فوائد حديث أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم فقال وما ذاك قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون ولا نتصدق ويعتقون ولا نعتق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله قال تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة قال أبو صالح فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن الليث عن بن عجلان قال سمي فحدثت بعض أهلي هذا الحديث فقال وهمت إنما قال تسبح الله ثلاثا وثلاثين وتحمد الله ثلاثا وثلاثين وتكبر الله ثلاثا وثلاثين فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك فأخذ بيدي فقال الله أكبر وسبحان الله والحمد لله الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين قال بن عجلان فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة فحدثني بمثله عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
القارئ : حدثنا عاصم بن النضر التيمي، حدثنا المعتمر، حدثنا عبيد الله، ح قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن ابن عجلان، كلاهما عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - وهذا حديث قتيبة - ( أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم، فقال: «وما ذاك؟» قالوا: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم، قالوا: بلى، يا رسول الله قال: تسبحون، وتكبرون، وتحمدون، دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين مرة، قال أبو صالح: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، ففعلوا مثله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) وزاد غير قتيبة في هذا الحديث عن الليث، عن ابن عجلان، قال سمي: فحدثت بعض أهلي هذا الحديث، فقال: وهمت، إنما قال : ( تسبح الله ثلاثا وثلاثين، وتحمد الله ثلاثا وثلاثين، وتكبر الله ثلاثا وثلاثين ) فرجعت إلى أبي صالح فقلت له ذلك، فأخذ بيدي فقال: ( الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، حتى تبلغ من جميعهن ثلاثة وثلاثين ). قال ابن عجلان: فحدثت بهذا الحديث رجاء بن حيوة، فحدثني بمثله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيخ : في هذا الحديث فوائد: منها : حرص الصحابة رضي الله عنهم على التسابق في الخير لقولهم ( يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى والنعيم المقيم ) يعني وخلفونا ومنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يعلم الغيب لقوله : ( وما ذاك ) إذ لو كان يعلم الغيب لم يحتج إلى هذا الاستفهام قد يقول قائل : لعله استفهم ليتبين ما عندهم لا للاستخبار كما أن الله عز وجل يسأل الملائكة الذين يعرجون في صلاة العصر وصلاة الفجر يقول : ( كيف تركتم عبادي ) أو ( وأتيتموهم ) مع أنه أعلم فيقال إنما قلنا فيما يتعلق بجانب الرب عز وجل بأنه عالم لعلمنا بهذا أما الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فالأصل أنه لا يعلم الغيب ومن فوائد هذا الحديث : أن الإنسان ينبغي له إذا ذكر منقبة أن يذكر السبب فهم ذكروا منقبة للأغنياء بأنهم يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون ولا نتصدق وينفقون ويعتقون ولا نعتق ففضلوهم في عملين هما الصدقة والعتق فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى آخره فيه أيضا من الفوائد دلالة الإنسان على الخير والأفضل وتشجيعه على ذلك لأنه قال : ( تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثلما صنعتم ) ومن فوائد هذا الحديث : مشروعية هذا الذكر التسبيح والتكبير والتحميد ثلاثا وثلاثين مرة يعني تقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة يكون المجموع تسعا وتسعين مرة هذا هو معنى الحديث وليس المراد أن يكون من جميعهن ثلاثا وثلاثين لأن لأنه لو كان المراد أن يكون من جميعهن ثلاثا وثلاثين لكان كل واحدة منهن إحدى عشرة ولهذا فيه وهم قال أبو صالح : فرجع فقهاء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا سمع إخواننا إلى آخره فيه دليل على أن من حباه الله تعالى بمنقبة لم تحصل لغيره فإنها من فضل الله والله تعالى يؤتي فضله من يشاء لا أحد يحجر عليه فإن قال قائل : ظاهر الحديث أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يجعل لهؤلاء الفقراء أجرا بتمنيهم ما يصنعه الأغنياء من الصدقة والعتق قلنا نعم هذا ظاهره لأنه لم يقل إذا لم تستطيعوا أن تعتقوا وتصدقوا فلكم الأجر فإذا كان هذا ظاهر الحديث فكيف نجمع بينه وبين الحديث الآخر الصحيح فيمن أعطاه الله مالا فجعل يتصدق منه وينفق في سبيل الله فقال رجل فقير لو أن عندي مال فلان فعلت مثل عمل فلان قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) قلنا الجواب على هذا أن يقال إن هؤلاء الفقراء فقراء المهاجرين إنما أرادوا الأجر التام لا أجر النية وهذا لا يحصل إلا بعمل وأما إذا لم يكن عمل فإنه يحصل على أجر النية فقط ومن فوائد هذا الحديث إثبات مشيئة الله لقوله : ( يؤتيه من يشاء ) ولكن مشيئة الله عز وجل ليست مشيئة مجردة بل هي مشيئة مبنية على حكمة ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى : (( وما تشاءون إلا أن يشاء إن الله كان عليما حكيما )) فدل ختم الآية بهذه الجملة على أن مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته نعم.
