تتمة شرح حديث عبد الله بن مالك بن بحينة الأزدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته فمضى في صلاته فلما كان في آخر الصلاة سجد قبل أن يسلم ثم سلم
1 - تتمة شرح حديث عبد الله بن مالك بن بحينة الأزدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الشفع الذي يريد أن يجلس في صلاته فمضى في صلاته فلما كان في آخر الصلاة سجد قبل أن يسلم ثم سلم أستمع حفظ
إذا كان الإمام يرى استحباب جلسة الإستراحة وكان لا يكبر منها إلا إذا استتم قائما فهل يجلس المأموم.؟
الشيخ : كيف يجلس وهو ما يدري؟
السائل : هو يعلم أن الإمام يرى استحبابها.
الشيخ : هو إذا جلس تخلف عن الإمام، فلا يجلس.
2 - إذا كان الإمام يرى استحباب جلسة الإستراحة وكان لا يكبر منها إلا إذا استتم قائما فهل يجلس المأموم.؟ أستمع حفظ
المسبوق إذا سجد إمامه للسهو بعد السلام فهل يتابعه.؟
الشيخ : القول الراجح في هذه المسألة أنه إذا كان سجود السهو بعد السلام، وكان مسبوقا أنه لا يتابع إمامه، إذا سلم الإمام قام وأتى بما بقي عليه من الصلاة، ثم إن كان وقوع السهو من الإمام في الجزء الذي أدركه فيه هذا المسبوق سجد بعد السلام، وإن كان في الجزء الذي سبقه فيه فإنه لا يسجد، لماذا؟ لأن الإمام لما سلم انتهت صلاته، -اصبر يا ولد استمع للجواب أفيد لك من الاشتغال بإلقاء السؤال- أقول : لما سلم الإمام انتهت صلاته أم لا؟ انتهت صلاته، والمسبوق لا يمكن أن يتابعه في ذلك، لأنه لا يمكن أن يتابعه، لو سلم بطلت صلاته، ويدل على أن الإمام انتهت صلاته بالتسليم : أنه لو أحدث قبل السجود للسهو، يلزمه إعادة الصلاة؟ لا، لماذا؟ لأن الصلاة انتهت، وإذا كانت انتهت فما على المسبوق إلا أن يقوم ثم على التفصيل الذي سمعتم، هذا أصح الأقوال في هذه المسـألة وإن كان بعض العلماء قال : يجب أن يسجد معه دون أن يسلم فإن قام فكما لو قام عن التشهد الأول ، يعني أنه إن استتم قائماً لم يرجع، وإلا رجع.
ثلاثة، ثلاثة يا عبد الله عندنا قاعدة نمشي عليها. تسمحون له؟ طيب.
الإمام إذا زاد ركعة فهل يتابعه المأموم.؟
الشيخ : أي نعم، ما شاء الله، الذي قاله شيخ الإسلام قبل قليل ينطبق على هؤلاء تماماً، أنا أقول لك هذا نصف عالم، الرسول عليه الصلاة والسلام لما سلم قالوا له: أزيد في الصلاة؟ قال : ( أما إنه لو زيد في الصلاة لأنبأتكم، إنما أنا بشر مثلكم ). فماذا يقول لهم وهم في عهد التشريع الذي يمكن أن تكون هذه الركعة الزائدة مشروعة، يمكن، فهم معذورون، لكن الآن هل يمكن أن تُزاد صلاة الظهر فتكون خمساً؟ والرسول صلى الله عليه وسلم والله ما أخر البيان عن وقت الحاجة، قال : ( أما إنه لو حدث في الصلاة شيء لأنبأتكم به )، ما ترك البيان، لكن كيف يُلزمهم أن يعيدوا صلاتهم مثلاً وهم فاعلون ما أمروا به من اتباع الرسول عليهالصلاة والسلام، لا، بلّغهم جزاك الله خيرا، بلغهم قل لهم حرام عليكم، تقولون على الله مالا تعلمون.
السائل : شيخ هم يصرون على قولهم هدانا الله وإياهم.
