تتمة قوله :( أو تحت قدمه ) هل تكون النخامة في المسجد.؟
الشيخ : ما ذكرنا بارك الله فيكم قبل قليل أنه يمكن أن يكون عن يساره وهو في المسجد ويكون البصاق خارج المسجد، ما دام أن البصاق خطيئة فلماذا نفعل؟ لا بد من هذا الجمع، ويُجاب عن كون الرسول عليه الصلاة والسلام دلكها بنعله أنه لا يتمكن من هذا. ولعل لم يكن رداؤه في تلك الساعة متيسراً، وإلا فقد أرشدنا أنه يكون في الثوب.
حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب ح قال وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ لزهير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام وقال شغلتني أعلام هذه فاذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيه
القارئ : حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب ح قال وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ لزهير قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام وقال : شغلتني أعلام هذه فاذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنبجانيه ).
حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في خميصة ذات أعلام فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بأنبجانيه فإنها ألهتني آنفا في صلاتي
القارئ : حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة قالت : ( قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في خميصة ذات أعلام فنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال : اذهبوا بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بأنبجانيه فإنها ألهتني آنفا في صلاتي ). الشيخ : هذا الحديث كما ترون صلى النبي صلى الله عليه وسلم في خميصة، والخميصة الثوب المعلَّم ، له أعلام، فصلى بها النبي عليه الصلاة والسلام فشغلته، وفي لفظ : أنه نظر إليها نظرة واحدة فشغلته، فأمر أن يُذهب بها إلى أبي جهم، وأن يؤتى بأنبجانيته.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له خميصة لها علم فكان يتشاغل بها في الصلاة فأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له أنبجانيا
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له خميصة لها علم فكان يتشاغل بها في الصلاة فأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له أنبجانيا ).. الشيخ : سبق الكلام عليه، وبينا أنها تُكره إذا كانت تشغله، أما إذا كانت لا تشغله فإنها لا تُكره. وسبق أيضا أنه يؤخذ من هذا أن كل ما يشغل الإنسان عن صلاته فإنه مكروه.
أخبرني عمرو الناقد وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
القارئ : أخبرني عمرو الناقد وزهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ). الشيخ : هذا أيضا من الأشياء التي يُطلب من الإنسان أن يتخلى عنه، إذا حضر العشاء فإن النفس تتعلق به، وتشتهيه، وتنشغل به عن الصلاة، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يُبدأ بالعشاء قبل الصلاة، حتى وإن أقيمت الصلاة، يعني لو قُدِّم الشاء وأقيمت الصلاة فتعشّ، وهل له أن يشبع؟ أو يأخذ ما يسد تعلقه؟ الجواب الأول يعني : له أن يشبع وأن لا يقوم حتى يقضي نهمته منه. وفي هذا الحديث إشارة إلى وجوب الخشوع في الصلاة بأن يكون الإنسان حاضر القلب لا يتعلق قلبه بغير الصلاة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في ترك الصلاة مع الجماعة من أجل إذهاب ما يَشغَل، وقال بعض أهل العلم : إن الخشوع لا يَجب، وأنه لو استولى الوسواس على أكثر الصلاة أو على الصلاة كلها فإن الصلاة لا تبطل، احتجاجاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان يأتي الإنسان في صلاته يقول له: اذكر كذا يوم كذا الخ، قالوا هذا دليل على أنه لا تبطل صلاته. وفي هذا إشارة إلى أن ما يتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة مما يتعلق بأمر خارج، فهنا الخشوع في الصلاة أمر يتعلق بذات العبادة، وإقامة الجماعة أمر خارج عن ذات الصلاة ولهذا روعي ما يتعلق بذات الصلاة فقُدِّم على ما يتعلق بأمر خارج منها، وهذه قاعدة معروفة عند العلماء : أن ما يتعلق بذات العبادة أولى بالمراعاة مما يتعلق بأمر خارج، سواء كان من صفاتها أو من زمانها أو من مكانها، ولهذا نهي أن يصلي الإنسان بحضرة الطعام، أو وهو يدافع الأخبثان، وإن تأخر في الصلاة عن أول الوقت، وقال العلماء : إن إذا كان الإنسان يطوف ودار الأمر بين الرَّمَل مع البعد من الكعبة، ومع المشي بالدنو منها قالوا فمراعاة الرمل أولى من أن يدنو من الكعبة.