السائل : ... الأذكار دبر الصلاة ... الشيخ : الظاهر أنها تقال مجموعة وأن كل واحد سمع من الرسول صلى الله عليه وسلم شيئا لم يسمعه الآخر ثم هذا الحديث الذي معنا حديث أبي هريرة ليس من فعل الرسول بل من قوله.
وحدثني أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم بمثل حديث قتيبة عن الليث إلا أنه أدرج في حديث أبي هريرة قول أبي صالح ثم رجع فقراء المهاجرين إلى آخر الحديث وزاد في الحديث يقول سهيل إحدى عشرة إحدى عشرة فجميع ذلك كله ثلاثة وثلاثون
القارئ : وحدثني أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنهم قالوا يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات العلي والنعيم المقيم ) بمثل حديث قتيبة عن الليث إلا أنه أدرج في حديث أبي هريرة قول أبي صالح ( ثم رجع فقراء المهاجرين ) إلى آخر الحديث وزاد في الحديث يقول سهيل ( إحدى عشرة إحدى عشرة فجميع ذلك كله ثلاثة وثلاثون ). الشيخ : عندي مشكولة بالوجهين كلِه وكلُه يعني إما صفة للجميع أو لذلك.
وحدثنا الحسن بن عيسى أخبرنا بن المبارك أخبرنا مالك بن مغول قال سمعت الحكم بن عتيبة يحدث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة
القارئ : وحدثنا الحسن بن عيسى أخبرنا بن المبارك أخبرنا مالك بن مغول قال سمعت الحكم بن عتيبة يحدث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( معقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن دبر كل صلاة مكتوبة ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع وثلاثون تكبيرة ). الشيخ : قوله : ( معقبات ) يعني أنها تأتي عقب الصلوات بدليل قوله : ( دبر كل صلاة مكتوبة ) وقوله : ( لا يخيب قائلهن أو فاعلهن ) هذا شك من الراوي هل قال : فاعل أو قال : قائل وهذه الكلمات هل هي من الأفعال أو الأقوال فيكون الأرجح ( لا يخيب قائلهن ) واعلم أن الفعل قد يطلق على القول وأن القول قد يطلق على الفعل فمن الأول هذا الحديث فاعله وذلك لأن القول فعل بالنسبة للسان والفم والشفتين فهو فعل بهذا الاعتبار وقد يطلق القول على الفعل ومنه قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم لعمار بن ياسر ( إنما كان يكفيك ) يعني في التيمم ( أن تقول بيديك هكذا ) وهو لا يقول بيديه القول إنما يكون باللسان فمعنى أن تقول بيديك هكذا يعني أن تفعل واللغة واسعة فإذا قال قائل ما الذي يدلنا على أن المراد بالفعل القول أو المراد بالقول الفعل ؟ قلنا السياق هو الذي يعين ولهذا يجب أن نعلم أن الكلمة بذاتها ليس لها معنى دائم بل يختلف معناها بحسب سياقها فقد تأتي هذه الكلمة في موضع ونفسرها بمعنى وتأتي بموضع آخر ونفسرها بمعنى آخر ومن ثم قال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما : " إنه لا مجاز في اللغة " لأن السياق هو الذي يعين المعنى فقد يراد بالقرية أهلها بقرينة السياق وقد يراد بالقرية نفس المباني التي يجتمع الناس فيه ويقرون فيه ويعين ذلك السياق فما هذه المعقبات ؟ يقول : ( ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأبع وثلاثون تكبيرة ) وظاهر هذا الحديث أنه يفصل بعضهن عن بعض فيسبح أولا ويحمد ثانيا ويكبر ثالثا فيقول سبحان الله سبحان الله حتى يكمل ثلاثا وثلاثين الحمد لله الحمد لله حتى يكمل ثلاثا وثلاثين الله أكبر الله أكبر حتى يكمل أربعا وثلاثين أضف هذا إلى ما سبق من حديث أبي هريرة يكون للتسبيح والتحميد والتكبير يكون له صفتان هذه والتي سبقت نعم.
حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبي عبيد المذحجي قال مسلم أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
القارئ : حدثني عبد الحميد بن بيان الواسطي أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل عن أبي عبيد المذحجي قال مسلم أبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين وكبر الله ثلاثا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ). الشيخ : قوله : ( دبر كل صلاة ) يراد بها المكتوبة كما في حديث الأول دبر كل صلاة مكتوبة وقوله في هذا الحديث : ( فتلك تسعة وتسعون ) فيه إشكال لأن اسم الإشارة للمؤنث وتسعة تسعون للمذكر فيحتاج إلى جواب نذكره إن شاء الله بعد الأذان. فتلك تسعة وتسعون كيف صار اسم الإشارة للمؤنث والمشار إليه مذكر بدليل العدد فيقال إن الجمع يجوز تأنيثه وفي ذلك يقول الزمخشري في بيتين ذكرهما في مضادة أعداءه يقول : " لا أبالي بجمعهم *** كل جمع مؤنث " هذا وجه الوجه الثاني أن يكون قوله : ( فتلك ) إشارة إلى الكلمات السابقة أي في تلك الكلمات وتسع وتسعون خبر لكنها جاءت بالمذكر باعتبار أنه ذكر والذكر يكون مذكرا لكن الوجه الأول أقرب نكمل الرواية الثانية عشان.
وحدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن سهيل عن أبي عبيد عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
القارئ : وحدثنا محمد بن الصباح قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن سهيل عن أبي عبيد عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله. الشيخ : وظاهر هذا الحديث أن الخطايا تغفر ولو كانت من الكبائر لقوله : ( وإن كانت مثل زبد البحر ) لكن الجمهور على أن هذا مقيد بما إذا اجتنبت الكبائر وعللوا ذلك بقولهم إذا كانت الفرائض العظيمة كالصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان لا تكفر إلا إذا اجتنبت الكبائر فما دونها من باب أولى لأن ما دونها نفل وما تقرب العبد إلى ربه بشيء أحب إليه مما افترض عليه فيه صفات عشر سبحان الله عشر مرات الحمد لله عشر مرات والله أكبر عشر مرات فيه صفة رابعة سبحان والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة وعشرين مرة فيه صفة خامسة ذكرها بعض العلماء لكن بناء على فهم أبي صالح وهو أن يقول سبحان الله أحد عشرة مرة والحمد لله أحد عشرة مرة والله أكبر أحد عشرة مرة لكن هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