الشيخ : طيب إذا أصروا يُرفع الأمر إلى وزارة الشؤون الإسلامية، حتى يسووا دورة لهؤلاء فيعلمونهم ما يجهلون، أو أنت إن شاء الله تصبح عالم سوف تلقمهم حجراً بما سمعت، المسألة ليست لعبة، لكن هل إذا قام إلى خامسة ونبهناه، هل نجلس منفردين - يعني ننوي الانفراد ونسلم- أو نجلس منتظرين؟ هو على كل حال : الأصل أن نجلس منفردين، لأن هذه زيادة نعتقد أن هذه زيادة تبطل الصلاة، لكن إذا كان هناك احتمال أن هذا الإمام قد نسي الفاتحة في إحدى الركعات وأتى بهذه الركعة بدل عنها، أو بالتسلسل صارت الثانية هي الأولى والثالثة هي الثانية وهكذا، فهذا احتمال وارد، وفعلاً بعض الأئمة لما سلم قيل له في ذلك قال : نسيت الفاتحة في أحد الركعات، لما كان هذا الاحتمال وارداً قلنا يجلسون منتظرين.
وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان
5 - وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا موسى بن داود حدثنا سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان أستمع حفظ
حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد وفي معناه قال يسجد سجدتين قبل السلام كما قال سليمان بن بلال
6 - حدثني أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي عبد الله حدثني داود بن قيس عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد وفي معناه قال يسجد سجدتين قبل السلام كما قال سليمان بن بلال أستمع حفظ
فوائد
( فليطرح الشك وليبن على ما استيقن ) : وهذا من كمال الشريعة الإسلامية أنها تطرح القلق عن الإنسان، لا تقلق لأي شيء، إذا طرأ عليك الشك ارمِ به، اطرحه وابن على ماتتيقن، والأمر واسع والحمد لله.
( ثم يسجد سجدتين ) : ثم يسجُدُ، ويجوز يسْجدْ، فعلى الرفع تكون استئنافية، وعلى السكون تكون معطوفة.
( ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسا شفعن له صلاته وإن كان صلى إتماما لأربع كانتا ترغيما للشيطان ) شوف قبل أن يسلم، مثاله : صلى الظهر ثم شك هل هذه هي الثانية أم الثالثة؟ نقول : ما هو المتيقَّن؟ الثانية، اجعلها الثانية وائت بركعتين، ثم اسجد قبل أن تسلم، يقول : ( إن كان صلى خمسا شفعن له صلاته ) هذا فيه احتمال أنه صلى خمساً؟ فيه احتمال أنه لما شك هل هما اثنتان أو ثلاث أن حقيقة الأمر أنهما ثلاث، وهو جعلهما كم؟ حعلها اثنتين، وفيه احتمال أنهما ثلاث، فإذا كانت ثلاث وقد أتت بركعتين كم صارت؟ صارت خمسة، فتكون هاتان السجدتان شِفعاً لصلاته، لأنه لا وتر في الصلاة إلا في المغرب، فتكون هذه الأربع التي فيها احتمال أنها خمس تكون هاتان السجدتان بدلاً عن ركعة تشفع له صلاته، فإذا قال قائل : إذا شفعت صلاتك صارت ستة، فنقول: هذه الستة غير متيقَّنة، هل أنت تتيقن؟ لا، احتمال، وهذا من باب الاحتياط، شفعن له صلاته، وإن كان صلى أربع : يعني صار بناؤه على اليقين هو اليقين، وكانت الصلاة أربعاً لا زيادة فيها، ففيها فائدة عظيمة، كانتا ترغيماً للشيطان : الشيطان يحزن، أن نجبر صلاتنا بهاتين السجدتين، يحزن ويرغَم أنفه.
في هذا الحديث من الفوائد فوائد كثيرة :
أولاً : ألا لوم على الإنسان في الشك في صلاته، اللهم إلا أن يكون سببه انغماس الإنسان في الوساوس الاختيارية ، فهذا قد يُلام عليه الإنسان.