السائل : هل في الحديث ما يدل على أن الجماعة ليست واجبة؟
الشيخ : هذا؟ لا يدل على أن الصلاة ليست واجبة، لكن يدل على أن ما يتعلق بذات العبادة أولى ما يتعلق بأمر خارج . السائل : ... . الشيخ : هذا لأنك إذا تركت الطعام بعد أن قدِّم ونفسك متعلقة به سوف تنشغل في صلاتك، والانشغال في الصلاة يؤثر عليها.
ما هو الأولى الأكل قليلا مع إدراك الجماعة أو الأكل حتى الشبع.؟
السائل : قلنا أن له أن يشبع حتى يقضي نهمه، شيخ ما هو الأولى الإنسان يأكل بقدر قليل لأن الإنسان ربما يقضي نهمته بلقممة فهل له أن يشبع؟ الشيخ : نعم له أن يشبع، لأنها رخصة عامة.
هل قوله :( إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ) خاص بالعشاء أو هو عام.؟
السائل : ... . الشيخ : لا لا عام، الحكم واحد لكن بناء على الأغلب إلا أنه لا ينبغي للإنسان أن يجعل عامه في وقت الصلاة، لكن لو أنها صدفت المسألة، أما كونه يجعل الغداء دائما ينشغل به عن الصلاة أو العشاء فهذا غلط.
حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا بن وهب أخبرني عمرو عن بن شهاب قال حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم
القارئ : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو عن بن شهاب قال حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل أن تصلوا صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم ). الشيخ : قوله : لا تعجلوا عن عشائكم يشمل ألا تتعشوا أصلاً أو أن تبدأ ثم تقوم قبل أن تنتهي.
حدثنا بن نمير حدثنا أبي ح قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجلن حتى يخلو منه
القارئ : حدثنا بن نمير حدثنا أبي ح قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا وضع عشاء أحدكم وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجلن حتى يخلو منه ).
وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أنس يعني بن عياض عن موسى بن عقبة ح وحدثنا هارون بن عبد الله حدثنا حماد بن مسعدة عن بن جريج ح قال وحدثنا الصلت بن مسعود حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب كلهم عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
القارئ : وحدثنا محمد بن إسحاق المسيبي حدثني أنس يعني بن عياض عن موسى بن عقبة ح وحدثنا هارون بن عبد الله حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن جريج ح قال وحدثنا الصلت بن مسعود حدثنا سفيان بن موسى عن أيوب كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم هو بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد عن بن أبي عتيق قال تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثا وكان القاسم رجلا لحانة وكان لأم ولد فقالت له عائشة ما لك لا تحدث كما يتحدث بن أخي هذا أما إني قد علمت من أين أتيت هذا أدبته أمه وأنت أدبتك أمك قال فغضب القاسم وأضب عليها فلما رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام قالت أين قال أصلي قالت اجلس قال إني أصلي قالت اجلس غدر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان
القارئ : حدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم هو بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد عن ابن أبي عتيق قال : ( تحدثت أنا والقاسم عند عائشة رضي الله عنها حديثا وكان القاسم رجلا لحانة وكان لأم ولد فقالت له عائشة ما لك لا تحدث كما يتحدث بن أخي هذا أما إني قد علمت من أين أتيت، هذا أدبته أمه وأنت أدبتك أمك قال فغضب القاسم وأضب عليها فلما رأى مائدة عائشة قد أتي بها قام قالت أين قال أصلي قالت اجلس قال إني أصلي قالت اجلس غدر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا صلاة بحضرة الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان ). الشيخ : هذا الحديث فيه زيادة على ما سبق، وهو قوله : ولا وهو يدافعه الأخبثان، والأخبثان البول والغائط، وأفاد اللفظ ( يدافعه ) أنه محصورٌ جدا وليس مجرد ما يحس بالحصر يتخلف عن الصلاة، لكن إذا كان يدافعه بحيث يكون كالرجل الصائل الذي يدافعه من صال عليه فهذا لا يصلي، فإن قال قائل : عذره في ترك الجماعة في ذلك واضح، لكن هل يُعذر في الوقت، بحيث نقول له اذهب واقض حاجتك ثم صل وإن خرج الوقت؟ في هذه للعلماء قولان، القول الأول : أنه لا يُعذر ر بتأخير الصلاة عن وقتها من أجل هذا، والثاني : أنه يُعذر والثاني هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال : إن هذا -أعني مدافعة الأخبثان- أن يغفل غفلة تامة عن الصلاة، وتكون الصلاة كأنها أفعال مجردة ليس لها لب، لكن الاحتياط أن يتصبَّر ويصلي، لأن إخراجها عن وقتها من كبائر الذنوب إلا لعذر معلوم يُنجي الإنسان من السؤال يوم القيامة.
قوله :( لا صلاة وهو يدافع الأخبثان ) هل المراد البطلان.؟
السائل : بعض الناس يقولون : لو أن إنسان صلى وهو يدافع الأخبثان فإنه يصلي صلاتين ؟ الشيخ : لا شك أن حديث عائشة : لا صلاة يعني لا تصلي، هذا هو الظاهر، لكن مع ذلك نقول : إذا غلبت طلب المدافعة على الصلاة حتى لا يدري ما يقول فالقول بأن الصلاة تبطل مبني على القول بوجوب الخشوع.
حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر أخبرني أبو حزرة القاص عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر في الحديث قصة القاسم
القارئ : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن جعفر أخبرني أبو حزرة القاص عن عبد الله بن أبي عتيق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله ولم يذكر في الحديث قصة القاسم.
حدثنا محمد بن المثنى وزهير بن حرب قالا حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يأتين المساجد قال زهير في غزوة ولم يذكر خيبر
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى وزهير بن حرب قالا حدثنا يحيى وهو القطان عن عبيد الله قال أخبرني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر : ( من أكل من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يأتين المساجد ). قال زهير في غزوة ولم يذكر خيبر. الشيخ : هذا أيضا فيه النهي، نهي الإنسان أن يأتي المساجد وقد أكل الثوم، وذلك لكراهة ريحه، وقد علل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك من أن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، ومثله البصل، ومثله الرائحة الكريهة، ومثله الإصنان : وهو الرائحة الكريهة التي تنبعث من الإبط، أو أحيانا من الأنف، كل ذي رائحة كريهة فإنه لا يحل له أن يقرب المسجد، لأن ذلك يؤذي الملائكة ويؤذي المصلين، وكم من أناس قطعوا صلاتهم لأنه يصلي بجانبهم من له رائحة كريهة. ولكن يُقال : إذا كان الإنسان يأكل هذا باستمرار فهل فهل يعني ذلك ألا يصلي مع الجماعة أبدا؟ الجواب يا عبد الله؟ الطالب : يصلي ولو كان يأكل. الشيخ : ولكنه يؤذي الناس ويؤذي الملائكة. لم يأكل بقصد التخلف. الطالب : لا بد أن يستعمل شيء يزيله. الشيخ : ليس عنده ما يزيله. على كل حال نقول : نعم، ولو تخلف مدى الدهر، لأن التخلف هنا ليس رخصة بل هو كفُّ أذى، والأذى متى حضر إلى المسجد سوف يحصل، نعم لو أنه أكل من أجل أن ينكفّ عن المسجد لكان حراماً، ولهذا نقول : المسافر الذي يسافر في رمضان ويفطر أو لا؟ يفطر، مع أن السفر مباح والفطر حرام، إلا إذا نوى بالسفر الإفطار، فإنه يكون الإفطار حراما عليه والسفر حراما، ولهذا لا يقصر فيه ولا يترخص رخص السفر. طيب هل هناك الآن بعد تقدم لطب هل هناك ما يُذهب رائحته؟ فيه ما هو؟ الطالب : أدوية. الشيخ : طيب راحت رائحته من الفم، لكن إذا تجشأ لا يمكن إزالته، لكن على كل حال يمكن أن يقال : أنه إذا راحت رائحة الفم أنه يمكن إذا أحس بالتشجي يمكن أن يتلثَّم، وإذا تلثم خفت الرائحة.