السائل : هل ينوع الإنسان أو يثبت على واحد معين ؟ الشيخ : الصحيح أنه ينوع وأن جميع العبادات الواردة على صفات متعددة فالأفضل أن ينوعها ليأتي بالسنة. عبد الله السائل : أحسن الله إليك في حديث ابن الزبير ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) سؤالي في الموطن الذي نقول فيه لا إله إلا الله ثلاث مرات هل تحسب هذه منها ولا تحسب الثلاث من غيرها ؟ الشيخ : ظاهر الحديث هذا أنها من غيرها لكن يقال إنها منها لأن الثلاث زيادة فيدخل الأقل في الأكثر. خالد
السائل : خصصنا ذكر هذا بالفرائض والأحاديث كلها مطلقة ؟ الشيخ : لا ما هو مطلق مر علينا في حديث ما قبل الأخير إنها دبر كل صلاة مكتوبة. السائل : تقيد الإطلاق بهذا. الشيخ : يقيد بهذا والمعروف من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة أنه يسلم وينصرف إلا في الوتر فإنه يقول ( سبحان الملك القدوس ) لكن ذكرنا أنه لو استغفر لا على سبيل التعبد ولكن من أجل أن يقصد بهذا ما حصل من خلل فنرجو ألا بأس به. السائل : ... الشيخ : لا لا بس الإستغفار فؤاد
قوله في الحديث :( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) وفي الفقراء لم يقل أنتم في الأجر سواء فكيف.؟
السائل : في الحديث الذي ذكرناه قبل قليل ( أربعة من الناس رجل عنده مال فهو ينفقه ) .. الشيخ : نعم نعم الفرق قال الرسول : ( فهو بنيته فهما في الأجر سواء ) وهنا ما قال أنت في الأجر سواء بنيتكم نقول لأن هؤلاء إنما أرادوا أجر العمل كاملا وهذا لا يحصل إلا بفعله. السائل : التكبير يا شيخ يكبر عشر مرات الذكر. الشيخ : فيه أحاديث بهذا لأن المغرب تفتتح به صلاة الليل والفجر تفتتح به صلاة النهار ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول بعدهما ( رب أجرني من النار ) سبع مرات.
قوله : ( كانت له حرزا من الشيطان ) هل هذا في الصلاة.؟
السائل : بارك الله فيكم في بعض الأحاديث ( وكانت له حرزا من الشيطان ) ... الشيخ : هذه إذا كانت مئة مرة غير الصلوات. السائل : بعض الناس يقول يجزئ ... الشيخ : لا ما هو بصحيح هذه غير هذه.
السائل : أحسن الله إليكم في الأحاديث التي مرت معنا زاد ... الحديث الذي فيه التسبيح. الشيخ : الرسول كان يعقد التسبيح بيمينه. كيف يعني كما تشاء بس تكون باليمين.
القارئ : بسم الله الرحمنم الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين قال مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى : في باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة.
حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج ظاهرا والبرد
القارئ : حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية قبل أن يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول ؟ قال أقول : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد ). الشيخ : هذا أصح حديث في الاستفتاح فيما تستفتح به الصلاة وفيه حرض الصحاية رضي الله عنهم على العلم فيسألون عما يشكل عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لكن لا لمجرد العلم النظري بل للعلم العملي المقرون بالعمل وفيه أيضا أن الصلاة ليس فيها سكوت ولهذا علم أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا بد أن يقول شيئا في هذا السكوت ولهذا قال له : ( ما تقول ؟ ) فكأنه علم أنه لا بد أن يقول شيئا لكنه لا يدري ما هو ؟ وهو كذلك فالصلاة لا سكوت فيها مطلقا لا للإمام ولا للمأموم ولا للمنفرد ما فيها سكوت فإن قلت أليس المأمومم ينصت لقراءة إمامه الجهرية قلنا بلى لكن هذا الإنصات هو قراءة حكما لأن قراءة الإمام قراءة له ولهذا إذا قال الإمام ولا الضالين قال المأموم خلفه آمين ولولا حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم انصرف من صلاة الصبح وسأل الصحابة أيقرأون خلف إمامهم ؟ قالوا نعم قال : ( لا تفعلوا إلا بأم القرآن فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها ) لولا هذا الحديث لكان المتعين أن المأموم ينصت لقراءة الفاتحة وأنها لا تجب عليه لأن قراءة الإمام قراءة له بدليل أنه يؤمن عليه إذا الصلاة ليس فيها سكوت مطلقا وإنصات المأموم لإمامه هو في حكم القارئ نعم ومن فوائد هذا الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم في جوبه لأبي هريرة حيث أجاب بهذا الجواب المفتوح بدون أي تكلف وفيه أيضا إثبات أن النبي صلى الله عليه وسلم له خطايا وأنه مفتقر إلى أن يغفر الله له والفرق بينه وبين الأمة في مسألة الخطايا أن الأمة ليست المغفرة مضمونة لها وأما النبي فالمغفرة مضمونة له لقوله تعالى : (( ليغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر )) فإن قال قائل : إذا كانت مضمونة له فما فائدة طلبه للمغفرة ؟ قلنا : لعل هذا من أسباب مغفرة الله له ذنوبه أن يكون من أسبابه أيضا دعاءه ربه بالمغفرة ثم إن فيه أيضا أعني طلب المغفرة مع حصولها له فيه أنه يظهر إفتقار الإنسان إلى ربه عز وجل وأنه لا غنى له عن الله طرفة عين والدعاء كما تعلمون الدعاء عبادة ولهذا نحن نقول اللهم صل على محمد وقد أخبرنا الله أنه يصلي عليه وملائكته (( إن الله وملائكته يصلون )) ولم يقل صلو يصلون لا يزالون يصلون على محمد عليه الصلاة والسلام ومع ذلك نحن مأمورون أن نصلي عليه ومن فوائد هذا الحديث حسن الترتيب في هذا الدعاء أولا المباعدة ثانيا التنقية ثالثا الغسل المباعدة فيها عدم الملامسة والتنقية فيها إزالة الوسخ والغسل فيها إزالة أثره واضح لأن الذنوب إما ذنوب لم تغش من بعد فهذه مباعدة أو غشيت ثم محيت لكن بقي آثارها في القلب هذه تنقية غسلت أزيل أثرها بالكلية لا يبقى فيها أثر ومعلوم أن القلوب تصدأ بالمعاصي وتظلم فقط يغفر للإنسان الذنب لكن يبقى أثره يبقى فإذا نقى الله عز وجل الإنسان من ذنبه ثم غسله فهذا كمال التطهير من الذنب فإن قيل لماذا قال : ( بالثلج والماء والبرد ) ولم يقل بالماء الحار والماء الحار أبلغ في التنظيف قلنا هذا الغسل ليس غسل أثر حسي حتى يطلب له الماء الحار لكنه غسل أثر معنوي يطلب له الشيء البارد حتى يطفئ حرارة الذنب لأن الذنوب لها حرارة محرقة إلا من عصمه الله منها فكان المناسب أن يدعو الله تعالى أن يغسله من خطاياه بالثلج والماء والبرد إعراب ( اللهم ) : نعم الطالب : أصلها يا ألله الشيخ : أصلها يا الله. الطالب : يا ألله ثم حولت الياء ميما. طيب أصلها يا الله ثم أُخِر حرف النداء تيمنا بالبدأة باسم الله ثم حول إلى ميم للدلالة أن .. الشيخ : عوضت عنها الميم. السائل : نعم الدالة على الجمع مما يدل على أن الداعي يظهر قلبه على الله. الشيخ : إي نعم أحسنت إذا الله منادى مبني على الضم في محل نصب وحرف النداء محذوف عوض عنه الميم في قوله اللهم إذا هذا أصح حديث في الاستفتاح نعم.