ومن فوائد هذا الحديث : أن هذا الدين الإسلامي يحارب القلق، ويوجب على من تمسك به أن يطرح كل ما فيه القلق، لقوله : ( فليطرح الشك، وليبن على ما استيقن ).
ومن فوائد هذا الحديث : الإشارة إلى القاعدة المعروفة : أن اليقين لا يُزال بالشك، وهذه قاعدة مطردة دلت عليها أحاديث وآيات، اليقين لا يزول بالشك.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه إذا تردد بين الزيادة والنقص فإنه يحمل على النقص، وفيه أيضاً : أنه إذا كان الشك على هذا الوجه فسجود يكون قبل السلام، وفيه إشارة إلى أنه لا يصح التعبد بالوتر إلا حيث شرعه الله عز وجل، من أين يؤخذ؟ من قوله : ( إن كان صلى خمساً شفعن له صلاته )، وينبني على هذه الفائدة : أنه لا يصح التطوع بركعة خلافاً لمن قال بذلك من أهل العلم، يعني بعض العلماء يقول : لك أن تتطوع بركعة بدل ركعتين، والصحيح خلاف ذلك، وهو أنه لا يصح أن يتطوع بركعة، لأن الركعة تكون في الوتر. وهذا الدليل كما رأيتم.
ومن فوائد هذا الحديث : الإشارة إلى فعل ما يرغم به أنف الشيطان وأعوان الشيطان، لقوله : ( كانتا ترغيماً للشيطان )، وكذلك أعوانه فكل ما يُرغمهم فهو مشروع وفيه أجر، ودليل هذا أيضاً : (( ولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح ))، فكل شيء تُرغم به الكافر فلك فيه أجر.
وحدثناعثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم زاد أو نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا قال فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم أقبل علينا بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين
الشيخ : هذا الحديث فيه الزيادة : السجود عن زيادة، صلى الرسول صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة الظهر خمساً، وكان الوقت وقت نزول الوحي، يجوز النسخ لزيادة أو نقص، كما قال ذو اليدين : يا رسول الله أنسيت أم قصُرت الصلاة، أو كما قال الصحابة في هذا الحديث: يا رسول الله أزيد في الصلاة؟ فلما قام إلى الخامسة اتبعوه، فلما سلم سألوه : قالوا أحدث شيء في الصلاة، وفي رواية قالوا : هل زيد في الصلاة، قال وما ذاك؟ قالوا صليت خمساً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به، ثم ثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ).
8 - وحدثناعثمان وأبو بكر ابنا أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن جرير قال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم زاد أو نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء قال وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا قال فثنى رجليه واستقبل القبلة فسجد سجدتين ثم سلم ثم أقبل علينا بوجهه فقال إنه لو حدث في الصلاة شيء أنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسجد سجدتين أستمع حفظ
فوائد
ومن فوائده أيضاً : أن الإنسان إذا زاد في صلاته جاهلاً فإن صلاته لا تبطل، لا سيما إذا بنى على أصل، وجه الدلالة : أن الصحابة تابعوه وهم جاهلون، وعلى هذا فلو تابع الإنسان المأموم الآن يعني الآن، لو تابع المأموم الإمام وهو يعلم أنها زائدة لكن يظن أنه تجب عليه المتابعة فإن صلاته لا تبطل، صحيحة.
ومن فوائد هذا الحديث : جواز نسخ الأحكام، أن يُنسخ الحكم من شيء إلى آخر، وهذا أمر معلوم بالقرآن والسنة وإجماع الأمة، إلا ما ذكر عن أبي مسلم الأصبهاني فإنه قيل إنه يقول : إنه لا نسخ في الشريعة، لكنه أراد شيئاً لا يخالف رأي الجمهور، بل يوجب أن يكون الخلاف بينه وبين الجمهور خلافاً لفظياً، لأنه قال : إبطال الحكم السابق لا أسميه نسخاً ولكن أسميه تخصيصاً، تخصيصاً للزمن، لأن الحكم الأول شامل لجميع الأزمان، فإذا جاء حكم آخر رفعه خصص ما بقي من الزمن في مدة الحكم الأول، وعلى هذا يكون الخلاف بينه وبين الجمهور خلافاً لفظياً لا يغير جوهراً.
