تتمة شرح حديث : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق : أخبرنا وقال الآخرون : حدثنا عبد الله بن إدريس عن ابن جريج عن ابن أبي عمار عن عبد الله بن بابيه عن يعلي بن أمية قال : قلت لعمر بن الخطاب : ليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا فقد أمن الناس فقال : عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته .
الشيخ : في ءايات ... هي بمعنى، نقول إن الله تصدق بها عن طريق السنّة، سنّة الرسول عليه الصلاة والسلام، فقد قصر النبي صلى الله عليه وسلّم وهو ءامن ما يكون فأقرّه الله على ذلك، وربما يكون الله تعالى أوحى إلى نبيّه صلى الله عليه وسلّم وحيا غير القرءان لا نعلمه، المهم أنها صدقة تصدّق الله بها علي ... ، وقد استدل من يقول بأن القصر ليس بواجب بأن النبي صلى الله عليه وسلّم سمّاه صدقة، ولكن هذا الاستدلال فيه نظر، لأن محل الصدقة هو رفع الشرط دون أصل القصر وبينهما فرق، ثم إنه قال اقبلوا صدقته وهذا أمر، وإن كان قد يُعارَض في كون هذا الأمر للوجوب لأنه في مقابل المنع، لأن الأصل أن لا نقصر بحال الأمن فيكون الأمر هنا ليس للوجوب بل هو لرفع المنع، ثم يبقى النظر هل القصر أفضل أو لا، والخلاصة أن الأية ليس فيها دليل على وجوب القصر ولا على نفي استحبابه، نعم.
فوائد حديث : ( ... صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) .
الشيخ : وفي هذا الحديث أيضا إثبات أن الله متصدق، تصدق الله بها عليكم، وكذلك جاء في الحديث: ( إن الله تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم ) تصدق، وقد تبيّن في مجالس كثيرة لنا أن أفعال الله لا تحصر وأن صفات الأفعال لا تحصر، إذ أن الله تعالى يفعل ما يريد، وكل ما في السماوات والأرض فهو من فعله، ولهذا يوصف الله تعالى بكل ما خلق وبكل ما شرع، لكن وصف إخبار وباب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، التسمية لا تسمي الله إلا بما سمى به نفسه، أما الأخبار فأخبر عنه بكل ما لا يُنافي كماله، أما ما ينافي كماله فمعلوم أنه لا يوجز لأحد أن يصف الله به، لو قال إن الله جاهل لم يعلم كذا ثم علمه، أو لم يقدر ثم قدر أو ما أشبه ذلك لكان هذا حراما، نعم.
السائل : ... فإنه يعفى عنه. الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نقول أما بالنسبة، نعم، المتأولون في صفات الله تعالى وأسمائه يقولون نحن متأولون، وباذلون للجهد، نقول أما فيما بينكم وبين ربكم فهذا إلى الله، لكن في الواقع والظاهر أنكم مخطؤون، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( إنما أقضي بنحو ما أسمع ) لأن أهل السنّة والجماعة ردوا على أهل التعطيل ليس بالأدلة السمعية فقط حتى يقال إن هذه موضع الخلاف بيننا وبينكم، لا، بل استدلوا عليهم بأدلة عقلية لا يمكنهم الفرار منها، وحينئذٍ يتبيّن أنهم متعصبون، فنحن نحكم بالظاهر وأما فيما بينهم وبين الله فهم إلى الله عز وجل، أرأيت مثلا يقول إن الله ليس له رحمة وله إرادة، هل نقبل هذا؟ ما نقبل، نعلم إن هؤلاء يعني عبارة عن معاندة، لأن ظهور وصف الله بالرحمة أكثر من ظهوره بالإرادة بكثير، لأن الدليل العقلي عندهم في الإرادة هو التخصيص، تخصيص بعض المخلوقات بما تختص به هذا يدل على الإرادة، كون الجمل على هذا الوصف والبقر على هذا الوصف والضأن على هذا الوصف هذا دليل على الإرادة، إرادة الخالق إذ لا يمكن أن يتغيّر إلا بإرادة، نقول هذا الدليل خفي، يخفى على كثير من الناس حتى على طلبة العلم، لكن كون نزول المطر ونبات الأرض يدل على الرحمة أمر ظاهر للعام والخاص ومع ذلك ينكرون الرحمة ولا ينكرون الإرادة، أفهمت؟ هم يقولون الرحمة تدل على يعني ضعف وعطف الراحم، وما أشبه ذلك، والله منزّه عن هذا، نقول هذه دعوى بلا دليل، أرأيتم الملك إذا رحم إنسانا في عقوبة فرضها عليه ورفع العقوبة هل يدل ذلك على ضعف الملك؟ أبدا بل يدل على كماله، فكيف تقولون إن الرحمة إذا اتصف بها الموصوف كان ذلك دليلا على ضعفه؟ واضح؟ وإلا كان نقبل تأول فرعون وغيره من المتأوّلين، ونقبل تأول الذين قالوا إنما البيع مثل الربا، نعم.