كيف وجب قيام الليل على الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يوجبه على الناس.؟
السائل : عفى الله عنك غفر الله لرسوله صلى الله عليه وسلم ذنوبه ومع ذلك فرض الله عليه قيام الليل ... الشيخ : إي نعم. السائل : ... الشيخ : المسألة هذه ليست إجماعية أنه لم ينسخ عنه الوجوب لكن على فرض أنه واجب فقد خصه الله تعالى بهذه الخصيصة إظهارا لشكر النعمة ولهذا لما قيل له وهو يقوم حتى تتورم قدماه قيل له ذلك قال : ( أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا ) فيكون هذا من تمام شكره لله عز وجل.
السائل : اللهم ما نستطيع أن أقول يا أللهم ؟ الشيخ : هذا شاذ ولا يأتي إلا في النظم قال ابن مالك : " وشذ يا اللهم في قريض " عرفت. السائل : لأني قرأت. الشيخ : اسمع يقول : " شذ يا اللهم في قريض " ويش القريض ؟ السائل : الشعر الشيخ : الشعر يعني أنه شاذ الجمع بينهما شاذ لأنه جمع بين العوض والمعوض. نعم السائل : أصل يا أللهم يا الله أم هذه ... الشيخ : لا لا أنت قل اللهم اغفر لي كيف تجيب عمنا بالخير لكن الميم علامة الجمع كأن الإنسان جمع قلبه على ربه. إي نعم . السائل : وهذا التوجيه كذلك نقل الشيخ : إيه هذا توجيه نقل لكنه ينبغي أن ينقل عنه.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا بن فضيل ح وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد كلاهما عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد نحو حديث جرير
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا بن فضيل ح وحدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد يعني بن زياد كلاهما عن عمارة بن القعقاع بهذا الإسناد نحو حديث جرير.
قال مسلم وحدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما قالوا حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثني عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـ الحمد لله رب العالمين ولم يسكت
القارئ : قال مسلم وحدثت عن يحيى بن حسان ويونس المؤدب وغيرهما قالوا حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثني عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا هريرة يقول : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة بـالحمد لله رب العالمين ولم يسكت ). الشيخ : في هذا الإسناد يقول حدثت فأبهم المحدث وهذا يدل على أن هذا الإسناد فيه جهالة لأن هذا أدنى من أن يقول حدثني الثقة فينظر شرح النووي.
القارئ : قال النووي : قوله " وحدثت عن يحيى بن حسان إلى آخره هذا من الأحاديث المعلقة التي سقط أول إسنادها في صحيح مسلم وقد سبق بيانها في مقدمة هذا الشرح قوله وقد حدثنا مسلم ". الشيخ : نعم على كل حال هو في حكم المعلق والمعلق من قسم الضعيف.
السائل : دعاء عمر في الاستفتاح. الشيخ : ما بعد وصلنا له يأتني أو لا يأتي وليس في الصحيحين لم ينقل مرفوعا لا في البخاري ولا مسلم وهو ( سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ) هذا ما نقل مرفوعا لا في لا البخاري ولا في مسلم لكن عمر كان يجهر به رضي الله عنه يعلمه الناس فأخذ بعض العلماء ترجيح هذا على حديث أبي هريرة لكن فيه نظر لأن حديث أبي هريرة مرفوع صريح واضح وحديث عمر ربما يقول قائل إن عمر لم يجزم به ويجهر به ليعلمه الناس إلا وهو عنده مرفوعا لاسيما أنه ذكر مرتب على صفة معينة وقد رجحه ابن القيم رحمه الله في * زاد المعاد * من عشرة أوجه لكنها كلها أوجه في قوتها نظر.
وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا قتادة وثابت وحميد عن أنس أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها
القارئ : وحدثني زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا حماد أخبرنا قتادة وثابت وحميد عن أنس : ( أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا فقال رجل جئت وقد حفزني النفس فقلتها فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها ). الشيخ : هذا له أصل سكوت الناس خوفا من أن يوبخوا نعم من فعل كذا من فعل كذا ؟ ما يبين الإنسان نفسه يخشى من أن يوبخ هذا أصل في هذه المسألة هذا الصحابي رضي الله عنه دخل الصف وقد حبسه النفس فقال : ( حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات ) وهذا يدل على أن هذا الصحابي جهر بذلك ( فأرم القوم ) أي سكتوا ولم يتكموا بشيء فقال : ( أيكم المتكلم بها فإنه لم يقل بأسا ) حينئذ زال المحظور لما قال لم يقل بأسا تكلم الرجل ( فقال رجل : جئت وقد حفزني النفس ) يعني اخذني من شدة المشي أو السعي فقلتها فقال : لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها ) وهذا دليل على فضل هذه الكلمات وظاهر الحديث أنه قالها حين دخل في الصلاة وعلى هذا فتكون من جملة الاستفتاحات.
حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا إسماعيل بن علية أخبرني الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن عون بن عبد الله بن عتبة عن بن عمر قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القائل كلمة كذا وكذا قال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء قال بن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك
القارئ : حدثنا زهير بن حرب قال حدثنا إسماعيل بن علية أخبرني الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن عون بن عبد الله بن عتبة عن بن عمر قال : ( بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من القائل كلمة كذا وكذا قال رجل من القوم أنا يا رسول الله قال عجبت لها فتحت لها أبواب السماء قال ابن عمر فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك ). الشيخ : هذا يحتمل أنها هي القصة الأولى أو غيرها واحتمال أنها غيرها أقرب لما بينهما من الإختلاف البين لا من حيث الذكر ولا من حيث أن القصة الأولى فيها أنه ( ابتدرها اثنا عشر ملكا أيهم يرفعها ) وهذه ذكر أنها فتحت لها أبواب السماء ولا ذكر أن أحدا من الملائكة ابتدرها فالظاهر أنها قصة أخرى ثم هنا يقول ( إذ قال رجل ) ويحتمل أنه قالها حين دخل في الصلاة أو قالها بعد الرفع من الركوع فيحتاج لعله يأتي في بعض السياقات ما يدل على ذلك.
السائل : ... الشيخ : هو سيسمعك سيسمع لا بد أن يسمع الآن مثلا أنت واقف تصلي تكلم أحد تسمع لا بد أن تسمع. السائل : ... الشيخ : لا لا تنصت لا تنصت لكن السماع لا بد الصوت يدخل الأذن غصبا عليك.
السائل : أحسن الله إليكم هل هذه الأدعية خاصة بالنفل أم بالفرض ؟ الشيخ : الظاهر الفريضة إي نعم لأن غالب صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم بأصحابه الفريضة ما يمكن يصلي بهم جماعة إلا في رمضان.
السائل : ... الشيخ : على كل حال أثن على الله تعالى بما هو أهله سواء ورد بهذا اللفظ أو لم يرد ما لم يكن محظورا لكن ما ورد فاستمسك به. السائل : ... الاستفتاح في الصلاة الأصل أنه توقيفي. الشيخ : لكن إذا أقرها الرسول فهذا توقيفي.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح قال وحدثني محمد بن جعفر بن زياد أخبرنا إبراهيم يعني بن سعد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح قال وحدثني حرملة بن يحيى واللفظ له أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا
القارئ : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح قال وحدثني محمد بن جعفر بن زياد أخبرنا إبراهيم يعني بن سعد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح قال وحدثني حرملة بن يحيى واللفظ له أخبرنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون وأتوها تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ).