من أين نأخذ من هذا الحديث جواز النسخ؟ من قولهم أحدث شيء أزيد في الصلاة.
ومن فوائد هذا الحديث : أن السجود للزيادة يكون بعد السلام، لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم سجد بعد السلام، وعورض هذا الاستدلال بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعلم بالزيادة إلا بعد أن سلم، فيكون السجود بعد السلام هنا ضرورة عدم العلم، والجواب عن هذا الاعتراض أن يُقال : لو كان هذا السجود من أجل أنه لم يعلم بالزيادة إلا بعد السلام لنبه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على ذلك، وأمر أن يسجد الإنسان إذا زاد في صلاته قبل أن يسلم لأنه عليه الصلاة والسلام يعلم أن الأمة سوف تتابعه وتقتدي به، فلما لم ينبه على ذلك علم أن السجود للزيادة يكون بعد السلام، ثم إن هناك أصلاً يشهد له ويؤيده وهو سجود النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين متى؟ بعد السلام، لأنه زاد في الصلاة، زاد في الصلاة السلام في أثنائها، فيكون هذا أصلاً يؤيد ما دل عليه حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان إذا شك في الصلاة فليتحرّ الصواب أولاً، فإذا لم يترجح عنده شيء عاد إلى حديث أبي سعيد الذي قبل حدبيث ابن مسعود.
كيف يتحرّى الصواب؟ يعني يلتمس أيهما أصوب، هل صلى ثلاثاً أو أربعاً، فإذا ترجح عنده أنه صلى ثلاثاً أتى بالرابعة، وسجد بعد السلام، وإذا ترجح عنده أنه صلى أربعاً بنى على أنها أربعة وتشهد وسلم وسجد للسهو، واضح؟ طيب فإذا تردد فقد سبق في حديث أبي سعيد الخدري إذا تردد من دون ترجيح أنه يبني على اليقين ويسجد قبل السلام.
فإن قال قائل : ما الفرق بين الشك الذي فيه التحري والشك الذي ليس فيه تحري لأن السنة فرقت بينهما : قلنا الفرق : أن الشك الذي ليس فيه تحرّي نقص في الصلاة، فكان سجود السهو قبل السلام لجبر هذا النقص قبل الانصراف من الصلاة، لأنه شاكّ متردد، حتى إذا بنى على اليقين وأتى بما بقي في صلاته فإنه شاك، وهذا نقص في الصلاة، فكان من الحكمة أن تكون السجدتان قبل السلام لتنجبر الصلاة قبل الانتهاء منها، أما إذا ترجح أحد الطرفين فإن الطرف الثاني يكون وهماً، كما قاله العلماء، الظن الراجح هو المعتمد ، والمرجوح وهم، هذا الوهم ليس في القوة كالشك المتساوي الطرفين، فيُلغى ثم يؤتى بالسجدين بعد السلام احتياطاً، لأنه إذا بنى على غالب الظن فالمفروض أن ما بنى عليه هو الواقع والصحيح، فتكون الصلاة تامة يسلم منها، ثم يأتي بالسجدتين لأجل طرح الشك وترغيم الشيطان.
فالمناسبة إذن واضحة، وعندنا قاعدة : كل شيئين فرق بينهما الشرع فبينهما فرق بلا شك، فرق معنوي أوجب أن يكون بينهما فرق حكمي، لكن من الناس من يوفقه الله عز وجل حتى يهتدي إلى هذا المعنى الذي أوجب التفريق، ومن الناس من يقصر فهمه عن ذلك ويقول : ليس لدينا إلا التسليم، التسليم أن نقول : إذا شك بلا ترجيح بنى على إيش؟ على اليقين، وسجد قبل السلام، وإذا شك مع الترجيح بنى على الراجح وسجد بعد السلام.