هل يلزم من أكل ثوما أن يزيله إن أمكن حتى لا يؤذي المصلين.؟
السائل : نقول بما أنه تقدم الطب فنقول : يلزم أن يكون لديه استطاعة ليزيل هذه الرائحة؟ الشيخ : لا بأس هذا ما فيه إشكال إذا كان يمكن إزالته، لكن حتى لو أمكن إزالته من الفم، يبقى التجشأ والنفس، الثوم يقولون أيضا فيه بلاء آخر أن الإنسان إذا عرق خرجت الرائحة مع العرق، من يفتك من هذا؟
السائل : العلة من عدم أكل الثوم، يعني لتجنب المساجد. الشيخ : لا إله إلا الله ماذا قلنا طوا قبل قليل بينا العلة. السائل : يا شيخ مفهوم العلة هل إذا قال شخص يوجد في المسجد جميع أهل المسجد يأكلون البصل والثوم . الشيخ : لا يأتون، المسجد فيه ملائكة أذية الملائكة ، الرسول قال : ( إن الملائكة تتأذى ما يتأذى منه بنو آدم )، وبيوت الله فيها ملائكة، نعم يمكن أن يقال : إذا صلوا جماعة في البر مثلا وكلهم أكلوا البصل والثوم فإنه لا بأس، لا، الملائكة لا تكون في البر تكون في بيوت الله، في الأماكن المخصصة للعبادة. السائل : هذا الرجل الذي اعتاد أكل الثوم لماذا لا نطبق عليه هذه القاعدة : أن ما يؤدي إلى حرام فهو حرام؟ الشيخ : لا، أصلا النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له : حُرِّمَت قال : ( ليس لي أن أحرم ما أحل الله )، نص على هذا.
الشيخ : وفي قوله: مساجدنا : دليل على أن التحريم ليس خاص بمسجد النبي كما قاله بعضهم، وأنه عام في كل مسجد، لأن المساجد جمع و(نا) جمع فيكون المراد عموم مساجد المسلمين.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن نمير ح قال وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مساجدنا حتى يذهب ريحها يعني الثوم
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن نمير ح قال وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه البقلة فلا يقربن مساجدنا حتى يذهب ريحها يعني الثوم ).
وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن عبد العزيز وهو بن صهيب قال سئل أنس عن الثوم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلي معنا
القارئ : وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن عبد العزيز وهو ابن صهيب قال سئل أنس عن الثوم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل من هذه الشجرة فلا يقربنا ولا يصلي معنا ). الشيخ : هذا أيضا فيه فائدة وهي قوله : فلا يقربنَّا هذا إذا كان الإنسان يتأذى بذلك، أما لو كان كلهم يأكلون البصل والثوم فبعضهم لبعض مساوٍ، لكن إنسان آكل بصل أو ثوم أو له رائحة كريهة يأتي إلى الناس ويجلس معهم نقول: لا، لا تفعل لأن هذا مؤذي، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما يؤذي بالريح فما بال من يؤذي بالقول أو بالفعل أو ما أشبه ذلك يكون من باب أولى. السائل : ... . الشيخ : لا، الني، سيأتينا إن شاء الله المطبوخ ما يضر.
وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم
القارئ : وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا ولا يؤذينا بريح الثوم ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا كثير بن هشام عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا كثير بن هشام عن هشام الدستوائي عن أبي الزبير عن جابر قال : ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل البصل والكراث فغلبتنا الحاجة فأكلنا منها فقال : من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تأذى مما يتأذى منه الإنس ).
وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثني عطاء بن أبي رباح أن جابر بن عبد الله قال وفي رواية حرملة وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته وإنه أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا فسأل فأخبر بما فيها من البقول فقال قربوها إلى بعض أصحابه فلما رآه كره أكلها قال كل فإني أناجي من لا تناجي
القارئ : وحدثني أبو الطاهر وحرملة قالا أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال حدثني عطاء بن أبي رباح أن جابر بن عبد الله قال وفي رواية حرملة وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا ) الشيخ : أو هنا للشك، هل قال فليعتزلنا أ، قال يعتزل مساجدنال، وسبق أنه قال : فلا يقربنا ولا يقربن مساجدنا. القارئ : ( وليقعد في بيته وإنه أتي بقدر فيه خضرات من بقول فوجد لها ريحا فسأل فأخبر بما فيها من البقول فقال : قربوها إلى بعض أصحابه فلما رآه كره أكلها قال : كل فإني أناجي من لا تناجي ). الشيخ : قوله : فإني أناجي من لا تناجي من؟ الملك، أما الله فكلٌ يناجيه كل مصلي فهو يناجي الله.
وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه البقلة الثوم وقال مرة من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم
القارئ : وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج قال أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أكل من هذه البقلة الثوم وقال مرة من أكل البصل والثوم والكراث فلا يقربن مسجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ).
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر ح قال وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا جميعا أخبرنا بن جريج بهذا الإسناد من أكل من هذه الشجرة يريد الثوم فلا يغشنا في مسجدنا ولم يذكر البصل والكراث
القارئ : وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا محمد بن بكر ح قال وحدثني محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا جميعا أخبرنا ابن جريج بهذا الإسناد من أكل من هذه الشجرة يريد الثوم فلا يغشنا في مسجدنا ولم يذكر البصل والكراث.
وحدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها
القارئ : وحدثني عمرو الناقد حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: ( لم نَعْدُ أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال : من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد ، فقال الناس : حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها ). الشيخ : اللهم صل وسلم على نبينا محمد، في هذا دليل على ورع النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا يحرم ما أحل الله، وإذا كان هذا النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه، وقد صار بعض الناس يحرم ويحلل كما يشاء، فمتى استنكر الشيء قال: هذا حرام، ومتى جاز له الشيء هذا واجب مؤكد، ولا شك أن هذا من التعدي على الله وعلى رسوله، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ليس لي تحريم ما أحل الله لي ) فكيف بغيره. وفي هذا دليل على أن نهيه الأول - الذي مر معنا من نهيه عن أكل البصل والكراث- أن نهيه ليس نهي كراهة شرعية لأنها من حيث الشرع حلال، لكن كراهة من أجل كراهة ريحها فقط.
حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد بن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن وعثمان عن بن خباب عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على زراعة بصل هو وأصحابه فنزل ناس منهم فأكلوا منه ولم يأكل آخرون فرحنا إليه فدعا الذين لم يأكلوا البصل وأخر الآخرين حتى ذهب ريحها
القارئ : حدثنا هارون بن سعيد الأيلي وأحمد ابن عيسى قالا حدثنا بن وهب أخبرني عمرو عن بكير بن وعثمان عن بن خباب عن أبي سعيد الخدري : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على زَرَّاعة بصل هو وأصحابه فنزل ناس منهم فأكلوا منه ولم يأكل آخرون فرحنا إليه فدعا الذين لم يأكلوا البصل وأخر الآخرين حتى ذهب ريحها ). الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم في هذا الحديث دليل على أنه لا بأس أن يمنع الإنسان أن يجالسه من كان على حال يكرهها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين في الحديث الذي قبل هذا أن البصل ونحوه ليس حراماً وإنما يكره ريحها، فإذا كان أناس فيهم رائحة تكرهها فلا بأس أن تمنعهم من حضور مجلسك، كما أنه لا بأس أن تقوم عنهم، ولا يُقال أن في هذا تكبر ، لأن الإنسان لا يمكن أن يتحمل ما لا يُطيق.
