوت .
من أين أخذنا إذا تشوف أخي لما في يدي ولم يكن فيه ضرر أن أبينه له.؟
السائل : بارك الله فيك فاتني من أين أخذنا : إذا تشوف أخي لما في يدي إذا لم يكن فيه ضرر أن أريه إياه، ممن أين أخذنا هذا؟ الشيخ : من قوله : ( إنما فعلت هذا )، لأن الصحابة سوف ليش فعل؟ وثم هناك أيضاً في قصة إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه إذا صح سندها أنه كان له أسياد يموت أحدهم ثم يوصيه بالآخر حتى ذكروا له أن بين كتفيه خاتم النبوة، فخرج يوما إلى البقيع فرأى النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فاستدبره يعني صار وراءه وجعل ينظر، فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه يريد أن يطلع إلى خاتم النبوة فأنزل رداءه حتى رآه، نعم. السائل : ... . الشيخ : رجوعه القهقرى ييعني للوراء، لا بد أن يرجع القهقرى لأنه لو رجع على وجهه لكانت القبلة خلف ظهره.