ومن فوائد هذا الحديث : أن استدبار القبلة فيما بين الصلاة وسجود السهو لا يضر، انتبهوا إلى هذه الفائدة، وجه ذلك : أن النبي صلى الله عليه وسلم استدبر القبلة، لكن هذا قد يُعترض عليه، لماذا؟ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين استدبر القبلة كان لا يدري أنه زاد في الصلاة، وأن عليه سجوداً، ولهذا نعتبر هذه الفائدة غير مأخوذة من الحديث، ونقول : إذا كان على الإنسان سجود السهو بعد السلام فإنه لا ينصرف عن القبلة، يسجد حال اتجاهه إلى القبلة، ينبني على هذا : هل يجوز أن يتكلم فيما بين الصلاة وسجود السهو؟ الظاهر لا، خل مسألة التراجع، لكن الإنسان يعرف الآن أنه بنى على غالب ظنه ويريد أن يسجد بعد السلام، الظاهر أنه لا يتكلم، ينبني على المسألة الثالثة : إذا أحدث بعد السلام وقبل أن يسجد هل تبطل صلاته؟ لا تبطل، لماذا؟ لأن الصلاة تمّت بالتسليم، ولهذا نقول : إن سجود السهو بعد السلام واجب للصلاة وليس واجب فيها، ولهذا إذا تعمد تركه فالمشهور عند الأصحاب أن صلاته لا تبطل، لأنه خارج عن الصلاة.
ومن فوائد هذا الحديث : أن المشروع للإمام بعد السلام أن يستقبل المأمومين، ولكن كيف ينفتل؟ عن اليمين أو عن الشمال؟ نقول : وردت السنة بهذا وبهذا، أن ينفتل عن يمينه أو عن يساره، ولهذا يحسن أن الإنسان يأتي بهذا أحياناً، وبهذا أحياناً.
ومن فوائد هذا الحديث : أنه ينبغي لمن حدث قوماً أن يكون وجهه إليهم، لقوله : ( ثم أقبل علينا بوجهه )، ولا شك أن هذا هو السنة والمشروع والأدب، ليس من الأدب أن تكلم الرجل وأنت قد صعَّرت وجهك له، تكلم واحد عن يسارك وأنت ملتفت على اليمين، أو مستقبل اتجاه وجهك، هذا لا ينبغي، من الأدب والسنة والمشروع : أنك إذا حدثت شخصا أنك تعطيه وجهك.
ومن فوائد هذا الحديث : أن النبي لا يمكن ان يؤخر البيان، لقوله : ( لو حدث في الصلاة شيء لأنبأتكم )، وهذا هو مقتضى قوله تعالى : (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ))، وقد فعل عليه الصلاة والسلام، وبلغ البلاغ المبين، فلا يمكن أن يدع شيئاً يحتاج إلى بيان إلا وبينه، سواء كان بجواب سؤال ورد عليه، أو باقتضاء الحال بيان ذلك، أو ابتداءً فإنه عليه الصلاة والسلام بين كل شيء، حتى في الأشياء التي يكون فيها لوم عليه يبينها، واقرأوا ما في سورة الأحزاب، واقرأوا ما في سورة التحريم، واقرأوا ما في سورة التوبة يتبين لكم أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يكتم شيئاً مما أنزل الله.
ومن فوائد هذا الحديث : تكذيب من ادعى أنه صلى الله عليه وسلم له حظ من الربوبية، لقوله : إنما أنا بشر مثلكم، عندي : ( إنما أنا بشر أنسى كما تنسون )، وفي لفظ آخر : ( أنا بشر مثلكم )، مطابقةً للقرآن في قوله : (( إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ))، فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر، تعتريه جميع الآفات البشرية من مرض وجوع وعطش، وحر وبرد وخوف واستقرار، وغير ذلك، يتميز عن البشر من أنه يوحى إليه، (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي ))، فيتميز بالوحي، وبما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق الكريمة التي لا ينالها فيما نعلم أحد.