السائل : أكل التونة هل يمنع من حضور المسجد؟ الشيخ : ما أعرف التونة. السائل : التونة المعلبة. الشيخ : فيها رائحة كريهة؟ السائل : الذي يأكلها تصبح له رائحة كريهة. الشيخ : ما سمعت بهذا ، لعل التونة ... المهم كل ذات رائحة كريهة فلا يحضر الإنسان المسجد وهي فيه هذه الرائحة حتى يذهب الريح .
السائل : هل يقاس شارب الدخان على من أكل البصل والثوم؟ الشيخ : بلى، يُقاس الدخان على ذلك إذا كان شرب الدخان وله رائحة كريهة فإنه لا يجوز أن يحضر المسجد، لأنه يؤذي الملائكة ويؤذي المصلين، ولهم أن يخرجوه من المسجد.
لو صلى جنبي من به رائحة كريهة فهل أقطع الصلاة وأغير المكان.؟
السائل : لو أن إنسانا صلى بجانبه رجل أكل الثوم، هل له أن يخرج من الصلاة؟ الشيخ : كيف لا يُخرج الذي فيه الرائحة لأنه وإن لم يؤذي الآخرين فإنه آذى الملائكة، ولهذا كان الصحابة يُخرجون من أكل البصل والثوم ونحوهما إلى البقيع، يُبعدونه من المسجد، لكن لو فرض أن الإنسان لا يتمكن من ذلك وصلى إلى جنبه من له رائحة كريهة من بصل أو ثوم أو بَخَر أو إصنان، وعجز أن يصلي فله أن يقطع الصلاة ويذهب إلى الجانب الآخر.
حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم وذكر أبا بكر قال إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات وإني لا أراه إلا حضور أجلي وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري فقال يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن ثم قال اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار وإني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا عليهم وليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا فيهم فيئهم ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين هذا البصل والثوم لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع فمن أكلهما فليمتهما طبخا
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا هشام حدثنا قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معد،ن بن أبي طلحة أن عمر بن الخطاب خطب يوم الجمعة فذكر نبي الله صلى الله عليه وسلم ، وذكر أبا بكر، قال : ( إني رأيت كأن ديكا نقرني ثلاث نقرات، وإني لا أراه إلا حضور أجلي، وإن أقواما يأمرونني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم، فإن عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في هذا الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، ثم إني لا أدع بعدي شيئا أهم عندي من الكلالة ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بإصبعه في صدري فقال : يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء ؟ وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لا يقرأ القرآن ثم قال : اللهم إني أشهدك على أمراء الأمصار وإني إنما بعثتهم عليهم ليعدلوا عليهم، وليعلموا الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ويقسموا فيهم فيئهم، ويرفعوا إلي ما أشكل عليهم من أمرهم، ثم إنكم أيها الناس تأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين، هذا البصل والثوم، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخا ).