الشيخ : هذا الحديث أيضا فيه أن من الفوائد منها أن إقامة الصلاة تسمع من خارج المسجد لقوله : ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون ) وهذا يدل على أنهم يسمعونها من خارج المسجد وبناء على ذلك لا حرج أن تقام الصلاة عن طريق مكبر الصوت عبر المنارة وإنكان بعض الناس انتقد هذا وقال إن الكسالى يبقون في بيوتهم فلا يخرجوا إلا إذا سمعوا الإقامة حتى إن بعضهم شكوا أولاده وقال : قوموا صلوا بعد الأذان فيقولون إنه لم يقم الصلاة لكن مادام له أصل في السنة فإنه لا يمكن الإنسان إنكاره ومن فوائد هذا الحديث أيضا مشروعية الإقامة للصلاة وهذا أمر معلوم والإقامة للصلاة فرض كفاية كالأذان من فوائده أيضا نهي الإنسان أن يأتي إلى الصلاة يسعى وجملة تسعون في محل نصب على الحال ومن فوائد هذا الحديث أنك لا تسعى وإن خفت أن يفوتك شيء من الصلاة بل تمشي بسكينة إلا أن بعض العلماء قال لا بأس بسرعة غير قبيحة لإدراك الركوع ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي أن يكون الإنسان وهو ماش إلى الصلاة أن يكون عليه السكينة السكينة في القلب وفي بعض ألفاظ الحديث والوقار وهو في الجوارح قال الله تعالى : (( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين )) فينبغي للإنسان حين مجيئه للصلاة أن يكون بسكينة لأنه سوف يقدم على من ؟ على الله عز وجل وسوف يقدم على من يعلمه من حين خرج من بيته إلى أن يأتي المسجد فليكن متأدبا بسكينة ومن فوائد هذا الحديث أن الإنسان يدخل مع الإمام على أي حال كان الإمام حتى وإن كان في السجود أو في الجلوس بين السجدتين أو في القيام بعد الركوع فإنه يدخل معه لقوله : ( فما أدركتم فصلوا ) وما يفعله بعض الناس إذا رأى الإمام ساجدا وقف حتى يقوم فوات خير يعني هو مخالف للحديث مع أنه فاته خير ومن فوائد هذا الحديث أن ما يقضيه المسبوق هو آخر صلاته لقوله : ( وما فاتكم فأتموا ) والإتمام على شيء سابق وعلى هذا فما يدركه الماموم مع الإمام إذا كان مسبوقا فهو أول صلاته وهذا هو القول الراجح لهذا الحديث فإن قال قائل : أليس قد ورد هذا الحديث بلفظ ( وما فاتكم فاقضوا ) ؟ قلنا بلى لكن القضاء يكون بمعنى الإتمام كما في قوله تعالى : (( فقضاهن سبع سماوات في يومين )) إي إيش الطلبة : أتمهن الشيخ : أتمهن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر بعضه بعضها ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما قالها إلا مرة إما ( اقضوا ) وإما ( أتموا ) والأقرب أنه قال أتموا فيحمل اقضوا على ذلك ويتفرع عليه أن الإنسان لو أدرك في العشاء الآخرة الركعتين الأخريين ثم قام يقضي فهل يقرأ مع الفاتحة سورة أخرى ؟ إن قلنا إنما يقضيه آخر صلااته فإنه لا يقرأ وإن قلنا أول صلاته فإنه يقرأ ثم هل يستفتح ويتعوذ إن قلنا إنه أول صلاته استفتح ويتعوذ وإن قلنا آخرها لم يستفتح وأما التعوذ فمن العلماء من يقول إن الإنسان يتعوذ في كل ركعة وقد ذكر ابن رجب رحمه الله في آخر كتاب القواعد الفقهية مسائل خلافية يتفرع على الخلاف فيها عدة فوائد.
في قوله :( أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس ) هل فيه جواز الإسرع لإدراك الركعة.؟
السائل : ... الشيخ : نعم النووي يقول بسرعة ونحن نقول لا يتعين أن يكون سرعة لأن بعض الناس يتعب من أي مشي مو على كل حال وسكوت الرسول عن هذا لعله لأنه تكلم بما هو أهم نعم.