السائل : ... . الشيخ : بلى، نوجهه بقول محمد بن عبد الله: ( صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته ) قاعدة صحيحة نعم، كل ما رُتب على شرط فإنه ينتفي بانتفاء الشرط، هنا ينتفي لولا أن الرسول قال هذا، ولهذا تعجّب منها من هو أفصح مني ومنك عمر بن الخطاب، حتى سأل الرسول قال ... صدقة ... يا رسول الله ... شرط هذا الشرط، ... أن تخلص، نعم؟ هذا يدل على أنه إذا انتفى الشرط انتفى المشروط، ولهذا أشكل على الصحابة حتى بيّن الرسول عليه الصلاة والسلام إن الله تعالى برحمته رفع هذا الشرط وصار القصر مشروعا وإن لم يكن هناك خوف، نعم. خالد؟ نعم.
السائل : ... . الشيخ : المهندس تدل على أنه جاهل فتعلّم، وهذا لا يجوز، أما لو قال هندسة الخلق أو الكون وما أشبه ذلك فهذه قد يعفى عنها لأنه أضافها إلى ... الفاعل، نعم؟ لا الصانع فاعل، وقد قال الله تعالى (( صُنعَ اللَّهِ )) ، نعم؟ إيه، أي لكنها يستدل عليه. لا تعلّم، لأن المهندس ما يمكن يصل إلى هذا اللقب إلا بعد أن يقرأ مراحل، مهندس في جانب البناء بمنزلة دكتور في جانب العلوم الأخرى. السائل : ... . الشيخ : لكن هذا الله أثبته لنفسه (( صُنعَ اللَّهِ الَّذي أَتقَنَ كُلَّ شَيءٍ )) ، نعم.
حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وأبو الربيع وقتيبة بن سعيد قال يحيى : أخبرنا وقال الآخرون : حدثنا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال : فرض الله الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة .
القارئ : حدثنا يحيى بن يحيى وسعيد بن منصور وأبو الربيع وقتيبة بن سعيد قال يحيى أخبرنا وقال الأخرون حدثنا أبو عوانة عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال: ( فرض الله الصلاة على لسان نبيّكم صلى الله عليه وسلّم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة ) . الشيخ : نعم.
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن القاسم بن مالك قال عمرو : حدثنا قاسم بن مالك المزني قال : حدثنا أيوب بن عائذ الطائي عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال : إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم على المسافر ركعتين وعلى المقيم أربعا وفي الخوف ركعة .