ومن فوائد هذا الحديث : تواضع النبي صلى الله عليه وسلم التواضع الجم، حيث قال : ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون )،
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب تذكير الناسي، فإن كان مشاركٌ لك في العبادة فلا شك في الوجوب فيما يجب التذكير به، وإن كان غير مشارك، فهل يجب التذكير أو لا يجب؟ الظاهر الوجوب فيما لا يسقط بالنسيان، لأن ذلك من باب النصح، إذا نسي الإمام شيئاً يجب التذكير به وجب على المأموم أن يذكر، وبأي شيء يذكّر؟ بالتسبيح، أو بالفتح عليه إذا كان في قراءة أو ما أشبه ذلك، إذا كان غير مشارك فالظاهر وجوب التذكير فيما لا يسقط النسيان. مثلاً رأيت رجلاً صائماً يأكل تعلم أنه ناسي هل يجب عليك أن تذكره؟ نعم يجب أن تذكره، لأن الكف عن الأكل واجب، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، أما قول بعض العامة : لا تحسده، لا تقطع رزقه، ما دام الله أطعمه وسقاه خله يشبع ويروى، هذا خطأ نقول : ذكّر.
ومن فوائد هذا الحديث : ما أشرنا إليه سابقاً بأن الإنسان مع الشك إذا كان يمكنه أن يتحرى فإنه يتحرى، وهذا ينبغي أن يكون قاعدة في كل ما شك فيه الإنسان وأمكنه التحري فيه، فإنه يتحرى، فلو شك في طهارة الماء ونجاسته هذا يبني على الأصل واضح، لكن لو شك في إناءين أحدهما طاهر والآخر نجس، فهنا أيش؟ يتحرى فإذا غلب على ظنه أن الطاهر هو الإناء الأيمن أخذ به، وإن غلب على ظنه أن الطاهر الإناء الأيسر أخذ به، وهذا يمكن أن يقال أن يكون مأخوذ من قوله : ( فليتحرّ الصواب ).
ومن فوائد هذا الحديث : وجوب كون السجدتين في هذا الحال بعد السلام، لقوله : فليتم عليه ثم ليسجد ، وثم للترتيب، ولهذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال : " ما كان من سجود السهو مشروعاً بعد السلام فإنه مشروعاً وجوباً، وما كان مشروعاً قبله فإنه مشروعاً وجوباً "، لكن المشهور من المذهب أنه على سبيل المدح لا على سبيل الوجوب، وحملوا الأمر في قوله: ثم ليسجد سجدتين على أن الأمر في أصله سجدتين وليس بوصفهما والله أعلم. الراجح لولا المشقة لكان قول شيخ الإسلام، أرجح وأقرب للصواب، وبه نعرف أنه يجب على الأئمة - على الأئمة وعلى غيرهم لكن يتأكد في حق الأئمة أكثر- أن يدرسوا درساً تاماً حتى يعرفوا ما كان قبل السلام وما كان بعده.
حدثناه أبو كريب حدثنا بن بشر ح قال وحدثني محمد بن حاتم حدثنا وكيع كلاهما عن مسعر عن منصور بهذا الإسناد وفي رواية بن بشر فلينظر أحرى ذلك للصواب وفي رواية وكيع فليتحر الصواب
10 - حدثناه أبو كريب حدثنا بن بشر ح قال وحدثني محمد بن حاتم حدثنا وكيع كلاهما عن مسعر عن منصور بهذا الإسناد وفي رواية بن بشر فلينظر أحرى ذلك للصواب وفي رواية وكيع فليتحر الصواب أستمع حفظ
وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا وهيب بن خالد حدثنا منصور بهذا الإسناد وقال منصور فلينظر أحرى ذلك للصواب
11 - وحدثناه عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى بن حسان حدثنا وهيب بن خالد حدثنا منصور بهذا الإسناد وقال منصور فلينظر أحرى ذلك للصواب أستمع حفظ
حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي حدثنا سفيان عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر الصواب
12 - حدثناه إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي حدثنا سفيان عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر الصواب أستمع حفظ
حدثناه محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر أقرب ذلك إلى الصواب
13 - حدثناه محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر أقرب ذلك إلى الصواب أستمع حفظ
وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر الذي يرى أنه الصواب
14 - وحدثناه يحيى بن يحيى أخبرنا فضيل بن عياض عن منصور بهذا الإسناد وقال فليتحر الذي يرى أنه الصواب أستمع حفظ
وحدثناه بن أبي عمر حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور بإسناد هؤلاء وقال فليتحر الصواب
الشيخ : كل هذه الألفاظ متقاربة تومعناها واحد، أن يعمل بغالب ظنه، ويؤخذ من هذا الاختلاف اللفظي : ما هو القول الراجح في أنه يجوز نقل الحديث بالمعنى، لأنا نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل كل هذه الكلمات، وإنما قال قولا واحداً، لكن تناوله الرواة كل على ما كان في ذهنه من اللفظ.