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن سعيد بن أبي عروبة ح قال وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة جميعا عن قتادة في هذا الإسناد مثله
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن علية عن سعيد بن أبي عروبة ح قال وحدثنا زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة جميعا عن قتادة في هذا الإسناد مثله. الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذا حديث عظيم تكلم به أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في آخر حياته، خطب يوم الجمعة فذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وما جرى في أيامه وسيرته صلوات الله وسلامه عليه، وذكر كذلك أبا بكر ومراده أثنى على عهدهما وعصرهما، ثم أخبر أنه رأى في المنام أن ديكاً نقره ثلاث نقرات، وأوَّل ذلك بأنه حضور أجله رضي الله عنه، وكأن هذه النقرات تمثل ثلاثة أيام، ثم يُنقر النقرة الأخيرة، وذلك على يد الخبيث المجوسي أبي لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة رضي الله عنه. وإن أقواماً يأمرونني أن أستخلف، يعني : اجعل لنا خليفة، لكنه رضي الله عنه لم يرَ ذلك، ولعله أشكل عليه من أحق الناس بالخلافة ممن كانوا في عهده، والإنسان إذا أشكل عليه الإمر يجب أن يتوقف فيه، وألا يُقدم بشيء، لأن الإقدام على شيء لم تتعين مصلحته ولو ظناً خطأ، لا سيما في هذا الأمر العظيم وهو خلافة المسلمين، لكنه قال رضي الله عنه : ( إن الله لم يكن مضيِّع دينه، ولا خلافته، ولا الذي بعث به نبيه صلى الله عليه وسلم )، وصدق رضي الله عنه، أن الله لن يضيع دينه، ولن يضيع الخلافة للأمة الإسلامية، لأنه لا بد للأمة من قائد ولو لم يكن قائد لكانت الأمة فوضى لا زمام لها، ولا خطام لها، ولهذا قيل : لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم، حتى البهائم لا بد لها من قائد أمير يقودها كما يشاهد ذلك الصيادون الذين يصطادون الطيور والظباء وأشباهها يجدون أن لكل طائفة قائداً يقودها ولهذا يحرصون على أن يصطادوا القائد حتى تتفرق الطائفة ويقدرون عليها بسهولة. المهم أنه رضي الله عنه توقع أن الله لا يضيِّع أمر الأمة فوقع الأمر كما توقع رضي الله عنه فإن الخلافة لم تبقَ إلا مدّة يسيرة حتى استُخلف عثمان رضي الله عنه. في هذا الحديث فوائد : فإن عجل بي أمر : يعني إن مات رضي الله عنه فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، وأشار إليهم لحضورهم، وعندي في الحاشية يقول : أن هؤلاء الستة هم عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، هؤلاء الستة الأمر شورى بينهم، يخلفون على المسلمين من يتفق رأيهم عليه، ولم يجعل لبنيه شيئاً منها مع صلاح عبد الله رضي الله عنه، وفقهه، لكنه رأى أن إبعادها عنهم أولى وأحرى لئلا يسن في الإسلام أمراً يتبعه الناس عليه، ولكنه رضي الله عنه جعل لعبد الله بن عمر رضي الله عنه لفضله وعلمه وإمامته جعل له حضوراً أي أذن له أن يحضر مع هؤلاء الستة، لكن ليس له من الأمر شيء، يقول : وإني قد علمت أن أقواما يطعنون في ذلك الأمر أنا ضربتهم بيدي هذه على الإسلام، فإن فعلوا إلى آخره، علم أن أقواما يطعنون في هذا الأمر : يعني أمر الخلافة، ويرون أن فلانا وفلاناً أحق بالخلافة من هؤلاء، ويقول : أنا ضربتهم على الإسلام، وهو إشارة إلى أن هؤلاء ليس عندهم فقه في الدين، وليس عندهم إيمانٌ قد وقر في قلوبهم، فلذلك يطعنون في أمر الخلافة، ومن ذلك الرافضة مثلاً جاء على إثرهم الرافضة الذين يطعنون في خلافة أبي بكر، وعمر، وعثمان ويرون أن هؤلاء ظلمة فسقة، بل بعضهم يصرح بأنهم كفار، لأنهم غصبوا الخلافة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل رأيت لبعض الروافض قولاً يكفر علي بن أبي طالب، يقول : هؤلاء كفار وعلي أيضا كافر، لماذا؟ قال: لأنه مكن هؤلاء الكفرة من الكفر، وممكن الكفار كافر، فلم يبق أحد، إذا كان الخلفاء الراشدون كلهم كفار فمن الذي يكون مسلماً. يقول رضي الله عنه : فإن فعلوا ذلك، أي : جعلوا يطعنون في الخلافة ويخالفون المسلمين فإن فعلوا ذلك فأولئك أعداء الله الكفرة الضلال، انظر وصفهم بثلاثة أوصاف : الأول : أعداء الله، والثاني : الكفرة، والثالث : الضلال والعياذ بالله، فكل من طعن في الخلافة الإسلامية في الخلافة الإسلامية فهو كافر ضال عدوّ لله، كافر ظالم، وقاله عمر بمحضر من الصحابة، وهو يخطب يوم الجمعة، ولم يقم أحد من الصحابة يقول : يا أمير المؤمنين لم حكمت عليهم بذلك إنهم لا يستحقون دل هذا على أن من طعن في الخلافة فهو عدو لله كافر ضال، وكفى بذلك شهادة أن يشهد أمير المؤمنين على هؤلاء بالعداوة لله، والكفر، والضلالة أمام الصحابة ، ولم يقم واحد منهم يعترض عليه، فإن قال قائل : لم يقم أحد منهم هيبة لعمر وخوفاً من سطوته، قلنا : هذا كذب، عمر رضي الله عنه كان وقافاً على كتاب الله، لا يتعداه أبداً حتى أن امرأة من النساء -قد تكون عجوزا أو غير عجوز- المهم أنها اعترضت عليه وقبل وهو من أشد الناس وقوفاً على حدود الله، لو كان الذي وصف به هؤلاء مُشكلاً على الصحابة لاستفهموا عنه، ولو كان غير صواباً في نظر الصحابة لقالوا : يا أمير المؤمنين هذا ليس بصواب، لكنه صواب. وقد قال الإمام أحمد رحمه الله : من طعن بخلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله، أضل من حمار أهله والحمار أضل البهائم وأبلد البهائم، يُضرب به المثل على البلادة، (( مثل الذين حُمِّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار )). يقول : ثم إني لا أدع بعدي شيئاً أهم عندي من الكلالة، سبحان الله! عمر رضي الله عنه لا يدع شيئاً أهم عنده من الكلالة؟ مع أنه تحمل شؤون المسلمين كلها وليس عنده أهم من الكلالة، وهي حكم فردي في مسألة فردية، لكن يريد أن يفهم كلام الله، وألا يبقى له آية من كتاب الله إلا وقد فهمها، وليس الشأن أن يعطي هذا الوارث أو يحرم هذا الوارث إنما الشأن ألا يفهم شيئاً من كلام الله، فانظر إلى حرص الصحابة رضي الله عنهم على فهم كتاب الله عز وجل، هذا الخليفة الراشد الذي أبقى في الخلافة عشر سنوات يدير شؤون المسلمين هذه الإدارة التي يُضرب بها المثل يقول ما ترك شيئاً أهم عليه من الكلالة، لم يفهمها، وقد راجع بها النبي صلى الله عليه وسلم مراجعة يقول : ( ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما راجعته في الكلالة، وما أغلظ لي في شيء ما أغلظ لي فيه )، الله أكبر! سائل ومجيب، كلاهما يُغلظ للآخر إغلاظاً ما سبق مثله، هذا يراجع الرسول والنبي عليه الصلاة والسلام يجيبه ويُغلظ عليه، حتى إنه قد طعن بأصبعه في صدره، وقال : يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر النساء؟ شوف هذا الكلام، طعن بأصبعه في صدره وقال : يا عمر، وهذه كناية عن كونه يُستغرَب أن تُشكل على عمر وهو عمر بن الخطاب، لم يقل : يا هذا ، ولم يقل أما تكفيك، بل ناداه باسمه وقال : كيف تشكل عليك هذه يا عمر، ألا تكفيك آية الصيف التي في سورة النساء ؟ والجواب : تكفي، وهي واضحة، وقد بينها الله عز وجل حتى ذكر في آخرها : (( يبين الله لكم أن تضلوا والله بكل شيء عليم )).