القارئ : وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد جميعا عن القاسم بن مالك قال عمرو حدثنا قاسم بن مالك المزني حدثنا أيوب بن عائذ الطائي عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن ابن عباس قال: ( إن الله فرض الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلّم على المسافر ركعتين وعلى المقيم أربعا وفي الخوف ركعة ) . الشيخ : هذا الأثر الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما فيه إشكال من وجهين: الوجه الأول أنه يدل على أن القصر فرض كما أن الإتمام في الحضر فرض، والوجه الثاني يدل على أن الصلاة في الخوف تكون ركعة واحدة، فما هو الجواب؟ نقول أما الجواب عن الأول فإنه كالجواب عن حديث عائشة فيما سبق، يعني أن الله ... صلاة السفر على الفريضة الأولى لم يزد فيها، وأما الإشكال الثاني وهو أن صلاة الخوف ركعة فهذه نعم، في بعض وجوه الصلاة، صلاة الخوف أن تكون ركعة للمأمومين وركعتين للإمام فيكون هذا من الوجوه التي جاءت بها صلاة الخوف، لأن صلاة الخوف وردت على عدّة وجوه، ستة أوجه أو سبعة، قال الإمام أحمد كلها جائزة، لكن قاعدة المذهب عندنا أنه لا أثر للخوف في نقص الركعات وإنما يؤثّر في الهيئات فقط، والصحيح أنه له أثر في نقص الركعات لأن السنّة جاءت بذلك، نعم.
لو أكره شخص ما على السجود لغير الله و نوى السجود لله هل يؤجر أم لا ؟
الشيخ : نعم، سليم. السائل : ... . الشيخ : إيش؟ السائل : ... على السجود، شخص ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : يكون هذا إن شاء الله مأجور، مأجور حيث نواها لله، أما لو نوى دفع الإكراه فإنه ليس بمأجور ولا مأزور، ... .
السائل : ... . الشيخ : لا، من باب التخصيص، ويمكن أن يقال من باب النسخ لأنه رفع شرط، والتخصيص ليس رفع شرط لكنه إخراج بعض أفراد العام، أما هذا فهو رفع شرط، وعلى كل حال إن شئت سمّه تخصيصا وإن شئت سمّه نسخا لاحتمال هذا وهذا، ءادم؟
السائل : .. من ركعة؟ الشيخ : إيش؟ السائل : ... صلاة الخوف ركعة ... . الشيخ : والإمام؟ ركعتان، يصلي بكل طائفة ركعة ثم ينصرفون إلى المعركة. السائل : ... . الشيخ : أه؟ السائل : ما يتمون ... . الشيخ : لا لا ما يتمون، يسلمون من واحدة، عندك كلام عليه في الشرح؟
القارئ : قال النووي رحمه الله تعالى: " عن ابن عباس قال فرض الله عز وجل الصلاة على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلّم في الحضر أربعا وفي السفر ركعتين وفي الخوف ركعة، هذا الحديث قد عمل بظاهره طائفة من السلف منهم الحسن والضحاك وإسحاق بن راهويه، وقال الشافعي ومالك والجمهور إن صلاة الخوف كصلاة الأمن في عدد الركعات فإن كانت في الحضر وجب أربع ركعات وإن كانت في السفر وجب ركعتان ولا يجوز الاقتصار على ركعة واحدة في حال من الأحوال وتأولوا حديث ابن عباس هذا على أن المراد ركعة مع الإمام وركعة أخرى يأتي بها منفردا كما جاءت الأحاديث الصحيحة في صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه في الخوف، وهذا التأويل لابد منه للجمع بين الأدلة والله أعلم " . الشيخ : الصحيح أنه ليس، أن منه بدّا، وأن يقال هذه في ظاهر الأحوال، لنفرض مثلا أن العدو قد اشتدت وطأته على المسلمين وأنه لو بقي هؤلاء يقضون الركعة ربما يكون في ذلك إرهاق للأخرين الذين ينتظرون مجيئهم، فيقال لهذا سلموا من ركعة وانصرفوا والإمام يبقى في مكانه ويأتي الأخرون فيصلون ركعة وينصرف الجميع إلى ناحية المعركة، فالصواب أنها صفة، وأن الخوف له تأثير في العدد وفي الكيفية، نعم. القارئ : حدثنا محمد .. الشيخ : ... . القارئ : نعم.
حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا : حدثنا محمد بن جعفر قال : حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة يحدث عن موسى بن سلمة الهذلي قال : سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام فقال : ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم .
القارئ : حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة يحدث عن موسى بن سلمة الهذلي قال: ( سألت ابن عباس كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام فقال: ركعتين سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم ).
وحدثناه محمد بن منهال الضرير قال : حدثنا يزيد بن زريع قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا معاذ بن هشام قال : حدثنا أبي جميعا عن قتادة بهذا الإسناد نحوه .
القارئ : وحدثناه محمد بن منهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة ح وحدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي جميعا عن قتادة بهذا الإسناد نحوه. الشيخ : وفي رواية لها بقية ( وإذا صلى مع الإمام صلى أربعا )، ويدل عليه سياق الحديث فقال رضي الله عنه إن هذه سنّة أبي القاسم، يعني بذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم، وعلى هذا فإذا صلى المسافر خلف إمام يُتم وجب عليه الإتمام وإن صلى وحده وجب عليه، لا نعم، ما هو وجب، جاز له القصر، وهذه هي السنّة، فإن قال قائل: أيما أفضل أن أذهب وأصلي مع الإمام أربعا أو أصلي وحدي ركعتين؟ قلنا الأول، الأول أفضل لأنك مدعو إلى الصلاة مع الجماعة، لكن إن فاتتك فصل ركعتين، فإن قال قائل: إذا أدرك من الرباعية ركعتين فهل يسلّم مع الإمام؟ قلنا لا، بل يتم أربعا لقول النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم: ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) وهذا العموم تدخل في هذه الصورة، فإن قال لو أدرك مع الإمام التشهّد الأخير فهل يتم أربعا أو يصلي ركعتين؟ الأول أيضا لعموم ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) ، وأما قول من قال أنه إن أدرك ركعة فأكثر أتم وإن أدرك دون ذلك لم يتم فهذا ضعيف، ولا يمكن أن يقال إن هذا يدخل في قوله صلى الله عليه وسلّم: ( من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة ) لأن هذا العموم فيه عموم أخص منه وهو: ( ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) فإن الأول عام وهذا خاص فيمن صلى مع الإمام فيكون أولى بالتقديم، يحيى؟
هل نقول أن الذي قال كلمة الكفر من شدة الغضب لا يكفر قياسا على الذي قالها من شدة الفرح ؟
السائل : ... من شدّة الغضب، هل يقاس على ... ؟ الشيخ : هل يقاس على إيش؟ السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : هل قصد الكلام؟ هذا الغضبان الذي غضب غضبا شديدًا وسب الدين والعياذ بالله، هل فعل ذلك عن إرادة. السائل : ... . الشيخ : نعم؟ السائل : ... . الشيخ : ما لم يكن عن إرادة فإن الله لا يؤاخذ به، (( لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ في أَيمانِكُم وَلكِن يُؤاخِذُكُم بِما كَسَبَت قُلوبُكُم )) فهذا الذي غضب لا عبرة بكلامه لا فيما يتعلق بحق الله ولا فيما يتعلق بحقوق الآدميين، ولهذا لو اشتد غضبه وطلّق زوجته، مثلا إنسان غاضبه أبوه بالنسبة لزوجته قال طلّق زوجتك، فغضب قال أنتَ ضايقتني عند زوجتي، زوجتي طالق وجميع مالي وقف، نعم، وكل عبد لي فهو حر وثيابي التي علَيّ وقف على المساكين من شدّة الغضب، ماذا ينفذ من هذا؟ الطالب : لا شيء. الشيخ : لا شيء، لا تطلق الزوجة ولا يعتق الإماء، العبيد ولا توقف الأملاك ولا توقف الثياب التي عليه لأنه ما قصد، طيب، فإن قال إنسان فإن نطق لسان بكلمة الكفر وقال إنه مازحا. السائل : ... . الشيخ : فهذا نعم، هذا لا شك إنه يؤاخذ كما قال تعالى (( وَلَئِن سَأَلتَهُم لَيَقولُنَّ إِنَّما كُنّا نَخوضُ وَنَلعَبُ قُل أَبِاللَّهِ وَءاياتِهِ وَرَسولِهِ كُنتُم تَستَهزِئونَ * لا تَعتَذِروا قَد كَفَرتُم بَعدَ إيمانِكُم )) ولأن هذا قصد الكفر المازح لكن على وجه الإستهزاء، ولهذا نقول إن كفر المازح أشد من كفر الجاد لأنه كافر وزيادة والعياذ بالله، نعم؟ فراس؟