وفيه أيضاً من الفوائد أنه يجوز البناء على غلبة الظن في العبادات، لقوله : ( فليتحر الصواب )، أو قوله : ( فليتحر الذي يُرى أنه الصواب ).
15 - وحدثناه بن أبي عمر حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد عن منصور بإسناد هؤلاء وقال فليتحر الصواب أستمع حفظ
حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فلما سلم قيل له أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين
16 - حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا فلما سلم قيل له أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا فسجد سجدتين أستمع حفظ
وحدثنا بن نمير حدثنا بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة أنه صلى بهم خمسا
17 - وحدثنا بن نمير حدثنا بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن علقمة أنه صلى بهم خمسا أستمع حفظ
حدثنا عثمان بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد قال صلى بنا علقمة الظهر خمسا فلما سلم قال القوم يا أبا شبل قد صليت خمسا قال كلا ما فعلت قالوا بلى قال وكنت في ناحية القوم وأنا غلام فقلت بلى قد صليت خمسا قال لي وأنت أيضا يا أعور تقول ذاك قال قلت نعم قال فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال قال عبد الله صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا فلما انفتل توشوش القوم بينهم فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله هل زيد في الصلاة قال لا قالوا فإنك قد صليت خمسا فانفتل ثم سجد سجدتين ثم سلم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون وزاد بن نمير في حديثه فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين
الشيخ : هذا ليس فيه زيادة على ما تقدم، لكن فيه قول علقمة رحمه الله : " وأنت أيضاً يا أعور "، وهذا من باب التنابز بالألقاب، ولكن لعل المخاطب كان مشهوراً بذلك وأنه لا يغضب، وكان لا يغضب من هذا الوصف، وإذا كان ذلك فإنه لا بأس أن يُنادى بما اشتهر به وإن كان وصف عيب
فإن قال قائل : لمَ حملته على ذلك؟ قلنا هذا هو الذي يليق بمقام علقمة، حيث قال هذا الكلام ولم يُنكر عليه أحد.
18 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة واللفظ له حدثنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد قال صلى بنا علقمة الظهر خمسا فلما سلم قال القوم يا أبا شبل قد صليت خمسا قال كلا ما فعلت قالوا بلى قال وكنت في ناحية القوم وأنا غلام فقلت بلى قد صليت خمسا قال لي وأنت أيضا يا أعور تقول ذاك قال قلت نعم قال فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم ثم قال قال عبد الله صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا فلما انفتل توشوش القوم بينهم فقال ما شأنكم قالوا يا رسول الله هل زيد في الصلاة قال لا قالوا فإنك قد صليت خمسا فانفتل ثم سجد سجدتين ثم سلم ثم قال إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون وزاد بن نمير في حديثه فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين أستمع حفظ
أسئلة
الشيخ : لا، على السند الذي قبله لأنه لما وصل إلى علقمة من فعله ثم استدل بما رواه عن ابن مسعود.
وحدثناه عون بن سلام الكوفي أخبرنا أبو بكر النهشلي عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا فقلنا يا رسول الله أزيد في الصلاة قال وما ذاك قالوا صليت خمسا قال إنما أنا بشر مثلكم أذكر كما تذكرون وأنسى كما تنسون ثم سجد سجدتي السهو
السائل : بارك الله فيكم قوله : ثم سجد سجود السهو بعد السلام، هل ... .