من كان مسافرا وصلى العصر خلف إمام مقيم يصلي المغرب هل يتم العصر أم يقصرها ؟
السائل : ... . الشيخ : الظاهر في هذه الحال يصليها رباعية، لأنه خلف إمام يصلي صلاة إتمام، نعم. السائل : ... . الشيخ : كيف؟ السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : نعم. السائل : ... . الشيخ : الظاهر إنه، الظاهر في هذه الحال إنه يصليها رباعية لأنه خلف إمامه يصلي صلاة إتمام. نعم؟
السائل : ... . الشيخ : ضابط الإكراه الإلجاء، يعني بمعنى إن إنسان يقول مثلا إن فعلت كذا وإلا قتلتك وهو قادر على القتل أو إن فعلت كذا وإلا فعلت فيك الفاحشة مثلا والعياذ بالله أو فعلت الفاحشة في أهلك، أنواع كثيرة، لكن من الإكراه ما يكون خفيفا، كأن يقول مثلا إن فعلت هذا وإلا أخذت منك القلم الذي في جيبك، والقلم يساوي نصف ريال، هذا إكراه؟ السائل : ... . الشيخ : هذا لا يُبيح كلمة الكفر لأنه ليس بشيء، نعم.
وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال : حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم ابن عمر بن الخطاب عن أبيه قال : صحبت ابن عمر في طريق مكة قال : فصلى لنا الظهر ركعتين ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله وجلس وجلسنا معه فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى فرأى ناسا قياما فقال : ما يصنع هؤلاء قلت : يسبحون قال : لو كنت مسبحا لأتممت صلاتي يا بن أخي إني صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله ثم صحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله وقد قال الله : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) .
القارئ : وحدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه قال: ( صحبت ابن عمر في طريق مكة قال فصلى لنا الظهر ركعتين ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله وجلس وجلسنا معه فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى فرأى ناسا قياما ) ، ما يصنعون؟ الشيخ : فقال ما يصنع. فقال. القارئ : ( فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: مسبّحون قال: لو كنت مسبّحا لأتممت صلاتي يا ابن أخي ) .. الشيخ : ما عندنا لام، ( لو كنت مسبحا أتممت ) ، اصبر ... . أه؟ بدون لام، وهل يجوز مع الإثبات؟ يجوز، الدليل؟ هذه فيها اللام، ... ؟ السائل : ... . الشيخ : ما هي؟ نعم؟ (( لَو نَشاءُ جَعَلناهُ أُجاجًا فَلَولا تَشكُرونَ )) أما حطاما فقال (( لَو نَشاءُ لَجَعَلناهُ حُطامًا فَظَلتُم تَفَكَّهونَ )) ، إذًا، إذا كان في الإثبات، إذا كان الجواب مثبتا جاز إثبات اللام وحذفها، وإن كان منفيا فإن اللام تثبَت؟ ووجه ذلك أن اللام للإثبات والنفي يُنافي الإثبات، ولهذا يقول لو جاء زيد ما رأيتني هنا، ولا تقل لو جاء زيد لما رأيتني، لو جاء زيد، نعم، لو تركني زيد لغرقت أو لما غرقت؟ نعم لغرقت عن الأول، المهم على كل حال إذا جاءت ما النافية فإن الأفصح حذف اللام ويجوز ذكرها قليلا، لقول الشاعر: " ولو نعطى الخيار لما افترقنا *** ولكن لا خيار مع الليالي " .
فوائد حديث : ( قال : صحبت ابن عمر في طريق مكة قال : فصلى لنا الظهر ركعتين ... ) .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم هذا الحديث بطريقيه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فيه فوائد، أولا تكريم الأصحاب لزعيمهم وكبيرهم حيث كانوا يتبعونه، ذاهبا وراجعا، ولهذا قام هؤلاء أصحاب عبد الله بن عمر معه فلما جلس جلسوا معه، وهكذا ينبغي للإنسان مع الذي هو أكبر منه سنا أو قدرا أن يكون محترما له يكون تابعا، ولا ... أنه متبوع. وفيه أيضا من فوائده أنه يجوز للإنسان أن يسأل عن الشيء الذي كان يعلمه للتنبيه، لقول ابن عمر ( ما يصنع هؤلاء ) وإلا فهو يعرف أنهم يصلون، لكن أراد أن ينبّه الحاضرين على ما يريد أن يحدثهم به. وفيه أيضا أن الإنسان إذا خاطب مَن دونه في السن فإنه يقول يا ابن أخي لأن أبا هذا الذي دونك يحاذيك فتقول له يا ابن أخي، وبالعكس إذا أراد أن يخاطب من هو أكبر منه يقول يا عم، وهذا من الأداب، من الأداب التي ينبغي للإنسان أن يلتزم بها لأنها توجب المودة والمحبة والتلطف. ومن فوائده أن الإنسان مادام مسافرا فإنه يصلي ركعتين وإن طال به السفر، لقوله صحبت النبي صلى الله عليه وسلّم في السفر فلم يزد على ركعتين، وهذا هو السنّة، إلا إذا صلى الإنسان خلف إمامه يُتمّ وقد سبق أنه يلزمه إيش؟ الإتمام، تبعا لإمامه. ومن فوائد هذا الحديث أن القصر في السفر كان من سنّة النبي صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم وسنّة الخلفاء الراشدين من بعده، فقد عَدّ عبد الله بن عمر ثلاثة من الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان، ومراده بعثمان رضي الله عنه في قوله ( حتى قبضه الله ) ، يعني أنه إذا كان في السفر أما في منى فهذه مسألة مستثناة لأن عثمان رضي الله عنه في ءاخر خلافته كان يُتم في الصلاة. ومن فوائد هذا الحديث التأسي برسول الله صلى الله عليه وعلى ءاله وسلّم في كل أفعاله واحتمال الخصوصية غير وارد، لأن الأصل، سليم؟ ... الأصل؟ الأصل أن تتأسّي بالرسول عليه الصلاة والسلام وأنه لا خصوصية حتى يقوم دليل على ذلك، ولهذا لما أراد الله الخصوصية قال (( وَامرَأَةً مُؤمِنَةً إِن وَهَبَت نَفسَها لِلنَّبِيِّ إِن أَرادَ النَّبِيُّ أَن يَستَنكِحَها خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )) قال (( خالِصَةً لَكَ مِن دونِ المُؤمِنينَ )) ، ولما أباح له أن يتزوّج زينب بنت جحش وكانت مع زيد بن حارثة قال (( فَلَمّا قَضى زَيدٌ مِنها وَطَرًا زَوَّجناكَها )) بعده؟ (( لِكَي لا يَكونَ عَلَى المُؤمِنينَ حَرَجٌ في أَزواجِ أَدعِيائِهِم )) ولم يقل لكي لا يكون عليك مع أن الحكم قد سيق لمن؟ للرسول عليه الصلاة والسلام، فدل ذلك على أن ما ثبت للرسول ثبت للأمة وهذا واضح، ولهذا يجب علينا أن نحترز من كون بعض العلماء رحمهم الله إذا أعياهم الجمع بين الأحاديث قالوا هذا خاص بالرسول، كطريقة أخرى يتبعها بعض العلماء إذا أعياهم الجمع قالوا هذا منسوخ، وهذا غلط، ... إذا أعياك الجمع فقل الله ورسوله أعلم، فإن قال قائل (( لَقَد كانَ لَكُم في رَسولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ )) أعرب حسنة؟ عقيل؟ وهل يمكن أن تكون هناك أسوة حسنة؟